رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 29 - 2 - الجمعة 7/2/2025
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل التاسع والعشرون
2
تم النشر يوم الجمعة
7/2/2025
وعلى الجانب الآخر جلست نهال برفقة هيام تسألها بابتسامة متحمسة: "يلا احكي لي عملتِ إيه؟ وقالك إيه؟ وقلتي له إيه؟"
تنهدت هيام بوله ثم أجابتها بنبرة حالمة: "قال لي كلام حلو اوي يا نهال تصدقي إنه عايزنا نتجوز الخميس اللي بعد الجاي!"
شهقت نهال بقوة وراحت تهتف بعدم تصديق: "الخميس اللي بعد الجاي؟! هو سلق بيض يا بنتي؟!"
ثم صمتت قليلًا قبل أن تتسع ابتسامتها وتتابع بسعادة: "ولا هو مش قادر على بُعد القمر آه إذا كان كده يبقى نخليها الخميس اللي بعد الجاي ما ينفعش نبعد العاشق عن معشوقته أكتر من كده قومي قومي هاتي ورقة وقلم عشان نكتب الحاجات اللي محتاجينها وكل التفاصيل دي"
ضحكت هيام وهي تهتف بتعب: "طب خليها الصبح يا بنتي حسن جه وماجد زمانه جاي."
لكن نهال أجابتها بلهفة: "لا دلوقتي! أنا فرحانة عشانك اوي يا هيام... وأخيرًا ربنا هيعوضك وهتعيشي أيام حلوة كتير إن شاء الله"
احتضنتها هيام بقوة وغمغمت بتأثر: "ربنا ما يحرمنيش منك يا نهال إنتِ مش بس مرات أخويا وبنت عمي إنتِ أكتر من أختي وصاحبتي"
ثم مازحتها: "أوعي بقى كده لما أقوم أجيب الورقة وأعمل لنا كوبايتيْن نسكافيه الظاهر إن السهرة مطوّلة!"
اتجهت إلى غرفتها تاركة نهال تتابعها بابتسامة حنونة.
لكن ابتسامتها لم تدم طويلًا إذ وقعت عيناها على ابنتها سيلا التي وقفت عند الباب الداخلي وعلى وجهها ترتسم أمارات الغضب.
نهضت نهال سريعًا واتجهت نحوها بقلق متسائلة: "مالك يا سيلا حبيبتي؟ في حاجة مضيقاك؟"
هزّت سيلا رأسها نفيًا وجاهدت في رسم ابتسامة صغيرة على شفـ تيها قبل أن تردّ: "مافيش يا مامي... أصلي شديت أنا ونورسين شوية."
عقدت نهال حاجبيها تسألها بنبرة عاتبة: "ليه بس كده يا حبيبتي؟! ده أنتم الاتنين أكتر من إخوات وهي الوحيدة اللي وقفت جنبك بعد اللي حصل لك!"
ابتسمت سيلا بسخرية خفيفة قبل أن تردّ بصوت خافت: "إنتِ حتقولي لي ما أنا عارفة..."
ثم تنهدت وقالت سريعًا: "بعد إذنك يا مامي عشان محتاجة أنام كتير اوي."
طبعت قبـ لة سريعة فوق وجنتها ثم ركضت إلى الطابق العلوي تاركة والدتها تتابعها بنظرات غير مفهومة يشوبها القلق.
❈-❈-❈
أما عن فضل وجميلة فقد كانا يعيشان أسعد أيام حياتهما وكان يستعد لخطبتها.
أغلق الهاتف معها بعد أن أمطرها بوابل من الكلمات المعسولة وسعادة عارمة تجتاحه.
ثم دلف إلى الخارج فوجد والديه يجلسان يشاهدان التلفاز فدنا منهما بابتسامة صافية مغمغمًا: "غريبة صاحيين ليه لحد دلوقتي؟"
أجابته والدته وهي تسلط ناظريها على التلفاز: "بنتفرج على فيلم نهر الحب فيلم حلو اوي يا فضل."
