الفصل السابع - بنات حورية
الفصل السابع
نظرت حورية لابنتها راما بشك وترقب ،، ابنتها تريد شئ ،، فراما المدللة لا تساعد في طهو الطعام أبداً وها هي تقف مع حورية في المطبخ تساعدها في تقطيع الخضروات ،، غسلت حورية يديها وجففتها ثم جلست بجوارها لتربت علي ظهرها متسائلة :" طفلتي هل يوجد ما يزعجك " .
نظرت لها راما بتوتر وهمست :
" كنت ،، كنت أريد السؤال عن .. عن .. " .
حثتها حورية بملامحها الحنون علي المتاعبة فهمست راما بترقب :
" هذا الذي طلب يدي " .
تمالكت حورية مشاعر الأمومة الخائفة التي تحتلها وحدثتها بهدوء :
" هل فكرتي جيداً واتخذتي قرارك " .
أومأت راما فتنهدت حورية وقرار ابنتها واضح لها من خجلها المتورد بوجنتيها ،، تعلم أن طفلتها الصغيرة معجبة بعصفور الحب الذي يدق علي باباها ولكنها تخشي عليها ليس من عمرها الصغير فهي ستتم التاسعة عشر بعد أشهر قليلة ولكن تخشي عليها من دلالها الزائد بل المفرط .. فراما لن تتحمل تلك المسئولية أبداً حتي وإن ظنت هي عكس ذلك ولكن ماذا بيد حورية أن تفعل إذ أن ابنتها موافقة .. كل ما تتمناه حورية الأن أن يصونها هذا الشاب ويعرف قيمتها جيداً .. دمعت حورية بتأثر :
" قرارك واضح يا صغيرتي ،، لقد كبرتي وستتزوجين وأنا ما زلت لا أستطيع مناداتك بغير لقب صغيرتي " .
احتضنتها راما بحب هامسة بغيرة :
" و مازلت صغيرتك يا ماما " .
" نعم طبعاً " همست حورية محتضنة إياها لتتنهد راما وهي تحكي لها ماحدث في عزاء جدها وأنها منذ هذا اليوم تصلي الاستخارة الذي علمتها رسيل إياها وتفكر حتي وجدت نفسها موافقة وبشدة ومرحبة بالأمر لأبعد حدود خاصة بوسامة هذا الراكان الذي احتل أحلامها مؤخراً ..انهت حديثها قائلة :
" لذا كنت اتسائل إن كان تحدث لوالدي مجدداً " .
تنفست حورية الصعداء متذكرة بعض المواقف لها ولدياب مماثلة وموقف أخر منذ زمن بعيد احتلها لا يعمه الهدوء أبداً ..
FlashBack
كان دياب - صاحب 29 عاماً - ابن صديق والدها وكذلك جارهم .. والداها كانوا يحبوه بشده وكثيراً ما كانت تجده جالساً معهم علي نفس طاولة الطعام حتي شعرت وكأنه جزءاً من عائلتها ولكن قبل ذلك تذلل كثيرا حتي وافقت وشعرت هي بذلك .
كانت حورية - صاحبة 16 عام - جالسة تقرأ في إحدي الكتب في الحديقة حتي لمحته يقترب منها فوقفت متحفزة تبتعد عنه فمنذ فترة وقد جن جنونه طالباً إياها للجواز .. محاصراً إياها في كل مكان متحرشاً وكأنه حق من حقوقه حتي باتت تخاف جنونه هذا .. لم تكن رافضة ولكن لينتظرها حتي تكبر قليلا ولكنه كان يريدها هكذا وردة لم تتفتح بعد ليشكلها هو كما يريد ويرعاها كما يجب ويفتحها بطريقته الخاصة .
لقد جرت منه حرفياً مبتعدة عنه ولكنها وجدت نفسها بعد ثوانٍ محمولة علي كتفيه حتي اعادها مكان جلوسها مرة أخري واشرف عليها مكبلاً يديها لصدرها هاتفاً بحنق :
" ما هذا الغباء لم تجرين مني " .
ضربته علي صدره هامسة بخوف : " ابتعد عني ألا تري نفسك أصبحت كالوحوش لا تترك فرصة إلا وتنقض عليّ " .
