-->

رواية جديدة بحر ثائر لآية العربي - الفصل الأخير - 3 - الثلاثاء 25/2/2025

 

قراءة رواية بحر ثائر كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية بحر ثائر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي


الفصل الأخير

3

تم النشر الثلاثاء

25/2/2025



سيتخذ من ابتعادها عنه حافزًا لينهي مهمته ويعود إليها  ،  هذا ما قرره برغم صعوبة الأمر عليه  . 


اليوم سيكون الأصعب على الإطلاق  ،  سيتزوج بمارتينا  ،  تلك المرأة المجنونة والمتملكة والتي لا يمكنه الاستهانة بها قط لذا يجب عليه أن يكون في أقصى مراحل ذكائه حتى يحصل على ما يريده  . 


ارتدى ثيابه وتحرك يغادر منزله بعدما مكث هذه الليلة في غرفة ديما يستنشق رائحتها  ،  والآن حان وقت العمل  . 



❈-❈-❈


يتناولان فطورهما سويًا قبل أن يذهبا ليتابعا الإجراءات  . 


منذ أن تحدثت معه أمس وهو يفكر  ،  عقله يعمل في اتجاهات عدة وبنهاية المطاف اهتدى لشيءٍ واحدٍ وواضحٍ وهو طلب يدها من شقيقها  . 


حينها سيكون له الحق والقدرة على حمايتها دون أن تنتشر الأقاويل  ،  ولكن كيف سيفاتح داغر في هذا الأمر  ؟ 


الحديث معه وطلب يدها منه أمرٌ شاق للغاية  ،  هي شقيقته والأمر يدعو للتوتر ولكن ليس على قلبي سلطان يا داغر  . 


هكذا حدث نفسه وخشى أن يتحدث بها أمام داغر الذي لاحظ صمته فسأله بتعجب  : 


- مالك يا صالح فيك إيه ع الصبح  ؟ 


سعل حينما توقفت اللقمة في حلقه ليتعجب داغر ويناوله كوب المياه وباليد الأخرى يربت على ظهره قائلًا  : 


- اللا  ؟  مالك يابني  ؟  لتكون بتحب ومخبي عني  . 


زادها صعوبةً عليه لذا ارتشف صالح القليل من المياه ثم تنفس وشرد  ،  اعتاد أن يتخذ الطريق الواضح دون لفٍ ودوران لذا حدق به وبجدية قال  : 


- داغر أنا بدي اياك بموضوع مهم  . 


قطب جبينه متسائلًا  : 


- خير يا بني قلقتني  ،  قول فيه إيه  ؟ 


حك رأسه بتوتر وأبعد ناظريه عنه ثم عاد ينظر إليه فشعر داغر بالضيق واسترسل  : 


- ماتنطق يا صالح بقى اللا  . 


- أنا بدي أناسبك يا داغر  . 


أصيب بالبلاهة وهو يميل برأسه كأنه لم يستطع تفسير جملته ونطق  : 


- نعم  !  


قرر أن يكمل ما بدأه لذا نطق بوضوح  : 


- متل ما سمعت  ،  بدي أناسبك ياخو  ،  بدي أكفي نص ديني وما رح ألاقي حدا أحسن منك  . 


استوعب داغر مقصده لذا لم يبدِ رد فعلٍ سريعة بل صمت يفكر ولاحظه صالح ففرك كفيه بتوتر يتابع  : 


- لا تؤاخذني بس قلت أحسن إشي أحكي معك طوالي  ،  فكر ياخو وخود رأي الأنسة دينا وأمي منال وأنا معاكم  بأي قرار  ،  ولا راح يأثر عليّ أي إشي  . 


ما زال شاردًا  ،  يفكر  ،  يحب صالح كثيرًا ويعرفه جيدًا ولكن الأمر الآن يتعلق بشقيقته  ،  عليه أن يتروى وعليها أن تقبل به أولًا لذا  ..  تنهد بعمق ونهض يردف بجدية  : 


- طيب سيبها على الله كدة وربنا يصلح الحال  ،  قوم يالا نشوف اللي ورانا  . 


هكذا أنهى الحديث في هذا الأمر سريعًا  ، لا ينكر أنه شعر بالضيق  ،  ضايقه لأنه أتى بشكلٍ مفاجئ برغم إحساسه بذلك الشيء من قبل  ،  عليه أن يفكر جيدًا ويعرض الأمر على شقيقته  ،  وليتها تقبل  . 



❈-❈-❈


ترجلت من السيارة أمام منزل عائلته  ،  ترجل معها خالد والسائق الذي اتجه يحضر حقيبتها  . 


تحدث خالد برسمية قائلًا  : 


- لو اهتجتي أي شيء هتلاقي رقمي مآكِ  ، وماتقلقيش المكان متأمن كويس . 


لا تدرك لمَ كل هذه الجدية  ؟ ومن ذا الذي سيهدد حياتها هنا  ؟ من المؤكد ثائر يبالغ في خوفه لذا زفرت بقوة وأجابته بهدوء : 


- شكرًا  . 


التفتت على إثر صوت والد زوجها الذي ظهر للتو يردف مرحبًا من خلفها  : 


- يا أهلًا وسهلًا  ،  مصر نورت  . 


ملامح بشوشة  ،  ترحيب حار  ،  معاملة ودية جعلتها تبتسم وتمد يدها إليه حينما اقترب ولكنها تفاجأت به يعانقها  ،  توسعت حدقتيها بتعجب لحظي ثم بادلته بمحبة تجيبه وهي تربت على ظهره بعدما استشعرت الراحة من مقابلته  : 


- شكرًا لحضرتك  ،  منورة بأهلها  . 


ابتعد ينظر لملامحها ثم نطق بمرح وصدق  : 


- الواد ثائر ابني ده طول عمره ذوقه حلو شبهي  ،  على عكس أحمد  . 


نطقها وهو يتكتفها ويسحبها معه نحو الداخل فابتسمت لا إراديًا واندمج معها في الحديث لتشعر أنها في مكان تنتمي إليه  . 


وقف خالد يتأملهما ثم تنهد واتجه نحو السيارة يستقلها وتناول هاتفه ليتحدث مع رجله الذي يأمن المكان هنا ويبلغه بالتعليمات قبل أن يرحل متجهًا إلى شركته  . 


صعدت مع أمجد لتجد سيدة وقورة في استقبالها  ،  تحدق بها بابتسامة وصلت إلى عينيها  ،  بعاطفة جياشة كأنها ترى جزءًا من ابنها الذي تشتاق له جمًا لذا ابتسمت لها ديما وحينما وصلت إليها أسرعت تعانقها على الفور وتهمس لها  : 


- ده من ثائر لحد ما هو يرجع بالسلامة ويحضنك بنفسه  . 


أصدرت صوت السعادة وهي تبادلها باشتياق وتبتسم قائلة  : 


- أهلًا وسهلًا يا بنتي  ،  نورتي بيتك  ،  اتفضلي  . 


دلفت ديما المنزل المرتب والهادئ ليهجم صغيراها على عقلها لذا اختفت ابتسامتها  ،  ظنت أن أول شيء ستراه وتفعله حينما تصل مصر هو رؤية صغيراها واحتضانهما ولكنها الآن مضطرة للانتظار ومجبرة على التحمل والصبر لذا ازدردت ريقها وتساءلت بهدوء وهي تجلس معهما  : 


- أومال فين معاذ  ؟ 


أحبت علياء سؤالها لذا أجابتها بابتسامة صادقة  : 


- لسة نايم يا حبيبتي  ،  طمنيني عنك  ،  وثائر عامل إيه  ؟ مش كنتوا المفروض تيجوا سوا  ؟ 


هكذا أخبرها أمجد الذي أسرع يجيب بدلًا عن ديما التي تجلى على وجهها التعجب  : 


- ما أنا قلتلك يا علياء لسة بيخلص أموره  ،  ديما نزلت قبله علشان مارتينا ماتعرفش بجوازهم  . 


أقنعها بذلك ويحمد الله أنه استطاع إخفاء الأخبار الفرنسية عنها حتى لا يشتتها وتتساءل عن أسباب عودة ابنها لزوجته الأولى  . 


أما ديما فنظرت له وتنفست لتجده يومئ لها مطمئنًا وكأنه يخبرها أن كل شيء سيكون على ما يرام  . 



❈-❈-❈


جلس داغر أمام شقيقته في غرفتها  ،  يحدق بها منذ دقائق بعدما أخبرها أنه يود التحدث معها  . 


تجلس أمامه كالمتهمة خاصة وهي تستشعر أن صالح قد أخبره بمكالمتها  ،  كيف ستدافع عن نفسها الآن  ؟  ولكنها فعلت من أجله لذا تساءلت بتوتر  : 


- مالك يا داغر  ،  قلقتني  ،  قول في إيه  ؟ 


نطق بترقب وهو يستشف تعبيراتها  : 


- صالح طلب ايدك مني يا دينا  . 


توسعت حدقتاها بذهول جعلها تحاول تأكيد ما سمعته لذا تساءلت ببلاهة  : 


- صالح مين  ؟ 


رفع حاجباه مندهشًا ولم يجب بل أردف بهدوء وهو يحتوي كفيها  : 


- اهدي يا دينا  ،  وفكري كويس  وانا مش هغصب عليكي أي حاجة  ،  هو صاحبي اه  ،  وجدع ايوا  ،  وأصيل أيوا  ،  بس انتِ بنتي واللي يهمني هو انتِ  ،  فكري كويس وانا معاكي  . 


- لاء يا داغر  ،  مش موافقة طبعًا  . 


قالتها بتسرع نتج عن فهمها لطلبه بشكلٍ خاطئ  ،  من المؤكد هذا الطلب نبع من اتصالها واستغاثتها به لذا لن تقبل بالطبع  . 


ليشعر بالضيق ولكنه لم يعترض بل تساءل  : 


- طيب مش تفكري الأول  ؟  ليه ترفضي بسرعة كدة  ؟ 


هزت رأسها وأدمعت وشعرت بالضغوطات تتكالب عليها وندمت على اتصالها به لذا نطقت  : 


- كدة يا داغر  ،  ماينفعش خالص  ،  مافيش حاجة افكر فيها  ،  لو سمحت قوله لاء  . 



❈-❈-❈


وصلا الى الفيلا  . 


ترجلا سويًا ودلفا جنبًا إلى جنب لتجد والدها يجلس يطالعهما بضيق  ،  كانت نظرات ثائر باردة وعيناه تستهدفه بمغزى  . 


رفع مقلتيه يسافر بهما عبر المكان ثم استقر عند مارتينا وأردف بابتسامة  : 


- هذا المكان يعيدني إلى ما قبل عشر سنوات  ،  أتتذكرين مارتينا  ؟ 


بادلته الابتسامة وتعلقت به تجيبه بمقلتين تقفز منهما الرغبة  : 


- لم أنسَ حتى أتذكر ثائر  ،  دعنا نستعيد ليالينا سويًا  ،  هيا نصعد إلى غرفتنا  ؟ 


أومأ لها بثبات وسحبها والتفت ينظر نحو والدها قائلًا  : 


- عن إذنك سيد أرتوا  . 


لوحت لوالدها بيدها باستفزاز متعمدة خاصةً وهي تدرك غيظه من عودة ثائر إلى هذا المنزل ولكنها لا تبالي  ،  جُل ما يهمها الآن هو الحصول عليه جملةً وتفصيلًا لذا تحركا سويًا للأعلى ودلفا غرفتها يغلق الباب خلفه فعادت تتعلق به وتلف ذراعيها حوله قائلة بدلال مفرط وعينيها مصوبة على شفتيه  : 


- لم تقبلني قبلة الزواج هناك  ،  دعني أفعل أنا  . 


اقتربت لتقبله ولكنه وضع كفه حائلًا بين شفتيهما لذا ضيقت عينيها بتساؤل ليبتسم ويجيبها بهدوء  : 


- دعيني أدخل الحمام أولًا  . 


زفرت بإحباط وابتعدت عنه خطوة ليتحرك نحو الحمام بهدوء ووقفت تحدق به حتى اختفا لذا اتجهت نحو البار لتعد كأسين لها وله  ،  هذه الليلة مميزة ويجب أن يشاركها المشروب  . 



❈-❈-❈



نزل إلى ورشته ليرى المشتري الذي سيأتي بعد قليل وليتحدث مع صالح فيما حدث  ،  كان يتمنى أن تفكر في الأمر  ،  صالح يستحق  ، وهو لن يتمنى لشقيقته زوجًا أفضل منه ولكنه لن يفرض عليها الأمر  . 


وصل إلى الورشة وألقى السلام بعبوس فرد عليه صالح ولاحظ ملامحه فتساءل  : 


- شو فيه ياخو  ؟ 


زفر داغر واتجه يقف قبالته وتساءل بمراوغة  : 


- الراجل ده هييجي امتى  ؟  اتأخر صح  ؟ 


أدرك صالح أنه يراوغ ووخزه قلبه لأنه استشف رفض دينا لذا تنفس بقوة وكاد أن يتحدث لولا ظهور سيارة شرطة تقدمت حتى توقفت أمام الورشة وترجل منها شرطيًا ومساعديه واتجها يقفا أمام داغر وصالح وتساءل الأول  : 


- مين فيكم داغر الصابر  ؟ 


تقدم داغر بتعجب وتساءل مستفسرًا  : 


- أنا يا باشا  ،  خير  ؟ 


التفت الرجل إلى مساعديه يشير لهما نحو الورشة قائلًا  : 


- فتشوا الورشة  . 


اندفع الرجلان نحو الورشة يفحصانها وتجمع بعض الأفراد من حولهم متسائلين عما يحدث  . 


وقف داغر متعجبًا يتابع الشرطيين وهما يعبثان بالأغراض بينما نظر صالح نحو الشرطي الأول وتساءل باستغراب  : 


- ممكن تفهمنا فيه إيه يا فندم  ؟ 


نظر لهما قليلًا ثم تجاهلهما حينما عاد شرطي يحمل في يده كيس صغير يحتوي على بودرة بيضاء تشبه الدقيق وعبوة تحتوي على عدد من الأقراص مجهولة المصدر قائلًا وهو يمده له  : 


- لقينا دول يا باشا  . 


اتسعت عين داغر ونظر نحو صالح ليردف الشرطي  : 


- هاتوه  . 


أمسكا اثنانهما بداغر قابضان عليه ليندفع صالح نحوهما قائلًا بذهول  : 


- وحدوا الله ياخو اهدى شوي  ،  أكيد هاي مدبرة  ،  لحظة بس  . 


أما داغر فقد النطق من شدة صدمته فيما يحدث خاصةً حينما طلت والدته من النافذة وصرخت باسمه لا تصدق أنهم يأخذونه أمام أعين الجميع  . 



❈-❈-❈


خرج من الحمام بعدما تخلى عن ثيابه الرسمية ليجدها ترتدي قميصًا شفافًا لا يخفي سوى القليل  . 


ابتسمت وحملت الكأسين واقتربت منه تمد يدها بأحدهم قائلة بجرأة وهي تتفحصه دون خجل : 


- لمَ لم تتخلَ عن ثيابك جميعها ثائر  ؟  الليلة مختلفة  . 


ابتسم ونظر للكأس في يدها ثم عاد إليها يردف بعدما حاوطت يديه خصرها  : 


-  تمهلي قليلًا  ،  ثم أنني لست بحاجة أي مشروب مارتينا  . 


تعلقت به مجددًا واقتربت من أذنه تهمس ويدها تذهب وتعود على جسده  : 


- أعلم أنك لست بحاجة أي شيء ثائر  .


بداخله يشعر برغبة قوية في القبض على عنقها وإزهاق روحها في الحال  ،  يسشعر بالنفور منها وهذا يضعه في صراعٍ حاد مع نفسه وجسده الذي يدعي الاستجابة  . 


ما يعيشه الآن يحتاج طاقة قصوى لذا تساءل وحواسه جميعها في حالة تأهب ( ماذا إن لم يحدث ما خطط له  ؟  )


تمت...

إلى اللقاء مع الجزء الثاني

إلى حين نشر الجزء الجديد للكاتبة آية العربي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة