-->

الفصل الثالث عشر - عطر الفهد




الفصل الثالث عشر

في إحدى المطاعم المشهوره كان يجلس  يتناول طعامه بهدوء و برود ..... ليجد رجلان يقفان أمامه ...

كاظم بإبتسامه : كيف حالك ديفيد ...

فهد بتلاعب : كيف حالك خالي العزيز ....

توسعت حدقتي ديفيد و هو يرى كاظم و معه فهد أمامه و يبدو من حديثهما أنهما علما الحقيقه .. ليتنحنح قليلا ليسيطر على نفسه و يعود لبروده ...

ديفيد ببرود : إذاً لقد عرفتما الحقيقه ..

كاظم بعد أن جلس هو و فهد على المقعدين اللذين أمامه : و هذا الأفضل ديفيد ... الأفضل لك .. لروز و طبعا لعِطر .. تلك الفتاة التي ليس لها ذنب بأي شيء مما حدث في الماضي ...

ديفيد بغضب جلي في عينيه : قل هذا الكلام لزوجتك ...

كاظم بإبتسامه : زوجتي تكون شقيقتك ديفيد لا تنسى هذا ...

ديفيد : لم أنسى أبداً .. كيف أنسى شقيقتي التي دمرت حياتي هي و والدتي ...

كان فهد يستمع إلى الحديث الجاري بينهما و هو ينظر إلى ديفيد ببرود بينما داخله يشعر بالحزن عليه بسبب ما عاناه .... لقد قص له والده ما حدث أثناء طريقهما إلى المطعم ... لقد شعر بالألم يتآكله لما حدث ... فما ذنب روز لتحرم من إبنتها و من الرجل الذي تحبه ... تخيل نفسه مكان ديفيد و أنه قد يبتعد عن عِطر ليزفر أنفاسه بحده يحاول أن يبعد تلك الأفكار عن عقله قبل أن ينفجر قلبه من الألم ....

فهد ببرود : لكن والدتي قد ندمت على فعلتها تلك خالي ...

ديفيد بسخريه : حقاً ... و هل بندمها هذا يعود الزمن للوراء و يتغير ما حدث ...

فهد بصوت خافت : بالطبع لن يحدث ..

ديفيد ببرود : جيد .. لذلك إحترس من والدتك حتى لا تفعل معك مثلما فعلت معي ... و لكن هناك فرق بسيط ... روز لما يكن لديها أحد كي يدافع عنها ... لكن عِطر ... عِطر لديها أب قد يحرق العالم من أجلها ...

كاظم ببرود : و لماذا لا تعلم عِطر شيئاً عن هذا الأب حتى الآن ديفيد ...

ديفيد : روز لم تخبرني بأمرها إلا منذ عام واحد فقط .. أي بعد وفاة زوجها ... و هي التي طلبت مني ألا أذهب لعِطر و لا أتحدث معها ....

فهد بتعجب : لماذا .. و أيضا لماذا لم تأخذ روز عِطر من الميتم بعد أن تزوجت ... هذا غريب ..

ديفيد : لا أعلم ... لقد سألتها تلك الأسئله أيضاً لكنها كانت تخبرني أنني سوف أعلم كل شيء في وقتٍ ما ... و لكن ليس الآن ...

كاظم : حسناً ... لقد أتيت أنا و فهد لكي نعلم ما الذي  سوف يحدث الآن ...

فهد : أجل يجب أن تعلم عِطر أن والديها على قيد الحياة ... صدقني هي تحتاج إلى هذا ...

ديفيد و هو يزفر الهواء بحيره : أنا أعلم هذا .. لكن .. لكن روز لا تريد هذا الآن و حقاً لا أعلم السبب ..

كاظم بتعجب : لماذا ... فأنا أعتقد بعد تلك السنوات فأمنية روز أن تجتمع بإبنتها و بك ...

ديفيد : لا أعلم حقا ...

فهد بغموض : لكن أنا أعلم ...

كاظم : حقا ... هيا أخبرنا ...

ديفيد : هيا أخبرنا ...

فهد ببرود : سوف تعلمون كل شيء في وقته ...

صمت ديفيد و لم يتفوه بحرف فهو يعلم من هو الفهد و مدى ذكائه و قوته و أيضا يعلم الغموض الذي يحيط به .......

كاظم : حسناً و الآن ماذا سنفعل ..

فهد : لا شيء ... سوف نترك كل شيء يحدث كما تريد روز ...

إنتهى هذا اللقاء ليذهب كلٍ منهم لطريقه ... فها هو فهد يقوم بإيقاف سيارته أمام الباب الداخلي لقصره ... يترجل من سيارته و يدلف للداخل و تستقبله كريستين بإبتسامتها الهادئه ..

كريستين بإبتسامه : أهلا بك سيد فهد ...

فهد بإبتسامه : شكرا كريستين ...أين عِطر ...

كريستين : إنها بغرفتها لم تخرج منها منذ أن عادت من الخارج ... يبدو أنها تخجل كثيراً ...

فهد : حسناً كريستين .. حضروا الطعام و ضعوه في الحديقه ...

كانت عِطر تشعر بالإرهاق و حاجتها للنوم بعد عودتها من الخارج ... فهذا ما تشعر به بعد نوبات التشنجات التي تأتيها ... فقررت أن تصعد غرفتها للنوم و هذا إلى جانب خجلها من التحرك بحريه في القصر ... 
صعد فهد الدرج ليقف أمام غرفة عِطرق و يطرق الباب بهدوء عدة مرات لكن لم يأتيه الرد لينتابه القلق بأن يكون حدث لها شيئاً ما .... ليدلف إلى الداخل ثم زفر أنفاسه التي كان يحبسها عندما رآها نائمه بهدوء على فراشها ... ليقترب منها و يجلس على السرير بجوارها بحرص حتى لا تستيقظ ... ظل يتأملها و هي نائمه ... لقد كانت ساحره حقاً ... جميله بطريقه تسلب أنفاسك ... شعرها الغجري المنثور على الوساد و الفراش يحاوطها كأنه ستار لم يستطع المقاومه لتتحرك يده و تعبث أصابعه بخصلاتها و هو هائماً في ملامحها الملائكيه ... حاجبيها المرسومان بدقه ... رموشها الكثيفه التي تحجب عنه عسليتيها اللتان يعشقهما ... خدودها الممتلئه كالأطفال و متورده من أثر نومها ... أنفها الصغير لتقف عينيه على شفتيها اللتان يجذبانه ليلتهمهما بجنون ... تحركت عينيه إلى الأسفل ليجدها ترتدي بيجاما باللون الأزرق السماوي ذات رسومات كرتونيه ... بنطالها يصل لأسفل الركبه مع تيشرت بحمالات رفيعه ... لم يستطع المقاومه أكثر و لكن لازال الصراع القائم بين قلبه و عقله يقوده للجنون ... لكن تلك المره هو حسم أمره ليقترب منها و يقبلها على عينيها بحب و رقه و هو مغمض العينين و إحدى يديه تعبث بخصلاتها و الأخرى تضم جسدها إليه ....
كانت نائمه بهدوء لتشعر بقبلات دافئه على عينيها و أنفاس ساخنه على وجهها و أنها أصبحت مُحتضنه من شخص ما ... لتفتح عينيها تجد وجه فهد أمامها و هو مغمض العينين يستنشق خصلاتها لتشهق بخفوت و تبتعد عنه و تعتدل في جلستها  ....

فهد بهمس و هو يحتضنها مره أخرى : هششش ... هذا أنا صغيرتي ... لا تخافي ...

عِطر بخجل : فهد ... ماذا تفعل ؟!!

فهد و هو يزيح خصلاتها برقه عن وجهها : لقد طرقت الباب عدة مرات و لكنك لم تجيبي فقلقت عليكِ ...

عِطر و هي تبتعد عنه : أنا بخير فقط شعرت ببعض الإرهاق و أردت أن أرتاح قليلا ...

فهد و هو يجلس على الفراش و يجعلها تجلس على قدميه : هل أصبحتي بخير الآن ..

عِطر : أجل لقد أفادني النوم كثيراً ...

فهد و هو يجلسها على الفراش و يقف ليقبل جبينها : حسناً صغيرتي ... إرتدي ملابسك و أهبطي للأسفل لكي نتناول الطعام ..

عِطر بخجل : حسناً ...


تركها و ذهب إلى جناحه ليدلف إلى الحمام الملحق به و ينزع عنه ثيابه ثم يقف تحت مرش المياه و هو يستشيط ألماً بسبب ما تشعر به عِطر من ألم و إرهاق بسبب تلك التشنجات ... فهي سوف تحيا كل عمرها في خطر أن تصيبيها تلك التشنجات في أي لحظه ... و هو لا يستطيع فعل شيء ... فليس بيده شيء يمكنه فعله لأجلها ... و غضب من أمها .. تلك المدعوه روز ... فهو يعلم جيداً كيف تفكر و ما هو هدفها من إخفائها الحقيقه عن عِطر ... لكن حقا ألا تريد إحتضان إبنتها و العيش معها ... كيف تركت إبنتها هكذتدا ف الميتم و هي تستطيع أخذها للعيش معها ... زفر فهد أنفاسه بغضب ليخرج من الحمام و يرتدي ثيابه التي عباره عن بنطال جينز باللون الأسود و كنزه صوفيه باللون باللون الزيتوني لتنعكس على لون عينيه و تظهرهما بجمال باهر مع حذاء رياضي باللون الأسود ثم يصفف شعره للأعلى و يخرج من جناحه ليهبط الدرج ينتظر عِطر بالأسفل ....
دقائق قليله ليجدها أمامه ترتدي بنطال من الجينز الأسود مع كنزه باللون الازرق مع حذاء رياضي باللون الأبيض و قد تركت لخصلاتها العنان و اكتفت بملمع شفاه باللون الوردي مع قطرات عطرها الذي بات يعشقه ....

فهد لنفسه : يا الله إلهمني الصبر .. هذه الفتاه سوف تقودني للجنون ...

عِطر بتعجب بعد أنه رأته قد شرد : فهد ... هل أنت بخير ...

فهد و قد فاق من شروده : أجل .. أجل .. دعينا نذهب لتناول الطعام ...

كانت عِطر تسير بجوار فهد الذي قام بإمساك يدها ليصطحبها إلى الحديقه حيث أعدت كريستين الطعام و وضعته هناك كما طلب منها فهد ...  جلسوا يتناولون طعامهم بهدوء .. بينما لاحظ فهد أن عِطر شارده ....

فهد بحنان : عِطر ... بماذا أنتِ شارده ؟ ...

عِطر بتردد : مممم ... فهد متى سوف أبدأ بالعمل ...

فهد بجديه : غداً تبدأ عطلة نهاية الأسبوع ... لءا سوف تبدأين العمل من الأسبوع المقبل ...

عِطر : حسناً هذا جيد ..

فهد بجديه : حسناً و الآن تناولي طعامك حتى تتناولي دوائك ...

عِطر بتذمر : لكن أنا لست جائعه ...

فهد ببرود : أنا لا أطلب منكِ عِطر ... أنا أقوم بأمرك أن تتناولي الطعام ..

عِطر بصدمه : ماذا ...

فهد ببرود : حاولي التأقلم مع أن كل شيء بحياتك سوف تقومين به تباعاً لأوامري ... و هذا ليس تسلطاً و لكنه لمصلحتك ...

عِطر بتوتر : لكن ....

فهد و هو يهمس بأذنها ببرود : ليس هناك لكن صغيرتي ... فمن الأفضل أن تنفذي أوامري حتى لا تنالي عقابك مني ...

إبتعد عنها بعد أن طبع قبله دافئه أسفل أذنها ألهبت مشاعرها لتبدأ في تناول طعامها بعد أن إشتعلت حواسها و وجنتيها توردت خجلا بينما هو يراقبها بصمت و سعاده بأنه قد وجد غايته أخيراً ... فهو يعلم أنه ليه تلك الميول للسيطره و الهيمنه لكنها لم تظهر مع أي فتاه أخرى غير عِطر ... لذلك هو أصبح متيقناً أن عِطر هي إمرأته المنشوده ...
عِطر و قد إنتهت من طعامها : فهد ... أريد أن أرى تانيا ... لقد إشتقت إليها ...
فهد : حسناً دعينا نذهب لقصر والداي ...
عِطر بتوتر : اممم .. لكنني أريد الذهاب معها للخارج .. نتسكع قليلاً ..

فهد و هو ينظر إليها و قد صمت قليلا كأنه يفكر بشيءٍ ما : حسناً لكن السائق سوف يرافقكم ... و دعيني أولاً أتحدث مع أوس لكي يخبرها ..

 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

كانت تانيا قد إنتهت من حديثها جاسمين التي شرحت لها كل شيء يخص عملها لتخرجا من المكتب و هما يضحكان سويتاً لقد أحبا بعضهما كثيراً ... في تلك الأثناء كان أوس يجلس في غرفة المعيشه هو و كاظم الذي عاد لتوه من الخارج ... ليستمعا إلى ضحكتهمت سويا ...

كاظم بمزاح : اااه .. كان الاه بعونك أوس لقد اتفقتا و يبدو أن والدتك سوف تجعل حبيبتك تفعل ما لم تستطع فعله معك ألا و هو تربيتك من جديد ...

أوس و هو يضحك : ههههههه ... لا أعتقد ذلك أبي ... ألا تثق بي أم ماذا ... أنا مثلك تماماً .. ليس هناك إمرأه تقدر علي ..

كانا يمزحان معاً ليشعر أوس بعد ذلك بأسنان حاده تغرس في عنقه من الخلف ...

تانيا بغضب : سوف ترى من تقدر عليك أيها المغرور ... أنا سوف أريك ...

أوس بألم : أعاااا ..أبي .. أمي .. لينقذني أحد من أسنان تلك الجنيه الشرسه ...

كانا كاظم و جاسمين يضحكون بشده لدرجة أن أدمعت أعينهم على ما يرونه أمامهم ....

تانيا و قد إبتعدت عن عنقه : لن ينقذك أحداً مني ليكن بعلمك ...

أوس بصوت خافت و هو يفرك عنقه بيده : ااااه يبدو أن الله يعاقبني على أفعالي بكِ ...

تانيا بصرامه : ماذا قلت ؟ ..

أوس : لا شيء حبيبتي .. لا شيء ...

قطع مزاحهم هذا صوت هاتف أوس الذي أعلن عن إتصال فهد به ... ليخبره أن عطر تريد الذهاب للخارج مع تانيا و السائق سوف يكون برفقتهم ... ليخبر أوس تانيا التي وافقت بسعاده فهي إشتاقت لعِطر و صعدت لترتدي ثيابها للذهاب ... فارتدت جينز أزرق مع قميص باللون الأبيض و بالطو طويل باللون البني الفاتح مع حذاء رياضي باللون الأبيض و ملمع شفاه وردي و قد رفعت خصلاتها الذهبيه في ذيل حصان للأعلى ... هبطت الدرج لتجد أوس ينتظرها بالأسفل و قد إرتدى جينز أسود مع كنزه صوفيه باللون الأسود و يحمل جاكت بنفس اللون على ذراعه مع حذاء باللون الهافان و قد ربط خصلاته السوداء للخلف  .....
سلبت أنفاسها بالرغم من بساطة ثيابها إلا أنها تبدو رائعه الجمال و لكن مهلا أتضع ملمع شفاه .. حسناً سوف يزيله بطريقته ..  اصطحبها للخارج و ذهب بإتجاه الجراج حيث سيارته لكنها فوجأت بها يدفعها للخلف لتصبح بينه و بين الحائط .....

تانيا بتوتر : أوس ماذا تفعل ....

لم يرد عليها بل قام بتقبليها بقوه و هو يلتهم شفتيها و يديه تضغط على خصرها ... ليسلب أنفاسها بتلك القبله الجامحه لتحاوط عنقه و تبادله قبلته ... ابتعد عنها قليلا ...

أوس بهمس : ممنوع أن تضعي ملمع الشفاه هذا مرة أخرى ... مفهوم ..

تانيا بأنفاس لاهثه : مفهوم ...

اوس و هو يقبلها بجانب شفتيها : جيد صغيرتي ...

إصطحبها أوس في سيارته إلى منزل فهد لتجد عِطر تنتظرها ليحتضنا بعض بسعاده فهما غير معتادتان ألا يرى بعضهما و يبتعدا عن بعضهما ... ذهبا للخارج حيث قام السائق بقيادة السياره و هم بداخلها بينما يتبعهما سيارة الحراسه التي وضعها فهد لعِطر رغم رفضها ذلك .. لكنه أخبرها أنه لا نقاش في ذلك الأمر لتصمت دون جدال ... و قد جلس أوس مع فهد حتى عودة الفتيات ....
ذهبت عِطر و تانيا لإحدى الحدائق العامه ... بينما هم يسيرون قليلاً قد اصطدت عِطر بسيدة ما كانت على وشك السقوط من تلك الصدمه لتحتضنها عِطر بقوه حتى لا تسقط ...

عِطر : آسفه سيدتي .. لم أكن أقصد ...

السيده : لم يحدث شيء لا تقلقي ...

قد توقف الزمن و المكان و عِطر تنظر لتلك السيده التي لم ترى عِطر من وجهها شيء .. فهي كانت تخفي وجهها بأكمله بقبعه كبيره لا تستطيع رؤية ما تحتها ... لكن عِطر تشعر بنبضات قلبها و أيضا هناك شعور غريب أنها تعرف تلك المرأه ... فاقت من شرودها على صوت أحد الحراس ...

الحارس : سيده عِطر ..هل هناك شيء ...

عِطر : لا لا .. كل شيء على ما يرام ...

تانيا : عِطر ... هل أنت بخير ...

عِطر بإبتسامه : أجل تانيا لا تقلقي ...

كانت تلك السيده قد ابتعدت أثناء حديث عِطر مع تانيا و إختفت خلف إحدى الأشجار في الحديقه .... و في الحقيقه تلك السيده لم تكن سوى روز التي أرادت الإقتراب من إبنتها و لو لثوان معدوده ...

روز ببكاء : القليل .. فقط القليل و نجتمع سويتاً إبنتي ... فقط القليل ... 

 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

#يتبع

بقلم
SilverAngel