جلس بجوارها مقيدا لحركتها بيديه ضاحكاً فهمست بإنزعاج :
" اتركني لا يحق لك ما تفعله " .
نفي بمشاكسة : " لن أتركك ،، وافقي علي زواجنا وحينها سيحق لي كل شئ " .
تلعثمت وهي تجيبه بضيق طفولي :
" لا لا .. ينفع .. كيف .. أوووف اتركني مازلت صغيرة أنا كيف أتزوجك " .
" سنظل هكذا للصباح حتي توافقين " همس بشر لتحذره صارخة :
" سأصرخ وسأنادي أمي " .
وراحت تصرخ : " أمي أمي " .
مسك يديها بيد واحدة والأخري راح يتلاعب بها عند شفتيها فتوترت وتوقف صياحها بتخدر حتي سمعته يهمس في أذنيها :
" والدتك عندنا بالمنزل تشرب الشاي مع والدتي " .
همست بضعف من يديه التي تداعب ملامحها : " بيننا ثلاثة عشر عاماً أنا مازلت صغيرة وأنت كبير للغاية " .
صرح بتفاخر عاشقاً : " وإن يكن أنا أحبك مغرماً بكِ بل أعشقك " .
وفي هذا اليوم أعلنت موافقتها ظناً منها أنه سيحل عنها قليلاً ولم تكن تعلم أنها أعطته إشارة بدأ خطة حياتهم معاً بشغفه اللامتناهي وجرأته التي تخجل منها .
End Flash Back .
تذكرت حورية كل ذلك مبتسمة بل ضاحكة ثم نظرت لابنتها بحنان وهمست تقويها :
" لما التعجل يا صغيرتي ،، ألم يقل أنه سيعود إذاً فليعود وحينها نعطيه قرارنا ولا مانع أن نلاعبه قليلاً ،، يجب أن تعرفي قيمتك جيداً أنت ِلستِ أي فتاة أنتِ جوهرتنا الصغيرة " .
..............................................................
تنظر لكل مكان ما عداه نعم خجلة .. فها هو يقرأ فتحتها مع عائلتها .. سفيان الذي زار أحلامها هاهو يجلس أمامها .. يصافح والدها ويطلب يديها منه .. تري هل سيتحقق حلمها .. سترتدي الأبيض له كما حلمت في نومها .. نعم يبدو كذلك ! .
بعد قراءة الفاتحة تحدث دياب بتهديد أبوي :
" إن نزلت دمعة من عين ابنتي لا تعلم ماذا سأفعل بك " .
لن يقطع وعد لا يعلم إذا كان سيفي به أو لا مشاعر متضادة تجتاحة
يعلم أنه يخطئ ولكنه يريد ما يفعله .. تلك الفاتنة رائعة الجمال لا يريد تضييعها من يديه .. سيجرحها وهو يشعر بذلك ولكن مستقبلاً يراه مغيماً خلفه حياة وردية تنتظره وربما تنتظرهم معاً هو ما يجعله يتمم الأمر لذا همس بخفوت :
" لا تخاف يا عمي " .
نظرت له سبأ حينها من جملته المعدومة من أي ملامح تخصها .. ماذا يحدث !! ألم يوافق هو بملئ إرادته أم أنه ينفذ وصية جده فقط .. هي لا تراه سعيداً بقدر والدته - حنان - التي تكاد تطير فرحاً بها وتعاملها بحنان كوالدتها .. عينيه جامدة تائهة نعم لقد رأت حيرته وتوهانه وأيقنت أنه يخبئ شيئاً عنهم .
سمعت والدته حنان تهتف بسعادة : " لنقيم حفل الخطبة قبل عودتنا لألمانيا " .
نفت سبأ : " لا ،، لا أريد يا عمتي ، لم يتم علي وفاة جدي الشهر بعد لنحتفل " .
لم تتحجج حورية علي كلام ابنتها مراعاةً لها ولدياب رغم إرادتها بإدخال الفرحة لابنتها والفرح بمراسم عرسها هي الأخري ولكن حنان عارضتها مجدداً : " أعرف حبيبتي لذا ليكون حفل عائلي صغير لنفرح بكم قبل سفر سفيان " .
أيدتها حورية وهي تنظر لابنتها بموافقة فأومأت لهم بهدوء وهنا تحدث دياب :
" متي ستسافر بني " .
أجاب سفيان بهدوء : " يجب أن أسافر قبل نهاية الإسبوع يا عمي لدي الكثير من الأعمال ،، لتكن الخطبة بعد غد إذا يلائمكم " .
........................................................
جلست چيلان محل أنظار والدتها وأخواتها وزوجة عمها حنان التي شاركتهم جلستهم في غرفتها وهتفت تلقي فرحتها مشاركة إياهم وهي تنظر لوالدتها :
" لقد اعترف لي چود بحبه " .
صاحت الفتيات بقوة مما جعل سفيان يجزع واقفاً من جلوسه مع عمه فضحك دياب مشاوراً له بالجلوس :
" هكذا هم فرحين لا تقلق " .
" حقاً " هتف سفيان بتنهد مريح وهو يعاود جلوسه .. بينما تسرد چيلان كل ما حدث عليهم لتهمس سبأ بتلاعب :
" إذاً ليبقي الوضع كما هو حتي نري ماذا سيفعل حقاً " .
هتفت زوجة عمها معاتبة بتصنع : " تخاطرين بزوجك هكذا يا سبأ " .
زوجها ! كلمة اقشعر لها بدنها لتبتسم لزوجة عمها ببرود وتتابع أخواتها وخاصة هيا التي تحدثت :
" سبأ محقة ليبقي ظانناً أنكِ ستتزوجين ليذق قليلاً مما يفعله بك ".
" ساحراتي الأشرار حرام ارحمن الرجل يكفي ما يحدث معه الأن " .
تحدثت لورين لتنظر چيلان لرسيل بطفولة حزينة متسائلة :
" إنه يتألم أليس كذلك " .
رفعت رسيل حاجبيها معاً وهمست بشر : " سيختطفك " .
ضحكت وضحكن جميعهن حتي هدأن لتنهض چيلان محتضنة والدتها التي دعت لها بالخير .. هي تعرف چود جيداً وتعرف مقدار حبه لابنتها هو فقط كان يحتاج للوقت .
.................................................................
يدور ويدور حول نفسه بالغرفة .. اليوم يوم خطبتها علي ابن عمها هذا الذي سيكسر رأسه قبل أن يضع خاتمه بإصبعها .. لا أثر لها طوال اليوم .. لم تأتي للعمل .. والدتها دعت والدته علي حفل الخطبة الذي سيقام في منزلهم .. ووالدها ألقي عليه كلمات مبهمة قبل أن يغادر الشركة هو الأخر : " حورية عمتك وصتني ،، لتأتي بوالدتك حفل الخطبة اليوم " .
وهو يكاد يجن لقد حذرها ووافقت .. كيف أليست تحبه .. سيذهب ليلقن ابن عمها هذا درساً ثم سيختطفها فهي له وحده منذ زمن وهي له وحده ! .
" چود بني هل أنت جاهز "
سمع والدته تناديه .. نعم هو جاهز ليختطف حبيبته من حفل خطبتها علي غيره .. خرج لها بعينيه المحمرة أثر غضبه فلم تمثل والدته أكثر من هذا ورأفت بقلب ابنها هامسة :
" حبيبي اليوم خطبة سبأ وليست چيلان " .
ماذا ! هل ما سمعه صحيح : " أمي أنتِ لا تمزحين " .
نفت ليعم الهدوء داخله براحة .. فاتنته كانت تتلاعب به حسناً يحق لها فهما كما لو أنهم بمزمار يتسابقون .. وصل مع والدته لمنزل دياب ومن حظه أنها هي من فتحت الباب ليطالعها بفستانها الأسود الذي يلتصق علي جسدها من أول صدرها حتي قبل ركبتيها بقليل بأكمام من الشيفون الأسود و طبقة الشيفون الطويلة التي تغطيه وتغطي رجليها .. بينما شعرها الأشقر الساحر يقع علي جانب واحد من ذراعيها وتلك السلسلة التي بات يمقتها تغطي عنقها وهناك وقف للحظات لم تكن هذه السلسلة وحيدة بل أرفقتها بسلسال أحضره هو لها في عيد ميلادها .. لتشع عينيه بلمعان حبه وهي تراقبه بحلاوة سعيدة .. ومليون سعيدة .
