-->

الفصل الثامن - شهاب قاتم


 




الفصل الثامن

 


"شهاب.. ده إيه الصدفة الحلوة دي" ابتسمت له بينما غاب هو ليتفقد تفاصيلها أكثر من المعتاد!

بنطالها الأسود الضيق الذي لأول مرة يستطيع استكشاف منحنيات جسدها وقوامها من خلاله، بياض جسدها الرائق الذي ظهر من ذلك القميص الرياضي الخالي من الأكمام، شعرها الطويل الذي تدلى بصخب وهي تخلله بين أصابعها في أنوثة للحظة تجمد مكانه ونسى ما آتى ليفعله بل وما عرفه عنها..

ينظر إليها ليجدها ليست مثل بقية النساء، جمالها الفطري الذي لن ينكره دون وضع مساحيق ولا حتى اكساب جسدها تلك السُمرة التي تتهافت الآن النساء عليها ولا حتى ترتدي ملابس مبهرة ولا مثيرة، جعلته بمنتهى تلك البساطة يحدق بها أكثر من اللازم!

"شهاب!" فهمت بسرعة ما يقصده من تلك النظرة لتناديه بخشونة تظاهرت بها بينما آتت لهجتها زاجرة 

"نعم"

"فينك مُختفي بقالك كام يوم؟" ابتسمت إليه بعدما لاحظت أنه كف عن تلك النظرات التي تتفحص جسدها بجرأة 

"مشغول" نظر لها بنصف إبتسامة وهناك شعاعاً يصدر من داكنتيه اللامعتان كمن يتسلى بشيء ما

"آه.. ربنا معاك، بس والله صدفة حلوة.. تعالى بقى أعرفك على صاحبتي هبة بما إنك هنا" أخبرته لتتركه وتبدأ في السير ظانة أنه يسير خلفها ولكنها لاحظت عدم إتباعه إياها لتلتفت إليه لتجده يتفحص جسدها مجدداً 

"مش هاتيجي اعرفك عليها ولا إيه؟" نظرت له بإستفسار بينما حدق بعينيها لبرهة ثم أومأ لها ولم تدر ما تلك الملامح التي لا تستطيع قراءتها بسهولة ولكنها ستتبين ذلك آجلاً أم عاجلاً

توجهت في طريقها ليسير هو بجانبها وقد لاحظت بطرف عينيها نظراته الغريبة إليها ليزداد تعجبها واستغرابها وما إن وصلت أمام هبة حتى صاحت بها 

"أنتي كل ده لسه مخلصتيش، أنا جوعت اوي حرام عـ.." توقفت من تلقاء نفسها عندما رآت شهاب بجانبها 

"دي يا سيدي هبة، انتمتي اللي حكيتلك عنها" ابتسمت وهي تنظر إليه بينما نظرت هبة بوجوم لتنظر له هامسة اسمه 

"شهاب" همست في دهشة ليعقد شهاب حاجباه 

"إيه ده.. أنتو تعرفوا بعض؟" تحدثت سائلة في دهشة شديدة بينما تظاهرت بها ببراعة كما تظاهرت أنها لا تعلم حقيقة العلاقة بينهما..

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ 

"ملك الكون سرحان في إيه؟" قاطعت نورسين أفكاره ليلتفت إليها ناظراً بإبتسامة 

"وحشتيني يا نوري ومشاكل العيال بقت بتاخدني منك خلاص" أخبرها بشجن لتجلس هي على ساقيه وأحتضنته في حنان

"ما أنا جنبك أهو يا بدور فيه إيه بس اللي شاغل بالك؟" قابلت زرقاويتيها ثاقبتيه السوداويتين في شغف لم يتشاركه سواهما 

"هديل صعبانة عليا أوي، وأروى الدكاترة كلهم في الآخر بيقولوا إن اللي عندها ده صدمة نفسية وممكن تتطول، مش لاقين سبب للشلل غير كده، وهديل مش قادرة تستحمل منظر بنتها ومش راضية تسيب المستشفى وترجع البيت" اختتم جملته بتنهيدة في حُزن 

"بكرة هتكون كويسة إن شاء الله، متقلقش" 

"احنا نفسنا تتكلم، تقول أي حاجة، وبالرغم من كل اللي حصل إلا إني مش قادر استحمل فكرة إن فيه حد اغتصبها.. طب مين اللي ممكن يعمل كده؟؟ وليه؟!" انزعج من واقع تلك الكلمات التي كان من الصعب عليه مجرد النطق بها ليعقد حاجباه 

"بدر! كل حاجة هتكون كويسة" لمست باحدى أناملها عقدة حاجباه ثم أقتربت لتُقبل ملتقى حاجباه "بكرة تقول نوري قالتلك"

"نوري دي احلى حاجة في حياتي بجد، كنت أعمل إيه أنا لو مكونتش لقيتك" 

"كنت اتجوزت فارس" أخبرته في مزاح وأخرجت لسانها كالأطفال ليسود وجهه وتحول للغضب

"جرا إيه يا نورسين ما تتلمي!" 

"مش طالبة معاك نكد.. تعالى أنكشك بقى.."

"ما انتي عارفة المواضيع دي مفيهاش هزار، هتستعبطي ولا إيه؟" صاح بها غاضباً

"أموت أنا في غيرة بدورتي"

"أخفي الساعادي بقى بعد ما نرفزتيني كده" رمقها في غضب ليدفعها لتنهض هي ثم نظرت له مُضيقة زرقاويتيها 

"عموماً خلاص مش مهم.. كان فيه مشروع قلة أدب بما إن البيت فاضي علينا بس شكلك ملكش مزاج.. باي" ابتسمت له بدلال لينظر لها بثاقبتيه الغاضبتان لتلتفت فتابعها بعينيه ليراها تتبختر بمنتهى الدلال في هذا السروال القصير وتهز شعرها بمنتهى الثقة 

"أبو الحب على النسوان!! شورة هباب" تمتم متآففاً ليتبعها بخطوات سريعة ثم قربها إليه بعنف محاوطاً خصرها 

"مش كنت مضايق.. ده أنا سايباك تهدى" نظرت له ببراءة مصطنعة 

"على أساس باللي بتعمليه ده هيهديني مش كده" زادت عقدة حاجباه

"وهو أنا بس كنت عملت إيه؟" سألته بمنتهى البراءة الت استفزته 

"نورسين!" صاح بين أسنانه في زجر 

"مالك يا بدور يا حبيبي؟" رمقته بزرقاويتين متسعتين 

"ماشي! أنتي بقى اللي جبتيه لنفسك!" أقترب ليلتهم شفتاها بقسوة شديدة حتى جعلها تتذكر من كان عليه يوماً ما منذ سنوات عديدة لتعانقه هي في حنان وأخذت تُمرر يديها عليه حتى هدأت قٌبلته ثم فرقا القبلة ليلتقطا أنفاسهما 

"بنكشك يا بدورتي" همست له بدلال

"أنكشي اللي خلفوني كمان" همس أمام شفتيها لتتعلق هي بعنقه وتبادلا القبل ليسيرا سوياً متجهان لأقرب أريكة بمنزلهما..

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ 

"ليه يا فيروز بس، ليه عملتي كده؟" صاحت هبة بغضب ما إن استطاعتا أن تغادرا صالة الألعاب الرياضية

"كنت هاتصرف ازاي يعني، وبعدين قولتلك إني عايزة أقوله وأعرفه كل حاجة بصراحة لأنه ببساطة لو أكتشف ساعتها مش بعيد يأذيني ويأذيكوا" اجابتها بقليل من الإندفاع بمنتهى التلقائية

"كنتي اتصلتي وتقوليلي امشي، كنتي بعدتيه عني بدل ما تيجي وتعملي فيها متحدثة رسمية وتقوليله هبة انتيمتي!" ردت عليها بغضت لتنظر لها بدهشة "وبعدين هو بقى علشان الموضوع بيسليكي ومبسوطة وبيملى الفراغ اللي عندك اوي يبقى تدخليني أنا واهلي في لعبتك الساذجة دي" رفعت فيروز حاجبيها بمزيداً من الإندهاش وقد لاحظت هبة أنها تماديت ولكنها حاولت استجماع سيطرتها على كلماتها

"أنا عارفة إنك بتحبي تساعدي الناس، ومقدرة كل اللي بتمري بيه، بس ده ميدكيش الحق يا فيروز إنك تدخليني ما بينكم، ولا كان من حقك تعزميه على خطوبة اختك واخويا.. ولا من حقك تجبريني أعامله كويس بعد ما قضينا حياتنا في ايام زفت بسببه.. لو سمحتي أول وآخر مرة تعملي حاجة زي دي من غير ما تاخدي رأيي أو على الأقل نتفق، لكن أسلوبك ده أنا مش هاسمح بيه تاني" مجدداً ارتفعت نبرتها رغماً عنها وتملك منها الغضب 

"يا هبة اهدي أنا مكنتش اقصد اضايقـ"

"ولا اهدى ولا مهداش، أنا معنديش استعداد كل ما ماما تهدى من ناحية الزفت ده ترجع تاني لحالة هباب.. دي مش حياتك يا فيروز علشان تتحكمي فيها" نظرا لبعضهما البعض بنظرات صدمة وإندهاش فلا فيروز كانت تتوقع أبداً أن صديقة عمرها قد تخبرها بتلك الكلمات ولا هبة نفسها كانت تظن أنها ستغضب بهذا القدر 

"أنا بس عملت خاطر إنك صاحبتي قدامه ومردتش اسيبك وامشي وانتي معاه.. أنا دلوقتي ماشية.. سلام يا فيروز" أخبرتها بإقتضاب ثم غادرتها على الفور لتشعر فيروز مشاعر متضاربة بداخلها وتوجهت لأقرب كرسي وقعت عينتيها عليه لتجد نفسها بمقهى داخل النادي الرياضي ولا حتى تتذكر ذلك الحوار الذي دار بينها وبين النادل!

