رواية جديدة لعبة الأقدار لهالة محمد الجمسي - الفصل 4 - الأحد 16/2/2025
رواية رومانسية جديدة لعبة الأقدار
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
لعبة الأقدار
للكاتبة هالة محمد الجمسي
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الرابع
تم النشر الأحد
16/2/2025
الفصل الرابع
فور أن سمع وجيه كلمات ناعومي حتى تحرك مباشرة أمامها حتى يقف حاجز أمامها وأمام آسيا، وقال في صوت هادئ متزن:
ـ حضرتك كنت مشتركة معانا في المسابقة، ومش عارفة شروطها ولا نتائجها ولا اي؟!
صوت خطوات تافا على الدرج، جعل آسيا تلتفت إلى الخلف وقالت في نبرة تحذير:
ـ تافا، اي اللي قومك من السرير؟
ثم نظرت إلى وجيه وقالت:
ـ اكيد في سوء فهم، حضرتك غلطان أنا مشتركتش في مسابقات، ومن فضلك اختي عندها مدرسة بكرة وانتم ازعجتونا٠
صوت تافا وهي تصيح في تعجب شغف:
ـ تميم!؟ تميم هنا في البيت، ياااه دا احلى حاجة حصلت لي بجد، كل صحابي في المدرسة مش هيصدقوا اني شفت تميم، بجد أنا فرحانة اوي٠
ألقت آسيا نظرة على تافا، في حين أسرعت الطفلة تعدو في إتجاه تميم قائلة:
ـ أنا حافظة كل اغانيك، (راح على بابها) حفظنا عهدك، قرب يا هوي، وأغنية العتاب الاخيرة٠
وضع تميم يده على رأس الطفلة يداعبها قائلاً:
ـ أنا محظوظ أن ليا جمهور كمان من الصغار٠
في حين قالت ناعومي وهي تنظر إلى وجيه في غيظ:
ـ يا لا نبلش نخرج من هون، واضح أن في مشكل مع الآنسة ومشاكل ف الذاكرة، الكبيرة ما بتعرف نجم كبير وبتنكر المسابقة والطفلة لتتعرف عليه، ها حاسة حالي بعالم سمسم٠
تافا نظرت إلى تميم ثم إلى وجيه وقالت :
ـ احنا فزنا في المسابقة؟؟ معقول فزنا!! بس انا قريت الاسماء، واسم آسيا مش فيهم، وليه مش أتكتب اسمها في المجلة؟؟
ناعومي صاحت في استنكار ودهشة:
ـ ايش ها الشغلات؟؟
ثم نظرت إلى آسيا وقالت في صوت يحمل سخرية كبيرة:
ـ بظن خيتك الصغيرة عندها كلام ليك ومواجهه كمان٠
وجه آسيا الذي يظهر مدى الصدمة في ملامحها، لم تستمع جيداً إلى كلمات ناعومي كانت تفكر أن تافا هي السبب في هذا كله، قبل أن يلتقط تميم الخيط سريعاً جدا ويسأل تافا في لهجة تحمل مرح شديد:
ـ أنت اللي اشتركت في المسابقة؟؟ انت اللي بعتي الصورة؟
هزت تافا رأسها علامة الموافقة، ثم قالت وهي تنظر إليه في براءة:
ـ ايوا أنا٠
اقتربت آسيا من تافا وقالت في عتاب وتحذير واستياء كبير :
ـ تافا!! انت بتقولي اي؟! مسابقة اي؟ انت عملت اي من غير ما تعرفيني؟؟؟
وضعت رأسها في الأرض في خجل شديد ثم قالت:
ـ آسيا أنا آسفة لو كنت:::
ناعومي نظرت إلى الجميع في نفاذ صبر ثم قالت وهي تحاول أن تنهى الموقف كله:
ـ شو يا آنسة انت وخيتك الصغيرة، ها الموقف اللي بتحاولو تعملوه قدامنا، العتاب والعقاب خليه بعدين، مشاكل عائلية وممكن توصل ل بكرة، ويجوز تكون لآخر العمر، نحن نريد نوصل ل حل واتفاق هون ، راح تصوري الكليب ولا عايزة تنسحبي؟؟
نظرت آسيا إلى ناعومي في تحدي، عين ناعومي كانت تنطق بعدم الرغبة في وجود آسيا في حين قالت آسيا وهي ترفع راسها في كبرياء/وتابعت:
ـ أنا مشتركتش في مسابقة علشان انسحب، واللي حصل من اختي الصغيرة غلطة وأنا بعتذر عنها، وممكن تعملوا مسابقة تانية وتكملو مشاريعكم بعيد عن البيت دا٠
ابتسمت ناعومي في سخرية وقالت:
ـ تمام يا حلوة، الفرصة راحت عليك ومن حظنا الحلو أن محدش أعلن عن اسمك، خلاص، يا لا ياجماعة، انتهينا هنا٠
كانت ناعومي أول من خرج من منزل آسيا، ثم تتبعها سميح، تميم نظر إلى تافا التي نظرت له في حزن وقالت:
ـ لو ينفع اكون انا معاك في الكليب٠
ابتسم تميم ثم قال:
ـ سيناريو الكليب مافيهاش اطفال، لكن وعد مني أول ما اغني اغنية للاطفال انت هتكوني معايا فيها٠
آسيا أشارت بيدها إلى تافا وقد ازعجتها وعود تميم وقالت:
ـ تافا، يا لا على اوضتك، مش عايزة كلمة واحدة تاني, حسابك بعدين٠
أسرعت تافا إلى أعلى وهي تبكي في صمت
تميم نظر إلى وجيه، همس في أذنه قائلاً:
ـ حاول معاها مرة تانية، الوش دي والملامح دي مناسبة اوي ل فكرة لكليب٠
خرج تميم بعد أن هز وجيه رأسه علامة الموافقة في حين ظل فادي إلى جوار وجيه الذي قال:
ـ طيب انا بستسمحك في دقائق بس٠
وجه آسيا الذي كان يستعد للرفض، وافق على مضض، في حين قال وجيه:
ـ أنا مقدر طبعاً عامل المفاجأة اللي حصل لك النهاردة، بس لو فكرتي فيها بهدوء، هتلاقي أنها فرصة ليك، فرصة كبيرة كمان، ناس كتير اوي بتحلم بيها، بتحلم أنها تقف قدام الكاميرا، ومع مين؟؟ تميم تميم، ممكن تراجعي نفسك تاني، على الأقل يومين بس تفكير، أنا ممكن اخلى الفلوس تتضاعف ليك٠
هزت آسيا رأسها علامة النفي، وقالت:
ـ لا٠
اخرج وجية كارت خاص به ثم قال وهو يضعه أمام آسيا على منضدة صغيرة:
ـ أنا بس عايزك تفكري بهدوء، ممكن نتوصل ل حل أنا وأنت٠
فادي همس في صوت منخفض:
ـ حاولي تبصي للأمور من زواية تانية، اكيد هتكوني كسبانة٠
خرج وجيه وفادي، في حين اتجهت آسيا إلى أعلى وهي تكاد تنفجر من الغضب على تافا، فتحت الباب في عصبية شديدة ثم صرخت في شقيقتها:
ـ أنت فاهمة انت عملتي اي؟؟
نظرت تافا إلى آسيا ثم زادت في البكاء مما جعل آسيا تنهرها من جديد:
ـ ازاي تتصرفي كدا؟ ازاي تشاركي باسمي في مسابقات؟ عيلة صغيرة زيك وتطلع منها العمايل دي؟ امتا ؟ وفين؟ وازاي؟
تمتمت تافا وهي تغطي وجهها بيدها:
ـ كنت بحاول اسدد من الفواتير اللي علينا، لو كنت فزت بالمركز التاني أو التالت، بس انا معرفش أن أنت لما تكسبي هما هيجو هنا و يصوروك، كنت فاهمة أنك ممكن تاخدي الفلوس من أي مكان بحوالة٠
هتفت آسيا في عصبية وهي تجلس إلى جوارها:
ـ لانك اصغر من انك تفهمي، تفهمي أن كل حاجة ولها عيوب وضريبة، انت علشان عقلك مش مستوعب الدنيا فيها مشاكل أد اي؟ حطيتنا في مشاكل اكبر منك ومن تفكيرك كمان٠
هتفت تافا وهي تشهق من البكاء:
ـ أنا آسفة يا آسيا بجد، كنت بحاول اساعد معاك في الفلوس الكتير اللي علينا٠
أعقبت آسيا وهي تنظر لها في غضب:
ـ قلت لك مرة واتنين والف بلاش تفكري غير في المذاكرة وبس٠
استمعت آسيا إلى صوت السيارات في الخارج وهي ترحل ثم هتفت ل شقيقتها:
ـ بلاش اي تصرف تاني من غير ما ترجعي لي، مفهوم؟
تمتمت تافا وهي تهز رأسها علامة الموافقة:
ـ مفهوم، مفهوم٠
تنهدت آسيا ثم قالت:
ـ الوقت ليل ومش عايزة الجيران يسمعو صوتي، نامي دلوقت، علشان تصحي على مدرستك الصبح، وتعملي حسابك ان لسه في عقاب على تصرفك دا، الحكاية مش اتقفلت كدا٠
ظلت تافا تبكي مما دفع آسيا إلى أن تصرخ بها:
ـ قلت نامي ومش عايزة اسمع صوت٠
❈-❈-❈
صباح اليوم التالي، لم توجه آسيا إلى تافا اي كلمات، كان نوع اخر من العقاب تمارسه عليها، بعد أن صعدت تافا إلى الباص المدرسي، كانت آسيا تاخد الطريق سيراً
على الاقدام إلى المتجر الخاص بها، وجه ورد المرتبك و المهموم أخبر آسيا دون كلمات أن هناك أمر ما يحدث، ورد تحدثت في صوت متخاذل:
ـ آسيا أنا كنت عايزة اعرض عليك أمر٠
نظرت آسيا إلى ورد، وحاولت أن تخبرها أن تتوقف عن الحديث، أنها تشعر بأن أمر مخيف سوف تتحدث عنه ورد، لهذا قالت في صوت منخفض:
ـ اتمنى يكون خير حبيبتي٠
ورد هزت كتفها بدون حماس وتابعت وهي تجلس على مقعد أمام آسيا:
ـ أنت عارفة شادي كواك؟
شعرت آسيا أن هناك مطارق من نحاس تخبط في رأسها، فقالت في حزن حقيقي:
ـ صاحب الكازينوهات؟ صاحب رولات القمار،طبعا اعرفه، وأنت كمان تعرفيه، اي الحكاية؟ ليه السؤال دا يا ورد؟؟
تنحنحت ورد، مما جعل الإحباط يعتمر داخل كيان آسيا، تابعت ورد في صوت منخفض يحمل آسف حقيقي:
ـ طيب هو عرض عليا أنه يأجر المحل بتاعي لمدة ست شهور، المدة دي هيديني مبلغ كبير اوي، مبلغ مضاعف للي بكسبه في سنة، وأنا شايفة أن العرض هيغطي نفقات علاج جوزي وتعليم بنتي وهيضمن لي عيشة مرتاحة في الست شهور دول٠
جلست ورد على اقرب مقعد لها، شعرت بألم حقيقي يخترق صدرها وقلبها، ورد في هدوء تعلن لها انها لن تكون جوارها الأيام القادمة، سوف تكون وحيدة تماماً، وجودها يخفف عن آسيا الكثير، الجيرة الطيبة تزيل الهموم كذلك، وتكون دعم وقوى وامان أيضاً في أوقات كتيرة، همست آسيا في خفوت وضعف وهي تغالب دموعها:
ـ صفقة ممتازة وأنا شايفة أنها كويسة اوي ليك٠
كانت كلمات آسيا صادقة، لا تستطيع هي أن تلوم ورد، ولماذا تلومها؟ المرأة تحمل عبء كثير تجاهد به في تلك الحياة، زوجة وأم وربة منزل وزوج مريض، هموم مجتمعة، وقد ءاتت لها فرصة ذهبية
أن ترتاح من هذا العناء، من الغباء أن ترفض،
ورد نظرت إلى وجه آسيا في أسف وشفقة، هي أيضاً تعلم كيف تفكر الفتاة، استطردت في تبرير:
ـ أكيد هاجي هنا كتير يا آسيا، هاجي علشان اقعد معاك، و نفطر سوا وتاكي كمان هتيجي تقعد مع تافا٠
نظرت آسيا لها في عمق ثم قالت:
ـ ايوا اكيد٠
أعقبت ورد في صوت
منخفض وكأنها تعترف:
ـ الايجار ل شادي هيبدأ بعد اسبوعين٠
لم تتحدث آسيا أو ورد بعد تلك الكلمات ظلا صامتين فترة، كل منهم ينظر إلى الشارع الخارجي، آسيا تشعر بأن كل من حولها قد رحل، ورد تشعر أنها خذلت آسيا بطريقة ما، ولكنها لا تستطيع أن ترفض هذا العرض، ورد همست وهي تنظر إلى آسيا في هدوء:
ـ ممكن انت كمان تأجري المحل ل شادي، اكيد هو هيرحب بكدا٠
هزت آسيا رأسها علامة النفي وقد أزعجتها الفكرة والعرض وتابعت:
ـ لا، أنا مش هحول المحل ل كبارية وتربيزة قمار، مستحيل، المحل دا كان ملك لجدي وبعد كدا ل بابا وليا، مستحيل اقبل بعرض ذي دا٠
ورد نظرت ل آسيا في استياء ثم قالت في صوت ناعم:
ـ لو خيروكي بين أمرين صعبين، اكيد هتختاري الأقل صعوبة، يمكن الست شهور دول يسددو كل اللي عليك٠
تبادل كل منهم نظرة عتاب قبل أن تكمل آسيا:
ـ وبعد الست شهور؟ هترجعي هنا يا ورد؟؟
لم تجب ورد ولم تكن آسيا في حاجة أن تجيب الأخرى الإجابة واضحة، سوف يستمر الأمر إلى الأبد، تأجير المحل وتغيير هويته، هو تنازل أول خطوة في مشوار التنازل عن المكان، لم يتبق في المكان سوى آسيا، أنها الوحيدة التي تتمسك بمتجر قديم يبيع بعض العرائس والهدايا، متجر يحاول جاهداً أن يثبت
لكل من بالمكان أن هناك أثر طيب في المكان
ورد نظرت إلى آسيا وقالت في حياء:
ـ أنا خدت دفعة من الفلوس امبارح من شادي، يعني بعد ما عرض الأمر ووافقت، هو دفع مبلغ علشان يبين ليا أنه موافق على شروطي كلها٠
أعقبت آسيا وهي تستمع إلى كلمات ورد:
ـ عظيم و الله٠
ورد فتحت في حقيبتها ثم أخرجت مبلغ مالي وقالت:
ـ أنا فكرت أن جزء من المبلغ دا اكيد هيحل جزء من مشاكلك يا آسيا٠
في رفق شديد وهدوء حاسم دفعت آسيا يد ورد وهي تقول:
ـ لا يا ورد، أنا مش محتاجة فلوس، أنا هعرف امشي اموري كويس اوي٠
اعترضت ورد وهي تحاول اثناء آسيا عن موقفها:
ـ آسيا أنت عارفة انك زي تاكي٠
هزت آسيا رأسها علامة الموافقة وتابعت:
ـ عارفة ومتأكدة من كدا يا ورد، بس بجد أنا هعرف امشي اموري، انت قبلت عرض علشان حياتك تتظبط، بلاش تلزمي نفسك بأي حاجة تانية، بجد أنا هعرف اظبط أموري، عمتي ريحانة وافقت أنها تبعت لي مبلغ مناسب، والفكرة اتفقنا عليها خلاص٠
هتفت ورد وقد تهلل وجهها من الفرح:
ـ بجد يا آسيا؟ بجد خلاص كدا؟
لم تجد آسيا سوى هذا الأمر و الخدعة، والكذب حتى تقنع ورد أن تتخلى عن أفكارها بشأن مساعدتها مادياً، في كل الأحوال ورد ليست ملزمة بها، ولا يحق ل آسيا أن تقسم معها المال، مال شادي كواك، الذي يرغب في تحويل الشارع العتيق إلى ملاهي ليلية وصالات قمار، أن حياتها وعثراتها تكفيها هي فقط، من الغير أخلاقي أن تجعل أحزانها عقدة ذنب إلى شخص يثق بها ويحبها مثل ورد، يجب أن تكون الست اشهر القادمة افكار ورد كافية لها فقط، لقد حملت هموم واحزان و متاعب آسيا وقت كاف، وهذا يكفي
حين عادت تافا من المدرسة، أخبرتها آسيا في لهجة آمرة:
ـ تافا، خلصي واجباتك بسرعة ومش عايزة دوشة أو قلق في المحل٠
صوت الرجل الأجش ذو الجسم الضخم والحقيبة الجلدية السوداء الذي نظر إلى ود وهو يجتاز المحل إلى منتصفة:
ـ أنت آسيا اسماعيل الرويفي؟؟
دون أن ينتظر منها إجابة أخرج ظرف اصفر اللون، يحمل ختم كبير ازرق أعلاه يكاد يلتهم الظرف كله وقال في صوت مرتفع مثل من يلقي حكم عظيم:
ـ الجواب دا ليك مصلحة الضرائب، امضي لي هنا بانك استلمت الجواب، وخلي بالك يا ست الناس، الجواب دا زي إخطار بانك لازم تسددي، لازم تدفعي في مدة خمستاشر يوم بس، بعد كدا هيكون في إجراء تاني، تمام كدا أنا بلغتك وخلصت من ذنبك ٠
وقعت آسيا على استلام الخطاب، كان الرجل يتأمل المتجر في عمق نظرة فاحصة نظرة خبير، مثل من يقيم المكان بحسابات مختلفة عن الضرائب، وكأنه سوف يغير من الأمر شيء، وحين رحل الرجل، وضعت آسيا الظرف دون أن تقوم على فتحه، لقد زادت الفواتير والديون واكتملت المصائب
جملة وتفصيلاً، فالمصائب لا تأتي فردى
وضعت آسيا يد على رأسها، وهي تفكر كيف يمكنها أن تواجه كل تلك الأمور؟ كيف؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية