-->

الفصل الثاني - مملكة الذئاب Black


الفصل الثانى 


إنتهى ساب من تناول طعامه سريعا مودعا والدته وإخوته ذاهبا إلى عمله...... وفى طريقه إلتقى ب 

سام صديقه الذى كان ذاهبه له لرؤيته...... بعدما أخبرته شقيقته ماريا أنها إلتقت ب ساب بالصدفه وأنه يريد رؤيته.... وأكمل معه الطريق إلى ورشه الحداده الخاصه به وبوالده... 


سام بإشتياق فهو لم يرى صديقه لما يقارب الشهر وأكثر :كيف حالك يارجل؟!.... لم أراك منذ زمن؟!... لم أصدق حين أخبرتنى ماريا أمس أنها قد رأتك صدفه....لهذا قررت أن أراك حين يأتى الصباح.... 


إبتسام ساب له بود قائلا : أعتذر منك يا صديقى...

ف هذا خطائى....ولكنى كنت مشغول بالاعمال المتراكمه التى أقوم بها وحدى......كما أنك تعلم جورج لا يقوم بتقديم أدنى مساعده..... فهو لايفعل شئ سوى الجلوس وإلقاء الأوامر فقط.... 


سام بتنهيده حزينه على حال صديقه الأحب إلى قلبه :أعلم يا صديقى أعلم... فمن منا لا يعلم طباع السيد جورج....ثم قام بتغيير حديثه متسائلا...متى سترحل مرة أخرى؟!...


أجابه ساب بهدوء وهو يسير جواره بخطوات بطيئه: لن أرحل فقد إنتهيت من هذا العمل.... فقد كانت أخر رحله لى بالإسبوع المنصرم..... لأننى قد أرسلت لهم الطلبيه الأخيره من الأدوات الزراعيه التى إحتاجوها.

كما أن جورج ساعدنى بهذا الأمر....ظهر التعجب على وجهه سام وكأنه يسأله أحقا ما تقوله... فأومأ له ساب مبتسما وهو يقول: أقسم لك.... كما أن التعجب تملكنى كما تمللك الأن.... حين وافق على هذا العمل.... 


فسأله سام مستفسرا: وكيف حدثت هذه المعجزه؟!... أجابه ساب بهدوء: هذا لا يحتاج للتفكير فعلها من أجل الأموال التى أتفق بها مع القائد...والذى وافق على ما طلبه جورج من أموال دون مجادلته... وحقا ما جعلنى أتمم هذا العمل له..... هو إحترام الرجل ونبله الذى لا يوجد بغيره من قاده الجيوش.... كما لا أستطيع أن أشكك بإبداع جورج بهذا العمل.... لقد قام بتصميم مجسم .... أقل ما يقال عنها أن من صنعها رجلا يتقن عمله بمهاره....


فسأله سام متعجبا: مجسم من أجل ماذا؟!... 

أجابه ساب شارحا: لتساعد رجال القائد برى الأراضى التى يملكها بدون مشقه.... فعاد سام سائلا إياه: وهل هذا القائد من طلب منه صنعه؟!... نفى ساب برأسه وهو يقول: بل جورج من إقترح عليه الأمر.... وليس هذا فقط.... بل قام برسم المجسم أمام القائد ببراعه شديده.... ليشرح له الأمر الذى لم يفكر به القائد مرتان.... ووافق على تنفيذ ما رسمه جورج.... الذى أخذ أموالا جيده خلال يومين فقط.... وقد كانت أموالا أكثر من الأموال التى أخذتها أنا مقابل عملا لمده شهر..... أنهى ساب حديثه بإبتسامه.... ثم تنهد شاردا وهو يقول بخفوت: حقا هذا هو الشئ الوحيد الجيد الذى يستطيع جورج فعله بحياته.... وما دون ذلك فهو سوء محض.... 


أنهى ساب حديثه وظل شاردا بعالم بعيد عن الواقع الذى هو جزء منه..... فقام سام بإعادته لأرض الواقع حين تحدث وكأنه قد تذكر شئ ما فقال: الديك شئ هام تقوم به بعطله هذا الاسبوع!!..... 


نظر له ساب بإهتمام :لا أعلم فقد يطرأ لى عملا ما... لماذا هل تحتاجنى بشئ ما؟!... 

أومأ سام برأسه وعيونه قد إلتمعت وهناك إبتسامه واسعه إرتسمت على وجهه الرجولى الوسيم :أجل هناك حفل سيقام بباحه القصر الملكى... سيذهب له الجميع حيث الإحتفال الملكى والشراب المجانى.... والأهم من كل هذا هو وجود النساء الجميلات بهذا الحفل... 


نظر إليه ساب رافعا إحدى حاجبيه بسخريه يخبره بنظراته أحقا هذا هو الامر الهام.... 


فتنهد سام وقال: أعلم أنت تفضل مجالسه أشيائك المعدنيه على مجالسه النساء.... ولكن أنظر يا رجل جميعهم يحبونك وينجذبون إليك.... ولا أدرى كيف يحدث هذا.... سواء من تعرفك منهن ومن لم تعرفك يكفى أن تتحدث لهن فقط فتسلب لبهن بإبتسامتك... اللعنه على هذا... ستأتى أليس كذلك؟!... أنهى حديثه بمشاكسه ساب... 


إبتسم ساب على حديث صديقه قائلا ببساطه:ليس ذنبى أن هناك نساء أشبه بالعلكه يا رجل.... ولكن هناك شئ أريد التحدث معك بشأنه.... بما أنك من قمت بفتح هذا الموضوع معى.... لأننى لا أريد أن يتحدث عنك أحد بالسوء الذى لن أتقبل سماعه بشأنك...... نظر له سام متسألا عما يريد ساب 

التحدث بشأنه.... فتنهد ساب مكملا..... لقد كثر الحديث عن كثرة جلوسك مع النساء سيئات السمعه سام...... كاد سام يجيبه إلا أن ساب أوقفه قائلا: أتركنى أكمل حديثى سام.... أنت تعلم أننى لا أحب أن يتدخل أحدا بشؤونى الخاصه..... لهذا لا أتدخل بشؤون الأخرين... ولكن حين يمس هذا الشئ سمعتك...... فواجبى كصديقك أن أقوم بنصيحتك... لهذا يجب أن تتوقف عن هذا سام... ف أنت تمتلك قلبا جيدا.... فلا تقوم بتقبيح هذا الشئ بأفعالك هذه.... 


نظر له سام ولم يجبه.... فتحدث ساب بثبات: لماذا تنظر لى هكذا.... وكأننى أحدثك عن شئ لا تفعله سام...... فرد عليه سام بحده: أنت تعلم لما أنظر لك بهذه الطريقه ساب..... لأننى أعلم أنها من أخبرتك بهذا الشئ..... ولكن فلتخبرنى أولا.... هل هى من أتت أليك لتشتكى من الصغير سام...... الذى لم يعد يطيعها أم أنك من ذهبت إليها؟!.... 


غلف وجه ساب البرود الشديد..... وقد توقف كلاهما عن السير وأصبح كلا منهم ينظر للأخر الأن.... تحدث ساب ببرود وثبات.... لأنه يعلم أن سام لا يصلح معه سوى هذا الإسلوب...... خاصه بهذه الأمور... قائلا: وهل يهمك كثيرا كيف إلتقينا؟!...... أم يهمك أكثر ما دار بيننا من حديث؟!..... 


أجابه سام بذات الحده والإنفعال: كلاهما ساب واللعنه أريد أن أعرف كلاهما..... ألن تتوقف هذه ال...إلا أنه توقف حين رأى عينى ساب تحذره عن إكمال حديثه....... إلا أنه عاد قائلا.. لقد أخبرتها مرارا ألا تتدخل بما لا يعنيها...... ولكنى أظن أنها قد أصيبت بالخرف مبكرا......حتى لا تفعل ما أقوله لها.... ولكنى أعرف كيف أجعلها تتوقف عن هذا...... فقد ظنت أنها بكل مرة ستأتيك لتشتكى لك أفعالى...حتى توقفنى أنت عن فعلها..... ف أنا لم أعد طفلا.... أنهى حديثه بغضب وحده.... 


