كان يجلس على عرشه ملكا كما ولد ليكون ....ولكن إمارات الغضب البادى على وجهه جعلت من الواقف أمامه يرتعش خوفا....حيث كان يخاطب أحد وزرائه الهندسيين..... والذى كلفه ببناء مبنى متحرك على إرتفاع طوله 25 متر....حيث رأى بأحد أحلامه أنه كان يخوض حربا عظيمه....خارج حصون مملكته...
وكان أمامه أبراج عاليه يقف بها الرماه من الأعلى للتصويب على الأعداء... وحين إشتد القتال أخرجوا كرات من النار من أسفل هذه الأبراج مما جعلهم يسيطرون على الحرب.... تكرر رؤيته لهذا الحلم أكثر من مره..... إلى أن حاول رسم هذه الأبراج المتحركه حين لاقت الفكرة إستحسانه.... إلا أنه فشل بذلك... لهذا قرر الإستعانه بأحد وزرائه الذين يقومون على بناء الحصون والقصور ليساعده بالأمر....
ولكنه لم يصل إلى ما يريد بدقعه وكأن هناك حلقه فارغه..... تطيح بكل الرسوم التى قدمها له وزيره...هو يعلم إن ما يطلبه الاول من نوعه.... كما لم يفكر بها أحد من قبله من الملوك..... ولكن كيف سيكون الملك الذئب إن لم يفعلها ....
الملك بصوت حاد حاول مدارته: كيف لك أن تكون وزيرا ملكيا ولا تسطيع فعل ما أطالبك به؟!.. كيف؟!.
وختم حديثه بصوت منفعل...
أجابه الوزير بخوف وجسد يرتعش من غضب الملك : أقسم أننى حاولت أكثر من مرة... إلا أننى ساحاول إعاده رسمه من جديد...وحينها سأصل إلى تصميم البرج الذى تريد إنشأه سيدى....
قاطعه الملك وهو يحاول التحكم فى ماتبق من صبر لديه : اللعنه الملعونه عليك وعلى أمثالك... أليس أنت من أتيت وطلبت بعمل هذه المجسم اللعين....تتفاخر بزكائك الهندسى... ألم تقل هذه الكلمات من قبل عندما أخطائت المره السابقه.... كما أعتقد أنك قد نسيت ما أخبرتك به من قبل عن كرهى للأشخاص الذين يقعون بذات الخطاء مرتين....
وفى خوض هذا النقاش الحاد دخل كلا من ديفيد والفين وماكس القاعه... ولكن لم يصدر من أحدهم سوى تحيه الملك..... الذى كان يوجهه كامل تركيزه مع هذا الوزير المرتعب... ومن ملامحه يشعرك أنه سيغشى عليه عما قريب خوفا من غضب الملك....
رد الوزير بصوتا متلهف لعل غضب الملك يهداء :
أجل أجل أتذكر مولاى....ولكن كما قلت سيدى أن هناك حلقه فارغه لع لعدم سقوط المبنى بعد إعداده... كما إننى بحثت عن أحد العمال الذين كانوا يقومون بأعمال متقاربه لذلك البرج الذى تريده سيدى ... حتى يساعدنى على الوصول لإكتمال المبنى ....
ولكن لم أجد من هم بتلك المهاره التى تطلبها بعد...
وبعد لحظه سكون مصاحب لغضب الملك الذى لم يهدى.... حتى بعد كلام وزيره إقترح الوزير مكملا وهو يخشى من رد فعل الملك ولكنه جازف قائلا: و ومن المم الممكن أ أن ننشاء حصون عا عاليه بقدر كافى حتى تحمى حصو حصوننا و...
ولكن لم يمهله الملك قائل بصوت حاد: أيها الجنود فالتاخذوا من امامى لا اريد أن أرى وجهه مرة أخرى حتى لا أدق عنقه.... وحالما إنتهى من كلامه دخل الحرس مسرعين... أخدين ذلك الوزير المسكين الذى لم يقم بتنفيذ ما أمر به الملك ...
إلا أن الملك إستوقفهم وهو يقول بثبات: إنتظروا توقف الحرس مكانهم وهم يمسكون بالوزير الخائف.... قال الملك بعيناه البراقه والتى تنشر الرعب بالقلوب: أظن أنك تعلم جيدا ما سأفعله بك إذا أدرك أحد بما دار بيننا... أليس كذلك؟!.. أومأ الوزير برأسه بشده وهو يقول بخوف: أجل سيدى أعلم.... فأشار لهم بيده لينصرفوا...
بعد خروجهم أخذ ديفيد نفسه بصوت مسموع.... والذى لم يكن يعلم أنه كان يحبسه من الاساس.... ونظر إليه الفين رافعا إحدى حاجبه... وكأنه يقول له ها أنت خائف منه وهو يوبخ غيرك.... فما بالك لو تكلمت أنت ...
أدار وجهه إلى الملك وبداء حديثه بجديه قائلا : سيدى لقد قمت بكل التجهيزات التى طلبتها.. وأهمها من سيقوم بصنع الاسلحه والعداد التى سيحتاجها الجند... نظر له الملك وقد هدائت ولانت ملامحه قائلا : إسترخى ديفيد لم أعهدك بهذا الانضباط ...
وهنا لم يتمالك الفين وماكس أنفسهم وضحكا عاليا....إرتفع حاجب الملك بمعنى ما الذى يضحك فيما قلت.... تكفل ماكس بإيضاح السبب وراء ضحكهم فأجابه قائلا : لا شئ... ولكن ديفيد خارج حدود هذا الباب... وأشار إلى الباب الأمامى.. شخص وبعد أن تجاوزه أصبح شخص أخر لهذا ضحكنا...
ثم تكلم بلين إلى حد ما مغير ضفه الحديث.... حتى يقلل من غضب الملك تجاه شؤون المملكه وأعمالها:
هون عليك أيها الملك فمن المؤكد أنك ستجد من سيقوم بتنفيذ ذلك المبنى كما طلبت... بل وأفضل ولكن عليك بالصبر قليلا ....
نظر له الملك وقال بسخريه : أحقا تسمع أذناك ما يقوله لسانك ماكس.... أنه خامس وزير أقوم بطرده بعد فشل دام لأكثر من عام لصنع ذلك البرج.... أعلم أنه صعب وأعلم أنه الأول.... وكم يحتاج من جهد وعمل وتفكير... ولكن أين عقولهم؟!. ....لقد أوضحت لهم كل ما أريد ...ولكن وكأنما عقولهم الصغيره لا تستوعب ما أقول ...
ديفيد بصوت هامس : ألا تعتقد أن السبب بذهاب عقولهم.... هى نظراتك الثاقبه تلك وغضبك المهلك لأقل خطاء يقومون به...
سمعه الملك فرد عليه بهدوء : سمعتك أيها المتباهى.... الأن وقد ظهر لسانك وأنا الذى كنت أقول أين ذهب... ولكن ها هو قد ظهر وحده....
ديفيد وهو يحمحم : لم أقصد مولاى.. ولكن أنت تعلم أن هيبتك ترهب الجميع فما بالك بغضبك... ف ها أنت ترعبنى عند غضبك... وأنا صديقك فما بالك بهؤلاء المساكين ....
تبسم الملك إبتسامه صغيره قائلا : ولكنى لا أغضب لأمورا هينه وأنت تعلم هذا... ألا تراى أنه يحق لى ما أفعله بهم.... وخاصه حين يتكرر ذات الخطاء لأكثر من مرة....ثم نظر ل ألفين مكملا: ما رايك أنت الفين فيما قلت؟!...ف أنا لم أسمع منك شئ منذ دخولك إلى القاعه ....
قال الفين بهدوئه المعتاد : لك كل الحق وخاصه إن كانوا لا يقومون بأعمالهم على أكمل ما يكون ...
الملك براحه :هذا ما أحبه بك يا رجل كلماتك القليله التى توافقنى بها الرأى.... ثم نظر إلى ماكس وكأنه يخبره أترى كيف هو يريحنى ولا يتعبنى بالحديث كما تفعل أنت...
مما جعل ماكس يقول متنهدا : حسنا أنا معك كما قلت سابقا ولكن أنت قلتها منذ قليل... منذ عام ونحن نحاول بناء ما أمرت... ولكن لم يستطيع أحد فعلها كما تريد... وكلما إقتربنا يحدث أمر ما يطيح بكل ما تعبنا من أجله... لذلك يجب أن نرى الخسائر التى نفقدها...... فها أنا أقولها لك لقد إكتفيت من إضاعه الوقت فى أمر غير مجدى وأنت تعلم أننى محق ...
هنا تكلم الفين بتفكير :ولكن لا تنسى أننا إذا نجحنا وفعلناه... سيكون لك الافضليه على عدوك بهذا الشئ لذلك يجب أن نجتهد أكثر...
أكمل ديفيد مقترحا: كما قد نستخدمه فى حمل الامتعه والسلاح دون إجهاد الجنود.. حتى يستطعوا المحاربه وهم بكامل قواهم الجسديه... خاصه إذا كانت الحرب على بعد مسافه كبيره...
هنا تكلم الملك مؤيدا: هذا ما أقوله بهذا الشئن..حيث إننا بهذا سنتقدم خطوات على من يقف أمامنا... مهما كانت قوته وقوه جيوشه ....
تكلم ماكس متنهدا : أنا معكم بكل ما تكلمتم به ولكن أنا لا أستطيع إهدار كل هذا الوقت فى أمر ظنى... أى من الممكن حدوثه او لا..... وإلى أن يأتى من هو كفء لهذا المهمه... سنقوم بترك الساحه له لفعل ما يشاء ولن يمنعه أحد.... بل سنسانده جميعا فى هذا وأنا بالمقدمه... ولكن يجب ان يكون اهلا لهذا...
إنتهى ماكس من حديثه...ثم عم الصمت مره أخرى فتكلم الملك مغير مجرى الحديث موجهه كلامه لديفيد : كم جمعت من صناع الاسلحه ديفيد أريدهم الامهر فى البلاد...
قال ديفيد: جمعت حوالى الخمسون فوق المئه ممن أشتهروا بهذه الصناعه.... قابلت أغلبهم قبل أن أتى وسيكونون هنا فى ظرف ثلاث أيام فقط... والباقى سألتقى بهم اليوم... وبالغد ساكون قد إنتهيت وأقدم لك الأوراق اللازمه بكل ما تم خلال الفترة الماضيه...
قال الملك بتسأل: ولما لم تقم بمقابلتهم جميعا والأنتهاء من هذا الأمر قبل حضورك حتى تنتهى من هذا الأمر..... صمت متنهدا ثم أكمل بهدوء: أتظن أن هذا العدد كافى لتسليح جيشا بهذا العدد الكبير...
رد ديفيد بثقه: لم يتبقى الا القليل وقد تركتهم للنهايه....حيث إنهم من هنا ومن القرى المجاوره وقريبن منى فسأنتهى من الامر برمته اليوم... وغدا سيكون أسماهم جميعا لديك.... ولا لا أظنهم قليلون فنحن مازال لدينا مخزون جيد من الاسلحه القديمه... أيضا أنت طالبت بالافضل فى وقت قصير وها أنا لم أجد سوى هؤلاء إلى الأن ....كما لن نواجه صعوبات إذا أردنا أعداد أكثر بالمستقبل على حد ظنى.....
قال الملك بتفهم: حسنا يكفينا هذا العدد الأن... وإذا حدث وأحتجنا من الممكن أن نستعين بغيرهم كما قلت... ثم قال بسأم: يكفى كلاما عن هذا فقد هلك عقلى من كل تلك الامور ..ثم قال متسألا: حسنا ماذا ستفعلون مساء!!
قال ديفيد بهدوء : أنا سأنتهى من مقابله الحدادين ولن يكون معى شي أخر بعدها ...
قال الفين هو الأخر :وأنا سأجهز الأوراق اللازمه فيما طلبت بشأن الجنود... ولا يوجد لدى ما أفعله ...
قال ماكس أيضا: وأنا قد قمت بتجهيز ما ستحتاجه للأجتماعين اللذان ستحضرهم الان... ومن ثم سأتولى مهمه البحث عن وزير أخر بديل لمن قمت بطرده.... وأكون بهذا قد إنتهيت من يوم عملا شاق...
ختم حديثه بإبتسامه هادئه...
قال الملك مبتسما :حسنا وحالما أنتهى أنا تكونوا قد أنتهيتم أنتم من أعمالكم.... وسنذهب لأحد الحانات كما كنا نفعل بالسابق فقد أشتقت لفعل هذا ...
نظر ثلاثتهم متعجبين من طلبه هذا فهم لم يفعلوها منذ تتويجهى كملك للبلاد ...ولكن لم يتحدث أحدهم وأكتفوا بالصمت... والقبول... والإنتظار لما سيحدث بعد هذا... فمعنى هذا أن ملكم.... بل صديقهم يحمل حزنا كبيرا بداخله.... يرفض إظهاره ويريد عامل إلهاء قوى... ولكنه كالعاده يخفى ذلك بمهاره ...
❈-❈-❈
بعد الأتفاق الذى عقد بين ساب وجورج مساء لم ينم ساب كثيرا.... بل خرج من البيت صباحا عند أول شروق للشمس.... ليذهب إلى الورشه حتى يرى كيف هو حال هذا الفتى ....وأيضا يخبره بما قرره بشأن تواجده معه بالعمل... حتى يرى هل يصلح لشقيقته أم لا؟!....
وما يجعله متيقن أن الفتى سيوافق على عرضه...ما قاله له أمس عن كونه خالى من العمل والمسكن أيضا....حيث كان المغزى من جعله يعمل معه فى الورشه ليس شفقه به.... ولكن حتى يعرف نواياه الحقيقيه تجاه أليس.... هل هو محب لها بالفعل ويستحقها كما يدعى لها؟!.. أم يتسلى بها كما يفعل الباقون من الرجال تجاه الإناث.... وحتى يكون كل ما يحدث أمام أنظاره.... ولكى يجعله يفهم أيضا.... أنه لن يستيطع الفرار من مواجهته....إذا أحدث أى خطاء مستقبلا تجاه أليس.... إلا أنه رغم كل هذا يشعر بطيبه قلب هذا الفتى... ويشعر تجاه بالألفه والراحه إلا أنه لن يشعره بهذا.... وبعد تفكير وتخطيط وصل أمام ورشته وأخد نفس طويل إستعادا لما هو قادم..
دخل ساب وبحث بنظره داخل المكان وجد الفتى نائما كما تركه أمس..... فتركه ولم يوقظه....ثم ذهب أمام موقده وقام بإشعال النيران به.... بعد أن قام بوضع بعض الحطب به ليسرع من إشتعاله حتى يجهز لعمل اليوم..... ولكونه من أفضل صانعى الاسلحه بالمنطقه فهو مشهور لهذا يأتيه الكثير من الأعمال....ورغم عمله بمفرده إلا أن جورج لا يرفض أى عمل مهما كثر عليه ....لهذا هو إعتاد على العمل المتواصل لوقت طويل.... وإخراج عمل جيد وفى وقت قياسى كذلك....
بعد أن أشعل النار وأعد العده لبداء العمل... علم أنه من أول طرقه سيستيقظ الفتى النائم بفزع.... نظر له وكاد يشفق على حالته ويذهب لإيقاظه قبل أن يبدأ بالعمل.... إلا أن هناك صوتا أخر داخله منعه من فعل ذلك.... معلل بأنه يريد رؤيه ملامحه حين يستيقظ فزعا.... ولقد حدث ما أرد وقام برفع مطرقته ثم نزل بها بقوه على قطع الحديد... فأصدرت صوتا قويا.... مما جعل الاخر يستيقظ منتفضا من مكانه من قوه الطرق...وهو يقول بفزع وهو يلتفت يمينا ويسار : ماذا... ماذا حدث؟!.. أنا لم أفتعل ذلك الشجار ليس أنا بل الضخم لي...
ضحك ساب على ذلك الفتى...ثم نظر له متعجب
وهو يتصفح هيئته الجالس أمامه...حيث من هيئته أنهم بذات السن تقريبا... ولكن يشعر ساب أنه أكبر منه بعمر كامل لا فى مثل سنه كما يرى ....
تحدث ساب ملفتا إنتباه مارلين الذى مازال بأحلام اليقظه : حسنا نأسف لسوء الخدمه لدينا ولكن كما ترى هذا وقت العمل.... ثم تنهد وترك ما بيده وتقدم إلى أن وقف أمام مارلين قائلا بطريقه مباشره دون مقدمات : حسنا يا هذا فلتنتبه جيدا لما سأقوله لك لأننى لن أكرر حديثى مرتان.... أومأ له مارلين برأسه وهو لا يفهم شئ مما يقوله ساب.... إلا أنه قرر أن يعلم ما الذى سيتحدث عنه الواقف أمامه....فقال ساب مكملا حديثه بثبات وثقه: لدى لك عرض عمل ستعمل معى هنا بأجر جيد إلى حد ما..... وإذا أثبت نفسك سأرفع من أجرك فما هو قولك؟!...
نظر له مالين بعيون متسعه وقال: هل ما فهمته صحيح أم أننى مازلت نائم....هل ستسمح لى بالعمل معك بعد ما رأيتنى أمس أتقاتل مع أحدهم؟!... ولكن الا تخشى أن أقوم بسرقتك أو أخذ شئ ذو قيمه لديك؟!... وكاد يكمل أسألته.... إلا أنه توقف فجأه وكأنه تذكر شئ ما..... لهذا نظر ل ساب بترقب وسأله: لحظه واحده لماذا تقدم لى المساعده دون أن تعلم من أكون؟!.... ثم إنك أخبرتنى أمس أنك تعلم ما إسمى دون أن أخبرك به... كما أننى لا أعلم من أنت وما الذى تريده منى؟!... ختم حديثه وهو ينظر ل ساب بترقب....
نظر له ساب بهدوء وثقه ثم تحرك تجاه موقده لبدأ عمله : لقد طرحت أكثر من سؤال لهذا لأجيبك عليهم واحدا تلو الأخر... أنت قلت أنك من الممكن أن تقوم بسرقتى أليس كذلك؟!... إجابتى لك أننى لا أظنك بهذا الغباء.... حيث إنك رأيت ما فعلته بذلك الرجل الذى قام بضربك.... لهذا ستفكر مرتين قبل أن تغضبنى.... بجانب أنا قد أنقظت حياتك أمس أى أنت مدين لى بحياتك... وإذا حدث وفعلتها أطمئنك أننى سأحضرك ولو كنت بسابع أرض.... فلا تقلق على بل إقلق على نفسك إذا أمسكت بك وقتها....
إتسع فم مالين وفكر بكل ما قاله ساب.... بالفعل له كل الحق.... يجب أن أفكر أكثر من مرة قبل أن أخرج هذا الحديث من هذا الفم الغبى.... الذى دائما ما يوقعنى فى المتاعب... لهذا لم يتحدث وترك الواقف أمامه يكمل حديثه
لاحظ ساب أن مارلين لن يتحدث لهذا أكمل قائلا: أما عن قتالك المزعوم.... فأنا لم أراك ترفع إصبعا واحد تجاه الرجل لتدافع به عن نفسك.... لهذا أنا لا أرى ما حدث مساء يندرج تحت مسمى قتال...أنهى حديثه بإبتسامه ساخره....
شعر مارلين بالحرج فقام بتدليك رقبته من الخلف خجلا وقال مبررا موقفه: الأمر ليس كما تظن... لقد لكمته أكثر من مره ببدايه نزاعنا.... إلا أن هذا لم يؤثر به... كما أنك رأيت جسد الرجل فجسده يعادل عشرة رجال معا....
نفى ساب ما سمعه برأسه وهو يبتسم حين سمع مبرر مارلين المزعوم.... ثم قال مكملا حديثه: حسنا سأحاول الإقتناع بما قلته....ولأجيبك على أخر سؤال سألتنى إياه عن من أكون؟!.. وما الذى أريده منك؟!..
أنا أدعى ساب وأكون شقيق الفتاه التى تتسكع معها ...
إتسعت عينى مالين حيث لم يكن يظن هذا ... فقال بتوتر ظاهر :أنا لم أكن أعلم بهذا كما أظن أنك قد لا تصدقنى... ولكنى أقسم لك أننى أعشق روحها وأعيش ل قلبها فهى التى دق القلب لها....
لم يرد ساب على حديث مارلين بل عاود سؤاله قائلا : ها أنا قد أجبتك على جميع أسألتك التى
قمت بطرحها.... إلا أنك لم تعطينى الاجابه على عرضى لك... هل ستعم.....لم يكمل ساب حديثه لأن مالين قاطعه قائلا :أجل بالطبع موافق... وشكرا لك على هذه الفرصه أقسم أننى لن اخذلك...
نظر له ساب بإبتسامه قائلا: أعلم هذا ولكنى لم أنتهى بعد من حديثى... فهناك شرط لبقائك والعمل معى..... نظر له مارلين بترقب قائلا :وما هو هذا الشرط ؟!!..
كان ساب يريد أن يعلم نواياه تجاه شقيقته... هل سيحاول إظهار رجولته أمام ساب بقبوله لشرطه؟!... أم سيتمسك ب أليس؟!... فقال ساب بثبات: أن تبتعد عن أليس.... فما هو قرارك؟!.....
رأى ساب شحوب وجهه مارلين والذى نظر له بحزن شديد بعد أن كانت عيناه تتقافز فرحا وهو يجيبه قائلا بإبتسامه حزينه: أنا لا أستطيع أن أقوم بكسر قلبها ببعدى.... كما أننى لا أستطيع العيش بدونها فلقد أخبرتك أننى أحبها..... أعتذر منك لا أستطيع فعل ما طلبته منى.... ونظر ل ساب منتظرا رده بأعصاب محترقه..... فهو قد يبعد حبيبته عنه بعد
ما الذى رأه منه أمس... من تشوه وضعف وفقر إلا أنه يحب آليس حقا...
كان ساب يشعر بأن هذا سيكون رد مارلين... وما قاله أكد له صدق ما شعره تجاه الواقف أمامه... ولا تسألو كيف حدث ذلك.... فهو لديه حاسه يشعر بها إن كان من أمامه صادقا أم لا؟!... والقابع أمامه صادق وعاشق أيضا.... فقال ساب ببساطه: حسنا أتفقنا..... يمكنك البدء بالعمل من اليوم.... ثم نظر لوجهه المليئ بالكدامات وأكمل هذا إن أستطعت الوقوف على قدمك خاتما حديثه بإبتسامه .....
ظل مارلين جالسا مكانه لا يحرك ساكن... يحاول أن يفهم ما قاله ساب... هل فعلا وافق على عملى معه رغم أننى رفضت ترك شقيقته.... فقال بتعجب: انا لا أفهم ماذا تعنى بأننى سوف أعمل لديك... أنا قد قمت برفض شرطك ...
إبتسم ساب قائلا وهو يعمل برشاقه: أعلم هذا فأنا أملك أذنان تساعدنى بسماع ما يقوله العامه لى كما ترى...ولكن بما أنك متمسك بحبك لها ف أنا لا أستطيع منعك أو فعل شئ حيال هذا...وأيضا كنت أريد التأكد من حبك لها ....ولكن هذا يعنى أن عينى لن تبتعد عنك....لهذا لا تقوم بإحزانها يوما ما حتى لا تندم بسبب ما سأفعله بك حينها.... تغير صوت ساب من الهدوء للشده قائلا: أقسم أننى سأضعك بهذا الموقد وهو مشتعل.... كما أقسم أنه لن يستطيع أحدهم مساعدتك حينها.... لهذا فكر جيدا قبل أن تحزنها مارلين... هل حديثى مفهوم؟!..
أدرك مارلين أن الواقف أمامه صادق بكل كلمه نطق بها...فهو كما وصفته له حبيبته إلا أنه أفضل بالواقع.....نعم هو لم يراه لأول مرة سوى أمس
ولكن له حضوره الذى يفرضه على من أمامه فأجابه قائلا بصدق هو الأخر : أعدك ألا أفعل ...
فرد ساب : أتمنى هذا ...
ثم بداء ساب فى إخباره ما يجب أن يفعله وما المطلوب منه.... حتى يساعد ساب فى الانتهاء من هذه الكميات المطالبون بها من قبل أهلها.... وفى داخله كلما مر عليه الوقت.... يلعن ساب جورج الف مره على طمعه وجشعه الذى لا ينتهى.... فى قبوله كل ما يأتيهم دون رفض أحد.... رغم معرفته أن ساب يعمل بمفرده إلا أن هذا لا يعنيه.... فهو لا يهمه يوى المال والمال فقط.... ولكن لا حيله له سوى الصمت كما أنه أعتاد طمع جورج الذى لا حدود له....
وفى خوض هذا العمل الشاق قام مالين بالذهاب لجلب الحطب لزياده إشعال النار ...بسبب إنتهاء الأخشاب بسبب كثره الأعمال.... كان ساب منهمك بعمله... إلا أن هناك من وقف أمامه...وقد كان رجلا من الطبقه النبيله وهذا ما دلت عليه ثيابه المرتبه بعنايه...
بعد أن إنتهى ديفيد من زياره كل من كان على موعد معهم...وبقى واحد فقط وها هو قد وصل أمام ورشته.... وبعدها يكون قد انتهى ثم يعد التقرير وينتهى هذا العمل الملل.... أجل ألم يكن على الملك إرسال أحد غيره فهو رجل حروب لا نقاشات ودى....
ولكن ها هو قد أوشك على الانتهاء تقدم وهو ينظر داخل الورشه...يبحث بعينه عن صاحب المكان....إلا أنه لم يجد سوى صبى صغير ضعيف البنيه... فشك قائلا داخله أحقا يعمل هذا الصبى هنا؟!... فهذا العمل شاق...إلا أنه يقف أمام النار ويضع بعض الحطب فأيقن أنه يعمل هنا...
فقال صائحا حتى يلفت نظر الصغير كما يرى من شكله الخارجى ووجهة نظره: أيها الصغير أخبرنى أين أجد الحداد إسبيستيان الكدورى؟!... نظر له ساب بحاجبا مرفوع هو يعلم أن جسده ضعيف قليلا... ولكن ليس إلى هذا الحد حتى يناديه بالصغير ...
تنهد ساب داخله لانه يعلم أن اليوم لم يكن جيدا منذ بدايته.... حسنا فلنرى ماذا يريد هذا المتعجرف هكذا لقبه ساب ...
رد عليه ساب بسماجه وبرود: ماذا تريد؟!...
إرتفع حاجب ديفيد من طريقه حديث الفتى الغير مهذب لهذا قرر إحراجه قائلا:إنها أمور للكبار يا صغير أطلعنى على مكان سيدك ف ليس لدى الوقت لإعاده حديثى مرتين....
أرد ساب ان يضعه مكان الذى أمامه... ويدق عنقه بمطرقته... ويقسم أنه لن يساله أحدهم ماذا فعلت بذلك المتعجرف حقا؟!....
فقال وهو يحاول الأ يفتك به :وها أنا أسألك عما تريده منى أيها الرجل ؟!... وأنت من تقوم هنا بإضاعه وقتى الثمين ختما حديثه ببرود...
تعجب ديفيد مما قاله هذا الصبى فسأله قائلا :ماذا تعنى؟!... هل أنت توقف عن الحديث.... حين أدرك هويه الواقف أمامه وأتسعت عيناه صدمه.... ولكن لم يعد ل ساب طاقه على الاطاله فى هذا الحديث الممل قائلا: أنا هو إسبستيان الكدورى الذى تبحث عنه.... لهذا فالتخبرنى بما تريد؟!...
كان ديفيد مازال متعجبا فكل من تم إختيارهم وذهب إليهم... كانوا أصحاب أجساد عضليه ضخمه وكبيره... فهذا ما يحتاجه هذا العمل لمشقته.... لهذا تسأل كيف لفتى صغيرا كهذا؟!...يعمل بعملا كهذا؟!..
وليس هذا فقط بل ويأخذ كل هذا الزيع بين الناس بسرعته وخفيه أسلحته وقوتها كذلك ....حاول أن يخرج من صدمته سريع وكذلك من إهانه هذا الصغير ....الذى لم يعد صغير كما ظن ....
حمحم ديفيد قائلا بثبات : حسنا أعتذر منك ف أنا لم أكن أعرفك سابقا.... وقام بتقديم نفسه أنا اللورد ديفيد الوريا القائد الثانى للجيش الملكى ... ديفيد ورغم مكانته ف المملكه إلا أنه بسيط رغم عجرفته الظاهره للعيان...
رد ساب قائلا بعد أن أيقن أنه من أتباع الملك الذين أخبرهم عنه جورج.... ولكن تعجب من قدوم قائد الملك الثانى حتى يكلمه بنفسه..... ولكن أسرها فى نفسه : حسنا أعتقد أنك أتيت من أجل أن أعمل كصانع أسلحه من أجل المملكه.... ولم يعطى الواقف أمامه فرصه بل أكمل قائلا: لقد قبلت بالعمل معكم.. أخبرنى أين ألقاك؟!.. ومتى؟!... وأنا سأتى على الموعد...
تعجب ديفيد لأنه تكلم مباشره كما لم يعطه فرصه للحديث حتى فقال : حسنا أعتقد أنك قد أسرعت فى سير الاحداث... ولكن أريدك أن تأتى إلى القصر الملكى فى ليله الاحتفال.... حتى أعطيك قرار البدأ بالعمل.... وسكون هذا قبل بداء الحفل فى أخر هذا الاسبوع.... أنتظرك وهم بالرحيل ...
إلا أن ساب إستوقفه قائلا قبل ذهابه : أعتذر منك أنا لن أستطيع القدوم لهذا الحفل.... لدى أمورا أهم على فعلها.... ولهذا أخبرنى الآن ما هو معاد البدأ إن أمكن أو أن ترسل أحدهم ليخربنى بهذا وحينها سأتى....
نظر له ديفيد طويل ولم يستطع إسكات فضوله أكثر فساله قائلا : حسنا سمعت أنك بالفعل قوى وسريع فى عملك ولهذا أتيت إليك... ولكن لم أتوقع أن أجد فتى صغير بالحجم يحظى بهذه الشهره الواسعه...وأيضا كيف لفتى فى ضعف بدنك أن
يصنع تلك الكميه من السيوف القويه وحده دون تلقى المساعده من أحد!!..
أجابه ساب بثقه وكبرباء :هذا لكونى أعمل بهذا العمل منذ أن كنت فى الحاديه عشر من عمرى.... كانت هذه أول جمله يتحدث بها ساب بأدب مع ديفيد ليس لمكانته ك لورد.... بل لأنه شعر ببساطته رغم عجرفته الظاهره عليه بأول حديثهم...
ديفيد بهدوء: حسنا وأنا موافق...مستكملا بداخله من الجيد أنك لن تأتى يوم الحفل.... حتى أرى رد فعلهم حين يشاهدون هذا الصغير وهو يصنع السيوف بمهاره كما قيل عنه... ثم قال بصوتا مسموع: سأبعث لك رساله عما قريب تخبرك بالموعد الذى سنبداء فيه العمل أيها الصغير قالها قاصدا إزعاج ساب وإبتسم راحلا...
إبتسم ساب لنفسه قائلا :لم أخطاء حين قلت أنه متعجرف إلا أنه ليس مغرور وهذا جيد... وقام بإستكمال عمله منتظر ذلك الذى ذهب لياتى
بالخشب منذ فتره ولم يعد بعد....
بعد أن رحيل ديفيد تعجب من نفسه...حين وافق على ما قاله هذا الحداد.... ولكنه علم أن هذا الصغير كما لقبه سيكون معهم.... ولن يمانع الملك حين عمله الذى يستحق بقائه معهم.... كما أنه وافق على مطلبه هذا..... ليس لطول لسانه وإنما لشعوره بجديته كما أنه أحب ثباته وكذلك سخريته... و التى لم يبخل عليه بها طوال حديثه قط.... واكمل طريقه يبتسم كلما تذكر محادثتهم القصيره معا..
عاد مارلين الى الورشه مجهد وهو يحمل الخشب الذى يحتاجنه نظر له ساب قائلا : لما تأخرت كل هذا الوقت؟!...هل حدث شئ؟!...
أجابه مارلين بإرهاق :لا لم يحدث شئ... ولكنى أضعت الطريق فقط.... حيث أننى لم أذهب لجلب الحطب من قبل لهذا أعتذر عن التاخير...
قال ساب بهدوء: لا عليك جميعا أخذنا وقتنا الخاص حتى نتعلم جيدا... ومن ثم بكفينا حديثا حتى ننتهى من هذا العمل فلدى موعدا مساء ...
فسأله مارلين مسرعا :إلى أين؟!.... فنظر له ساب رافع حاجبه فصحح مارلين حديثه قائلا: لم أقصد أن... إلا أنه تنهد مكملا: أظن أنه من الأفضل أن ننتهى من العمل....
وبالفعل بعد غروب الشمس بوقت قليل أنتهى ساب ومارلين من العمل.... وعند خروجهم من الورشه تقابلوا مع سام ...
فسأل سام مارلين بإهتمام: أرى أنك قد أصبحت بخيرا عن الأمس... هل أنت بخير؟!...
فأجاب مارلين مبتسما :أنا أتذمرك فأنت من قمت بمداواتى أمس...أومأ له سام مؤكدا حديثه فأكمل مارلين قائلا: أجل أنا بخير... شكرا لك لما فعلته ...
أوما له سام مع إبتسامه ثم نظر الى ساب قائلا :
سالقاك اليوم كما إتفقنا.. يكفى أننا لم نفعلها أمس.... ولن أقبل بعذر ها أنا قد قلت لك قالها قبل أن يرفض ساب الخروج متعلال بأى شئ كما يفعل دائما...
قال له ساب متنهدا وقد أدرك أنه لا يوجد مفر من هذا : وأنا على وعدى لك سألقاك أمس.... ولكن أين فى المكان المعتاد؟! ...
قال سام بحماس :لا ليس هناك بل سنذهب إلى حانه مارشيل.... كاد ساب أن يقاطعه فهو ليس من محبى الحانات وسام يعلم بهذا... إلا أن سام لم يعطه فرصه لمعرفة ما سيقوله وأكمل قائلا : أنا دائما ما أتقبل ما تقول وتفعل.... والان حان دورى كما أنك قد وعدتنى أننا سنفعل ما أطلبه منك اليوم... وأنا أريد الذهاب إلى هناك ولن أقبل الرفض أو الاعتراض...أريد التغيير يا رجل فهذا لن يضر...وإن لم يعجبك لن نعيدها أعدك ...
وجد ساب أنه لا مفر من هذا كما لا ضير من فعلها مره واحد فقال : موافق ولكن ذكرنى بألا أعدك بشئ بعد الأن.. .
وهنا تدخل مارلين الذى لم يرحل بل كان واقفا معهم وإستمع للحديث من بدايته قائلا بترجى:هل أستطيع القدوم أنا أيضا؟!..
كاد سام أن يرفض حيث أنه يريدها ليله للأصدقاء فقط.... ولكن ساب أسرع قائلا بموافقه : حسنا سألقاك أنت الاخر هناك.... هيا أذهب وغير ثيابك العفنه هذه وإرتح قليلا ثم نتقاب هناك ...
فرح مارلين لموافقه ساب على حضوره... وبالفعل ذهب حتى يفعل كما أمره ساب...
نظر سام ل ساب بحده قائلا :لماذا سمحت له بالقدوم معا... كما أرى أنك جعلته يعمل معك وأنت من كنت ترفض إدخال أحد غيرك لهذا المكان... فما الذى يحدث لك؟!...
أجابه ساب بهدوء: أخبرتك السبب سابقا سام... لكن لا ضير من إخبارك إياه مره أخرى ... يجب أن أجعله تحت عيناى حتى أضمن سلامه شقيقتى... كما أبعده عن جورج حتى لا يقتله ...وكما أنه من النوع الجيد ولا ضير من تعليمه بعض الأمور الجيده...فهل أتركه ليصبح الشخص الذى هو عليه فيؤذى أليس أم أساعده على التغيير حتى يحميها... ما هو رايك؟!... ماذا أفعل معه؟!...
نظر له سام بإعجاب وقال بإبتسامه: كل يوم يمر أعلم أنه مازال أمامى الكثير ﻷعرفه عنك وأتعلمه منك.... حسنا غلبتنى هذه المره... وهيا لاتركك حتى تذهب لبيتك حتى تغتسل وترتاح قليلا ثم نلتقى بالحانه ثم ختم حديثه قائلا بمرح أم أتى لأخذك فقد لا تستطيع
الذهاب وحدك....
لم يجبه ساب سوى بكلمه واحده.... وهو يلتفت ويعطيه ظهره متجها لمنزله.... ساب بصوتا مرتفع: اللعنه عليك سام...ورحل كلاهما كلا لوجهته ...
وصل ساب إلى المنزل ولكن بعد أن أتى بفاكهه ليلى المفضله حتى لا تقتله.... فهى لها فاكهتها المفضله بكل فصل من فصول العام.... ثم وضعها لها بغرفتها ككل يوم... وذهب لغرفته وأغتسل حتى وضعت أمه الطعام على الطاوله.... فجلس ليأكل فقد كان جائعا ولم يكن يعلم بهذا... إلا عندما راى الطعام أمامه...
كان ساب مازال يتناول طعامه حين دخل جورج وجلس أمامه قائلا : ها أنا لم أتى اليوم كما طلبت ولكن أخبرنى هل أتاك أحد من القصر الملكى أم لا....
نظر له ساب ببرود قائلا : أجل وإستكمل طعامه دون زياده بالحديث...ظل جورج منتظر أن يكمل ساب حديثه ولكن لم يفعل فتحدث يحثه على الإكمال : ثم ...
ترك ساب ملعقته ونظر ل جورج بذات النظرات البارده وقال : أخبرنى المبعوث أنه يجب أن أذهب للحفل الملكى ليخبرنى بمعاد البدأ بالعمل... ثم قام وترك له الطاوله بأكملها...... دون ان ينتظر رده حيث لم يعد له شهيه بعد أن راي وجهه جورج ....
لعن جورج حيث من بنيه ساب الضعيفه قد يستخفون بعمله....ف رغم سرعته وقوته الا أن
جسده قد يقلل من شأنه أمامهم....وخاف أن لا يتم قبوله...... ولكنه صمت لكونه يعرف أن ساب يخبئ كلام أخر.... حيث أنه كتوم وقليل الكلام ولا يخبرك إلا بما يريد قوله فقط... وأنتظر الوقت المناسب حتى يعرف كل شى...
دخل ساب غرفته وهو يلعن جورج بكل اللغات حيث لا يتركه يعيش لحظه واحد فى سلام يجب أن يخرب كل أموره هكذا... يستقز من طمعه فها هو يريد المال وهو يأتيه به ولكنه جورج فما المتوقع منه...
نظر الى الخارج وأدرك أنه عليك الذهاب فقد يتأخر على الرجلين وكلاهما لا يعرف بعضهم جيدا ....فقام مسرعا وأخرج ملابس نظيفه تميل الى الاسود ولبسها وخرج من غرفته...
وفى طريقه تقابل مع اليس ولكنه تخطاها وكأنه لم يرها... ولكنها وقفت أمامه تمنع تحركه وهى قالت بلهفه : أريد التكلم معك بأمر هام ...
أجابها ساب ببرود متخطيها : ليس الان وهم بالرحيل ولكن أمسكت اليس بيده قائله : أرجوك سابين....لعل تتوقف وتستمع إليها... إلا أن ما قالته أليس أشعل النيران بعينى ساب الذى سحب يده بقوة قائلا بحده وإنفعال: كفاكى ترهات...ألن يكبر عقلك السميك هذا أم تحبين أن يتم إهانتك....
فصححت اليس حديثها فهى تعلم كم يكره ساب هذا الإسم.... ووحدها والدتهم من لها الحق بأن تناديه به فقط .... فقالت برجاء : أعتذر منك أقصد ساب كما تحب.... ولكنى كنت أريد أن أشكرك لما فعلتى من أجلى... ف لقد سمعت أبى يخبر أمى صباحا عندما سألته عن عدم ذهابه للعمل.... أنك قد عقدت معه صفقه من أجلى ...حيث يعمل مارلين معك بالورشه وأنت بالمقابل تقبل العمل لدى الملك... أعلم أنك لست من هواة العمل لدى الاخرين... ولكن قبلته من أجلى فشكرا لك... شكراا جزيلا أخى.... وبكت فى نهايه كلامها منتظره رد الواقف أمامها ....
إلا أنها لم تتلقى منه سوى نظره بارده وكلمه واحده قالها لها بفتور: مازالت معاقبه أليس لهذا لا أريد أن أرى طيفك خارج هذا المنزل.... وتركها مكملا طريقه دون الالتفات لها....فهى السبب فى ذهابه للعمل بقصر الملك إلا أنه لا يعترض على ذلك...ولكن هذا لايعنى أنها ليست معاقبه على ما فعلته وأوقعت نفسها به....
وصل ساب إلى الحانه بالموعد الذى أتفق عليه.... وحين دخل وجد كلاهما قد حضر بالفعل ويتكلمان كذلك...أدرك ساب أن سام قد تقبل وجود مارلين معهم بعد حديثه معه... تقدم منهم ساب إلى أن سحب أحد المقاعد الخشبيه وجلس عليها....
قال سام بمرح: كنت أظنك لن تأتى يا رجل وضحك...
أكمل مارلين :أجل وكنا سنتراهن الان على هذا....
فقال ساب رافع حاجبيه : أتظنون بى كل هذا لكونى تأخرت بعض الدقائق حقا أغبياء... حسنا أتركونا من هذا ماذا طلبتم للشراب ...
وفى خوض هذا الحديث دخل أربعه رجال وجلسوا على الطاوله المقابله لساب وأصدقائه.... وطلبوا مشروبات لهم....
ومن الغريب أن يمر يوم طبيعى علي ساب كباقى البشر...حيث كان الرجل الذى ضربه ساب أمس من أجل مارلين.... كان متواجد أيضا فى الحانه..وللصدفه لم يكن بمفرده فقد كان معه صحبه...
كما أنه رأى ساب عند دخوله للحانه وأقسم أن يجعله أضحوكه أمام الجميع ...كما فعل هو به على حين غفله منه.... كما أخبر أصدقائه أن يتدخلوا إذا لزم الأمر.... وذهب اليهم وعيناه مسلطه على ساب الذى كان يتكلم مع ساام ومارلين دون أن يدرى بما يحاك له من وراءظهره .......