رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 38 - 2 - السبت 18/1/2025
قراءة رواية جبل النار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية جبل النار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثامن والثلاثون
2
تم النشر السبت
18/1/2025
كان سليم يقف مع خليل تحدثوا في أمور عدة قبل ان يفتح معه أمر والده وشرح له كل شيء
فقال خليل بحيرة
_معقول محدش قدر يوصله؟
هز سليم رأسه بأسف
_انا بنفسي اللي دورت لإني مش عايز شوشرة انت عارف المواضيع دي بتبقى حساسة أد ايه.
اومأ بتفاهم
_تمام انا هكلم صديق ليا في الداخلية وهخليه يبحث في الموضوع بشكل سري وإن شاء الله نوصله بأقرب وقت.
شكره سليم ثم تحدثوا في أمور عدة ..
تقدم داغر من أسيل بعد أن شعر بالضيق لأبتعادها عنه ولم يعد يتحمل
أشار لها بالتقدم تجاهه فلبت نداءه وتركت كل شيء وتوجهت إليه فقال بغمزة
_وحشتيني اوي لو اعرف إن الحفلة دي هتاخدك مني المدة دي مكنتش عملتها.
_ياسلام دول كلهم ساعتين.
تطلع إلى ثغرها وقال بمكر
_اصلك بصراحة تجنني اوي اوي في الحجاب وعايز اشكره بطريقتي.
رفعت حاجبيها تتصنع الدهشة
_وهتشكره ازاي بقا؟
غمز بشقاوة
_هقطعه.
ضحكت أسيل على خفته وقالت بيأس
_انت مجنون.
رفع حاجبيه بتوعد
_بقا كدة؟ طيب اصبري بس لما يمشوا وانا هعرفك الجنان بيبقا ازاي.
هزت راسها بصبر نافذ ثم تطلعت إلى سيلين التي لم ترفع عينيها عن خليل وقالت
_مش واخد بالك من حاجة؟
قطب جبينه بحيرة وسألها
_حاجة ايه؟
_شوف مدام سيلين مرفعتش عينيها عن عمي طول الحفلة ايه رأيك لو نجوزهم.
تطلع إلى سيلين التي تقدمت من عمه لتحدثه وقال
_تصدقي عندك حق، وبصراحة الموضوع جاي في ميعاده
_ازاي يعني؟
_هقولك بعدين لأنهم جايين علينا.
تقدم خليل من داغر وقال
_طيب يا داغر أنا لازم ارجع القاهرة دلوقت عشان اوصل مدام سيلين وهستناكم الصبح زي ما اتفقنا.
_إن شاء الله يا عمي.
تطلع إلى سيلين وتابع
_شرفتينا يا مدام سيلين.
ابتسمت بمجاملة
_الشرف ليا أنا اني اتعرفت عليكم.
خرجت سيلين مع خليل فقالت أسيل
_أخدت بالك؟
_واضحة اوي بصراحة، بس عادي نخطبها له وبالمرة…..
توقف عن التحدث عندما وجد طارق يقترب من يارين وقال بحنق
_ليلة امك سودة.
تابع بامتعاض
_استنيني هنا لحد ما اشوف المتخلف ده بيعمل ايه.
حاولت اسيل منعه لكنه تركها وتقدم منهم وهو يقول من بين أسنانه
_ايه يا طروقه الحفلة عجبتك.
حمحم طارق باحراج
_بصراحة جداً وناوي إن شاء الله المرة الجاية هتكون عندك برضه.
ضرب على كتفه وتمتم بمغزى
_طيب من هنا للحفلة الجاية تلم دورك عشان معندش قصادك.
رفع يديه باستسلام
_لا وعلى ايه الطيب أحسن بس ..
دنى من اذن داغر وأردف
_بس حب فيا قدامها إلهي يسترك وانا تبت بعد النهاردة وهمشي جانب الحيط.
اومأ لها داغر
_ماشي يلا بقا عشان بينادوا عليك.
في نهاية الحفل بدأ الجميع بالانصراف حتى جاء الدور على طارق الذي تقدم من داغر وقال بمغزى
_بقولك ايه يا كابتن متتوسطلي ينوبك ثواب أهو تكون سبب توبتي.
ضرب داغر بقوة على كتفه وقال بمغزى
_ربنا يسهل، بس التوبة دي هتمشيك جانب الحيط وهتتعبك، نصيحة شوفلك حاجة غيرها.
فعل طارق بالمثل وهو يقول بتهديد مرح
_يا سيدي انا راضي امشي جانب الحيط اللي خلاك انت مشيت انا مش همشي.
تطلعت إليه أسيل بصدمة أخرى لكن داغر ادرك الموقف
_ماشي ربا يسهل روح انت ولما ترجع تاني من امريكا ابقا افاتحها، هي هترجع قريب متخافش.
_إن كان كدة ماشي يلا سلام.
حمحم داغر عندما وجد أسيل تتطلع إليه بغيظ فسألها مدعي الجهل
_في حاجة يا حبيبتي.
زمت فمها بحنق وقالت بتوعد
_لما نطلع اوضتنا هقولك.
انصرف الجميع وتعلل داغر بأن يضع ابنه في فراشه ثم يأتي إليها
دلف داغر غرفة ابنه التي اعدها له لتناسب طفل بسنه
أغلق الباب خلفه وسأل ابنه
_ها عحبتك الأوضة؟ لو مش عجباك قولي اغيرهالك من الصبح.
تطلع إليه بحب وتابع بوعد
_هعوضك عن كل الايام اللي عشتها بعيد عنك
قربه من صدره وتابع بوعد
_وهعيش في الدنيا دي عشان اسعدك انت وماما.
ظل يحدث طفله حتى غفى بجواره على الفراش وكلما هم بالنهوض من جواره تشبث به طفله حتى استكان هو أيضاً ونام بجواره.
❈-❈-❈
في اليوم التالي
توقفت سيارة داغر أمام المنزل مما جعل أسيل تغمض عينيها بألم عندما داهمتها الذكريات
هي ليست مستعدة بعد لأن تدخل ذلك المنزل ليس الآن على الأقل، لكن داغر أصر على ذلك كي تواجه كل الصعاب.
انتبهت على يده التي امسك بها يدها يخبرها أنه بجوارها.
أومأت له بصمت ثم تطلعت لطفلها الذي غفى في مقعده وتمتمت بتأثر
_دا نام.
تطلع داغر إليه بابتسامة
_المشوار كان طويل أوي، يلا خلينا ندخل.
انفتحت البوابة الخارجية ودلف داغر بسيارته وأسيل تحاول بشتى الطرق أن تجابه تلك الذكريات.
اندهش داغر عندما لم يجد الباب الداخلي مما جعله يترجل من السيارة وينادي احد الحرس
_محمد.
تقدم منه الحارس يسأله
_حمد لله على السلامة يا كابتن، خير؟
أشار داغر على الحائط وسأله
_فين الباب؟
قال الحارس بأسف
_انا متأسف لحضرتك نسيت اعرفك إن المدخل ده اتلغى وخليل بيه عمل مدخل من ورا.
اندهش داغر لبرهة لكنه فهم سريعًا
شكر الحارس وعاد لسيارته التي توجه بها إلى الجانب الآخر
تطلع إلى أسيل التي مازالت تخفي عينيها بتلك النظارة السوداء فقال بروية
_أسيل.
تطلعت إليه أسيل متسائلة فقال بحنو
_وصلنا
ترجل من السيارة وتوجه ناحية مقعدها كي يفتح لها الباب عندما ظلت مكانها لم تتحرك فقال بدعم
_انزلي متخافيش.
ترددت لبرهة قبل أن تمد يدها إليه وترجلت بدعم منه
تطلعت إلى المنزل بوجل وتمتمت برهبة
_داغر أرجوك…
قاطعها داغر بحكمة
_أرجوكي انتِ يا أسيل قاومي عشان خاطري وزي ما انتِ شايفة عمي بيعمل اللي يقدر عليه عشان يساعدك.
أومأت له رغم اعتراضها وتركها داغر ليحمل طفله ثم عاد إليها ليكون داعماً لها.
حسها على السير حتى دلفت المنزل تتشبث بذراعه فيجدوا خليل قد بدل معامل المنزل بأكمله مما جعل داغر يندهش كيف استطاع في تلك الفترة الوجيزة ان ينهي كل ذلك.
ومنها أشياء كان يعتز بها حقاً
كيف استطاع محوها من مكانها.
ابتسم برضا فهذا عمه الذي ظل طوال حياته يعطي دون ان ينتظر مقابل.
تطلع إلى أسيل التي مازالت تغمض عينيها فتمتم بروية
_فتحي عنيكي احنا في بيت غير البيت.
فتحت أسيل عينيها وهي لا تفهم شيء مما يقول
بعيون مهتزة تلفتت حولها فترى أنها حقاً في مكان آخر غير الذي دخلته من قبل
صحيح أنه لم ينهي رهبتها كاملة لكنه خفف من وطئته عليها.
انتبه كلاهما على ترحيب خليل
_حمد لله على السلامة.
تبتسم داغر باعتزاز وهو ينظر لعمه الذي تقدم تجاههم
_الله يسلمك يا عمي، بس ايه اللي عملته في البيت ده انا قلت دخلت غلط ولا ايه.
تطلع خليل لأسيل وقال بتقدير
_اسيل تستاهل اكتر من كدة لو كان ينفع كنت بعت البيت كله وشفت مكان تاني بس انا عارف إن البيت غالي عليك برضه.
تطرق في حديث آخر كي يخفف عن أسيل
_تعالو بقا افرجكم على اوضة المستشار الصغير.
رد داغر بغيظ وهو يمسك بيد أسيل ويصعد معه للأعلى
_شكلنا كدة هنخسر بعض بسببه، بس ماشي يا سيدي مستشار مستشار.
لم تطاوعها قدمها على الصعود فترك داغر إياد لى عمه وسألها باهتمام
_مالك يا أسيل؟
اغمضت عينيها لتسقط منها الدموع المتعلقة بأهدابها وتمتمت برهبة
_مش قادرة يا داغر مش هقدر أدخل الأوضة دي مهما حصل.
هنا تدخل خليل بحنو
_بس الأوضة دي معدش لها وجود يا أسيل، تقدري تقولي كدة محيتها نهائي، وبعدين ده موقف صعب من مواقف كتير بتمر في حياتنا ولو وقفنا عند كل موقف منهم يبقى مش هنقدر نكمل حياتنا، فلازم تكوني أقوى من كدة عشان بقا في روح مسؤولة منك لازم تكوني قوية قدامها عشان تستمد منك القوة دي.
وخليكي على ثقة إن كلنا جانبك وبندعمك بكل اللي نقدر عليه.
انا هاخد حفيدي افرجه على اوضته وانت خد مراتك وخليها تختار الاوضة اللي تعجبها، انا برضه غيرت فرش الأوض كلها.
صعد خليل وترك داغر معها كي يبث الاطمئنان بداخلها أكثر
وبالفعل استطاع داغر ان يمحي اي خوف بداخلها ثم أخذها وصعد بها للأعلى
لم تجد حقيقة أي معالم للغرفة وقد فتحها خليل كردهة وملأها بالكثير من أشجار الظل.
اندهشت أسيل بدورها
هل فعل عمه كل ذلك لأجلهم؟ أو بشكل أدق لأجلها هي، فقد أخبرها داغر من قبل بأنه لا يتذكر سوى استيقاظه في الحقيقة، إذا فقد فعل ذلك لاجلها وحدها.
بدأ الخوف يتلاشي تدريجياً وخاصة عندما تحدث داغر
_تحبي تتفرجي على الأوض عشان تختاري واحدة منهم.
هزت راسها بنفي وقد لاحت ابتسامة رضا على فمها
_لا مش هختار انا واثقة في ذوق عمي بس هختار الاوضة اللي جانب إياد.
شهقت اسيل عندما وجدته يحملها ويغمغم بتوعد
_ذوق عمك؟ ماشي تعالي بقا افرجك على ذوقي أنا…
اقتباس من الخاتمة
وقفت أسيل أمام الباب تمنعه وقالت بإصرار
_مش هتخرج.
انفعل داغر وتحدث بحزم
_أسيل أنا لازم أخرج دلوقت أوعى من قدامي.
صرخت بإصرار أشد
_قولتلك مش هتخرج ولو خرجت هقول لعمي ولو وصلت هبلغ الشرطة.
هدر بها بغضب محذراً
_أسيل.
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية