الفصل الثامن - مملكة الذئاب Black
الفصل الثامن
عوده إلى ساب الذى خرج من غرفته بعد أن إستراح لوقت قليل من رحلة السفر.... فوجد ليو يجلس وبيده كتاب ما ويقرأ بتعمق... هذا جعله لم يشعر بساب الذى جلس جواره بهدوء إلى الأن ...
لهذا قال ساب ملفتا لإنتباه : هل الكتاب شيق لهذه الدرجه؟!... إنتفض ليو فى جلسته حين سمع صوت ساب حيث ظن أنه جالس بمفرده... ليو بدهشه : متى إستيقظت من نومك؟!....أجابه ساب بهدوء: منذ مده لا بأس بها....لم تخبرنى بعد ماذا تقرأ؟!...
رد ليو بتعجب من حديث ساب وتعجرف يتعامل به مع الجميع :ولما تسأل؟!...كما لا أظنك ستعرف ما سأقوله لك.. لهذا من الأفضل ألا أخبرك عما أقرأه...
ما قاله ليو يعد إهانه ل ساب.... إلا أنه قرر التغاضى عن ذلك لأنه قد يظن من يراه أنه لا يعلم شئ عن القرأة والكتب.... لهذا قال ساب : وهل أنت من هؤلاء الذين يحمكون على الكتاب من غلافه؟!...هل هذا لأننى أحمل السيوف؟!..
أوما ليو برأسه وأجابه قائلا: أظن ذلك فمن المؤكد أنك لا تعرف القرأة والكتابه..
إبتسم ساب على سطحيه هذا الفتى لهذا قال موضحا : لا يعنى حملى للسيف أن يكون عقلى فارغا... كما أرى أن عقلك رغم أنه مليئ بالمعارف....
إلا أنه لا يهتم سوى بالمظهر الخارجى ..وتحكم على الشخص من خلاله.... وإبتسم حين راى إرتباك ليو وكأنه أصابه بمقتل ..فقد شعر بغرور الفتى ..
ولهذا أكمل ليقتل غروره أكثر قائلا ومن أجل هذا سأقدم لك نصيحه... لن تجدها بإحدى كتبك القيمه هذه...لا تغتر بمعرفتك لشخص ما من خلال مظهره الخارجى.. فكثيرا ما تخدعنا المظاهر ...
وشرد بفكره بعيدا إلى أشخاص يشابهون ليو بتفكيره ومن أجل تفكيرهم هذا تدمرت حياته بالماضى.. إلى أن أعاده ليو للواقع...
ليو بعد ترتيب أفكاره حتى يستطيع الرد على كلام ساب ..والذى قلل من عقله وفكره: ولكن لا تنكر أن المظهر الخارجى هو ما يعطينا أنطباعنا الاول.. عن شخصيه من أمامنا وعليها نحدد كيفيه التعامل معه ...
رد ساب حتى ينهى الحديث فى هذا الموضوع الذى سيتعبه : ولهذا لكلا منا رأيه الخاص فأنت تهتم بالمظهر وأنا أهتم بالجوهر ...
وجد ليو أن شخصيه ساب غريبه حيث ظن من تصرفه صباح اليوم أنه متهور ..أما اﻷن فهو يرى عكس هذا يرى شخص عنيد لا يستمع للاخرين ولكن ذو عقل مفكر أيضا..
وأرد أن يعلم أيهما ساب أهو ذلك المتهور الذى يفعل ما يريد وقت ما يشاء ...أم هو العاقل الذى تكلم معه الأن.... قرر أن يسترسل معه بالحديث حتى يتعرف عليه أكتر...
فأجاب على السؤال الذى طرحه عليه ساب سابقا... رافعا الكتاب الذى بيده حتى يلفت نظر ساب ...الذى شعر أنه رحل بفكره بعيدا عنه : أنه كتاب عن معالجه بعض الأمراض بالاعشاب...أهدانى إياه أحد الأصدقاء.
وبالفعل حصل على إنتباه ساب الذى قالبثبات : أعتذر منك ماذا كنت تقول؟!... قال ليو معاودا رفع الكتاب حتى يخبر ساب أنه يتكلم عن محتواه ...
ليو مفسرا: كنت أخبرك أن محتور الكتاب يتحدث عن طب الاعشاب والنباتات... وكيفيه إستخدامها لمعالجه المرضى...
وأكمل حتى يعلم أحقا ساب يقراء كتب أم لا.. أتحب هذا النوع من الكتب أم تفضل نوعا أخر...
إبتسم ساب بسخريه إلا أنه أجابه قائلا :لا لا أفضله...
كما ليس هناك شئ محدد أقرأء عنه... فأنا أقرآء ما أظن أننى أحتاج إليه حتى يساعدنى بما أريد...
لم تكن إجابه ساب واضحه كفايه ل ليو ...ولم يستشف منها أهو يقراء ويطلع على الكتب أم لا ... ولهذا سأله ليو : من شجعك إذا على القراءه؟!...
ساب وقد رافع إحدى حاجبيه فهو لا يحب أن يتدخل أحدهم بشؤونه الخاصه... وخاصه إذا كان شخص تعرف عليه منذ يوم فقط ويتحدث معه بغطرسه.... كما أنه يكره الكلام الكثير ومن أمامه يمتلك كل هذه الصفات معا...كما إنه فضولى وهو يكره الفضوليين ...
فقال ساب ببرود وإبتسامه زمجه: لما أتريد أن تذهب لتتعلم لديه أيضا....أجاب ليو بعجرفه وجدها ساب ملاصقه له فى أغلب كلامه : أنا أستطيع القراءه بالفعل فلما سأحتاج لمعلمك ...
فأرد ساب أن يستفز غروره بغرور يوازيه فقال : إذا لما لا زلت تجلس ببيته ما دمت تسطتيع فعل كل شئ بمفردك... وتركه وخرج دون أن يستمع لرده.. وحينها سيعلمه ساب كيفيه الصمت حين يجب عليه هذا ...
إقترب ساب ليغادر المنزل فقد إختنق من حديثه مع ذلك المتعجرف....إلا أنه وجد باب المنزل ينفتح على مصرعيه...والعجوز دوغلاس يدخل بغوغاء عاليه قائلا وهو يحمل طعام كثيرا بيده: هيا الطعام جاهز يا فتيان..
نظر له ساب رافع إحدى حاجبيه وعيناه على مايحمله العجوز من طعام ...وكأنه يسأله من أين لك هذا.... إلى أن ترجم ليو نظرات ساب قائلا: من أين لك بهذا الطعام.. فأنت لم تطهى طعاما جيدا منذ مكوثى معك ..
تحول نظر ساب إلى هذا المتعجرف الذى لا يكف عن تعجرفه.... هو أرد معرفة من أين أتى العجوز بهذا الطعام ولكن ليس بتلك الطريقه.....لهذا هو يشعر بالندم لجلوسه مع هذا المتعجرف وهذا أكتر شئ شعر تجاه بالندم.. بعد قدومه إلى هنا بهذا الوقت...
قام دوغلاس بضرب ليو على رأسه موبخا وهو يقول : لا طعام أفضل من طعامى أيها الوقح ...كما يجب أن تكف عن تعجرفك الزائد هذا ..وكل طعامك وأنت صامت.... إبتسم ساب لهذا اللقب الذى لقبه العجوز لليو... فيبدوا أنه ليس الوحيد الذى يراه هكذا ...
فقال ساب بعد أن راي إمتعاض وجه ليو حين سبه العجوز وضربه : لا تتحامل على الفتى ﻷنه يخبرك بحقيقه طعامك...ولكنك محق فقد تكلم بتعجرفا زائد ...ونظر إلى ليو بطرف عينيه مبتسما ..
قال دوغلاس :أنت أيضا تقول هذا أيها الوقح..إن أردت فلا تأكل منه وسأكله أنا وحدى ..
قال ساب وهو يجلس ليشرع بالاكل : وأترك لك كل هذا الطعام لتهنأ به وحدك محال أيها العجوز ...
جلس ليو أيضا وظل يأكل بصمت بعد توبيخ دوغلاس له ...
إلا أن تكلم العجوز قائلا : أعجبنى ما فعلته صباحا للضخم دولمن ..
ثم أكمل بخبث وهو ينظر إلى ليو الذى يأكل بهدواء ...رغم أنه لم يعجب البعض ووصفوك بالمتهور الغبى ألذى يوقع نفسه بالمشاكل ...
بصق ليو الشراب من فمه ونظر بإتساع إلى دوغلاس الذى مازال يبتسم بخبث ... والذى يحاول أن يوقعه بالمشاكل مع هذا ال ساب ..وحاول إبتلاع ريقه ..
تعجب ساب من تلك الجمله الموجهه له وﻷول مره يسمع أحدهم يلقبه بهكذا القاب ...
فقال وهو يرفع إحدى حاجبيه :متهور وغبى .. من تقصد بكلامك هذا أيها العجوز...
أجاب العجوز بهدوء رغم علمه أن ساب لا يحب أن يسبه أحد ..سوى هو بالطبع..
قالها العجوز بكل هدواء : أنت هو المعنى بالغبى ..أليس كذلك ليو وأتسعت إبتسامته أكثر ...
توجه نظر ساب ل ليو الذى أصبح وجه شديد الاحمرار ..وساب يقول له : ماذا يعنى العجوز بكلامه هذا ..
أجاب ليو بتوتر ظهر عليه وهو يرى تخشب ملامح ساب ...فقد شعر بالخوف يغمره الان... ومما يرى أن العجوز لن يساعده هذه المره..
فقال ليو: أ أنا كنت غاضبا من ال العم دوغلاس ع عند م مشاجرته مع الضخم.. وع وعندما أ أتيت أنت وو وتحدثت إلى الضخم ك كنت خااائف... ولم أ أكن أشعر بشئ ل لهذا وص وصفتك.. ب بالمتهور الغبى ا الذى س سيوقعنا بالمشاكل أك أكثر...
نظر له ساب وقد تكونت أمامه معالم شخصيه هذا الفتى ...فهو مدلل ودلاله أدى إلى غروره وعجرفته وكلهما أدى إلى فساده...
ولكنه لم يخفى عليه جانب الفتى الضعيف.. الذى يظهر حين يخشى من بطش أحدهم له وخاصه إن لم يجد المساعده له ...كما فعل معه دوغلاس اﻷن ...
فهو لم يغب عنه أن العجوز فعل هذا عن قصد ...وهو يعلم لما فعل العجوز هذا ...ولهذا سيجاريه إلى أن ينفرد به ويعلم منه ماذا يحدث بالضبط ....ساب ببرود وعيناه على ليو لم تتحرك مما أربك ليو أكثر..
تحدث ساب ببرود إلا أن عيناه كانت تقول غير ذلك: حسنا لدى سؤال واحد فقط.. من أنت حتى تلقى على أحكام مسبقا ..وتنعتنى بكل هذه الالفاظ .. وأكمل دون أن يعطى فرصه للفتى بالتكلم ..أجل فأنا نسيت أنك مصاب بالعجرفه والغرور ...ولكن صدقا أحذر منى فأنا لست جيدا حين أغضب.. أتعلم أن أخر شخص أغضبنى قمت بكسر أنفه ورأسه وكان هذا منذ يوما أو يومين.... ولهذا أنصحك أن تصن لسانك السليط هذا مادمت جالس معى..
ثم قال بصوت مرتفع مع ضربه لطاوله الطعام بيده .. حتى اهتزت الاطباق أفهمت ما قلته... رغم خوف ليو الظاهر إلى إنه لم يرد أن يريه للقابع أمامه..
فقال بشجاعه زائفه : لا لم أفهم ما قلته.. وتكلم معى بأدب فأنت لا تعلم مع من تتحدث. فأنا أكون الامير ليوناردو إبن الاميره مليسيا .... أنهى كلامه بغرور عاد إليه مع بعض الثقه حين تذكر من هو وما هو عليه.. وماقد تفعله أمه من أجله حين تعلم بما يفعله هذا المتهور بولدها..
فقال ساب ببرود : حقا ومن ذلك الامير ف أنا لم أسمع عنه من قبل ....ثم إلتفتت بإتجاه العجوز وأكمل قائلا أسمعت أنت عنه أيها العجوز ...
الذى إبتسم حين وجد أخيرا من يؤثر ويردع هذا الفتى الذى قد فقد الامل به ..وكاد أن يرسله ﻷمه ويخبرها بفشله وﻷول مره فى تعليم أحد ما...
فقال دوغلاس بمكر : لا لم أسمع عنه من قبل..ونظر ل ليو قائلا كما أن من تحتمى بها هى من أرسلتك إلى هنا ...حتى تتعلم كيف تحترم الاخرين...وهذا ما لم تستطيع هى فعله.... وهاا أنا قد وجدت من سيقوم بإعاده إصلاحك وإصلاح تصرفاتك الهوجاء هذه ..
ثم أكمل بإجهاد كاذب حتى ينهى حديثه: هيا أنا سأذهب للفراش الأن..فأنا كما تعلمون رجل عجوز لا قدره لى على السهر مثلكم أنتم أيها الشباب ...
ورحلا تاركا الاثنين معا ..ساب بنظراته البارده التى تدل على الكثير ...وليو بنظراته الخائفه من القادم وأنه لا مفر من الواقف أمامه...
❈-❈-❈
صباح يوما جديد كان جيد لدى البعض وحماسى لدى البعض الاخر ..فاليوم هو يوم الاحتفال الذى تم التجهيز له منذ أكثر من شهر مضى ...فكان الجميع يعمل بجد حتى يظهر أفضل ما لديه...
قام ديفيد مسرعا من فراشه فقد إستغرق فى النوم ... حيث لم يكن يأتيه النوم منذ عاد من غرفه إستفان أمس.... وهو يفكر بكل ما سيحدث اليوم...
إلا أن غلبه النوم مع أول شعاع الصباح ...
وتعجب أنه لم يقم أحد بإيقاظه ليقوم بأعماله قبل بدأ الاحتفال...فنظر أمامه للسماء إنه وقت الظهيره... فأدرك أن وقت الاحتفال سيبدأ قريبا لهذا عليه الاسراع.... وبالفعل إنتهى وخرج مسرعا من غرفته وسأل الحرس الواقف أمام غرفته ..
ديفيد بتنهيده : لم لما توقظنى منذ الصباح يا رجل؟!..أجابه الحرس بإحترام : السيد ماكس هو من أمرنى بهذا سيدى ...أن أترك لتستريح ولا يقم أحدهم بإزعاجك ..
هز ديفيد رأسه للحارس بتفهم ورحل دون أن يتكلم ...وهو يبحث عن ماكس ليعلم منه لما تركه نام إلى الان ...وصل ديفيد إلى قاعه العرش ووجد الخدم يقومون بوضع اللمسات الأخيره من أجل الحفل.... فأطمن أن الاعمال تقوم على أكمل وجه وكأنه هنا ...
فذهب لغرفه الملك ليرى ما هو مطلوب منه فى الوقت الحالى ..ثم يقوم بالبحث عن ماكس فى وقت لأحق...قام بدق الباب ودخل دون إذن فهذا ديفيد لا ينتظر الاذن للدخول ...إذن لما يقرع الباب إذا كان سيدخل دون إنتظار الاذن بالدخول...
نظر إستيفان وهو يرفع إحدى حاجبيه ل ديفيد ...الذى دلف للداخل دون أن يسمح هو له بالدخول ...فعلم ديفيد أن النظره له لكونه لم ينتظر إذن الدخول ..
فقال ببراءه : ماذا لقد طرقت الباب كما أمرتنى ماذا أفعل لك أكثر من هذا.... هز إستيفان رأسه يأسا من القابع أمامه وقرر إستفزاه....
فقال إستيفان بحده مصطنعه: أخبرنى من اللعين الذى قام بإيقاظك حتى أقوم بدق عنقه ...محاولا إخفاء إبتسامه من نظرت ديفيد المميته الموجهه له اﻷن... والذى لا يستطيع أن يتكلم وهو بحضرت الملك الان ...
فقال ديفيد بغضب وقد أنزعج من إستفزار إستيفان له : أتفعل هذا ﻷننى لا أستطيع سبك الان أيها الجليدى...
لم يستطع إستيفان أن يحبس ضحكاته أكثر..فضحك بصوته الذى يميزه بحه خاصه به تزيده جمالا فوق جماله...متذكر ما حدث سابقا..
"فلاش باك "
حيت تولى إستيفان الحكم قرروا معا وضع قاعده وفحواها هى.. أن وقت العمل لا صداقه بينهم ...
وحين ينفردو مع بعضهم لهم أن يفعلوا ماا يشأون ...والسبب فى وضع هذه القاعده فيما بينهم ...
بسبب إستفزاز إستيفان ل ديفيد فيغضب ديفيد.. وحين يغضب ديفيد يفقد السيطره على زمام عقله ...ويسب من أمامه وخاصه إستيفان حين يغضبه حيث سبه مسبقا حين إستفزه إستيفان أمام أحد رعايه ..
كما تم منع إستيفان من إغضاب ديفيد وقت العمل ..حتى لا يقم بسبه فهذا سيقلل من شأن إستيفان أمام الرعايه ..
فماكس وألفين مازالو لا يفهمون لم شخص ك إستيفان يفعل مثل تلك الامور الصبيانيه..ولا يعلمون أنه يفعلها حين يشعر بضغط كبير عليه ..فإستفزار ديفيد يخفف من ذلك الضغط بل ويجعله يبتسم من قلبه حقا ...
"إنتهاء الفلاش باك"
وظل ديفيد واقف أمامه وقد تحولت نظراته من الغضب للبرود.. وكأنه يخبره حين تنتهى من ضحكك أخبرنى بهذا...
تنفس إستيفان محاولا تمالك ضحكاته وخاصه كلما تذكر إحمرار وجه ديفيد وسبه له ...
وبالفعل كما أرد ما فعله مع ديفيد خفف الضغط العقلى الذى وضع نفسه به ...
فقال ديفيد : بما أننى قد أحبطت أمالك وإستيقظت بماذا تأمرنى أن أفعل بهذا الوقت ...
وقبل أن يتكلم إستيفان سمع صوت طرقات على الباب فأذن له بالدخول ..وقد كان ماكس..
دخل ماكس ووجد ديفيد وعلامات البرود المصاحب للغضب مرتسمه على وجهه ..وهذا لا يحدث إلا عند أحد الامرين إن قلل أحدهم من شأنه أو إستفزه إستيفان ..
وصدق ظنه حين نظر إلى إستيفان ووجد إبتسامه على وجهه... لا يستطيع أحد رسمها على وجهه سوى ديفيد وحده ..
فتنهد من مشاكسه إستيفان ل ديفيد ثم تذكر ما أتى من أجله ..
فقال ماكس بجديه :لقد قمت بكل ما أمرت به ..ولم يتبق سوى أن يذهب ديفيد ليقوم بجلب كشان فقط ..فأنت تعلم أنه لا يستطيع أحدهم السيطره عليه غير أنت وهو ...
رد إستيفان بجديه : ها قد أتت مهمتك إليك .. هيا أذهب وأريده أن يكون هنا فى المعاد الذى حددته ..
أجاب ديفيد بحماس طغى على ملامحه : لك هذا سأرحل اﻷن ...وبالفعل إنطلق ديفيد ليجلب هذا الضيف المنتظر ...
