-->

الفصل الثامن - عطر الفهد




الفصل الثامن

تصنم الجميع مكانه بعد سماعهم لما قاله فهد ... و مع آخر حرف نطقه كانت تانيا قد دلفت للمنزل مع أوس ...

ألبرت ببرود يحاول إخفاء غضبه به : هل هذا بسبب المتلازمه التي تعاني منها ...

كانت عِطر تتألم بصمت ... فما كانت تخاف منه قد حدث ... و لكن هي ظنت أن فهد مختلف .... لن يفكر بتلك الطريقه .. لتهرب دمعه من عينيها ... شعرت بأنامل خشنه ضد بشرتها الناعمه تقوم بإزالة تلك الدمعه ....

فهد و هو يزيل دموعها بينما ينظر إليها : سيد ألبرت ... أنا بحاجه إلى عِطر في منزلي ...

إيزابيلا بدهشه : ماذا ؟ ... ما الذي تقصده ؟

فهد و هو ينظر إلى إيزابيلا و الآخرين : رئيسة الخدم لدي ... كبيره في السن ...لا تستطيع أن تفعل كل شيء في القصر كما كانت نفعل سابقاً ... فخي بحاجه إلى مساعده لها .... و أنا لن أجد أفضل من عِطر لهذا ... و أيضاً أنا أثق بها ...

ألبرت : أعتقد هذا جيد ... أليس كذلك عِطر ؟

عِطر بخفوت و حزن : بلى أبي ... جيد ...

فهد : هناك شيئين آخرين  .... أولا : عِطر سوف تمكث في القصر .... ثانيا : عِطر سوف تعمل في بعض الأحيان كمترجمه لي ....

تانيا بإنفعال : ماذا ... هل تقول أنك سوف تبعد عِطر عني .... لا أنت لن تفعل ....

أوس بهدوء : تانيا .... أنتِ لن تتركي عِطر ...

إيزابيلا : ماذا تقصد ....

أوس : تانيا سوف تنتقل إلى قصر والداي ... و هو ليس ببعيد عن قصر فهد يمكنكِ رؤية عِطر متى ما تريدين ... فأمي بحاجه لمساعده لها بالمنزل ... 

كان ألبرت يتآكله الغضب .... فهو لن يترك فتياته هكذا ... فهن سوف يبتعدن عنه و عن إيزابيلا بتلك الطريقه ... فهو بالكاد إستطاع الإبتعاد عنهم بعد خروجهم من ملجئ الأيتام ... كيف يأتيان هذان الرجلان ليبعدانهم عنه ...

ألبرت بغضب : هذا لن يحدث ... لن تقوموا بإبعاد فتياتي عني ....

إيزابيلا ببكاء : أجل لن تأخذوهم بعيداً عنا ....

نظرا فهد و أوس إلى بعضهما بدهشه و إستغراب ... فهما قد إتفقا على هذا أثناء تواجدهما في المشفى حتى تكون الفتيات قرييه منهم ... و أيضاً حتى لا يتكرر ما حدث مرة أخرى ...

أوس بجديه : سيد ألبرت ... صدقني هذا الأفضل للفتيات ... و أيضاً يمكنكم رؤيتهم وقتما تشاؤن ...

فهد بتأكيد لحديث أوس : هذا صحيح ... لن يستطيع أحد أن يمنعكم من رؤية الفتيات في أي وقت ...

في تلك اللحظة نهضت عِطر من مكانها لتتجه إلى غرفتها بخطوات واهنه ضعيفه تستلقي على السرير لتغرق دموعها وسادتها و هي تبكي بألم ... ألم جسدها ... ألم روحها ... ألم قلبها .... فالحياه دائماً تخذلها ... فهي بلا عائله ... مصابه بمتلازمه لعينه تظل تدمر حياتها .... قلبها تزداد نبضاته لرجل لا يراها سوى فتاه فقيره .... مريضه يشفق عليها ... كانت تبكي و لم تشعر بمن تسلل إلى غرفتها ليجلس خلفها على السرير ثم تشعر بمن يحاوطها بدفئ و حنان .... لتلتفت تجد ألبرت يبتسم إليها بحب أبوي ....

عِطر ببكاء و هي تحتضنه أكثر : أبي ...

ألبرت بحنان : ملاكي ... ماذا يحدث معكِ ... أخبريني ... لما كل هذا البكاء ...

عِطر ببكاء : كل شيء يؤلمني أبي ...

ألبرت و هو يقبل جبينها بحنان : لا تقلقي صغيرتي ... كل شيء سوف يكون بخير ... و الآن ... سيد فهد يريد التحدث معكِ ...

عِطر و هي تنظر إلى ألبرت : أبي .. أخبرني ما هو رأيك فيما قاله سيد فهد ...

ألبرت بجديه : بالرغم من غضبي بسبب إبتعادكم القليل عني ... لكن هذا الأفضل لكم ملاكي ... صدقيني ... هذا أفضل ...

عِطر بإبتسامه حزينه : حسناً أبي .. لكن عدني أنك و والدتي سوف تأتون لزيارتي ...

ألبرت بإبتسامه : سوف نأتي لرؤيتك كل ليله ملاكي .. و الآن ... سوف أذهب و يأتي سيد فهد للتحدث معكِ ....

خرج ألبرت من غرفة عِطر ليجد فهد يقف يستند بظهره على الحائط و الحزن بادي على ملامح وجهه ... ليعلم أنه قد إستمع إلى بكاء عِطر و حديثها ...

فهد بحزن : هل لازالت تبكي ...

ألبرت بإبتسامه و هو يربت على ذراعه : أنا أعلم بمشاعرك تجاهها فهد .... لكن أقسم إن قمت بجرحها لن تجد غيري في وجهك ....

فهد بإبتسامه : لا تقلق سيد ألبرت ...

دلف فهد إلى غرفة عِطر ليجدها جالسه على السرير تنظر ليديها بعبوس لطيف جعلها كالأطفال ... ليذهب ثم يجلس بجوارها .... يرفه وجهها بأنامله لتواجهه بوجنتيها و أنفها ذات الإحمرار المحبب ...

فهد بحنان : ماذا هناك عِطر .. ألا تريدي أن تعملي معي ...

عِطر : أنا فقط خائفه بسبب بعدي عن والداي ...

فهد بإبتسامه : لا تخافي .. و كما أخبرت سيد ألبرت ... في أي وقت يريدون يمكنهم رؤيتك و أنتِ أيضاً كذلك ...

عِطر بصوت خافت و هي تنظر إليه : لماذا ؟ ...

فهد بصوت دافئ : لماذا ماذا عِطر ....

عِطر و هي مغمضه عينيها : لماذا جعلتني أعمل في منزلك ؟ ...

فهد بحنان و هو يلتقط يدها يحتضنها بين كفيه : لا أريد أن يتكرر ما حدث عِطر ... لقد خفت عليكِ كثيراً ... لا اريد لهذا أن يتكرر .... هذا افضل صدقيني ....

عِطر بوجنتين توردا خجلاً و إبتسامه سعيده : حسناً ... أنا موافقه ...

فهد بجديه و هو لازال يحتضن يدها : هناك أمر آخر أردت أن أعلمك به و نحن بمفردنا ...

عِطر : ما هو سيد فهد ...

فهد : سوف تذهبين للجامعه هذا العام ...

عِطر بإعتراض و هي تقف : لا سيد فهد .. لن يحدث ...

فهد و هو يقف أمامها : إستمعي لي جيداً عطر ... أنت.ِ سوف تدرسين إدارة الأعمال .. سوف تقومين بهذا لأني أريدك بجانبي في الشركه و المنزل ... هل تفهميني عِطر ... سوف تفعلي و أنا سوف أساعدك بالدراسه ...

عِطر و الدموع تجمعت في عسليتيها : أنا أريد أن أذهب بمالي الخاص .. لا اريد شفقه من أحد ...

فهد و هو يمسك ذراعيها بيديه و قد اتضحت معالم الغضب على وجهه : هذه ليست شفقه عِطر .. ليست شفقه ...

عِطر و قد سالت الدموع على وجنتيها : ماذا تكون إذاً ... إن لم تكن شفقه ... ماذا تكون ...

فهد و هو يحاول تهدئة غضبه : سوف تعلمي كل شيء في وقته عِطر ... فقط وافقي .. حسناً ..

عِطر ببكاء شديد : أنا خائفه فهد ... خائفه و متعبه ..

لم يعلم فهد هل يفرح بسبب نطقها لأسمه بدون ألقاب ... او يحزن بسبب حالتها تلك ... لم يدرك نفسه إلا و هو يحتضنها بحب و يمسد خصلاتها الغجريه بحنان و هو يستنشق رائحتها المسكره .... أما هي .. تشبثت به كالطفله الصغيره بينما تحاوط عنقه بذراعيها و تدفن وجهها في صدره ... لتشعر بالدفئ و الأمان ...

ليبعدها فهد بلطف و رفق ينظر في عسليتيها ليلتقط منهما نظرات الحب ليعلم بأنها تهيم به عشقاً ... أما هي فقد تاهت في خضراوتيه ....

عِطر لنفسها : أنا أحبك فهد ... ليتك تعلم ... أن تلد التي تشفق عليها تحبك ...

فهد لنفسه : أحبك أيضاً عِطر ... لكن الأفضل الآن ان يكون هذا وضعنا ... لا أريد أن يجرحك أحد بكلمه ... لا اريد هذا ... لن أتحمله ... سوف أجعل منكِ أولا سيدة مجتمع لن يستطع أحد مجابهتها ... تأكدي من ذلك ... سوف اصنع منك ملكه ...

هي قرأت مشاعره في عينيه لتقرر أن تتبع تعليماته ... هو لن يؤذيها هي واثقه من ذلك ...

عِطر بهدوء : حسناً .. موافقه ...

فهد بسعاده : حسناً .... هذا جيد ..

عِطر : لكن كيف سوف أستطيع العمل و الدراسه في ذات الوقت ....

فهد : سوف تدرسين عن طريق الإنترنت في المنزل و أنا سوف أساعدك ... و تذهبين للجامعه في الإمتحانات فقط ...

عِطر بسعاده : هذا رائع ...

فهد بحنان : جيد و الآن نامي لترتاحي قليلاً ... و غداً سوف آتي بعد إنتهائي من العمل لنذهب إلى منزلي ... حسناً ...

عِطر : حسناً سيد فهد ...

فهد و هو يهمس بأذنها : فقط فهد عندما نكون بمفردنا ... لقد أحببتها منكِ ...

عِطر بخجل : أنا لم أكن أقصد ...

فهد و هو يضع أصبعه على شفتيها : هشششش ... فهد فقط عِطر ... فهد فقط ...

لتومئ له عِطر بخدر و هي مغمضه عينيها بسبب لمسه لشفاهها ...

فهد بحنان : جيد ... تصبحين على خير عِطر ...

عِطر بإبتسامه : تصبح على خير سيد ..... هنا فهد نظر إليها و قد رفع حاجبه كتحذير ... لتكمل عِطر و هي تقول ..... تصبح على خير فهد ....

ليبتسم فهد برضا و سعاده و يذهب خارج غرفتها ليجد ألبرت ينتظره و هو ينظر له بتساؤل ....

فهد بجديه : لقد وافقت ...

ألبرت :جيد ... و لكن سوف نأتي لنراها كل يوم ...

فهد بإبتسامه : هذا شرف لي أن تأتي مع السيده إيزابيلا لمنزلي ...

ألبرت بإبتسامه : شكراً لك ... و الآن دعنا نرى ما الذي حدث مع المجنونين الآخرين ..

فهد بتساؤل : من تقصد ..

ألبرت و هو يقهقه : ههههههه ... بالطبع سيد أوس و تانيا ... فأنا أعلم إبنتي جيداً ... هما يومان و سوف تجعل أخاك يجن ... أن لم تكن فعلت الآن ...

ليقهقه فهد و معه ألبرت لكن عندما وقفوا في غرفة المعيشه الصغيره في منزل الفتيات توقف كلاهما مع فاه وصل للأرض مما يرونه ... كان أوس مستلقي على الاريكه بينما كانت تانيا جالسه فوقه تقةم بشد شعره و ضربه ضربات خفيفه بقبضتها الصغيره .... و هو يضحك بشده بينما إيزابيلا واقفه تشاهد ما يحدث ...

ألبرت بدهشه : إيزابيلا ... ما الذي يحدث ...

إيزابيلا و هي تنفخ وجنتيها كالأطفال : كانا يتجادلان كالأطفال حول إنتقال تانيا و ما حدث ... و عندما لم تجد من أوس رد سوى ثباته على رأيه ... فعلت ما تشاهدونه الآن ... حاولت أن امنعهم عن هذا ... لكن لم أستطع ...

فهد و هو يقهقه : هههههههه .. منظرهم رائع ...

خرجت عِطر من غرفتها على أصواتهم لتجد ما رآه الآخرين ... لتصدح ضحكتها في المكان ... لينظر إليها فهد بإبتسامه و السعاده ترتسم على وجهه ... فهو لأول مره يراها سعيده هكذا ... ليقطع تأمله لها صوت اوس ...

أوس بصراخ مازح : لينقذني أحدٌ يا قوم ... تلك الدبه سوف تقتلني ...

تانيا بعد أن توقفت و عينيها قد إتسعت : دبه ... أنا دبه ....

ليستغل أوس ما حدث و يقلب الوضع ثم ينهض يحملها على كشوال البطاطا ...

تانيا بصراخ : أعاااا ... إتركني ... أبي ... أمي ...

لينظرا إليها و يرفعا كتفيهما للأعلى ...

ألبرت بإبتسامه : أنتِ من بدأتِ ... فلتتحملي النتيجه ...

تانيا و هي تنظر إلى عطر : عِطر ... أختي ...

عِطر و هي تقف بجوار فهد و تنظر إليه ببراءه : أجعله يتركها ... أرجوك فهد ...

فهد و هو يبتسم بحب إليها ثم ينظر لأوس : هيا أوس أتركها ... فنحن يجب علينا الذهاب حتى نتركهم يرتاحون قليلاً ...

أوس و هو يضعها أرضاً بلطف : سوف أترككِ فقط لأجل عِطر و فهد ... المره القادمه لن أترككِ صغيرتي ...


ركضت تانيا لتقف بجوار عِطر و هي تخرج لسانها لأوس كالأطفال .... ليفعل أوس المثل و يضحك الجميع عليهم ....
ذهب فهد و أوس بعد توديعهم للجميع ... لتذهب عِطر و تانيا للنوم في غرفة عِطر ... بينما ألبرت و إيزابيلا ينامان في غرفة تانيا ....
كانتا الفتاتان مستلقيتان بجوار بعضهما على السرير ....

عِطر : تانيا ... أتعلمي ماذا ...

تانيا : ماذا ...

عِطر : أنا أحب فهد ...

تانيا : و أنا أيضاً أحب أوس ...

لتنظر الفتاتان لبعضهما و يقوما بإحتضان بعضهما البعض و هما يتمنيان أن يكون القادم أفصل لهما .
 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

#يتبع

بقلم
SilverAngel