-->

الفصل الخامس والعشرون - بنات حورية


الفصل الخامس والعشرون .

استيقظت لورين صباحاً مع شهقة حنين التي أطلقتها وهي تستيقظ بفزع .. لتجلس لورين بخضة قائلة : ماذا هناك .
قالت حنين بعد هدوئها : أعذريني فقط فزعت بعدما رأيتك جوارى ،، لم أتبينكِ في البداية فقط فتحت عيناى عليكِ وو ..
ابتسمت لورين بهدوء قائلة : أعذريني أنا لأنني اقتحمت سريرك دون إذن .
قالت حنين بتلقائية : لا تقولى هذا لا بأس ولكن ما الأمر لما ...
قاطعتها لورين قائلة بهروب : تشاجرت مع ديم ،، شى لا يهم لا تقلقي .
نظرت للساعة بعد ذلك قائلة : جيد اننا استيقظنا .. هاتفي بالغرفة هناك لم اجلبه معي ،، هل يمكنني استخدام حمامك .
اومأت حنين متفهمة رغبتها بإنهاء الأمر سريعاً : بالطبع ،، انا موجودة أيضاً إذا أحببتي الفضفضة .
ابتسمت لها شاكرة إياها ثم نهضت ودخلت حمامها ،، أنهت انعاشها اليومي وتوضأت ثم ذهبت لغرفتهم .. وقفت أمام الباب بقلب وجل تخشي رؤيته حقاً لا تعلم لما تشعر بكل هذا الألم ربما لأنها لم تعاشر أى ألم بحياتها إلا يوم وفاة جدها ومرض أبيها .. هي رقيقة كما حال أخواتها ،، قلبها أحبه وهي هشة ،، هشة جداً وتشعر برغبة عارمة في البكاء دائماً .. ولكن رغم هذا .. رغم الدلال الذى تربت عليه هي وأخواتها من والدة كطفلة شهية وسيدة مدَللة هي ابنة أبيها دياب بحق .. !
حركت يدها لأعلي ولأسفل بتردد متوترة قبل أن تدخل .. تنهدت ولم يكن له أثر حتي سمعت صوت المياه بالحمام في غرفتهم ،، دخلت حجرة الملابس و شرعت في تبديل ثيابها .. ارتدت جيبتها المختلطة بدرجات الأزرق كانت بتصميم كلاسيكي قديم ضيقة تظهر خصرها المنحوت بدقة تطول من الخلف عن الأمام مظهراً جزء من قدميها ،، التقطت كنزة صوفية فاتحة اللون وقبل ان تدخلها بذراعيها وجدته يحاوط خصرها العارى من خلفها فاختض صدرها وأخذ يرتفع وينخفض بسرعه من قربه وأنفاسه التي تلفح عنقها ،، قبل عنقها بعمق قائلاً : هل هنت عليكِ أن تتركيني هكذا .
زمت شفتيها بصمت ،، وكم ودت أخباره بالمثل وهي تبتسم بسخرية أنها هانت عليه أيضاً ،، لتبعد عنقها عن مرمي شفتيه بضيق مبعدة يديه عن خصرها .. زفر بحنق وقد وصله خصامها ليقول : دعينا نتحدث .
اظهرت له رفضها بالتجاهل وهي تفتح اشرطة كنزتها لترتديها فقال بضيق قليلاً : تلك الجيب ضيقة عليكِ .
لم تجيبه وهي ترتدى كنزتها الصوفية التي طالت من الخلف عن الأمام لتغطي خصرها فأبطلت حجته ولكن عينيه تحولت لقدميها الظاهرة ليزمجر مجدداً : وقدميكِ .
وكأنه غير موجود راحت تجهز حقيبتها ثم ارتدت حذائاً طويلاً غطى قدميها وتركته وخرجت متجهة للأسفل ،، قابلت حنين في طريقها لتنزل معها .. ترددت قليلاً وهي تخبرها : حنين أنا أخبرتك تشاجرت مع ديم البارحة لذا أود شئ منكِ .
قالت حنين بتلقائية : أى شئ لكِ يا زوجة أخى العزيزة ،، ماذا هل سنتفق عليه .
نظرت لورين لها متفاجأة لوهلة قبل أن تجيب ببسمة : شئ من هذا القبيل ،، لا أوده أن يسمع صوتى لفترة لذا إذا حدثتنى سيلا او عمى أمامه لتتدخلى حسناً .
قهقهت حنين قائلة : مممم عقاب مثير ،، ولكن أخبرينى من المخطأ .. أنا أيضاً لا أحب الظلم .
رفعت لورين نظرها للأعلى مفكرة : لا أعلم أظن كلانا ولكن ..
تنهدت وهى تقول بوداعة : سأخبركِ بالمساء حينما أعود من العمل ولتحكمى .
..........................................
رفرفت بأهدابها الثقيلة بعد نوم دام لخمس ساعات فقط فهي بالكاد تنام بسبب طفليها ،، تحمد الله علي والدة جود وحورية ووجودهما جوارها تلك الفترة وإلا لما كانت نامت تلك الخمس ساعات حتي .. شعرت به جوارها يراقبها واضعاً قبضة يديه أسفل وجهه فهمست بإرهاق : جود .
قال بوله : يا معذبته نعم .
تسائلت وهي تخرج ذراعيها من تحت الغطاء _ تعرف تماماً لما قال أنها معذبته : لماذا تجلس هكذا .
قال بسأم مشاكساً : انظرى لحالى أصبحت كل أحلامي أن أراقبك وأنتِ نائمة .
ضحكت وبحثت عن يديه فأعطاها إياها فقربتها لقلبها متمسكة بها قائلة بحنان : ألا يكفي أننا هنا أنا ومروان ومحمد .
دعا لهم قلبه ولكن ملامحه مازلت مقفهرة بغيظ وهو يهتف بلوعة بعد أن دنى بوجههِ منها : اشتقت لكِ يا نجمتي .. اشتقت لكِ بجنون منذ متي تحرمينني منكِ هاا .. والأن جاء هذان الغليظان ليأخذاكِ مني أكثر .
ضحكت وهي تتلمس ذقنه قائلة : أعذرهم حبيبي ولكنهم لم يأتو للحياه بمفردهم لتغتاظ منهم .
ثم تذكرت يوم أن أخبرته كونها حامل لتجيبه : أين ذهبت فرحة يوم عرفت أنني حامل .
قال بمكر وهو يدنو من شفتيها : كنت فخوراً نعم ولكن الأن الشوق طغي مني مبتغاه يا كل حياتي .
قبلها باشتياق وهذا هو الشى الذى يستطيع نيلهِ منها بأوقات لا تكون فيه متعبة أو لا تشعر بأطرافها بعد التورم الذى أصابها بعد ولادتها .. حيث أخبرته والدته أنه أمر طبيعي قد يصيب المرآة فترة الرضاعة .. وهي جسدها قابل للإرهاق والتعب بالفعل .. فلم تعد تحتمله ولا يعرف كم من الوقت سيستمر هذا الأمر .. تركها تلتقط انفاسها لتتحدث بتشتت : أسفة حبيبي حقاً ليس بيدى .
عاد يقبلها لا يريد تضييع ذلك الوقت بعد أن أخبرها : أعلم يا حياتي الجميلة أنتِ .
وحدث كالتالي أن انتفض عنها بغيظ شديد وهو يستمع لبكاء أحد أطفاله لتجلس هي ببسمة شغوفة علي وجهها وأخبرته هي تعتذر منه بملامحها : أحمله قليلاً جود حتي أذهب للحمام .
ثم تركته وذهبت ،، تاركة له أمر التعامل ليتجه هو لسرير ابنه الذى يبكي فيحمله مسمياً بالله قائلاً بحنق : لقد جئتم لتغيظوني صحيح ،، تنام أنتَ فيستيقظ هو والعكس ... ألم يكن مبكراً أن تأتو .
نظر لطفله الصامت بين ذراعيه بعد ذلك وتمعن بعينيه الزرقاء والذى يتخللها خيوط رماضية كثيفة تخفي زرقتها عن بعد ثم لوجنتيه الممتلئة ليقبلها بضحك قائلاً : اعذر والدك حبيبي ولكن لقد أخذتم زوجتي مني مبكراً حقاً .
ثم تنهد وهو يدعو : حفظكم الله لي .
قبل وجنتيه وهو يهدهده براحة متأملاً حتي خرجت جيلان ببلل وجهها وعنقها .. اقتربت منهم لتقف جواره متلمسة ذراعيه بسعادة مكتملة قائلة بشرود : لم أتخيل يوماً أن تعود يا رفيق أحلامى .. انظر لنا .
ثم ضحكت قائلة : لدينا مروان ومحمد مثل القمر ولدى أنتَ أحن رجل بالعالم .
واستدركت بمشاكسة : بعد أبي طبعاً ،، وإن قلت أحن شخص بالعالم سيكون بعد حوريتي وأبي .
ضحك هو ليقول وهو يضع طفله من بين يديه في سريره مرة أخرى : اذكرى الله حتي لا نحسد إذاً يا نجمة .
احتضن خصرها مقرباً إياها منه بكل رومانسية متلاعباً بخصلاتها وبشرتها بدفئ وهي مغمضة لعينيها باستسلام ،، نظر لها للحظات متفحصاً استسلامها اللذيذ قبل أن يقل بانتقام : لقد ازدتي وزناً يا نجمة أخشي علي صحتي حقاً .
شهقت بقوة وهي تفتح عينيها لتجده يقهقه وهو يهرب منها للخارج ،، لتضرب قدميها بالارض وهي تقف أمام المرآة بفخر .. هي لم تزداد إلا بعض الكيلوهات البسيطة أبداً لم تغير من شكلها ولن تنسي له ذلك الكلام بل ستزيد عذابه حقاً .. ارتدت إحدى قمصانها الحريرية الطويلة بلون أحمر قانى صرخ مع بياض بشرتها الناصعة .. أنزلت شعرها الأشقر علي ظهرها وحول وجهها وتزينت بخفة ثم خرجت له .. تعلم ان والدتها رحلت اليوم لتطمئن علي أبيها وستعود بعد يومين وكذلك والدته ذهبت لموعد ما وستأتي بعد بضعة ساعات ..
بحثت عنه حتي وجدته أمام  التلفاز واضعاً قدم فوق الأخرى وكأنه حقق انتصاراً عظيماً لتتجه له بعزم جالسة علي الطاولة أمامه بكل اعتيادية ،، فوضعت قدماً علي أخرى لتلامس بأصابعه أصابعه قدميه بتلاعب بينما أظهر شق قميصها قدميها العارية حتي فخذها بسخاء له .. رأت تهدج أنفاسه ونظراته المتعبة لتخبره بغنج : أنا جائعة هل ستأكل معي أم أنكَ تخشي علي صحتك .
أرجع رأسه للخلف قائلاً بعيظ : لنأكل يا هانم لنأكل .
وقفت ساحبة إياه قائلة : تعال لتساعدني فكما ترى أنا متعبة من اولادك وعليكَ مساعدتي .
وقف خلفها ليجذب خصرها لهُ مستنشقاً رائحتها الجميلة قائلاً : سأكلك أولاً يا جيلان ولا أريد اعتراض .
ضحكت وهي ترخى ذراعيه عنها وتتجه للمطبخ قائلة بلذة : ولكنني جائعة يا حبيبي .
أرجع رأسه للخلف متطلعاً لها بوقاحة وهو يتجه خلفها مدعياً الصبر الذى وشك علي الإنفجار حقاً .
..............................................
" راكان لما لا تصورني " 
قالت راما بتساؤل طفولى لراكان وهما يتمشيان بحديقة شاسعة خالية من غيرهم ،، أقل ما يُقال عنها أنها خلابة السحر .. أرضيتها مغطاة بورق الورود الذى تساقط من تلك الأشجار الضخمة .. اشجار تحتوى علي أنواع ورود مختلفة بشتى الألوان ولكن يغلبها ورود الياسمين البيضاء وأخرى زهرية اللون .. كان راكان يمسك بكفها كالطفلة بيديه ... تُبدى إعجابها بكل شئ وبالكاد كانت تعيره انتباه وتترك كفها بين كفهِ بلامبالاه .
أجابها وهو يجذبها لأحدى الشجر ،، أسند ظهرها برفق عليها قائلاً بدفئ : لأصوركِ عيوني .
ابتعد عنها مخرجاً هاتفه من جيبه لتتحمس وهي تعتدل بوقفتها معطية إياه وجهه خالى من لمحة الطفولة التي تحتل حياته وكامل بل يصرخ بالأنوثة ليلعن بسره بخفوت وهو يصورها متمعناً فيها قائلاً : ما تلك الأنوثة أيتها الطفلة ستجننيني .
همست بعدم فهم وهي ترى تحرك شفتيه : هل تقول شئ .
نفي قائلاً : لا أقول شئ اضحكي هيا .
نفت هي الأخرى قائلة بحرفية فهي تصور كل قطعة ملابس تنتجها تصوير محترف : لا أريد الضحك أريدها صوراً عميقة .. اقترب مني قليلاً لا تظهر إلا وجهي .
ثم لعبت بأغصان الورود الرفيعة قائلة : اظهرني بينهم .
تنفس بعمق ساخراً : حسناً يا عميقة استعدى .
التقط أخرى بعد أن اقترب منها ثم غيرت وضعيتها لأخرى ليقف هو باتجاهها مقرباً الهاتف منها للغاية لتضحك قائلة : ماذا تفعل ابتعد قليلاً .
أخبرها بجدية مازحاً : سأصور عيناكِ أصمتى .
قلبت عينيها فأصبحت كشخص أحول أمام الكاميرا وضمت شفتيها بقوة أمام الهاتف ليلتقط تلك الصورة بسرعة وهو يضحك معها قبل أن يبعد الهاتف ويجذبها في ثوانٍ مقبلاً شفتيها المضمومة بعمق .. عندما رآها هكذا وكأنها دعوة صريحة منها لم يكن ليردها أبداً وأخيييراً تذوق تلك الشفتان ويا ليته ما حدث فقد أصبح الأن العذاب مضاعفاً وهو يتمني قبلة أخرى بعد تلك التي أذابتها بين ذراعيه بتصلب وما إن تركها حتي فرت من أمامه واتجهت للسيارة بخجل رهيب .. ومنذ أن عادو وهي حبيسة غرفتها تجوبها ذهاباً وإياباً بخوف وتوتر .. تخشي أن يدخل عليها كوحش متعطش بأي وقت بعد أن نال قبلته .
تتذكر كيف التفتت له فرأته يستند برأسه علي الشجرة وكيف ضرب جذعها الصلب بقبضة يديه قبل أن يلحق بها .
قررت أنها ستخرج هي منعاً من دخوله التي تنتظره ،، وجدته متسطحاً على رخام حمام السباحة الموجود بالبهو علي هيئة بحيرة من داخله فقطبت جبينها وهي تتجه له هامسة : راكان .
نظر لها فوراً فرفرت بأهدابها للحظات بدون وعي فعض شفتيه بيأس وتلك البرودة التي تخرج من الرخام لا تطفئ ناره أبداً وهي تلك البريئة بكل تصرفاتها المثيرة لا ترحمه أبداً .. أجابها بهدوء : نعم .
سألته بقلق : لماذا تنام هكذا قد يؤلمك ظهرك الا تشعر بالبرد .
نفي قائلاً بتنهد : لا أشعر يا راما .
نظر لها فرأى ملامحها الغير مستوعبة باهتمام ليفكر قليلاً ثم جلس فجأة جاذباً يديها قائلاً : تعالي اجلسي .
جلست أمامه بتوتر وترقب .. أخذ يُدلك كفيها معاً ويتلاعب بهم مُتسائلاً بدون خجل : لماذا ذهبتي بسرعة بعد أن قبلتك .
نظرت له بذهول قليلاً ثم نظرت للأرض بحمرة مرتبكة ليضغط علي كفيها فترفع كتفيها قائلة : لا .. لا أعرف .. كنت ...
صمتت ليحثها : كنتِ ماذا .
قالت بهمس : ربما توترت قليلاً لا أعلم .
تلاعب بخصلاتها قائلاً : هذا جيد لم تقولى أنكِ خفتِ مجدداً .
قالت بصراحة وقد تنازلت معه متحدثة : منذ قليل شعرت بالخوف .
سألها زافراً بحدة فارتعشت بين يديه : لما .. هل مني مجدداً .
دمعت عينيها قليلاً لتجيبه بتوتر : خفت أن .. أن تأتي غاضباً لأنني ...
مسح عينيها بجدية قائلاً برفق : هل تعلمين ما يغضبني حقاً ،، دموعك تلك .. راما لم نتحدث بأى حديث إلا وبكيتِ كالاطفال .. دموعك تؤلمني وخاصةً أن لا شئ يحدث يستحق البكاء .
اومأت بطفولة قائلة : حاضر لن أبكي .
ضحك وهو يجذبها محتضناً جسدها لتفعل هي المثل بإرتعاش محاوطة ظهره بتردد لثوانٍ قبل أن يبعدها هو متحدثاً بجدية : ألم نتفق أننا سنأخذ فترة حتي تتأقلمي .
أومأت له ليكمل : إذا ما رأيك بالمضي خطوة للأمام حتي تتأقلمي .
قطيت جبينها قائلة بتساؤل : كيف .
جذبها له ليقبلها مجدداً مثبتاً رأسها بين يديه لم تتجاوب معه ولكنها ظلت مغلقة عينيها بتشتت مشاعرها ودقات قلبها التي تدهورت بوضوح حتي ابتعد عنها فشهقت وهو يسند رأسها بجبينه قائلاً : هكذا .. صراحةً لن أتوقف عن تلكَ الخطوة بعد الأن أبداً وأعدك لن أفعل غيرها إلا بإرادتك حسناً .
قبلها برفق مجدداً وهي صامتة ليسأل مجدداً : حسناً يا رامتي .
أومأت له متخدرة بسحره وبفعل ملامسة شفتيه لشفتيها صمتت منصاعة لما يريده فأكمل هو براحة مبتسماً بنصره الصغير ذلك وأخيراً تذوق كريزها الشهي .
.......................................
شعر ديم بيومهِ مراً لاذعاً ،، خاصةً وهي تتخذ هذا الموقف معلنة صمتها الدائم أمامه .. صباحاً لم تتفوه بحرف أمامه وخرجت متجهة للشركة قبله وبعدها عرف من حنين أنها ستذهب لوالديها بعد العمل .. حسناً سيجبرها علي انهاء ذلك الخصام الطفولي .. طلب من سكرتيرته أن تطلبها له وجلس ينتظرها بشوق .
بعد دقائق قليلة دقت الباب ليجيب بصوت عالٍ : ادخلى .
دخلت متنفسة بعمق قبل دخولها لتتجه له بجمود وتقف أمام مكتبه منتظره سماع ما يريده .. نظر لها بخيال .. تلك المجنونة ألا تعلم أنه يعشقها ويعشق النظر لها والتأمل بها هي وفقط وأى أخرى لا تؤثر بهِ حتي .. ما إن تتواجد بالمكان حتي تسلب عينيه لها قسراً محبباً علي قلبه .
ظل صامتاً فترة طويلة لعلها تتحدث هي ولكنها التزمت بموقفها بتزمت وهي تقف أمامه .. تنظر له مرة وتحيد بعينيها عنه مرة مدركة تماماً لما يفعله حتي تحدث هو بسأم متحدياً : أطلعيني علي أخر تطورات نماذج شركة ....
أومأت له وهي تدير ظهرها وتخرج فنظر في أثرها بضيق قليلاً يعلم أنها ستعود ولكن كيف يجعلها تتحدث تلكَ العنيدة .. هو لم يقصد ان يسوء لها بتكميم فاهها حقاً لم يظن أنها ستأخذها كإهانة وتمنع صوتها عنه هكذا .. ساعات قليلة مرت فقط وهو سيجن وهي الترياق .. حقاً باتت كترياق يسرى بعروقه يتنفس بسببه عكس هذا الضيق المخيم علي صدره ..  تنفس بعمق مفكراً أنه فقط لم يرد أن تطيل بالحديث أكثر حتي لا يتهور عليها في فوران غضبه .
دخلت له مرة أخرى ليعاود نظراته المحبة الوقحة بكل جرأة لها .. لا يعلم ما هذا الشوق الغريب بداخله وكأنها كانت مُهاجرة .. لم ينم ليلة أمس ولا ساعة بدونها .. راقبها وهي تضع له الملف أمامه ليفتحه بلامبالاه قبل أن يلقيه من يديه قائلاً ببرود : اشرحي .
رفعت نوتتها بين يديها لتكتب بها كل ما قد يريده وناولته إياها ليلتقطها قارئاً إياها بغيظ قبل أن يتسائل عن بعض الأشياء فتجيبه بنفس الطريقة ليجذب ذراعها وهي تكتب .. قربها لمستواه قائلاً أمام وجهها : تحدثي لسنا بمكان للصم والبكم هنا .
ابتسمت له بسذاجة قبل أن تنفض ذراعها منه وتكمل كتابتها وفي النهاية تركته لترحل فقال بتحدي : لن تذهبي لأهلك اليوم .. ليس قبل أن تأخذى إذني .
تنهدت وهي تقف قليلاً في طريقها للخروج .. ابتسم بتلاعب ظناً منه أنها ستلتف مجدداً وتحدثه إلا أنها أكملت طريقها وكأنه لم يضايقها للتو .
ألقي بالملف أرضاً بغضب ،، لم يرد أن يمنعها أن تذهب فقط أراد ان تتحدث ولكنه لم يكتشف عندها الشديد وتمسكها بخصامه بعد .
.............................................
ليلاً دخلت غرفتها لتغلق بابها خلفها وهي تتلقي رسالة منه علي تطبيق الفيسبوك قائلاً : لقد فزت بسباق البارحة .
ابتسمت بخفوت لتكتب له : حقاً مُبارك لكَ .
أرسل أخرى متسائلاً : هل فرحتي لي .
قالت بعقلانية : نعم بالتأكيد فرحت لك ولكن إن كنت أخبرتنى أنكَ ساعدت مريضاً ما أو أنقذت حياة أحدهم لفرحت أكثر .. حقاً لا تروقني تلكَ السباقات .
ضحك وهو مستلقياً علي سريره ليسألها : حقاً ولما هل لا تحبيها أم تخشين علي .
صمتت قليلاً لتجيبه بحيادية : هي خطيرة أليسَ كذلك .
أيدها متابعاً : نعم ولكن أنا خبير بها لا تقلقي علي ثم أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .
تنعدت بعمق : ونعم بالله . 
عاد يشاكسها ويطمئن عليها : إذا لم تخبريني هل تخافين علي وكيف حالك وماذا تفعلين .
ابتسم برفق تجيبه : أنا بخير كيف حالك أنتَ ،، كنت أساعد ماما قليلاً ببعض الأشياء التي ستأخذها لجيلان غداً والأن أنا بغرفتي .
تتهرب ولكن لا مشكلة لديه .. أجابها : تدوم الصحة يا زوجتي الجميلة .. أصبح بخير كلما علمت أنكِ بخير .
قالت بغباء فجأة : لم أصبح زوجتك بعد ما زال الأمر مُبكراً .
أجابها منبهاً : لماذا مبكراً سأقرأ فتحتك بعد يومين وبعدها لنتزوج مباشرةً .. وليكن بعلمك لقد طلبت يدك من سنة ولكن والدك لم يكن يراني إلا طائشاً ولكن بفضله حقاً التزمت ببعض الأشياء بحياتي .. لولا رفضه المسبق لي لما كنت سأنتبه أنني ما زلت طائشاً غير مسئولاً .. تعلمين لقد زاد معدل العمليات التي أجريتها في تلكَ السنة بنسبة تسعين بالمئة وطوال السنة لم أقم إلا بثلاث سباقات وهذا حقاً كسر لمعدلى الفائق .. والدتي تدعو لكِ تقريباً يومياً لأنني أخبرها أنني أصبحت هكذا لأنني أحبت برتقالة صغيرة وأريد أن يوافق أبيها علي الزواج مني .
ضحكت لتسأله بتردد : متي أحببتني .
تنهد وهو يكتب مشاكساً : كل هذا الكلام وتجيبيني بكلمتين فقط .. أين وأنا أحبك أيضاً يا سيد قلبي ويا ..
كان يرسلهم علي هيئة رسائل وراء بعضها لتقاطعه برسالة : توقف .
شعر بخجلها ليضحك مجيباً : حسناً توقف .. لنرى يا سيدتي لقد أحببتك منذ رأيتك بحفل أختي بالساحل .. لم أعرف هذا إلا بعد أن رأيتك مرة أخرى ثم رأيت دموعك وقتها وددت حقاً لو تنشق الأرض وتبتلعني لما فعلته بكِ ومجدداً سأسألكِ سامحتيني صحيح .
أخبرته بجدية : نعم من يومها أقسم لك .
ابتسم ليجيبها بحب : أغدقيني بقلبك الأبيض هذا وستكن حياتنا أروع ما يكون .
أغلقت معه ووضعت رأسها علي وسادتها بهناء ،، لا تصدق ما يحدث معها حقاً لا تصدق أنه بعد يومين ستصبح خطيبته رسمياً .. والأغرب أنها لا تصدق أنها أحبت شخص يُسمي دوروك ولكن لما العجب وهي اسمُها هيا .
.................................................
كانت سبأ غافلة عن ذهن هيا والورود التي تطاير حول عينيها براحة وهي تحادث أحدهم علي هاتفها والذى لم يكن غير دوروك .. في حين أنها شاردة تفكر في مقابلته اليوم صباحاً حين آتي وطلب رؤيتها .
دخلت عليه غرفة الجلوس والذى جلس بها بعد نظرات لوم وعتاب حورية له والتي لم تستطع موارتها عنه ليحاول معها ولكنها حقاً كانت غاضبة منه ولم تحدثه أبداً ،، جلست سبأ وهي ترى شروده غير منتبهاً لها فنادته : سفيان .
انتبه لها فأعطاها تلك البسمة الساحرة الدافئة مجدداً ،، المُحبة بصدق ليقل بتساؤل : كيف حالك .
قالت ببرود : لم يختلف عن أمس سفيان ما الذى أتي بك .
تنهد زافراً بألم ليقول : جئت أخبرك أنني سأترك الشقة ،، لذا يمكنك أخذها  .
قالت بحدة : لا أريد شيئاً منك .
ابتسم لها موضحاً : أمي لا تريد البقاء هنا بعد ما حدث وحقاً لو تعذريها يا سبأ هي ليس لها دخل بشئ ،، لقد كانت معارضة أقسم لكِ ولكنها وافقت بنية أنكِ ستغيريني للأفضل وابتعد عن لميا نهائياً لأنها لم ترد أن ارتبط بفتاة من ديانة أخرى .
هذا الحديث يؤلمها حقاً ،، تغضنت ملامحها وهي تخبره : حسناً أنا لست ناقمة عليها بقدرك .
نظر لها بذهول للحظات قبل أن يقف واضعاً مفاتيح الشقة أمامها وتكاد تجزم أن عينيه تدحرجت للخلم من ألمه وهو يهمس بخفوت : إن كنتِ لا تريدينها أخبريني لأبيعها فنحن لن نستفاد منها بعد الأن ،، وأعلم أنه لن يكون لنا لقاء بها بعد الأن .
ثم تركها وغادر وقبل خروجه قال برجاء .. يرجوها أكثر من كونه يقرر : ولكن سيكون لنا لقاءات عديدة منذ الأن .
عادت لواقعها مفكرة .. ماذا كان يقصد ألن يطلقها ،، حقاً سئمت من هذا الألم لما آلمها لهذا الحد ثم يعود ويؤلمها الأن بمشاعره المتأخرة بأميال كثيرة .. لقد سقط من عينيها ولكن لا تنفك تفكر بحديثه الذى أخبرها إياه حتي كاد رأسها ينفجر . 
لقد فاجئها بكونه ترك الشقة وهي التي ظنت أنه سيظل بها لتظل تراه ويضغط عليها لتعود له كما يشاء .. أين سيذهب وماذا سيفعل .. تذكرت أن أبيها أخبرها أنه ينقل أعماله هنا بمساعدة جود .. إذاً هل تعتبر هذا دليل صدقه .. إنه يغير مجرى حياته تماماً ... تسائل قلبها الهش كوالدتها هل يا تُرى صادقاً .. هل يا تُرى من أجلها !! . 
.................................................
أنا جائعة جداً يا سيلا حقاً . 
تحدثت لورين لأسيل وهي تدخل معها من باب الفيلا بهمس ومن خلفهم كان ديم يصف سيارته .. لقد التقت بها أثناء خروجها من الشركة و جائت معها بسيارتها بعد أن ألحت عليها فتركت سيارتها مضطرة هناك مما سيجعلها تذهب معها غداً مجدداً .
قالت اسيل مستفسرة : لم تخبريني ما بينك وبين ديم ولكن لما تهمسي هكذا .
نظرت لورين للخلف بعنيها وهي تخبرها بتردد : لا شئ أنا سأصعد لأغير ثيابي .
أوقفتها أسيل بطلب مشاكسة : لورين أنا كوالدتك حبيبتي ،، نعم أبدو أصغر منكِ ولكن تبقين مثل حنين وديم عندى .
ضحكت لورين قائلة : أنتِ بالفعل كذلك يا سيلا حقاً الأمر بسيط لا يستحق أن أكبره .
ثم تركتها ورحلت بعد أن وافقتها أسيل بصبر وهي تدعو لهم ،، استدارت اسيل بعد ذلك تنتظر ديم المقبل عليهم والذى نظر لزوجته الصاعدة علي السلالم بهدوء قبل أن ينظر لتوقف أسيل أمامه ليتحدث مقبلاً وجنتيها بمرح : كثيرة هذه الحلاوة علي أليس كذلك .
حاوطت ذراعه وهي تجذبه ليجلسو قائلة : وأنتَ لست بقليل يا حبيبي ،، أخبرني هل الأمور بخير بينك وبين زوجتك .
حك مؤخرة عنقه قائلاً : ليس تماماً ولكن لا تقلقي سأحل الأمر .
نهرته أسيل قائلة : لا تتحدث وكأننا بصفقة هنا ستحلها .. أنا أحدثك علي أمورك مع لورين .
نظر لها قاطباً حاجبيه قائلاً بضيق : هل تأخذين صفها أم ماذا ،، أنا لم أخطئ بشئ .
ثالت أسيل بنفاذ صبرها : ديم يا حبيبي لما أنتَ سريع بغضبك هكذا .. أنا لست بصف أحدكما أساساً لا أعرف ما حدث بينكم لأخذ صفها ولم أقل أنكَ مخطئ .
تنهد وهو يرى والده مقبل عليهم ليخبرها قبل ان يلقي التحية علي والده ويصعد لغرفته : أعذريني يا حبيبتي لم أقصد ولا تقلقي إنه خلاف بسيط لا داعي لتكبيره .
رحل لتبتسم بوعي وإدراك لنفس الجملة الذى ألقاها كلاهما علي مسامعها في حين أقبل فهد عليها جالساً جوارها محتضناً جزعها له واضعاً رأسه بتجويف عنقها قائلاً : ما بكِ يا جميلتى هل أزعجكِ هذا الولد .
لعبت بذقنه النامية بخفة قائلة : لم يعد ولداً أصبح مثل أبيه يذكرني بشخص عنيد ينام علي كتفي الأن .
ضحك فهد بخشونة مقبلاً عنقها ليقول بسلام : آآآه يا أسيلي لقد مرت السنوات سريعاً .
أيدته قائلة بتفكير : نعم لقد كبر طفلانا وتزوج ديم وحنين ستتزوج أيضاً وربما بعد فترة تصبح جدو رائع .
أخبرها بشكر : أنتِ الرائعة يا روحي .. أروع زوجة وأروع أم وستكونين أروع جدة أيضاً .
....................................
صعد ديم لغرفته انتظرها حتي خرجت من الحمام مرتدية منامة شتوية تليق بأنوثتها .. هب واقفاً مقترباً منها ليجذب ذراعها له برفق هامساً باسمها : لورين .
وقفت تنتظر ما يريده بجمود بين ذراعيه .. لا تنظر له مما أرهق قلبه فتحدث : لورين جميلتى لنتحدث معاً .
حاولت سحب ذراعها منه معلنة رفضها ليمسك بكفها الذى لامس يدهِ ليجذبها له فالتصقت به ،، استنشق رائحتها المنعشة وأغمضت هي عينيها بإرتباك ليحدثها بلطف : اسمعيني صوتك يا سكرتي لا تجننيني هكذا .
نظرت لعينيه بضيق قبل أن تدفعه بشئ من الحدة وتترك الغرفة وترحل ،، لو فقط يعتذر لو فقط تخرج من فاهه تلك الكلمة لو ترى ندماً بعينيه ولكن كل ما تراه تعب بعدها عنه فقط .. تتهدت بضيق هي تعرف حدود الخصام جيداً وستحدثه بنهاية اليوم الثالث بالفعل ولكن ما زالت تنتظر منه أى تصرف ليستحق هذا .
بعد انتهاء العشاء التي التزمت الصمت به ،، ولكنه لم ينفك إلا أن يلامسها بتملك متحدثاً أمام عائلته .. صعدت للغرفة بحنق وهي تلتقط هاتفها وتخرج مجدداً .. اصطدمت بجسده وهي تخرج لتتأوه بخفوت قبل أن يسندها هو .. تسائل بجدية : أين تذهبين .
لم تجيبه فزفر بغضب قائلاً : لن تنامي خارج الغرفة مجدداً ،، أقسم لكِ سآتي وأحملكِ من أى مكان تكوني به .
نظرت بعيداً عنه بألم ،، لا تحتمل نبرة غضبه .. روحها الرقيقة حقاً لا تحتمل ،، لما لا  يعتذر .. لما لا يدللها ويحايلها .. لما لا يتحدث .. لما ينتظر قرارها ليخوضا الحديث معاً .. أومأت له بعد أن سمعته يخبرها : تسمعينني يا لورين .
أومأت له فتركها تخرج ،، نزلت لحديقة المنزل الشاسعة وظلت تسير حتي ابتعدت عنه .. مسحت دمعتها التي سقطت سهواً منها هاتفة بغضب : غبي .
جلست أمام بحيرة صغيرة بعيدة عن المنزل للغاية ،، اتصلت بوالدتها لتجيبها بعد رنتين فتسمع صوتها المشتاق : يا حبيبتي الصغيرة اشتقت لكِ .
أغمضت عينيها بسلام تجيبها : حوريتي وأنا أيضاً اشتقت لكم جداً .
عاتبتها حورية مشاكسة : طالما هكذا لما لا تأتي أم ديم لا يسمح لكِ .
أجابتها لورين بخفة : سنأتي بعد غد لأكون مع هيا .
تنهدت حورية متسائلة : كيف حالك يا حبيبتي .
صمتت لورين لحظات قبل أن تجيبها : بخير يا أمي كيف حالك أنتِ وأبى وكيف سبأ .
تحدثت حورية : نحن الحمد لله بخير .. تحدثي يا صغيرتي أشعر أنه يوجد حديث بداخلك .
تنهدت لورين مقررة : حدث أمر ما بيني وبين ديم ،، سأحكيه لكِ وأنتِ اخبريني وجهة نظرك .
اخُتطف الهاتف من بين يديها فشهقت بفزع وهي تلتفت له .. ومن غيره .. لقد كان يستمع لها وهي تتحدث .. هذا الماكر ،، غمز لها مغيظاً إياها وهو يحدث حورية : والدتي العزيزة هل تستقبلينا أنا ولورين يومين عندك .
تنهد قلب حورية بقلق لتجيبه : أهلاً بكم يا بني إنه منزلكم .. أين ذهبت لورين .
قال بدفئ مجيباً : ستكون عندك بعد ساعة ،، ولنحكي لكِ سوياً ما يضايق ابنتنا الجميلة لورين .
أخبرته برفق مشتاقة : انتظركم يا بني .
أقفل معها لينظر لزوجته المصون الذى استمع لها حتي ارتوى وحتي قرر التدخل هو .. كانت تعطيه ظهرها وتحرك قدميها بغضب فيهتز جسدها كله معها .. حتي خصامها لم تكمله معه .. كانت تريده أن يحترق وهو يتمني سماع صوتها لا أن تقع بفخه بسرعة هكذا ..  شعرت به يحتضن جسدها الذي يهتز بغضب هامساً : لنذهب لأهلك ، لنقضي معهم يومان حتي موعد خطبة هيا .
صمتت فحثها هاززاً جسدها : هيا توقفي عن المكابرة لقد استمعت لصوتك .
سألته بحزن صوتها الموجه له مما صدمه : لماذا تفعل هذا .
تنفس رائحتها بعمق وهو يسأل بنبرة خشنة : وماذا أفعل .
قالت بحشرجة صوتها : أنتَ تتصرف وكأنه لم يحدث شئ ،، قلت صباحاً كيف هنت علي صحيح ،، وأنا كيف هنت عليك .. كيف كممت فمي وكأنني أسمم سمعك بحديثي ،، كيف ألقيتني علي السرير مقيدة بلامبالاة منك وتركتني وكأنك تتخلص من ..
شهقت ببكاء وهي تعض شفتيها ليلتفت لها حاضناً جسدها بقوة قائلاً بصدمة : ما الذى تفكرين بهِ أنتِ ،، مخطأة أنتِ مخطأة ،، لقد جننت اليوم لأسمع صوتك .. لقد جننت أمس ولم أنم لساعة واحدة بدونك .
قبل شفتيها بحنان .. قبلات صغيرة متفرقة وهو يجيبها : لا تفكرى علي هذا النحو ،، لقد أغضبني جنونك وأنتِ حقاً لا تعلمينني حينما أغضب لثد صفعت حنين بإحدى المزهريات من قبل ونحن نتشاجر .. كان هذا منذ سنين ولكن أنا فقط أحب أن أتلاشي أوقات غضبي وأنتِ لم تصمتي يا لورين .. خفت عليكِ من غضبي يا حبيبتي لذا هذا ما فكرت به وقتها أن أجعلكِ تصمتين حتي لا أتهور عليكِ .
عادت تبكي بين ذراعيه كطفلة تدافع عن ذاتها : ولكنني ماذا فعلت ،، لقد كنت غاضبة .. غاضبة للغاية .. ماذا سأفعل وأنا أرى تلكَ المرآة تقترب منك علناً لو لم أكن أتيت لكانت تحرشت بكَ حرفياً ،، كيف تعمل مع تلكَ الفاسقة .. كيف أساساً تقبل الخروج للعشاء معها .
دفعته عند هذا الحد لتفكر أنه ما كان عليه الموافقة بالفعل علي هذا العشاء .. وبعد أن صرخت بجملتها الأخيرة تركته متوجهة للداخل ليناديها وهو خلفها : لورين توقفي .
لم تفعل فصاح : لا تتهربي دعينا نتحدث .
صاحت بهِ وهي تجرى للداخل : لا أريد التحدث معك .
جرى خلفها حتي مد ذراعيه فأمسك بها لتخبره بصراخ : ألم تقل سنتحدث عن اهلي لنتحدث هناك .
تركها قائلاً بخشونة : إن كنتِ ستهدأى فحسناً .
غادرت وهو خلفها وبعد قليل كانت تركب السيارة جواره .. وبعد دقائق أخرى كانت تحتضن والدتها باشتياق رغم أنها رأتها من فترة إلا أنها تشتاق لها بجنون تركتها بعد ذلك متجهة للداخل تاركة ديم يعطيها الحلوى والورد الذى اشتراهم لها .
احتضنت دياب بشدة كما فعلت مع حورية ثم هيا وسبأ وجلست وسطهم بفرحة ،، استمعت لحديث ديم ووالدها عن العمل وهي كانت تتحدث مع هيا وسبأ بأى شئ حتي قال دياب : ضعوا لنا العشاء يا بنات .
قال ديم بسرعة : لا يا عمي لقد سبقناكم بالفعل بالهناء أنتم .
قالت حورية باعتراض : لتأكلو قدر ما تستطيعون لقد انتظرناكم ثم ..
نظرت للورين لتفهم ما تريده لتلحقها مجيبة : بالتأكيد اشتقت لطعامك يا ماما .
نظر ديم لسعادتها متنهداً براحة ثم راقبها وهي تتجه مع والدتها وأخواتها للمطبخ فعاد لحديثه مع دياب قائلاً : مُبارك لهيا .
أومأ دياب برفق : يبارك بكَ يا ديم ومُبارك لأختك .
قال ديم : شكراً يا عمي .
هز قدميه قليلاً وهو يتابع حديقه معه حتي جائت اللحظة الذى انتظرها وها هو يجلس معها ومع دياب وحورية وحدهم لتقول حورية بدفئ وهي تربت علي يد صغيرتها : ماذا حدث بينكم ،، سأنيمك بمفردك يا ديم إن كنت مضايق صغيرتي .
ضحك ديم ليقول : الأن عرفت من تشبه لورين ،، ولكن أساساً جئنا لهنا لأجعلها تتوقف عن التهرب مني .
نظرت لورين له بضيق ليتحدث دياب : ما بال نظراتك يا لورين .
لم تفهم لورين لأول وهلة ماذا يقصد والدها ولكنها فهمت بعد ذلك أنه يسألها عن الأمر لتتحدث قائلة : هو يا بابا الأمر أنه ..
قاطع دياب ترددها قائلاً : حبيبتي يمكن حل مشاكلكم بمفردكم ،، أنتما الاثنان واعون كفاية لذلك .. لذا ما زال بإمكانكم إنهاء تلك الجلسة إن أردتم .
قال ديم بجدية : لا يا عمي لا بأس لأجعلها ترتاح ،، أنا سأخبركم ما حدث لقد كنت بعشاء عمل مع سيدة شريكة بإحدى فروعنا .
قاطعته قائلة بغيظ : تقصد فتاة فاسقة .
نهرها دياب بعينيه لتصمت بعد أن تبادل نظراته مع حورية متنهداً براحة .. فقد ظنا الأمر وجلاً وما هو إلا غيرة .. أكمل ديم متنهداً : هي ابنة وحيدة لشريك لنا وقد توفي رحمه الله وهي من تدير أعماله الأن .. لا تحب أجواء الشركة لذا تفضل أن تلتقي بشركاء والدها بالخارج .
قالت لورين بضيق : تقصد أن تختلى بكَ في الخارج في مطعم نصفه محجوز من أجل هذا الإجتماع .. آلا ترى أن هذا اهتمام مبالغ به . 
لقد كان محترماً وجود من هم أكبر منه في موضع تحكيم الأن ولكن هي وجدت نفسها بين والديها فشعرت وكأن الأمر طبيعي أن تتهمه هكذا أمامهم ليقاطع دياب حديثهم : ديم .. لورين أرى أنكم لم تتناقشو أساساً بمشكلتكم أليس كذلك وهكذا نقاش لا يريد تواجد أحداً معكم .. يجب ان تتحدثو بمفردكم في هذا .
قال ديم مؤيداً : نعم يا عمي بالفعل لم نتناقش بهذا الأمر لأنه انتقل لأمر غيره بسبب جنونها وغضبي من جنونها هذا وهي حتي الأن لا تعطيني فرصة للحديث .
قالت مدهوشة بتساؤل : هل تضع اللوم علي .
وكأن لا يوجد غيرهم بالمكان أجابها : لا يا حبيبتي لا ألومك ولكن ألم تأخذى أنتِ موقف وتلتزمي الصمت .. ألم تديرى لي ظهرك كلما قلت دعينا نتحدث .
وقف دياب قائلاً ملفتاً انتباههم له : سأترككم لتخوضوا هذا النقاش وحدكم .. وإن احتجتموني فأنا موجود .
نظر لحورية لتخرج معه ولكن لورين كانت تمسك بذراعها فتركهم وخرج بعد أن أعطي لابنته نظرة تحمل حنان العالم أجمع .. يخبرها أن ذراعي والدها ستتلقفها بعد كل شئ ليبتسم داخلها بقوة .. خرج دياب في حين بقت حورية قائلة : هل أخرج أيضاً أن ستحترمو تواجدى .
قالت لورين برجاء : فلتبقي يا ماما .
قال ديم بجدية : علي رأسي يا أمي .
ابتسمت له بفخر قائلة بمرح : والله إنه رجل مثل الوردة من حقك أن تغيرى عليه بالفعل .
ضحك ديم بامتنان واحمرت وجنتى لورين بخجل وقال متابعاً نبرتها المرحة : أخبريها يا أمي بدلاً أن تقبلني وتغدقني دلالاً ودلعاً تتخذ مني موقفاً وتخاصمني .
نظرت لورين له بغيظ لتقول : كم تحب قلب الحقائق أنت لا تنكر أنكِ مخطئ .
عاد الجمود لملامحه وهو يخبرها : وفيما أخطأت .. غير أنني خفت عليكِ من غضبي .
قاطعته بحدة مذهولة : تقيدني وتكمم فمي لأنكَ خفت علي من غضبك .
مسح وجهه في حين نظرت حورية له بقلق مذهولة هي الأخرى ليمسح وجهه قائلاً : لا تظني بي شيئاً يا أمي ،، لقد أرادت أن تنزل تلك المجنونة من السيارة وأنا أسوق ولم تتوقف رغم تحذيراتي ماذا أفعل لها .
قالت لورين بحدة : لم اكن أريد الذهاب معك لكنت تركتني أفعل ما أريد .
قاطعها بغضب من نبرتها العالية بوجهه ولكنه لن ينهرها علي شئ وهو يُصلح شيئاً أخر : وكيف أتركك وكنتِ بتلك الحالة ودموعك تخشي عينيك .
قالت بنبرة منخفضة قليلاً وقد أثرت جملته بها لقد كان خائفاً عليها ولكن تذكرت شئ فأخبرته : ولكن لم تكن تلك حجتك ،، لقد أخبرتني أنني لن أبيت خارج منزلك وكنت أريد أن آتي لأهلى .
قاطعتهم جورية قائلة بترقب : هل تهدأو وتخبرونني ماذا حدث من البداية لأفهم شيئاً منكم .
قالت لورين بتفسير : لقد رأيته يخرج من الشركة فتتبعته ..
قاطعها بحدة : لقد أخبرتني السكرتيرة كل شئ لا تكذبي .
اخبرته بعدم تصديق : كنت أخشي عليها فقط لأنها اخبرتني .
قاطعها مجدداً : لست وحشاً لتخافي عليها مني .
أكملت لوالدتها : رأيته يخرج من الشركة قبل موعد خروجنا بقليل فسألت سكرتيرته وأخبرتني أنه لديه اجتماع بالخارج مع تلك الفاسقة .
قاطعتها حورية منبهة : لا تسبي يا لورين .
اومان لورين بخجل وهي تتابع : اخذت منها والعنوان وذهبت لهناك وخاصةً حين علمت أنها ليست أول مرة .. وهناك رأيتها كانت تقترب منه رويداً رويداً وكانت بالكاد ترتدى ملابس إن سميت ما كانت ترتديه ملابس أساساً .. هو لا يخرجني من المنزل إن كان جزءاً من قدمي ظاهراً ويجلس مع واحدة بهذا الشكل .
قاطعها بضيق : لا تقارني نفسك بها ،، ثم ما بيننا عمل ليس لى دخل بملابسها .
نهرته بتأنيب : واقترابها الملحوظ ليس لك دخل به أيضاً .
توسعت عينيه ليخبرها بغضب : وما دخلى بهذا الأمر لا أسمح لكِ لا تحاولى التلميح حتي ،، أخبرتك مراراً أنني لا أرى غيرك لا أحب غيرك هي وألف مثلها لن يأثرو بي .
أخبرته بعذاب منه ومن طريقته وهي تعض شفتيها : ألم تلاحظ .. لم تكن أول مقابلة لكم بالخارج كان بإمكانك أن ترفض الاجتماع بها بالخارج بمفردكم .
نظرت له بألم ليتحدث بصدق : بلي يا لورين لاحظت .. كانت تلك مقابلتنا الثانية بالأولي لم أرتح لها بالفعل وبالثانية رفضت أن أقابلها ولكنها أخبرتني أن معها المدير الاستشارى فوافقت ولكن ..
قاطعته مكملة بغيظ : كانت تكذب كوجهها تماماً .. صفراء ،، كان عليك إدراك ذلك 
ضحك بخفوت لتنظر له بغضب فأكمل متنهداً : إنه عمل يا لورين .
أكمل بعدها لحورية : لأكمل لكِ أنا يا أمي ،، فجأة وجدت إعصار تسونامي يحتل الطاولة.. حقاً لقد اوقعت قلبي بين قدمي خوفاً عليها بهيئتها لقد كان وجهها محمر بشدة ولم يهمها ما فعلته بي لتجلس معنا .. حرفياً لقد جعلت الفتاة بمنتصف ثيابها من الخجل .
تأففت بحنق هامسة : لم أفعل ما يبرد نارى حقاً .
سمعها فقال : لكنت أبردتها أنا لو توقفتي عن جنونك بعد أن ذهبت .
اكمل ديم كل شئ ليتحدث بالنهاية : هل أخطات هكذا يا أمي .
تنهدت حورية محتضنة طفلتها قبل أن تتحدث : كلاكما مخطئان .. أنتِ اخطئتي بحق زوجك بتلك الليلة وأنتِ تتسببين بالمتاعب أمام الناس هكذا .. يجب أن تحل مشاكلكم بينكم يا صغيرتي وليس بالشارع غير أنكِ كان لا بد أن تسمعي له .. أذنه مهم يا صغيرتي طالما أصبح زوجك هل تفهمين .
أومأت لورين كطفلة صغيرة بنزق لتلتفت حورية لديم قائلة : وأنتَ أيها الرجل العاقل ،، اخطأت بمقابلة امرأة تعرف انها تريد التقرب منك وأنتَ رجل متزوج .. اخطأت حين تجاهلت غيرتها وغضبت منها .. المرأة بهذا الوقت تحتاج للاحتواء ،، تحتاج أن يخبرها زوجها أنها كل العالم له .. ليس الغضب لتظن انك تتجاهل غيرتها وتستخف بها ،، ثم بطريقة احتوائك للموقف يجب ان تفكر قبل الخطوة .. هل تجرح أم لا .. تعاملك القاسي هذا لا يليق بامرأة كزوجتك .. لا أقول هذا لأنها ابنتي وأنا أحبها أكثر من أى شئ بهذا العالم ولكن أقوله لأنني أعرفها .. أعرف قلب صغيرتي المجروح الأن بسبب فعلتك الصغيرة .. لورين هشة للغاية هي كطفلة تحسس من كل شئ ..
قاطعتها لورين بنزق طفولى : أمي ..
ضحكت حورية قائلة : هل ترى إنها أصغر عقل ببناتي هنا .
ابتسم ديم برفق وهو يتطلع لها قائلاً : إنها روحي يا أمي لا تقلقي عليها أبداً وأنا أعدها أنني سأحاول الحد من غضبي .
رفعت وجهها من حضن حورية قائلة وكلامه يرفرف بروحها : أى أنكَ مخطئ ويجب ان تعتذر لى . 
رفع كتفيه بلامبالاه قائلاً يشاكسها : وأنتِ كذلك .
عادت تحتضن والدتها قائلة بتأفف : مغرور .
يتبع