رواية جديدة مس من النفس للولي سامي - الفصل 1 - السبت 8/11/2025
قراءة رواية مس من النفس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مس من النفس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة لولي سامي
الفصل الأول
تم النشر السبت
8/11/2025
الحكاية بدأت لما قررنا نروح مصيف ..
كان بقالنا أكثر من خمس سنين مروحناش وطبعا كان بسبب الأزمة المادية اللي مرينا بيها بعد وفاة زوجي...
فجأة لاقيت اخواتي الثلاثة حاجزين ليا مصيف وبلغني بيه اخويا الكبير شريف / أنا وأخواتك حبينا نفسح الاولاد فحجزنا لك شاليه لمدة أسبوع في الساحل الشمالي ...
طبعا اتفاجأت وفرحت جدا لدرجة اني مبقتش عارفة ارد من فرحتي كل اللي كان نازل عليا اني أردد جملة/ ربنا يخليكوا ليا .
دي العيال هتفرح اوي ..
بعد وصلة التهليل بدأت أسأل عن التفاصيل فسألته بحسن نية / بس هو شاليه واحد هيكفينا كلنا احنا الأربع أسر ولا قصدك انكوا حجزتوا كل أسرة شاليه وحجزتوا ليا شاليه معاكم ؟؟
رد بنفي تام / لا انتوا هتروحوا لوحدكم....
سكت شوية كدة وكمل وقال / احنا جمعنا وحجزنا شاليه واحد بس ليكوا...
احنا بنروح كل سنة لكن انتوا بقالكم فترة مش بتروحوا ...
بدأت أحس بالاحراج الشديد فسألته تاني بكسوف كدة / طب ومراتاتكم يا شريف انا كدة هعملكم مشاكل معاهم ..
ماهو اكيد مش هيشوفوني بتفسح أنا واولادي وبفلوس اجوازهم وهما لا ...
بدأت نبرة الغضب تظهر على صوت اخويا وكأني دوست على جرح لاقيته بيرد بعصبية شوية / ملكيش دعوة بحد...
ثم إن أحنا اصحاب الفلوس..
احنا اللي بنجيبها وأحنا اللي نقول نعمل بيها ايه...
واللي تضايق تضرب دماغها في الحيط ...
حاولت الغي الموضوع وانسحب بشويش واعتذر علشان مس من النفس بقلم لولي سامي مكنش سبب في مشكلة عارفة أنها هتكون كبيرة ....
لكن اخويا أصر ومش بس كدة ده حلف عليا لو مروحتش لا هو ولا اخواتي التانين هيدخلوا بيتي ..
وانا بصراحة مقدرش استغنى عنهم ولا اقدر اكمل في حياتي من غيرهم ...
أصل من وقت ما جوزي توفى وبصراحة اخواتي ربنا يبارك فيهم مش مخليني محتاجة حاجة..
اه معاش جوزي الحمد لله مقضينا بس بصراحة في الأساسيات بس ...
وانا مبحاولش أبين اني محتاجة اي حاجة تانية من الرفاهيات واقول كفاية عليا لما بحتاجهم في مشوار محتاج راجل أو مشكلة عند اولادي مش بيقصروا ..
وبصراحة هما أكثر من مرة عرضوا عليا أننا نروح معاهم مصيف ورحلات بس انا بكون شايفة اني أنا واولادي الثلاثة حمل زيادة عليهم ...
ده غير أن اكيد مرتاتهم مش هتكون واخده راحتها في الفسحة أو المصيف بحكم أن اولادي في سن المراهقة ...
أصل أنا معايا ابراهيم ١٧ سنة تانية ثانوي واخواتي متكلفين بمصاريف دراسته ودروسه وده طبعا سبب مخلي مرتاتهم مولعين مني بس غصب عني اعمل ايه...
بحاول اتغاضى عن اسلوبهم وكلامهم الجارح احيانا برغم اني عذراهم بس مفيش في أيدي حاجة اعملها..
وحسن ١٥ سنة وده طبعا في ثالثة اعدادي اخواتي اتحايلوا عليا اديله دروس بس أنا قولت كفاية عليهم واحد وربنا يهديه ويذكر لوحده مع الفيديوهات اللي على اليوتيوب وطبعا أنا بحاول معاه ...
يعني بقعد اسمع معاه الدرس والحاجة اللي مش فاهمها بفهمهاله...
مانا معايا بكالوريوس زراعة يعني مريت بالدروس دي قبل كدة ...
وطبعا اخر العنقود واللي مجنني مازن ١٢ سنة في سادسة ابتدائي والوحيد اللي شايف نفسه كبر برغم أنه أصغرهم ...