احتضنت والدته ودعتها للداخل ثم وقفت معه لتحدثه بتسلية :
" ظننت أنك لن تأتي " .
امتعض بملامحه وهمس بتأنيب : " وأفوت حفل خطبتك " .
نظرت له بذهول ليتابع متسلياً : " كيف وافق ابن عمك علي هذا الفستان لو أنا مكانه لما وافقت أن تجلسي بجواري بهذا الشكل " .
إنه يعلم ويتسلي بها أليس كذلك .. أمل من غيرته تسلل لها بتحبب لتهتف بتساؤل : " ما به إنه محتشم جداً " .
اقترب من أذنيها هامساً : " بعيداً عن محتشم تلك فهو لا يمس للإحتشام بأي صلة ولكن أنا أقصد اللون ،، هل ستجلسين بجوار عريسك بالأسود " .
ستبكي إن ظلت واقفة بجواره فدعته للداخل :
" تفضل والدي يجلس بالداخل " .
لم يجعلها تلتفت .. لن يحزنها مجدداً من اليوم هو فقط رد لها تلاعبها به فهتف بسرعة :
" أين صاحبة الحفل لأعطيها هديتها " .
كما فطنت هو يعلم فهمست : " إنها بالأعلي أعطني إياها و سأعطيها لها " .
مدت يديها تلتقطها منه فهمس بأذنيها قبل أن يتركها ويذهب :
" كنت عازم علي إختطافك وقتل ابن عمك الذي فكر بكِ فقط مجدداً فكري في لعبة أخري لا تثير غيرتي " .
...............................................................
تطلعت للخاتم الذهبي الذي انتاقته معه أمس والذي يزين يدها الأن معلناً أنها أصبحت خطيبته .. ثم تطلعت له لقد تركهم الجميع وها هي تجلس معه بمفرده فعاودته تلك الملامح التائهة والجامدة لتتسائل : " سفيان ألا تريد تلك الخطبة " .
نظر لها متفاجئاً : " لما تقولين ذلك " .
هتفت بتلقائية تعد له : " أنت لا تنظر لي .. لا تحدثني .. كلما كنا معاً أري عينيك تائهة كما أراها الأن وكأن أحدهم أجبرك " .
نظر لها متابعاً بصدق : " لست مجبر يا سبأ ربما جمالك الغير طبيعي يربكني " .
حسناً هي صارحته وهو أخجلها بشدة مصارحاً إياها أيضاً .. تورد وجهها بالكامل وليس وجنتها فقط لتصبح كالفراولة يا رب الكون لن يتحمل هكذا !! أصبحت مشعة بحمارها هذا وجهها وشعرها وهناك شعلة زمردية تتوسط هذا الإحمرار ليهتف بصدمة متابعاً :
" هل أنتِ حقيقية " .
وقفت ورغم خجلها الفظيع سألته :
" فقط اجبني بصدق ،، هل تخبئ شئ عنا ويخص زواجنا " .
تهرب نعم لقد هرب بعينيه منها وهو يجيب نافياً لتخبره بصدق وهي تفر منه بسبب خجلها : " لم أصدقك " .
هربت من خجلها ولم تدري أن هروبها أنقذه فهو تهرب منها بالعفل بإيماءة نافية صدق لها إحساسها .
.............................................................
فتحت رسيل عيادتها مبكراً اليوم ستأتيها تلك الفتاة التي شهدت مأساتها بنفسها .. لقد ظنت أن الفتاة مخطأة زانية لهذا لم يصلها خبر عنها .. ولكن اتصال أخيها بها منذ يومين يخبرها بسوء حالتها والذي كلما يذداد سوءاً فاجئها لذا أعطته موعداً للفتاة ولكن أخبرته أنها تريد محادثته أولاً قبلها لذا سيأتي لها اليوم مبكراً ثم سيأتي بأخته بعد عدة ساعات .
" تفضل سيد صهيب " هكذا دعته ليجلس مفتتحة جلستها معه لتتابعه : " ماذا تشرب سيدي " .
طلب قهوة وطلبتها هي من مساعدتها وبدأت هي جلستها :
" اسمعك سيد صهيب أريد أن أعرف كل ما حدث خلال هذا الشهر وأريد أن أعرف لما أيضاً لجئت لي " .
" أليس من المفترض أن تخبرك هي بذلك " .
استخدامه لكلمة هي أخبرتها أن الوضع مازال معقد .. فأخبرته :
" حالتها بالتأكيد سيئة ولن تخبرني بعض التفاصيل التي يجب أن أعرفها لأتعامل معها " .
" إنها تنكر منذ ذلك اليوم ،، حتي اليوم لا أعرف ماذا حدث معها لقد دخلت بغيبوبة بعد أن تركها إسلام و .. "
قاطعته بإستنكار : " هل تركها خطيبها " .
أيدها : " نعم فهي تنكر فقط وتتهمنا بأشياء بشعة لا أصدق أنها أختي حقاً ،، هو لم يتحمل ورمي بدبلته لها ولكنه يبحث خلف الأمر وهي انهارت منذ ذلك اليوم ودخلت بغيبوبة وفاقت منذ أيام وحالتها كلما تسوء ،، عرضت عليها أن تأتي لكي ووافقت بعد أن تذكرتك " .
سألته : " قلت أنها تتهمكم بماذا " .
" أول إتهاماتها كان أمامك و بعدها اتهمته بحب غيرها لذا لفق هذا الأمر لها ليتركها ثم اتهمتني أنني أسانده في هذا لأنه صديقه وأنني أفضله عنها .. أنني أريد أخذ ثروتها لذا أريد موتها وأشياء كثيرة لا أعلم من أين تأتي بها " .
تحدث بتأثر ووضع رأسه بين يديه لتومئ وهي تكتب بعض الكلمات في دفترها ثم سألته وهي تري وضعه :
" إذا تلك التهم تؤثر بك ،، أري أنك في حالة صراع " .
أومأ : " أكاد أجن منها أصدقها ولا أصدقها ولا أعلم ما الذي علي فعله " .
شبكت أصابعها في حركة عملية وسألته واضعة إياه في وضع أخته: " لما لا تعطي نفس العذر لأختك ،، إن كانت بريئة ولا تعرف شيئ عن الذي يدور حولها فبالنسبة لها أنتم تلقون بتهمة بشعة عليها وهي في نفس حالة الصراع خاصتك ويتلبسها الجنون أيضاً غير ابتعاد حبيبها عنها وأكيد معاملتك لها تضر بحالتها أكثر " .
نظر لها مفكراً : " ماذا علي أن أفعل معها لا أستطيع معاملتها كما سبق .. " .
" نعم وكيف ستعاملها كعهدكم مع تلك الورطة ،، لقد قلت أن خطيبها يبحث خلف الأمر كيف " أيدته وسألته ليجيبها :
" نظن أن أحدهم خدرها وفعل بها هذا من البلد ولهذا هي لا تعلم شيئاً ، لذا ذهب إسلام هناك ليستفسر بطرقه الخاصة أنا لا يمكنني الذهاب لأنهم يعرفوني ولكن هو لا يعرفوه لذا اندس بينهم وأخذ أجازة من عمله " .
هتفت بموافقة : " هذا رائع ولكن لما في البلد فقط ،، لما لا يكون شخص من هنا " .
نفي قائلاً : " أنا لا أترك بيسان أبداً هنا وحدها إما في البيت أو في الجامعة وفي كلتا الأحوال أكون معها " .
نظرت له متسائلة ليتابع : " أنا دكتور بجامعتها لذا هي دائماً أمام عيني ،، غير أنني أخذتها من البلد بغير رضي أهلي كانو يريدون تزويجها وهي صغيرة وعارضتهم وجئت بها لتعيش معي هنا ولكنها كانت تذورهم بين الحين والأخر ،، لقد تقدم لها الكثير من هناك وأنا أرفض حتي أظن أنه أنه ... " .