هتف وهو يجلس بجوارها: "آه بس نهايته مأساوية اوي بقول لكم إيه ما تجيبوا ماتش الأهلي والمصري البورسعيدي؟"
هتف والده بلهفة: "إيه ده! هو اشتغل؟"
وما إن هَمَّ فضل بالموافقة حتى زجرته والدته بحدة: "إياك تقلب على الفيلم خلاص فاضل ربع ساعة تقريبًا ويخلص."
أومأ الحاج ربيع موافقًا بينما غمغم فضل باستياء: "ربع ساعة يكون الشوط الأول خلص!"
ثم قالت والدته بلهجة آمرة: "بقول لك إيه يا فضل خش أوضتك يا أخويا بدل ما أنت شغال لوك لوك لوك وأنا لما يخلص الفيلم أشوف لك الماتش."
تبادل فضل ووالده النظرات ثم جلسا معها يشاهدان الفيلم بقلة حيلة منتظرين نهايته.
❈-❈-❈
داخل السيارة كان يحتـ ضنها بيد وبالأخرى يقود بهدوء بينما كانت تنام بعمق فوق كتفه.
لم يصدق أنها تعرضت لكل هذا الأذى بسببه لم يدرك كم تعني له إلا عندما افتقدها عندما خشي أن يصيبها مكروه حينها فقط أيقن أنها ليست مجرد حبيبته بل كل شيء في حياته.
في فترة قصيرة استطاعت أن تتغلغل في قلبه بالكامل أصبحت الهواء الذي يتنفسه.
ابتسم بقوة عندما شعر بها تتشبث بذراعه وكأنه أمانها وحمايتها.
لم يجد سبيلًا سوى أن يتوقف على جانب الطريق ويوقظها بوابل من القبـ لات التي نثرها في أنحاء وجهها.
استيقظت ومنحته أجمل ابتسامة: "وصلنا؟"
هز رأسه نفيًا ثم احتـ ضن وجهها بين يديه هاتفًا بحنان: "لا بس وحشتني عينيك الحلوين دول... وكمان لازم ناكل حاجة بقالي يومين ما أكلتش. أنتِ مش جعانة؟"
أومأت مؤكدة: "أنا كمان بقالي يومين ما أكلتش."
نظر إليها بقلق: "ليه يا حبيبتي؟"
ابتسمت بعذوبة وردت برقة: "لما شفتك حسيت إني مش عايزة حاجة من الدنيا حتى ما فكرتش في الأكل ولا الشرب."
طبع قبـ لة طويلة فوق جبينها ثم نزل من السيارة وأغلقها عليها بإحكام متجهًا إلى أحد المحلات العامة ليبتاع لهما بعض المأكولات والمشروبات.
في طريقه رن هاتفه فأخرجه من جيب سترته وأجاب على الفور: "أيوه يا رحيم؟"
جاءه صوت رحيم من الطرف الآخر: "وصلت ولا لسه؟"
تنهد بقوة مجيبًا: "أيوه وما تقلقش هحصلك على طول عشان نلحق نجيب رانيا هي طيارتها بعد الفجر مش كده؟"
استمع إلى صوته يجيب بالموافقة على الطرف الآخر ثم سأله: "وأنتم عملتوا إيه؟"
أجابه رحيم وهو يصعد السيارة: "وديته المخزن زي ما اتفقنا وبلغت الرجالة إن محدش يقرب له لحد ما أنت توصل يلا هسيبك أنا بقى."
❈-❈-❈
راقبته بعينيها حتى غطَّ في سباتٍ عميق ثم تسللت على أطراف أصابعها بعد أن التقطت هاتفها متجهةً إلى المطبخ كي لا يسمعها أحد بحثت عن رقمه بسرعة ثم وضعت الهاتف على أذنها تنتظر الرد.
