-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 19 - 2 - الخميس 12/12/2024

 

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل التاسع عشر

2

تم النشر الخميس

12/12/2024



حاولت اسيل البحث عن صوتها فخرج مهزوزاً وهي تسأله

_كنت جاية اسأل عن كابتن داغر.

تعجب الحارس من سؤالها 

_بس داغر بيه مسافر من فترة طويلة أوي.

ظنت أسيل أنها رحلة عمل لذا سألته بتوجس

_متعرفش هيرجع امتى؟

هز رأسه بنفي 

_حقيقي معرفش بس مظنش انهم هيرجعوا دلوقت.

اندهشت لصيغة الجمع التي يتحدث بها ثم سألته مستفهمة

_هما مين؟

_هو وخليل بيه الاتنين سافروا من سنة تقريبًا ده كل اللي اعرفه لأني مستلم الشغل جديد.

تركها الرجل وعاد للداخل فتتجمع الدموع بعيونها واخذت تنظر إلى المنزل بضياع

فقد فعل فعلته ولاذ بالفرار.

استدارت لتمضي وقد أقسمت ان تنتقم منه يوماً أشد انتقام 

فقط يعود وستعمل بكل الطرق على اسقاطه.



عودة للحاضر 


انتبه داغر لصوت الباب ليعيده لواقعه

وحاول أن يظهر صامدًا بعد تلك الذكريات التي داهمته

 

قام بوضع البوصلة في موضعها داخل الخزانة لكن لم ينتبه جيدًا فتسقط علبة اخرى بالخطأ كانت بجوارها

انتبه لسقوط شيء ما فقام بتحسس مكان الأخرى لكن لم يجدها

يبدو انها من سقطت على الأرض.


مال على الأرضية وأخذ يتحسس بيده يبحث عنها، عليه أن يجدها، لا يجيب أن تراها 

أخذ يتحسس الارضية يبحث عنها بيده حتى استطاع إيجادها 

أغمض عينيه براحة لم تدوم طويلاً عندما وجدها فارغة

إذا لقد سقط ما بها، ضغط أكثر على أسنانه وكره عجزه الذي اوصله لتلك المرحلة من العذاب 

واصل تحسسه لكن لا أثر لهم

لكنه لم ييأس عليه ان يجده بأي شكل لكن انتبه لنفسه عندما لامست يداه قدمها حينها أجفل وشعر بكم ضئالة لم يشعر بمثلها من قبل 

هاجت أعصابه وبدات عينيه الرمادية تتحول لسحب محملة بالغيوم وفمه الحازم يتشنج من شدة غضبه

ثم غمغم بلهجة حازمة أخفى منها مدى سخطه

_اطلعي برة.

رمقته أسيل بنظراتها المتشفية وقد أصبح أمامها ذليل لعماه، انفعل أكثر عندما لم يسمع خطواتها وهدر بها ساخطاً 

_قولتلك برة.

كان صوته تلك المرة يحمل غضب الدنيا بأكمله مما جعلها ترمقه باستخفاف وخرجت من الغرفة.

شعور بالرضى تظاهرت به لكنها تعلم جيدًا بأن ذلك القلب الخائن يأن ألماً عليه وعلى ما وصل إليه 

انسحبت بهدوء كي لا يشعر بها يكفي ما رأته حتى الآن 

عليها ان تنتقل لخطتها الثانية وبعدها سيكتمل انتقامها وترحل من تلك البلد دون عودة.


عادت أسيل إلى المنزل في وجوم تام

لا تعرف ما سبب تلك الغصة التي تشعر بها 

مؤكد بأنها ليست لأجله

اندهشت أمينة من عودتها مبكرًا فتقدمت منها لتجلس بجوارها تسألها

_ايه يا أسيل اللي رجعك تاني.

اسندت رأسها على ظهر الأريكة وقالت بإرهاق

_حسيت نفسي تعبانة شوية قلت اروح أرتاح

تطلعت إلى وجهها الشاحب وسألتها بقلق

_انتِ أخدتي العلاج الصبح؟

وضعت يدها على رأسها وتمتمت بألم 

_مبقاش بيجيب نتيجة، عايزة أروح للدكتور تاني واطلب منه يغير العلاج

اعتدلت لتتلفت حولها تبحث عنه

_اومال فين إياد؟

_لقيت جسمه دافي اديته دوا للسخونة ونام.


انقبض قلبها بقلق وقالت بلهفة 

_طيب اتصل على هايدي تيجي تشوفه.

_كلمتها وهي اللي قالت اديله دوا للسخونة متقلقيش.

نهضت اسيل بقلب لهيف 

_مقلقش ازاي انا هدخل أشوفه.

دلفت الغرفة مسرعة فتجده نائمًا في فراشه قامت بحمله والتأكد من حرارته فوجدتها ليست طبيعية 

دلفت أمينة خلفها وهي تقول

_يا بنتي قولتلك كويس بتقلقيه ليه بس.

شددت أسيل من احتضانه وصورة والده وهو منكب على الأرض لا تترك مخيلتها فتمتمت بحزن

وهي تتطلع إليها بقلق

_بس جسمه لسة سخن.

_لسة اخد الدوا دلوقت ملحق يعمل مفعول اطمني.

حاوط ابنها عنقها بيديه الصغيرة ووضع رأسه على كتفيها باعياء

_انتِ متأكدة انها سخونة بس، انا بقول أكلم هايدي تيجي تشوفه أحسن.

_اطمني هي قالت لما تخلص الشيفت بتاعها هتعدي تطمن بنفسها.

جلست على الفراش وهي مازالت تحتضنه وهو غافي على كتفها وشعور بالذنب يكتنفها

فمهما وصل تعبه لا تستطيع الخروج به من المنزل وتنتظر مجيء هايدي التي حقيقة لا تتأخر عنه وتعامله كطفلها.

تنهدت بتعب وقالت

_حاسة بذنب كبير أوي من ناحيته

_وبعدين معاكي يا أسيل هتفضلي محملة نفسك الذنب لحد أمتى، انا اتخدعت فيه زيك بالظبط مش لوحدك وبعدين هو نصيبه من الدنيا كدة 

_مش عارفة هيفضل لحد امتى كدة مش عارفة اسجله.

_ما حازم…

قاطعتها أسيل بإصرار 

_قلت لأ هو ملوش ذنب يتحمل غلطة غيره ارجوكي بلاش كلام في الموضوع ده تاني 

_خلاص تروحي لأبوه وتعرفيه.


تنهدت أسيل وسألتها

_وإن اخده مني هعمل ايه وقتها.

_ميقدرش يعملها.

_مين قالك كدة، اللي زي ده ممكن يعمل أي حاجة لأن الخيانة في دمه

كنت فاكرة إني هعرف انتقم منه بس اكتشفت إني اضعف من كدة بكتير، وأضعف من إني اقف قصاده، والآخر طردني

لاحت صورته أمامها

_او يمكن عشان لقيته عاجز قدامي فقلت عدل ربنا مفيش افضل منه، بس مقدرش اجازف واعرفه انه له ابن.

سألتها أمينة 

_يعني خلاص هتسيب الشغل عنده.

أومأت أسيل وهي تنظر لصورته المصغرة

_خلاص معدش له لزوم.

ربتت امينة على ساقها وقالت بسرور

_كدة أفضل سيبي الملك للمالك هو اللي هياخدلك حقك وانتي في مكانك.

يلا نيمي ابنك ونامي جانبه شوية 

اومأت أسيل ووضعت ابنها في فراشه ونامت بجواره

اخذت تحسس على وجنته الناعمة وتدقق في تفاصيله التي لم تترك شيء من أبيه 

هل هذا عقاب آخر أن يظل بحياتها حتى بعد خروجه منها؟

لكن من قال انها استطاعت اخراجه من داخلها

واهمة إن ظنت ذلك

فمنذ ان وقعت عينيها عليه وعاد القلب ينبض من جديد 

فكلما حاولت إخراجه نظرة واحدة لطفلها تعيد إليها ذكريات لا تنسى.


❈-❈-❈


في منزل 

دلفت فايزة غرفة ابنتها فتجد أنها مازالت نائمة

_هايدي هتفضلي نايمة كدة؟ مش هتروحي المستشفى؟

نهضت هايدي بتكاسل وتمتمت 

_لأ اخدت اجازة النهاردة كمان، حاسة بتعب شديد اوي.

_ده أكيد من الحمل، قومي افطري معايا وخلينا نتكلم شوية.


كانت هايدي تتلاعب بطعامها تمثل فقط بأنها تأكل ولم يخفى ذلك على والدتها فسألتها 

_انتي ناوية على ايه يا هايدي.

رفعت عينيها عن طبقها 

_اعمل ايه في ايه؟

_في جوزك اللي مصر على رأيه.

ابتسمت بحزن عميق وقالت بعدم اهتمام

_مش فارقة

_يعني ايه مش فاهمة؟

تركت الملعقة من يدها وأجابت

_يعني وجودي في حياته زي عدمه، كنت مجرد زوجة بتلبي احتياجاته وخلاص بس الزوجة دي جابت اخرها ومبقتش بتحس معاه بالأمان فالافضل لها انها تنسحب بهدوء وتخرج من حياته بكرامتها.

لم تقتنع برأيها 

_بس يا هايدي انتي بقالك خمس سنين متجوزين عمرك ما شكيتي منه وكنت بشوفكم مبسوطين اوي مع بعض.

لاح الحزن بنظراتها 

_ده اللي كنت بضحك على نفسي بيه واقول كفاية أنه بييجي آخر الليل ينام في حضني انا مش واحدة غيري

بس طلعت غلطانة لأن غيري هي اللي مالكة كل جوارحه مش بس قلبه 

وصلت انه ينطق اسمها وهو في حضني يعني وهو معايا فاكرني هيا

تدحرجت دمعة على عينيها وتابعت

_وفوق كل ده رافض يخلف مني، أكيد من جواه بيفكر لو قدر يوصل لحببته هيبقى الخلاص من طفلين أفضل من تلاتة

مسحت دمعتها وتابعت

_عشان كدة انا مش هنزل الحمل ده ومش هرجعله.

_بس انا شايفة انك بتظلمي حازم لأنه مش بـ….

قاطعتها هايدي بفتور

_لو سمحتي يا ماما الموضوع ده منتهي مش عايزة كلام فيه، انا بقالي خمس سنين بقول بكرة يرجع ومينفعش اهد بيتي بايدي، بس هو اللي هده باديه

الحل الوحيد قدامي هو الطلاق غير كدة لأ

ضربت فايزة على صدرها 

_طلاق؟! انتي اتجننتي؟

هزت راسها بتأكيد فقالت فايزة باستنكار

_لااا انتي شكلك اتجننتي فعلاً.

_لا يا ماما متجننتش كل الحكاية اني عايزة احافظ على اللي باقي من كرامتي.

انفتح الباب ودلف منه فريد وهو يقول

_اتفضل يا حازم ادخل.

نهضت هايدي لتتوجه إلى غرفتها لكن والدتها امسكت رسغها تمنعها

_عيب مينفعش تسيبيه وتمشي.

شدت يدها ودلفت لغرفتها تحت نظرات حازم المبغضة.

تحدث فريد بتعاطف

_معلش يا ابني اعذرها هي بس اخده على خاطرها منك، ادخل وراها وحاول تراضيها.

اومأ حازم وتوجه إلى غرفتها


نظرت فايزة لفريد وقالت باستياء 

_ليه متكلمتش معاه الاول

جلس فريد على المقعد وتحدث بحكمة

_لما نشوف الاول هيعملوا ايه، بنتك بتحبه وهو بيعرف يأثر عليها، هيرجعوا لبعض وكلمتنا احنا اللي هتقف يبقى نهدى كدة ونشوف هيعملوا ايه 


في الداخل

دلف حازم الغرفة فوجدها جالسة على الفراش في سكون تام

آلمه قلبه لحالتها لكنه مجبر لأجل مصلحتها

تقدم ليجلس بجوارها ثم تطلع إليها يسألها بروية

_ممكن اعرف سبب للي بتعمليه ده؟

لم تنظر إليه وظلت على وضعها فمد يده إلى يدها وقربها لفمه يطبع عليه قبلة اشتياق وتمتم بحشرجة

_وحشتيني، بقالك يومين بعيدة عني.

سحبت يدها بهدوء لكنه لم ييأس وتسللت يده لخصرها يقربها منه وتابع حميته

_ايه موحشتكيش.

طبع قبلة صغيرة على وجنتها قبل أن يتسلل لثغرها وهو يتمتم من بين شفتيها

_الليلتين دول كانوا اصعب ليلتين مروا عليا وحشتيني أوي.

ابعدت ثغرها عن مرمى فمه مما جعله يزفر بنمق وسألها

_في ايه يا هايدي كل ده عشان أوهام في دماغك؟

التفتت إليه بحدة وقالت باستنكار

_أوهام؟ بعد كل اللي قلته ده وتقولي اوهام؟

وضع يده على وجنتها وتمتم بثبات 

_هايدي انا بحبك ومفيش في حياتي واحدة غيرك.

_بس قلبك فيه غيري.

تنهد بيأس منها وقال بتسويف

_محصلش انا ……

نبهته بتحذير

_اوعى تكدب عشان مش بحب الكدب 

_بس انا عمري ما كدبت عليكي، انا بحبك انتي.

_وحور؟

بغت بسؤالها وضيق عينيه بشك 

_حور أختي.

ابتسمت بسخرية ونهضت قائلة

_حور مش أختك، لأن حور ماتت من سنين اللي معاكم دي أسيل حسين النعماني حلم حياتك

جذبها حازم من ذراعها يسألها بحدة

_انتي بتقولي ايه؟ 

جذبت ذراعها من يده وقالت بثقة

_بقول الحقيقة وأوعى تنكرها لأني اتأكدت بنفسي.

غمغم برفض

_مش حقيقي.

_لأ حقيقي وأكبر دليل على كدة اقناعك لها انك تسجل اياد باسمك ومتخافش اوي كدة عليها انت عارف كويس معزتها عندي لأني شفت بنفسي قد ايه بتحاول تتجنب وجودك عشاني يعني انا مقدرش اقول فيها حاجة

انا بتكلم عنك انت.

مسح بكفه على وجهه ثم سألها 

_انتي عايزة ايه دلوقت؟

اشاحت بوجهها وقالت بتحدي

_نتطلق.

_نعم؟

قالها حازم بعدم استيعاب ثم تابع بحدة

_يظهر انك اتجننتي وعايزة اللي يرجعك لعقلك

امسك ذقنها كي يواجه عينيها وقال باحتدام

_طلاق مش هطلق ولو السما اتطربقت على الأرض، وبالنسبة للحمل ..

تحولت نظرات التحدي لرجاء فتابع هو


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة