-->

الخاتمة _ قارئة الفنجان مكتملة




الخاتمة 

 

إذا أفلت شمس يومك وحل الظلام
فلا تنسى أن تشعل شمسك الداخلية!!


°°°


عليا تعلم جيدآ أنها لن تمتلك ذلك الحب الذي كان يكنه لِليلى، عليا لن تستطيع سلب ذلك الحب منه ولا يمكنها أن تفعل حتى ولو كان ذلك على حساب حياتها !!


هي بطبعها قنوعة ولن تطأ يدها مس قلبه أجمعه ، نعم يحبها ، لكن ليس كما أحبها هي..تعلم ذلك ولكن هذا لا يفقدها الإحترام لنفسها ولذاتها تحترمه وتحترم إخلاصه لذالك الحب الذي كانت تتمنى أن تلقاه منه..يحاول بكل جد لجعلها أسعد زوجة وحقآ لو يعلم كم تجرح دون أن يشعر بذلك!!


لايمكنها العبور من تلك الفجوة أبدآ ولا تسمح لنفسها بفعل شيء يجعلها تندم لأجل إمرأة قد أصبحت مجرد ذكرى جميلة ستبقي تلك الذكرى بداخله حتى لو كان ذلك على حساب قلبها ..


وهو أيضآ حبها الأول والأخير هذا يكفيها لايمكنها تجريد حبه لليلى أبدآ أحبها ومايزال يحبها حتى لو لم يقل هذا كان عادل مكشوفآ دائمآ أمام عليا ، لكنها ...ليست بتلك القسوة ولن تجرده أبدآ ذلك الحب الباقي له منها، وخاصتآ رائحتها المنبعثة من قطعة صغيرة منها ،النسخة الصغيرة  من صورتها الحلوة ،جوليا طفلتهم الجميلة التي لن ترى شيئآ أخر أجمل منها ..


_جوليا... هيا الطعام جاهز حبيبتي !!


كانت عليا تشعر بالتعب الشديد ، وحقآ شاحبة الوجه وعيناها ذابلة بشدة وسببه عدم الراحة التامة بعد ولادتها مع إنعدام أخذها لكمية نوم كافية هادئة لعدة أيام إثر إستمرار بكاء طفلها المستمر طوال الليالي الفائتة لمدة أسبوعان للأن !!


تعلم أن هذا وضعآ أكثر من عادي لطفل حديث الولادة ، لم يصل عمره حتى شهر الأن، تحاول بكل مابوسعها جوليا لمعاونتها لأجل الطفل وحقآ يبدي مفعولآ معه ذلك المشاكس بمجرد إقترابها منه يهدء حرفيا ولا تصدق أن هذا الطفل نفسه هو الذي كان صوته يصدح بجميع أنحاء المنزل لينام داخل أحضانها لاحقآ حين تضمه!


مظهرهم البريئ يجعلك تصبح دامع العينان ولهفة تدفعها لتقبيلها بكل أوتيها من قوة، عدى تلك التهويدة التي تلقيها بجانب أذن زيد لتجعله يغط في نوم عميق ، وكل هذا لأجل حبها لأخاها الصغير وطلبآ لراحة عليا لتجعلها تأخذ قسطآ ممكنآ من النوم والراحة ولو لفترة قصيرة لكنها فعليآ تعيد وتحيي بها الطاقة الكاملة لمتابعة يومها دون كلل أو ملل وكله بسبب تلك الصغيرة التي تجعل من أيامها أجمل أيام في حياتها.


جذبت جوليا المعقد وجلست قائلة:


_صباح الخير خالتي أسفة كنت ألعب مع زيد وأخذنا اللعب ولم أستطع أن آتي إلا عند نومه.


هزت برأسها عليا مبتسمة لها بسعادة لتضع لها كأسآ من العصير بجانبها على الطاولة قائلة وهي تتنهد بعمق:


_حقآ جوليا لا أعلم كيف ينام ذاك المشاكس معك فقط! أحاول أنا وأبيكي ولكن عبث ،والغريب أنه لا يتوقف عن البكاء إلا عند إقترابك منه!


توقفت عن الحديث واضعة كأسها أيضآ على الطاولة لتجلس على المقعد المقابل لجوليا  وتابعت إستكمال حديثها مرة أخرى رادفة:


_زيد طفل غريب ..يبدو كأنه أصبح يعلم بمدى أهميتك له أنتي أخته الكبرى وأريدك دائمآ قريبة منه، أنتي أجمل شيء رأته عيني وأجمل فتاة وأجمل أخت كبرى جوليا ، لقد أحببتك منذ الوهلة الأولى التي رأيتك بها رأيت بك ليلى الواثقة، ليلى العطوفة التي لا تترك يدآ تمتد لها لطلب العون وتلبي على الفور دائمآ.


إبتسمت جوليا بإتساع قائلة:


_إنه أخي الصغير كيف لي ألا أكون سعيدة عند رؤيتي له بالطبع سأحبه سأكون دائمآ بقربه أنا لم أحظى برؤية أمي كثيرآ ولم أجد الوقت لذلك! لقد رحلت حين كنت صغيرة جدآ أنذاك وأتمنى ألا يعاني زيد ماعانيته أنا ياخالتي .


فور سماعها لتلك الكلمات المفرحة لقلبها نهضت عن معقدها وسارت بإتجاهها وأنحنت مقبلة جبهتها وضمتها لصدرها بعاطفة جياشة، شعرت بمدى إحتياجها لأمها ،دمعة حارقة كانت تستل طريقها لوجنتها تعبيرآ لمدى إحتياج فتاة في هذا السن  من العمر لأمها ، جوليا الأن في الثانية عشر ، عادل أخذ دور الأم والأب ولكن لايستطيع أي أحد أن يأخذ مكان الأم ، حتى لوكانت السعادة تنهال عليها من كل طرف سيبقى مكان الأم فارغآ ولن يملئه إلا هي فقط.


عليا تعلم جيدآ أن جوليا تحبها وهي بالمثل ولكن ليس لدرجة إعتبارها كالأم البديل لها،لا يوجد أم بديل تأخذ مكان الأم الحقيقة معها كانت بروعة عليا.


❈-❈-❈



عند المساء


الحب الأول له كانت ليلى! والأهم من ذلك هي والدة طفلته.


ليلى حبه الأول الجميل، أحبها كما أحبته وأكثر، عند نظرتهم الأولى كانت تختفي الكلمات..لتبقى الكلمة الأولى والأخيرة للقلب لتصمت أي كلمة أخرى من بعده.!


حدث ذلك عندما رأها لأول مرة عند دخولها الجامعة! لفتت نظره بكل شيء! حركاتها إيمائتها ولكل ماحولها، جذبته لها وتعمق داخل خصال شعرها المتناثر الطويل ولفتت نظره منذ أول لقاء!.


وهي بدورها قد إستجابت له كان حبهم صافي نقي ،  كانت محور الحديث عند عبورها !لم تتهرب من رؤيتها أي عين أبدآ فتاة ليست كباقي الفتيات أبدآ لفت نظره مدى حشمتها وأناقة ماترتديه في كل يوم جديد، كل شيء حولها كان مملوء بالحماس لم تدع شاب بالجامعة إلا وكان معجبآ بها، ولكن عينا ليلى لم تكن ترى سوى عادل!


غير قادر على وصف تلك الأيام يعلم أن السنين مضت ويعلم جيدآ أنه الأن متزوج ولديه طفل وحيا جديدة ويجب عليه إبقاء كل شيء في مكانه الصحيح، الذكرى تبقى ذكرى ، وليلى الذكرى الجميلة التي لن يندم عليها طالما عاش الدهر كله.


كما قيل قبلآ الحب الأول ليس كأي حب إنه يلتصق بالقلب لغاية مماتك يجعلك أسير حتى على ذكرى قد مر عليها الزمن وإنتهى، الحب الأول يستطيع تجريدك من أي منطق!


_أستاذ عادل أسفة على مقاطعتك، لكن هناك شيء يجب أن أعطيك إياه!


جعد مابين حاجباه ناظرآ لما بين يداها وتسائل عن الأمر مرتاب:


_مالأمر ريما هل حصل شيء ، وماهو هذا الشيء الذي بيدك؟


إقتربت من المكتب وأجابته بكل هدوء:


_لقد وصلت هذه الرسالة الأن أستاذ عادل عبر البريد العاجل .


نظر للمغلف الأحمر لِيقف وأخذه بكل هدوء وأمرها بالخروج قائل:


_شكرآ ريما ، بإمكانك الخروج الأن، أنا سأخرج بعد قليل وبذلك قد إنتهى دوامك الأن لقد قاربت السابعة أسف أخذني العمل ولم أعلم أن الوقت قد مر بهذه السرعة.


أومئت له وألقت تحيتها وخرجت على الفور .


عاد وجلس على المقعد ومزق ذلك المغلف من الطرف أخذآ الرسالة التي بداخلها وهو مبتسمآ يعلم جيدآ أن هذه الرسالة كانت من عليا.. بكل وضوح كان العطر خاصتها ممزوجآ برائحة الورق الجديد لأنه بمجرد أن فتح المغلف هبت الرائحة معلنة صاحبتها دون تنويه!


*عادل ... حبي الأول وزوجي وأجمل أب لفتاة تكون ألطف مخلوق في الكون ، وأب للمرة الثانية لإبن مزعج ومشاكي كثيرآ .


لطالما أحببتك من بعيد دائمآ، كنت حبي الوحيد الذي كنت على ثقة بأني لن أنوله، لكن القدر الذي جعلني أثق بأن هذا الحب لن يكون ولن يدوم! أصبح خطأ بكل وضوح تلك الأيام التي كنت بعيدة عنك ، كنت أزداد تعاسة يومآ بعد يوم ، كنت أشعر بقربك القاتل لِلنفس كنت أدفن كل خيبة بي لعدم إعترافي بحبي الخائب منذ الوهلة الأولى التي رأيتك بها في سنواتي الأولى في الجامعة.


لا أعلم لما كان الخجل يسيطر علي ويمنعني من الوقوف أمامك وقول " عادل...أنا أحبك"،  أحببتك منذ أول خطوة لي عبر حرم الجامعة !! أحببتك منذ أول وهلة رأيتك بها حين كنت تبتسم وحقآ لو كنت تعلم مالذي كانت تفعله لي إبتسامتك لي ، عيناك الضيقتان كانت تفتعل المكائد داخلي وتجبرني على إلحاق الأذى بي ،لكن كنت أصمت وأختبئ! خوفآ من سماع تلك الكلمة المختصرة التي يلقيها بعض الشباب خلال إعتراف فتاة يراها لأول مرة له بالحب" من أنتي "


لا تعلم كم كنت خائفة من الإجابة عليها لا أعلم حقآ كيف ستكون إجابتي شعرت بالخوف لأفعل عكس ما أريده وتمنيت حقآ من كل قلبي ألا تجرني قدماي بعيدآ للهروب من الإجابة لأصبح أكثر بؤسآ وحَرجآ للإجابة وأنت تراني لأول مرة .


بنيت أحلامآ كبيرة على ذلك اللقاء وإعترافي
كان سيشعرني بالصغر والحرج لِأفر هاربة كوصمة عار قد طبعت على جبهتي لأنني غير مرئية أمامك!


ذلك اليوم حقآ كنت قد أخذت قراري بالإعتراف بحبي لك بعد ليلة طويلة وعدم نومي تفكيرآ بطريقة وقوفي وإلقاء تلك الكلمة بآعترافي بحبي حصلت المعجزة بإسكاتي العمر كله ، لقد كانت عيناك بمكان أخر! لقد وجدت ليلى ذلك اليوم الذي أخذت به القرار ، منعت تمامآ عن قول مارتبت قوله تلك الليلة.


لقد جررت ورائي خيباتي وإبتعدت عنك لقد
رأيت إعجابك بها بعيناك الضيقتان ، وهنا علمت بأن الأمل ضاع والقدر أحال بيننا!


أحبتك ليلى كل يوم بعد يوم ، لقد تعلقتما ببعضكم البعض وبشكل جميل ويفوق صورتي المبهمة لك ، لقد أحببت تلك النظرات التي كانت تمر من أمامي .. أنا الشاهدة الوحيدة على هذا الحب الكبير ، وكما قلت: الحب الأول مثل الحصبة يجعلك مريض وبائس وخائب لعدم نيل ذلك الحب المنفلت من أعقابه!!


عادل لقد كان حبي لك كبير أيضآ وعدت أدراجي بعيدآ عن أي مكان تكونان به ، مثلي مثل أي إمرأة أحبت رجلآ لم يعد مقدرآ لي أن أحبه وإخترت الإبتعاد.


ولكن في ذات يوم تلاقت عيناي بعينان ليلى ونظرت لي بتسائل ولكن عيناها المرحة
كانت تصف التحذير أيضآ ،كانت تقول بوضوح توقفي ...


توقفي عن العبث مع حبيبي ، رجلي ، تلك الكلمات التي قرأتها بداخل عيناها حقآ، شعرت بأنني خائنة وأنا لم أقترف ذنب. شعرت بالهروب والإختفاء..لقد إبتعدت حقآ من أمامكم منذ ذلك اليوم! كنت أرفض أي مكان يجعلني أجتمع بكم ، ليس سببه ليلى أبدآ ربما وجدت بذلك هنائي وإستمرار حبي لك بهدوء رغم أنه غير متبادل، متابعة حياتي العادية التي كنت أمارسها بطبيعية قبل رؤيتي لك!


وفعلت وإبتعدت وحبكم النقي بدأ ينير الجامعة بأكملها: أجمل ثنائي قد تراه العين ، وأنا كنت اللطخة السوداء المبهمة بينكما الغير مرئية!


أنت لم تخطئ أبدآ إنه الحب الأول لا أحد له المقدرة لتغيره بإمكانه أن يبقى داخلنا أبد الدهر وبذلك لا تشعر بالثقل مني حتى لو تزوجتني حبك لذكرى ليلى لا يزعجني أنا أحترم طريقة حبك المتفانية التي لن أراها بأي رجل ولكني زوجتك أيضآ!؟ وأتمنى أن تراني أتنفس بقربك..


عادل أنا مازلت أحبك ... أحبك .... وأعشقكك للأبد ياحبي الوحيد..


لقد كتبت لك هذه الرسالة حتى تتذكر موضعي بهذه الحكاية! ليلى ذكرى لا أريدك محوها ولكن أنا أيضآ لدي حق عليك فلا تلقيني على رفوف النسيان!



خبئ الرسالة داخل جيبه قائل بنبرة متألمة:


_كنت أتمنى لو فهمتي ما أعانيه! كنت أتمنى لو عرفتي السبب عليا!...


❈-❈-❈


تم الجزء الأول بحمد الله 

يتبع مع الجزء الثاني.