وضع رأسه بين يديه مجدداً ودموعه خانته لتهمس هي متأثرة :
" فهمتك وفهمت كل شئ وأرجو أن تكون أختك بريئة بالفعل فكما أري من عينيك وحديثك أختك لا تعرف غير البراءة " .
" إنها كذلك " تحدث مؤيداً :
" سأنتظرها هي أيضاً إذاً " .
.................................................................
انتهي يوم أخر لهيا في جامعتها .. فالعام الدراسي الجديد بدأ منذ أيام وما إن ركبت سيارتها لتعود لمنزلها حتي انتفضت بفزع وهي تتبين سكين موضوعة علي رقبتها مصاحبة لنبرته :
" قودي يا جميلة هيا "
.
حاولت بإرتعاش الوصول لمقبض الباب لتخرج ولكنه لاحظها علي الفور فأمسك بذراعها نافياً بعبث :
" لا تحاولي اللعب معي يا فتاه .. هيا " .
" إلي اين " بخوف تسائلت ليجيبها بتسلية شديدة :
" اخرجينا للطريق العام وانا سأتولي الباقي " .
هل هو أخرق الطريق العام الذي يعج بالسيارات والتي بإستطاعتها الإستنجاد بأي أحد فيه ..فكرت ! من هو .. هل سيختطفها يا الهي هل سيغتصبها.. نعم بالتأكيد هو واحد من هؤلاء المغتصبين ... هل هذا هو مصيرها .. وفي ذروة تفكيرها وجدت نفسها تميل مع الكرسي للخلف وهو يشرف عليها وماديته امام وجهها بعد ان نفذ صبره وللحظة توقف الزمن تعرفه .. لقد رأته من قبل نعم .. بينما تسمر هو الاخر وهو يتأملها بدفئ هاتفاً بعدم تصديق " انتِ "
هتفت بعد ان تذكرت والفزع ما زال مسيطر عليها :
" انا اعرفك .. انت الساحل .. نعم انت هو .. ارجوك اتركني لحالي .. ماذا تريد مني " .
لقد كان في حفل صديقتها بل عرفت أيضاً أنه أخيها .. لقد حاول التعرف عليها ولم تعطه المجال فتركها علي حريتها ولكن نظراته لم تتركها ... نظر قليلاً للخلف محل اصدقائه الواقفين بعبث ثم نظر لها متحدثاً بتسلية :
" انظري لا مجال للتراجع .. لن أؤذيك سنمرح فقط .. فلتعتبريه يوم ترفيهي حسناً يا حُلوة " .
ثم مرر ماديته علي وجنتيها بخفة لتغمض عينيها بخوف مرتعشة :
" ستخرجيننا الان الي الطريق العام ثم سأتولي انا القيادة بعدها .. ولا تفكري مجرد التفكير في الصراخ او التلاعب .. اتفقنا " .
اومأت وهي تبتعد بوجهها عن ماديته فابتعد عنها لتعتدل بكرسيها وهي تدير السيارة بيد مرتعشة وتقودها في حين ماديته كانت مثبته بفعله علي خاصرتها داببة في قلبها رعباً لم تعيشه من قبل .
وصلت للطريق العام حيث ابتعدت كلياً عن نطاق الجامعة فأمرها مستمتعاً بخوفها : " انتقلي من مقعدك " .
فعلت خاضعة ليشملها بنظرة شاملة بينما تنتقل ترتدي بنطال جينز ضيق يحدد جسدها بشكل يثير النيران بداخله .. ليست نيران رغبة بل هي نيران من نوع اخر .. لطالما كان عبثه يشتمله هو واصدقائه فقط وليس للنساء مكان في عبثهم .. لهذا لم يعرف معني لتلك النيران التي اشتعلت بمجرد رؤية جزعها يتحرك أمامه .. قبض علي عنقها مثبتاً إياها وهو يتقدم للأمام أخذاً مقعدهُ امام المقود ثم اغلق ابواب السيارة بالقفل الإلكتروني ومن ثم اخذ يلعب بماديته يلفها بين اصابعه وهو ينظر لها بتمعن .. عيناها الزرقاء الداكنة بشدة كانت تنظر له برعب بشرتها صافية من اي مساحيق تجميل .. بينما شعرها الناري البرتقالي القصير يحيط بوجهها .. تلف وشاح حول عنقها وكان هذا ما يحتاجه بالظبط .. اغلق ماديته ووضعها امامهم علي التابلوه ثم اعتدل لها لتبتعد ملتصقة بالباب منتظرة خطوته قبل ان يسحب وشاحها الطويل ثم التقط كفيها يلف وشاحها حولهم ايقنت اخيراً انه يقيدها بوشاحها لتتذايد انذارات الخطر برأسها وهي تسحب يديها بعنف في محاولة فاشلة للتخلص من قبضتيه هاتفة بتوجس :
" ماذا تفعل " .
رفع إصبعه لشفتيه يقبله وهو يهمس بعد ان وضعه علي شفتيها :
" شششششش " .
قيد يديها معاً جيداً بالوشاح ثم رفعهم لرأس الكرسي الذي كان عبارة عن نصف دائرة مفرغة وربط بقية الوشاح به فأصبحت يديها مقيدة فوق رأسها .. يفعل كل هذا بأريحة تامة غير عابئاً بهتافاتها :
" ارجوك .. ماذا تفعل .. ماذا تريد اتركني .. يا الهي انقذوني " .
وعلا صوتها وهي تطلب المساعده قبل ان ينهي تقيدها بالكرسي .. وخطوته التالية ان وضع لها حزام الان واعتدل في مقعده قائلاً بمرح :
" توقفي يا فتاه قلت لكي لن أؤذيكي .. والان حان وقت المرح " .
نظر لها غامزاً بوقاحة وهو ينطلق بالسيارة مسافة كبيرة قبل ان يغير مسار السيارة بسرعه فائقة جعلت رأسها يدور وجعلتهم في اتجاه عكس كل السيارات ثم فتح سقف العربية الخاصة بها وراح يضغط علي دواسة البنزين لينطلق مجدداً بسرعة فائقة ضاحكاً وهو يتفادي كل السيارات القادمة في اتجاههِ بحرفية تامة بينما كانت هيا تصرخ برعب بينما الهواء الناتج من مرور اليسارات بجوارهم مع سرعته المهولة سبب لها هلع شديد :
" يا الهي توقف .. توقف ارجوك .. ايها المجنون " .
لم يبدو انه يستمع اليها اذ شعرت به منتشي لاقصي حد وكأنه في عالمه الخاص فإزداد شعورها بالخطر خاصة وهي تري الشاحنة الكبيرة القادمة في طريقهم والذي تفاداها في اخر لحظة بينما هي بدأت تبكي وقد انهارت اعصابها كلياً :
" سنموت توقف .. قد يموت احد توقف ارجوك " .
اصبحت تترجاه بإنهيار ولكن لا حياة لمن تنادي ،، توقف اخيراً امام مطعم ما وقد اغلق سقف السيارة مجدداً ثم تحدث وهو يعود بأريحة علي المقعد " الم تكن جولة رائعة يا .. " ما هو اسمها ..
نظر لها وكما توقع تماماً لقد انهارت كانت تتنفس بوتيرة غير منتظمة بينما تشهق بشدة فيرتفع صدرها بشكل ملحوظ اكثر من مرة في الثانية الواحدة .. مطأطأة لرأسها ويكاد يوقن لولا تقيديه ليديها لكان ارتخي نصفها العلوي تماماً .. تُحرك رموشها بطريقة اشعرته بأنها ستفقد وعيها فأعادها للخلف بيديه يسند رأسها علي الكرسي ... عض شفتيه بقوة وهو يري دموعها التي تهطل علي وجنتيها كانت تبكي بصمت منذ ان توقف ،، يؤلمها قلبها ... فك قيد يديها وتركت له الامر في وضعهم بجانبها برفق فهي لا تشعر بهم حرفياً بالكاد استطاعت ان تهتف بهمس :
" ارجوك اريد العودة لمنزلي " .
" لم ينتهي اليوم بعد يا جميلة .. انا جائع للغاية وستعذمينني علي الغداء في هذا المطعم الفاخر " .
يتبع ....
........................................................