-->

الفصل الرابع - مملكة الذئاب Black


الفصل الرابع


ف لنعد قليلا للوارء حيث الرجال الأربعه متجهين إلي الحانه...بملابس للعامه يرتدونها حتى لا يجذبوا الأنظار إليهم ولملابسهم الفاخره.....يسيرون فى سكون وهدوء شديد لا يتخلله سوى صوت أقدام الفرس الذى يمتطونه.... وما جعل الهدوء طاغى 

على هذا الطريق....وهذا بسبب شرود إستيفان الذى تعجب له أصدقائه.... 


فقال ديفيد مخترق سكون الطريق ليجذب أنظار إستيفان والباقين إليه : ما هو رأيك بأن أجعل الحدادين يأتون باليوم الذى سيبدأ به عملهم.... حتى لا يضطرون للقدوم والرحيل لأكثر من مره من أجل رؤيتهم فقط.... فأنا أظن أنه ما دمنا إخترناهم من أجل هذا العمل دون البقيه.... إذا هم الأفضل أليس كذلك؟!...ونظر إلى إستيفان منتظرا إجابته.... والذى أجابه بفتور قائلا: أفعل ما تراه مناسبا ديفيد ف فى النهايه هذا عملك أنت.... وأنت الأجدر بإدارته....


إبتسم ديفيد بإتساع وهو يقول بتحمس: حسنا سأبعث لهم برقيات حتى يأتوا باليوم المتفق عليه ليبدأو بعملهم....أومأ له إستيفان.... فإلتفت ديفيد ينظر إلى جواره لصديقاه اللذان لم ينطقا بشئ 

طوال طريقهم...... فوجد كلا من الفين وماكس ينظرون له بتعجب... حيث أن ديفيد هو من أرد قدوم الحدادين من البدايه..... إذا لماذا قام بتغيير رأيه؟!..... 


لهذا سأله ماكس مستفسرا: لماذا قمت بتغيير رأيك الأن؟!.... رد عليه ديفيد بإبتسامه هادئه: لقد أقنعنى أحد الحدادين بذلك.... حين أخبرته أننى أريده أن يحضر الحفل لرؤيه عمله.... أجابنى قائلا بما أننى ذهبت للبحث عنه.... إذا فأنا أعلم كم هو بارع بعمله لهذا هو لا يحتاج لحضور حفلى.....كان هذا رده على طلبى....ولقد أقنعنى بحديثه... لهذا قررت إلغاء الأمر برمته له وللجميع.... 


قال ألفين بصوتا ماكر وهو يبتسم بهدوء: بالفعل هو رجلا ماهر وذكى أيضا لأنه إستطاع تغيير رأيك بهذه السهوله.... نظر له ديفيد بسخط وقال بحده: وقح ثم إلتفت ينظر للطريق... مما جعل إبتسامه ألفين تتسع هو وماكس....وكذلك إستيفان الذى كان يستمع لحديثهم....وهم فى طريقهم لأحد الحانات المتطرفه بالمملكه حتى لا يتعرفهم عليهم أحد... 


عوده مره أخرى الى الحانه وما يحدث بها...حيث أن ساب موجه كامل تركيزه لما يقوله سام... حتى رأى مارلين وهو يرفع كأسه ليشرب منه..... الضخم الذى قام بضربه أمس قادم من خلف ساب... والذى كان يتابع ما يقوله سام بإهتمام... ولكن مارلين من شده صدمته بثق كل ما بجوفه.... قائلا بصوتا مرتفع وعيونا زاهله لفتت أنظار الجالسين معه: اللعنه.... 

هذا لأنه رأى أخر شخص يتمنى أن يره... فنظر ساب إلى ما ينظر إليه مارلين بهلع ...


وياليته لم يفعل لأنه حين إستدار تلقى ضربه قويه على وجهه من الرجل الواقف خلفه أطاحته بعيدا... ولكنه لم يقم من مكانه على الفور.. فقد كانت اللكمه مؤلمه بحق..... كما جعلت الرؤيه مشوشه لديه.... لهذا ظل للحظات حتى يستطيع الوقوف.... وحين وقف كان أثر اللكمه الذى تلقاها بدأت بالظهور على صفحات وجهه.... 


ضحك الرجل العملاق قائلا لمارلين... وهو يشير على ساب الذى ظل واقعا أرضا بعد أول لكمه : أهذا من أتيت به ليقوم بضربى سابقا.... حسنا ها هو ذا ملقى على الارض من لكمه واحده ولا يستطيع الحراك... والان حان دورك حتى أستكمل ما كنت أفعله بك المره السابقه دون مقاطعه... كما لن يرحمك أحد 

منى هذه المره ...


كاد الضخم يقترب من مارلين الذى ماوال واقفا مزهولا بما يراه.... إلا أن سام وقف أمام الضخم 

وقام ب لكمه لأكثر من مره....مما جعل الضخم يتراجع بسبب لكمات سام.... إلا أنها لم توقعه بل جعلت غضبه يتصاعد لهذا قام الضخم بلكم سام هو الاخر لكمه قويه أطاحت به هو الاخر..... ف سام صاحب بنيه متوسطه يستطيع حمايه نفسه....ولكن 

لا تؤهله لدخول مشاجره مع رجلا ضخم بهذا البنيه العملاقه...لهذا سقط حين تلقى لكمه من الضخم... 

وحين وقف قرر عدم التدخل بين العملاق وهذا المارلين فهو لا يعرفه على كل حال... كما أنه حاول تقديم المساعد إلا أن هذا لم يفلح.... لهذا إبتعد لأنه يعلم أن من سيقرر خوض هذا النزاع مع الضخم.... فهو شخصا مجنون لا محال.... لأنه سيخرج بالكثير من الكدمات والجروح المؤلمه.... ولكن هذا لم يكن قرار ساب.... 


كان كل هذا أمام أنظار الجميع حيث التفت الجميع لما يحدث..... منذ ضرب هذا الرجل الفتى الصغير والقاه بعيدا ثم لحق به صديقه الأخر.... 


قال ماكس بحماس وهو يلقى نظره على ما يحدث : حسنا يبدوا أن هناك نزاع على وشك البدأ وبما أن هناك نزاع إذا هناك مراهنه...


كان إستيفان وألفين يستمعون لحديث ماكس...ولكن ديفيد كان فى عالم أخر ...وهو يفكر هل الفتى الذى تلقى الضرب منذ قليل؟!... هو ذلك الصغير الذى كان يتحدث عنه قبل دخولهم لهذه الحانه أم أنه يتوهم ....


إلا أن حديث ألفين الحماسى أخرجه من تفكيره وهو يقول : حسنا سأراهن على الضخم إنه لن يترك جزء سليما بهولاء الفتيا وأخرج نقوده واضعا أيها على الطاوله ...


قال ماكس مؤيدا : وأنا أيضا سأرهن على الرجل الضخم.... وأخرج نقوده هو الأخر ثم قال وهو ينظر للملك... وأنت إستيف على من ستراهن؟!.....


نظر إستيفان مطولا لما يحدث وقال بهدوء: أراهن على الفتى الذى تم ضربه أولا...


نظر ثلاثتهم إليه....حيث تعجب ماكس وألفين لأن بنيه الفتى ضعيفه جدا مقارنه بالضخم ...كما أن الضخم أطاح بالفتى من لكمه واحده فقط... لكن هذا إستيف دائما ما يكون له نظره وإختيار مختلفه عن الجميع ...


أما عن ديفيد فقد تعجب من إختيار إستيف كذلك ولكن لم يعلق ...وقال هو الاخر بترقب : وأنا أيضا أراهن على هذا الفتى وفى خوض هذا المناقشه حول الشخص الذى يتم المراهنه عليه...


قام ساب من مكانه وهو يدلك وجهه مكان اللكمه حيث كانت لكمه مؤلمه...إلا أنه يعلم أن عنصر المفاجاء هو ما ساعد الضخم لأنه لم ينتبه لوجود ذلك الحقير خلفه... حيث ظن أن من خلفه كان الساقى لهذا لم يأخذ حذره... إلا أنه يعلم كيف يرد 

له لكمته.... 


ظل ساب قابع مكانه دون حراك حتى يحدد مراكز قوه وضعف المكان الذى يقف عليه خصمه ...وحينما

إنتهى من وضع خطته.... قام بالتحرك تجاه هذا الحقير... وخلال تقدمه نظر بجانبه فوجد سام مازال يتالم أيضا من ضربه للتى تلقاها.... 


ووجد الرجل يصب تركيزه على مارلين ويمسك بتلابيبه كما حدث بالمره السابقه.... ولا يحفل بأحد ف لعن ساب بصوتا خافت... حيث أن هذه المره لن تكون كسابقتها...فهو لن يترك ذلك الحقير حى هذا لأنه تمادى هذه المره ....كما لم يتعدى عليه فقط بل تعدى على صديقه أيضا ف إلى هنا وكفانا مراح..... فقد حضر وقت الشجار اﻵن وكم أشتاق هو لهكذا أمور... 


إبتسم ساب بسخريه وهو يرى الضخم لم يلتفت ليراه..... هل مازال مكانه أم لا؟!. هل ظن أنه سيطيح به ب لكمه واحده... حينها إتسعت إبتسامه ساب وهو يتوجهه الى هذا الحقير كما لقبه.... حيث كان على وشك ضرب مارلين.... وهذا الغبى مستسلم له بل ويغمض عينه ولا يقوم بالدفاع عن نفسه ...وكأنه بذلك لن يشعر بألم اللكمه التى سيتلقاها من ذلك الحقير.... فأدرك أن مارلين من الأشخاص الذين يخشون الوقوع بالنزاعات..لعدم قدرته على الدفاع 

عن نفسه... لهذا يستسلم للأمر حين يقع به.... 


صدح بالمكان صوتا عالى لشئ تم كسره... ظن مارلين أنه من تلقى هذه الضربه... ولكن طال إنتظار مارلين ليشعر بالم الضربه كما تخيل ...ولكنه متأكد أنه سمع صوت شئ يكسر وبقوه بالقرب منه.... إذا لما لا يشعر بالألم...كما أن قبضه الضخم قد إرتخت.... ولكن إن لم يكن هو من تلقى تلك الضربه التى سمعها.... فمن الذى تلقى الضربه بدلا منه؟!.... كل هذه التسأولات ظل مارلين يطرحها وهو لم يقم بفتح عيناه... 


إلا أن السكون يعم المكان... فتذكر مارلين الصوت الذى سمعه منذ لحظات وتسأل داخله: أهذا صوت قنينه شراب صدمت براس أحدهم أم إنه يهيئ لى... حين شعر مارلين أنه لن يصل لنتيجه... قرر أخيرا فتح إحدى عينه ليرى ما يحدث... ف رأى مشهد مشابهه لمشهد سابق قد حدث أمامه أمس... 


وكان محق فى تفكيره بأن هناك من تلقى ضربه 

قويه بقنينه.... فكان أول ما رأته عيناه هو ساب وهو يحمل بقايه قنينه بيده بعد أن قام بضرب الرجل على راسه مرة أخرى.... حسنا ومن توقع أن يفعلها غيره.... إلا أنه سأل نفسه قائلا بتعجب: ما هو خطب ساب مع قنينات الشراب؟!... ولكنه عاد للواقع وإبتعد عن الساحه ليرى ماذا سيحدث للضخم هذه المره.... يا ترى هل سيتغلب عليه ساب كالمره السابقه ام سيقتله الضخم هذه المرة؟!... 


أما الرجل الضخم فترك مارلين حين شعر بالدوار بسبب الضربه التى تلقها برأسه..... وللأسف كانت بذات المكان الذى ضربه به الفتى الوقح مساء أمس لهذا إلتفت متألما وغاضبا لقتل من فعل هذا به..... فنظر ووجدا ذات الفتى يقف أمامه.... فعلم أنه هو من فعل هذا... ومن غيره يستطيع فعلها؟!... 


كاد الضخم يتحدث إلا أن ساب سبقه قائلا له مستفزا إياه مع إبتسامته المعهوده : أجل أنا من فعلها هذه المره أيضا... هيا أرنى ما لديك ...


وقبل أن يتقدم تجاه الرجل الضخم مره أخرى وجد ثلاثه رجال أخرين وقفوا بجوار الحقير.... فقال بضحكه رائها الجميع ضحكه مجنونه من فتى سيلقى حتفه لا محال أمام هؤلاء العمالقه : حسنا زياده أعدادكم لا يزيدنى سوى حماس.... 


ثم أكمل بتملل وكإن الامر أصبح يضجره: لما لا تتحركون..... هيا لا تقفوا كالنساء هكذا وأبداوا بتحريك مؤخراتكم اللعينه وقاتلونى... أم تريدون 

أن أأشر لكلا واحد منكم حتى يأتى....


لمن لا يعرف ف هذا ما يحدث حينما يوجد عدد كبير من النساء أو الجوارى... ويريد الرجل الاختيار بينهم فيشير على من تعجبه لتأتيه.... لأنه لا يعلم أسمائهم 

وهذا يعد إستهزاء وإهانه لرجولتهم.... وبعد إنتهائه من الحديث.... صدحت الصيحات من كل الحضور لحديثه الذى ذاد الوضع سوء... فلعن كلا من مارلين وسام.... وماكس.... والفين.... كذلك قائلين داخلهم أنه من المحال خروج هذا الفتى من هنا قطعه واحده ...


وللمره الثانيه هذا اليوم يبثق أحدهم شرابه.... وقد كان ديفيد حين إستمع لحديث الفتى... وكم تأكد من تهور هذا الصغير المجنون... ونظر إلى إتساع إبتسامه إستيفان للقادم ....فقد أفتقد هذا الاخير حدوث مثل تلك الامور.... كما كان يحدث بالسابق قبل ان يكون يحمل مسؤليه العرش على عاتقه... كما أعجبه شجاعه هذا الصغير رغم ما قد يلقاه من ضرب قد يبعثه للسماء....


ولكن يوجد شعور داخله يخبره أن هذا الفتى مراوغ يعلم ما يفعله جيدا....لهذا إما سيخرج فائزا أو مقتولا ولا ثالث لهم.... وبالفعل هجم أحد الرجال علي ساب غاضبا من حديثه.... ولكن لم يصب ساب أى من ضربات الرجل...... وكان يقف أمامه يصد ضراباته بسهوله.... وكأنه يلاعب طفل صغير لا رجل يساويه فى الحجم الضعفين... وهذا ما رائه جميع من يجلس بالحانه.... فتدخل أخر ممن يقف بجوار الضخم حتى يضيق عليه الخناق... ولكن أتى وقت اللعب فلما لا نلعب...


حيث توقف عن الدفاع وبداء بالهجوم وأصبح يضرب فى كل مكان تطوله يداه وقدمه.... فحاول أحدهم إمساك يديه ليقيده ولكنه أخطاء بهذا.... فقام ساب برفع قدمه وركله بوجهه ف سقط على الارض بأنف ينزف.... ثم إستدار للاخر وأطاح به بسبب لكمه قويه بمعدته..... ثم عاد للاخر الذى يحاول أن يقف على قدميه غاضبا مما فعله به ذلك الصغير.....


و لعن بصوت مرتفع قائلا :أيها الصغير اللعين ساقت... ولكن لم يكمل حديثه... حيث قام ساب بإمساك كرسيا وإستدار به بكل قوته.... ثم وجهه بقوه على رأسه..... فوقع الرجل على الارض مغشى عليه.. بسبب قوه الضربه التى تلقاها.... 


والجميع بدا مستمتع من ذلك العراك... حتى أن سام ومارلين لم يحاولو التدخل لمساعده صديقهم...لأنهم رأو أن من أمامه هم من يحتاجون للمساعده لا هو....


إلتفت ساب للاخر حتى يكمل عليه.... فبأغته الاخر بلكمه قويه بمعدته فرجع للوراء ولكنه تحمل الألم... وعاد إليه ورد له الضربه إثنان... ولكن بأضلاعه حتى سمع صوت إنكسار أحد أضلاعه بالفعل...


فتاوه الرجل بسبب شده الألم الذى شعر به... ولكن ساب لم يعطه الفرصه ليكمل تأوه... فأعطاه لكمه قويه بوجهه جعلته جليس جوار صديقه الاخر... والذى لا يستطيع أن يقوم من مكانه يتلوى من 

الألم حتى الان...


فالتفت للاثنين المتبقيان منتظر تحرك كلاهما ولكن لا شئ.... فتحرك خطوه بإتجاههم ولكن فر أحدهم من أمامه خوفا من أن يتلق مصير أصحابه ....


وبقى الحقير كما لقبه ساب وحده مره أخرى فقال ساب بسخريه : حسنا لم يتبق سوى أنا وأنت ما هى أخر أمنياتك أيها الحقير.... ولم يمهله فرصه فى إستيعاب حديثه.... فقد قام بإعطائه لكمه قويه على أنفه جعلت أنفه ينزف... ثم قفز على طاوله وأمسكه من تلابيبه من الخلف وقام بالقفز من أعلى الطاوله بكامل ثقله ليسقطه أرضا وبالفعل أسقطه أرضا ....


وبالنسبه للرجل الضخم فقد حاول أن ينقذ نفسه ويرد اللكمات لخصمه.... ولكن هذا الصغير اللعين سريع ويتوقع حركه خصمه ...لذلك لم يستطيع مقوامته كثيرا بسبب كثره الضربات التى تلقاها....ثم جلس ساب فوقه وظل يكيل له اللكمات... حتى فقد الضخم وعيه ثم تركه ساب بعد أن أكتفى من ضربه... 


وكان المكان يعم بالسكون بعد أصوات اللكمات والتكسير التى حدثت بالمكان.... حتى نظر ساب لمن حوله قائلا ببروده المعتاد:ماذا الم تروى شجار من قبل؟!... 


حديثه جعل الجميع يعودون لإستكمال ما كانوا يفعلوه.... وذهب هو بإتجاه سام ومارلين قائلا : هيا ف لقد مللت من هذا المكان ولا اريد البقاء به أكثر من ذلك... وهم بالخروج هو ومن معه ...


ولكن عند خروجه من الحانه التقت عيناه بشخص ما صاحب عيون مميزه.... إلا أنه لم يطل النظر وإستدار مكملا طريقه خارج من هذه الحانه.... 


سيسأل البعض كيف لشئ كهذا يحدث دون أن يتدخل أحد لمنع هذه المشاجره....هذا لان هذه الأشياء طبيعيه لدى هؤلاء القوم فهم يرونه كأمر مرح يروح عن القلب...هكذا كانوا يفكرون بالعصور القديمه..... حيث كانت تقوم على البقاء للاقوى لهذا لو أنك ضعيف فلا تخرج من للعالم الخارجى حتى لا تأكلك الذئاب... لأنه لا يوجد من سيقدم لك المساعده 


ولقد فاز إستيف وديفيد بالرهان.... وأمضوا ليله جيده بتلك الحانه كما ضحكوا كثيرا على مااقاله وفعله ذلك الصغير طوال أمسيتهم.... كما شعر إستيفان أنه سيلتقى بذلك الصغير ثانيه... ولكن أين؟!...هذا ما لا يعلمه....


❈-❈-❈





عاد ماكس الى جناحه بعد يوم شاق بالعمل وليله صاخبه مع الأصدقاء.... دخل بهدوء حتى لا تستيقظ تلك النائمه....ولكن وجدها تقف أمام النافذه تنتظره كعادتها منذ أن كانوا صغار.... فتبسم لهذه الذكرى وذهب محتضن إياها من الخلف وهو يتنهد بإرهاق ...


ماكس بحنان وحب وهو يشتم عبيرها بإشتياق: أعتذر حبيبتى على إنتظارك لى كل هذا الوقت... ولكن لم أكن المخطاء هذه المره بل كانوا هم من أطالوا البقاء لهذا لم أستطع تركهم ...كما حدث أمر مضحك فى تلك الحانه... ولكنه توقف عن إكمال حديثه حين وجدها صامته لا تحدثه كعادتها كل يوم ...


فأدارها اليه قائلا بتسأل : كيت ماذا حدث عزيزتى !!


تبسمت كيت محاوله إخفاء سأمها وحزنها مما فعلته تلك اللعينه هيلدا...عن زوجها الذى يعمل طوال اليوم وينتظر الوقت ليعود لأحضانها حتى يستريح..ويلقى بهموم يومه الصعب حين يقوم بإحتضانها....لهذا هى لن تعكر صفوه بهذه الأحاديث... إلا أن هذا لا يمنع أنها كانت تفكر بطريقه لجعل تلك الافعى ترحل سريعا من هنا.... حتى لا تسبب بالكثير من المصائب على من حولها بالقصر.... وخاصه بعد ما حدث منها تجاه الملك....


كيت بإبتسامه جذابه: لا شئ عزيزى أنا فقط أستمع إلى حديثك والى مغامراتك الشيقه مع هؤلاء الأشقياء... كيت الوحيده القادره على التحدث معهم بهذه الطريقه بسبب علاقتهم الوثيقه منذ الصغر...

وأكملت بإبتسامه مشاكسه حتى تبعده عن سؤالها عن سبب شرودها : لا تخبرنى بأن المتعجرف ديفيد قام بإفتعال المشاكل ككل مره.... وبالفعل أستطاعت تغيير مجرى الحديث...


حيث عاده إبتسامه ماكس ثانيه وهو يقول : لا لم يكن ديفيد مفتعلا للمشاكل هذه المره... بل نافسه فتى صغير اليوم وتخطاه كذلك... وظل يروى لها ما حدث هناك حيث أن كيت هى زوجته وحبيبته وصديقه الطفوله كذلك... فهو ككل يوم يأتى ويقص عليها ما حدث له خلال يومه سوء كان حزين ام سعيد..... فهى مصدر الراحه والحب لديه... وظلوا هكذا الى أن نام هو من شده إرهاقه طوال اليوم... وبقيت هى مستيقظه تنظر له بعشق خالص... وهى تتذكر أول لقاء بينها وبينهم وخاصه ب ماكس معشوقها...


"فلاش باك"


حيث بدأت كل شئ حين كانت تركض بالممرات كعادتها... لتختبئ من أصدقائها أبناء الخدم بالقصر الملكى ب لعبه الإختباء..... حيث كان مسموح للخدم أن يأتوا بأبنائهم الصغار معهم وخاصه النساء العاملات وكانت هى من من يأتون مع أمهاتهم أثناء عملها بالقصر...وكانت تجتمع مع الأطفال الأخرين

للعب....ولكن لم يكن يسمح لهم بتخطى الطابق السفلى الخاص بالخدم.... ولا يحق لهم الصعود الى أحد الطوابق العلوى...


حيث كان يمتنع وجود الاطفال فى تلك الاماكن الخاصه بصالات الحكم... وخاصه أطفال الخدم حتى لا يتسبب هذا بموتهم بحكم من الملك...هذا ما كانت تخبرها به والدتها حتى تخيفها كالعاده من الصعود للاعلى....ولكنها كالعاده لم تلتفت الى كلام أمها يوم.....حيث كانت تفعل ما تريد فقد كانت تختبئ 

فى غرفه بالطابق الرابع العلوى بالقصر بغرفه بالجناح الشرقى ولكن دون أن يعلم أحد بهذا.... وما كان يشعرها بالراحه أن الغرفه كانت مليئ ب الغبار وهذا دليل على أنه لم تطأها قدم ....نظير لإتساخها ووجودها بأخر الرواق ....


وفى مره من المرات وهم يلعبون كعادتهم ذهبت الى مكانها المعتاد للاختباء حتى تفوز ككل مره... وبعد مرور بعض الوقت من إختبائها وقررت أن تخرج من الغرفه للعوده إلى أصدقائها... وجدت باب الغرفه يتم فتحه ودخل منه شخصان وأغلقوا الباب بعد دلوفهم

وقد كانت سيدة شديده الجمال ورجل شديد الوسامه كذلك.... والسيده يظهر عليها التوتر الشديد بخلاف الرجل الذى كان ينظر لها بمكر شديد...شعرت خلالها كيت بالقشعريه تسرى بجسدها بسبب نظرات هذا الرجل.... فسكنت مكانها وشعرت أن قلبها سيتوقف من الخوف والرهبه.... لهذا وضعت يدها على فمها حتى لا تصدر صوت ويتم الامساك بها وقتلها كما كانت تخبرها أمها ...


كانت بحاله صدمه مما ترى وهى من إستخفت بكلام والدتها بشأن موتها.... ولكن قطع تفكيرها فى الطريقه التى ستقتل بها...تنبهت لحديث الرجل مع المرأه التى كانت تنظر له بتوتر ملحوظ....


قائلا بهدوء وكأنه يتحدث عن أحوال الطقس: إيزبيلا يجب أن يموت الامير الصغير حتى نستطيع الهروب معا ف الملك لن يترككى ترحلين ما دام هذا الصغير على قيد الحياه ...


فصاحت قائله برعب وهى تعود بضع الخطوات للخلف: ماذا أتريد أن أقتل إبنى الكسندر كيف لك 

أن تفكر بهذا؟!....


قاطعها قائلا بحده : حسنا أنتى تعلمين قانون المملكه ما دام هناك وريث لا يحق للملكه طلب الانفصال عن الملك....وأنتى أتيت له بالصبى ثم صاح ثأرا حتى يؤثر بها.... كان يجب أن يكون هذا الصبى أبنى أنا لا هو.... فأنا من أحببتك أولا لهذا أنا الأحق بكى... 


تشتت تلك المراه التى تقف أمامه... والتى إكتشفت كيت أنها الملكه.... ولكن رغم ذلك رأت مدى زعرها وضعفها من خلال عينها التى تلمع بالدموع.... وهى تنظر للرجل الذى إتخذته صديقا يوما ما.... 


إيزبيلا بعد تفكير وهى تحاول منع دموعها من التساقط : حسنا سأفعلها... ولكن كيف... 

إتسعت عين الصغيره كاترين لما سمعته فهى ظنت أنها سترفض هذا..... بل وستأمر بدخوله السجن ليعاقب... أحقا ستقتل ولدها من أجل هذا الرجل ...وأنتظرت حتى ترى ماذا سيحدث ...


إتسعت ابتسامه الكسندر حين حقق مراده قائلا:ستكون موته طبيعيه دون الم كبير أعدك بهذا... حيث سنضع له سم بالطعام.... كادت إيزبيلا تقاطعه إلا أنه وضع يديه على فمها... وأكمل لن يشعر بالالم كثيرا سيموت سريعا كما لن يعلم أحد سبب وفاته... وبعد موته سيكون لكى كامل الحق بترك الملك ماذا قلت حبيبتى.... وحاول الإقتراب منها لإحتضانها إلا أنها إبتعد عنه مره أخرى.... إلا أنها أعطته موافقتها على ما يقول.... وخرجت سريعا من المكان ثم تبعها هو بعد دقائق ...


وتركوا خلفهم من تألم قلبها على حال ذلك الامير الصغير.... الذى سيقتل ظلما على يد هذا الرجل.... وهذه السيده التى أدركت أنه لاحول لها ولاقوه...فهى لا تستطيع حمايه طفلها... خرجوا وهم لا يعلمون بمن أستمع لهذ الحديث.... حيث أخبر الكسندر الملكه أنه سينفذ خطته بعد عوته بشهر من المهمه التى كلفها له الملك.... وخرجت من مكان إختبائها وهى بصدمه تامه...فهى ليست سوى فتاه تبلغ من العمر أحدى عشر عام.... إستمعت الى حوار أكبر من عمرها ومكانتها بكثير فمن الذى سيصدقها يا ترى...إذا أخبرت أحدهم بما سمعته...... ولكن يجب أن تجد ذلك الامير حتى ترى كيف تنبه عما سيحدث له او ستساعده إن لزم الامر.... وهذا ما عزمت عليه وهى تخرج خلسه من الغرفه كما دخلتها... وقد قررت البداء فى مخططها من الان....


"انتهاء الفلاش باك" 


عادت من شرودها الى ماكس الذى إستدار وأحتضنها داخله أكثر كأنها ستهرب منه... فإبتسمت وذهبت بسبات عميق وهى تشكر الاله أنها أحبت رجل ك ماكس ...


❈-❈-❈


وأتى صباح يوم جديد على الجميع فمنهم من يحاول التاقلم على ماطراء عليه من جديد بحياته ك مارلين على سبيل المثال... والذى يحاول تقبل العمل مع وجود جورج الذى لم يكف من القاء الاوامر عليه منذ قدومه حتى أهلكه...


فلم يعد لديه طاقه للتنفس وساب لم يتدخل حتى يرى ما نهايه أفعال جورج... كما يريد أن يرى ما مدى صلابه مارلين تجاه كثره طلبات جورج... هل سيتحمل ام لا.... عندما يتركهم سويا ويذهب للعمل مع الجيش الملكى...


تركهم ساب حتى يرى إذا تحمل مارلين أفعال جورج فهو ناجى.... وتبسم لتلك الفكره لهذا هو لم يتكلم ولكن شعر أن جورج قد أستغل صمته... بجعل الرجل يفعل أمور شاقه عليه كثيره.... ليقوم بها فى يوم واحد ....وكاد جورج يلقى إليه باقى أوامر التى لا تنتهى....


إلا أن ساب قاطعه قائلا : حسنا يكفى الى هنا جورج ونظر له نظره يعرفها جورج جيدا... حيث إن لم تكف عن هذا الان سأسكتك بطريقتى الخاصه ....


فصمت بالفعل وتنفس مارلين الصعداء حيث لم يعد بإستطاعته فعل المزيد من الاعمال... كما أن اليوم كاد ينتهى حيث رحلت الشمس منذ مده كبيره وحل المساء... وهم لم يكفوا عن العمل بعد.... فقد بدأو عملهم منذ شروق الشمس... ومن وقتها لم يستريحوا ولو لبعض الوقت.... 


تحدث ساب قائلا وهو يعمل على بعض الأسلحه اللازمه...التى طلبها منه أحد الرجال الذين يتعاملون معهم...حيث أن ميعاد تسليمها غدا كما وعد صاحبها...


ساب بثبات وهو يلقى كامل تركيزه على ما أمامه: مارلين إذهب لبيتك الآن..... فقد إنتهى عملك اليوم ف لدينا يوم حافل غدا لهذا لا تتأخر ...


أجابه مارلين بإرهاق وهو لا يستطيع رفع قدميه حتى : حسنا سأتى على الموعد غدا...هيا إلى لقاء... وكاد يرحل إلا أنه توقف قائلا... حين لاحظ أن ساب يكمل عمله... ولا نينه له بالرحيل الأن مثله: ولكن ألن تكتفى أنت أيضا لليوم فلقد قمنا بعمل شاق ...ومن المؤكد أنك تشعر بالإرهاق...


نظر له ساب وقال بإبتسامه هادئه: حسنا هو شاق لك ولكن ليس لى.... من الممكن أن أظل هنا الى صباح يوم الغد.... أستكمل عملى دون ملل او تعب فقد إعدت على هذا.... فلا تشغل بالك بى.... وأذهب وأسترح كما قلت لك هيا.... 


أومأ له مارلين متنهدا ورحل وهو متعجب من هذا ال ساب.... حيث رأى أن لديه طاقه كبيره على مداومه العمل... وبدخله يعلم أنه مهما كانت المهام التى وكلها له جورج صعبه بنظره.... إلا أن عمل ساب وحده أصعب بكثير.... كما أنه لاحظ سرعته وخفيته فى العمل... وقرر أن يفوز بصداقه هذا الرجل... كما لن يفرط بتلك الصداقه... لأنه لا نقابل كل يوم صديق يحمل كل تلك الصفات الجيده....


أما عند جورج وساب فقد قام جورج بعد السيوف التى سيقوم بتسليمها غدا.... ووجد أن العدد مكتمل كما طلبه الرجل ...فنظر بتعجب ل ساب الذى مازال يعمل ...ولكن على ادوات تستخدم لحرث الاراضى لا للمبارزه.... 


جورج بتسأل : هل أتت طلبيه جديد لهذا تعمل عليها؟!... 


أجابه ساب ببرود: لا... 


تنهد جورج وقال ببرود هو الأخر : حسنا ف أنا أرى أن العدد الذى طلبه الرجل منك قد أكتمل ...كما انه لم يطلب منك صنع تلك الاشياء.... إذا لمن تصنع هذه الأدوات.... 


لم يعر ساب حديثه أى إهتمام وإنما سأله سؤلا مغايرا وهو يترك ما بيده وينظر له بنفاذ صبر: ألم ينتهى عملك هنا اليوم جورج.... إرحل ولا تقم بإزعاجى حيث لا طاقه لى لترهاتك....


سائم جورج من تعامل ساب الفظ معه فقال صائحا : حسنا ولكن الاشياء التى تستخدمها ما تزال ملكى.. فأنا مالك هذا المكان.... لذلك أريد أن أعلم ماذا تفعل والأن... 


ترك ساب الطرقه من يده بعنف...فأصدرت أصوات مرتفعه....ثم إستدار ل جورج بكامل جسده.... ونظر له ببرود وهو يقول داخله: حقا جورج أنت بارع فى إثاره أعصاابى... إلا أنه قال بصوتا مرتفع به بعض الحده: حسنا لو نظرنا إلى من قام بشراء كل تلك الاشياء فهو أنا...والتجار والفلاحين لمن يأتون من أجل أعمالهم؟!... إذا نظرنا لكل هذا فمن منا برأيك صاحب كل تلك اﻷشياء؟!..!! 


نظر له جورج بعد أن أخرسه كلام ساب الصادق قائلا ببرود وكأن ما قاله ساب ليس له ولا يعنيه : حسنا لا أريد أن أعلم الى من تقوم بهذا العمل.. ولكن ألن تذهب الى المنزل فقد تأخر الوقت...


تعجب ساب من سؤال جورج... إلا أن هذا لم يدم كثيرا كما أنه أزال هذا الشعور من داخله سريعا قائلا بسخريه: لا تخبرنى أنك تخاف من بقائي وحدى أرجوك..ثم تنهد مكملا بإرهاق: إرحل جورج وأخبر أمى بأننى سأبقى اليوم هنا حتى لا تنتظرنى... فمازال لدى المزيد من الأعمال التى لم تنتهى بعد... 


فقال جورج ببرود وهو يخرج : حسنا أنا راحل... بعد رحيل جورج أصبح ساب وحده يكمل عمله..... ويأمل أن ينتهى منه قبل حلول شروق شمس الصباح .....


يتبع