-->

الفصل الخامس - مملكة الذئاب Black

 


الفصل الخامس


حل الصباح على ذلك القابع فى مكانه يعمل منذ أمس.... كما أنه إنتهى من أغلب الاعمال التى يقوم بها بالفعل... وفى هذا الوقت أتى مارلين ودخل متعجبا حين رأى ساب كما تركه......وأدرك أنه لم يرحل منذ أمس حتى يستريح...


فقال مارلين بصدمه : صباح الخير ساب وأكمل سائلا ساب فى محاوله منه لتأكيد ظنه: الم ترحل لبيتك مساء أمس ساب؟!... إلا أن سؤاله كان إقرار اكثر منه سؤال... 


فأجاب ساب بهدوء وبصوتا به بحه لعدم إستخدامه منذ رحيل جورج : أجل لم أرحل...ونظر له بطرف عيناه وهو يسأله: لماذا أهناك شئ ما قد حدث؟!..


أجاب مارلين نافيا : لا لم يحدث شئ... ولكن كيف ستواصل عمل اليوم وأنت لم تستريح منذ صباح الأمس؟!... كما أنه من المؤكد أن جسدك يأن ألما بسبب مواصلتك للعمل بهذه الطريقه....


قال ساب بإبتسامه بسيطه : قلت لك سابقا أننى إعدت على هذا كما أننى إسترحت لمده ساعتين قبل شروق الشمس لهذا لا تقلق...كما أننى لا أراه بالعمل الشاق بالنسبه لى.... لأننى أحب عملى وأحب أن أصنعه على أكمل وجه.... وهيا إلى العمل أيها المتحدث وكفانا كلام... وقم بتجهيز أكبر قدر من الحطب ﻷننا سنحتاج اليوم الكثير من النار... لهذا ضع المكونات التى علمتك وضعها بمكانها.... حتى إذا بدأنا بالعمل نأخذ منها ما نريد...حتى ننتهى من أعمالنا سريعا...


وبالفعل ظل كلاهما يعملان لوقت ليس بالقليل حيث إستكمل ساب ما فى يده ...ومارلين ذهب العديد من المرات إلى الغابه لجلب أكبر عدد من الخشب.... بعد أن جهز اﻷدوات واﻷشياء التى سيحتاجها ساب كما قام بتنظيف الادوات التى تم المستخدمه...


وفى خوض هذا أتى صاحب اﻷسلحه الذى إنتهى ساب من طلبه مساء أمس...والذى يتعامل مع ساب منذ مده لا بأس بها وأعطاه الطلبيه بأعدادها التى طلبها... وبعد أن رأى الرجل أن أسلحته جيده ككل مره يأخذها من ساب أعطاه المال بالمقابل.... وأعطاه مواصفات اﻷسلحه المطلوبه منه وأشكالها والعدد الذى يحتاجه... وأتفق معه على موعد التسليم الجديد.... 


بعد رحيل التاجر سأل ساب مارلين: ألم ترى جورج وأنت قادم.. نفى مارلين برأسه دليل على عدم رؤيته له.... فأكمل ساب بسخريه: حيث من الغريب أنه لم يأتى إﻻ اﻷن وهو يعلم أن اليوم معاد تسليم الطلبيه...


ثم قام بإخراج بعض النقود وأعطاها ل مارلين نظير عمله فى اليومين السابقين... وراء مارلين أن ساب أعطاه أكثر من ما يستحق... ولكنه تشكره حيث هو بحاجه ماسه لهذا المال كثيرا ...


وبداوا عملهم الجديد الذى طلبه منه التاجر.... حيث أن هذا التاجر يشترى من ساب الاسلحه... ويبيعها للطبقات النبيله.... ويأخد نسبه منها نظير توصيله للطلبات هذه.... وليس هو فقط بل يوجد كثيرون غيره يأتون ل ساب ليصنع لهم الأسلحه.. ويأخذونها ويقومون ببيعها بأسعار مرتفعه بممالك أخرى مجاوره لهم.... 


بدأت الشمس فى الزوال والعمل على أشده.... وقد تمكن التعب من مارلين... حيث أن المكان تنتشر به الحراره المرتفعه...كما أن كثره حركته أتعبت بدنه... 

ولكنه يرى ساب يعمل بكل خفيه وكأنما لم يدوام العمل منذ أمس ....ولا يظهر عليه إمارات التعب حتى أن ساب طلب منه أن يعود إلى الغابه...لجلب المزيد من الحطب حيث أوشك ما لديهم على الانتهاء ....


بعد رحيل مارلين دخل جورج وهو يضع يديه على رأسه حيث أصيب بالصداع الحاد ....نظير ل كثره شرابه أمس لهذا لم يأتى مبكرا اليوم...إلا أنه نظر فوجد ساب يعمل بهمه والنار على أشدها ومكان تخزين اﻷسلحه قل عما كان عليه أمس وبه بعض الأسلحه الجديده....إذا فقد أتى التاجر وأعطه المال بل وطلب منه طلبيه جديد.....فكر جورج بكل هذا فى وقت لا يتعدى السويعات.... بالطبع فهذا هو جورج عاشق للأموال.... فأزال يديه من راسه وقد زال تعبها فجاء...


وقال جورج دون أن يلقى تحيه الصباح حتى : بما أنك تعمل على شيئا أخر غير عمل الامس إذا فقد جاء الت....


لم يعطيه ساب الفرصه ل يكمل حديثه حيث يعلم ماذا سيقول... فأخرج كيس النقود ورماها أمامه وهو يكمل عمله دون النظر أو الرد عليه ....


التقطها جورج سريعا وقام بفتح الكيس بفرحه شديد وعد النقود... ولكن بعد إنتهائه نظر بعبوس إلى ساب الذى كان ينتظر أن يبدأ بالحديث.....


جورج بغضب : لقد كذب هذا التاجر المحتال فقد جلب مال أقل من الذى تم الاتفاق عليه ....


رد عليه بصوتا ظهر عليه الإرهاق جليا : ومن هذا الذى يستطيع أخذ قطعه نقود من أموال سيد جورج.... كما أن الرجل لم يفعل هذا... بل أنا من أخد بعض الأموال.... يا ترى هل لديك اعتراض على هذا...


قال جورج بإنزعاج خفى : لا فالتأخذ ما تريد فأنت من تعمل هنا... كما أننى كنت أظن أن التاجر قد أحتال علينا وأخد هو المال لهذا سألتك... 


إبتسم ساب بإستهزاء قائلا : أيدرك عقلك ما تنطقه شفتاك جورج ف الجميع يعلم أنك تموت مقابل بعض المال... وكما قلت إنك حريص كل الحرص على جعل الجميع يفكر الف مره قبل إنتقاص المال منك أنت خاصه أم نسيت....وهو يشير إلى حادثه حدثت منذ بضع سنوات...... حين إحتال عليهم أحدهم وأخذ نصف أموالهم ورحل... إلا أن جورج ظل يبحث عنه إلا أن وجده.... وأتى به أمام ورشتهم وقام بضربه إلى أن فقد الرجل وعيه....ولم يكتفى بهذا بل قام بتعليقه على باب ورشته.... حتى يرى الجميع نهايه كل من يحاول أن يحتال عليهم.... 


لم يرد عليه جورج وأكتفى بتغيير مجرى الحديث سألا عن ذاك المعدوم الذى يعمل معهم ... أجابه ساب ببرود أنه ذهب لجلب الخشب لإشعال النيران...


ثم تكرم جورج وقرر مساعده ساب بالعمل حتى ينتهوا من هذه الطلبيه التى يريدها صاحبها بعد غد ...


وبعد إنتهاء يوم شاق بالعمل ورحيل جورج لانه قد هلك من كثره الاعمال التى قام بها كما قال هو قبل رحيله.... وأى أعمال هذه يا رجل التى يقول عنها أنها أجهدته.... وهو لم يقم سوى بتحرك الحطب لإشعال النار والقاء الاوامر على كلما سنحت له الفرصه.... وباقى الاعمال يقوم بها ساب وحده وأنا اساعده بالقليل حيث يعطينى ما يصنع لاقوم بتبريده ...


حقا أكره هذا الرجل المنافق البغيض... كيف له أن يكون أبا ل ساب فشتان بين هذا وذاك !!...


هذا ما ظل يفكر به مارلين وهو ينظر ل ساب بعد رحيل جورج البغيض... كل هذه الاسأله ظهرت بوضوح على صفيحه وجهه مارلين والتى رأها ساب بسهوله... حيث لم يكن الاول وليس الاخير الذى يرى هذا التعبير على وجهه ....وهى إمارات الاستياء من تصرفات جورج ...ولكنه إعتاد هذا حتى أصبح وكأن الامر لا يعنيه ...


رفض مارلين ترك ساب وحده كأمس خوفا من أن يبقى ويستكمل العمل ...وأصر على أن يرحلوا سويا حيث أن بيت كلاهما من ذات الطريق....


وبالفعل رحل كلاهما معا ولكن أخبره ساب أنهم سيذهبون إلى مكان ما قبل إستكمال طريق العوده إلى منازلهم... فذهب معه مارلين كما أنه كان يساعده فى حمل العديد من أدوات الزراعه التى يستخدمها الفلاح لزراعه أرضه.... 


فإستكمل معه الطريق حتى ذهبوا الى حى مليئ بالبيوت المجاوره لبعضها البعض ...والتى تدل على بساطة أهلها الى أن توقفو أمام احد تلك البيوت ...


وطرق ساب الباب وظلوا منتظرين الى أن فتح الباب طفل فى العاشره تدل تعبير وجهه على أنه تم إجباره على فتح الباب حيث قال بغضب طفولى : ماذا ! من أنت ؟ وماذا تريد ؟ ..


نظر ساب للطفل رافعا إحدى حاجبيه بإبتسامه قائلا : أخبر جدك أن الحداد الصغير ينتظرك بالخارج ....


أومأ له الصغير وعاد إلى الداخل ل مناداة الجد....ومارلين ينظر الى ساب بتعجب وهو يردد ما قائله : الحداد الصغير حقا !!.... 


نظر ساب إليه وأتسعت إبتسامته قائلا : لن يخرج لمقابلتى الا إذا أخبرته بهذا ....


وبالفعل خرج رجل كبير بالسن بشعر ملائه الشيب ولكن بملامح محببه بإبتسامه مريحه للقلب قائلا : لم أصدق حين أخبرنى الصغير أنك هنا فقلت لابد لى أن أتاكد بنفسى إن كان صادقا أم لا ثم جزب ساب محتضنا إياه....


ثم أكمل العجوز بإبتسامته المريحه :تعال يا صغيرى الحداد فالتدخل أنت وصديقك هيا تفضلا ....


ولكن رفض ساب هذا مع إبتسامه هادئه وهو يقول : لن أستطيع أنت تعلم أن عملى يأخد منى جهدا كبير لذلك أريد العوده الى البيت سريعا... ولكن أردت أن أعطيك ما قد إتفقنا عليه أول أمس ...


ثم أمسك بالادوات التى معه والتى مع مارلين ووضعها أمام باب الرجل المسن ..


فدهش العجوز من كل تلك الأدوات قائلا : ولكن بهذه السرعه وبهذه الكميه أيضا... لم أكن أتخيل أنك ستنتهى منها سريعا هكذا يا صغير... ولانت ملامحه المريحه للاعصاب وهو يكمل: حقا أنت كما يقولون يا صغير وربت على وجنته....


نظر له ساب مع إرتفاع حاجبه قائلا بمشاكسه : ألا زلت صغير ألم أكبر حتى الان..


فإبتسم له العجوز قائلا : لا يا صغير.... فأنت ستظل ذلك الفتى الذى قدم المساعده لى وهو صبى لم يتخطى الخامسه عشر بعد...ثم أشار لجسده وأكمل كما أننى لا أرى إختلافا بك من وقتها حتى أدعوك بالرجل الكبير...لم تختفى إبتسامه ساب بسبب حديث العجوز بل كانت تتسع....لأنه يعلم كم أن هذا الرجل يحمل الكثير والكثير من الخير داخله...


أعاد العجوز عيناه للأدوات التى وضعها ساب تحت أقدامه ثم نظر ل ساب وقال بتسأل: ولكن ألا ترى أن هذا كثيرا جدا على ما إتفقنا عليه.. كما أنه لو رائها أباك الارعن فلن يصمت لك على هذا حقا ....


وهنا أتفق معه كلا من ساب ومارلين خاصه فيما يخص حب جورج للمال....


إلا أن ساب أجابه ضاحكا : وأنت تعلم أنه لا يهمنى ما قد يفعل كما أنه يخشى مواجهتى كما تعلم ...تنهد مكملا: إتركك منه وكما قلت لك سابقا إذا حدث وإحتجت شى بمقدورى فعله فأخبرنى فقط أو قم بإرسال أحد لى وأنا ساتى اليك... فكما أرى فقد أصبحت عجوز خرف لا تستطيع الحراك كثيرا.... 


ثم فر هاربا وهو يضحك ومعه مارلين ومازلوا يستمعون صوت العجوز وهو يسب ويلعن ساب ويخبره أنه ماازال فى ريعان شبابه ...


وهم فى طريقهم حيث أن البيت الذى يقطن به مارلين يبعد عن بيت ساب بقليل لذلك سار معه... ولكن هناك سؤال يحيره ويريد أن يسأله ل ساب ...ولكن رغم المده القصيره التى تعرف بها على ساب علم عنه الكثير وأهم ما عرفه أنه لا يحب أن يتدخل أحدهم بشؤنه الخاصه ...كما لا يحب كثره اﻷسأله لهذا صمت وهو يموت فضولا لمعرفه السبب لصناعه كل تلك الادوات الزراعيه ...ومن هيئه بيت العجوز البسيطه... أدرك أنه لا يعمل أحد من الفلاحين معه....


ولقد شعر بهذا ساب بأن مارلين يريد سؤاله....ولو لم يخبره ساب سبب ما قام به سيقع القابع بجواره صريع الموت... فقرر أن يشبع فضول الاخر...


فقال ساب ضاحكا بتسليه : هيا إسال ما لديك ف أنا أشعر أنك ستنفجر بعد قليل إن لم تعرف ما تريد؟!...


فقال مارلين سريعا وكأنه كان منتظر هذه اللحظه : حسنا لماذا صعنت هذه الادوات لهذا العجوز ؟...


نظر له ساب وقال بعد أن توقف عن السير وقرر مراوغته : ولم تريد أن تعلم أتريد مساعدته أنت أيضا أم فضولك هو ما يقتلك لمعرفه السر وراء اﻷدوات التى أعطينها إياه!!..


فقال مارلين وقد شعر أنه لن يخبره بما يريد معرفته... بل يريد مراواغته بالكلام فقط وهذا ما لا ترضاه نفسه الفضوله فقرر التلاعب بالكلام مثله ....


فقال مارلين : حسنا لن أنكر أنه ﻹشباع فضولى... كما أنك تعلم أننى سأسالك عن السبب حينما ذهبت معك ...ولو لم تكن تريد أنت إخبارى حين أسالك لما اخذتنى معك من البدايه ..أليس كذلك !!


فتبسم ساب وقال: حسنا ساخبرك بالسبب...


فقال مارلين وقد عادت الابتسامه لوجهه... كأنه طفل صغير حصل على ما يريد بعد يوم شاق: إذا فلتخبرنى بالسبب !!..


تنهد ساب وقال: منذ أسبوع مضى قام أحد ما بسرقه أحد العاملين ب أرض أحد كبار الفلاحين... والغريب أنه كان يضع أدواته مع باقى زملائه ولكن أدواته وحده من تم سرقتها...


هذا ما سمعت عن الامر من أحد الماره قررت أن أساعده ...فذهبت للعجوز إدورد لمعرفه القصه كامله منه حيث أن له علم بكل ما يحدث بذلك المكان وبالفعل صدق ظنى... حيث أخبرنى أن ذلك العامل قد تشاجر مع بعض العمال الذين تعدوا على صديق له فقام هذا العامل بمساعدت صديقه.... وقام بضربهم وكان نتيجه ذلك أنه فى صباح اليوم الثانى أختفاء أدواته وحده دون أدوات الباقيه ...وهذا يؤكد على أنهم السبب بهذا الحادث ..


وكل هذا ﻷنه ساعد صديقه فقط..وفى المقابل خسر أدواته...لهذا أخبرت إدورد العجوز أن يخبر العامل أننى سأتى له بغيرهم فى أقرب فرصه ويقوم هو بالتغيب عن العمل وكأنه مريض.... وهذا ما قام به العجوز إدورد بإخبراه لمالك الارض كذلك.... حيث إن له كلمته التى لا ترد حتى أنتهى من صناعه الادوات التى يريد...

وهذا ما حدث حيث إنتهيت من صنعهم ثم أتيت ﻷعطيها للعجوز حتى يرسلها الي العامل كما رايت أنت...


نظر له مارلين بتعجب ماذا سيكسب من فعله هذا ولكن طرء عليه سؤال أخر...


وهذا حين أرد ساب إستكمل الطريق بعد هذا الكم الكبير من الشرح...فحقا لقد هلك جسديا منذ أمس وهو لم ينم كما تكلم كثيرا خلال وقت قصير وهذا خلاف عادته....


ولكن نظر بجانبه وجد مارلين مازال مكانه يبتسم إبتسامه علم أنه يريد إستكمال الحديث بل ومعرفه المزيد ...


فأرتفع إحدى حواجبه ساب وكأنه يخبره ماذا الم تكتفى من الكلام بعد فنفخ الهواء الذى بصدره وكانه يعلم أن هذا المساء لن ينتهى كما لا يعلم لما يجيب على أسألته من اﻷساس فهو ليس من محبى شرح تصرفاته وأفعاله للأخرين ...ولكنه يحب صحبه هذا المارلين ...


فنظر ساب بتأفف ظاهرى وقال : هيا أخبرنى ماذا تريد أن تعرف بعد ولكن هذا أخر سؤال ولا تطمع بالمزيد ف أنا لن أجيبك على أكثر من هذا هيا ...


فإبتسم مارلين قائلا : حسنا لك هذا أنت قلت أنه عامل واحد فلا يحتاج لكل هذه الادوات التى صنعتها ف أنا كنت أعتقد أنك صنعتها ﻷحد كبار الفلاحين ليوزعها على عماله!!..


نظر له ساب ماازال حاجبه مرفوع وتنهد قائلا : لقد أخبرتك أن يقوم العجوز بإخبار العامل أن يظل ببيته لكونه مريض ...فى حين أننى سأصنع له المزيد حتى يقوم ببيعها بالسوق والاستفاده من مالها من أجل اﻷيام التى بقيها ببيته دون عمل .... ﻻن من المؤكد أن عائلته جوعه منذ تركه للعمل لمده يومين فلا عمل لديه غير هذا حتى يأتى لهم بالطعام .... وها قد إنتهينا من أسالتك الكثيره هيا بنا وكفانا كلاما حيث ظهر الإرهاق على تقاسيم وجهه....


نظر مارلين ل ساب بهدواء وقال: حسنا ...ولكن بداخله أكمل أنا كلما ظننت أننى عرفتك عنك الكثير أدركت ان مازال أمامى الكثير حتى أعرفه عنك ...


إبتسم ساب دون كلام فلقد ظن أن مارلين لن يكف عن الكلام ولكن حدث وصمت ... وأكملوا طريقهم بصمت محبب لكليهما ف ساب سكن قلبه وهداء بعد إرسال الأدوات للعامل ...وسكوت مارلين عن الكلام أيضا وهذا نادر الحدوث ....ومارلين ﻷنه تعرف على تلك الشخصيه غريبه التفكير فقد أحبه وشكرا حبيبته آليس على تلك المصادفه التى جعلته يلتقى بصديق طلما تمنى وجوده بحياته .....وظل كلا منهم بتفكيره الخاص حتى عاد كلا منهم الى بيته ....


عاد ساب مرهق من كثره ما لاقاه اليوم فى العمل... 

وعندما دخل البيت وجد أمه جالسه على إحدى الكراسى ونائمه.... من المؤكد أنها غفت عندما كانت تنتظره ككل يوم فتنهد ودخل وهو يحاول إيقاظها بهدواء... حتى لا يفزعها ولكى يساعدها لتذهب لغرفتها ...


ساب بصوت خفيض ومليئ بالحنان: أمى ..أمى هيا عزيزتى إستيقظى وإذهبى لفراشك فقد عدت للمنزل...


وبالفعل إستيقظت اﻷم قائلا : سابين حبيبتى لقد أتيتى أخيرا ..وهى تضع يدها على وجهه صغيرتها محتضنه إياها ...ساب لا يمانع أن تناديه بأى شئ فهى أمه الحبيبه الذى يحبها أكثر من كل شئ....كما أنها تحزن حين تناديها ب ساب ولهذا هى لا تحب أن تحزن أمها ولا تمانع أن تناديها أمها بما تريد ...


كما من أجلها فعلت كل ما مضى وسأفعل إن أردات كل شى من أجلها ... فهى رغم ضعفها وقله حيلتها وعدم قدرتها للدفاع عنا وعن نفسها أمام جورج الا أنها تحبها... بل إنها دائما مااترى بعينى أمها ذلك الانكسار منذ ان أخذت منها جبرا ولم تعد لها إﻻ وهى على تلك الشاكله التى أصبحت عليها...


فقال ساب ضاحك : أجل إنها أنا يا أغلى ما أملك هيا حتى أساعدك و أضعك بفراشك ...


ولكن إعترضت الام قائله: لا لن أفعل حتى أضع لكى الطعام... من المؤكد أنك لم تأكلى جيدا منذ أمس بالعمل هيا إذهبى وإغتسلى الى أن أحضر لكى الطعام ...


ولم تترك لها فرصه للرد حتى حيث تركتها بالفعل لتقوم بتجهيز الطعام... فأنصاعت لأوامر أمها حيث تعلم إن خالفتها ستأتى لها بالطعام فى غرفتها ولن تتركها الا أن تاكله كله.... لهذا صعدت وإغتسلت وعادت ثانيه فوجدت أمها تضع أخر صحن للطعام على الطاوله....


فجلس وشرع بالاكل فى حين تنظر له أمها بحنان كبير ..إلا أن تبدلت تعبير وجهه أمها إلا الغضب وكأنها تذكرت شئ ما ...فتبسم ساب لهذا فهذه هى عاده أمه حين تغضب من أحدهم وتنسى سبب غضبها... تتكلم معه بطبيعيه إلا أن تتذكر سبب غضبها ....فيعود غضبها ظاهر على صفحات وجهها ...وأكثر من تشبهها فى أخواتها بهذا ليلى حين تغضب تفعل كما تفعل أمى الان ....


فقال ساب بهدوء: يا ترى ماذا فعلت حتى تغضبى منى هكذا جميلتى متبسم بوجهها ...


فنفخت خديها كطفله بالعاشره قائله ومازالت إمارات الغضب ظاهره على وجهها : أمس لم تأتى الى البيت ولم تخبرينى ببقائك بالخارج حيث أننى قلقت عليكى كثيرا ... إلا أن أتى أباكى صباحا قائلا بسكر حين سألته عنكى أنكى ستظلين فى العمل ولن تاتى اليوم ...الم يكن يجب عليكى إخبارى قبلها فقد غاص قلبى رعب عليك وكنت سأتى إليكى ...


رفع ساب إحدى حاجبيه إعتراض على كلامها اﻷخير فلاحظت هى ذلك فصححت من كلامها مكمله إلا أنك لا تحبين قدومى الى هناك ....ولكن كنت سأضرب بكل هذا عرض الحائط فلا تكررى هذا مره أخرى حتى تخبرينى أفهمتى ثم أخذت نفسها بعد هذا الخطاب .. .


فإبتسم ساب وقال داخله لا أعلم كيف لملاك مثلك تتزوج بذلك الحقير المسمى بأبى ....


تنهد ساب قائلا : حقا أعتذر منك ولكنى أخبرت جورج أمس لكى يخبركى عن عدم قدومى... ولم يتبادر الى ذهنى أنه لن يعود الى المنزل الا صباحا حقا أعتذر...


لانت ملامح أمه فهى كما تغضب سريعا تغفر سريعا وقالت :لا باس ولكن لا تكرريها مره أخرى ف أنا أخاف عليكى ..ثم تنهدت مكمله كأنها تذكرت شئ ولكن بما انكى أتيتى إذا قد تم إغلاق الورشه إذا أين أباكى اﻵن ...


ضحك ساب قائلا : معه كيس مليئ بالمال يريد أن ينفقه على خمره... أعتقد أنه لن يأتى الليله فلا تنتظريه...


وقامت لتخلد للنوم فقد شبعت بحق فطعام أمها مازال أشهى طعام أكلته يوما...


فقالت أمها : لم أكن سأنتظره على كل حال أنا كنت أنتظرك أنتى.. هيا عزيزتى فالتذهبى الى النوم وقامت بتقبيلها ...


فكتوريا :نومها هنيئا سابيتى ..نظر لها ساب مع إبتسامه مشرقه وهى تصعد لغرفتها... حيث فى الماضى كانت أمها لم تكن تناديها إلا سابيتى التى سبيت قلبى حين رايتك أول مره لهذا أسمتها سابين...


وبالفعل دخلت إلى غرفتها وذهبت إلى سبات عميق... لم تستيقظ منه الا على صوت ضربات على كتفها ومن يديه صغيره فعلمت أنها ليلى الجميله... 


ولابد أنها غاضبه منها هى اﻷخره لكونها لم تأتها بفاكهتا المفضله أمس ولا اليوم الذى قبله .... فأدار وجهه للجهه المخالفه... وكأن الصغيره لم تقوم بهزها فزاد غضب الصغيره بالفعل.. وصعدت على السرير وبعد أن كانت تقف أمامه أصبحت فوقه... وظلت تأرجح فى جسد ساب وهو يريد الضحك لما تفعله أكل هذا الغضب من أجل فاكهه ...


فقالت الصغيره ليلى بعد أن تعبت : ساب فالتفتح عيناك أعلم أنك مستيقظ ثم أكملت بغضب طفولى هيا إستيقظ حتى لا أضاعف ما سأطلبه..


قام ساب وجلس قائلا : حسنا ها أنا قد أستيقظت ماذا تريد ليلى الجميله منى.. مقابل نسيانى للفاكه المفضله لديها ليومين فقط وشددت على أخر كلمتين وهى ترفع أحدى حاجبيها لتلك الصغيره ...


قالت الصغيره بعد تفكير : ستفعل لجميلتك أى شئ تريده اليس كذلك وقامت بلوى شفتيها كالجرو الصغير ورمشت بعينيها منتظره إجابته ...


فقال وهو يضيق عيناه على تلك الصغيره :حسنا لا تنظرى نحوى بهذه الطريقه ....


وبالفعل نجحت طريقه الصغيره ككل مره تقوس بها شفتيها فإبتسمت بإتساع ...وهذا مااتوجس منه ساب..


فقال ساب :اممم ويا ترى ماذا ستطلب تلك الجميله منى لكونى نسيت فاكهتها ولكن أطلبى شئ بقدورى فعله....


قفزت ليلى فرحه قائله : ستستطيع ستستطيع ..لقد علمت أنك ستذهب الى قصر الملك.. وقال أبى أن لا أحد مسموح له بدخوله الا بأمر الملك...


نظر ساب لها متعجبا وقال : وما دخل هذا بطلبك ياا صغيرتى ...


أجابته ليلى : أريد أن أذهب معك الى هناك إذا سمحت لى حتى يعلم أصدقائى أننى ذهبت إلى قصر الملك أرجووووووك أرجوووووووك أخى ...


نظر لها ساب وقد إرتفعت حاجبه لتفكير هذه الصغيره ... 


فقال ساب محاوله منه ﻹقناعها بأى شئ خلاف هذا : وما رايك بطلب شى أخر أستطيع فعله ﻷننى حين أذهب الى هذا المكان لن أذهب للهو والمرح بل للعمل ...ولن أستطيع أخد الجميله معى للعمل فتتسخ ملابسها ووجها مثلى... وحينها من الممكن أن يراها الامير الذى سيقع بغرامها فيجدها ليست جميله... فيبحث عن غيرها ...كما أننى لن أعمل بالقصر الملكى بل بمكان أخر وقام بتضخيم الامر... وأستغل أنها تحلم أن تتزوج من أمير يحبها لانها جميله حتى تمتنع عن هذه الفكره...


وبعد القليل من التفكير أدركت ليلى أن ساب محق فقالت : حسنا لديك حق ...ولكن أريدك أن تصطحبنى معك فى أى مكان فقد مملت المنزل كثيرا... ولكن بشرط أن تأتى لى بكل ما طلبه طوال إصطحابك لى ...


فقال ساب موافق على كلامها : أجل أميرتى الجميله تطلب وأنا أنفذ... وأرتاح لكونه أستطاع تغيير رائها لانها ستقوم القيامه إذا لم ينفذ مطلبها ....


فصاحت وهى تحضتنه: أحبك ساب أحبك أخى ...وقامت مسرعه من الغرفه ..


لكن عاده مره أخره سائله إياه : متى ستقوم بإصطحابى ساب ...


قال ساب : بعد أن أعود من رحلتى يا جميله ...


قالت ليلى: حسنا أيها الوسيم وفرت هاربه من الغرفه ...


قام ساب من فراشه حتى يستعد ليوم جديد من العمل... ولكن نظر إلى درعه الذى صنعه منذ فتره ليضعه على صدره...حتى لا يكتشف أحد حقيقته ولكن وجده أصبح رث ففكر أن يقوم بصنع واحد غيره... 


حتى يستعمله حين يذهب للعمل مع جيش الملك ... وتذكر وهو يتلمس ما يرتديه بأنامله ويتذكر... السبب فى جعله يصنعه عندما أصبحت ساب ولم يعد هناك وجود سابين ...


" فلاش باك "


عندما عادت من المقاطعه وهى بعمر الخامسه عشر وقد نمى جسدها وظهرت تقاسيمه ومعالمه..

وأصبحت تذهب للعمل مع أبيها لصناعه 

السيوف....التى علمها دوغلاس لها فأصبحت تتقنها بمهارة...بعد أن أخبر جورج جيرانه ومن حوله أنه قد إكتفا من إنجاب الفتيات....وقام بتبنى صبى بعد أن توفت إبنته الكبرى لسبب لا يعلمه أحد ...منذ أكثر من خمس سنوات وبالفعل أصبحت لها شخصيتها المنعزله عن العالم ...


لكى لا يعلم أحد عنها شئ ولا يتدخل بشؤنها الخاصه... حيث من خلال سنوات عمرها القليله أدركت أن البعد عن الناس وتجنبهم هو افضل شئ ....وحينما لاحظت بروز معالم جسدها الانوثيه وقد يلاحظه أحد ما من خلال ملابسها رغم وسعها....


ولهذا عكفت بالورشه حتى تصنع شى خفيف وبنفس الوقت تضع عليه شئ لا يجعله يصدر صوت حتى لا يكتشف أحد أنه ليس حقيقى... كما أنه رغم صلابته يكون به بعض من الليونه...كل هذه اﻷشياء جعلتها تتشتت ولكن ظلت تحاول إلا أن وصلت إلى ما عليه الان...


وبالفعل بعد مرور ثلاث أسابيع من العمل على هذا الامر والكثير من التجارب... حتى توصلت الى معدن يساعدها للوصل الى السمك الذى تريده... قامت بإستخدم شئ مطاطى عازل للصوت كذلك ....ولكن ليس بالكثير حتى يشعر من يلامسها انها جسد رجل بحق... وقامت بتبطينه حتى لا يقوم بجرح جسدها من الداخل ....وبهذا حمت نفسها وإعتدات على لبسه حتى تتحمله فى أشد الاوقات حراره ..وهذا مايعتمد عليه عملها الوقوف أمام النار طوال اليوم..


" انتهاء الفلاش باك" 


إبتسم على تفكيره حيث أنه أدرك فى سن صغير أنه لو ظل بتلك الاربطه... التى كان يضعها حول جسده لاكتشفها اى شخص قام بملامستها... وعلم أنها فتاه لا محال ...ولكن الفضل يعود لذلك الدوغلاس الذى جعلها تفقه كل شئ.. بعد أن كانت لا تفقه أى شئ... وتبسم لتذكره أنه على موعد قريبا جدا معه....


❈-❈-❈







عوده الى القصر ومايحدث به منذ قدوم الامراء والملوك... لحضور هذا الحفل الذى سيكون بعد يومين من الان ...


كان هناك ديفيد الذى يستقبل بعض الامراء والملوك .. ويرى إمتعاضهم وسخطهم على فوز الملك الساحق فى أخر حروبه... حيث لولا هذا الفوز لكان لهم اليد العليه على البلاد الان ...ولكن اتوا اليوم لحفل الملك حتى لا يكونوا أعداء للمملكه وخاصه الملك...


الذى كانت دعوته مفتوحه لكل من أرد القدوم حتى يشهدوا على تلك المملكه العريقه ...التى كانت طعام صائغ للبعض منهم ولكنه قد منع هذا بخسائر وحروب كلفته الكثير... ولكنه على يقين من قرارات الملك الصائبه... فهو يملك كل المقومات حتى يعيد بناء المملكه مره أخرى... بل وضم ممالك أخرى إن أراد وهو فخور لكونه أحد جنوده ...


فإن استيفان يملك من الزكاء والدهاء ما لم يراه فى أحد من قبل... وكما أنه متشوق لرد فعل الجميع على السبب الاساسى وراء هذا الاحتفال... حيث هو إعطاء تحذير لكل من يحاول التفكير فى الاقتراب من المملكه او المساس بها وكم يتشوق لرؤيه رد فعلهم على هذه المفاجاء...


وبعد أن إنتهى من إستقبالهم نظر بالجوار وراى ما هو متوقع فى مثل تلك الاجواء...وأشتدت الاجواء داخل القصر الملكى وخاصه من جانب الحسنوات من النساء ...حيث كل منهم تحاول أن تظهر بأفضل شكل لها... لعلها توقع أحد الامراء بشباكها ولكن أفضل الاختيارات هو الملك بذاته.... ولكنه صعب المراس حيث أن علاقاته بالنساء محدده... ولا يتواجد مع أى فتاه بل له نوع يفضله ويختاره كذلك وقليلا ما يعجبه شئ او يلفت نظره... 


كما أن من تحظى بليله معه يعرف عنها أنها فتاه شديده الجاذبيه والجمال الباهر الفتاه المنشوده وكل هذا لشده وسامته ...كما له نظره بالبشر جيدا ويستطيع قرائتهم جيداا ...وهو شارد الذهن بأمور المملكه ... أرتفع بصره للاعلى فوجد الملك ينظر من نافذه مكتبه للاجواء... التى تدور ف القصر الملكى فجذب نظره مجموعه من الحسنوات ضحكاتهم عاليه... فإبتسم على تصرفاتهم الرعناء وذهب لاستكمال أعماله ...


ظل استيفان ينظر بشرود الى أرجاء الحديقه الملكيه وما يحدث بها ...قطع شروده طرق الباب فعاد الى كرسيه ...للنظر الى الاوراق المتراكمه أمامه سامح لمن بالباب بالدخول ...


دخل الحارس منحنى بإحترام للملك وعيناه للارض قائلا : مولاى إن وزير الماليه منتظر خارجا كما أمرت...


قال الملك : إجعله يدخل وهو لم يرفع عيناه عن الاوراق التى أمامه...


كان الوزير يحاول أن يقوم بترتيب أفكاره لما سيقوله للملك عند دلوفه إليه ...وخاصه بعد أن جائه أحد الحراس الذى كان على معرفه به ويأتيه بأخبار القصر ...


وأخبره أنه قد جاء أحد مواظفيه صباحا وأثار فوضى أمام الحرس... حتى يقابل الملك فى أمر خاص بالوزير كما سمع هذا الحارس من الرجل صباح اليوم...


وبعدما علم إسم هذا الموظف من الحارس صدق ظنه... أنه ذلك الحقير وأنه لن يرحمه إذا أفشى سره أمام الملك ...ولهذا ظل يفكر ف طريقه لاخراج نفسه من هذا المأزق بدون خسائر...


ولكن ما يريحه أن الملك قد أرسل بطلبه كما كان يفعل دائما ...وكما كان خادم للملكه لاكثر من خمس سنوات فى عصر الملك السابق... ونظرا لكفائته ظل ف مركزه فى عهد الملك استيفان.... لهذا سيثق الملك بكلامه لا بكلام ذلك الموظف الحقير ....الذى سيحرص على قتله او نفيه خارج البلاد بعد خروجه من هنا... 


وفى ظل شروده سمح له الحارس بالدخول للملك ..فدخل اليه وهو ثابت خارجيا ومرتعب داخليا... 


وقال ومازال نظره لم يرتفع عن الارض إحتراما للملك: مولاى قد أمرت بطلبى ..


لم يرتفع نظر الملك عن الاوراق المتراكمه التى أمامه... بل ظل صامت لما يقارب العشر دقائق وهذا زاد من توتر الوزير... الذى شك أن يكون الملك قد علم شئ من هذا الموظف الحقير ...ولكن لم يتحرك او يتكلم بشئ وظل كما هو لا يصدر منه اى شئ الا أن ياذن الملك بهذا ...


وبالفعل تكلم الملك ولكن دون أن يرفع نظره عن أوراقه... وكأنها حبيبته التى يخشى أن تختفى إن إبتعد نظره عنها ...


قائلا بصوته الرخيم المصاحب لبحه تميز صوته : حسنا أيها الوزير أتعلم لما أرسلت بطلبك !..


قام الوزير بإبتلاع ريقه وتبخر كل ما قام بترتيبه من كلام ليقوله أمام الملك من شده توتره... ولكن حاول الثبات وإظهار أن الملك طلبه ﻹمر من أمور الدوله ...وكأنه لا يعلم السبب الحقيقى من قدومه... كما ان له الافضليه هنا لكونه يعلم مافعله هذا الموظف الحقير... وكما ان الملك جالس بهدوائه المعتاد فهذا لا يقلق ... 


كما قد أمرى بسجن الموظف كما قال الحارس له إذا لم يصدق كلامه ولم يشك بى ...


فقال وقد عادت له بعضا من ثقته : لا سيدى ..ولكن أهو من أجل شى بالعمل...

فقال الملك وقد تركت عيناه النظر إلى أوراقه ...وها قد حاصره بنظراته : وهل تظن أننى قد أقوم بطلبك من أجل شئ غير هذا أيها الوزير ...


لعن الوزير بداخله قائلا يا ليتك لم تنظر لى بتلك العينان التى تحاصرنى كلما نظرت لى وكأنها تنتظر منى الوقوع بأى خطاء....


ولكن قال بتوتر ظهر بصوته: بالتاكيد لا سيدى ..


قال الملك : حسنا أريدك أن تأتينى بكل التكاليف لاعمال المملكه على مدار العام المنصرم اليوم أمام مكتبى ...


تنفس الوزير لهذا طلبه... إذا لم يصدق اى من كلام هذا الموظف وقال: أمر مولاى سيكون اليوم أمام مكتبك اليوم ...


فاشار له الملك بالانصراف وبالفعل فر الوزير خشيه من نظرات الملك الثاقبه ..بعد خروجه تذكر الملك ما حدث صبااح اليوم ....


"فلاش باك"


حين سمع الحرس وهم يتنازعون مع أحد ما خارجا حتى وصلت أصواتهم الى مسامع الملك... الذى كان يلقى كل تركيزه على ما أمامه من أعمال متراكمه... 


وهذا ما ينقصه سماع أصواتهم وهم يتشاجرون بالخارج... كم يكره الاصوات المرتفعه الا أن الاصوات لم تهداء ...بل زادت فلم يستطع الصمت أكثر فنادى على الحرس الذى دخل مسرعا وهو مرتعب ...


فقد وصلت الاصوات إذا لمكتب الملك ولكونه يعلم أن الملك يكره الاصوات المرتفعه ....


فأنحنى بإحترام وخوف من غضب الملك : أمر مولاى ...


قال الملك وقد ظهرت إمارات الغضب على صفحات وجهه: ماذا يحدث خارجا ...


حاول الحارس تفادى النظر للملك وبتوتر قال : إنه أحد الموظفين يريد مقابلتك ولكن مولاى أنت أمرت بعدم إزعاجك ... وهذا ما أخبرناه به ولكنه لم يزعن ويقبل فظل يصارعنا لكى يصل اليك مولاى... ولكن قمنا بأخذه للسجن لعدم إزعانه لما نقول.... 