أصل بصراحة لما والده توفى وهو صغير كلنا كنا بندلعه لحد مبقاش عارف يكسر عليه كلمة وأكثر خناقاتي معاه واكتر سبب بطلب حد من اخواتي علشان يجيلي بيكون بسببه ...
المهم بعد محاولاتي للإعتذار ومحاولاته بالاصرار وافقت وبدأت أسأل عن باقي التفاصيل / طب قولي بقى اسم المكان أو القرية والميعاد اللي حجزتوا فيها علشان اشوف هجهز نفسي قبلها إزاي ...
بدأ شريف يقولي كل التفاصيل واللي كانت غريبة شوية بالنسبالي / هي قرية مش معروفة اوي اسمها قرية الحياة بس المكان جميل ونضيف هتستمتعوا اوي متقلقيش ..
معلش يا رشا حاولنا نشوف مكان على قدنا شوية علشان تقضوا وقت كبير...
كان ممكن ناخد في مكان معروف بس بنفس الثمن بدل اسبوع كان هيبقى ثلاثة أيام ...
يعني مش هتلحقوا تستمتعوا يادوب يوم رايح ويوم راجع ويادوب يوم راحة ...
فاحنا قولنا نشوف حاجة حنينة ولمدة كبيرة علشان تقدروا تستمتعوا كويس..
هبعتلك اللوكيشن اول ما اقفل معاكي على طول ولو معرفتيش تأجري اوبر قوليلي هحاول اتصرف ..
طبعا مكنش ينفع اتكلم ولا اعترض بالعكس اكيد كتر الف خيرهم أنهم افتكروني وسط اشغالهم وظروفهم اللي زي اي بيت مبتخلصش...
قدمت كل الشكر وبدأت أسأل عن الوقت اللي فوجئت أنه بعد بكرة / بصي يا رشا انتوا يادوب تبدأي تستعدي من دلوقتي علشان الشاليه حجزناه من بعد بكرة يعني من يوم الخميس الجاي ...
واه صحيح حاولي تشتري كل حاجة هتحتجوها علشان مس من النفس بقلم لولي سامي طبعا احنا في أول شهر خمسة والرِجل على القرى دي لسه مش كتيرة...
فالمحلات غالبا هتلاقوها مقفولة....
ولو احتاجتي تشتروا حاجة هتضطري تطلبي اوبر يطلعك برة القرية تشتريها وترجعي ...
ولو لاقيتي محل مفتوح غالبا هتبقى أسعاره الضعف...
فاعلمي حسابك وخدي كل حاجة ممكن تحتاجيها حتى الأدوية ....
معرفش ليه بدأت اقلق لمجرد اني تصورت اني هكون في مكان مفيش فيه خدمات كفاية ...
اكيد هعمل حسابي بس الأمر ميسلمش ..
يعني لو حد من العيال تعب مش هعرف اروح بيه فين واجي منين ....
برغم أن الموضوع بدأ يقلقني بس اكيد مش هرفض حاجة بالشكل ده من اخواتي بعد ما فكروا فيا واتفقوا وتعبوا وحجزوا مخصوص علشاني...
انهيت الاتصال وبدأت أفكر في اكتر حاجة قلقاني وهي أن أول مرة اكون لوحدي وبعيدة عن اهلي وده شيء مرعب بالنسبالي ...
طول عمري مع اهلي وبعد الجواز مع جوزي حتى بعد وفاة جوزي اخواتي قريبين مني بتليفون واحد خلال عشر دقائق بلاقيهم معايا ...
دلوقتي وبيني وبينهم ساعات يا ترى هقدر اتخطى الموضوع واستمتع كمان ...
سلمت امري لله وندهت على الأولاد وبلغتهم بالرحلة ...
طبعا مش قادرة اوصف لكم فرحوا قد ايه لدرجة نسيتني الخوف اللي جوايا للحظة...
قعدت اضحك على فرحتهم وحركاتهم وأحلامهم اللي نفسهم يحققوها هناك ...
قطعت وصلة الاحلام بالعافية وطلبت منهم وهما في عز فرحتهم وحماسهم أن كل واحد يجهز حاجته بنفسه ويجي يورهاني اشيك عليها عقبال ما اكتب كل اللي محتاجينه من الاكل ...
بالفعل كلهم جريوا على اواضهم بكل حماس يجهزوا احتياجاتهم ...
ومش بس كدة ده كمان بدأوا يدوروا على لبسهم لو منشور ولا في سبت الغسيل بيجروا يغسلوه وينشروا ...
كانت روح جميلة وهما بيجروا من السعادة قدامي ...
لكن برغم كل ده قلبي مكنش مطمن ...
يمكن علشان أول مرة ابقى لوحدي بالشكل ده والبعد ده ...
ويمكن قلبي حاسس ان في حاجة هتحصل بس حاولت اسكت الصوت ده جوايا واول حاجة بدأت أفكر فيها حل لمشكلة صعوبة النقل ...
أصل المشكلة مش بس في طريقة وصولي للمكان ..
المشكلة الحقيقية في لو احتاجنا حاجة من برة القرية أو لاقدر الله لو حصل حاجة برضو الأمر ميسلمش ...
انا بصراحة معايا عربية جوزي ومعايا رخصتي ورخصة العربية ساريين ...
أصل كنت بجددها دايما علشان كنت منتظرة ابراهيم يتم ١٨ سنة واطلع له رخصة ...
هو بيعرف يسوق على قده بس طبعا مش في الزحمة ...
وانا بعرف اسوق بس بقالي كتير مطلعتش بيها في وسط البلد حتى...
فكرت وقولت لنفسي ليه منسافرش بيها واسوق على مهلي حتى لو اخدنا الطريق في وقت مضاعف بس اهي هتوفر علينا مصاريف مس من النفس ومرمطة واهم شيء تبقى فيه عربية تحت ايدي ....
وزي ما يكون اللي بفكر فيه ولادي بيفكروا فيه...
فجأة لاقتهم اتجمعوا قدامي وكأنهم اتفقوا على حاجة وجايين يقولوها ليا ...
بصيت لهم باستغراب وسألتهم / خير لمتكوا دي انا عارفاها عايزين ايه ...
جه ابراهيم وقعد جنبي وقالي /بصي يا ماما يا حبيبتي ...
انا بصراحة اول ما بسمع الكلمتين دول بقلق فسكت علشان يكمل وبالفعل بدأ ينزل بالمقدمات / احنا طبعا هيبقى معانا هدوم كتير بحكم عددنا وعدد الايام ...
واكيد هيكون في شنط اكل ده غير العاب البحر والعوامات والنظارات والمجداف وحاجات كتيرة ما انتي عارفة بقى....
بصيت له من تحت عيني علشان ينجز ويقول هدفه على طول فاتلجلج كدة شويه وقبل ما يكمل كلامه راح اخوه حسن قعد جنبي الناحية التانية وكمل هو كلام بدل اخوه وكأنهم مقسمين الأدوار / فاحنا يا ماما بنقترح يعني أننا ناخد عربية بابا وانتي رخصيتك سارية ...
فجأة قعد مازن قدامي تحت رجلي وكأن دوره جه وقته وحاول يقدمه بكل إتقان ويمحي اي مبرر ممكن افكر فيه / وقبل ما تقولي انك بتتعبي من السواقة انتي بس هتطلعي بينا على الصحراوي وإبراهيم هيستلم منك وهنمشي على مهلنا خالص...
اصلا الرحلة في الطريق يعني مش هنبقى مستعجلين ...
بصيت يميني تجاه ابراهيم وشمالي تجاه حسن وكل واحد يهز ليا رأسه اني اوافق وبعدين بصيت لمازون اللي رسم المسكنة بحرفية تامة على وشه علشان اقول قراري الاخير / أنا موافقة بس ابراهيم ....
وقبل ما اكمل كلامي لاقيتهم هللوا فجأة وكأنهم وصلوا لهدافهم ...
قبل ما يرجعوا لعملهم وتجميع ادواتهم ندهت عليهم ووقفتهم / استنوا هنا ...
انتوا سمعتوا اللي عايزينه ومسمعتوش باقي كلامي ...
وقفوا يبصوا لبعض وانا استغليت سكوتهم وقولت / أنا قولت موافقة بس ابراهيم هيودي العربية للميكانيكي بكرة يشيك عليها ويفضل جنبه لحد ما يستلمها منه على أكمل وجه ...
طبعا كل الوشوش ارتاحت الا ابراهيم...
أصل مشوار الميكانيكي ده تقيل على قلبه جدا لاني بألزمه أنه يفضل جنبه منها يتعلم ويعرف بيعمل ايه ومنها يتابع الميكانيكي علشان ده في الاول والاخر صنايعي لو ملاقاش حد على أيده هيكروت الشغل أو هيستخدم قطع غيار اي كلام ...
طبعا في بقلم لولي سامي الظروف اللي احنا فيها مقدرش يعترض زي كل مرة بس طبعا ملامح وشه أنا مش هتوه عنها ...
بدأوا يكملوا اللي بيعملوه وبدأت أنا أفرز اللي في الفريزر علشان اشوف اشتري ايه وهاخد معايا ايه وفجأة موبايلي رن مسكته علشان اشوف مين بيتصل ...
بس الصراحة استغربت اوي لما شفت الرقم وصاحبته ...
فكرت مردتش واعمل مشغولة بس رجعت في كلامي وقولت اشوف في ايه وفتحت المكالمة اقول الو .....
يتبع
