-->

الفصل العاشر - عطر الفهد




الفصل العاشر

كانت عِطر تجلس بجانب فهد في سيارته حيث يتجه إلى قصره .... كانت تعبث بأصبعها توتراً و خجلاً ... أما هو كان سعيداً لأنها ستظل بجانبه و أمامه طوال الوقت ... هو أخذ عهداً على نفسه بأن يجعلها تشعر بالأمان و الدفئ و أنه لن يجعل شيء يؤذيها مادام هو حي .... كانت تفكر ما الذي ستفعله في القصر ... هل ستكون خادمه ... أم ماذا ؟ .... لتقطع الصمت السائد بينهما ...

عِطر بنبره خجله : سيد فهد ... لم تخبرني ما هي تفاصيل عملي في القصر ...

فهد بإبتسامه : اممممم ... أولاً أنا اخبرتك عندما نكون بمفردنا أنا أدعى فهد .... مفهوم عِطر ؟!!! ...

عِطر : مفهوم ....

فهد بجديه : جيد ... ثانياً سوف تكونين المسؤله عن كل شيء خاص بي ... و أيضاً سوف تعملي كمترجمه حيث سوف تأتي معي للشركه حين يكون هناك وفداً ما و لا يتواجد مترجم .... و لا تقلقي لن يؤثر هذا على دراستك ....

عِطر بتوتر خفيف : أنا لا أعلم حقاً بماذا سوف أتخصص ...

فهد بإبتسامه : دعينا نناقش هذا لاحقاً ... لقد وصلنا ...

نظرت عِطر أمامها لتجد بوابه كبيره من الحديد تفتح بمجرد أن رأى الحراس سيارة فهد تقترب ... لتتسع أعين عِطر و هي ترى ما أمامها ... كان القصر رائع الجمال ذو طابع عصري ...

عِطر لنفسها : وااااو ... هذا جميل ...

كانت عِطر شارده بالجمال الذي تراه و ترتسم على وجهها ملامح الدهشه و الإعجاب .... كان فهد يتأملها و ترتسم على شفتيه إبتسامه دافئة لرؤية ملامحها و كم هي بريئه ... ليخرجها من شرودها ...

فهد بحنان : عِطر .. دعينا نترجل لندلف إلى الداخل ...

عِطر بخجل : حسناً ...
ترجلا من السياره ليقوم فهد بفتح الباب و يدخل لتتبعه عِطر .... تنظر حولها بذهول ... فالاثاث كان عصري بشكل راقي جداً ... و الإضاءه تشعرك بالراحه و الهدوء ... رائحة الفانيليا منتشره في الأرجاء ... كانت تنظر حولها و لم تنتبه لكريستين  التي كانت تتأملها بأعين ثاقبه ... كأنها تقرأ كتاب ما ....

فهد و هو يقطع الصمت السائد : كريستين ... هذه الآنسه عِطر التي أخبرتك عنها ... 
عِطر ... هذه السيده كريستين المسؤله عن القصر ....

عِطر بإبتسامه : تشرفت بمعرفتك سيدتي ...

كريستين بإبتسامه : الشرف لي آنسه عِطر ...

فهد ببرود : كريستين ... هل غرفة عِطر جاهزه ؟

كريستين : أجل سيدي ... كل شيء كما أمرت ...

فهد : حسناً ... دعينا نذهب عِطر ...

تحرك فهد لتسير عِطر خلفه و يلاحظ ذلك هو ... ليقف و يلتفت إليها ...

فهد و هو يمسك يدها و يجعلها بجانبه : مكانك بجواري عِطر ... لا تسيري خلفي مجدداً ... فهمتي ...

عِطر بإبتسامه : فهمت ....

صعد فهد و بجانبه عِطر التي يمسك يدها الدرج .... ليصبحوا بالطابق الثاني ... يسيروا عدة خطوات و يقف فهد أمام بابٍ ما يقوم بفتحه و يسير للداخل و هي معه ... لتتطلع عِطر حولها بإعجاب و قد علمت لمن هذا الجناح من الرائحة المنتشره به ... أنه لفهد ... كان جناح ذو طابع رجولي ... يتميز بالرقي و البساطه ..

فهد و هو يقف بجوارها و يديه في جيبه : هذا جناحي الخاص عِطر ... ليس مسموح لأحد أن يدلف إليه سوى كريستين ... و الآن ... أنتِ ....