جلست لتراجع نفسها في كل ما فعلته، بم أخطأت؟ وكيف تستطيع هبة أن تكون بمثل هذه القسوة وهي توجه إليها تلك الكلمات؟! 

"إيه ده.. أنتو تعرفوا بعض؟" تحدثت سائلة في دهشة شديدة بينما تظاهرت بها ببراعة كما تظاهرت أنها لا تعلم حقيقة العلاقة بينهما..

"شهاب أخويا، أخويا من ماما يا فيروز اللي حكيتلك عنه قبل كده!" تحدثت بنبرة غير مرحبة لتتصنع فيروز الإبتسامة وقد بدأت بملاحظة توتر الأجواء بين شهاب وهبة وشرعا في حرب نظرات مدمرة فحاولت أن تهدأ قليلاً من ذلك الجو المشحون

"يا بنتي وسايباني دايخة وراه كل ده علشان المشروع اللي عايزة اعمله! ما كنتي قولتيلي وكنت اخدتك واسطة!" حاولت التحدث بمرح "يالا بقى فرصة هايلة اهي علشان تعزميه على خطوبة هاشم وفريدة" 

رمتها هبة بنظرة نارية امتلئت بغضب لم تره فيروز من قبل ثم عادت لترمق شهاب بنظرة غير مرحبة

"طبعاً.. أهلاً بيك في أي وقت، احنا عاملين قراية فاتحة بعد ما فريدة تخلص الكورس بتاعها أول شهر تسعة.. تنورنا" حدثته بإقتضاب ثم ابتعدت مسرعة بعينتيها عنه وإلي الآن شهاب لم يتحدث لتشعر فيروز بأن صديقتها ليست على ما يرام

"طيب معلش يا شهاب عطلتك.. كانت فرصة سعيدة.." ابتسمت له بلباقة بينما عادت هبة لتجلس مكانها ليومأ لها "بعد إذنك" أخبرته برسمية ثم أعطت هاتفها لصديقتها لتلتفت حيث كان شهاب فلم تجده 

أهي تعبث معه أم ماذا؟ أتلعب تلك المرأة دور مؤلفة القلوب؟ أحقاً كانت لا تعلم أنها أخته؟ أتظن أنه بالسذاجة والغباء حتى لا يفهم أن والدته هي من وضعتها بطريقه؟! 

لقد سبقته تلك المرة.. كان سيهاتفها مساء اليوم بعد أن يفرغ من أمر زوجة أبيه ليكشف أمامها خطأها ويعاقبها مثل بقية النساء لينتهي بها الأمر في نفس صندوق النفايات الذي يُلقي سائر نسائه به.. 

آتت بمنتهى التلقائية لتخبره أنها على علم بوالدته وكذلك أخيه وأخته.. ابتسم بتهكم! هو حتى لا يعرف وجوههما إن رآهما.. لو كان رآى هبة اليوم لما كان تعرف عليها.. يذكر أنه لمحها هي وأخيها سريعاً يوم عزاء والده ولكن ذلك اليوم كان من أسوأ الأيام التي مرت عليه بحياته ولم يحفظ ملامحهما جيداً..

هدأت وتيرة قدماه وهو يعدو على جهاز السير المتحرك ثم شعر بعدم رغبته للمواصلة اليوم فالكثير من الأفكار تحوم بعقله وعليه أن ينتهي منها بأي شكل كان! كما أنه شعر بالجوع الشديد!

توقف ذاهبا ليستحم ويُغير ملابسه ولم يتوقف عن التفكير بتلك المرأة ولا بملامحها ولا قوامها الذي لم يلحظه بوضوح سوى اليوم!! يريد أن يفعل بها هي الأخرى مثل ما يفعل مع كل النساء.. سيواجهها بتلك الحيلة الساذجة التي ظنت أنه انخدع بها! ووقتها لن تستطيع الإفلات من أسفل يده، عليه أكثر أن يكون أكثر قوة معها وعليه أن يعلم كيف يستميلها إليه، إن لم تكن الليلة فغداً أو بعد غد على الأكثر!

لا يُصدق أنها حتى لم تكترث لسؤاله عن أمر ذلك المشروع الخيري الذي تحججت به منذ البداية، غبية، أظنت أنه لم يلاحظ!

أنهى استحمامه وتوجه ليرتدي ملابسه ثم أمسك بحقيبته وتوجه للخارج وأخذ يجوب بعينيه ما إن كانتا بالأنحاء ولم يجد لهما أثراً بالصالة الرياضية فخرج ونظر جيداً ليجد فيروز جالسة بمفردها فاقترب قليلاً حتى يرى ما تفعله ليجدها تبكي في شرود وصمت تام! 

عقد حاجباه وهو لم يعد يدري ما طبيعة تلك المرأة، أهي صادقة؟! لا بالطبع لا توجد إمرأة صادقة! أهناك ما حدث حتى يدفعها للبكاء بمثل هذه الطريقة؟! وجدها تحدق بتلك العيون التي حملت مزيجاً من اللون العسلي واللون الأصفر بداكنتيه بتعجب ليُدرك أنه بمنتهى الغباء قد ذهب نحوها حتى أقترب منها لهذه الدرجة!

"فيه حاجة يا شهاب؟" ابتسمت له بلباقة وجدية ليجد نفسه واقع بورطة، لن يخبرها مثلاً أنه آتى ليرى لماذا تبكي، ولا لأنه لاحظ مظهرها الحزين.. وقتها ستظن أنه تملك تأثيراً به، خصوصاً بعد عدم سؤالها على تطور المشروع الخيري وتلك الشخصية الواثقة التي تحاول التحلي بها طوال الوقت.. سيكون لطيفاً ولكن مع ما يتماشى مع طريقته التي يخدع بها النساء

"شهاب" نادته لتنبهه أنه واقفاً بجوارها يتبادل النظرات معها دون حديث

"كنت جاي اتغدا ولقيتك صدفة.. ممكن أقعد معاكي؟" ابتسم لها دون أن يبالغ بإبتسامته 

"طبعاً.. أتفضل" اجابته برأس شاردة تماماً فيما حدث منذ قليل 

جلس وهو لا يشيح بداكنتيه من على ملامحها ولا عينيها بينما وجدت نفسها تشرد بكل ما حدث مرة أخرى لتشعر بشعور الإحباط والفشل، ربما هي لا تستطيع أن تعالجه ولا حتى تكسب ثقته، كان تحمسها لمحاولة الخروج من حالة الحداد التي تملكت منها عندما رحل زوجها، ربما هبة محقة!! ربما عليها أن تترك الأمر برمته وتبتعد عنه تماماً..

بدأ يكره ذلك الشعور بالتحديق إليها أكثر من اللازم ليزجر نفسه ثم حمحم وعاد إلي أرض الواقع ليتحدث إليها بنبرة غريبة لم تسمعها منه من قبل

"مقولتليش يعني إنك تعرفي اختي" 

"نعم؟" انتشلها من تفكيرها العميق بدأ في الشعور بالإنزعاج، أحقاً لم تسمعه أم تتظاهر بأنها لا تكترث لما يتحدث به؟

"مقولتليش إنك تعرفي أختي!" أخبرها مجدداً بنبرة جافة 

"أنا حقيقي مكونتش أعرف إنك أخوها غير النهاردة، وقولتلك واحنا مع بعض في العربية إن انتمتي اسمها هبة، أنا قولتلك بمنتهى البساطة مع إني لما سألتك عن اخواتك قولت إنك معندكش اخوات!" 

ضيقت عينيها وحدثته بصرامة شديدة لتنظر نحوه بمنتهى الثقة والحزم ولقد طفح الكيل ولن تستمر في تلك اللعبة التافهة أكثر من ذلك، إذا أرادها كأخصائية نفسية فيا أهلاً ومرحباً، وإذا كان لا يريد إذن ستنهي هذا السخافة الآن!

"جاي تسألني وتبصيلي إني كدابة مثلاً وأنت اللي كدبت عليا من الأول" حدثته بمزيداً من الصرامة ليرسم هو ابتسامة متعجبة على شفتاه لتعلم أنه يعود إلي الكذب مرة أخرى 

"أنا مشوفتش هبة في حياتي غير مرة وهي صغيرة اوي كانت لسه مولودة ومرة شوفتها يوم عزا والدي ومكونتش مركز ساعتها، وهمّ فعلاً مش أخواتي، همّ بس اخواتي من والدتي" هذه المرة أجابها بصدق لتبتسم هي في سخرية ثم اندفعت في الحديث

"طيب بص، أنا ماليش دعوة بعلاقتك معاهم، ولا كنت أعرف، ولو على المشروع خلاص مش مهم وسـ"

"بمناسبة المشروع" قاطعها بنبرة واثقة بعد أن لاحظ عصبيتها وكذلك قرأ بسلاسة لغة جسدها التي أخبرته أنها أوشكت على الرحيل 

"أنا خلصت التصميم وكنت هاقولك لو حابة تشوفيه.. يناسبك النهاردة على الساعة سبعة؟" نظر لها بهدوء ووجدت فيروز نفسها تتريث لا تدري لماذا ثم هزت رأسها في إنكار وكادت أن تخبره بأنها لا تريد الإستمرار في هذا الأمر ولكن صدح هاتفها بالرنين لتجيب بسرعة ما إن رآت اسم المتصل

"عرفت حاجة؟" اجابت الهاتف بلهفة ليتعجب شهاب أكثر ثم رآى تلك اللهفة تتلاشى ليحل محلها ملامح حزينة 

"أنا الحمد لله تمام.. أنت عامل إيه؟" ازداد تعجبه ليعرف هوية المتصل 

"لا لسه.. شوية كده وهابقى أنزل الشغل تاني.. تمام.. سلملي على كل اللي عندك! شكراً إنك سألت عليا.. إن شاء الله.. سلام!" 

أنهت المكالمة في حزن، فمعاذ أكثر من يذكرونها بماهر حيث كان زميله، هو الوحيد الذي ينقل لها كل الأخبار حول مقتل زوجها وما إن وجدوا القاتل أم لا.. تنهدت وهي لا تدري لماذا اليوم تشعر بإحباط شديد ووتيرته تتعالى ويبدو وكأنه لن ينتهي أبداً..

"مين ده اللي كنتي بتكلميه؟" سألها ليلعن نفسه على غباءه ليعقد قبضته في غيظ 

"معلش بس يمكن مش واخدة بالي.. أنت دخلك إيه؟" رفعت حاجبيها في تعجب واجابته سائلة ليبتسم هو ابتسامة ساحرة ليتدارك سؤاله الغبي الذي تفلت من بين شفتاه منذ قليل 

"مش قولنا هنكون اصحاب؟" عاد لتلك اللعبة السخيفة 

"اصحاب!" تمتمت وابتسمت في سخرية ثم نظرت إليه بجدية "احنا استحالة نكون اصحاب.. أنت واحد شكلك بتخبي حاجات كتير.. مش صريح.. غريب جداً في طريقة التعامل بتاعتك.. ولو حابب تسمع تشخيص مبدأي ممكن أقولك.. عشر سنين دراسة وخمسة ممارسة واتربيت على إيد دكتور نفسي ليه اسمه وسمعته وعلمني كتير فهقدر أساعدك.. ممكن يكون بينا علاقة شغل، علاقة مريض واللي بتعالجه، أو إنك اخو صاحبتي.. لكن أكتر من كده ولو حتى أصحاب.. استحالة!" 

نظر إليها يتفحصها بإستغراب وعقد حاجباه وهو ينظر لملامحها ليرى أنها بدأت أن تتأفف من نظرته المطولة وفجأة شرع في الضحك بقهقهة مستفزة..

"أنا مش فاهم مالك عصبية أوي كده ليه النهاردة.. فين فيروز الهادية اللي بتضحك الطيبة اللي بتساعد الناس!" أخبرها بين ضحكته

"شهاب، متلفش وتدور في الكلام، أنا لسه منستش حوار الساعة على فكرة" لن تدع له الفرصة ليُكمل في كذبه وخداعه ولم تعد تتحمل التعامل معه أو ربما مشاعرها المتأججة بسبب ما سمعته من هبة منذ قليل لا تزال تسيطر عليها

"تمام تمام" لهث وهو يهدأ من ضحكته "يعني انتي شايفاني مجنون ومحتاج اتعالج؟" أزعجها سؤاله أكثر لتزفر وتقلب عيناها في نفاذ صبر 

"مش كل واحد بيقعد مع اخصائي نفسي بيبقى مجنون، وإلا قتالين القتلة اللي سجنوهم بصعوبة وأذكى ناس سرقت أماكن يستحيل سرقتها مكانوش جابولهم أخصائي نفسي.. مش علشان حد عنده خلل نفسي يبقى مجنون" 

نظر لها بعينتين لا تزالان تحملا أثر الضحك وحاول السيطرة على ضحكته ولكنه لم يستطع ليستفزها ذلك أكثر لتهز رأسها في عدم تحمل ونهضت لتخرج أموال من حقيبتها لتدفع ثمن ذلك المشروب الذي لم تشربه لتجده يقبض على يدها

"خلاص خلاص أنا آسف" أوقفها لتنظر هي له نظرة نارية زاجرة 

"شيل ايدك" أخبرته بأنفاس متعالية ونظرة غاضبة ليحدق بعينتيها أكثر من اللازم "هامسح بكرامتك الأرض لو مشلتش إيدك، ومظنش منظرك هيبقى كويس وسط الناس دي كلها" حذرته مرة اخرى ليبتسم بسخرية ثم ابعد يده وتجاهل كلماتها مؤقتاً!

"شوفي النهاردة الساعة سابعة لو يناسبك، هبعتلك العنوان! ابقي بلغيني لو جاية" عاد للتحدث بإقتضاب ليسرع ناهضاً ثم أخرج الأموال وتركها هو كما ترك فيروز وغادر لتتابعه بعينيها في تعجب 

"في ستين داهية" تمتمت خلفه ثم أمسكت بحقيبتها لتغادر هي الأخرى..

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ 

سارت بحذاءها ذو الكعب العال لتطرق به على الأرض خلف عمرو لتستعد لعشاء العمل معه هو ووفد قادم ليناقش معه عقد عمل جديد أن يقوم بالإستيراد منهم الكيماويات والمواد الخاصة بصناعة الأدوية!

لوهلة لمحت عمرو أمامها وهي تتمنى بينها وبين نفسها ما إن تزوجت رجل مثله، هي لا تكترث به هو نفسه ولكنها تريد هذا الترف الذي يعيش به هؤلاء الأثرياء..

من السهل عليها أن تقوم بعلاقات غير مشروعة، وكذلك من السهل عليها أيضاً الحصول على العديد من الأموال ولكن هذا ليس ما تريده..

تريد رجل رائع، يفتنها بذكائه، رجل يجعلها تثق به ثقة عمياء، رجل يعترف لها بعشقه إياها، ذو نفوذ، ذو مستوى اجتماعي لا يقل عن عمرو صفوت وأصدقائه، وقتها مهما كان هو ستتزوجه على الفور..

أحياناً ودت بينها وبين نفسها أن لو كان عمرو رجل مثل ما تتمناه، فهو يعرفها منذ سنوات وثقته بها عمياء، ولكن علاقاته المتعددة التي لا تنتهي وخيانته لزوجته التي تراها بعينيها وتسكت هي عليها يجعلاه في نظرها مجرد مراهق تافه لا يليق ليُطلق عليه رجل من الأساس! 

فبعد تلك السنوات لم يكن أمامها إلا أن تصادق عمرو وتمثل لها الثقة العمياء في عمله حتى أصبح يعتمد عليها هي أكثر من أي أحد في الحياة، حتى نزواته تتستر عليها أمام الجميع وأصبحت كاتمة أسراره الوحيدة!

جابت بعينيها قاعة الطعام في هذا الفندق الضخم لتلاحظ رجلاً يبدو عليه الجاذبية الشديدة جالساً مع إمرأة ورجلان آخران بينما احتدت النظرات بين جميعهم لينهض الرجلان وغادرا لتبقى المرأة مع الرجل وحدهما وابتسم ذلك الرجل لتحدق به أكثر وافتتنت به 

"ده شهاب الدمنهوري.. متحاوليش" همس عمرو لها لتنظر هي إليه 

"أنا مكنتش ببص أصلاً أنا سرحت" أخبرته بإبتسامة 

"لا أنا بقولك بس" قلب شفتاه دون إكتراث

"وإيه شهاب الدمنهوري ده كمان؟" سألته لترمق شهاب وأعادت نظرها إلي عمرو لتستمع منه إلي إجابة سؤاله..

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ 

"مش بذمتك كده احسن من غيرهم؟" ابتسم إليها بمكر شديد لتنظر هي له بتعالي ولم تكن سوى نظرتها الوحيدة منذ أن آتت اليوم 

"أظن أنت مشيت المحامي علشان نتكلم براحتنا.. ممكن أفهم عايز تتكلم في إيه بالظبط؟" زفرت في تآفف ليقرأ الخبث بعينيها 

"عادي.. بكلم مرات أبويا وبطمن عليها، مش مرات أبويا برضو؟" رسم ملامح الإستغراب الساخرة على وجهه 

"الله يرحمه، وأظن من حقي أنا وابني الورث، ولا أنت شايف إيه؟" زمت شفتاها في نفاذ صبر

"قوليلي بقى أبو يوسف عامل إيه؟ بخير مش كده؟" نظر لها بإهتمام زيفه لتعقد حاجبيها 

"مظنش إن بابي ليه دخـ"

"بابي!! لا برافو.. همّ بتوع الحواري بيقولوا بابا برضو؟" قاطعها ونظر لها بإندهاش رافعاً حاجباه لتتغير نظرتها إليه 

"أنت عايز إيه بالظبط؟" ضيقت عينتيها ناظرة له 

"ممم.. مش عارف.. أنتي عايزة الورث مش كده؟" سألها لتزفر هي في تآفف 

"مظنش جيت النهاردة علشان حاجة تانية" 

"طيب أنا هديكي الورث وفوقه بوسة كمان يا ستي.. ده أنتي في مقام والدتي" ابتسم بسخرية ثم نهض وأخرج أموال كثيرة وألقاها على المائدة أمامها "بس لمّا يجيلي مزاج!" أطلق ضحكة بخفوت وهو يتسلى قليلاً

"لا بقولك إيه، أنا ممكن أرفع قضية و.."

"وتجيبي حقك أنا عارف" أكمل بدلاً منها بنبرة هادئة مستفزة "بس نصيحة مني وأنا برضو زي ابنك، بلاش، علشان هتزعلي أوي.. ويالا كفاية عليكي كده عشان مش فاضيلك.. ولما يجيلي مزاجي هابقى اكلمك، وسلميلي بقا على أبو يوسف كتير هو وأهل الحتة"

 رمقها بإستهزاء ليتوجه للخارج بينما تابعته في غيظ وهي غير مصدقة لما فعله لتشعر بالغضب الشديد ثم نهضت وبداخلها قررت أنها سترفع القضية وليحدث ما يحدث..

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ 

"خلاص بقى يا ستي أنا آسفة.. متعمليش تقيلة بقى.. اتزفت وغلطت وعرفت غلطي وأنا زودتها بصراحة" تحدثت هبة في ندم ولكن بقليل من المزاح 

"ماشي.. هعتبر إني مسمعتش حاجة"  اخبرتها بإقتضاب

"ما انتي كنتي شايفة يا فيروز ماما كانت عاملة ازاي بعد ما راحتله العزا.. ده طردنا يا بنتي، عايزاني يوم ما اشوفه اخده بالحضن؟"

"بس يا هبة متوقعتش منك انتي بالذات إنك تعامليه بالطريقة دي و"

"والله فاهمة" قاطعتها بإندفاع "أنا عارفة إني أكتر واحدة ممكن تساعدك بس مقدرتش، لما افتكرت يوم عزا باباه ولما افتكرت قد ايه ماما عانت بسببه مقدرتش، نسيت كل اللي درسته وكل العيانين اللي عالجتهم واتصرفت باللي حاسة بيه وبس، يعني انتي مثلاً مش ساعات بتنسي كل حاجة وبتتصرفي بطبيعتك؟ مثلاً زي ما عملتي النهاردة.. اهو ده نفس اللي حصلي"

"طيب خلاص يا هبة حصل خير"

"يا ستي حقك عليا وأوعدك لو قابلته تاني هحاول أعامله احسن"

"ده لو بقى" أخبرتها بسخرية

"ومالك بنقوليها كده ليه؟"

"علشان كنت مضايقة وطلعت زرابيني عليه، واداني أصلاً معاد الساعة سبعة وبعتلي لوكيشن علشان أروح أشوف التصميم اللي عمله وأنا طنشته بيني وبينك"

"أنتي هبلة يا بنتي، ده أنتي ما بتصدقوا تتقابلوا، لسه فيه نص ساعة، كلميه والبسي وروحي" 

"وبرضو مش واثقة فيه، ده باعتلي اللوكيشن في مكان كومباوند.. مش شركته مثلاً"

"هو أنا اول واحدة كنت رافضة الموضوع كله على بعضه، بس ما دام دبيتي فيه بقى تدبي صح.. إيه أقصى حاجة هيعملها، هيتحرش بيكي مثلاً.. هتديله بوكسين على حركتين هو هع طاخ طش من بتوعك هيفرفر فيها" ضحكت فيروز لتلك المؤثرات الصوتية التي أضافتها هبة

"انتي شايفة كده؟"

"أنا مش شايفة، انتي بتحكيلي علشان أقولك قومي روحي، مكنوش كلمتين اللي هزوكي، ربنا ياخده اللي كان السبب"

"يا حيوانة بعد الشر!" زجرتها فيروز 

"طيب قومي يالا وطمنيني عليكي أول بأول"

"حاضر"

"بقولك.. أنا هاكلمك كل شوية علشان اطمن إنك لسه سليمة، وابقي اتحججي بترتيبات الخطوبة وكده، ولو قلقت هاكلم الراجل اللي ادتيني رقمه"

"ملهوش لزوم تشغليه، أنا مش هاطول إن شاء الله"

"ماشي.. يالا مش هاعطلك.. باي"

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ 

استند على سيارته على احدى الطرق السريعة واضعاً يداه بجيبيه، لا يستطيع استيعاب ما يحدث حوله، لماذا ذهب والده وتزوج من فتاة دون المستوى بتلك الطريقة؟ هذا إن كانت فتاة! ألم ير أنها كانت تستغله وكل ما تريده هي الأموال؟! 

وما بال تلك المرأة التي تتظاهر بأنها منزهة عن جميع الشبهات.. وكأنها ملاك يرفرف بجناحيه وعلى الجميع مشاهدتها في انبهار، هي المخلصة لزوجها، التي تساعد الناس بأكملهم، تريد منه أن يتحدث إليها!! تلك المرأة تجعله يحتار.. لا يدري من أين عليه البدء معها..

إمرأة مثل زوجة ابيه لن تتردد لحظة لو أخبرها أنه سيُعطي لها الأموال لو ضاجعها بضع مرات ومتأكد أن إمرأة مثلها لن تمانع، إنما فيروز! كادت تقتله اليوم بنظرات عينيها الشرسة عندما أقترب منها.. ماذا تريد إذن؟

وجد نفسه يقارن بين زوجة أبيه وبين فيروز، لقد مات زوج كل واحدة منهما ولكن هناك فرق شاسع.. إمرأة تريد المزيد من الأموال بالرغم من أن شهاب قد تأكد أن والده ترك لها ما يكفي، وأخرى تريد مشروع خيري حتى يُصبح وقف على روح زوجها!

تستمر في نفي كل شك وارتياب يتسلل إلي عقله، كلما أقترب من لمس حقيقتها ورغبتها في معرفته تلاشى هذا السبب.. 

هي لا تريده لأموال، ولا تستعرض أنوثتها، ولا تريده لغرض شهرة أو طلبت منه حتى التواجد في أماكن يستطيع الجميع أن يشيروا إليها وهي معه فقط لمعرفتهم بشهاب، واليوم كادت أن ترفض أمر المشروع برمته! كما أنها مشت بمنتهى الثقة لتعرفه على صديقتها، أخته!! 

هذا أمر آخر، ربما هي مجرد خدعة ليجد نفسه أمام والدته بالنهاية، اليوم اخته، غداً اخيه، الأسبوع القادم والدته، كما التقى بزوجة ابيه اليوم أيضاً.. ينقص حازم وينصب نفسه كبير العائلة الممزقة بين رجل وإمرأتان!

لوى شفتاه في آسى على تلك الدوامة التي لا تنتهي، لماذا كلما ظن أنه قد وصل لكل ما أراد يجد نفسه أمام عائقاً جديداً؟

زفر عاقداً حاجباه وهز ساقه التي تعاكس الأخرى وهو لا يزال واقفاً ليتذكر فيروز مجدداً ثم تفقد الوقت وهي لم تتصل إلي الآن! لماذا بدت اليوم بتلك الطريقة؟ ولماذا كادت أن تذهب بلا رجعة؟ لقد قرأ كل هذا بسهولة في عينيها.. لقد جن عقله من كثرة التفكير في تلك المرأة.. فلتذهب إلي الجحيم هو لا يكترث!!

ولكنه لا يزال لا يجد إجابات، سرقة الساعة، تلك القصة التي قصتها على الفتاة الصغيرة، مساعدتها لذلك الرجل، إنهيارها أمام ملابس زوجها، مصادقتها لهبة اخته، حديثها عن تلك الترهات عن الأخصائي النفسي والأمراض النفسية، ولماذا يحدق بها أكثر من أي إمرأة أخرى؟ لماذا لا يجد خلفها شيئاً يدينها؟ أهناك إمرأة على وجه الأرض مثلها؟! يكفي تلك النظرات التي قد تخيف رجال، بل إنها أول مرة استطاعت أن تتغلب عليه فقط لإمساكه بذراعها.. أفشل أمام تلك المرأة حقاً؟

تفكيره جعله يغضب تجاه نفسه ليركل الأرض ثم توجه ليدلف سيارته وشرع في القبادة والحقد يتملكه ويسيطر عليه من تلك المرأة التي كادت أن تدفعه للجنون وضرب المقود أمامه في عصبية من مجرد فكرة أن هناك إمرأة استطاعت أن تستحوذ على تفكيره بعد غادة..

فقط حتى يعرف ما وراءها.. وبعدها ستكون في صندوق النفايات مثل كل إمرأة سبقتها ولن.. قاطع أفكاره اهتزاز الهاتف ظناً منه أنه المحامي بينما وجد فيروز تتصل به ليحاول التحكم في أعصابه ثم اجاب..

"آلو"

"معلش لو هتأخر بس أنا قدامي تلت ساعة وأوصل المكان اللي بعتهولي" أخبرته بنبرة جادة ولكن بنفس الوقت حدثته بوقار 

"تمام.. مفيش مشكلة" 

"أوك.. سلام" أنهت المكالمة لتزفر في توتر ثم أرسلت إلي هبة رسالة قصيرة تخبرها أنها في الطريق إلي ذلك المكان ثم أطفأت شاشة الهاتف..

سبحت أفكارها أن هذا اللقاء عليها أن تكون حذرة، رسمية، وعليها أن تكسب المزيد من ثقته.. يجب أن تحاول بشتى الطرق حتى لو أستخدمت كل ما تملك من حياة شخصية أو بخبرات سابقة أو دراسة معه.. عليها أن تنهي هذا اللقاء بإكتساب ثقته، ستوافق على أي شيء قد تستطيع إستغلاله..

ستكون صديقته، ستكون معالجته، ستفعل أي شيء ولكنها لن تنهزم أمام مراوغته  وكذبه وخداعه البارع.. 

زفرت نفساً عميقاً وهي تخرج النقود من حقيبتها لتعطيخا للسائق ثم ترجلت خارج السيارة لتجد نفسها تقف أمام منزل ذو تصميم رائع وحديقته الخارجية ضخمة ولكن هناك رواق يقصل الحديقة فنظرت لتتبين أن هناك باباً لتسير نحوه وهي تحاول أن تستجمع ثقتها ثم أخرجت هاتفها لتتحدث به بعد أن لاحظت كاميرات المراقبة وكأنما تتحدث بعفوية ثم امتدت يدها إلي الجرس وانتظرت إلي أن يجيب احداهما..

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ 


#يتبع