ليلة النجوم
ليلة النجوم ' فينسنت فان جوخ '
تعددت الأقاويل والمفاهيم وكل ما عُرف أنها ليلة من النجوم .. ليلة غير كل الليالي التي تتوافد لأعينكم .
ليلة خصصتها عين مُبدعها الذي رقد دون أن يُعرِّفُنا عليها وكأنها لُغزاً رفض البوح به فبقت كأسطورة يتناقلها الجميع ويُخرجون بها كل ما يُخالجهم من شعور حين النظر إليها .
نوبات وصدمات شديدة أصابت مُبدعها فهوت فرشاته باللمعان بعد أن قرر التعافي من تلكَ الصدمات .. ومن نافذة مصح علاجي أخرج لنا تلكَ
' مُشغلة البال '
نعم مُشغلة البال فالكثير قال أنها توحي بالكآبة والكثير قال أنها توحي بالهدوء والطمأنينة ،، وللعجب أكثر فتلكَ اللوحة رُسمت بوضح النهار بعد مراقبة فان جوخ للخارج من النافذة قبل شروق الشمس متأملاً نجمة الصباح المتوهجة وسط سماء صافية .
ورغم الهدوء بهذا الوقت إلا أن اللوحة خرجت علي نهج يحمل التبعثر والإيقاع الغير المألوف وقيل أنه ربما هذا كان سبباً للصراعات الذي كان يتعافي منها .
بالأسفل نجد قرية هادئة ساكنة .. نسمات الرياح تُسمع بين أزقتها .. وساكنيها راقدين بسلام منهم من يتطلع للسماء الهادئة ولكن يبدو أنها لم تكن كذلك لراسمها فالسماء اتخذت منحني عجيب .. دوامات أحاطت كل شئ تُخالجه عيناه حتي النجوم اللامعة يبدو أن لمعانها كان يتخذ قدراً كبيراً من السماء رغم صغر حجمها .
وبقي كل هذا ووصفه لغزاً محيراً واللغز الأكبر كان الأسود الواقف بشموخ عالياً يكاد يصل للسماء كشعلة بواجهة اللوحة .. ما كان مَهِيَّتَهُ هذا !
سراً ليس له إجابة تفنن الرسامين من بعده في وصفه بما يُناسب مشاعرهم حين النظر لتلكَ اللوحة ،، لأول وهلة لا تظن أن الأمر جللاً ولكن توغل بأعماقها وأفتح لها أعماقك وقل لنا بماذا تشعر ؟
وأي سر قد تستنتجه ؟
لوحة سُميت بليلة النجوم ولكن ما تلكَ الليلة العجيبة الذي رآها وتخيلها فينسنت فان جوخ !
انتهينا ولكن لن أضع نقطة فاللغز لم يُحل بعد وبقيت تلكَ اللوحة لكَ ولي ولكل شخص جاذبة لمشاعرنا
بقلم عبير ضياء