-->

الفصل الخامس - عطر الفهد


الفصل الخامس

مر أسبوع على عمل عِطر و تانيا كانت الأيام متشابهه حيث تذهبان للعمل يقوما بما إعتادا عليه ثم يعودان للمنزل ليجدا ألبرت و إيزابيلا في إنتظارهما يطمأنا عليهما و يتناولون الطعام سوية ثم يرحلون .... في هذه الأيام تم تعين سكرتير لمكتب فهد يدعى كارلوس  ..... و اليوم هو يوم هام جداً بالنسبه لفهد و مجموعة شركاته حيث سوف يعقد صفقه مع إحدى شركات الأجهزه الطبيه الروسيه العالميه ....

كانت عِطر تجلس في المطبخ بإنتظار وصول فهد إلى الشركه ... لتدق الساعه 9 و تسمع صوت كارلوس يرحب بفهد .... تنهض بخفه تقوم بإعداد القهوه له ... لتنتهي و تذهب تطرق الباب بخفه ليسمح لها فهد بالدخول ...
عِطر و هي تضع القهوه على المكتب : صباح الخير سيد فهد ...
فهد و هو ينظر إليها : صباح الخير عِطر ... إجلسي قليلاً أريد التحدث معكِ ...
جلست عِطر تنتظر فهد ينتهي من قراءة بعض الأوراق التي أمامه ... بعد قليل إنتهى فهد من القراءه لينظر إليها و هو يرتشف قهوته الذي أصبح يحبها عندما تكون من صنع عِطر ....

فهد : إسمعيني جيداً عِطر ... إجتماع اليوم هام جداً ... لذلك لا أريد أن يدلف أحد غيرك لقاعة الإجتماعات ... سوف يصلك زي جديد خاص بالإجتماعات الهامه قومي بإرتدائه .... قائمة المشروبات سوف تجدينها بمكانها .... أريد كل شيء مثالي عِطر ... هذا الإجتماع هام جداً ....

عِطر : إطمأن سيد فهد .. كل شيء سوف يكون بخير ...

فهد بإبتسامه : متأكد من هذا ...الإجتماع في تمام ال5 سوف تتأخرين اليوم عن موعد ذهابك المعتاد ...

عِطر : ليس هناك مشكله في ذلك سيدي ...

فهد : جيد ... يمكنكِ الذهاب ...
خرجت عِطر من المكتب ليرجع فهد رأسه إلى الخلف و يغمض عينيه يحاول تهدئة ضربات قلبه التي تدق بجنون ... لا يعلم لما ... لكن هكذا يكون الأمر و هي بجواره ...

فهد لنفسه : ماذا يحدث معك فهد ...

 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
في الناحيه الأخرى حيث مطبخ تانيا التي كانت تلعن بداخلها هذا الأحمق المغرور بسبب ما حدث منذ قليل ...
Flash Back ....
طرقت تانيا باب المكتب الخاص بأوس و هي تحمل الصينيه التي عليها فنجان القهوه و كوب الماء ... دلفت إلى الداخل لتشتعل عينيها بالغضب و هي ترى تلك المدعوه صوفيا ملتصقه بأوس و صدرها ظاهر من بلوزتها بطريقه مقززه و يبدو أن أوس يعجبه ما يراه حيث نظره لا يفارق صوفيا ....
تانيا ببرود مصطنع : القهوه سيد أوس ..
أوس بإبتسامه خبيثه : ضعيها على المكتب تانيا ثم إذهبِ ...
وضعت تانيا القهوه ثم خرجت من المكتب و هي تشتعل غضباً مما رأته ... و هذا الغضب لم يخف على أوس الذي إبتسم بجانبيه و إنتصار ... لينظر إلى صوفيا ببرود و تقزز ...
End Of Flash Back .....

 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
أوس ببرود بعد خروج تانيا من مكتبه : أنا ماذا أخبرتك من قبل عن ملابس العاهرات تلك ...

صوفيا بصدمه من تحوله هكذا : سيد أوس ...

أوس بغضب : المره القادمه التي أراكِ بها بتلك الملابس سوف يكون آخر يوم لكِ بالعمل هنا ... للخارج .. هيا ...
بعد خروج صوفيا من المكتب صوت ضحكة أوس السعيده قد ملئ مكتبه ...

أوس لنفسه : سوف نرى أيتها الجنيه من سوف يجعل الآخر يجن ... سوف أحولكِ من قطه شرسه .. لأخرى مطيعه بين يدي أنا فقط ...

 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
كانت عِطر في الحمام الخاص بالموظفين تقوم بإرتداء الثياب الخاصه بالإجتماع لتستمع إلى صوت فهد الغاضب و هو يصرخ على ماركوس .... لتركض خارجه من الحمام و تقف تشاهد فهد و تستمع إليه ....

فهد بغضب : ما الذي تعنيه بأن المترجم ليس موجود ... الوفد الروسي سوف يصل بأي دقيقه الآن ...

ماركوس بتوتر و خوف : لقد إتصل منذ ربع ساعه ليعتذر لأن زوجته في غرفة الولاده سيدي ...

فهد بصراخ : إحضر مترجم آخر و لو من نهاية العالم ... مفهوم ...
ماركوس بخوف : هذا صعب الآن سيدي .... من الممكن أن يتأخر هذا المترجم بالقدوم ...

فهد و هو يضرب مكتب السكرتير بغضب : ماذا نفعل الآن ؟! .....
ما إن أكمل فهد حديثه حتى فُتح باب المصعد و دلف الوفد الروسي المكون من أثنين من المهندسين و طبيب ... و معهم موظف العلاقات العامه الذي أستقبلهم على باب البنايه ... صُدم فهد و لا يعلم ماءا يفعل فهو لا يجيد الروسيه ... لتزداد صدمته و هو يرى عِطر التي كانت تبدو فائقة الجمال بما ترتديه تتقدم من الوفد و تتحدث معهم بطلاقه ... حيث إرتدت زياً رسمياً جميلاً

عِطر بالروسيه : Добро пожаловать, я претендую на аромат. Мне приятно работать с вами сегодня в качестве переводчика ...

( أهلاً بكم .. أنا أدعى عِطر يسرني أن أعمل معكم اليوم كمترجمه ) ......

الطبيب : Добро пожаловать в его друга, сэр ... Я доктор Сергей, а это инженер Эван и инженер Дмитрий ...

( أهلاً بكِ سيده عِطر ... أنا الطبيب سريجي .. و هذان هما المهندس إيفان ... و المهندس ديميتري ...)

عِطر و هي تقدم فهد إليهم : Это мистер Фахд ... Конечно, вы знаете, кто ... Он является владельцем группы медицинских устройств Аль-Фахд ..., а также имеет докторскую степень в области медицинской техники ...

(هذا السيد فهد ... بالطبع تعلمون من يكون ... هو مالك مجموعة شركات الفهد للأجهزه الطبيه ... و أيضاً حاصل على الدكتوراه في الهندسه الطبيه ...)

فهد و هو يمد يده للسلام عليهم : عِطر .. ما الذي تفعلينه ...

عِطر : لا تقلق سيد فهد .. فأنا أتحدث الروسيه كأنها لغتي الأم ... سوف أقوم بالترجمه إن لم تمانع ...

فهد و هو يبتسم للوفد : و هل لدي حلٌ آخر ....

تقدم فهد و معه الوفد و عِطر إلى قاعة الإجتماعات بعد أن أخرج هاتفه و طلب من أوس أن يجعل تانيا تأتي لتحل محل عِطر .... و في هذه الأثناء كان ماركوس يحدق بما حدث بغضب .....

كانت عِطر متوتره و خائفه جداً .. حاولت أن تمحو توترها هذا كالعاده و لكنها لم تفلح ... بدأ الإجتماع و أخذت عِطر تترجم لفهد ما يقوله الوفد الروسي و العكس أيضاً ... و بعد قليل دلفت تانيا بعربة المشروبات و هي تبتسم لعطر التي أبتسمت لها بتوتر لتعلم تانيا ما تعانيه عِطر ....

تانيا و هي تنظر لعِطر بإبتسامه و تحرك شفتيها بدون صوت : إهدأي عِطر .. إهدأي و لا تفكري بشيء ...

لتومأ لها عِطر و تحاول تهدئة نفسها لكن بعد أن تحركت عينيها و كتفيها بدون قصدٍ منها ... و هذا ما لاحظه الطبيب سيرجي و أيضاً فهد الذي لم يفهم سبب هذه الحركه عكس سيرجي الذي إبتسم و فهم ما تعانيه عِطر ....

إنتهى الإجتماع بعد موافقة الوفد الروسي على عقد الشراكه مع مجموعة الفهد و تحدد موعد توقيع العقود بعد يومين ... خرج المهندسون للخارج بينما فاجئ سيرجي عِطر التي كانت تفف بجوار فهد ...

سيرجي بإبتسامه : Вы страдаете от синдрома Туретта, не так ли?

(سيده عِطر .. أنت تعانين من متلازمة توريت .. أليس كذلك ؟) ....

عِطر : Это правда, доктор

(بلى ... هذا صحيح دكتور ) ...

سيرجي : Когда вы в последний раз ходили к врачу и делали необходимые вам анализы

(متى كانت آخر مره ذهبتِ فيها للطبيب و قمتِ بعمل الفحوصات اللازمه لكِ)

عِطر بخجل : Я не делал этого в течение четырех лет ...

(لم أقم بهذا منذ أربع سنوات ... ) ..

سيرجي : Я лечу этот синдром и следую за ним ... Позвольте мне сделать тесты и посмотреть, что мы можем сделать, чтобы уменьшить симптомы ...

( أنا أقوم بمعالجة تلك المتلازمه و متابعتها ... دعيني أقوم لكي بالفحوصات و نرى ما يمكننا فعله للحد من أعراضها ...)

كانت عِطر تريد هذا و بشده .. لكن هي ليس لديها المال لتقوم بهذا .. حتى أنها توقفت عن الفحوصات بسبب أن تكلفتها عاليه و لم تكن تريد أن تُحمل ألبرت و إيزابيلا فوق طاقتهما ... كانت فقط تتناول دوائها ذو الوصفه القديمه و تخبرهم أنها بخير ....

عِطر بخجل : Нет Доктор ... Спасибо .. Я в порядке, как это ..

(لا دكتور .. شكراً لك .. أنا بخير هكذا ... ) ...

كان سيرجي طبيب في ال 50 من عمره .. و فهم جيداً سبب رفض عِطر لعرضه ... و قرر أنه لن يتركها دون عمل الفحوصات اللازمه .. أما فهد كان يستشيط غضباً بسبب حديث عِطر مع سيرجي الذي لا يفهم منه شيء ... و قد لاحظ الطبيب هذا ليبتسم بداخله على هذا الرجل الغيور ... إنتهى الإجتماع لينهض سيرجي و يذهب بعد توديع فهد و تذهب عِطر إلى المطبخ بعد أن طلب منها فهد أن تحضر فنجاناً من القهوه ...

مرت دقيقتان على دخول فهد مكتبه و جلوسه على المقعد ليسمع طرقات على الباب يليها دخول ماركوس الذي أخبره أن الطبيب سيرجي يريد مقابلته .. تعجب فهد من هذا لكنه سمح له بالدخول ...

سيرجي بإنجليزيه : سيد فهد ... أريد أن أحدثك في شيءٍ هام ...

فهد بإنجليزيه و هو مندهش : تفضل ...

سيرجي : بالطبع تتسائل عما تحدثت به مع السيده عِطر ...

فهد : أجل .. هذا صحيح ...

سيرجي : سوف أخبرك كل شيء ..

قام سيرجي بإخبار فهد عن الحديث الذي دار بينه و بين عِطر و أيضاً طبيعة تلك المتلازمه ... لتظهر علامات الحزن على وجهه الوسيم ...

فهد بحزن : و قامت حقاً برفض عرضك ...

سيرجي : أجل و لهذا أنا هنا .. أطلب منك أن تساعدني لجعلها تقبل هذا العرض ...

فهد : لماذا أنت مُصر على مساعدتها ...

سيرجي بإبتسامه حزينه : هي تذكرني كثيراً بإبنتي ... أليكساندرا ... في نفس عمرها و مصايه أيضاً بتلك المتلازمه و لكن أعراضها و حالتها أقوى و أشد من حالة عِطر .. و هذا ما دفعني لدرلسة تلك المتلازمه و سُبل علاجها ...

في هذا الوقت طرقت عِطر باب مكتب فهد ليأذن لها و تدخل بينما تحمل القهوه لتفاجئ بسيرجي الذي يناظرها بإبتسامه أبويه حنونه ....

فهد ببرود : إجلسي عِطر ...

عِطر بإرتباك و هي تجلس : ماذا هناك سيد فهد ...

سيرجي بإنجليزيه : لقد أخبرت سيد فهد عنكِ ...

عِطر بخوف و هلع : سيد فهد ... أنا بحاجه لهذا العمل .. أرجوك ... إن تلك المتلازمه لا تُعيق عملي هنا .. لا تقوم بطردي ... أنت تعلم إني بحاجه لهذا العمل ....

فهد و قد نهض ليقف أمامها : هشششش ... إهدأي عِطر ... من أخبركِ أنني سوف أطردكِ ...

عِطر بسعاده : حقاً ... أنت لن تطردني ...

فهد بجديه حاول بها أن يداري حزنه على ما تعانيه : لا ... لن أطردك ... لكن بشرط ....

عِطر بلهفه : ما هو ؟ ..

فهد : سوف تجعلي دكتور سيرجي يقوم بفحصك ...

عِطر بخجل : لكن أنا .....

فهد ببرود : ليس هناك لكن ... الفحوصات سوف تقومي بها و أنا سوف أقوم بدفع تكاليفها ...

عِطر بحزن : لا سيد فهد ... شكراً لك ...

فهد و قد ادرك ما فهمته : لا تقلقي ... سوف يكون هذا دين .. سوف يخصم القليل من راتبك كل شهر .. فقط القليل ...

عِطر بسعاده : شكراً كثيراً لك سيدي ...

تحدث فهد مع سيرجي و عِطر ... ليخبرهم سيرجي أنه سوف يبقى هنا لمدة 10 أيام سوف يقوم فيها بفحص عِطر ... لتشكرهم عِطر ثم تخرج ...

فهد بجديه : دكتور سيرجي ... أريد معرفة كل شيء عن تلك المتلازمه .. أخبرني ....

سيرجي بإبتسامه : أنت تهتم لها ... صحيح ؟ ...

فهد : ما الذي تقصده ؟ ...

سيرجي : أنت معجب بعِطر ...

فهد بدهشه : ماذا ؟!!!!!

سيرجي بإبتسامه : أجل .. هذا صحيح .. و كان واضحاً جداً عندما كنت أتحدث معها ...

فهد و هو يعقد حاجبيه : ماذا تعني ؟ ...

سيرجي : لقد شعرت بالغيره أيها الفهد ....

فهد بعدم تصديق لهذا الكلام : لا .. لا ... هذا غير صحيح .. فقط لقد كنت غاضباً لعدم فهمي لحديثكم ....

سيرجي بإبتسامه : سوف نرى ... الأيام سوف تثبت صحة حديثي ... و يوماً ما سوف تدعوني على زفافكم .. تذكر هذا ... و الآن دعني أخبرك عن متلازمة توريت ...

أخبر سيرجي فهد كل شيء متعلق بتلك المتلازمه مما جعل الحزن يتزايد داخل أيهم و هو يستمع لما تعانيه عِطر ليتألم قلبه و لا يعلم لماذا ... بعد ذهاب سيرجي ظل فهد بمكتبه يفكر بحديث سيرجي له عن إعجابه بعِطر .... هو يعلم أن حديثه صحيح لكن لا يريد تصديقه ... و لكن هناك سؤالاً آخر شغل تفكيره ... ليلتقط الهاتف الخاص بالمطبخ يطلب عِطر ... لتطرق الباب و تدلف ...

عِطر : لقد طلبتني سيد فهد ...

فهد : اجل عِطر .. أخبريني .. كيف تتحدثين الروسيه بطلاقه هكذا و هي من أصعب اللغات ...

عِطر بإبتسامه : أبي البرت و أمي إيزابيلا كانوا بعلمون بحبي للقراءه و شغفي بتعلم اللغات لذلك قاما بتعليمي و لم يبخلا علي بأي شيء ...

فهد : هذا جيد ... شكراً لكِ على إنقاذ الموقف اليوم ... سوف يكون لكِ مكافأه هذا الشهر ..

عِطر بسعاده : شكراً لك سيدي ...

فهد : يمكنكِ الذهاب للمنزل ... لقد تأخر الوقت ... لا تنتظري ذهابي لتقومي بترتيب المكتب ... افعلي ذلك غداً عندما تأتي ...

خرجت عِطر لتذهب إلى الحمام لكي تبدل ثيابها و تذهب لمنزلها ... بينما فهد خرج ليتجه إلى منزل والديه ... فهو يحتاج لقضاء الليله معهم ...



 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

كان ماركوس في حمام العاملين بالشركه يتحدث بالهاتف بغضب ...

ماركوس بغضب : تلك الفتاه عِطر .. لقد خربت كل شيء ..

الشخص الآخر بغضب : ما الذي تقصده ...

ماركوس بتوتر : لقد تمت الصفقه سيدي ...

الشخص الآخر : أنت بلا فائده .. جينيفر كانت أفضل منك في هذا العمل ...

ماركوس : لا تقلق سيدي .. هم لم يوقعوا العقد بعد ...

الشخص الآخر : ما الذي تقصده ..

ماركوس : سوف نجد حل و نوقف توقيع العقود ...

الشخص الآخر : حسناً .. هذا جيد ...

كان ماركوس يتحدث دون علم بتلك التي تستمع إليه خلف باب الحمام .... لتركض بعد أن أدركت إنهائه لتلك المكالمه و لكن لسوء حظها تعثرت بإحدى المقاعد في الرواق و تقع على الأرض ليستمع لصوت وقوعها ماركوس الذي ركض يرى من يكون الشخص الذي تأكد انه إستمع إليه ....

ماركوس بغضب : أنتِ ... هذا جيد ... فأنتِ أفسدتِ  كل شيء و لن تفلتِ بذلك ...


 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

#يتبع

بقلم

SilverAngel