وإنتظر رد الملك بعد أن فرغ من كلامه ..


فقال الملك وهو يعاود النظر لما أمام : أذهب وأتى به الى ..لم يكرر كلامه رغم ذهول الحارس ولكن ذهب لتنفيز أوامر سيده ...


وبالفعل لم يمر الكثير من الوقت وسمع طلب الاذن بالدخول... فأذن له ودخل الحارس مع رجل تغيرت معالم وجهه بسبب مالقاه من ضرب الحراس له ...


فاذن للحارس بالانصراف وترك الرجل واقفا مكانه ...


الا أن نظر له الملك وقال ببرود : ماذا لديك لتقوم بكل هذه الجلبه التى لا طائل منها !!..


نظر له الرجل ف خوف فقد صدق من قال ان له هيبه ف القلوب وخاصه عيناه التى لم يرى لها مثيل من قبل ...


فقال بتوتر : أتيت إليك مولاى مستغيث بعدما رفض الجميع ان يستمع الى شكواى.. لكونى مواظف لا يحق له الشكوى ..


فقال الملك بإهتمام : حسنا كلى اذان صاغيه أخبرنى بما لديك ...


قال الرجل بعد أن إبتلع ريقه : سيدى أنا أعمل موظف تابع للوزير جيفرى وزير الماليه لديكم منذ ثلاث سنوات مضت... ولكن لم يصدف أن رايته الا مرات قليله حينما يمر للنظر على سير العمل.. 


وكما انه قد حدث فى الاونه الاخيره أنك سيدى أصدرت قرار بزياده سااعات العمل حتى ننتهى من الاعمال المتراكمه قبل نهايه هذا الشهر... فلم يعد بمقدار احد الذهاب لبيته للطعام ثم العوده الى العمل مره أخرى ...لان هذا يستغرق أكثر من ساعتين فإتفقت مع زوجتى أن تقوم بإرسال الطعام الى حتى لا أفوت ساعتين من عملى... 


وفى يوم أتت هى بالطعام ككل يوم وصادف أنه يوم قدوم الوزير جيفرى الينا لتفقد العمل ...وراء زوجتى فأمرنى بالذهاب اليه وحينما لاقيته صرح أنه يحتاج لخدم بمنزله لوجود نقص لديه فى هذه الايام ...وانه يريد لزوجتى ان تذهب الى بيته للعمل فلم... أجد سوى القبول خوفا من أن يقوم بطردى من العمل الذى يعيل عائلتى ....


وبالفعل ذهبت زوجتى ولكن رايتها تبكى فى أحد المرات عندما عدت مبكرا من العمل ...وحينما حاصرتها وأجبرتها على الكلام .... قصت لى كل شئ وهنا التمعت عينى الرجل بالدموع وهو يتذكر...


وأكمل بصوت خافت وكأنه يخشى أن يسمع أحدهم سبب خزيه متوتر ....لق لقد حاول الوزير ان يااخذ زو زوجتى عنوه اكتر م من مره ول ولكن كانت تصده الا ان هددته انها ستخبرنى بما يفعل....


ف فكان رده أنه قال لها ولم أنتى من ستخبريه أنا من ساخبره ولنرى كيف سيمنعنى... وصمت متنهدا وقام بإزاله الدموع من على وجنتيه ثم أكمل وكان الكلام أصبح ثقيلا عليه وكأنه يقتله ...


ولكن فاليحترق ف الجحيم إن ترك زوجته لهذا العجوز الخرف... واكمل ثم وجدته باليوم التالى يقوم بطلب زوجتى منى بالفعل علانيه... دون حياء من أننى زوجها وإننى لن أصمت له قالها بغضب ظهر بصوته ... واكمل ولكنى لم أصمت بالفعل وهددته وقتها أننى ساذهب لمن هم أعلى منه حتى أخبرهم بحقيقته... حتى وإن وصل الامر أن أخبر الملك بنفسه سأفعلها ...


ثم رفع نظره للملك لثانى مره منذ دخوله وجده يستمع له ببرود ملامحه ولكن بها بعض اﻷهتمام ولكن لا تدل على شئ... 


فاكمل ولكن هو أخبرنى أننى لن أستطع فعلها ولكنى ذهبت لكثير من الوزراء ...لعلهم يشفعون لى حتى يبتعد عن زوجتى الا أنهم رفضوا حتى مقابلتى ...


فلم يكن أمامى سوى القدوم إليك مولاى حتى وان كان هذا أخر عمل أقوم به فى حياتى حتى وإن تسبب بموتى ... ولكن لاموت وأنا احاول بدلا من الوقوف مكتوف الايدى وهو يأخذ زوجتى دون مجهود يذكر...


وصمت منتظر حكم الملك الذى سيكون له رصاصه الرحمه او رصاصه العذاب حابس أنفاسه ..


فقال الملك بهدوء : وماهو دليلك على ما ذكرته لى اﻷن ف أنا لا أستطيع تصديق كل من يدخلى الى ليتهم أحد ما ....والا لفسدت المملكه باكملها ..


قال الرجل متلهف وكان هناك بصيص امل : هناك زميل لى أتى معى فعل الوزير بزوجته كما يريد أن يفعل بزوجتى ...حيث إكتشفت أن زوجتى ليست الاوله.. بل هو حينما يرى إمراءه وتعجبه يقوم بإخذها لعلمه اننا لن نستطيع رده ولا نستطيع التفوه بأى شئ ... وإن تكلمنا فلن يستمع لنا احد ..


فقال الملك بهدوء: ولكن هذا أيضا ليس سبب مقنعا حتى أقوم بتصديق أقوالك حاول الرجل التكلم...


ولكن الملك نادى حرسه فدخل أحدهم وهنا وقع قلب الرجل وأيقن أنه خسر نفسه و زوجته معا ...


فقال له الملك : ستذهب لنقوم ب طلب ......


يتبع...