الفصل الثالث والعشرون - شهاب قاتم
الفصل الثالث والعشرون
زفرت في ذعر، هو لم يقتلها.. إذن كان يستخدم احدى أساليب التأثير النفسي عليها، هل يعلم إحداها؟ أم هي مجرد حيلة من الحيل التي تعلمها!!
نظر إليها في استمتاع شديد، ها هي أخيرا خائفة مرتعدة أسفل عينيه، شعرها يُجذب وهي جالسة كالعصفور الصغير الهش الذي لا يعرف كيفية التحليق بعد.. شعور رائع.. خوفها وملامحها.. تلك الإرتجافة التي سرت بجسدها سببت له المزيد من الإستمتاع..
جذب شعرها أكثر وهو ينظر بعينيها، هي لم تعد خائفة إذن.. تلك النظرة بعينيها لا تعني سوى الشجاعة وعدم الإكتراث! أتتحداه؟! كيف لها وهي من أوشكت على الموت منذ ثواني! أليس هناك نهاية لجسارة هذه المرأة؟
عليها أن تحسب حركاتها جيدا.. أين ما علمها ماهر؟ أين سنوات التدريب؟ تعلم كيف تتغلب عليه بمنتهى السهولة.. نعم.. لو أظهرت المزيد من الضعف والخوف والذعر سيستمتع هو وسيُعيد ما يفعله مرارا وتكرارا حتى يجدها بذلك الخوف ليستمتع بداخله المريض.. حسنا..
يده تحمل السلاح الفارغ ولا تزال موجهه لرأسها، الأخرى تجذب شعرها.. منحني ينظر لها، لماذا ينظر لها هكذا؟ نظرته لم تعد مخيفة مثل السابق.. إذن قد هدأ، يظن أنه يستمتع بفعلته.. يظن أنه حقق انتصارا بهيمنته عليها.. ستريه إذن!
ثني يده التي تحمل السلاح بإمسكاه جيدا من منطقة ساعده والضغط عليها ثم أخذ السلاح منه لإسخدامه لضربه به على رأسه، ستسبب له بعض الدوار وعدم الإتزان، ثم عليها أن تلكمه بأنفه سريعا حتى تُدمي كي يتحسسها بيده التي لم يُصبيها الضرر وهي اليد التي تجذب شعرها بقوة.. وكل ذلك يجب أن يتم في أقل من ثانية واحدة.. وفعلتها بلمح البصر وكانت ردة فعله مثلما توقعت تماما..
ها هي حرة ولم تغادر مقعدها بعد.. كانت تدافع عن نفسها.. اما الآن فلتلقنه درسا صغيرا على إحضاره لها بتلك الطريقة الشنعاء.. ركلة بمنتهى القوة بين ملتقى ساقيه.. لا فلتحاذر.. اهدأي.. لا تبالغي معه بالعنف وإلا سيعيده لك أضعافا مضاعفة.. هي تعلم تلك الشخصيات جيدا
نهضت ثم نظرت إليه وملامح الغضب والعصبية تتحكم بملامحه ثم نظرت إليه بإحتقار وتوجهت بعيدا عنه وهي تتفقد بعينيها أين باب ذلك المنزل، منزل آخر.. كم يملك من المنازل على كل حال؟ هي حتى لا تعرف أين هي!
"ارجعي اقعدى مكانك" هدرت نبرته الجلية التي بدأت في الشعور بالخوف منها ولكنها لن تتركه يرى انعكاس الخوف على ملامحها
"أنا هامشي .. وهامشي حالا.." أخبرته بحزم بعد أن التفتت وهي تراه ينظر للدماء التي بيده بعد أن تحسس أنفه
"مبكررش الكلمة مرتين!" أخبرها مُحذرا وداكنتيه تتفحصها بشراسة وشر شديد وكراهية على فعلتها لتندهش رافعة حاجبيها
"طيب مش هاقعد" تتحداه.. جيد للغاية .. هز كتفاه بعفوية لتلتفت هي وهي تبتعد أكثر عنه وحاولت البحث على باب المنزل وقبل أن تغادر الغرفة تيبس جسدها عن الحركة بعد أن شهقت في ذعر فلقد استمعت لصوت طلقة نارية وقد انتهت لتدمر ذلك الباب الذي كادت أن تخرج منه.. أكان يُخفي سلاحا آخر؟ تلك الطلقة كان من الممكن أن تصيبها! أيها الوغد!
التفتت له ثم اتجهت نحوه بغضب تحكم بها أكثر من خوفها ورهبتها منه، خطوات سريعة تأخذها نحوه، تنظر له بعينيه وكأن كل ما حدث لم يهز بها ولو شعره واحدة.. ولن تظهر له الضعف والتقهقهر والخوف وإلا سيظن أنه تفوق عليها وحقق غاياته بأذى وترهيب وفرض السيطرة على من أمامه..
"عايز مني إيه يا شهاب؟" أومأ برأسه وأمالها للجانب نحو الكرسي التي كانت تجلس عليه وهو ينظر له بلمحه سريعة ثم عدل من انحناءة رأسه وسلط داكنتيه المُخيفتان على عينيها اللعينتان منعدمتان اللون لتنصاع له ثم جلست لتعقد ذراعيها ورفعت احدى حاجبيها في تحفز وهي تنظر له بشجاعة!
تركها ثم التفتت واتجه إلي ما يبدو.. لحظة.. هذه غرفة احدى المكاتب.. مكتب كبير حديث الطراز.. أسود اللون.. كرسيان بينهما طاولة قصيرة يتماشى تصميمها مع المكتب.. ساعة رملية وعدة ديكورات مكتبية عصرية للغاية.. مكتبة تحتل الحائط الأيمن بأكمله.. حائط بأكمله زجاجي خلف المكتب يطل على حديقة المنزل، هي تجلس على طاولة اجتماعات صغيرة الحجم تكفي لأربعة أشخاص.. ولكن لا يوجد سوى كرسيان.. تلمح طرف أريكة رمادية اللون!! اللعنة على ثراءه ومنازله بما تُفكر الآن!
"امضي.." ألقى أمامها بعدة أوراق، نسختان من كل شيء.. واحدى الأقلام ثم جلس بالكرسي أمامها لا يظهر عليه أية ملامح، لا يظهر عليه التوتر، الآلم مما فعلته به بالرغم من أنها ترى بقايا الدماء أسفل أنفه.. لا شيء!! لا شيء سوى نظرة عميقة وسلاحه الملقم الذي يحمله بيده
تفقدت الأوراق.. اتفاقية بعدم الإفصاح!! ما تلك اللعنة؟ وما الذي يريدها ألا تفصح عنه؟ ماذا يريد منها؟
"وامضي ليه؟ احنا ولا فيه ما بيننا مشاريع، ولا أي حاجة تقول إننـ.."
طلقة أخرى مرت من جانب وجهها ولم تستطع هذه المرة أن تداري خوفها منه.. لا هي تخافه بحق.. أيُسكتها بطلقة!! متى ستنتهي تلك الطلقات؟!
"مبكررش الكلمة مرتين! مرة بقول الكلمة.. المرة اللي بعدها ممكن اقتلك بمنتهى السهولة، ولا الدكتور، ولا الظابط الأهبل بتاعك، ولا بدر الدين ولا آمال ولا الجن الأزرق هيعرفلك مكان!" نطق بمنتهى الهدوء وهو يُشدد النطق على كل كلمة لتشعر بالفزع من طريقته ولكنها بحثت عن طريقة.. التفاوض.. هو جيد في التفاوض!! لتحاول إذن..
"هامضي" أخبرته بعد أن حمحمت وحاولت عدم الخوف ولكنها نظرت للسلاح بيده وجذبت الأوراق لتقرأها "بس حقيقي مكنتش أعرف إن هيكون فيه ما بيننا أسرار.." ماذا تقصد من تلك الكلمات؟ ظهرت عقدة حاجباه وعينتيه اللتان تحاولا تفسير كلمتها..
ها هي توقع الأوراق بعد قراءة استغرقت عشر دقائق.. وهو بداخله يشعر بالتذبذب.. هو لا يجد تفسيرا لآخر ما نطقت به.. أسرار ماذا؟! أهي مجنونة؟!
"اتفضل" دفعت الأوراق بأناملها تقربها منه وكذلك القلم لأنه عليه التوقيع هو الآخر فإتفاقية عدم الإفصاح تستلزم بصياغتها تلك طرفان ليوقعا عليها ولكنه جذب الأوراق والتفت على كرسيه ليُلقيها على مكتبه ثم أعاد نظره إليها..
"قوليلي بقى.. أنا مجنون؟" لا.. لا تستخدم التحكم في ملامحك الآن!! اعطِ لي تلميحا، نظرة تدل على أي شيء.. أفعل شيئا بجسدك.. حركة تنم عن توتر، غضب، خوف!! أي شيء
"لا" اجابت بإقتضاب وفعلت هي الأخرى مثله ليصاب كل واحد منهما بالشلل الفكري ولم ينجح أي منهما في تفسير ما يُفكر به الآخر!
"امال كلامك ليا كان معناه إيه؟" مجددا لا ملامح ولكن هناك استجابة، هو يشعر بالفضول وإلا لما كان آتى بها لهنا وهو يتحدث عما قالته عنه
"كلامي ليك امتى؟" أتمزح معه!! سيريها.. ابتسم لها بمنتهى الوداعة واللطف ليختفي الرجل ذو الملامح المرعبة ولكنه تريث في وضع السلاح نصب عينيها لتزفر "تقصد لما قولتلك إنك مريض؟" ابتلعت في رهبة
"ما أنتي شاطرة اهو.." توسعت ابتسامته لرؤية خوفها الطفيف ثم أخفض السلاح بين ساقيه
"عندك حالة من الاضطراب في الشخصية، سيكوباتية.. عايز تعرف إيه تاني؟" سألته وهي تعقد ذراعيها وحدثته بمنتهى الهدوء وحاولت ألا تُظهر خوفها منه
"ده ليك علاج؟" نظرت له ومجددا ملامح من اللاشيء منعدمة التعابير
"على حسب.." لن اعطيك إجابة محددة أيها الوغد
"وإيه خطورته يعني؟ هيحصل إيه لو واحد عنده اللي بتقولي عليه ده؟"
"أنا مش فاهمة أنت أصلا عايز تعرف ليه وأنت مش مقتنع بالـ.." ليس السلاح مجددا.. توقفت من تلقاء نفسها وهي ترطب شفتيها عندما شهر السلاح من جديد
"انتي ناوية على موتك؟ يعني الموضوع ممكن يخلص ببساطة!! متخافيش هيبقى بسرعة جدا.. طلقة.. وجع للحظات.. موت" أخبرها بنصف ابتسامة وملامح ارعبتها لتحمحم هي
"شهاب.. أنت بتهددني بالمسدس.. كلامي عمره ما هيكون صح.. سيب المسدس وتعالى نتكلم بجد" حاولت اقناعه "هجاوبك على كل حاجة بصراحة" لماذا نبرتها متوسلة؟ التوسل!! أمرا جديدا عليها وممتع للغاية بالنسبة له.. أكانت تلك تنهيدة اطلقها هو بإستمتاع أم بسأم.. لا تعرف!! ولا حتى هو!..
"جوزك وحشك اوي أنا عارف.. تحبي تروحيله؟" بنبرة مستفزة استطاع أن يخرجها من حالتها التي تحاول أن تتحكم بهدوءها لتنظر له بغضب، حزن، وخيبة أمل! وما أدهش كليهما هو تلك الدموع المكتومة فوق حدقتيها!
"ماسك ورا ماسك بيوقع.. في الأول كنت لطيف.. أصحاب.. محتاج جلسات.. بتيجي وتجامل أهلك.. ذكي وشهم.. متفهم وبتسمعني.. إنما السيكوباتي في الآخر كل ماسك وقناع بيوقع من على وشه، بيتكشف.. مرة مع التانية الناس بتفهمه.. بيحذروا منه.. بيطردوه بره حياتهم.. بينبذوه.. بيكون وحيد.. الوحدة بتوجعه لما بيخسر كل الناس، ومش بعيد كمان كل حاجة.. الوحدة بتخليه يعمل مصايب وبيجرح اللي قدامه وبيؤذيهم بمنتهى البساطة بدون شعور بالذنب.. لكن بيلاقي إنه بيخسر أهله، حبيبته، مراته، صاحبته، زمايله وبيكون وحيد.. يا إمّا بينتهي بيه الحال في السجن لو استمر في افعال مضادة للقانون والمجتمع.. دي خطورته! ده اللي بيحصل للسيكوباتي وبيختلف من درجة لدرجة ونوع ونوع وسنه قد إيه وحاجات كتير تانية!" همست ثم انهمرت احدى دموعها أثر ما تحدث به عن ماهر
"بتبتدي بقاعدة لطيفة في العربية وضحكة.. وبتنتهي بأنك جايبني هنا تحت التهديد ومرفعني بسلاح.. عرفت كده؟ عرفت خطورته؟ يمكن لو فكرت بعقلك هتلاقي الكلام منطقي.. لكن جواك أنت مش حاسس بالذنب ولا بالندم ولا بكسوف!! ادي لنفسك دقيقة وشوف كلامي صح ولا غلط وانت هتعرف"
هي تخبره بكلماتها شيئا آخر، تخبره بأنها بالبداية كانت تثق به والآن لم تعد تفعل.. بالإضافة إلي أنه جرحها بكلماته!! مع تلك التفسيرات!! حسنا.. لقد أصاب بمزيدا من التشويش وصعوبة في تقبل الأمر!
"أنا فيا الحاجات دي؟!" عقد حاجبيه وبالرغم من ارتباكه الذي ظهر الآن ولكنها قد استسلمت تماما
"أيوة" أخبرته وهي تتحاشى النظر إليه
"والعلاج؟"
"لو أنت قوي وذكي هتقدر.. على الأقل بنسبة كبيرة بس مظنش تقدر توصل للعلاج الكامل لأن مفيش علاج تام للي بتعاني منه" همست في آسى بالرغم من أنها تحاول أن تتحداه "ممكن بقى تسيبني امشي؟"
"بياخد وقت قد ايه؟" تفرس ملامحها بإنزعاج طفيف بدى على ملامحه
"كتير.. ممكن يوصل لسنين.. أنت عندك اربعة وتلاتين سنة.. شوف عيشت منهم كام سنة بالإضطراب اللي بتعاني منه، شوف عملت بسبب الإضطراب ده إيه، الأفكار الغلط اللي خلتك ووصلتك لده وشوف كل حاجة فيهم هتحتاج تشتغل عليها قد إيه!" نظرت للأرضية بحزن وشعرت بتوجب مغادرتها الآن.. كلماته لم تكن هينة عليها
"انتي يعني تقدري تقوليلي هتعـ.." حمحم وهو يرفض الفكرة هو لا يحتاج لعلاج ولكنه يريد معرفة ملامح هذا الشيء الغريب ليس إلا بينما نظرت إليه فيروز في انتباه لذبذبته التي شعرت بها من نبرته "من خبرتك بياخد علاج قد إيه؟"
"شهاب معلش أنا مش قادرة اتكلم دلوقتي.. ممكن تخليها يوم تاني أرجوك؟" حدثته في استسلام وهي تقاطعه لينهض هو ووقف بجانبها بينما لم تعد تحتمل الحديث معه اليوم لتجد فوهة السلاح تجبر ذقنها على الإرتفاع حتى تلاقت أعينهما..
ألن تكفِ عن عنادك؟ لماذا لا تشعرين بالخوف؟ لماذا كل شيء صعب معكِ؟ ولماذا أجد نفسي أصدقك بسهولة؟
يكفي تلك النظرات التي لا أفهم منها شيئا.. أرجوك قر بما بك.. أنت تعاني وتحتاج المساعدة.. اقتنع!! اقتنع قبل أن أفقـ..
"فيروز.. لو ثبتيلي فعلا إني عندي مشكلة هاقتنع بكل اللي بتقوليه.." أقاطعها عندما قرأ ما يدور بعقلها بمنتهى السهولة؟ أذكاءه لهذا الحد أم كان مجرد تخمين؟
ترك السلاح أمامها وابتعد عنها وهو يُخفي وجهه عنها حتى لا يقابلها وكي يختفي عن تلك الشجاعة والجسارة وبنفس الوقت مزيج الطيبة والسذاجة وكل ما تؤثر به عليه.. أو هذا ما يظن.. شيئا يحدث عندما ينظر إليها ولا يعرف ما هو..
نظرت هي للسلاح المُلقم.. ماذا يريد أن يفعل؟ ماذا يريدها أن تفهم مما يفعله؟
"أنا عمري ما وثقت في واحدة ست.. بس تقريبا ابتديت اثق فيكي" نبرة منخفضة.. صعوبة في نطق الكلمات.. عدم مواجهة!! أيعني ذلك أنه يعترف بالحقيقة أم يتمادى في كذبه؟ عقلها أصاب بالشلل من هذا الرجل!
"متستهونيش بذكاءي.. بس هاديكي فرصة وأشوف انتي قد الثقة دي ولا لأ.. ومتفتكريش يعني إن ثقتي كبيرة.. ممكن تقولي نسبة واحد في المية مش أكتر.." صوته الآن ونبرته كانت فارغة من أي شيء وامتازت بثبات وهدوء تام!!
"شهاب" همست بعد أن نهضت ووقفت أمامه لتواجهه بينما نظر إليها كمن يتوارى خلف شيء ما "إيه اللي خلاك تثق فيا؟"
"أنا موثقتش.." نفى بسرعة كل ما تُفكر هي به
"امال أنت سيبتلي المسدس ليه؟" مزيدا من النظرات المبهمة بتلك الداكنتان وأخيرا ظهر شيء طفيف ببنيتيه.. التردد!! "طيب تحب نحاول سوا مرة تانية؟ المرادي أنا استحالة أروح احكي لحد بعد الورق اللي مضيت عليه، وفيروز استحالة تخون ثقة حد فيها.. جلسة كمان؟" هدوء، توسل.. مزيدا من الإنجذاب.. ومزيدا من هرولة عيناه لتلحق بتلك الأعين أمامه كي يكتشف لونهما قبل أن تغيب عن مرمى بصره..
تنهد بعمق ثم عقد حاجباه في إنزعاج وحزم!!
"بس هتقعدي معايا أسبوعين!! من غير موبايل، ولا انترنت، ولا أي حاجة.. يا تقنعيني يا هموتك.. يمكن كدبت عليكي كتير بس صدقيني مبهزرش في الموت!!"
حلقا حاجبيها في صدمة!! أسبوعان كاملان؟ ماذا يريد منها؟ هل هذا علاج ومساعدة أم تمادي في المرض وإجبار؟ يستحيل أيها الوغد.. فلتنس! موت.. سأقتلك قبلها!! سأريك!
"معلش ثواني.. ده ليه إن شاء الله؟" حدثته سائلة في دهشة
"علشان أنا قولت كده" شرد خارج ذلك الحائط الزجاجي والشمس قاربت على المغيب وازدادت عقدة حاجباه
"شهاب! بصلي وأنا بكلمك" زجرته لتجده بمنتهى الثبات والتريث ينظر لها بداكنتيه بنظر أخافتها ولكنها لن ترضخ لما يقول أبدا "مفيش حاجة اسمها أنا قولت كده.. عندك سبب مقنع قوله!" اللعنة سيقنعك رغما عن أنفك.. لماذا خرجت تلك الكلمات من فمك أيتها الغبية!
"أولا أنا لسه شاكك فيكي.. معرفش يوم ما تبقي بتعرفي كل حاجة عني هتروحي تقولي لمين.. ممكن بمنتهى السهولة تستخدمي ده ضدي بعدين" تريث ليلتقط نفسه وحاجباها لا يستطيعا الرضوخ من كثرة الصدمة
"وأنا ليه هاسـ.."
"متقاطعنيش وأنا لسه مخلصتش كلامي تاني.. ثانيا أنا لسه عند كلامي.. اقنعيني إني مريض وهاصدقك ساعتها وهاثق فيكي يا إمّا ملكيش عندي غير الموت يا فيروز.. وثالثا وده سؤال فكري فيه كويس قبل ما تجاوبي عليه، انتي قولتي انك كنتي ناوية تساعديني، ومش هاتحكمي عليا حتى لو كنت شيطان.. لسه عند كلمتك؟"
بالرغم من لذاعة تسلطه وهيمنته التي تحدث بها ووقفته ويداه في جيبيه وهو يتحدث بمنتهى الثقة جعلتها تريد لكمه وبشدة ولكن كلماته تعتبر أولى درجات التقبل.. هو يرتاب بأمر مرضه.. يطلب منها ألا تحكم عليه وأن تساعده بشكل غير مباشر لرفض عقله الإعتراف بإصابته بأي مرض، ولربما هو يشعر بالخوف من تقبل الأمر ولتغير نظرتها إليه.. كان عليها أن تنتقي كلماتها بمنتهى الحرص! دون تسريب وبلا تقطير!
"أنا لسه عند كلمتي يا شهاب.. ولا عمري هاحكم عليك غير لما أعرف كويس عنك كل حاجة.. وهساعدك وهاقف جانبك للآخر.." تنهدت ونظراته إليها تزداد إنزعاجا بل ترى الإنفعال على ملامحه
"بس يا شهاب مينفعش.. أنا عمري ما هاقول لحد حاجة.. وممكن نتقابل كل يوم.. لكن اقعد معاك على طول!!"
"أنا قولت أسبوعين"
"أرجوك تـ.."
"فيروز!!" قاطعها ورآت الغضب على ملامحه "ميغريكيش شهاب الدمنهوري البيه اللي بيحاول يكلمك كويس.. انتي متعرفيش عني حاجة، اظبطي كده واعدلي بدل ما أقلب على الوش التاني! ولا تحبي ارجع لشهاب اللي كان قاعد معاكي من شوية؟ خلينا كويسين مع بعض بدل ما أجبرك وساعتها مش هايعجبك اللي هيحصل!"
صاح بها بمنتهى الغضب وأخذ خطوة ليقترب منها وهو يهددها لتشعر وكأنها تتحدث لأحدى البلطجية وليس ذلك الرجل الذي تعرفت عليه بالسابق! لتحمحم وهي تحاول السيطرة على ملامحها لتزفر بعمق وهي رافضة لكل ما يحدث، لماذا يبدو مخيفا اليوم على غير العادة؟ هل سقطت كل الأقنعة بالفعل؟..
"بص.. عايزني أكون المعالجة والأخصائية النفسية والدكتورة والصاحبة تمام مفيش مشكلة.. لكن تتكلم معايا بالأسلوب ده أنا مش هاسمحلك! سامعني؟!" حذرته بنظرات نارية من عينيها
"طيب.. أسلوبك ده تروحي تكلمي بيه واحد تاني.. مش أنا يا فيروز! ولا فكراني هخاف مثلا؟" ابتسمت بسخرية على ما سمعته منه
"لا مش هتخاف.. هتعاملني بإحترام زي ما بعاملك" أحقا هي تتشاجر معه على كيفية المعاملة بينهما؟ إلي أين تسير هذه المناقشة
"أنا هعاملك زي ما أنا عايز.. بمزاجك أو غصب عنك.. ولا تحبي تجربي" ابتسم لها ابتسامة مريبة واقترب منها أكثر
"أنت مريض فعلا.. عايزني اثبتلك إنك مريض، اسمع كلامك وشوف طريقتك اللي بتتغير في الدقيقة مليون مرة.. أنا ماشية يا شهاب" أخبرته ثم التفتت بينما استمعت لقهقهاته التي زلزلت الغرفة حولهما لتلتفت له وهي تنظر له بإستغراب
"بقولك إيه.." تحدث ولا تزال نبرته تحمل أثار الضحك "شغل أنا جامدة أوي بتاعك ده مش هاينفع معايا.. وابقي شوفي هتمشي ازاي.. وعلى فكرة.. مفيش شبكة هنا، مش هاتعرفي تكلمي حد.. فلو عايزة كده تعقلي وتهدي وترجعي عن اللي في دماغك هتلاقيني موجود علشان أقولك هتتصرفي ازاي مع أهلك واخليكي تكلميهم" أخبرها بإستمتاع وتلذذ لإدراكه أنها لن تستطيع المغادرة ثم خرج من احدى الأبواب الجانبية لغرفة مكتبه واختفى عن نظرها..
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
"والآن، تستطيعين إرتداء الأسود، الإنتحاب، إعلان الحداد أو ما شئتِ.. فلقد رحل إل تشينو عن عالمنا عزيزتي" تحدث بإستمتاع بعد أن تخلص من رأسيهما وكذلك أيديهما فنظرت له كلوديا في تعجب
"كف عن المزاح!! بم سنخبر كارلو؟ كيف سنقنعه أن إل تشينو وحارسه الأحمق هذا قد ماتا بهذه السهولة؟ لو علم الزعيم سنموت.. كلانا!! أنا لا أمزح معك!"
"من تحدث عن الموت أيتها الفاتنة؟ أنا لم أقل هذا أبدا!" أخبرها بإبتسامة ثم ترجل من السيارة وأشعل احدى سجائره التي قد باتت عادة من عاداته منذ شهر الآن
"ليوناردو أنا أتحدث إليك.. وأنت تتعامل بمنتهى الأريحية ولا تأخذ الأمر على محمل الجدية!! ألا ترى أن ردة فعلك لا تتناسب مع كل ما يحدث؟" صاحت به بعد أن تبعته وخرجت من السيارة لتواجهه ليزفر شهاب في ضيق وسأم
"أولا.. إل تشينو والأحمق فيكتور نزلا كي يداهما الرجال بالميناء.. أو بالطريق مثل ما قلتِ سابقا.. لقد كنا معهما ولكن لا ندري إلي أين ذهبا.. وأظن أن الرجال عزيزتي سيفعلون كل ما تأمرين به.. وإلي أن تُعلن حالة الحداد الرسمية سنكون حققنا إنجازا ساحقا بالنسبة لكارلو وسيتمنى لو كنت ابنه المدلل بدلا من إل تشينو منذ زمن.. أنتِ تعلمين جيدا مقدارك عنده.. أنتي الفتاة التي لم ينجبها.. صغيرته الغالية!! أليس كذلك؟ سيُصدقك بسهولة!"
"أنت تريدني أن أأمر الرجال بالكذب، الأمر سيصل إلي كارلو بالنهاية أيها المجنون!" صاحت به بمنتهى الغضب
"من قال هذا؟" قلب شفتاه ثم تناول احدى الأنفاس من سيجارته لتخلل كلوديا شعرها وقد سئمت منه ومن طريقته
"كف ليو أرجوك.. هذا ليس بوقت مناسب لتلك اللعبة السخيفة التي تلعبها معي" تحدثت زافرة بإرهاق
"ستأمرين الرجال بالكذب، وسيمتثلوا أوامرك.. أتعلمين لماذا؟! كل فرد ينتسب إلي تلك العائلة اللعينة وجدت عليها أمر أو اثنان وأحيانا أكثر.. لا يوجد رجل مخلص بينهم.. جميعهم لديهم أسرار.. وأنا أملك تلك الأسرار! لذا.. سأدعك تعلمين أمر أو اثنان عن كل واحد منهما.. ستكون اليد العليا لك عزيزتي الفاتنة ووقتها سيشهد الجميع أن إل تشينو وفيكتور وحتى أسامة بن لادن كانوا في المداهمة.. سيفعلوا كل ما تريدي أيتها الجميلة!"
ابتسم إليها ثم شرد زافرا بسماء الليل القاتمة التي تكدست سُحبها فلا يتخللها ضوء نجمة ولا بصيص لضوء القمر لتنظر له كلوديا في دهشة وتوجست بداخلها
"كيف استطعت أن تفعل كل ذلك في غضون ثلاث شهور؟ متى؟ متى وأنت توكل إليك المهام واحدة تلو الأخرى وتكمل كل مهمة بمنتهى التركيز وفي الوقت المحدد ولا يستطيع أحد أن يُفسد عليك الأمر ولا حتى تفشل بمهماتك؟!" حدثته سائلة في دهشة وخوف بآن واحد
"أظن أننا الآن لدينا أمر أهم من متى وكيف!" أخبرها وهو يُلقي بسيجارته لتضيق ما بين حاجبيها في استفسار بينما ازدادت نظرة داكنتيه قتامة
"على كلانا أن نبدو وكأننا دافعنا بمنتهى البسالة عن إل وفيكتور في تلك المداهمة!" دهس السيجارة بحذاءه ثم توجه نحوها ليجذبها من شعرها وأرغم جسدها على الإلتفات ليُلقيها على الأرض لتصرخ هي في دهشة من حركته المفاجأة وقبل أن تلتفت كان يعتليها ليهمس بأذنها
"هل جربت الجنس الشرجي العنيف من قبل أيتها الفاتنة أم أنكِ كنت تسخرين منهم وهم يلعقوا لك مهبلك؟!" توسعت عيناها في ذعر، هل يعرف شيئا عن ماضيها.. هذا لم يحدث لها سوى مرة من قبل عندما تعرضت للإغتصاب! لا لن تتحمل هذا!
"لا ليوناردو عليك أن تـ.."
"هششش.. ستستمتعين!! كوني واثقة" قاطعها وهو يهمس بأذنها بينما شرع في تمزيق رداءها لتحاول هي الإفلات منه ولكنه لم يدعها!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
"ما خلاص يا بابا فيه إيه يعني.. هي أروى دي إيه.. ملاك نازل من السما.. مش طايق أبص في وشها.. مش طايق أتعامل معاها.. هو بالعافية يعني؟ أنت شوية وماما شوية وعمتي شوية وزينة هانم شويات لما تعبت!" صاح سليم بغضب ليعقد بدر الدين حاجباه وقد نفذ صبره
"جرا إيه ياض أنت هتعلي صوتك عليا ولا إيه؟ قوم خدني قلمين بالمرة وعرفني غلطي" حدثه زاجرا بصوته الرخيم
"يا بابا مقصدش" زفر وحدثه بهدوء "أنا آسف.. حقك عليا.. بس أنا مبقتش طايقها ولا طايق سيرتها"
"يا واد.. يا واد أعقل.. بكرة تكبروا والأيام دي تعدي، متعرفش الدنيا فيها إيه!! عاملها عادي وخلاص.. مبقولكش حبها ولا موت في دباديبها بس عاملها كويس شوية.." تريث لبرهة ليرى ملامح الإمتعاض لا تزال تسيطر على وجهه
"يعني أنا زمان لو كنت قلبت على هديل.. كانت جوازتك أنت وزينة مشيت؟ ولا كنت أنت وإياد بقيتوا أصحاب؟ ولا كنا فضيلنا نعرفهم!! أعتبرها عاملة زي قشرة الفشار بين سنانك.. لازم تستحملها علشان تكمل أكل!"
"يا بدر فشار إيه بس! يا بدر مبطيقهاش ومش قادر أنسى وساختها معايا أنا ومراتي" حدثه بضيق
"معلش دي بقت مشلولة!! محدش عارف هتقوم منها امتى.. وبعدين يعني لما تروح مرة مع زينة وتقولها ألف سلامة هيجرى إيه يعني.. مراتك هتحل عن دماغك.. وأمك كمان وأبوك الرخم هيبطل زن!"
"لا يا عم العفو. رخم إيه بس"
"طيب يا حيلتها بكرة أعرف إنك روحتلها..و قوم يا أخويا.. قوم روح لمراتك واطمن عليها.. شوفتها النهاردة شكلها مدروخة وعملت فيها انها مبتنامش كويس"
"اوعى تكون حسستها إنك فاهم حاجة؟" نظر إليه سليم بعينين مترقبتين
"لا يا أخويا مرضالكش بقطع الرقبة" ابتسم إليه سليم
"وماما مخدتش بالها؟"
"لا لما تاخد وتعرف إنك قولتلي وأنا مقولتلهاش هتقطع رقبتي أنا"
"الله عليكي يا نوري يا مسيطرة يا مزة يا قادرة انتي"
"قوم يا ابن الكلب غور.. جتك نيلة وانت شبهي"
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
"أتأخرتي عليا كده ليه؟" تحدثت أروى بهاتفها بحنق
"مفيش.. معرفتش أوصل لحاجة وبصراحة حازم كان واحشني فقعدت معاه" شعرت أروى بالغضب لما تستمع إليه
"ازاي يعني.. إيه.. بيشيلوا أوراقهم وحاجتهم فين؟" أتلك التي كانت تريد مساعدتها في البداية، تتحدث إليها وكأنها تعمل لديها
"مش عارفة.. أنا أصلا اللي اسمها عنايات دي كانت ملازماني مبتسبنيش.. لازم أروح مرة واتنين وتلاتة لغاية ما تديني الأمان علشان أعرف ادور واتحرك براحتي" همهمت أروى في تفهم
"وعرفتي هتروحي تاني امتى؟"
"كمان يومين كده.. مش هاقدر طبعا اروح كل يوم! هاقولك أكيد قبلها"
"تمام.."
"وانتي متأكدة إن الفيديو مش موجود على أي أكونت؟"
"دورت عليه ملقتهوش.. بس هادور كمان مرة"
"أوك.."
أنهت أروى المكالمة مع سارة لتعلم أنها بلا فائدة.. لا تعلم أن سارة تريد أن تساومها.. والدها مقابل الإرث!! ربما ستكون مقايضة رابحة لسارة..
ولكن أروى أولاً، لن تستطيع أن تشهر هذا التسجيل وإلا سيدرك شهاب أنه منها وبسببها وقد يفعل معها شيئا لا تستطيع مواجهته.. وثانيا، لن تنتظر سارة.. فهي لديها ورقة رابحة أخرى.. ولكن عليها أن تمهد لها جيدا.. تناولت هاتفها ثم شرعت في الإتصال بلميس
"نقول عروستنا الحلوة بقى!! وحشتيني يا لميس.. عاملة إيه؟"
"أروى وانتي كمان وحشتيني.. أنا تمام، انتي إيه أخبارك.."
"يعني.. أخباري إني بسمع كده كلام حلو إن فيه واحد زي القمر جاي يتقدملك الويك اند الجاي" ضحكت لميس بصدق "ألف مبروك وعقبال الفرح"
"الله يبارك فيكي وعقبالك يا أروى"
"أنا بصراحة اتبسطت اوي إن عاصم قاللي.. صحيح بس موضوع المشاكل ده بس متقلقيش.. احنا وانتو واحد وأكيد مامي مش هتقصر معاكو في حاجة.. ولو على موضوع بابي فمش لازم تجيبوا سيرة" وهنا تنهدت براحة بعد أن جعلتها تعلم أنها على علم بالأمر بأكمله لتشعر لميس بالحيرة فيما عليه إخبارها به
"لا أكيد طنط هديل مش هاتقصر.. وموضوع باباكم خلاص حاجة واتقفلت من سنين.. وهستناكي بقى يومها"
"أكيد هكون معاكي.. مش هاسيبك في يوم زي ده برضو!" تنهدت لوهلة ثم تابعت "هو عمرو صحيح عامل إيه؟"
"تمام.. كان عادي النهاردة في الشغل" اجابتها بتلقائية
"يعني أصل أنا أعرف إن سمعته يعني!!" حمحمت أروى لتدرك لميس ما تُرمي الأخرى إليه
"لا عمرو ده فظيع.. بس اهم حاجة الشغل والمعاملة اللي ما بيني وبينه محترمة!"
"دي فعلا أهم حاجة.. كمان عاصم قاللي إنكو اصحاب من زمان بحكم العشرة مع بعض وكده"
"فعلا.. احنا اصحاب كتير.. وعمرو يعني بيعتبرني اخته أو صاحبه كمان.. لكن الحمد لله مفيش ما بيني وبينه زي ما فيه بينه وبين أي بنت أو ست أي حاجة مش مـ.."
"أنا مقصدش كده طبعا" قاطعتها بلهفة "اللي بس اعرفه إنه متجوز.. أنا مستغربة ازاي مراته عارفة عنه الحاجات دي؟"
"ما هو فيه دايما خناقات كتيرة ما بينهم علشان كده.."
"ومعرفتش تقفشه مثلا؟"
"لا.. عمرو ده مصيبة.. استحالة تحصل!"
"ناس غريبة بجد.. وهي إيه اللي مخليها تصبر يعني على جوزها كده ما تطلق.."
"يعني.. ماديات، كاتبلها مؤخر كبير وجزء من الأسهم.. الموضوع مش سهل كده زي ما انتي فاكرة وهي استحالة تتنازله!"
"آآآه فهمت" زفرت في راحة ورائحة الإنتصار بدأت في أن تفوح أمام أنفها "عموما أنا بس كنت بدردش معاكي بس أصل كنت مسغرباه أوي"
"وأنا كمان كنت زيك بس العشرة بقى بتفرق" همهمت لها أروى في تفهم
"أنا طولت عليكي معلش.."
"لا ازاي متقوليش كده، أنا بتبسط جدا لما بتكلم معاكي"
"وأنا كمان يا حبيبتي.. أشوفك بقى يوم الجمعة الجاي"
"إن شاء الله.. باي.."
لقد جعتها تدرك أنها لها اليد العليا الآن!!هي تعرف كل شيء، وأخبرتها بشكل غير مباشر بمنتهى الود الزائف أنها أولا لا تليق بهم، ثانيا أنها تعلم حقيقة زواج والدها ووالدتها!! ربما ستحتاج إليها يوما ما.. أمّا عن عمرووزوجته وأمورهما تلك فلقد عجبها الأمر.. ولكن كيف عليها ربط تلك الخيوط أكملها ببعضها البعض!! ستجد حلا بالتأكيد!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
الأبواب كلها مفتوحة.. منزل عملاق بضخامة لاذعة ولكن العديد من رجال الحراسة يطوقون المنزل.. جميعهم يحملون أسلحة.. فقط لو لم يقتلها فلا تظن أن هؤلاء الرجال المكلفون بالحراسة سيترددون مثله!
ولكن أن يترك لها السلاح الملقم أمامها ويبتعد عنها هذا يعني العديد من الأشياء، ولكن اهمها أنه بدأ أن يثق بها.. وحتى ولو بمقدار ضئيل.. هناك تقدم بالأمر! ولكن بدا اليوم كرجل حقيقي لأحدى العصابات.. عليها أن تكون حذرة معه للغاية!
أكان صادقا معها لأول مرة؟ أكان يتحدث بالصدق بعد كل ما يحدث من أمور غريبة حولها وبفعلته التي لا تنم سوى عن الإجبار والتهديد الصريح؟!
لقد جن عقلها من كثرة التفكير، يبدو أنه كان صادقا اليوم بالعديد من الأشياء؟ ماذا لو كان يكذب؟ لو كان يستخدم طرق الخداع والمراوغة خاصته؟ وماذا لو كان صريحا؟
زفرت وهي تمشي لتبحث عنه وهي تفكر بالأمر، تفكر بخطوتها القادمة.. إذا صدته ومنعته وتشاجرت معه قد يحدث أمران، الأول أنها لا تثق بمقدار ما قد يفعله معها هي أو أهلها أو حتى إخوته ووالدته.. يبدو أن الإنتقام لديه أهم ما يُشغل عقله.. أمّا الثاني فهي ستخسر ذلك المقدار الضئيل من التقدم في تقبله للأمر!
رفعت شعرها مخللة إياه بأصابعها ولا تدري لماذا لا تجده، أين ذهب؟! وفكرت مجددا.. أسبوعان!! بأكملهما؟ّ! هل يمزح معها؟ في منزل! وحدهما!! مع هذا السيكوباتي؟! هو يمزح بالتأكيد.. يكفي تشتت إلي الآن.. يكفي.. عليها أن تبحث معه الأمر بمنتهى الهدوء والإقناع والذكاء.. خاصة وأنه كان صادقا في عدة أمور، لا يصح أن تُقابل صدقه بالكذب أو بالغضب أو حتى بإندفاعية..
خرجت مرة أخرى للباحة الخلفية من الحديقة وهي تبحث عنه وتتلفت يمينا ويسارا، لقد أظلمت السماء.. وأصبحت الساعة السابعة والنصف.. وعليها التصرف بسرعة فهي حقا لا تدري أين هي وتريد الوصول لحل وسط معه قبل أن يُنفذ ما برأسه ويُجبرها على البقاء.. فهي كان محقا، لا يوجد إرسال ولا إستقبال وهاتفها أصبح كقطعة من الخردة!! أثنت على نفسها عندما قامت بمسح وإزالة التطبيق الذي تحدث عليه بدر الدين بمجرد حصولها على حقيبتها من رجال الحراسة!! إلي أين أحضرها هذا اللعين؟! فقط ساعة واحدة تُفصلها عن العالم هكذا؟!
"اطلعي" ناداها لتلتفتت لمصدر صوته.. نبرته الآن أصبحت واحدة من أكثر ما يثير بداخلها التوتر بشكل شديد.. هل لأنها جلية عميقة أكثر من اللازم أم لأنها رآت منه اليوم شخصا جديدا.. لا تعلم!!
"لا مش هاقد اطلع.. انزل انت" أخبرته بعدما أدركت أنه واقف فوق المنزل بالأعلى.. هي حتى لا تعلم كيف صعد هناك.. وإذا ودت الحصول على طريقة لإقناعه بها لن تجدها بالطابق الثالث من الأرضي دون أسوار.. فهي كارثية بجانب المرتفعات!!
"عندك سلم هنا على الشمال.. اطلعي ومتخلنيش أكرر كلامي أكتر من كده.. وعموما مش هتلاقي حل غير إنك تطلعيلي" ابتسم في استمتاع بعد أن أشار في اتجاه الدرج وهو يعرف جيدا ما يفعله، لقد تأكد يوم ذهابهما لأرض المشفى أنها تخشى المرتفعات.. ولن تملك سوى الرضوخ لكل ما يأمرها به وهي بجانب الحافة!! ستأتي.. ستأتي بالنهاية.. دون أية مجهودات منه!!
امتعضت ملامحها وظهر الغضب على وجهها، أيستخدم معها الإجبار الآن!! ستريه..
ذهبت نحو الدرج كما أشار وبداخلها غضب شديد مما يفعله ولكنه توقفت للحظة، غضبها إن تحكم به وبها ستخسر تلك المفاوضة التي تود أن تجريها معه.. شهيقا مطول.. زفير بهدوء.. اهدأي.. واستخدمي عقلك معه!!
صعدت بخطوات مترددة متسلقة ذلك الدرج للأعلى الذي جعلها تشعر بالرعب.. فهو لا يحمل أي سور أو حواجز جانبية تستطيع التمسك بها.. الوغد يلعب على نقاط ضعفها.. ستريه!
صرخت بنفسها مرارا ألا تنظر خلفها، لو فقط نظرت وأدركت مدى ارتفاع تلك الدرجات التي تسلقتها ستفقد قدرتها على السيطرة على أعصابها وسيسيطر عليه الخوف الشديد.. لا تنظري أرجوكِ لا تفعلي.. لا تتركيه يتحكم بكِ ويلعب على نقاط ضعفك ويستخدمها ضدك و..
"شهاب" همست بنبرة أتضح بها أنفاسها المضطربة بعد أن قاطع أفكارها بوجوده أمام الدرج ينتظرها بينما بقي لها ثلاث درجات لتتسلقهم بعد لينظر لها يتفحصها واضعا يديه بجيبيه وتلذذ بتلك النظرات التي تعطيها إليه وهي عمليا أسفل قدماه
يبدو أن تلك المرأة قد شغلته للغاية بعينيها وشعرها حتى لم يلاحظ وجنتيها الممتلئتان وشفتيها!! ألهذا الحد احتلت عقله حتى لم يُكمل التمعن في ملامحها الهادئة ذات الحُسن الطبيعي البعيد كل البعد عن مظهر العاهرات!! يبدو وأنه سيخوض معها طريقا وعرا وإلا سيجبرها على مضاجعته حتى يتخلص من ذلك الإنجذاب اللعين بداخله..
"كملي.. وقفتي ليه؟" ارتبكت ملامحها وهي تنظر إليه لتتسلق درجة أخرى وتبقى درجتان ليبتسم في تهكم "ربع ساعة علشان تطلعي دورين!" توسعت ابتسامته في استمتاع حقيقي ولكنها حاولت ألا تغضب أو تتوتر
"شهاب.. الساعة قربت على تمانية.. وأنا مكلمتش أي حد ومحدش يعرف أنا فين.. ممكن بس أجيب هدوم ليا، وأفهمهم واقنعهم أنا فين وبعدين نبقى نقعد أسبوعين زي ما أنت عايز؟" حدثته بهدوء وهي تحاول التغلب على خفقات قلبها التي تسارعت كلما أدركت أنها تقف بالهواء على درج دون درابزون يحميها أو حتى تستطيع الإستناد عليه والإستعانة به!
"أنتي محتاجة وقت علشان تبلغي الست الوالدة والراجل الوسخ اللي باعتك مش كده؟!" ابتسم نصف ابتسامة ازادت الريبة بداخلها مع ذلك التوتر من المرتفعات..عليها أن تجلس الآن بأي طريقة لتحاول للمرة المائة بعد الألف أن تقنعه بحقيقة أنه لا يوجد من أجبرها على الدخول لحياته وليس هناك أي مستفيد من معرفتها به!!
"إيه اللي جابك هنا عايز إيه؟" نظر خلفها وبدا أنه يتحدث لأحد لتلتفت وتنظر خلفها ولكنه قد خدعها بمنتهى السهولة وأقترب سريعا نحوها فعندما التفتت لتعيد نظرها إليه لتحدثه وجدته أمامها فتملكتها المفاجأة واختل توازنها وكادت أن تسقط لتصرخ في فزع فأقترب هو يحيط خصرها بإحدى ذراعيه قبل أن تسقط وقرب وجهه لوجهها حتى شعرت بأنفاسه تنعكس على وجهها ويده الأخرى أخذت تضع خصلاتها التي تمردت من الهواء خلف أذنتيها
"سيبني يا شهاب" همست ورآها تبتلع في توتر بينما تشبثت بذراعيه خوفا من السقوط
"وتوقعي برضو.. مش عايز أكسرك دلوقتي.. اصبري شوية وهبقى أكسرك بعدين" همس بمنتهى الهدوء الشديد لترتعب هي من ملامحه وحدقتيه اللتان لمعتا بالتلذذ الشديد
"لو سمحت قولتلك سيبني أنا مـ.."
"هاديكي موبايل.. هتكلمي أهلك.. النهاردة تسعة وعشرين وبكرة تلاتين.. هتقولي اننا في الساحل الشمالي علشان حملة الترويج للمستشفى وخلاص دي اخر أيام في شهر تسعة فكان لازم نتحرك بسرعة لأن بعد كده الدنيا بتنام ومبترجعش تشتغل غير في شهر خمسة.. بعدها يوم واحد هنكون بنسافر الجونة، فيه هناك مؤتمرين.. هنشارك فيهم.. واحد يوم واحد وواحد يوم خمسة.. كده ده اول اسبوع!! هنخلص الجونة هنطلع على شرم الشيخ فيه مؤتمر يوم سبعة هنحضره.. بعدها هنسافر الأقصر فيه هناك مهرجان يوم تسعة، هنكون هناك.. وبعدها هنرجع تاني الجونة علشان مهرجان يوم حداشر ويوم اتناشر بليل هتكوني في بيتكم.. أظن أنهم عارفين إنك عندي charity planner وبتشتغلي معايا.. تفهميهم إنك لازم تسافري.. سهل اللي قولته ولا أكرره تاني؟!"
نظرت له بأعين متسعة، لماذا لم تقاطعه؟ لماذا نظراته ونبرة صوته تختلف عن ذي قبل؟ لماذا هي متشبثة به هكذا؟ ربما لأن جسدها لا يفصله عن السقوط سوى ذراعه، بمنتهى الإستغلال يملي عليها تلك الخطة الغريبة التي تعج بالتفاصيل.. لماذا يحافظ على انحناءها للخلف؟.. أيعجبه الإقتراب، أم هي تلك الميول القذرة التي تتحكم بالسيكوباتي بداخله؟ لماذا لا تستطيع أن تدفعه أو تلكمه!! بالطبع أيها المتحاذق، آتيت بي وأجبرتني على تسلق درج دون حواجز حتى تتحكم بي وأنا أعاني من تلك اللعنة كلما تواجدت بأحدى المرتفعات!!
لا يمانع أن يقضي وقته بأكمله طوال الأسبوعان القادمان على هذا الدرج إن كانت ستكون بهذا القرب الشديد منه.. لا يمانع أن يتفحص وجهها وملامحها أكثر.. تبدو عن قرب رائعة الجمال.. أمّا خوفها وتوترها الذي صرخ بتقاسيم وجهها كان أمرا في غاية الكمال بالنسبة إليه، يا ليته فعلها منذ زمن!! أتبدو حدقتيها الآن رماديتان بعد أن ذهب النهار وجن الليل؟!
"بعد إذنك ابعد وسيبني أطلع" همست في توسل شديد عله يؤتي بثماره معه وازداد تشبثها به فهذا الفعل اللا إرادي الحقير يتحكم بها وقد تُمسك وتستعين بالشيطان نفسه لو كانت في موقف مشابه
"اتفقنا؟" سألها هامسا وهو ينظر إليها بإستمتاع بينما عقد حاجباه وشعر بالإثارة الشديدة بسبب إقترابهما ولمستها على كتفه وصدره، يبدو أن الأمر يتحول من مجرد تهديدها إلي إثارة خالصة.. متى كانت آخر مرة مارس بها الجنس؟! شهر ونصف تقريبا.. ستكون هي التالية!! لن يمكث فترات كتلك دون وجود إمرأة بمنزله ليتخلص من رغبته بإفراغ شهوته بممارسة عنيفة مع أي عاهرة
"سيبني وهنتكلم.. لو سمحت متخلنيش أتحايل عليك أكتر من كده!" همست مرة أخرى واشتدت نبرتها في التوسل، تعلم أن السيكوباتي بداخله يستمتع بمعاناة الآخرين ويعشق رؤية الخوف على وجه من أمامه ولكنها لا تستطيع أن تتحكم بخوفها اللعين..
"اتحايل" تلك المرأة الملعونة ذات العينتان منعدمة الألوان! أوتعلم لو كانت الآن أسفل قدماه وهي تتوسله أن يكف عما يفعله بها بم كان سيشعر وقتها!! وجد إبهامه يجذب شفتيها لأحدى الجوانب ثم مرره عليهما وأنفاسه ازدادت وتيرتها وكذلك حرارتها كما انفجر بعقله صور لمشاهد عديدة جردت أفكاره من كل شيء سوى هو وهي عاريان تماما!
أقترب إليها أكثر ليُصبح جسديهما ملتصقان بشدة، دفعها لينحني جسدها للخلف أكثر مما هو عليه، لتقرأ هي سريعا تلك الرغبة بعينيه وبملامحه وبحركة جسده، اللعنة هل يقترب أكثر، هو يرطب شفتاه و.. أهذا جسده الرجولي احتك بها عندما جذب جسدها إليه أكثر!! عليها التدخل بسرعة قبل أن يُفسد الأمر تماما!!
"شهاب، بلاش.. بلاش يا شهاب.. أنت بتستغلني! بتستغل خوفي والموقف اللي أنا فيه.. دي السيكوباتية.. أنت لازم تكون ضدها.. أول طريقة العلاج فعلا إنك تتحكم في نفسك وتسيطر على الأفكار اللي مش صح جواك، تحط حدود.. تتعامل بطريقة محترمة مش إنك تسمع صوت ضعيف في راسك بيقولك تقرب مني.. لو عايز تتغير يا شهاب لازم تكون قوي.. مينفعش أي حاجة تيجي في بالك تعملها!! أنا عارفة إنك ذكي، وقوي جدا، وتقدر تتحكم في الموضوع بسهولة.. مينفعش اللي بتعمله ولا اللي بتفكر فيه، هيبوظ كل حاجة ما بيننا.. أنا هاكون المعالجة الخاصة بيك مينفعش يكون فيه ما بيننا حاجة أكتر من كده!"
أخبرته في خوف ولكن بنفس الوقت كلامها كان مقنعا، أسيستجيب؟ أستملك كلماتها تأثيرا عليه؟ أفضحت أمره؟ هل تراه يريدها بمثل هذا الوضوح؟! أخفض أنامله عن وجهها لتشعر هي أنه ربما استجاب ولكن أفزعها مرة أخرى عندما امتد يداه لسرواله لتتوسع عينتيها أكثر ولكنه باغتها بهاتف غريب الشكل وهو يعطيه إليها!
"كلميهم" في لمح البصر عدل من وقفتها لتطلق هي زفرة في راحة واستعادت وتيرة أنفاسها الطبيعية ثم مسحت على وجهها لتجد نفسها تعرقت.. هل هذا من الخوف أم الرغبة!! لا تفكري بالأمر!
"شهاب.." نادته وهي تتسلق الدرجتان الباقيتان وتبعته بعد أن ولى ظهرها له "مينفعش أنا هحتاج هدوم و.."
"بقولك إيه بقى.. زن مش عايز!!" التفت إليها غاضبا وهو يقاطعها بملامح شرسة "بصي حواليكي.. انتي في الصحرا.. مش هتعرفي تتحركي غير بعربية من اللي معايا.. بطلي غباء ومتخلنيش أشك فيكي يا فيروز!" صرخ بها ونبرته وغضبه ونظراته جعلوها تشعر بالخوف "امسكي الزفت وكلميهم واخلصي بدل ما يفتكروكي مخطوفة" صاح بها لتبتلع هي ثم نظرت لذلك الهاتف بدائي الصنع لتدرك أنها رآته قبل ذلك مع ماهر!! هذا الهاتف يرسل ويستقبل في الأماكن النائية وأسفل الأرض على ترددا وشبكات إرسال خاصة!! ولكن لا يحصل عليه سوى أفراد الجيش والشرطة! كيف حصل هو عليه؟
زفرت في استسلام ثم تفقدت المكان حولها فهي فعلا في منتصف الصحراء، ليس هناك ولو بصيص من ضوء ولو حتى على مسافة بعيدة، أين هي وما هذا المكان؟!
طلبت احدى رقم والدها وبدأت في التحدث إليه تحت أنظار شهاب الذي ابتعد قليلا وولاها ظهره، يستمع إلي كل كلمة تتحدث بها ثم تعجب من استطاعتها أن تبتسم وتمازح والدها وهي بذلك الموقف معه، ليست بخائفة إذن!!
ذهب عقله ليُفكر فيما حدث منذ قليل ولكنه بنفس الوقت يسلط كامل إصغاءه لما تتحدث به، هاتفت والدها فقط.. وهاشم على أن يُخبر هبة بالأمر مقنعة إياه أن ليس لديها وقت وتجهز للعديد من الأشياء بينما لن ترفق هبة وتتغاضى عن التفاصيل.. ولكن رغبته بها كانت مخيفة بالنسبة إليه ولم يشعر بذلك سوى معها هي! حتى كلوديا لم يشعر بمثل تلك الرغبة معها.. لماذا كل شيء يختلف معها؟ وما يقتله حقا أنه فقط أراد تقبيلها أكثر من الشروع في مضاجعتها!!
لا.. لن يستمر هذا الإنجذاب.. هو فقط يتحرق شوقا لرؤية فتاة مثلها تتظاهر بأنها بريئة وتضع الحدود بينها وبينه أسفله وتُعذب بما يفعله بها.. هي ليست نوعه المفضل على كل حال.. لن يجعلها تثرثر بتلك الكلمات مرة أخرى!! هو حتى ليس منجذبا إليها بأي طريقة من الطرق.. حتى ولو كانت كلماتها صحيحة.. كانت لحظة من إثارة لشهوته التي لم يبددها منذ شهر ونصف ليس إلا!
"اتفضل" ناولته الهاتف عندما انتهت من الحديث مع والدها وهاشم!
"على فكرة، أنا مستغلتكيش.. أنتي اللي قربتي مني ولا نسيتي مسكتك فيا؟ وعلى العموم متقلقيش.." نظر لها بنظرة تفقدت جسدها من أعلاه لأسفله "انتي مش الاستايل بتاعي خالص ومش مناسبة ليا.. طويلة ورفيعة ومظنش تستحمليني.. بلاش عقلك يروح بعيد.. مش شهاب الدمنهوري اللي هيخطف واحدة زيك ويجيبها هنا علشان ينام معاها!! أنا لما بحب أنام مع واحدة هي اللي بتجيلي لغاية عندي" رماها بتلك الكلمات ثم توجه ليتسلق الدرج للأسفل وغادرها..
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
#يُتبع . . .