-->

الفصل السابع عشر - شهاب قاتم

 




الفصل السابع عشر


تقدمت احدى قدماه والأخرى تجذبه كي يبتعد ويهرب سريعاً، صوتاً بعقله يُخبره أن المُقبل لن يستطيع التخلص منه للأبد، ولكن أليس هذا ما أراد؟! أن ينتقم.. أن يرى نفسه أفضل رجل يستطيع بإمتلاكه للأموال التي يصعب على مصرف واحد أن يجمعها ألا ترفضه إمرأة أبداً..

صوتاً يصرخ برأسه أن يتوقف، يلتفت، يعدو بعيداً، ألا يذهب، هناك صوتاً يُحاول أن يُخبره بألا يتقدم أكثر من هذا.. عليك العودة!! ولكن لا.. لن يبالي.. سيُكمل ويكمل حتى يصل إلي ما يُريد..

"قول آه وطيب وحاضر لغاية ما نخلص من القاعدة دي.. إل تشينو ده فاكر نفسه ملك وبيقرف أوي لما حد يناقشه.. وده مبتفهمش ده بيموت على طول لو بس مش عاجبه حد او شك فيه!" أخبره وليد لينظر له شهاب في تعجب بنظرة جانبية ولكنه نظر أمامه مجدداً وهما يتجهان حيث ذلك المقهى الذي اتفق وليد مع احدى اهم أفراد تلك العصابة أن يُقدم لهم شهاب كفرد ذو أهمية بينهما نظراً لذكاءه وحسن تصرفه في كل ما سبق من صفقات مشبوهة..

"وآه، لو جاب سيرة عن كلوديا متفتحش بوقك واسكت، كلوديا دي بالنسباله كده" ابتسم وليد بإستهزاء "زي غادة بالنسبالك.." رمقه بقليل من التهكم ثم تابع "وهي اللي معاها مفاتيح اللعب كلها، ولو جيت للحق هي العن مليون مرة من تشينو!"

عقد حاجباه وهو ينظر له بإنزعاج وذلك الجرح العميق بداخله لا يزال في أوله فهو للتو رآها بدل المرة مرتان مع هيثم وقد رفضته لتترك جراحه تنزف دماً من إنتقام!!

جلسا كلاهما في انتظار إل تشينو وداكنتي شهاب تبحث عن هذا الرجل الذي سمع عنه الكثير في غضون يوم واحد من وليد إلي أن توقفت سيارتان تتشحان بالسواد وكلاهما من نمط الدفع الرباعي ليخرج من احداهما رجل يبدو في منتصف الثلاثينات يتبعه رجلان من السيارة الأخرى وقد أدرك أنهما كحرس خاص له ولم ير تلك التي تشاهده من السيارة أسفل نظاراتها الشمسية التي قد أخفت أغلب ملامح وجهها!!

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

تقدمت احدى قدماه والأخرى تجذبه كي يبتعد ويهرب سريعاً، صوتاً بعقله يُخبره أن المُقبل لن يستطيع التخلص منه للأبد، ولكن أليس هذا ما أراد؟! أن ينتقم.. أن يرى نفسه أفضل رجل يستطيع بإمتلاكه للأموال التي يصعب على مصرف واحد أن يجمعها ألا ترفضه إمرأة أبداً..

صوتاً يصرخ برأسه أن يتوقف، يلتفت، يعدو بعيداً، ألا يذهب، هناك صوتاً يُحاول أن يُخبره بألا يتقدم أكثر من هذا.. عليك العودة!! ولكن لا.. لن يبالي.. سيُكمل ويكمل حتى يصل إلي ما يُريد..

هي ليست كمثل بقية النساء ولكن أن ترفضه بمثل هذا الشكل لن يتقبله أبداً.. بعد أن أغرقته بالإهتمام والإستماع وإدعائها لمساعدته بشخصيتها الغريبة وملامحها الأغرب التي لم يرها بإمرأة من قبل تظن أنها تستطيع العبث مع رجل مثله! لا لا.. لن يتركها لتفلت من بين يديه..

سيصعد، ها هو يأخذ الخطوات نحو مدخل تلك البناية، ولكنه سيرى والدته، عليه أن يكون لائقاً مع الجميع.. لا لن يذهب!! لن يصعد أبداً، كانت فكرة سخيفة منذ البداية..

ألتفت ليعود ولكنه توقف في تفكير، معنى أنه سيرى والدته وأخوته قد يستطيع معرفة ما إن كانوا هم السبب في إرسال فيروز إليه أم لا! هذا التفكير قد اقتنع به وسيستمع إليه..

ألتفت ليصعد آخذاً خطوة للأمام ليتوقف.. هذا يعني أن فيروز ستظنه آتى ليعتذر وهو لا يعتذر لإمرأة أبداً.. ليس شهاب الدمنهوري من يفعل ذلك مع إمرأة..

حسناً.. سيعود إلي سيارته وسينسى محاولة قدومه السخيفة.. التفت وآخذ خطوة ليغادر ولكنه وجد نفسه يتوقف!! هناك شيئاً لعيناً بداخله يصرخ به كي يصعد..

"ما خلاص بقى" تمتم بحنق بينما مر من جانبه احدى الأشخاص وهو ينظر له بإرتياب ليرمقه شهاب في غضب ثم تمتم بعقله "هاطلع واللي يحصل يحصل.." 

وقف في انتظار وهو يحاول أن يُخرس تلك الأصوات الصارخة بداخله التي يُخبره البعض منها أنه قد أخطئ والبعض يخبره بأنه يريد المزيد من صحبة تلك المرأة..

"نعم.. حضرتك مين؟" فتح رجل لا يعرفه الباب ثم عقد حاجباه إليه في تساؤل 

"شهاب الدمنهوري.." حمحم وسكت لثانية وهو لا يصدق أنه سينطق بتلك الكلمة "أخو هاشم و.. هبة" تريث في قوله ليومأ له ذلك الرجل الذي لم يكن يعلم أنه زوج أخته بطريقة غير مرحبة أبداً

"اتفضل" رمقه بإحتقار ليدلف شهاب الذي نظر له هو الآخر وقد قرأ بعيني ذلك الرجل عدم الترحاب به بل وكرهه الشديد له

بحث بعينيه سريعاً عن فيروز التي لم تكن متواجده ليتعجب ولكنه دلف أمام الجميع ورحب به والد فيروز فلقد تحدثا من قبل سوياً واستطاع التعرف عليه بسرعة 

"إزيك عامل إيه؟" صافحه والد فيروز 

"تمام.." أخبره بإقتضاب ثم نظر نظرة سريعة بملامح الجميع فيبدو أن هبة تنظر له مثل زوجها بكراهية، هاشم قد تملك منه الإندهاش الشديد مثل تلك الفتاة الصغيرة الجالسة بجانبه، والدته تبتسم بإقتضاب شديد وتتفحص ملامحه في لهفة بينما يبدوا والد ووالدة فيروز متعجبان ويحاولان أن يخفيا ذلك التعجب.. 

جلس على احدى الكراسي بجانب الباب وكانت بعيدة نوعاً ما عن الجميع وقبل أن يبدأ هو بحديثه المعسول الذي يقع الكثير من الناس في إعجابهم بسببه دلفت من جانبه فيروز وكأنها تنفخ الروح في جسد ميت..

"ادي الشربات.. نقرا الفاتحة بقى" تحدثت وإبتسامتها تعلو وجهها ولم تلاحظ حتى شهاب الذي تفقدها بنظرة الصقر خاصته السريعة للغاية ولكن كان مظهرها اليوم كثيراً أن يتحمله!

ذلك الثوب كحلي اللون ذو الكمين وطوله الذي أنسدل إلي نهاية حذاءها أخفى جسدها ولكنه أظهر قوامها كان أكثر مما توقعه، يصف جسدها دون مبالغة وكذلك لا يكشف ما أراد رؤيته ولكنه سلب عقله بطريقة ما لا يدري كيف.. وأخيراً حذاءاً أنثوياً يُكسبها المزيد من السنتيمترات سيستطيع بسببه النظر لعينيها ذات اللون الذي لا يعلمه دون أن يُخفض من رأسه، وشعرها المموج في موجات واسعة وهو ينسدل بمنتهى التناغم على ظهرها كان من أكثر مشاهد التعذيب التي رآها بحياته بأكملها لتتركه في حالة من البلاهة الشديدة لا يستطيع تكوين كلمتين ليصنع بهما جملة مفيدة!

نظرت لها هبة بنظرة ذات معنى بعد أن تركت الصينية التي تحمل أكواب ذلك المشروب الذي يتناولوه في مثل تلك المناسبات لتلتفت فيروز خلفها وهي تحافظ على ابتسامتها لتجده جالساً في الكرسي خلفها لتلتفت إلي الجميع بنفس إبتسامتها الرائعة..

"نسيت أقولكم إن شهاب جاي النهاردة علشان يقرا الفاتحة معانا.. قال برضو مش هايسيب هاشم في يوم زي ده" تحدثت وهي تنظر لكلاً من هاشم وفريدة ثم نظرت لوالدها "يالا يا دكتور!!"  أخبرته ثم جلست بين هبة ووالدتها على احدى الأرائك

"ربنا يوفقكم يا ولاد ويتم عليكم بالخير وعقبال ما نفرح بأولادكم.. مش هاوصيك يا هاشم.. فريدة دي الدلوعة بتاعتنا.. خد بالك منها ومعلش عندية شوية لكن مفيش أطيب منها"

"خلاص بقى يا بابا" ابتسمت وهي تخفض من رأسها بخجل

"يا عمو ده كله إلا فريدة! في عينيا" ابتسم وظهر التوتر على ملامحه 

"ياغتي بطتي كبرت يا ناس" همست هبة بأذنها 

"هششش.. اسكتي" همست فيروز إليها بزجر واضح 

"أنا متأكد يا هاشم وواثق فيك.. ربنا يجعلك الزوج الصالح ليها يا ابني ويملى حياتكم خير وسعادة.." جمع يداه يبسطهما وقربهما قليلاً إلي صدره "بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين.." أخذ والدها يقرأ الفاتحة ليفعل مثله الجميع بينما أشارت فيروز بعينيها لشهاب ثم أومأت إليه بأن يفعل مثل ما يفعلوا ليعقد حاجباه في إنزعاج ولكنه لا يريد معها اليوم أية صدامات ففعل فقط جمع يداه ولكنها لاحظت أنه لم يهمس ولم يتمتم بشيء..

كان كل ما يحدث حوله كثيراً عليه، ذلك التجمع الأسري، تلك الإبتسامات الودودة لبعضهم البعض، المشاركة في تلك العادات، هو لم يتواجد قط في مثل تلك المناسبات العائلية، لا يدري لماذا يشعر بالتوتر! لم ير أن احدى قدماه أخذا بالإهتزاز بشكل سريع الفت نظر فيروز الجالسة من على مسافة وقد علمت مدى توتره.. 

"ألف مبروك يا حبايبي" تحدثت والدة فيروز 

"مبروك يا ولاد ربنا يتمملكم بخير" تحدثت آمال ليرمقها شهاب بنظرة لم تفهم معناها سوى فيروز 

"أخيراً خلصنا.. ده احنا طلع روحنا في التجهيزات والله" تحدثت هبة ليرد عليها هاشم

"نردهالك يوم ما البيبي يشرف يا حبيبتي" حدثها بغيظ لتبتسم فيروز عليهما 

"مبروك يا فراولتي.. مبروك يا H... ربنا يسعدكم يارب" أخبرت كليهما ثم نهضت لتحضر ذلك الصندوق المخملي المتواضع لتضعه أمامهما ثم صاحت هبة بأحدى الأصوات كما تنص العادات وتبعتها والدة فيروز وفريدة لتدل على الفرحة التي يتشاركها الجميع بالمنزل وبدأ هاشم في مساعدة فريدة في إرتداء الخاتمان والعقد الذي اختارته هي واحدى الأساور الرقيقة..

ساعدتهما فيروز في مناولتهما لمحتويات الصندوق المخملي ثم أخذت هبة تلتقط بعض الصور وابتسم الجميع في سعادة ليتقدم شهاب ووقف بجانب فيروز أمامهما 

"مبروك يا هاشم" آتت نبرته غريبة للغاية على أذني فيروز بينما رمقته لترى ملامحه تلقائية للغاية، أو يتظاهر

"الله يبارك فيك" أخبره هاشم ولكن كانت ملامحه ليست مثل ملامح هبة وزوجها اللذان لا يُطيقون مجرد النظر إلي وجهه 

أخرج شهاب من جيبيه صندوقان احدهما مستطيل والأخر مربع وترك كل صندوق منهما أمام كلاً من فريدة وهاشم الذي نظرا إليه في تعجب 

"مكونتش عارف بيجيبوا إيه في مصر في المناسبات دي، بس اتمنى تعجبكم" ابتسم لكلاهما ثم تراجع ليجلس بالقرب منهما على احدى الارائك وخلف فيروز تحديداً ولن ينكر أنه قد تسللت بعض النظرات منه إليها ولكنه ظل يرتقب ردة فعل كلاً من فريدة وهاشم وقد بدأ رؤية الدهشة على وجهيهما 

"ممم.. شكراً.. بس.. مكنش لازم تتعب نفسك" حدثته فريدة وملامح الصدمة بادية على وجهها من هذا العقد الماسي الرقيق للغاية المرصع بأحجار غريبة تبدو شبابية ولكنها كانت تدري من ذلك الإسم المحفور بداخل الصندوق أن هذا ربما يُكلف الكثير للغاية مما لا يستطيع أحد من عائلتها بأكملها رد مثل تلك الهدية وعقد هاشم حاجباه وهو ينظر لصندوقه المخملي المربع الذي حوى بداخله مفتاحاً فخماً لأحدى السيارات الألمانية التي قد يحتاج شاب مثله سنوات كثيرة كي يبتاعها.. ربما بعد الخمسين من عمره..

"شهاب معلش عايزك ثواني" أخبره ثم نهض آخذاً كلا الصندوقان لتظهر على شهاب ملامح التعجب فنهض ثم تبعه حيث ذهبا كليهما للشرفة 

"بص أنا ماليش دعوة إن هبة مش طايقاك.. ومبسوط إنك جيت وكتر خيرك وهتبسط لما أشوفك تاني.. إنما هدية زي دي مش هاقدر أقبلها.. لا أنا ولا فريدة!" حدثه بمنتهى الجدية لينظر له شهاب في استغراب

"ليه يعني دي حاجة بسيطة" تظاهر بالعفوية ثم وضع يداه بجيبا بنطاله لينزعج هاشم وكاد أن يتحدث ولكن فيروز وهبة دلفا سوياً لينظر كلاً من هاشم وشهاب إليهما 

"فيه حد يسيب عروسته ويقوم كده.. روحلها يالا" أخبرته فيروز لينظر لها هاشم بإنفعال 

"رجعيله الهدايا دي اتفضلي" ترك الصندوقان لفيروز ثم توجه للخارج 

"جاي بعد أكتر من خمسة وعشرين سنة علشان تتمنظر بفلوسك مش كده.. احنا مش عايزين حاجة منـ.."

"هبة!" قاطعتها فيروز 

"عايزاني اسكت مش كده؟ عايزاني اخده بالحضن وأقوله حمد الله على السلامة يا اخويا يا حبيبي، مش هيحصل يا فيروز! لو حتى ماما وهاشم موافقين أنا مش موافقة ادخل واحد زي ده في حياتي، كفاية اوي السنين اللي ماما حاولت توصله فيهم ونكد وعياط ومرض بسببه!!" رمقته بغضب واحتقار ثم التفتت لتترك الشرفة فالتفتت إليه فيروز 

"إيه اللي جابك يا شهاب؟" تفقدته وهي تنظر لتلك الداكنتين المراوغتين ليتفحصها هو الآخر ناظراً بتلك العينتين التي لا يعلم ما لونهما

"مش انتي عزمتيني؟" 

"يا سلام.. وأنا حد مهم اوي علشان تسمع كلامي للدرجادي وتيجي وتنورنا وكمان جايب هدايا.. لا مكنتش أعرف إن ليا لازمة أوي كده" 

حدق بوجهها وهو يتفقده بنظرات جريئة وظل صامتاً لتلاحظ هي نظراته فقررت أن تنهي ذلك الوضع سريعاً ثم حدثته بمنتهى الصرامة 

"تاخد واجبك، تشرب الشربات.. وشكراً إنك شرفتنا" أخبرته ثم التفتت لتذهب ولكنه قبض على معصمها ليوقفها آخذاً خطوة إلي الأمام كي يقترب منها فالتفتت وقد لمس شعرها منحنيات وجهه لتنظر له بغضب ولا تقبل أنها قريبة منه للغاية هكذا ولكنها تفقدت ملامحه ونست تماماً أنه ممسك بها

"انتي لسه متضايقة من يوم ما.." عانى من صعوبة بنطق الكلمات "أنا كنت متضايق يومها وانتي عصبتيني!" أخبرها عاقداً حاجباه وهي حقاً لا تُصدق أنه يُلقي باللوم عليها ولكن هذا من سماته السيكوباتيه، لماذا تندهش الآن؟!

"لا والله.. وعصبتك في إيه إن شاء الله؟" رفعت حاجبيها وهي تنظر إليه ليحمحم وقد قتله إقترابها الشديد منه هكذا ويعلم أنه لا يستطيع حتى أن يقترب أكثر من هذا وإلا سيزيد الأمر تعقيداً

"انتي.. اليوم ده كنتي.." سكت وهو يشعر بالغيظ لعدم استطاعته تكوين جملة واحدة واشتدت قبضته على معصمها 

"سيب ايدي يا شهاب!" زجرته بنظرات محذرة ليُرخي يده في هدوء ولكنه لم يبتعد 

"أنا مش عايزك تكوني متضايقة.. اليوم ده كان يوم رخم شوية" لا يعتذر، يظن أنه يعتذر بأن يُخبرها بألا تنزعج! حقاً؟! بما أنك تتحدث فهيا نتحدث إذن!

"ليه؟ كان فيه إيه اليوم ده؟" سألته بتلقائية وإهتمام اتضح بعينيها استطاعت بمنتهى السيطرة على غضبها أن تُظهر عكس ما تشعر به

"كنت صاحي، مش فايق، والجلسة، وبعدين موضوع الكمين ده نرفزني"

"اها" أومأت له في تفهم "يعني أنت كنت مرتاح ولسه صاحي وانت اصلاً بتشتكي من قلة النوم، والجلسة واضح إنها ضايقتك، وموضوع الكمين نرفزك علشان المفروض محدش يتجرأ يعامل شهاب الدمنهوري كده! صح كلامي؟" أغضبته بمنتهى الإستفزاز ولم يستطع التحكم في إنزعاجه ليزم شفتاه في غيظ 

"طيب أنا هبسطهالك.. أنت جاي تعتذر مثلاً على اللي حصل منك يومها وطريقة كلامك اللي كلمتني بيها؟" نظرت إليه بتمعن وهي تقرأ كل نظاته وملامحه التي تعالت غضباً 

"لا.. أنا.." تحدث بتأني وصعوبة بينما استطاعت ملاحظة تحركات جسده التي تُترجم لإنزعاج، توتر، وآلم!

"آه معلش.. شهاب الدمنهوري مبيعتذرش! نسيت" أخبرته بتهكم ليحك جانب عنقه لترمقه بإبتسامة تهكم ثم التفتت لتتركه

"فيروز!" أوقفها منادياً إياها 

"افندم" رمقته بنظرة جانبية بعد أن توقفت ليزفر هو في ارتباك 

"أنا مش عايزك تكوني مضايقة وياريت تعدي الموضوع، أنا مـ.."

"مش عايزني أكون مضايقة! لا بجد ده حقيقي؟" قاطعته بسخرية "يعني تكلمني بقلة أدب ومضايقش، واحد وثقت فيه وقولت عادي أعتبره من اصحابي يسيبني بليل في نص الطريق ومضايقش، يقولي تعالي ساعديني أصل أنا مبنمش ومبطلش تفكير وفي الآخر يضيع وقتي وعايزني مضايقش، بيعامل الناس اللي بحبها بمنتهى القرف والمفروض مضايقش!! أنت عايز إيه بجد؟ عايز إيه يا شهاب من كل اللي أنت بتعمله ده؟ جاي النهاردة علشان تقولي مضايقش.. وكمان بجبروتك مش عايز حتى تقول إنك آسف.. طيب خلاص اديني اهو مش مضايقة.. مبسوطة بخطوبة أختي على إنسان محترم وشاب كويس والدنيا بالنسبالي جميلة.. مش هوقف فرحتي بيوم زي ده علشان خاطر موقف من شخص كنت فاكراه إنسان كويس.. عايز حاجة تانية؟" التفتت بكامل جسدها إليه وهي تحدثه بمنتهى الهدوء والجدية في آن واحد.

رمقها بنظرات متشتتة، تسارعت بقليل من الندم، الغضب، عدم إحسان التصرف وكذلك الإرتباك الشديد.. لم يتعامل مع إمرأة مثلها أبداً ولا يدري كيف يفعل وهو من كان يعتبر أن كل النساء وعاء قذر لا يُفيد سوى في المعاشرة ليس إلا!

"بصي أنا يمكن كلامي كان.. يعني عدى الحدود شوية بس أنا مبشوفش قدامي وأنا متعصب!" لن أعتذر لكِ! هذا كل ما سمعته وليست تلك الجملة التي يُبرر بها ما فعله!

"يعني أنت شايف إن كلامك غلط؟" باغتته بذلك السؤال لتزداد عقدة حاجباه في توتر ليومأ لها بالموافقة

"والغلط بيتصلح ازاي يا شهاب؟" عقدت ذراعيها ليزفر في غيظ ونظر لها محمحماً هاززاً كتفاه وكأنه لا يدري "الناس العاقلة بتعتذر.." رمقته ليرفع حاجباه ثم مرر أصابعه بشعره ليبتسم لها إبتسامة رافضة لما تريد هي الوصول إليه 

"طيب ما أنا جيت وقعدت و.." حمحم بينما لم يجد الكلمات كي يقنعها 

"الموضوع بسيط.. أنا مش عارفة أنت واخده بصعوبة كده ليه.. أنا آسف.. كلمتين في منتهى السهولة" ابتسم ثم رطب شفتاه في ارتباك "آه! تقصد إن أنت! تعتذرلي أنا!!" أشتقت من كلماته بتلك الليلة "كتير عليا أوي مش كده!" أخبرته ثم اتجهت لتغادره ليوقفها ممسكاً بها وأرغمها على الإلتفات إليه وأقترب منها 

"أنا عمري ما اعتذرت لحد" نظر لها بتوسل منزعجاً 

"أنت متأخر اوي.. لازم تبتدي تعتذر لأي حد أنت بتضايقه" ابتسم إليها لتحاول هي الذهاب ولكنه منعها "شهاب مينفعش اللي أنت بتعمله ده.. ابعد لو سمحت" أخبرته بإنزعاج "ولا لازم امد ايدي يعني مبتفهمش بالكلام؟"

"ما أنا الحالة الوحيدة اللي بعرف اوقفك فيها علشان تسمعيني إني امسكك" قلبت عينيها للأعلى في نفاذ صبر

"أنت عايز إيه؟" حمحم في ارتباك ثم زفر في إستسلام 

"عايز نرجع زي الأول.." نظرت له بتساؤل بتلك العينتين التي ولأول مرة يراها عسليتان صافيتان.. ربما رآها هكذا قبلاً.. لا يدري "أصحاب" أضاف عله يقنعها "والدكتورة بتاعتي" ابتسم إليها في محاولة فاشلة لإنهاء ذلك الأمر

"اعتذرلي وهافكر في الموضوع" أخبرته لتومأ بوجهها بنظرة إصرار ليضحك في سخرية، أحقاً.. هذا ردها.. ستفكر بالأمر!

"قولتلك مبعتـ.."

"هتعتذر" قاطعته بتصميم 

"لا"

"خلاص وحاسب بقى" التفتت بعنف لتغادره وهي تخفض يداه بقوة بحركة سريعة ولكنه أوقفها بنبرة غاضبة بشدة

"أنا آسف" التفتت لترمقه بإنتصار ووجهه تظهر عليه ملامح قد أدركت أنها تشنجات طفيفة "خلاص.. مبقتيش مضايقة!" 

"ممم.. هافكر" ابتسمت له في إنتصار ثم غادرته خلفها لتعود للداخل حيث الجميع

"إيه اللي أنا هببته ده بس!" تمتم في حنق شديد وهو لا يدري كيف أخرجت منه تلك الكلمات ثم تبعها للداخل 

"خلاص يا هاشم.. أخوك مكنش يعني يقصد حاجة.. هدية وعدت"

"بس يا فيروز أنا مش هـ.."

"هاشم" قاطعته بنظرة جادة ثم همست إليه "هو بيحاول.. هبة مش طايقاه ومصدراله الوش الخشب، وهو وطنط مش قريبين من زمان والله أعلم باباه كان بيقوله إيه زمان.. متبقاش أنت وهمّ.. وبعدين أنا عارفة إن أنت أحن واحد فيهم وهتعدي الموضوع ومش بعيد تبقوا أصحاب.. خلاص بقى عدي الموضوع وبطل عصبية علشان خاطر فريدة حتى" 

أومأ لها بإقتضاب لتترك هي الصناديق أمامه وعينا شهاب لم تتحول عنهما وشعر بالحقد الشديد على ما تفعله فيروز، كيف لها أن ينصاع لها الجميع بتلك الطريقة..

"والله أنت اللي فيهم يا H.. حبيبي الصغير أنت" ابتسمت له بعذوبة 

"طيب اسكتي علشان الهيبة وأنا عريس وكده وأختك هتمسكني تريقة وهتفضل فاكرهالي" همس لها لتصدح ضحكتها ليشعر شهاب بالغضب 

"طيب تبقى بس تـ.."

"شهاب" همست آمال والدته لتشتته عن متابعة حديث فيروز وهاشم أخيه والتفت لينظر إليها بكراهية تامة واحتقار 

"عايزة إيه؟" 

"أنا مبسوطة اوي يا حبيبي إنك جيت النهاردة.." نظرت إليه بحنان لتمتعض ملامح وجهه وحاول أن يُسيطر على غضبه كي لا يظهر ثم نهض ليتوجه نحو هاشم 

"ألف مبروك.. هنبقى نتقابل تاني قريب" قدم يده ليصافح هاشم وهو يحاول بسرعة الهروب من تلك النظرات التي حفرت بذاكرته منذ ثوان

"إيه يا عم فيه إيه؟" نهض هاشم وهو يرفض مصافحته لينظر له شهاب بإستغراب وتساؤل "أنت بتهزر مش كده؟" سأله لتتحول ملامح شهاب للجدية "تعالى بس تعالى هقولك.." توجه هاشم ليحيط منكبي شهاب بذراعه 

"بص هي كانت مفاجأة بصراحة، وأنا يعني مش هاكدب عليك اتبسطت إنك جيت، وحظي من السما إن فيروز بدأت شغل معاك علشان تيجي قراية الفاتحة وأشوفك النهاردة.. وكمان جبتلي هدايا وأنا حتى مش هاعرف اردهالك أبداً وقبلتها منك.. بس ما دام بقى الدنيا وصلت لكده يبقى تيجي تخرج معايا بليل.. ولا هتسبني لوحدي؟" نظر له ولأول مرة يكون شهاب بمثل هذا الموقف ليحمحم 

"معلش أنا عندي شوية شغل.."

"بقى بذمتك قراية فاتحة اخوك هتكون كل يوم زي الشغل؟! وبعدين هي نصاية استحملها وهنخرج وهنتصور وهنتبسط بليل بعيد عن جو البيت والعواجيز واصحابنا هيجوا وهنتعشا وهنفضل قاعدين للصبح.. ها قولت إيه؟!" نظر له نظرات مبهمة لم يستطع هاشم تبين شيئاً منها "خلاص خلاص.. أنت هتقعد.. أنا عارف إنك جدع وهتفضل معايا" ابتسم إليه ولا تزال ملامح شهاب متجهمة "هاروح أنا بقى لفريدة وأنت اعمل نفسك مشغول شوية في الموبيل ونصاية وهننزل.. اوعى تمشي ها.."

أطلق زفرة طويلة وهو لا يدري كيف سمح لنفسه بأن يأتي هنا، كانت فكرة في منتهى الغباء والتسرع الشديد منه، عليه فقط أن يبتعد عن تلك المرأة التي أنجبته ويتحاشاها حتى تنتهي تلك الجلسة بأكملها ويغادر هذا المنزل..

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

يا لها من فرصة وعليها أغتنامها، زوجة والده!! يماطل في الميراث، يخطف ابنها، يا له من حظ وافر امتلكته هي.. ولكن كيف عليها أن تبدأ؟! الآن لقد علمت عنه أن من أنجبته عاهرة!! يا له من فضيحة لرجل مثله!

تحتاج محامي لم يخسر قضية بحياته، صحافي ذكي ولديه من يحمي ظهره جيداً، الخطة الجيدة، العديد من الخطط البديلة ثم ستنتقم منه بمنتهى السهولة، عليها أولاً أن تنتهي من صحبة عاصم ولميس إليها طوال الوقت.. ثم ستتحدث إلي سارة.. ولكن تلك المرأة تبدو أنها تستطيع التمثيل جيداً حتى تكسب هديل إليها.. 

"يرضيكي كده، لو حد قرب من ولادك ولا عمل فيكي كده ترضيها؟" تحدثت ببكاء زائف لم تصدقه أروى 

"اهدي أرجوكي أكيد مرضاش ليكي كده ولا لحد أبداً.. وربنا يرجعلك ابنك بالسلامة.. بس والله فعلاً احنا ملناش علاقة بيه من ساعة ما بنتي فسخت الخطوبة، متكلمناش خالص ولا نعرف عنه حاجة!" 

"ده رافض يقابلني من يومها، اخد حازم ومش عارفة أوصله.. أرجوكي لو عرفتي حاجة تقوليلي.. أنا مش قادرة أصدق إن بين يوم وليلة ابني كان في حضني وفي ثواني بقى مش موجود" أجهشت بالبكاء في المزيد من التظاهر 

"ربنا يرجعهولك بالسلامة.. بس مثلاً مش ممكن ترفعي عليه قضية أو تبلغي عنه.."

"أنا فعلاً هاعمل كده، بس قولت احلها ودي الأول.. قولت يمكن تكونوا تعرفوه.. بس.. بس أقول إيه بقى الظاهر هو زي الست اللي كان متجوزها كرم الأول!! أكيد هيطلع نسخة منها.."

"تقصدي إيه؟ مالها والدته؟ أنا شوفتها مرة في فرحي بس أظنها كانت ست كويسة.. هو إيه اللي حصل؟.." تسائلت هديل في استغراب

ابتسمت أروى بخبث بعد أن فكرت بالكثير ثم آتت بهاتفها لتتحدث إلي سارة بعد أن حاكت احدى قصصها بمنتهى البراعة وسترى ما إن ستصدقها سارة أم لا..

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢


"مبروك يا حبايبي، ربنا يسعدكم" تحدثت آمال وهي تنظر إلي هاشم بحنان الذي أخذ بيد والدته ثم قبلها في امتنان شديد 

"ربنا ما يحرمنا منك يا ست الكل ويخليكي لينا" 

"وما يحرمني منك يا حبيبي" رمقهما شهاب وهو يحاول أن يسيطر على ذلك الإنفجار الذي أوشك على أن يدمر ذلك المكان بأكمله ولم يستمع للعديد من الكلمات وتلك الضحكات وشعر أن كل ما يحدث حوله كثير على أن يتحمله ليتوجه بعيداً قليلاً عن الجميع..

"يالا سلام"

"سلام يا حبايبي" 

"يالا يا هبة .." تحدثت فيروز التي توجهت نحو هبة لتساعدها في النهوض 

"تعالي يا فيروز.." همست إليها لتنظر إليها بإهتمام عندما أقتربت منها ولاحظت أنها ليست بخير لتضيق ما بين حاجبيها في لهفة 

"إيه يا هبة مالك؟.. أنتي كويسة؟" 

"أنزلي معاهم، أنا حاسة بوجع مش طبيعي بقالي ربع ساعة.. روحي انتي معاهم وسالم هيوديني المستشفى" 

"إيه ده ازاي.. طيب اسـ.."

"اسمعي الكلام.. لو كان هاشم عرف مكنش هينزل أصلاً.. قوليله بس إننا جايين وراكم بالعربية وإن شاء الله هاكون كويسة يالا روحي" قاطعتها وهي تتحدث بصعوبة وتقطعت أنفاسها 

"سالم.." نادته فيروز "خدها بسرعة على المستشفى وخد طنط معاكم"

"روحي بقى"

"بابا الله يخليك روحوا مع هبة.. شكلها تعبانة اوي" هرولت فيروز نحو والدها أسفل أنظار شهاب ليومأ لها والدها في تفهم

"حاضر يا حبيبتي متقلقيش"

"إيه يا حبيبتي مالك انتي كويسة؟" أقتربت والدتها منها في لهفة عندما استمعت لفيروز وكذلك فعل سالم

"روحي يا فيروز والنبي والكل هيطمنوكي.." بالكاد تحدثت لتنظر إليها فيروز بحزن "اسمعي الكلام بقى أنا مش قادرة أتكلم" تحدثت إليها مرة أخرى لتومأ لها ثم توجهت للخارج ليوقفها شهاب 

"استني.." 

"نعم" همست وحقاً لا تدري أستفعل الصواب بذهابها مع هاشم وفريدة أم أنها تخطئ

"هاشم وفريدة مشيوا.. انتي مين هيوصلك؟" نظر إليها وكأنها في حاجته 

"هاخد اوبر ولا تاكسي.."

"يالا يا فيروز" تحدث بمنتهى السيطرة الغريبة التي لم تعتادها منه ولكنها ليست في مزاج رائق لتلك السيكوباتية خاصته، فهي لا تريد أن تترك هاشم وفريدة وبنفس الوقت تشعر بالقلق الشديد على هبة..

توجهت وعقلها مشتت بين أن تبقى بصحبة هبة أم أن عليها اللحاق بأختها وهاشم ووجدت نفسها لا تدري متى وكيف بسيارة شهاب الذي يناديها

"فيروز.. فيروز"

"نعم" ألتفت إليه بملامح شاحبة 

"بقولك هنمشي ازاي؟"

"رايحين اوتيل ممم.. اوتيل **** هيتصوروا وبعدين هيتعشوا هناك عارفه؟" أومأ لها بنعم ثم شرع في القيادة وهو لا يُصدق أنها تبدو هكذا فقط لقلقها الشديد على هبة..

أخرجت هاتفها وهي تشعر بالتوتر لتهاتف والدها الذي اجابها لتتحدث إليه بلهفة شديدة 

"طمني يا بابا.. هبة كويسة؟" 

"هي كويسة يا حبيبتي مع سالم ومامتها في العربية واحنا رايحين اهو المستشفى"

"طيب الله يخليك يا بابا طمني أول بأول"

"حاضر يا حبيبتي.." أنهت المكالمة وكل ما تخيل شهاب أنه سيفعله فقط بذهابه معها لتلك المناسبة السخيفة قد تناثر في الريح 

"يارب.. أسترها معاها يارب وطمني عليها" تمتمت في توتر ثم أخذت هاتفها لتنظر بشاشته بعد أن أخرجت بعض الآيات من احدى التطبيقات وأخذت تقرأها بهمس بينما يزداد تعجب شهاب أكثر وهو كل ما يُفكر به أنها يستحيل أن تدعي كل ذلك ولكن أيُمكن أن هناك علاقة صداقة بمثل هذا القرب الشديد؟

لم تكف عن قراءة القرآن طوال الطريق ولم يلاحظ شهاب أن احدى دموعها أنهمرت في صمت، فرأسها المتدلي لينظر في هاتفها وشعرها الذي أخفى وجهها لم يكن ليمكنه من تفقد وجهها وملامحه..

"احنا وصلنا" تحدث شهاب لتلتفت هي له ثم جففت دموعها ليعقد حاجباه وهو يشعر بالتأثر ولكن لا يدري ما عليه فعله 

"هتكون كويسة" هذا أقصى تعاطف أستطاع أن يُظهره أمامها ولن يستطيع الإطناب أكثر من هذا وفقط ظل ناظراً لها بإنزعاج شديد وداكنتيه لا تفارقا خاصتها وكذلك يده التي لمست يدها ولأول مرة من بعد غادة يحاول أن يتلمس إمرأة بمثل هذه الطريقة

"يارب.. ربنا يسترها يارب" همست ثم توجهت لهاتفها مرة أخرى ولم تشعر بيده التي لم تترك يدها

"بابا.. طمني.. إيه ده.. هبة بتصوت ليه؟ دي لسه في أول السابع.. طيب طيب روح" أنهت المكالمة وتجهمت ملامحها ولم تستطع مغادرة السيارة وهي تفكر في أمر هبة 

"مش هتنزلي؟" 

"مش عارفة.. هبة بتولد و.. هي في المستشفى" لم تُكمل جُملتها ثم بكت ليزفر هو في ضيق فهو حقاً لا يعرف كيف عليه التعامل معها 

"اهدي" حمحم وهو يُخبرها "تحبي نروحلهم؟"

"طيب وهاشم ماهو أكيد هيقلق لو أنا وهي مروحناش.. لازم أكون معاه هو وفريدة" أخبرته بين بكاءها 

"أنا عندي إقتراح.." التفت بكامل جسده في كرسيه "ننزل نقعد معاهم شوية وبعدين نتحجج بأي حجة ونروحلهم المستشفى.. تمام؟ اتفقنا؟" أخبرها لتنظر هي له بأعين باكية ثم أومأت له بالموافقة "بس مش هاينفع يشوفوكي كده وأنتي بتعيطي" نظرت له وكأنها لا تدري ماذا عليها أن تفعل ليقترب هو بجرأة منها ثم جفف دموعها بأنامله..

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

#يُتبع . . .