لم تمضِ سوى لحظات حتى جاءها صوته على الطرف الآخر: "هاا يا نرجس! عملتي اللي قلت لك عليه؟"
أجابته بلهفة: "أيوه يا أستاذ مضيته وهو سكران الورق هيكون عندك علشان تعمل اللازم وما تقلقش المبلغ اللي اتفقنا عليه هيكون جاهز أول ما آخد كل حاجة."
صمتت قليلًا ثم تساءلت بقلق: "هو الموضوع ده هياخد وقت؟ أصلي خايفة يفتكر إيه اللي حصل..."
أجابها وهو يتثاءب: "لا ما تقلقيش هخلص لك الدنيا بسرعة يلا نامي بقى أنا خلاص فاصل وعايز أنام."
أغلقت الهاتف معه وهي تشعر بالنصر قريبًا سينتهي كل شيء وبعدها ستنفصل عنه نهائيًا تخرجه من حياتها هو ووالدته تلك الشمطاء
❈-❈-❈
بعد أن أنصتت لما أخبرها به شقیقه انهمرت دموعها بغزارة مغمغمة بين شهقاتها : "معقول كل ده يحصل وإحنا مش داريين؟ بنتنا كانت هتضيع مننا إحنا السبب يا ماجد... إحنا اللي دلعناها كنا بنسيبها تعمل اللي هي عايزاه بحجة إنها بنتنا الوحيدة ما كناش نعرف إننا بنوديها لطريق المـ وت بإيدينا! ولما رائف كان بيشد عليها شوية كنا بنزعل يا ريتنا سبناه ياخد باله منها ما كانش حصل اللي حصل!"
ارتفعت شهقاتها أكثر ثم ألقت بنفسها داخل أحضـ ان زوجها مما جعله يبكي هو الآخر.
كانت محقة في كل كلمة تفوهت بها لكنه يعلم أن البكاء لن يفيد الآن ما يفيد حقا هو التفكير مليا في الأيام القادمة وكيفية التعامل مع ابنتهما.
لكن السؤال الأهم هل سيتمكنان من تصحيح
أخطاء الماضي أم أن نسيجها لن يسمح لهما بذلك وستبقى كما هي؟
❈-❈-❈
كم شخصًا في غرفته ينتظره ريثما يعود لكنه تأخر كثيرًا فأمسك بالهاتف وبحث عن اسمه ثم ضغط زر الاتصال ووضعه على أذنه.
على الجانب الآخر كان يقود بهدوء يتابعها وهي تأكل بينما يحتسي العصير.
فجأة رنَّ هاتفه فأمسكه وأشار لها بالصمت ثم فتح مكبر الصوت وقال بهدوء: "أيوه يا حبيبتي."
لكزته ليلى بقوة جعلته يتأوه بصمت ثم رمقها بنظرة متوعدة واستطرد حديثه: "معلش حقك عليّ ما عرفتش أكلمك أنا عندي شغل طول النهار وبعدين أنا ورحيم رايحين على المطار عشان نجيب رانيا.
أنتِ ما عندكش فكرة إنها هتوصل النهارده ولا إيه؟"
أجابته بنعومة: "لا محدش قال لي. طيب تروح وتيجي بالسلامة يا حبيبي أنا هنام وابقى صحّيني لما تيجي."
"ماشي يا لولي خدي بالك من نفسك هتوحشيني لحد ما أشوفك."
قالها وهو يراقص حاجبيه بمرح لليلى التي كانت تستشيط غضبًا.
أغلق الهاتف ثم دنت منه وعضّت يده ما جعله يتأوه بقوة.
ضحك بمرح وهو يبعدها عنه هاتِفًا: "يا نهار أبيض آكلة لحوم البشر!
لازم أعمل كده عشان ما تشكّش في حاجة المهم خلي الكلام جدّ شوية أنا حسيبك كم يوم هنا في الساحل لحد ما اظبط كل حاجة ومش هتخرجي من هنا غير على فرحنا زي ما وعدتك. ماشي؟ وما تقلقيش المكان هنا أمان وفي واحد هيكون مسؤول عنك ويلبّي كل طلباتك."
أومأت بالموافقة وهي تحمد الله بداخلها لأنه منحها رجلًا كرائف.
❈-❈-❈
بعد أن أنهت مكالمتها مع رائف بحثت عن رقم نورسين ثم ضغطت زر الاتصال.
ثواني معدودة وأتاها صوت نورسين على الطرف الآخر: "أيوه يا سيلا عايزة إيه؟"
أجابتها بسخرية: "وهعوز منك إيه يعني؟ أكيد مش بكلمك عشان أحبّ فيكِ! بقول لك فكّري كويس قبل ما تفتحي بقكِ وتجيبي سيرة اللي حصل وإلا النتايج مش هتكون حلوة على صاحبتكِ الكيوت."
أغلقت الهاتف في وجهها دون أن تتفوّه بكلمة أخرى تاركةً نورسين تشتعل غضبًا.
لم تفكر مرتين بل بحثت عن رقم رائف نصار ثم عزمت على الاتصال به وإخباره بكل شيء.
---
أما سيلا فاتجهت إلى غرفة عمّها ووقفت عند الباب لثوانٍ قبل أن يُفتح من الداخل ليطلّ حسن متسائلًا: "عايزة إيه يا ليلى؟"
ابتسمت بسخرية وهتفت بخفوت: "مبدئيًا كده أنا مش ليلى أنا سيلا ماجد نصار يا uncle حسن وياريت ننزل نتكلم في المكتب بهدوء عشان ما حدش يسمعنا."
شعر حسن بالذهول من حديث ابنة أخيه وتذكّر كلام شقيقيه اليوم عن التغيّر الغريب الذي طرأ عليها منذ يومين.
أومأ لها بالموافقة
وها هما يجلسان في غرفة المكتب يتطلّعان إلى بعضهما البعض في صمت حتى قطعته سيلا بسخرية: "إيه يا uncle كنت فاكِرني هفضل في غيبوبة طول العمر ولا إيه؟"
أجابها بوقاره المعتاد: "بلاش اللهجة دي معايا يا سيلا أنا عملت كل ده عشان مصلحتك يلا قولي لي ودّيتِ البنت اللي كانت هنا فين؟ وإزاي فوقتِ ونزلتِ مصر من غير ما أعرف؟ وإزاي الدكتور..."
قاطعته بإشارة من يدها قائلةً ببرود: "بالراحة عليّ يا uncle! هجاوب على كل الأسئلة بس سؤال سؤال عشان أعرف آخد وأدّي معك.
البنت أخدت مكاني بمنتهى البساطة ومش شغلك تعرف هي فين.
أما عن إفاقتي فده حصل من فترة طويلة وأنا اللي طلبت من الدكتور ما يبلغكش وقلت له إني عايزة أعملها لك مفاجأة ولما رفض ما كانش قدامي حل غير إني أرشِيه... بس برضه رفض الفلوس عارف ليه لأنه كان عايز حاجة أهم وأغلى من الفلوس وأظن حضرتك فهمت أنا أقصد إيه."
شعر حسن بالغضب من وقاحتها فغلى الدم في عروقه ولم يشعر بنفسه إلا وهو يصـ فعها بقوة جعلتها تسـ قط على الأرض والدماء تسيل من جانب شفـ تيها.
لم يكتفِ بذلك بل نهض من مكانه وانحنى عليها يجذبها من خصلات شعرها بعـ نف هاتفًا بصوت جهوري دون أن يبالي بأحد: "الظاهر إن أخويا ما عرفش يربيكِ... وأنا اللي هربيكِ"
انتظروا الفصل الاخير يوم الحد باذن الله
إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية