-->

الفصل السادس - عطر الفهد


الفصل السادس


ماركوس بغضب : أنتِ ... هذا جيد ... فأنتِ أفسدتِ كل شيء و لن تفلتِ بذلك ...



كانت عطر ساقطه على الأرض تواجه ماركوس بوجه مذعور و خوف و هي تحاول الزحف إلى الخلف ... و من كثرة توترها و خوفها بدأت التشنجات تظهر عليها ... أصبحت عينيها تتحرك تزامناً مع حركة كتفيها ...


عِطر بشهقات و خوف : أ أ أرجوك ... لن أقول شيء .. أرجوك ..لا تقتلني ....

ماركوس بخبث : و من قال إنني سوف أقتلك ... تعلمين .. لقد أُعجبت بكِ منذ أن رأيتك و كنت أشتهيكِ ...... أريدك أسفلي و أسمع صرخات الممتعه لأذني ....

عِطر بخوف : لا .. أرجوك لا ....

كانت عِطر تصرخ بينما كارلوس يقترب بخبث منها و هو ينظر إليها بطريقه قذره ....
أمام باب المبنى كانت تقف تانيا تنتظر عِطر لكي يذهبوا إلى المنزل .... لكنها تأخرت كثيراً لذلك صعدت مرة أخرى للطابق اللذين يعملون به .... و عندما فُتح المصعد وجدت أوس أمامها ينتظر المصعد ....

أوس : لماذا عدتِ؟

تانيا : لقد تأخرت عِطر لذلك صعدت لكي أرى أين هي ...
ما إن أنهت تانيا حديثها لتستمع هي و أوس إلى صراخ تعرفه تانيا جيداً ...

تانيا بخوف : هذا صوت عِطر .. إنها عِطر ...

أوس بجديه : هذا الصوت قادم من إتجاه الحمام ... أسمعيني جيداً .. إبقي هنا و لا تتحركي ....

تانيا و هي تسبقه بخطواتها : أنت تحلم سيد أوس .. هذه شقيقتي
لتركض و يركض خلفها أوس ... ليصلا إلى مكان عِطر ... و تقف تانيا متسمره مكانها عندما رأت كارلوس يعتلي تانيا يحاول تقبيلها و هي تقاومه بكل قوتها .... كانت تصرخ بقوه و دموعها تسيل على وجنتيها و كتفيها ترتجفان .... كانت رغبة كارلوس بالإنتقام و شهوته قد أعمته فلم يلحظ أوس الذي تقدم منه ليرفعه من كتفيه و يلكمه ليسقطه أرضاً و يظل يضربه حتى يدمى وجهه ... 

كانت تانيا تحتضن عِطر التي يرتجف جسدها و تتشنج بطريقه غير طبيعيه ... و هناك كدمات على جسدها حيث قام كارلوس بتمزيق ثيابها لتظهر أجزاء متفرقه من جسدها .... 


تانيا ببكاء و صراخ : أوس ... أرجوك إنقذ عِطر ...

أوس و هو ينظر لعِطر بعد أن ترك كارلوس : هيا سوف نأخذها للمشفى ...
حملها أوس و ذهب بها للمصعد و خلف تانيا التي تبكي بحزن على صديقتها هبط بهم المصعد و ركض اوس الذي يحمل عِطر إلى سيارته ليضعها بالكرسي الخلفي و تجلس بجانبها تانيا ... ليعود أوس إلى رجال الأمن يتحدث معهم سريعاً ... ثم يبدأ القياده للمشفى ... يقوم بالإتصال على فهد الذي كان يقود إلى منزل والديه ...

أوس : فهد .. أين أنت ...

فهد : في طريقي إلى قصر والدينا ... ألم تخرج من الشركه بعد ...

أوس : أنا في طريقي إلى المشفى ...

فهد بذعر : مشفى ... لماذا .. هل أنت بخير .. هل والدينا بخير ...

أوس : لا لا ... نحن بخير .... أستمع إلي ...

فهد بعد أن قص له أوس ما حدث : النذل الحقير ... أوس قم بالذهاب إلى المشفى الخاص بنا ... و أنا سوف أذهب إليها الآن .....

أنهى فهد الإتصال ليقوم بضرب المقود بغضب و حقد ... هدأ فهد قليلاً ليلتقط هاتفه و يقوم بالإتصال على الطبيب سيرجي و يخبره بضرورة حضوره إلى المشفى ... لينهي الأتصال و يقوم بإرسال موقع المشفى له ..... و أتصل ايضاً بالمشفى ليأمرهم بتحضير فريق طبي ماهر يكون بإنتظار أوس أمام المشفى ....
كانت عِطر تنتفض و ترتجف مع تشنجات عينيها و كتفيها بينما تانيا تحتضنها ...

تانيا ببكاء و هي تحتضن عِطر : إهدأي عطر ... ارجوكِ إهدأي ... هذا غير جيد على صحتك ...

عِطر ببكاء : لا أستطيع ... هذا خارج عن إرادتي ... لا أستطيع جعله يتوقف .....
كان أوس يستمع إليهم و يرى ما يحدث ليقبض على عجلة القيادة بقوه يحاول كبح غضبه ... فقلبه يتمزق و هو يستمع لصوت تانيا الباكي .... كان يقود بسرعه و لم يشعر بنفسه أو مدى سرعته إلا عندما وقف أمام المشفى ليجد فهد موجود بالفعل و معه الطاقم الطبي ليدرج أوس أن فهد كان يقود بسرعه أكبر منه ...
ركض فهد للباب الخلفي لسيارة أوس يفتحه ليقف مصدوم من منظر عِطر المستلقيه بحضن تانيا ... ليفيق من صدمته و يقوم بحملها حيث شعر بقلبه قد توقف عن النبض عندما رأى تشنجات عِطر و شعر بها و بإرتجافها .... ليركض بها يضعها على السرير الطبي ليقوم الطاقم الطبي بأخذها للداخل و يسير بجانبهم فهد الذي يتقد قلبه خوفاً و ذعراً على تلك المستلقيه على هذا السرير لا يعلم من أين أتى هذا الشعور و لكنه الآن لا يهتم ... كل ما يريده أن تكون عِطر بخير .. و أن ينتقم من هذا الحقير المدعو كارلوس ...
كانت تانيا متصنمه مكانها في السياره لا تستطيع الحركه .... فقط تنظر بشرود أمامها .... فهي لأول مره ترى عِطر بهذه الحاله ... لأول مره تؤثر تلك المتلازمه عليها لهذا الحد ... رآها أوس هكذا ليجلس بجانبها على الكرسي الخلفي للسياره ....

أوس : تانيا ... يجب أن نذهب لنرى عِطر ... هيا ...

تانيا بشرود : أريد أمي ...

أوس و هو يدير وجهها إليه : تانيا .. انظري إلي ... ( أدارت تانيا وجهها إلى أوس لتقابله محيطيتاها تفيضان بدمعهما ... ) هل تريدين مني الإتصال بالسيده إيزابيلا ....

تانيا بصوت خافت وهن : أرجوك أفعل ذلك ...

أوس و هو يتحرك خارج السياره و يقوم بإمساك يد تانيا : حسناً .. و لكن دعينا أولاً ندلف للداخل ....
كان أوس يعلم أن تانيا مصدومه لما حدث مع عِطر ... لذلك كان يريدها أن تدلف معه للمشفى لكي يجعل الطبيب يفحصها ... فهو يشعر أنها ليست بخير ليتأكد من شعوره هذا عندما أغشي عليها بعد خروجها من السياره ... لتسقط بين ذراعيه و يقوم بحملها للداخل مع شعور بالخوف و الذعر عليها .... ليقابله الطبيب و يقوم بإصطحابه لغرفة الفحص ... ثم يقوم بفحصها بينما أوس ينتظر بالخارج أمام الغرفه ...

الطبيب : يبدو أنها تعرضت لموقف صدمها و أثار توترها ... لا تقلق هي بخير ....

أوس : هل يمكنني رؤيتها ..

الطبيب : بالطبع ... و لكن هي نائمه فقد أعطيتها مهدئ ...

أوس : حسناً .. شكراً لك ...
كانا ألبرت و إيزابيلا ينتظرون الفتيات في المنزل لكي يتناولوا الطعام معهم مثل كل ليله ....

إيزابيلا بقلق : لقد تأخرن الفتيات ألبرت ...

ألبرت بجديه لمحاولته إخفاء قلقه : لا أعتقد ذلك .. فهم أخبروني على الهاتف أنهم سوف يتأخرون قليلا بسبب العمل ...

إيزابيلا بقلق : قلبي يخبرني أنهم أصابهم مكروه ....
هنا صمت ألبرت فهو لديه هذا الشعور أيضاً ليغمض عينيه يحاول تهدئة نفسه و يدعي الله أن تكون فتياته بخير ..... ليقطع هذا الصمت صوت هاتفه الذي يعلن عن قدوم إتصال .. ينظر لشاشة هاتفه يجد الرقم غير مسجل ليزداد خوفه على الفتيات أكثر ... ليتلقى الإتصال ...

ألبرت بقلق : مرحباً ...

أوس : سيد ألبرت .. هذا أنا أوس ..

ألبرت بقلق : مرحباً سيد أوس .. كيف لي أن أخدمك ...

أوس بتوتر : أسمعنى جيداً سيد ألبرت .. ارجوك كن هادئاً ...

ألبرت بذعر : ماذا حدث لفتياتي ... هل هن بخير ؟!!!

أوس : هن بخير ... لكن يجب أن تأتي إلى المشفى مع السيده إيزابيلا ...

ألبرت بصراخ :أي مشفى .. ماذا حدث لهن .. أرسل لي العنوان ...
أغلق ألبرت الهاتف مع أوس ليجد إيزابيلا تبكي ....

إيزابيلا بخوف : أخبرني أنهن بخير ... ارجوك ألبرت ...

ألبرت : لا تقلقي ... لقد أخبرني أنهن بخير .. دعينا نذهب إليهن ... هيا ...
كانت عِطر على السرير الطبي في غرفة الفحص ترتجف و يصاحب تلك الإرتجافات تشنجات جفنيها و كتفيها ... و لا يستطيع أحد السيطره عليها .... ليتقدم أحد الأطباء و بيده مهدئ ما ...

فهد بصراخ : لا تفعل ... قد يؤذيها هذا .. لا تعطوها أي دواء حتى يأتي الدكتور سيرجي .. هل تفهمون .... و الآن الجميع للخارج .. هيا ...

ليتراجع الطبيب و معه بقية الطاقم الطبي إلى الخلف خوفاً من هذا الفهد الغاضب ... تقدم فهد بخفه و هدوء من عِطر التي ما إن رأته زاد بكاؤها ...

فهد و هو يمسح دموعها برقه : هشششش ... إهدأي عِطر ... لن يؤذيكِ أحد ... حسناً ...

عِطر بشهقات متقطعه : لقد ... لقد حاول .. حاول أن يغغغ ... يغتصبني ...

فهد و هو يغمض عينيه بغضب : الحقير ... سوف أنتقم منه ....

عِطر بشهقات : هو ... هو يعمل جاسوس ... جاسوس لأحدٍ ... هو السبب بعدم مجيء المترجم اليوم ...

فهد و هو يقاطع حديثها : لا تتحدثي الآن .. فقط حاولي أن تهدأي ...

عِطر ببكاء : لا أستطيع ... هذه أول مره يحدث معي هذا ...

فهد و هو يقترب منها : إسمحي لي .. دعيني أحاول ...

عِطر ببكاء : أرجوك أفعل أي شيء ... جسدي يؤلمني من الإرتجاف و التشنجات ...

فهد لم يستطع رؤيتها هكذا أكثر فقلبه يتمزق من رؤيتها هكذا ... ليقترب منها و يحيطها بذراعيه يحتضنها لصدره ... و يقوم بتمسيد شعرها و ظهرها بحنان و هدوء ...
في ذلك الوقت كان الطبيب سيرجي قد وصل إلى المشفى ليستقبله مدير العلاقات العامه و يصحبه إلى غرفة الفحص المتواجده بها عِطر كما أمره فهد ... ليفتح الباب و يدلف للداخل .. ليجد فهد يحتضن عِطر الساكنه في حضنه و لكن بالطبع مع إستمرار أرتجافتها و تشنجها ... ليبتسم لهذا المنظر ..

سيرجي بإبتسامه : ألم أخبرك سيد فهد ...

إنتفض فهد بخفه عند سماعه صوت سيرجي ... لقد كان في عالم آخر و عِطر في حضنه ... فهو شعر بقلبه ينبض بطريقه غير طبيعيه ... أنفاسها الملتهبه التي تحرق عنقه ... يديها الصغيرتان اللتان تتمسك بسترته بقوه تخبره أنها بحاجته ... رائحتها التي هدأت غضبه ما أن إستنشقها ... و هو شعر بتأثيره عليها حيث خفت رجفة جسدها فقط عندما إحتضنها ....

فهد و هو يرفع رأسه ينظر إلى سيرجي : هي لا تهدأ ... و الطبيب كان يريد إعطائها مهدئ لكنني منعته ...

سيرجي و هو يتقدم منها بسرعه : أفسح لي المجال من فضلك سيد فهد ...

فعل فهد ما طلبه سيرجي و إبتعد لتناظره عِطر بعينين تترجاه ألا يفعل ... فهي شعرت بالراحه و الهدوء بين ذراعيه ... شعرت بالدفئ و الأمان اللذان حرمتا منهما ....فهي شعرت برجفة جسدها اصبحت بسيطه عندما إحتضنها فهد ..... لينظر إليها فهد و يومئ برأسه بينما يرجع للخلف و كأنه يخبرها بأنه موجود بجانبها ...

سيرجي بهدوء : عِطر .. إبنتي ... أنظري إلي .. هيا أنظري إلي ...

فعلت عِطر ما طلبه سيرجي حتى يستطيع فحصها فهو كان يريد أن يعلم ما إذا كانت تشنجات جفنيها توقت أم لا ... ليجد أنها مستمره و أيضا تشنجات كتفيها مع إرتجافه بسيطه في أنحاء جسدها ...

ليبتعد قليلا عنها و يقوم بفتح حقيبته ثم يخرج منها زجاجة ما و أبره ليقوم بتحضير الدواء ... ثم يعود بنظره إلى عِطر التي لم تتوقف تشنجاتها بعد ...


سيرجي بجديه : فهد إقترب سوف أحتاج لمساعدتك ..

فهد و هو يقترب من السرير : ماذا هناك دكتور ..

سيرجي : يجب أن نقوم بتثبيت ذراع عِطر حتى أعطيها الدواء ....

لم ينتظر فهد أن يكمل سيرجي حديثه ليقوم بجعل عِطر تستقيم على السرير ثم يحتضنها و هو يثبت كتفيها بيديه .... لتصبح ذراعها ممتده أمام سيرجي و لا تتحرك ...

فهد : هيا دكتور ... يمكنك فعلها الآن ...

قام سيرجي بتطهير ذراع عِطر و غرس الإبره بمكانها الصحيح لينتشر الدواء في جسدها .... و ينهض سيرجي من مكانه و يذهب لكي يغلق حقيبته .... لم يفلت فهد عِطر من بين ذراعيه ... بل ظل متمسكاً بها حتى شعر بإرتخاء جسدها و توقف إرتجافها و التشنجات ... ينظر إليها يجدها مغمضة العينين ليدرك أن الدواء بدأ مفعوله و جعلها تذهب لعالم الأحلام ... ليضعها برفق على الوساده و لم يدرك نفسه إلا و هو يطبع قبله رقيقه دافئه على جبينها .... ليبتعد عنها مصدوم من نفسه و مما فعل ... ينظر بجانبه يجد سيرجي ينظر إليه بإبتسامه جانبيه ...

فهد بجديه : ما الذي أعطيته لها دكتور ...

سيرجي و قد أدرك أنه لا يريد أن يتحدث بهذا الشأن : هو دوائها المعتاد و لكن بوصفته الحديثه و أيضا في شكله السائل حتى يكون مفعوله أسرع ... فلو أعطيته إليها على هيئة حبوب سوف يكون تأثيره بسيطاً ...

فهد : حسناً ... دكتور أريد منك فحص جروحها و عمل اللازم ... فبسبب تشنجانها لم يستطع أحد فحصها ...

سيرجي : حسناً لكن أخبرني ما حدث ...

ليخبره فهد كل شيء بينما سيرجي يقوم بفحصها و تطهير الجروح و الكدمات و وضع المراهم اللازمه لها بعد أن طلب من فهد أن يجعل إحدى الممرضات تساعده ... كل هذا حدث تحت أنظار فهد الجالس على الاريكه بالغرفه يراقب كدمات جسدها التي دلت على مقاومه مستميته من عِطر لهذا القذر كارلوس ... لتضربه فكرة أن ما الذي كان سوف يحدث لعِطر لو لم ينقذها أوس و تانيا ... و هنا إشتعل قلبه و عينيه بغضب و حقد على هذا الكارلوس ليقسم بداخله أنه سوف يدفع الثمن غالياً .....
في غرفة تانيا كان أوس جالساً على الكرسي بجانب السرير التي تستلقي عليه ... يتأمل وجهها الطفولي البريء عكس شخصيتها المشاكسه ... شعرها الذهبي المنثور على الوساده و هي نائمه ... شفتيها المغريه بالنسبة إليه .. فهو لم يشعر بأن هناك شفاه يمكنها إغرائه أبداً بالرغم من علاقته النسائيه المتعدده إلا أنه كان يقيم تلك العلاقات بدون تقبيل .. فهو لم يقبل أي إمرأه أبداً من قبل فقط علاقه و متعه .. فهو يحتفظ بقبلته الأولى لأجل من يقرع قلبه الطبول من أجلها .. و يبدو أنها الآن نائمه كالأميرات أمامه ... كان يتأملها ليفاجئ بعينيها ترفرف تعلن عن إستيقاظها ...

تانيا بصوت خافت و تحاول أن تفتح عينيها : عِطر ... هل عِطر بخير ..

أوس و هو يمسك يدها : هششش .. هي بخير لا تقلقي ...

تانيا و هي تحاول التحرك : أريد رؤيتها ... خذني إليها ...

أوس : صدقيني هي بخير ... فهد و دكتور سيرجي بصحبتها ... لتهدأي فقط ...

تساقطت دموع تانيا واحده تلو الأخرى ... هي كانت خائفه أن تفقد عِطر .. خائفه أن تتركها و ترحل لعالم الأموات كما فعل والديها ... فعِطر هي شقيقتها و عائلتها ..... كانت تبكي و تبكي ... لتشعر بدفئ يحيطها ... لترفع رأسها تجد أوس يحتضنها و يضمها إلى صدره لتدفن رأسها في صدره تجهش بالبكاء ...

أوس و هو يمسد ظهرها بحنان : هي بخير .. أقسم لكي هي بخير .. إهدأي أرجوكِ ....

كان أوس متفاجئ من نفسه كيف يحاول مواساتها .. كيف يحتضنها .. فهو لم تستطع أي فتاه كسر بروده و قسوته ... إستمع إلى دقات قلبه الذي سوف يقفز من قفصه الصدري لكثرة نبضاته ... ليحتضنها أكثر و هو يحاول تهدأتها لكنها لم تفعل ... لتشعر بشفتين تطبق على شفتيها و تداعبها بهدوء و لطف ... لتفتح عينيها على مصراعيها بصدمه و دهشه ... تجد أوس مغمض العينين يقوم بتقبيلها برقه .... تستشعر حلاوة شفتيه التي أجبرتها على إغماض عينيها هي أيضاً لتستمتع بهذا الشعور الرائع الذي أرسل الفراشات إلى معدتها لتداعبها برقه و لطف ... النعيم ... هذا هو ما كان يشعر به أوس و هو يتذوق شفتيها ... كانت كالشهد .. هذا هو مذاقها بالنسبة إليه .. كم تمنى لو تطول القبله أكثر من ذلك ... لكنهم بحاجه للهواء ... ليبتعد بلطف و رقه و هو مغمض العينين يلهث أنفاسه ... يشعر بأنفاسها الملتهبه تداعب وجهه و هو يسند جبينه على جبينها لتبتعد بخفه و تفتح عينيها و يفعل المثل ...

أوس بصوت مثار : تانيا ... أنا ...

لم يكمل أوس حديثه بسبب الباب الذي فُتح و دلف منه ألبرت الذي كان مذعوراً .... تحدث البرت مع اوس و شكره بعد أن إطمأن على حال تانيا ... ليخرج أوس من الغرفه بعد أن نظر إليها ليجد وجنتيها متوردتان من الخجل ليغمز لها بعينه و هو يبتسم ... لتتورد أكثر ....
خرج أوس ليجد فهد يجلس على الكرسي أمام غرفة عِطر عينيه مغمضه بعد خروجه بسبب قدوم إيزابيلا للإطمئنان على عِطر ...

أوس و هو يجلس بجانب فهد : ماذا بك أخي ...

فهد و هو يفتح عينيه : لا أعلم أخي ..

أوس : أخبرني ماذا حدث ...

ليقوم فهد بإخبار اوس ما حدث له مع عِطر و ما يشعر به .... و يخبره أوس كذلك عن قبلته مع تانيا ....

أوس و هو يسند ظهره على الكرسي : يبدو أننا وقعنا في الحب أخي ... أليس كذلك؟!!!

فهد بتنهيده و هو يغمض عينيه : بلى أخي .... يبدو كذلك ... 



 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
#يتبع

بقلم
SilverAngel