-->

المسحراتي - بنكهة فلسطينية



المسحراتي


يعطي المسحراتي رونقآ ولمسة خاصة لِشهر رمضان الكريم
وأكثرها في أزقة المدن التاريخية ، مثل القدس ونابلس وغيرها ، لكن الأمر محفوفآ بالمخاطر في مدينة القدس نظرآ لِ إشتكاء عدد من المستوطنين لِ إزعاجهم بسبب تِلك التهليلات المزعجة بنظرهم المنبعثة من حناجر الفلسطينين الساعة الثانية فجرآ!!

قبل مدة كافية من وقت السحور تنطلق الأدعية والتواشيح
من حناجر فلسطينية ويصطحبهم(الطبل) من أجل إعطاء عملهم لمسة إضافية أخرى مع أصوات مناداتهم بالإسم على
من يعرفونة وتهليلاتهم المفرحة لِسامعها ،ولا ننسى أبدآ الزي الفلسطيني الموحد لتلك الفرقة المكونة من إثنان إلى أربعة ، الذي يعكس التراث الفلسطيني القديم!!

ولكن بهجة إستكمالهم طيلة الشهر كانت مكللة بالمخاطر
وتنقص من فرحتهم وفرحتي أيضآ، تُنغص عليهم الفرحة  ملاحقات الإحتلال في شوارع المدينة وهناك ساعات تكون مميتة في أزقة القدس تعتقل عددآ من المسحراتية وتصدر
بحقهم مخالفات مالية من جانب جيش الإحتلال!!

ولكنهم لا يستسلمون أبدآ مستمرون في عملهم في إحياء
التراث الفلسطيني القديم ، نستيقظ دائمآ الساعة الثانية فجرآ على أصوات التهاليل المفرحة للقلب ، على أصوات فِرقآ متطوعة لا تأخذ دعمآ من أحد ، هم يبتاعون الزي والبطل ، يتناقشون حلول لون الطبل ولون الزي الذي يستخدموه ، يدفعون من جيبهم الخاص ثمن تلك الأشياء
هذه ظاهرة ، هذا تراثنا الفلسطيني الذي يعود لِمئات السنين هذا الأمر يعود للعصر المملوكي أيضآ ، بغرض تنبيه الناس وإعطائهم فرصة كافية للسحور!!

كل حارة في المدينة ، كانت تختار شابآ ذا صوت جميل ليقوم بتسحير الناس خلال رمضان كله ، ومع نهاية الشهر
يقوم الناس بإكرام المسحراتي بالمال وأحيانآ بالأرز والسكر
تبدي الفرقة الفلسطينية إهتمامآ بالغآ لإبقاء على ظاهرة
المسحراتي في كل مدينة وكل حارة من مدن فلسطين وأهمهم (القدس الشريف) و (نابلس جبل النار) لمحاولة عدم إنقراض هذه العادة !!

هذا تراث تتناقله الأجيال ، وهذا لا ينطبق فقط على شعبي
أنا فقط ، بالطبع هناك بلدان عربية أخرى محافظة على هذه
العادة العربية الجميلة وتبقيها قريبة للصائم بشكل أكبر نحن هنا فلسطين نروي قصة إحتلالنا على مر العصور بزي
تراثنا الذي لا يتركنا بأي فرصة كانت صغيرة أم كبيرة!!

هذا المقال أتمنى من قلبي ألا يكون قد أشعركم بالثقل
ولكن هذه الحقيقة الكاملة لما يحدث هنا وخوفآ على إنقراض هذا التراث الباقي لأجيال قادمة..

بقلم : نفين زيا