هنا إقترب منه ساب وهو يرفع وجهه نظرا لفارق الطول بينهم...... حتى أصبح كلاهما ينظر للأخر بتقارب..... وقال بغضب: أنها والدتك أليس كذلك؟!... ولكن فكر فقط..... مجرد التفكير بالإقتراب منها والمساس بها....عندها لا تلومن إلا نفسك بما سأفعله أنا بك..... كما إن أردت أن تراك ك رجل.... فقم بما يفعله الرجال حتى تراك رجلا...... وإجابة لسؤالك أنا من ذهبت إلى منزلك لأراك فلم تكن هناك أنذاك..... وحين سألتها عن مكانك..... أخبرتنى أنك مع أحد النساء سيئات السمعه....... كما أنك تعلم كيف تراك لهذا لا تقم بالإلتواء معى فى الحديث.... ها أنا قد قمت بالرد على أسألتك سيد سام..... فأخبرنى ماذا أنت فاعلا..... 


إبتعد عنه سام وهو يلعن بصوتا هامس سمعه ساب جيدا...... يعلم سام أن ساب لن يتركه إلا عندما يخبره بعدم عودته لهذا الأماكن..... فحاول تهدأت أعصابه وأخذ أنفاسه بهدوء حتى يزول غضبه.... فقال ساب ببرود وعيناه مسلطه عليه: لم تخبرنى بعد ما الذى ستفعله سيد سام؟!..... 


نظر له سام بزاويه عيناه قائلا ببرود هو الأخر: واللعنه ما الذى تريده منى؟!...... قلت لا تقترب منها فها أنا لن أفعل...... ماذا تريد غير هذا؟!.... رده جعل ساب يرفع إحدى حاجبيه... وعيناه الحاده لم تبتعد عنه..... وهو يقول ببرود: أنت تعلم ما الذى أريده سام..... كما أنك تعلم أننى لن أتحرك خطوه من هنا قبل أن أقوم بأخذ ما أريد..... 


مسح سام على وجهه وعاد ينظر ل ساب قائلا: حسنا لن أقترب لهؤلاء النساء مرة أخرى..... قال ساب ببرود: هذا لا يكفى أريد وعدا بهذا.... حتى إذا قمت بمخالفته أقم أنا بقتلك حينها..... 


إبتسم سام متذكرا أول مره قال له ساب هذه الجمله لهذا أجابه قائلا: أعدك يا صديقى أننى لن أذهب إلى هناك مرة أخرى.... هل شعرت بالراحه الأن.... هنا بادله ساب إبتسامته قائلا: أجل.... هذا جيد.... وعادوا للسير مره أخرى.... 


أعاد سام سؤاله مرة أخرى قائلا:أنتظر أنت لم تخبرنى بعد هل ستظل هنا لتحضر الإحتفال أم لا؟!... 

أجابه ساب قائلا: لاا لن أستطيع....ف أنا ساسافر الى المقاطعه بنهايه هذا الاسبوع...


سام وقد حزن من عدم قدوم ساب معه قائلا :ما بالك يا رجل أراك تذهب لهذا العجوز بإستمرار..... 

لن يضر إذا تغيبت عنه هذه المره فقط... أعلم أنك ستقول أنه أخر ما تبقى من عائلتك ولكن...


قاطعه ساب متنهدا وقال: ها أنت تعلم ما سأقوله لهذا لا تطل الحديث بهذا الأمر.... كما أننى لا أستيطع أن ينقضى شهرا ولا أذهب لرؤيته... ف أنا أحب هذا العجوز.... كماأحب لسانه السليط كذلك ...


كان سام مازال متحيرا من هذا الأمر.....منذ معرفته ب ساب..... وهو يعلم أن ساب ليس إبن جورج....ف جورج لا ينجب سوى الفتيات..... كما لا يعرف لماذا يترك شخص عاقل طفل لدى شخص ك جورج.. ليس هذا فقط... بل وينسبه له كولده.... 


عاد سام من شروده وظل يحدث ساب عما سمعه بشأن الإحتفال.... إلى أن وصلوا امام ورشه الحداده فقال له ساب بإبتسامه: كان عرضك لحضور الحفل مغرى.... ولكن لمن يحب الإحتفال.... لهذا أراك مساء يااصديقى.... فأنت تعلم جورج وطول لسانه حين أتأخر على العمل.... 


أومأ له ساام وهو يرى ساب يتجه لورشته.... وهو يفكر كيف ل شخص ك ساب مازال متواجد مع شخص ك جورج إلى يومنا هذا.... من المؤكد أن هناك أمورا خفيه خلف هذا الأمر...... ف ساب رجل يستطيع الأعتماد على نفسه...... فرغم صغر سنه إلا أن له شهرته بصناعه الأسلحه...كما أنه رجلا بما للكلمه من معنى...... وصديق وفى.... يساعد كل من يحتاج إليه.... فهو مختلف عن جورج المتسلط والمحب للمال.... كما أن أسلوبه فظ مع الجميع دون إستثناء.... 


ولكن أكثر ما يتعجب له ى تلك الهاله من الغموض التى تحيط ب ساب فلا أحد يعرف من هو وهل حقا إسمه ساب؟!... وكيف آتى وأستقر مع جورج؟!... كل هذه أشياء لا يعلمها عن ساب رغم أنه صديقه.. ولكنه لا يهتم بكل هذه الأمور... فهو يكتفى بما يعرفه عنه... كما أنه يحبه فهو صديقه المفضل... وعاد أدراجه وهو يتذكر ما حدث لهم فى أول لقاء بينهم.... 


"فلاش باك"


حين كان هو فى الخامسة عشر من عمره... وقام بعض الصبيا الاكبر منه عمرا بضربه كالعاده لكثرتهم...ولم يساعده أحد من أصدقائه..... خوفا من أن يصيبهم ما يصيبه من ألم.... ولكن فجأء تغير كل شئ.... حين قام صبى فى ال12 من عمره.... بأخذ قطعه خشبيه كبيره بيده..... وكانت أكبر منه حجما إلا أنه قام بالتلويح بها حتى يبتعدوا عن سام.. الذى أصيب بكدمات متفرقه بجسده..... كما تمزقت ملابسه بسبب جذبهم له....وبالفعل إبتعدوا عن سام حتى لا يصيبهم هذا الصبى الذى تدل ملامحه على الشراسه..

كان هؤلاء الصبيا متنمرون.... وكانوا يقومون بمضايقه سام..... لأنه قام بضرب أحدهم فتجمع هو وأصدقائه ضده... وكلما التقوا به يضربونه..... ومن يومها أصبح ساب وسام أصداقاء إلى يومنا هذا.... 


"إنتهاء الفلاش باك"


رحل سام ودخل ساب الى ورشته لإستكمال عمل الأمس... من يراه من الخارج يظن أنه منهمك بعمله... هو بالفعل منهمك.... ولكن ليس بسبب عمله وإنما بسبب تفكيره...حيث يدور بعقله الكثير والكثير من الأساله التى لا يوجد لها إجابه....كل هذا بسبب خوفه على أليس.... كان أكبر هذه المخاوف أن تكون أليس نسخه أخرى عن أمه؟!.... وهو لن يسمح بحدوث هذا ولا أن يحدث لأطفالها ما حدث لهم بالماضى.... فهو من ستقف لهم بالمرصاد ....


أرد ساب الإنتهاء من عمله مبكرا... حتى يذهب لذلك الفتى وينهى معه هذا الأمر سريعا.... حتى لا يطول الأمر وتتخطى أليس حدودها مرة أخرى.... وبالفعل إنهى ساب عمله..... وذهب إلى تلك الحانه التى أشار له جورج.... أن الفتى الذى تحبه أليس يتردد عليها كثيرا.... 


وحين وضع قدميه بالحانه دارت عيناه بالمكان... إلى أن توقفت على عراك قائم بين رجل ضخم البنيه وأخر فى مثل سنه... ليس بالضعيف ولا بالقوى أيضا....وأنفه يسيل دما وهناك العديد من الكدمات المتفرقه بوجه.... عكس الضخم الذى يواجهه فلم يصيبه شئ.... ولكنه لم يطل النظر.... وإستدار ذاهبا ليجلس على أحد الطاولات البعيده عن التجمهر القائم حول من يتعاركان.... ثم طلب مياه وحين أتاه الرجل بها.... سأله ساب عن فتى يدعى مارلين يتردد على هذه الحانه كثيرا....فأشار الرجل إلى الفتى الذى يتم ضربه بقوة على يد الرجل الضخم.... وقال له: أن هذا هو مارلين الذى يبحث عنه... 


نقل ساب نظره للفتى الذى أشار عليه الرجل... وظل يشاهد ما يحدث ببرود لبعض الوقت.... إلا أن تأكد 

أن الفتى لم يعد يحتمل لكمه أخرى من هذا الرجل الضخم...... فقام بتدليلك رقبته...... وهو يتنهد لما سيلقاه به من متاعب لأجل إنقاظ هذا الفتى...

وتقدم بخطوات هادئه تجاههم إلى أن أصبح أمامهم.... ثم حاول أن يتدخل حتى ينهى هذا العراك.. 


قام ساب بالصفير بصوت مرتفع حتى يجذب إليه نظر الضخم الذى يمسك بتلابيب مارلين..... ويكيل له اللكمات حتى أصبح وجهه مليئ بالدماء وبالفعل لفت إنتباه لهذا قال ساب : حسنا الى هنا ويكفى أيها الشجاع..... أعتقد أنك قد فعلت به ما أردت...... حيث لم يعد يملك مكان سليم بوجهه لتقوم بلكمه.... لهذا أبعد يدك عنه وأتركه يرحل... 


نظر له الرجل الضخم بعبوس.... وهو مازال يمسك بملابس مارلين ويجذبه إليه.... ومارلين لا يقوى 

على فتح عيناه من شده تلقى اللكمات.....ثم قال بغلظه :وما شئنك أنت أيها المتطفل أبتعد حتى لا تصبح مكانه....


نظر له ساب ببروده القاتل ولكنه قال لنفسه: حسنا لقد حذرته هو من يريد ذلك... لهذا ضير من إستخدم بعض القوه إن كان الكلام لا يجدى نفعا.... ثم قام برد فعل سريع حيث كان يهم الضخم بضرب الفتى مرة أخرى.... حين ظن أن ساب قد خشى من تحذيره.... 


حدث كل شئ بدقيقه واحد...حيث صدح صوت كسر قنينه المشروب على راس الرجل الضخم بقوة....

فأصابته بالدور كما أصيب رأسه... إلتفت وقال بصوت غاضب ولكن مهزوز بسبب ألم رأسه: من اللعين الذى تجراء وفعل ذلك... فإبتعد الجميع عن ساب وأشارو إليه.... 


فنظر له ساب بإبتسامه زمجه وقال: بما أننى الوحيد الذى أمرك بأن تبتعد عنه ولم تفعل....فمن المؤكد أنه أنا من فعلها...لم أكن أعلم أنك صاحب عقلا سميك يا رجل.... 


تقدم الرجل تجاه ساب خطوه واحده فقط ولم يتقدم غيرها..... حيث أن ساب لم يعطه فرصه حين قام بإعطائه ركله قويه بإحدى قدميه..... مما جعل إتزانه يختل إلا أنه أستطاع الثبات بأخر لحظه..... وهو يستند بيده على إحدى الطاولات جواره حتى 

لا يسقط أرضا...لكن ساب لم يكن قد إنتهى بعد.... فقد ختمها بإمساك أحد الأكواب المصنوعه من المعدن الصلب التى يتم الشرب فيها... ولكم بها 

فك الرجل الذى أمامه...... مما جعل هذا الجبل الضخم يسقط أرضا فاقدا لوعيه... مسببا صوتا قوى بسبب ضخامه جسده من قوه الضربات التى تلقاها... 

كل هذا حدث بدقائق معدوده.... مما جعل من حوله ينظرون له بزهول من سرعته.... و كيف لفتى ضعيف البنيه لا يصل لكتف الرجل.... أن يقوم بضربه بهذه السهوله... 


حين إنتهى ساب وتأكد أن الرجل لن يقوم مرة أخرى... نظر للفتى الغارق بدمائه الذى مازال فى صدمه مما رائه....ولا يعلم ما الذى حدث...فقد كاد يموت على يد هذا الرجل منذ لحظات ولكن هذا لم يحدث.... كاد يشكر ساب لأنه قدم له المساعده.... إلا أن ساب أخذه ليخرج به من هذا المستنقع...


لم يعلم ساب إلى أين يأخد هذا الفتى بجروحه هذه التى تملئ وجهه وجسده... وظل يفكر إذا أخذه للبيت سيقتله جورج حين يراه بالمنزل.... وإذا أخذه للورشه سيراه جورج وسيقتله أيضا لأنه يعرف... 


وفى خوض كل تلك الافكار أتى سام فى فكره...فغير مصاره الى بيت سام وتمنى أن يجده حتى يساعده فى علاج هذا المختل الذى إختارته أليس لتحبه... 

والذى يظهر على شكله أنه كثيرا ما يتعرض للضرب والتنمر..... وفكر أنه كان يبحث عنه ليرهبه حتى يحمى شقيقته من بطشه مستقبلا....ولكن وجده هو من يحتاج للحمايه..... واللعنه يحتاج لحمايه من أليس نفسها فهى حين تغضب تشبه المختلين...

وتعجب كيف وقعت أخته بحبه؟!... ولكن بداخله يتوعد لها لم أوقعته به هذه الشيطانه الصغيره.... فبسببها كاد يقتل رجلا... لأجل شخصا لا يعرف هل هو يستحق الضرب أم لا.... 


كل هذا وساب يسحب مارلين خلفه.... دون أن يوجه له أى تفسير لسحبه خلفه بهذه الطريقه.... إلا أن مارلين كان يتبعه خوفا من أن يقوم بضربه كما فعل مع رجل الحانه...... وصل ساب عند بيت سام وتحدث مع مارلين لأول مرة قائلا: أنتظر هنا ريثما أعود لك بالمساعده...وحين هم بالرحيل أمسكه مارلين من يده سائلا إياه بتعجب: من أنت؟!...ولما ساعدتنى ومازالت تريد مساعدتى؟!... 


نظر له ساب وقال: ليس الان.... سأخبرك لاحقا...الاهم أن يتم شفائك ثم نتحدث بعدها... ورحل دون ان يعطه فرصه لإستجوابه... وبالفعل انتظره مارلين فلا يوجد لديه حلا غير هذا..... فهو لا يستطيع التحرك بمفرده لهذا جلس مكانه...... فهو لم يعد لديه القدره على التحرك.... كما أنه لا يملك ماؤى حتى يذهب إليه أو أحد يساعده كما يساعده هذا الغريب...


لم يغب ساب حيث وجد سام بالفعل.... وأخبره بإختصار أنه يريد مساعدته لعلاج شخصا ما.... لم يتاخر سام فى الاستجابه لصديقه... واخد معه ما قد يحتاجه لمساعده هذا الشخص..... الذى تحدث عنه ساب بإيجاز... ف سام يعلم كم أن ساب يحب مساعده الاخرين لذلك لم يسال كثيرا وذهبوا لمساعدته... كما أن سام لديه أدوات لعلاج المرضى فهو يعمل مع أحد الحكماء..... لهذا له درايه بعلاج المصابين.....حين وصل سام وساب للفتى وجدوا مارلين جالس أرضا.... نظر سام وجد أن جروح هذا الفتى كثيره... ويحتاج الى الراحه كما يحتاج الى اشياء اخرى حتى يستطيع علاجه...


وحينها قال سام ل ساب : أعتقد أنه من الافضل أن نجد له مكان ليستريح فيه... الى أن أذهب وآتى بما يحتاجه.... فأنا لم أكن أظن أنه سيحتاج للكثير من الأشياء... 


نظر ساب لهذا الفتى بثبات وقال : أخبرنى أين بيتك فلنذهب إليه.... نظر له الفتى وقال بإرهاق :لا استطيع الذهاب هكذا سيقوم مالك البيت بطردى.... كما أننى لم أدفع له أمواله... وسيستغل مرضى ليقوم بطردى نهائيا من بيته... 


تنهد ساب ونظر ل سام ففهم سام ما يريده ساب فقال بأسف: أعتذر منك ساب ولكن أنت تعلم أن أمى لن تسمح بدخوله بل وقد تقوم بقتلنا ثلاثتنا.... 


فقال ساب بهدوء: أعلم ولهذا أعتقد أنه لا يوجد حل سوى ورشه الحداده... أومأ له سام وأتفق أن يلتقوا هناك بعد أن يأتى بما يحتاجه لعلاج جروح الفتى الذى معه.... بعد وصوله الى الورشه وفى إنتظارهم ل سام ....تحدث الفتى قائل : انا ادعى مارلين ...


نظر له ساب بطرف عينه وقال: أعلم من أنت... تعجب مارلين من معرفه هذا الغريب له ...وهم بسؤاله من أين يعرفه ؟!.... إلا أن دخول سام منعه من إكمال سؤاله.... بعد إنتهاء سام من عمله غفى مارلين من تعبه وإجهاده..... 


تحدث سام حين لاحظ ذهاب مارلين بسبات عميق : ياترى ماذا سيفعل والدك حين يرى هذا الفتى هنا صباحا.... ووجه نظر ل ساب منتظر اجابته... 


أجابه ساب وهو شارد فى ما سيحدث بعد ذلك : أعتقد سيقتله.... ختم حديثه بإبتسامه هازئه.... تعجب سام من هدوء ساب فقال: لا أظنه يصل الى هذا الحد من الجنون يارجل.... 


قال ساب بهدوء وكأنه يخبره عن طعامه المفضل : بلى سيفعل.... لأن من يمكث أمامك هو حبيب اليس الذى يريد جورج قتله.....أتسعت حدقتى سام وهو ينظر ل مارلين النائم أمامهم...ولعن بصوت مرتفع وقال: اللعنه يا رجل أجننت....ولم ساعدته وأتيت به الى هنا.... أتريد أن يقتله والدك بالفعل؟!... 


قال ساب بهدوء بعد أن أعاد بصره لذلك النائم : لا لن يقتله.... أعلم كيف أقنعه بتركه دون قتله كما سيسمح له بالعمل هنا..... أنهى حديثه وهو ينظر ل سام بثبات... 


تعجب سام ولكنه لم يكثر من أسألته.... لأنه يعلم أنه إذا سأله فلن يصل الى شئ.... ما لم يتحدث ساب عن هذا إذا هو لا يريد التحدث.... بعد إنتهائهم قام كلاهما ليعود كلا منهم لمنزله...وتركوا مارلين بداخل الورشه بعد أن أغلقوا عليه المكان.... 


وحين وصل ساب للمنزل وجد جورج مازال مستيقظ فإستغل هذا وقال له ببرود :جورج أريدك بأمر هام...

فقال له جورج بإستفهام: ماذا تريد....أجابه ساب بثبات وهو ينظر له: ساعقد معك صفقه كما أعلم أنك ستوافقك.... إرتفع حاجب جورج من ثقه ساب وقال : وما هى تلك الصفقه التى ساوافق عليها..... 


رد ساب بذات البرود وهو يجلس أمامه : ستترك مارلين يعمل معى بالورشه....فسأله جورج مستفسرا: ومن هذا ال مارلين الذى تتحدث عنه !!...


قال ساب بوجه الجوكر خاصته: أنه حبيب أليس... و

تغير لون وجهه جورج حين تذكر هذا الفتى... وإلتمعت عيناه بالغضب وكاد يتحدث.... إلا أن ساب إستكمل حديثه قائلا: ولأنها صفقه كما قلت لك أنت ستصمت مقابل عمل مارلين فى الورشه....وأنا ساقوم بالإنضمام للحدادين بقصر الملك لصناعه الاسلحه.... كما كنت تريد منى سابقا.... فما هو قولك!!.... 


تعجب جورج داخله لموافقة ساب....حيث أنه أرهق من كثره ترجيه لموافقته على هذا العمل المربح..... ولكن ساب لم يكن يقبل لكونه يفضل العمل الحر على إتباع أوامر أحدهم... ولكنها فرصه له وسيكون من الغباء رفضها.... حيث إن أليس ستظل مع هذا الحقير سواء وافق هو أو لم يوافق.... كما أن ساب سيقدم لها المساعدة بشتى الطرق.... لهذا لم لا يقبل بعرض ساب... فإبتسما إبتسامه واسعه بوجهه ساب الذى علم بموافقته مسبقا.... فهو يعلم حب جورج للمال اكثر من نفسه.... 


فقال جورج وهو يقوم بعبوس مصطنع... حتى لا يشعر ساب أنه يهتم بعرضه أكثر من فتياته وحبه لهم كما يقول ساب دائما : أتركنى أفكر ليومين ومن ثم سأعطيك ردى.... 


تضايق ساب لانه يعلم ما يفكر به جورج لهذا قال بحده: أعلم ما تحاول الوصل إليه جورج.... ولكن جوابك ساخذه إما الان أوأبدا.... وأنا وأنت نعلم أنك ترقص داخلك فرحنا لقبولى هذا...فأرجوك لا تشعرنى انك غير هذا..... خاتما كلامه بسخريه لازعه عالمه أنه قد فعلها...


فقال جورج دون أن يفكر مرتين: حسنا موافق سأرسل لهم غدا موافقتنا على العمل..... لدى الملك وأعدك لن تندم على هذا... 


❈-❈-❈






وهنا حيث الكثير من الخدم داخل القصر الملكى يعملون كخليه النحل... فكل منهم يعلم ما الذى يجب القيام به لإنهاء عمله فى الوقت المحدد... حتى تكون الساحه الاماميه للقصر جاهزه وقت الاحتفال... حيث وصل عدد من الامراء لإقتراب موعد الحفل... فقد كان بعد أياما معدوده... 


وصل ديفيد والفين الى وجهتهم فى الوقت المحدد وذهبوا مباشره الى صاله الحكم....حتى يخبرو الملك بالمستجدات حول تجهيزات الجيش..... ولكن عند دخولهم لساحه القصر.... وجدوا الحراس الواقفين بالخارج مرتعبين..... فوقف ديفيد أمام أحد الحرس وسأله مستفسرا : ماذا الذى يحدث بالداخل؟!.... 


أجاب الحارس برهبه وخوف : سيدى إن الملك غاضب منذ الصباح...... وقد سمعنا أصوات لتكسير داخل قاعه الحكم..... 


فسأله ديفيد متعجبا: ولما هذا؟!... فأجابه الحارس قائلا: منذ قدوم السيده هيلد إلى هنا صباح هذا اليوم..... والملك فى حاله مزاجيه متقلبه ويصب غضبه على الجميع..... 


نظر كلا من ديفيد والفين الى بعضهم البعض....

ثم إستكملوا طريق للدخول لقاعه العرش....فقال

ألفين بخفوت : يوما شاق.... 


أجابه ديفيد بسخريه : واللعنه إنه كذلك.. خاصه حين سمعوا صوت الملك الغاضب قبل دخولهم للقاعه..... والذى يخشى الجميع إغضابه... تقابلوا مع ماكس الذى كان خارجا من القاعه.... والذى طلما كان يتحكم بالأمور بعقلانيه كما يقول ديفيد... 


وحين رائهم ماكس قال مع تقطيب حواجبه علامه على ضيقه :حمدالله على قدومكم.... فأنا لم يعد لى طاقه على تحمل عواصفه وحدى بعد الان.... وكأنما كل مايحدث من إضطرابات داخل الدوله لا تكفينا... حتى تأتى تلك الافعى وتنشر سمها...فتجعله يخرج عن طوره منذ الصباح....


تكلم الفين بهدوئه المعتاد:وما الذى أتى بها الى هنا بعد ما حدث... ألا يكفيها ما قامت به... أم أنها تريد أن ترى عواقب إغضابه... 


ماكس بحده : لقد أتت متبجحه مع أحد الأمراء الذين سيحضرون حفل هذا الاسبوع لكونها رفيقته.... على أن هذا سيشعر الملك بالغضب... ولم تعرف أن رؤيته لها هو ما يغضبه.... 


ديفيد بإبتسامه هازئه :ما الذى يحدث... ألم يقل أنه قد محاها من عالمه ولم يعد يريد تواجدها بحياته فلم الغضب إذا... أم أنه مازال يحبها....اللعنه على هذا....فإن كان يريدها فلياخذها رغما عنها لما يتعب روحه هكذا..... 


نظر له كل من ماكس والفين نظرة هل يعى عقلك ما يقوله لسانك.... الذى سيوقعك بشر أعمالك.... ماكس بسخريه :حقا أنت مازالت غبى كما كنت... أتظن أنه سينظر الى بضائع مستهلاكه أيها الغبى...


ألفين وهو يضيق عينه على ديفيد :أراهنك على مئه عمله ذهبيه.... على أنه لن يستطيع قول كلمه واحده من هذا الكلام أمامه ....


نظر لهم ديفيد نظرة قاتله...ف لم يحتمل كلا من الفين وماكس نظرات ديفيد القاتله لهم وضحكا بخفوت حتى لا يلفتوا أنظار من حولهم.... متوجهين جميعا لقاعه العرش.... 


يتبع