رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 30 - 2 - الأحد 9/2/2025
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الثلاثون
والأخير
2
تم النشر يوم الأحد
9/2/2025
بعد مرور يومين خرجت من غرفتها وابتسامة نصرٍ ترتسم على وجهها.
تقدمت بخطوات واثقة عندما أبصرت زوجها وحماتها يجلسان أمام التلفاز.
أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرته على مهل وهتفت بقوة:— "مختار أنا عايزة أقول لك حاجة."
تطلع إليها متسائلًا فاستجابت قائلة:— "أنا كذبت عليك... ما كنتش حامل ولا حاجة."
اتسعت حدقتاه في دهشة وعدم تصديق ولم يُعقّب لكنها تابعت قائلة:— "وعملت كل ده عشان آخد اللي وراك واللي قدامك... وده كان هدفي من البداية لما دخلت البيت ده والنهارده بس حققت أمنيتي."
شهقت الحاجة سميحة بقوة بينما هبّ مختار واقفًا يدنو منها هاتفًا بضياع:— "بتقولي إيه يا نرجس؟!"
أجابته باستفزاز:— " كل حاجة بتملكها بقت بتاعتي.
ودلوقتي يا ريت ترمي عليَّ يمين الطلاق وتاخد بعضك من سوكيت انت والحيزبونة أمك وترجعوا من مكان ما جيتوا."
لم يستوعب ما تفوّهت به حتى الآن لكن كل ما كان يدور في خلده هو: لماذا فعلت به ذلك؟! لقد قدم لها كل شيء كانت تحتاجه ولم يبخل عليها بأي شيء تحدى والدته مرارًا وتكرارًا رغم تحذيراتها المستمرة منها.
هز رأسه بيأس وهمس:— "مستحيل... مستحيل تعملي فيَّ كده!"
اتسعت ابتسامتها الشامخة وقالت:— "ليه مستحيل؟ المستحيل بقى حقيقة يا يا سي مختار كل حاجة بتملكها بقت بتاعتي يعني انت بقيت على الحديدة ولو ما طلقتنيش بالذوق هرفع عليك قضية خُلع ومعايا محامي شاطر اوي هيكسبها من أول جلسة. قلت إيه؟"
صرخ بصوت مرتفع ورفع يده ليضـ ربها لكنها توقفت في الهواء عندما سمع صوت قرع جرس الباب.
ركضت نرجس لتفتحه فوجدت رجال الأمن يقفون أمامها.
تنهدت براحة ثم افسحت لهم الطريق ليدخلوا. فقد كانت قد رتبت كل شيء مسبقًا قبل أن تخبرهم والحقيقة أنها لم تُخطئ بل خططت ونفذت لعبتها دون أن تترك أثرًا يُدينها.
❈-❈-❈
- "معقول سيلا عملت كل ده؟!"
أومأ لها رحيم
ثم تابع رائف ساخرًا:- " لا ووقفت تتحداني بكل بجاحة وتقول لي: مش هتتجوزها ولو على جثتي!"
شعرت رانيا بالخوف لكنها أخفته ببراعة: المشكلة أن سيلا من يومين تخرج بدري وترجع متأخرة ومحدش عارف يسيطر عليها لا عمو ماجد ولا حتى طنط نهال حتى عمّته هيام لما حاولت تتكلم معاها زعقت في وشها وسابتها ومشت أنا خايفة تكون بترتب لمصيبة يا رائف."
تحدث بثقة: - "ما تقلقيش محدش هيقدر يقرب من ليلى طول ما أنا عايش هي الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي."
ابتسمت رانيا بمكر:- "سيدي يا سيدي أوعدنا يا رب طب دلوقتي هنعمل إيه؟"
قاطعها رحيم بسرعة:- "هنتجوز طبعًا أنا مش هستنى أكتر من كده."
ابتسم رائف باتساع وهتف بجديّة:- "قصدك هنتجوز كلنا يا رحيم أنا قررت إن أنا وأنت وعمتي هيام هنتجوز في يوم واحد وفي نفس القاعة وفي اليوم اللي حدده فريد المنصوري. كمان ايه رايكم؟"
صفّق رحيم بحماس بينما ابتسمت رانيا بقوة وهتفت بتضرع:- "ربنا يعدي الفترة الجاية على خير وأخيرًا بقى فيه فرح في عيلة نصار!"
ترددت للحظة ثم قالت بتلعثم:- "رائف كنت عايزة أطلب منك طلب."
تطلع إليها مستفهمًا فتابعت:- "كنت عايزة أنا وأنت نروح نطمن على مدام ماجي صدّقني أنا قعدت معاها امبارح ست لطيفة جدًا وبتحب بابا بجد وكمان..."
قاطعها رائف بهدوء:- "أنا فاهم اللي إنتِ عايزة تقوليه يا رانيا وأنا قررت إني أنسى كل اللي حصل وأبدأ من أول وجديد. يلا عشان نطمن على أخونا ولا أختنا اللي في بطنها."
ثم ضحك قائلاً بمزاح:- "والله ما أنا مصدق أبقى شحط كده وعندي أخ صغير أمشي جنبه اللي يشوفنا يقول ده ابني الله يسامحك يا حسن يا نصار."
قهقهت رانيا على حديثه المتذمر بينما شاركها الجميع الضحك.
❈-❈-❈
حلَّ المساء وأُقيم حفل خطوبة فضل وجميلة وكان الجميع سعداء من أجلهما حتى ندى فعندما أبصرت السعادة التي تنضح من عيني شقيقها تناست كل شيء ودعت الله أن يتم سعادتهما على خير.
لم يلاحظ والداها أي تغيير عليها وكذلك سالم الذي كان يحاول بشتى الطرق التقرّب منها لكنها كانت ترفض في كل مرة ومع ذلك كانت تبتسم له بين الحين والآخر حتى لا يُثير شكوك والديها.
بعد لحظات جلست والدتها بجوارها وهمست في أذنها بخفوت: "قولي لي يا ندوش هو ما فيش حاجة جاية في السكة؟"
رفعت ندى حاجبيها بدهشة متسائلة بصدق: "حاجة في السكة؟ إزاي يعني؟"
ضحكت والدتها بخفوت ثم تابعت بنفس الهمس: "يعني... ما فيش نونو في الطريق؟"
هزّت ندى رأسها نافية: "لسه بدري على الكلام ده يا ماما أنا وسالم متفقين."
أومأت والدتها ولم تعقّب بينما استغل سالم الفرصة ليحيط كتفيها بذراعه ويطبع قبـ لة فوق حجابها مما جعل والدتها تبتسم بسعادة وتتمنى لهما حياة مليئة بالحب والذرية الصالحة.
❈-❈-❈
أمر رجاله بفتح الباب ثم تقدم إلى الداخل فوقع بصره عليه متكورًا على نفسه فوق الأرض. تقدم بخطوات واثقة أرعبته ثم ركله بقوة آلمته كثيرًا وهو يهتف باحتقار: "اتربيت ولا لسه يا وليد يا شامي؟"
تطلع إليه بنظرات كارهة مغمغمًا:"مش هسيبك يا رائف لو حتى آخر حاجة هعملها في حياتي! أنا عمري ما كرهت حد في حياتي قدّك حتى أبويا كان بيقدّرك وبيحترمك أكتر مني. حاولت أنتقم منك وأخد منك سيلا ربنا رزقك بليلى واللي هي أحسن منها بكتير وكأنك بتديني الحاجة الوحشة وبتبدلها بالأحسن منها! حظك حلو بقى أعمل إيه؟"
نظر إليه بعدم تصديق غير مستوعب كتلة الحقد التي تقبع أمامه ثم عبس وجهه بغضب وهتف بحدة: "تصدق بالله أنا كنت ناوي أديك علقة موت... بس إنت ما تستاهلش هسيبك لحقّدك وهو اللي هيموّتك!"
أشار إلى رجاله بفك قيوده ثم أمرهم بحمله إلى منزله فقد كانت حالته يُرثى لها.
لم يأكل منذ أكثر من يومين ناهيك عن الكدمات التي غطّت وجهه آثارًا لضـ ربات لم ترحمه.
تبادل الجميع النظرات الكارهة ثم التفت رائف وأدار ظهره وانطلق إلى الخارج عازمًا على الذهاب إلى ليلى للاطمئنان عليها والبقاء معها فهي الوحيدة القادرة على إخراجه مما هو فيه.
❈-❈-❈
برفقة والدته عاد مختار إلى حيّهم القديم يحمل في داخله الكثير من المشاعر المتضاربة بعد أن طردتهم نرجس من المنزل أمام رجال الأمن وألقى عليها يمين الطلاق أصبحا الآن مشردين بلا مأوى أو ملجأ.
تنهدت الحاجة سميحة بانكسار ثم هتفت بحزن: "ده ذنب سهام الله يرحمها وليلى يا مختار الظاهر إننا ظلمناهم يا ابني."
أومأ مختار برأسه موافقًا ثم تساءل بقلق: "طب والحل يامه هنعمل إيه؟ هنفضل في الشارع كده؟"
هزّت رأسها نافية وأجابته والدموع تترقرق في عينيها: "معايا قرشين نقدر نأجّر بيهم شقة لحد ما نشوف هنعمل إيه... دور على بنتك يا مختار ارجع لها خليها تسامحنا إحنا بعناها علشان الفلوس ودلوقتي راجعين إيد ورا وإيد قدام."
قالتها ثم انفجرت في موجة من البكاء الشديد وسرعان ما شاركها مختار دموعه.
فقد أيقن أنه خسر كل شيء... حتى ابنته الوحيدة.
❈-❈-❈
جلست في إحدى الحانات ترتشف الخمر بينما بداخلها نيران لا تنطفئ. كانت غارقة في أفكارها حتى وقع بصرها على إحدى الفتيات التي ترقص باحترافية على المسرح.
فجأة انتفضت من مقعدها تصرخ بعدم تصديق: "هي لسه عايشة؟! ما ماتتش؟! مش معقول! يعني وليد كمان خدعني؟ طب ليه؟!"
قالتها ثم انخرطت في موجة من الضحك الهستيري جعلت الجميع ينظرون إليها باستغراب.
خطت نحو الفتاة بخطوات متعثرة حتى توقفت أمامها وهتفت بثقل من تأثير المشروب: "إنتِ... إنتِ اللي عملتي فيا كده! خليتوني افتكر إنك متِّ!"
أجابتها الفتاة بتلعثم محاولة تهدئتها: "اهدي بس يا سيلا وأنا هفهمك على كل حاجة... تعالي معايا."
جذبتها إلى زاوية بعيدة عن الأعين ثم همست لها بهدوء: "لما ضربتيني على دماغي وليد خدني وودّاني المستشفى وساعتها خفيت بس هو طلب مني ما أظهرش في أي مكان إنتِ فيه علشان يفضل مسيطر عليك ويخليك خاتم في صباعه!"
هزّت سيلا رأسها بعنـ ف غير مستوعبة ما تسمعه ثم راحت تصفق بجنون قبل أن تصمت فجأة وتنظر إلى الفتاة بتساؤل: "معاكي كوك؟"
أومأت الأخيرة برأسها موافقة على حديثها.
دون تردد جذبتها سيلا من يدها واتجهت بها إلى إحدى الغرف تبحث عن حقيبتها.
التقطتها سريعًا وأخرجت منها بعض الأكياس الصغيرة.
تناولت إحداها وقدّمتها لسيلا لكنها هزّت رأسها نافية ثم أخذت أكثر من واحد وهتفت بلهجة متوترة: "هديكي فلوس كتير اوي... بس خلّيني أستريح من كل ده!"
❈-❈-❈
طالت الأيام وجاء اليوم المنتظر...
داخل أحد الفنادق الكبيرة وقف كل من حسن نصار وماجد نصار يستقبلان المعازيم بابتسامات عريضة بينما كانت ماجي ونهال تفعلان الشيء نفسه مع السيدات.
أما عن أبطالنا فقد كان كل رجل يحتـ ضن خـ صر عروسه بتملّك شديد والسعادة ترتسم على وجوههم.
جذب رائف زوجته ليلى بين ذراعيه يتراقص معها على أنغام الموسيقى الهادئة وهمس في أذنها بأعذب كلمات الغزل بينما هي تحتـ ضنه كأنها تخشى أن يختفي من بين يديها كانت تشعر بسعادة لو وُزِّعت على العالم بأسره لكفته وزادت.
أما رحيم فكان يرقص مع رانيا هامسًا لها ببعض الكلمات الجريئة جعلتها تذوب خجلًا قبل أن ترمقه بنظرات متوعّدة مما جعله يتصنع الخوف ويهتف ضاحكًا: "يا ساتر يا رب كنت بهزر يا رمضان إيه ما بتهزريش ليه؟"
ثم ضحك بخفّة وهو يضغطها إلى صـ دره قبل أن تهمس له بمكر: "لا يا خويا ما بهزرش!"
أما فريد المنصوري فكان يرقص مع هيام بتناغم بينما نظراته تسكن عينيها يتحدثان في صمت ولكن يخفق قلب كل منهما بجنون.
على الجانب الآخر وقفت ليان تتابع المشهد بسعادة لأول مرة وبجوارها خطيبها الذي طلب يدها من والدها ووافق على الخطبة لكن بعد انتهاء هذه الليلة المنتظرة.
كان الحفل مذهلًا يغلفه جوٌّ من الحب الجارف.
لكن وسط هذه الأجواء الحالمة تساءلت ماجي بصوت خافت وصل إلى مسامع نهال: "هي سيلا اتأخرت كده ليه؟"
أجابتها نهال بقلق: "قالت لي هتلبس وتلحقني بعربيتي..."
لكنها لم تُكمل حديثها فقد أبصرت سيلا وهي تقتحم القاعة تتهادى بخطوات واثقة في فستان أحمر قصير تسير بإغراء كأنها فتنة تمشي على قدمين والجميع يلتهمها بأعينهم.
وقفت في منتصف القاعة طلبت الميكروفون ثم هتفت بابتسامة زادتها أنوثة وإغراءً: "أنا جيت عشان أبارك لعمتي هيام... وكمان رانيا بنت عمي... وحبيبي رائف!"
قالتها وهي تنظر إلى رائف بحب واضح ثم تنهدت ببطء قبل أن تُكمل بصوت أكثر ثباتًا: "أيوه رائف حبيبي... عمري ما حبيت ولا هحب غيره بس للأسف عرفت ده متأخر وأنا وعدت وعد قبل كده وجيت علشان أنفذه النهارده... فاكر يا رائف؟"
تجمّد رائف في مكانه رمقها بقلق ثم ترك ليلى ودنا منها محاولًا جذب الميكروفون من يدها هاتفًا بصوت منخفض: "إيه يا سيلا؟ بتعملي كده ليه؟ ناوية على إيه؟"
ابتسمت له بحزن ثم احتـ ضنته بقوة وهمست قرب شفـ تيه: "مالك قلقان كده ليه تكونش خايف عموماً... ما تخافش."
ظلّت تحيطه بذراعيها لوقت بدا طويلاً حتى ابتعدت فجأة عن متناول يديه قبل أن يستوعب رائف ما تنوي فعله كانت سيلا قد أخرجت مسدسًا فضيًّا صغيرًا من حقيبة يدها الحمراء ووجّهته إلى رأسها ثم ابتسمت وهي تهتف: "شكلك نسيت الوعد يا رائف... مش قلت لك مش هسمحلك تتجوز غير على جثتي؟ وأنا ما بخلفش وعدي أبداً!"
قالتها ثم ضغطت على الزناد.
دويّ الطلقة دوّى في القاعة وسط صرخات الحضور وأمام عدسات الكاميرات...
انتظروا خاتمة الرواية على صفحتي على فيسبوك روايات بقلم بسمة بدران شكرا للمتابعة
تمت
إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية