-->

الفصل الخامس عشر - عشق ناضج وعشق مجنون



الفصل الخامس عشر

 لا تزال مرتبكة، لا تزال حائرة بعد كل ما أخبرها به، لا تزال تتحاشاه بكل ما أوتيت من قوة، توصد غرفتها مُدعية النوم دون إصدار أية أصوات ليظنها نائمة.. ارتباكها لا يتضائل بل يتفاقم مع مرور الوقت..
كانت تظن أنها ستخوض معه عراك، مجادلة، ستشعر بالغضب، لربما حتى لن تصدق كلماته ولن تدعه يؤثر عليها بإعترافه لها بما أعترف به.. ستُكمل نصائح صديقتها لها، ولكن أن يجلس أمامها بعد أن أخبرها أنه معجب بها ويعطيها الحق في أن تستجوبه في أي شيء تريد أن تعرفه عنه لم يكن ذلك بمخيتلها أبداً ولم يخطر على بالها أنه ستصبح مترددة هكذا معه..
تتجنبه طوال تلك الثلاث أيام الماضية، لا تدري لماذا لا تملك قدرتها المعهودة على المواجهة؟ فكرت كثيراً بالأمر ولكنها لا تدري لماذا تشعر بشعور أنها مشوشة ومتوترة ولا تستطيع أن تنظر له بوجهه.. لأول مرة تشعر وكأنها ضعيفة لا تدري لماذا!! أبسبب إعترافه؟ أم بسبب رؤية تلك الفتاة معه؟ ولكن لقد برر لها الأمر..
زفرت بعمق وهي جالسة على سريرها الذي اتخذته قلعة تحتمي بداخلها طوال تلك الثلاث أيام وتحاول التهرب من رولا صديقتها قدر المستطاع، تشعر وكأنها سجينة بتلك الغرفة ولكن ما السبب لكل ذلك؟! 
نهضت وهي تعيد خصلاتها المتمردة خلف أذنها، ثم فكرت أنه يتبقى مجرد ثلاثة أيام ونصف حتى تعود والدتها.. أستسطيع الصمود حتى عودتها لتقص عليها كل ما حدث؟! هي تشعر بذلك.. ستصمد.. ولكنها بنفسالوقت تشعر بضرورة مواجهتها لصهيب.. تريد أن تظهر أمامه مرة أخرى وتتحدث له وكأن شيئاً لم يكن.. ولكن هي تشعر في الوقت نفسه أن شيئاً تغير نحوه بالتأكيد!!
"يارب بقا أنا زهقت" زفرت في حيرة وحزنت لحالة العجز الشديد التي وقعت بها وقبل أن تنهض من على سريرها كما قررت أن تفعل أي شيء ليُنهيها عن التفكير بأمر صهيب سمعته يطرق بابها!! وحدث ما كانت تتهرب منه لأيام!!
"ادخل" صاحت لتجد الباب يتحرك للداخل وظهر هو من خلفه 
"أنتي عاملة مقاطعة ولا إيه؟!" سألها وهو يتفحص ملامحها بإبتسامة بينما دلف بمنتهى الأريحية وجلس على أريكة صغيرة مقابلة لسريرها 
"مقاطعة!! مقاطعة ايه؟!" تعجبت ملامحها وهي تنظر له في محاولة منها لتخفي ارتباكها 
"من ساعة ما أتكلمت معاكي وأنتي مستخبية في أوضتك"
"وأنا هاستخبى ليه يعني!!" دافعت عن نفسها بتلك الجُملة ليبتسم هو وهو ينظر إليها بالمزيد من الإعجاب 
"ماشي.. مش مستخبية.. هحاول أصدق" تنهد ثم نظر لها بعينتين حماسيتين "تيجي نخرج؟!" أقترح لتضيق هي ما بين حاجبيها "سينما.. نادي.. كافيه.. أي مكان!"  أضاف العديد من الإقتراحات لتحمحم وهي تنظر له في إرتباك 
"وأنا يعني أخرج معاك ليه؟ ولا بصفتك ايه؟!" نظرت له بجدية وأحتدت نبرتها بينما لم يترك نفسه ليغضب من طريقتها في الحديث فلقد أخذ عهداً على نفسه أن يُعاملها بهدوء
"بصفتك البنت اللي عايز أتعرف عليها.." واجهها بجرأة ليشحب وجهها فهي لم تكن تتوقع إعترافه لها مجدداً بتلك السرعة 
"بس أنا مش عايزة أتـ.."
"هششش!!" أوقفها مقاطعاً "أنا مش عايز أسمع منك رفض أو قبول.. احنا قولنا هنبتدي من جديد.. أظن كنت واضح معاكي.. وقلت بردو إني محتاج فرصة تانية.. مظنش لو قومتي وخرجتي معايا هتجرى حاجة.. لو عايزة ترفضي حتى إن يكون فيه ما بيننا علاقة تحت أي مسمى أنا موافق، مش عافية يعني.. بس على الأقل بعد ما تعرفيني.. وحتى إذا كنتي عايزة العلاقة بينا متتعداش إني أبن الراجل اللي أتجوزته مامتك فأنا موافق.. بس يكون فيه ما بيننا تفاهم حتى بدل خناق كل شوية!!" حدثها بهدوء لتبتلع هي وشعرت بإنعقاد لسانها عن الكلام 
"ألبسي يالا وهستناكي تحت" ابتسم لها ثم تفحصها للمرة الأخيرة وتركها مُغادراً دون أن يترك لها وقتاً للرفض!
 ❈-❈-❈
نظرت بحقد شديد لكل صورها الموجودة بملفها الشخصي على أحد مواقع التواصل الإجتماعي الشهيرة وظلت تُفكر بمنتهى الغيظ اللامتناهي وهي تفكر كيف ستزيح تلك الفتاة الصغيرة عن طريقها..
أيذهب ليُقبل تلك الصغيرة القبيحة ويتركها هي؟ بكل ما تمتلك من جمال وأنوثة طاغية يتهافت عليها الرجال يختار تلك الصغيرة ويتركها هي دون إكتراث؟
بعد محاولاتها الكثيرة في أن تُقربه إليها ومساندتها له في العمل لا يلقي لها بالاً وبمنتهى السهولة يهرول خلف تلك التافهة ولا يعطيها الإهتمام الذي تستحقه منه..
لن يمر الأمر مرور الكرام.. ستدمرها أمام عينه وسترغمه على أن يكرهها.. أمّا عنها تلك التافهة التي لا ترتقي لمستواها فستجعلها تكرهه أكثر من ذلك الكره الذي قرآته بعنتيها.. أتأتي لتعامله بتلك الطريقة ويهرول خلفها؟ أترفضه ويعدو خلفها ليُقبلها ويتركها هي؟! لا لن تترك الفرصة لها لتتفوق عليها أبداً.. 
شردت لتفكر بخطتها التي ستبدأ بها مع تلك الصغيرة.. يبدو وأن صهيب ليس بقائمة أصدقائها وإلا كان سيظهر حسابه كصديق مشترك بينهما.. هذا جيد.. يبدو أنها ترفضه بشدة.. وستعمل هي على إستمرار ذلك الرفض..
أمّا عنه فستجعله يراها في أسوء الحالات الممكنة، صهيب الرجل الذي يصدها ويبتعد عنها لن يقع إلا لفتاة من تلك الفتيات التي تفتقر للجرأة والحرية.. حسناً إذن ماذا لو علم أنها كاذبة تظهر أمامه بصورة وخلف ظهره هي مجرد عاهرة؟!
علمت أن عليها الإستعانة أولاً بمختص يستطيع أن يخترق حسابها على موقع التواصل الإجتماعي وهاتفها كذلك.. وستبدأ هي في جعله يرى لينا في أسوأ صورة ممكنة بل وستجعله يكرهها ولن يطيق حتى النظر بوجهها..
❈-❈-❈
"قوليلي بقا عايزة تعرفي ايه عني؟!" سألها صهيب بينما هي تتحاشى النظر له تماماً وتتخذ من كوب الفرابيتشينو أمامها درعاً وحماية وكأنه هو منقذها..
"مش عايزة أعرف حاجة.." همست وهي تنظر بعينتيها لكل شيء سواه 
"لينا.. المفروض لما حد يكلمك تبصيله على فكرة"
"ده في حالة إنك عايز تكلم الشخص ده" احتدت نبرتها وعلى ملامحها بعضاً من الإنزعاج ليزفر صهيب ولم يتوقف ولو لثانية واحدة عن تفقد ملامحها 
"طب وبعدين؟! هتفضلي كده مش عايزة تكلميني كتير؟" ضيق زرقاوتيه ناظراً لها في استفسار لتنظر هي له في حيرة شديدة أستطاع أن يقرأها بسهولة "أنا عارف إني أتسرعت و.."
"بص!! أنا مش في دماغي دلوقتي خالص الإرتباطات والجو ده ومن ساعة ما جيت أتكلمت معايا وأنا حاسة إنـ.." قاطعته بنبرة محتدة ليقاطعها
"حاسة إنك متلخبطة ومش عارفة تعملي ايه!" حسناً.. لم يكن هذا ما أوشكت على قوله ولكنه كان محقاً تماماً وصاغ مشاعرها بمنتهى السهولة فرمقته بعنتين متوسلتين كي لا يُكمل "ما هو علشان كده المفروض تتكلمي معايا وتعرفيني وتشوفي هترتاحي ليا والإعجاب اللي بينا هيكون متبادل ولا لأ!" حدثها مرة أخرى بينما حصل منها على صمتٍ تام!!
"طيب بصي.. أنا طول عمري دغري.. ياما عرفت بنات بس مفيش أي علاقة بيني وبين واحدة كملت شهر واحد.. عارفة ليه؟!" توقف سائلاً ولم يُكمل دون أن يحصل منها على كلمة تطمئنه قليلاً بأنها تتقبل الحديث 
"ليه؟!" أخبرته في إنزعاج ولكن قرر هو أن يتركه جانباً
"علشان كل اللي أتعرفت عليهم عمري ما حسيت إني معجب بيهم.. مفيش ولا بنت دخلت دماغي غيرك!" نظر لها وحدق بعنيتيها لترتبك هي 
"بس أنا معرفكش يا صهيب ومظنش إني بفكر في إرتباط ولا أي حاجة من الكلام ده" أخيراً بدأت في الإسترسال في تلك المحادثة التي تجمعهما
"علشان كده بقولك أعرفيني.. أنسي أي حاجة حصلت ما بيننا وأعرفيني من أول وجديد"
"بس أنا لسه صغيرة وعايزة أكمل جامعتي الأول قبل ما أرتبط.. ده لو هيكون فيه ما بينك وبيني ارتباط أصلاً" أخبرته بقليل من الغرور
"واشمعنى بدر!! ولا أنا ما انفعش؟!" أخبرها بتهكم ورفع احدى حاجبيه في تحفز بينما هي ضحكت كثيراً على جُملته ولأول مرة يراها تضحك أمامه بهذه الطريقة، وبالرغم من إعجابه بملامحها الضاحكة المتهللة في سعادة ولكنه أيضاً شعر بالإستهزاء
"أنت عارف بدر ده مين أصلاً؟" حاولت تهدئة ضحكتها "ده بطل في رواية!!" ابتسمت وهي تنظر إليه وشعرت بالإنتصار عليه 
"رواية!!" أخبرها في تهكم لتتوسع ابتسامته "طب خدي بالك بقا علشان أنا بغير" نظر لها بعينتيه التي لا تعرف ما لونهما هل هما رماديتان أم زرقاوتان لتشعر بالقليل من التوتر والتخبط 
"بس أنت لسه مالكش حق تغير عليا يعني.. وبعدين أصلاً أنت بتغير على أي هبل كده.. مش تفهم الأول مين بدر ده؟"
"ما أنا سألتك وأنتي مقولتليش"
"عشان سألتني بطريقة مش كويسة"
"ما هو اللي سمعته يعني ما كانش سهل"
"خلاص خلاص اديك عرفت"
"ماشي يا لينا.. شكلك هتجننيني"
"أنت لسه شوفت حاجة!!" رفعت احدى حاجبيها في تحفز بإبتسامة ثم بدأت في تناول الفرابيتشينو الخاص بها ليبتسم هو الآخر 
"قوليلي بقا عايزة تعرفي ايه عني؟" 
"قولي أنت برج ايه؟"
"برج!!" تمتم في غير تصديق بينما حاول أن يُهدأ نفسه "برج الدلو يا لينا!!"
بالرغم من أن تلك المحادثة بدأت بطريقة طفولية للغاية ولكنها بدأت على كل حال، بالرغم من جنونها الواضح وعدم استقرار عقلها ولكنه لم يجد مفر من الوقوع في إعجابها أكثر!
❈-❈-❈
"يعني اتبسطتي يا جزمة.. عرفتي إن كان معايا حق" تحدثت رولا بهاتفها
"لا حق ايه.. لما أحس أنا كمان إني معجبة بيه كده يبقا تقولي إن معاكي حق"
"يا سلام!! عمو أمجد كده بحسه بدر ولو صهيب طلع زي سليم.. يااااه تبقوا أنتو الاتنين معاكوا أبطال روايات.. أوعدني يارب"
"يا بنتي أتقلي شوية.. متبقيش سهلة ورخيصة كده وعاملة زي اللي جاية في أي مصلحة راجل شكله حلو وخلاص" 
"ياختي بقا ما تسبيني أحلم براحتي.. هو الحلم بفلوس!!"
"هتفضلي طول عمرك هبلة.." تآففت من صديقتها وطريقة تفكيرها "بقولك ايه صحيح.. أنتي شوفتي آخر جزئين في الرواية!! أنا أتشليت من اللي عمله شهاب! ازاي يغتصب بنت عمته؟! ده بجد اللي لو حصل ايه عمري ما هسامحه.. فعلاً مقدرتش أنام من غير ما أخلص الرواية بس بجد أتعصبت أوي من الكاتبة"
"بكرة نتعاطف معاه زي ما عملنا مع بدر"
"لا لا أستحالة ولا هاطيقه.."
"يعني مش هتقري الجزء التالت يعني؟!"
"لا هقراها بس عشان يعني أكمل القصة كلها مع بعض وأشوف زينة هتتغير فعلاً ولا أي هبل"
"بس لأ.. أنا حبيت شهاب من دلوقتي خلاص.. ومتعاطفة معاه من قبل الجزء بتاعه"
"ده أنتي هبلة أوي صحيح.. هو أي حد كده تتعاطفي معاه وتسامحيه.." زفرت في ضيق "أنا شهاب استحالة أسامحه على اللي عمله.. حتى لو ايه هافضل مضايقة منه.. هو فاكرها سايبة ولا ايه!!" صاحت في حنق شديد 
"مين شهاب ده وعملك ايه؟!" دلف صهيب غرفتها وملامح الغضب تعتريه لتنظر له نظرة نارية لتنهي المكالمة مع صديقتها ثم نهضت وأقسمت بداخلها أن تنهيه عن تلك العادة التي يبدو وأنه لن يتوقف عنها أبداً..
❈-❈-❈
"بجد مبسوطة أوي إن هنعملهم مفاجأة وهنشوفهم النهاردة.. تفتكر هنلحق صهيب قبل ما يروح الشغل؟!" سألته جيهان وهي تلتفت بمقعدها المقابل لمقعده بالسيارة 
"اه هو بينزل على سبعة ونص.. والساعة دلوقتي سبعة.. هنلحقه إن شاء الله"
"بصراحة أنا مش مصدقة إن لينا عرفت تقعد معاه كده في هدوء طول الأسبوع.. حاسة إن فيه حاجة غريبة وهي مش عايزة تقولي" 
"هيكون فيه ايه يعني؟!" التفت ناظراً لها وهو يرفع كتفيه ويخفضهما بعفوية "أكيد كل حاجة تمام.. أنتي عرفاها مبتعرفش تسكت أبداً وبالذات خناقتها هي وصهيب من زمان مبتبطلش.. بس أنا واثق إن صهيب عاقل ومش هيفضل يتخانق معاها يعني من الباب للطاق كده" 
"يارب بجد يا أمجد.. هتبسط أوي لو روحت ولقيت كل حاجة تمام"
"متقلقيش أكيد همّ كويسين.. وبعدين هانت أهو خلاص ده أنا شايف العمارة من هنا!!" أومأت له بإبتسامة ليبادلها وبداخلها حماس لرؤية ابنتها مرة أخرى.. فهي لم تبتعد عنها من قبل سوى لسفرها كل سنة بعملها وسوى ذلك هي لا تبتعد عن لينا أبداً..
ترجلا من السيارة سريعاً وتوجها للأعلى في حماس لرؤية ابنائهما وكست السعادة ملامح جيهان التي أمسك صهيب يدها في عشق ولا يستطيع إلي الآن أن يكف على النظر لها بنفس العشق التام الذي لا يزال ينظر لها به منذ الوهلة الأولى..
تركا المصعد خلفهما وتوجها نحو باب المنزل لتضيق جيهان ما بين حاجبيها في إستغراب لسماع صوت جدال كلاً من صهيب ولينا لتنظر له في استفسار 
"ايه ده فيه ايه؟!" همست في تساؤل
"هنشوف أهو.." أدار أمجد المفتاح بالباب ليدلفا كليهما وهما يستمعان لذلك الجدال الشديد في تعجب فصعدا مسرعان حيث المكان الذي يأتي منه صوتهما 
"ما هو أنت مبتبطلش أسلوبك الزبالة ده!! أول وآخر مرة تسألني مين ده!! أنت فاهم ولا لا؟!"
"بقولك ايه متنرفزنيش أكتر من كده.. أنا لغاية دلوقتي عامل حساب لكلامنا امبارح و.."
"طظ فيك وفي كلامك لو كل شوية هتشك وتيجي تقولي مين ده وتسألني.. مالكش فيه أصلاً.." قاطعته صارخة بغضب لتتعالى هو الآخر أنفاسه الغاضبة وهو ينظر إليها بملامح أندلعت عليها حمرة الغضب
"ما تلمي بقا لسانك ده ولا أرجع تاني أعاملك بنفس الطريقة!! أنتي ايه يا شيخة مبتعقليش أبداً.. أعمل معاكي ايه تاني عشان تتعاملي بأسلوب كويس؟!" 
"على أساس إنك يعني بتنقط عقل وحكمة.. أنت اللي مفيش فايدة في أسلوبك"
"أهدوا بس يا ولاد فيه ايه؟!" تحدث أمجد وهو يتجه نحو صهيب بينما أتجهت جيهان نحو ابنتها لينا 
"دي غبية مفيش فايدة فيها أبداً" صاح صهيب لاهثاً بغضب 
"عيب يا صهيب اللي بتقوله ده.." نظر إليه والده في لوم على ما تفوه به
"شوفت يا عمو.. عاجبك كده!! ده أنت حتى يا أخي باباك مش موافق على اللي بتعمله"
"ما هو لو يعرف الهبل اللي أنتي فيه مكنش وافق إنك تقعدي ثانية في البيت ده" صرخ بها وقد أعماه غضبه 
"هبل ايه!! هارجع بقا وأقولك اني مبعملش حاجة غلط .. أنت اللي مريض ومتخلف"
"اهدي بس يا لينا مينفعش تتكلمي بالأسلوب ده" حاولت والدتها التدخل لتنهي هذا العراك المحتد 
"خلاص يا ولاد.. أنت يا صـ.."
"لا مش خلاص" صاح كليهما بمنتهى الغضب وهما يرمقان بعضهما البعض بمنتهى الغضب بينما نظر جيهان وأمجد لبعضهما البعض في تعجب 
"لازم تعتذرلي!! أنا مش هاستحمل أسلوبك ده تاني أبداً" تحدثت لينا بنبرة مرتفعة وهي تنظر له في إنفعال لتتحول ملامحه للتعجب الشديد 
"يا سلام!! أنتي اللي المفروض تعتذري على حركاتك المتخلفة اللي بتعمليها دي ولا كأنك طفلة صغيرة"
"ليه إن شاء الله عملتلك ايه!! بص من هنا ورايح أنت مالكش دعوة بيا ومتتوجهليش بكلمة"
"خلاص يا ولاد!!" صاح أمجد بنبرة لن تتقبل النقاش أبداً بعدها "تعالى يا صهيب أنت يادوب تروح الشغل.. وأنتي يا لينا أقعدي مع جيهان على ما أجيلك" نظرت لينا لصهيب لآخر مرة بغضب ولكنه أمتزج بالحزن بينما دفع أمجد صهيب للخارج بخفة فرمقها بغضب مساوٍ لغضبها وتوجه بصحبة والده للخارج هو الآخر!
"فيه ايه يا لينا.. ايه اللي حصل يا حبيبتي لكل ده؟" سألتها جيهان وهي تتفقد ملامحها التي أشتاقت لها لتنفجر لينا في البكاء وارتمت على صدرها لتعانقها بقوة 
"أنا زهقت يا ماما وتعبت من كل حاجة حصلت وأنتي مش هنا.. أنا محتجاكي أوي.. وحشتيني وعايزة أتكلم معاكي"
"ايه ده فيه ايه بس؟ اهدي يا حبيبتي ومتعيطيش" ربتت على ظهرها وهي تعانقها في حنان شديد 
"مش عارفة يا ماما.. مش عارفة أي حاجة" همست بين بكاءها 
"طيب أهدي وفهميني ايه اللي حصل؟!" 
"حاضر يا ماما هاحكيلك.."
يُتبع..