عِطر بإبتسامه : هذا يسعدني ....

فهد بإبتسامه : هيا دعينا نرى غرفتك ....

تحرك فهد و بجواره عِطر ليقف أمام غرفه مجاوره لجناحه .... يفتح الباب و يدلف ثم تتبعه عِطر لتقف بأعين متسعه و فاه مفتوح ..... حيث كانت الغرفه أثاثها و تصميمها مشابه كثيراً لجناح فهد ...

فهد و هو يحتضنها من الخلف بإبتسامه : هل أعجبتكِ ...  أعلم ألوانها ليست زاهيه كغرف الفتيات ... لكن أردت أن تكون مشابهه لخاصتي ...

كانت أنفاسه الساخنه تضرب عنق عِطر التي أغمضت عينيها من المشاعر التي أجتاحت جسدها ... ليشعر هو برجفة جسدها تحت يديه التي تحيطها بحنان ليبتسم بجانبيه على تأثيره عليها ... أما هي كانت تشعر بأنفاسها تسلب منها بسبب قربه الموتر لها .... لتشعر بشفتيه تطبع قبله رقيقه دافئه على عنقها ...

عِطر بهمس خافت : سيد فهد ...

فهد بهمس و هو يحرك شفتيه على عنقها : ألم أخبركِ أنه فهد فقط صغيرتي ...

عِطر بهمس دافئ : فهد ... أرجوك ...
قام فهد بإدارتها لتواجهه و هي مغمضة العينين و يحاوط جسدها بيديه أكثر ليشعر بها تتخدر من جراء افعاله تلك ...

فهد بصوت مثار : إفتحي عينيكي عِطر .. دعيني أرى عسلي ...

لتفتح عِطر عينيها ليرى فيهما حب ... عشق .... يرى رجاء بألا يتركها .... لم يستطع إلا أن يحتضنها بحب و يديه على ظهرها و شعرها الغجري الذي تركته ينساب على ظهرها ليأسر هذا الذي يحتضنها ... أما هي أطلقت  لمشاعرها العنان لتبادله إحتضانه ... كانت كلماتهما قليله  لكن مشاعرهما كانت تفيض من أعينهم ...

فهد و هو يطبع قبله رقيقه على جبينها : إرتاحي قليلاً صغيرتي و إهبطي للأسفل ... ستجديني منتظرك في مكتبي لنتحدث ...

عِطر : حاضر ...

خرج فهد مسرعاً إلى جناحه ليدلف إلى الحمام و يقف تحت مرش الماء الذي بدأت المياه تنساب منه عله يهدأ هذا القلب الذي ينبض بقوه كأنه يريد الخروج من صدره و يذهب إليها لكي يحتضن قلبها الذي كانت دقاته تضاهي خاصته المجنونه ....

فهد و هو يضع يده على قلبه : إهدأ ... فقط إهدأ ..

ليزداد قلبه بنبضاته جنونا و كأنه يخبره كيف لي أن أهدأ و من تملكتني أصبحت بجوارنا على بعد خطوات فقط ... كيف لي أن أهدأ و هي أمام  ناظرك و بين ذراعيك تحتضنها و تستنشق رائحتها المسكره ... لا تخبرني بالهدوء و أنت أنفاسك تنقطع بمجرد رؤيتها و سماع صوتها .... لا تخبرني بفعل شيء و أنت لا تستطيع فعله ....
ليزفر فهد أنفاسه بقوه ليخرج من تحت مرش الماء و يرتدي ثيابه التي كانت عباره عن بنطال جينز أزرق مع كنزه صوفيه خفيفه باللون الأسود و حذاء رياضي بنفس اللون ليقوم بتمشيط شعره و رفعه للأعلى ثم يضع عطره الجذاب و يهبط الدرج و يطلب من إحدى الخادمات أن تخبر كريستين بأنه يريدها في مكتبه .... ليذهب إلى المكتب و تمر عدة دقائق ليستمع لطرقات كريستين على الباب و يسمح لها بالدخول ...

فهد : كريستين ... من الآن و صاعداً عِطر هي التي سوف تكون مسؤله عن جناحي و مكتبي .... و أنتي سوف تكتفي بالإشراف على بقية العاملين هنا ...

كريستين بحزن : هل قصرت بشيء سيد فهد ....

نهض فهد من مقعده ليتجه بخطواته إلى كريستين التي لم تكن سوى إمرأه ناهزت من عمرها ال 50 لم تتزوج و ليس لديها أحد سوى عائلة فهد ... فهي تعمل لديهم منذ أن كان عمرها 20 و كانت تتخذ فهد و أوس أولاداً لها ... لذلك الكل يحترمها و يقدرها و عندما قرر فهد أن يعيش بمفرده هو أصر أن تذهب معه كما أصرت هي ...

فهد و هو يقف أمامها و يحتضنها بحب و حنان إبن لوالدته : هل تخيلتي أنني لم ألاحظ انك متعبه معظم الوقت ... هممم ... أنتِ متعبه و يجب أن ترتاحي ... لذلك سوف تفعلين ما أقوله .. و أيضاً سوف تذهبين إلى المشفى صباحاً لإجراء الفحوصات اللازمه ...

كريستين و هي تبتسم بين دموعها : حسناً بني ... و الآن أخبرني عن حبيبتك ...

فهد و هو يقهقه : كنت أعلم أنكِ علمتي ...

كريستين بإبتسامه : إذاً .. هذا صحيح ... و لكن أخبرني ما الذي يحدث فأنا لا أفهم شيء ...

قام فهد بإخبار كريستين كل شيء عن عِطر حتى متلازمتها لتظهر الدموع في عين كريستين إشفاقاً على تلك الفتاه ...

فهد : إسمعيني جيداً كريستين ... لقد أخبرتك كل شيء عن عِطر حتى إذا كنت غير متواجد هنا و حدث شيء تكوني على علم بكلم شيء ... لا تجعليها تعلم بأنكي تعرفين شيء كريستين ... عِطر تكره أن يشفق عليها أحد كريستين .. لا تجعليها تشعر بذلك أو تراه في عينيك ...

كريستين بإبتسامه : حاضر سيد فهد ...

فهد : جيد .. و الآن دعي الفتيات تقوم بتحضير العشاء ...

في تلك الأثناء كانت عِطر تتجول بغرفتها بإعجاب ثم أخرجت ثيابها من حقيبتها لتضعها في الخزانه الحاصه بها .... لتنتهي و تلتقط ثيابها و تدلف للحمام الذي وجدت به كل ما تحلم به أي فتاه للعنايه بنفسها و أيضا لحمام هادئ ... إنتهت من حمامها و خرجت لترتدي ثيابها و ترفع شعرها كذيل حصان ثم تضع ملمع شفاه باللون الوردي ثم قطرات رقيقه من عطرها الأنثوي الهادئ ... لتهبط الدرج بخطوات خجله ... فهي لازالت متأثره بما حدث مع فهد منذ قليل لتشوب وجنتيها حمره لذيذه تجعلها كالتفاح الناضج ... إنتهت من الدرج لتقف بحيره لا تعلم أين تذهب لتجد مكتب فهد ... بينما هي واقفه أقبلت عليها كريستين التي كانت قد خرجت للتو من مكتب فهد ...

عِطر : سيده كريستين .. هل لكي أن تخبريني أين مكتب سيد فهد ...

كريستين بإبتسامه : بالطبع يا صغيره تعالي ...

سارت عِطر برفقة كريستين التي وقفت على بعد خطوات من المكتب لتتركها و ترحل ... بينما عِطر قد وقفت تفرك يديها ببعضهما بتوتر و خجل ... لتحاول تهدئة نفسها فهي لا تريد أن تصيبها تشنجات أخرى ... فهي لازالت تعاني من آلام جسدها بسبب تلك التشنجات التي أصابتها ... لتتنفس بقوه و تطلق زفيراً قوياً تخرج به توترها ثم تطرق الباب لتسمع صوت فهد يسمح لها بالدخول ... سارت للداخل بخطوات قليله و هي تطالع المكتب الذي كان ....
 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

كان فهد يقف أمام النافذه يتحدث بالهاتف .... ليلتفت إليها و قلبه يقرع طبول العشق لتلك الفتاه التي أستنشق رائحتها ما ان دخلت إلى الغرفه ... ليتأملها بعد أن انهى المكالمه ..... و يجد أنها ترتدي بنطال جينز باللون الأبيض يرسم جمال ساقيها و يجعلها واضحه للعيان ... مع كنزه صوفيه  باللون الأحمر ... و حذاء رياضي بنفس لون الكنزه .... و لكن أين خصلاتها الغجريه ... ليخطو تجاهها و هو يتفحص كل أنش فيها بعينيه بينما هي الخجل كان يتآكلها لتخفض عينيها للأرض .... مرت الثواني كدقائق و الدقائق كساعات و هو واقف أمامها فقط يتأملها لا ينطق بحرف و لولا رؤيتها لقدميه أمام عينيها و هي تنظر للأسفل لأيقنت أنها بمفردها في الغرفه ... كان واقف يتأملها بينما يحدث صراع بين قلبه و عقله ... قلبه يخبره بأن يلتهمها و يأخذها زوجة له الآن و ليذهب كل شيء للجحيم .... بينما عقله يخبره بأن يصبر و يتمهل .... ليزفر أنفاسه بقوه ثم يستدير خلفها لتشعر بيديه تعمل على حل شعرها من عقدته التي ترفعه للأعلى ...

فهد بنبرة أمر و هو يقبل عنقها من الخلف : لا ترفعيه للأعلى مرة أخرى و أنتِ معي ... مفهوم عِطر ...
لم تكن عِطر تقوى على إخراج حرف من شفتيها لتومئ برأسها .... و هذا لم يعجب فهد المتملك .. المحب لها ..

فهد بأمر و هو يهمس بأذنها : أسمعيني صوتك صغيرتي ... هممم ... أخبريني هل فهمتي ما قلته ...

عِطر بانفاس لاهثه من قربه : أجل ... فهمت ....

فهد و هو يقبل خصلاتها : جيد ... تعالي ...

جلس فهد على الأريكه و جعل عِطر تجلس بجانبه ..... كانت تنظر لكل شيء حولها عداه ليبتسم داخلياً على تلك الطفله الخجوله التي أصبحت حمراء بالكامل جراء خجلها لما يفعله بها ....

فهد بجديه : أخبريني عِطر .... ما المجال الذي تحبين دراسته ...

عِطر بجديه : لا أعلم فأنا في حيره بين أثنين ... الأدب ... و إدارة الأعمال ....

فهد : ما رأيك أن أقرر أنا عنكِ ....

عِطر : حسناً ...

فهد : أنا أريدك معي بالشركه لذلك سوف تدرسين إدارة الأعمال ... و لكن أنا أرى أنك تحبين الأدب أكثر ... لذلك سوف تدرسين الأدب في فصول خاصه أثناء العطله الدراسيه .... هل هذا يناسبك أم سوف يكون متعب لك ...

عِطر بإبتسامه : هذا ... هذا جيد جداً ... شكراً لك ... لكن لتجعلني أنا أدفع تكاليف دراستي للأدب ... أنا أرجوك سيد فهد ...

فهد و هو يرفع حاجبه : مممممم ... سيد فهد ....

عِطر بخجل : أعذرني فأنا لم أعتاد بعد ...

فهد و هو يمسكها من ذراعها و يرفعها لتجلس على قدميه : لنجعلكي تعتادي إذاً ...

عِطر بدهشه : فهد ... ماذا تفعل ...

فهد و هو يستنشق خصلات شعرها : هشششش ... أسمعيني جيداً ... أنت لن تدفعي شيء ... حسناً أنا من سيفعل ... و ليس شفقه ... بل لأنكِ إمرأتي ... و أنا اريد أن أفعل هذا لكِ ...

عِطر و عينيها أتسعت من سماعها لتلك الكلمات : ماذا ...

لم يكن رد فهد عليها سوى أنه إلتقط شفتيها في قبله رقيقه دافئه و يديه تحتضنها حتى لا تسقط .... لتفاجئ عِطر و عينيها تتسع أكثر بينما تشعر بشفتيه تداعب شفتيها برقه و حب .... لتغمض عينيها تستمع بما يفعله بها ... أما هو كان يشعر بالجنه و النعيم و هو يقبلها ... كما أنه كان يريد إزالة ذلك الملمع الذي زاد شفتيها إغراء ليغار عليها ... أجل هو يغار عليها ... ليتعمق بقبلته أكثر عندما وجدها لا تقاومه و ساكنه بين يديه و كأن إستكانتها إشاره له ليكمل ما يفعله ... أخذ يمتص علويتها و سفليتها بالتبادل ليشعر بيديها الصغيرتين تتشبث بسترته و بأنفاسها الحاره اللاهثه تلهب وجهه ... ليبتعد عنها و هو يشعر بجسده يحترق مطالباً بها .... لكنه يقنع نفسه بضرورة الصبر ... فتح عينيه ليجدها مغمضه عينيها تلهث أنفاسها كحاله ... ظل يتأملها و هي بتلك الحاله ... لتفتح عينيها التي كانت كالعسل الصافي الذي لا تشوبه شائبه .... لتجده يحدق بها و أنفاسه الملتهبه تشعرها بكم هو يحاول السيطره على نفسه كما تحاول هي .... عينيه الخضراء بلون الغابات كانت قاتمه دليل على رغبته بها ... لم تعي على نفسها و يديها ترتفع لتحيط وجنتيه برقه وحب ... ليمسك يدها يطبع على باطنها قبله دافئه ....

فهد بصوت مثار : لا تعارضيني عِطر ... فقط دعيني أفعل لكِ ما أريد ... فأنا اريد لكِ الأفضل ..

عِطر و قد رأت الصدق في عينيه : حاضر ... لن أعارضك ...

فهد و هو يقبل جبينها : جيد صغيرتي ... و الأن دعينا نذهب لكي نتناول الطعام ....

ليخرجوا من المكتب و يذهبوا بإتجاه غرفة الطعام حيث وضع الطعام ......

 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

في سيارة أوس كانت تجلس تانيا على كرسي الراكب بينما هو كان يقود السياره .... كان يبدو على ملامحها  التوتر .... فهي خائفه من القادم لا تعلم ما الذي سوف تواجهه ... كان اوس ينظر إليها بين كل لحظه و الاخرى ... فهو يعلم ما تمر به .... توقفت السياره أمام قصر والديه ليلتفت إلى تانيا ....

أوس و هو يمسك يدين تانيا بدفئ و حنان : صغيرتي ... لا تتوتري .... فأمي سيده طيبه و قد حدثتها عنكِ و أخبرتها كل شيء ...

تانيا : و هل تقبلت أنني يتيمه ... تربيت في ملجئ ... و هل تقبلت أيضاً إنني سوف أكون .... سوف أكون خادمه ...

أوس بصوت مرتفع و قد اغضبته كلماتها : تانيا .... أنت تعلمين جيداً أنكِ لست كذلك ... لقد أتيتِ إلى هنا لتكوني مساعده لأمي في أعمالها ... و هي ليست أعمال منزليه ... أمي عضوه في جمعيات خيريه و أشياء أخرى كثيره ... و هي تريد من ينظم لها وقتها و يظل معها حتى يساعدها ... و أنا لم أجد أفضل منكِ لذلك ... و أيضاً لإنني أثق بكِ ... فلا تتحدثي هكذا مره أخرى ... مفهوم ...

تانيا بغضب : لا تتحدث معي بصوت مرتفع مره أخرى .. و لا تغضب علي هكذا ... مفهوم ....

أوس بصوت مرتفع : لا ليس مفهوم و سوف أقوم بما اريده معكِ ... فأنتِ ملكي ... و إمرأتي ...

تانيا بغضب : هذا لا يعطيك الحق في ذلك ...

لم يدرك أوس نفسه إلا و هو يرفع تانيا ليجلسها على قدميه و يلتقط شفتيها بين شفتيه في قبله غاضبه و عنيفه أدمت شفتيها ... ليبتعد عنها و ينظر إليها ليجدها تنظر إليه بعبوس طفولي و قد تكونت الدموع في زرقاوتيها ....

تانيا بعبوس طفولي لطيف : أنت وحش ... أعدني لأبي و أمي ... لا أريدك ... هيا أعدني لوالداي ...

لم تشعر إلا بأوس يلعق الدماء برقه من شفتيها ... و شفتيه تداعب شفتيها برقه و لطف في قبله خاطفة للأنفاس ... لتحاوط عنقه بيديها الصغيرتين و يده تحاوط خصرها بدفئ و حب ... كان يقبلها بلطف و حب كأنه يعتذر لشفتيها على تعنيفه لها ....

أوس بعد أن فصل القبله و يسند جبينه على جبينها : تلاشي غضبي تانيا ... فأنا أكون إنسان قاسي و عنيف عندما أغضب ... تلاشيه و لا تفكري في الإبتعاد عني مرة أخرى ...

تانيا و هي تتشبث به : عندما تغضب سوف أحتمي بك من نفسك .... و لن أبعد عنك ... أعدك ...

اوس و هو يقبل جبينها : أحبك تانيا ....

تانيا و هي تنظر في عينيه ... و أنا أيضاً أحبك أوس ...

أوس بإبتسامه سعيده : سوف أحفر ذكرى تلك اللحظه في عقلي و قلبي ... ذكرى إعترافك بحبك لي ....

لتقهقه تانيا بسعاده .... ثم يترجلا من السياره و تنظر حولها بدهشه و إعجاب مما ترى ... لقد كان قصر كبير تحيطه حدائق خضراء واسعه .... لتفيق من شرودها على اوس الذي يخبرها بالتقدم لتسير بجانبه و هو يمسك بيدها بحب و دفئ .... لتفتح لهم الخادمه الباب و يدلفوا للداخل .... ثم يسأل عن والدته لتخبره أنها في الصالون ... ليذهب و هو ممسك يد تانيا التي تسير بجانبه .....

تانيا بهمس خجول : اوس .. اترك يدي ... لا يصح أن ترانا والدتك هكذا ...

أوس : هششش ... والدتي تعلم كل شيء جنيتي ...

تانيا بصدمه : ماذا ... هل تعني أنها تعلم أنك تحبني ...

أوس بإستمتاع : أجل ... أنا أخبرتها كل شيء ...

لم تعي تانيا على نفسها إلا و هي تركض خلف أوس ... الذي يقهقه بسعاده و هي تصرخ و تركض خلفه ... و لم ينتبهوا لتلك التي تقف تشاهدهم تكتم ضحكتها ....

جاسمين و هي تتصنع الجديه : أوس ... ما الذي يحدث هنا ...

ألتفت كلا من أوس و تانيا إليها ... لتنظر تانيا إلى الأرض بخجل ...

أوس و هو يحرك يده على عنقه من الخلف : مممم .. لا شيء ... تانيا فقط تحب المزاح و المرح ...

لتنظر له تانيا بفاه مفتوح و أعين متسعه .... هل أوس يخاف والدته لهذا الحد ...

جاسمين بجديه : تقدمي تانيا ...

تقدمت منها تانيا بخطوات صغيره لتقف أمامها ... و تبدأ جاسمين تنظر إليها و هي تبتسم ... فهي فتاه جميله و يبدو عليها الذكاء و التمرد ....
كانت تانيا تشعر بالتوتر من نظرات جاسمين لها ... فهي تشعر بأنها تنظر لروحها و تكتشف ما بداخلها ... لتفاجأ بجاسمين تحتضنها بدفئ و حنان ...

جاسمين بسعاده و هي تحتضن تانيا : أنتِ جميله يا فتاه ... أجمل مما وصفكِ أوس ...
كانت تانيا متصنمه مكانها و هي تنظر لأوس الذي يقف خلف والدتها يكتم ضحكته التي تجاهد لكي تخرج و النهايه لم يستطع ليقهقه بصوت مرتفع على منظر تانيا التي فاجأتها أمه بتصرفها الطفولي ... اجل فوالدته بالغم من أنها في اواخر عقدها الأربعين إلا أنها تتمتع بروح و تصرفات طفوليه .... أدركت تانيا نفسها لتبتعد بخفه عن حضن جاسمين ...

تانيا بخجل : شكراً لكِ سيدتي ....

تانيا بإبتسامه : هذه الحقيقه ... و الآن اريد أن اطلب شيئا منكِ ...

تانيا : بالطبع سيدتي تفضلي ...

جاسمين و هي تهمس لتانيا : اريد منكِ أن تجعلي أوس يُجن .. لا ينظر لفتاةٍ غيرك... فهو زير نساء ... و يبدو أني لم أقوم بتربيته جيداً ... لذلك افعلي أنت و قومي بتربيته من جديد .. و أنا سوف أكون بجانبك ...

تانيا و هي تضيق عينيها تجاه أوس : سوف أفعل بالطبع ...

أوس : ما الذي يحدث .. بما تتحدثان ...

جاسمين بخبث : كنت أقوم بتوصيتها عليك ...

تانيا بإبتسامه خبيثه : لا تقلقي سيدتي ...

جاسمين : هيا اوس ... أصعد مع تانيا لكي ترى غرفتها ... و أنا سوف أذهب لفهد ...

صعد أوس و معه تانيا للطابق الثالث حيث غرفة تانيا التى ظلت تحدق في الغرفه بإعجاب ... حيث كانت ...
 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢


أوس بدفئ و هو يحتضنها من الخلف : هل أعجبتك الغرفه جنيتي ...

تانيا بإبتسامه : أنها جميله .. حقاً رائعه ...

أوس بإبتسامه : لقد قمت بإختيار كل شيء على ذوقي ...

تانيا و هي تلتفت لتضع قبله رقيقه على وجنته : شكراً لك ...

أوس و هو يحتضنها بدفئ : أي شيء تريدينه فقط أخبريني .... و الآن إرتاحي قليلاً حتى يأتي أبي و أمي لنتناول الطعام معهم ...

تركها و غادر لجناحه لكي يرتاح قليلاً ... أما هي كانت تستكشف الغرفه بسعاده .... لتبدأ بإخراج ملابسها و وضعهم بالخزانه ثم ذهبت للحمام لكي تستحم ... ثم إرتدت بيجامة للنوم لطيفه .... و ذهبت لتنام قليلا ....

 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

كانت عِطر جالسه تتناول الطعام مع فهد ... لكنها كانت تأكل القليل فقط ... فهي ليس لديها شهيه للطعام ... فقط تشعر بألم جسدها بسبب ما حدث لها الليله الماضيه .... لاحظ هذا فهد الذي كان يراقبها عن كثب ...

فهد بحنان و هو يضع يده على يدها : صغيرتي ... ماذا بكِ ... هل تتألمين ...

عِطر : قليلاً ...

فهد : ألم يعطيكي دكتور سيرجي أي دواء ليتوقف الألم ...

عِطر : بلى لكنه كان للأمس فقط ...

فهد : حسناً ... تعالي ... لتصعدي كي ترتاحي قليلاً صغيرتي ... هيا ....
كانا فهد و عِطر يهمان لصعود الدرج ... لكن أخبرتهم كريستين أن جاسمين والدة فهد قد أتت ... ليشعر فهد بيد عِطر التي إرتجفت من توترها و قلقها ....

فهد بنبره حانيه دافئه : هشششش عِطر .. لا تقلقي صغيرتي ....

عِطر بتوتر : هل والدتك تعلم بوجودي و عملي هنا ...

فهد : بالطبع ... هي تعلم كل شيء ... هيا دعينا نذهب إليها ....

تحركا تجاه الصالون ليجدوا جاسمين جالسه على الاريكه بإنتظارهم ....

فهد بسعاده و هو يهتف من خلف جاسمين : أهلا .. اهلا ... بياسمينتي الجميله ...

جاسمين و هي تقهقه : ههههه .. اه لو يسمعك والدك ...

فهد و هو يقهقه : هههههه ... سوف يركض وراىي و يخبرني أن لا أحد يناديكي بصيغة تملكيه إلا هو ....

نهضت جاسمين لتحتضن فهد بحب و حنان ... ليبتعد عنها فهد بلطف و ينظر خلفه لعِطر الواقفه تحاول أن تبعد عنها توترها ....

فهد و هو يمسك يد عِطر و يجعلها تقف بجانبه : أمي ... هذه عِطر ....

جاسمين بهمس و قد أتسعت عينيها من الصدمه : روز !!!!

 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

كانت تجلس في حديقة قصرها ليأتي مانويل و يقف أمامها ...

مانويل : سيدتي ... لقد علمت ما الذي تفعله تلك الفتاه في منزل السيد فهد ....

روز بحده : تلك الفتاه لديها إسم مانويل ... و تدعى عِطر ...

مانويل و هو يزدرد لعابه : آسف سيدتي ...

روز ببرود : هيا أخبرني ما لديك ...

مانويل : هي تعمل مع السيد فهد ... في منزله كمساعدة لمدبرة المنزل ...

بعد إنتهائه من حديثه أشارت له روز بالإنصراف ....

روز لنفسها : إذا إبنتي تعمل في منزل الفهد الذي يكون إبن جاسمين ... إبنة عمي ... 

 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

#يتبع

بقلم
SilverAngel