❈-❈-❈
عوده إلى دوغلاس الذى كان يستمع إلى أصوات وهمسات منذ أمس...ولكن منذ إستيقظ لم يستمع سوى للهدوء ...فقرر الخروج من غرفته ويرى ما الذى حدث بين ساب وليو ...
وحين خرج للخارج وجد منظر ظن أنه أصيب بالعمى لأنه لا يصدق ما تراه عيناه ...ف ليو يقف بجوار ساب يساعده فى إضرام النيران ... ودق الحديد لصنع شيئا ما ... تقدم منهم وهو ما زال مصدوم مما يرى....
دوغلاس بدهشه تعلوا وجهه : ماذا تفعلان فى هذا الوقت المبكر من الصباح؟!...
نظر ل ليو فرأى كدمه لونها يميل للأزرق حول عيناه اليمنه...ومن الواضح أنه تلقاها أمس على يد ساب...
إذا الصوت الذى سمعه أمس كان صوت ليو وهو يتم ضربه على يد ساب ...
نظر ليو بحقد لدوغلاس قائلا: ماذا ترنا نفعل ألا ترى أننا نصنع درعا ...لم ينتهى من كلامه إلا وتلقى ضربه من ساب على رأسه فتألم قائلا : ماذا فعلت اﻷن حتى تضربنى ...
نظر له ساب رافع إحدى حاجبيه فتأفف الفتى وعاد إلى عمله صامتا ..طلب دوغلاس من ساب أن يأتى معه ﻷمر هام ..وحين إبتعدا عن الفتى..
قال دوغلاس بصدمه : ماذا فعلت بالفتى فى ليله واحده؟!....قال ساب وهو ينظر إلى ليو وهو يعمل : لا شئ قمت بضربه وتعليقه من قدميه وكلما تكلم بعجرفه ضربته ...إلا أن صمت أخيرا حين أدرك أن كثره كلامه سيؤدى لكثره ضربه ...
نظر دوغلاس بشك إلى ساب فهو يعلم أنه لم يخبره بكل شئ ...فقال دوغلاس بإبتسامه : أصبحت تشبه أحدهم كثيرا يا فتى ..وقام بتمسيد زراع ساب بحنان أبوى وتركه لعمله ...
عاد ساب إلى العمل وهو يخبر ليو بما يجب أن يفعله.. حتى يكون الدرع جيد للاستعمال ..
بينما هما يقومان بالعمل ظلت أعين دوغلاس مصاحبه لهما ...وهو يرى التعامل بين ساب وليو ..رغم إصابه ليو وقول ساب أنه ظل يضربه طوال الليل ..
إلا أنه يعلم ساب حق المعرفه ..فإنه لن يقوم بإذاء الفتى وخاصه وهو من أكثر من ذاق عذابه ...
كما أن نظرات ليو ل ساب ليست نظرات كره او غرور كما هو معتاد منه ...فلو كان ساب قام بضرب ليو لما كانت تلك نظره الفتى ل ساب .. إن كان ضربه ...
كما يدرك أن ما فعله ساب أمس إنما فعلها.. ليعلمه متى يجب عليه الصمت ..ولهذا سكت الفتى حين شعر أنه تطاول بالالفاظ بالامس ..وأنه يجب عليه الصمت...
ونظرات كلهما لبعض تدل على أن هناك سرا ما بينهم ...كما أن المتعجرف هذا لم يغضب من ساب حين قام بضربه وهو يسبنى ...تنهد من كثره التفكير وما حدث ... ل ليو حين مكث مع ساب فى يوما وليله...
ثم عاد تركيزه على ساب تلك النسخه المصغره منه ..والتى حاول الحفاظ عليها بكل ما يملك فى الماضى ...ولم يظن أنه سينجحك بتلك الطريقه ..
ولكن رغم تشابهم إلا أن ما بداخلهم مختلف ..ومتباعد كل البعد عن التشابه ...فهو يحمل الحب والحنان والقوى... أما هى فلا يوجد بداخلها سوى ألم وإنكسار تداريه بقوه واهيه أصبحت تتقنها حتى أصبحت تصدق أنها بتلك قويه ...كم يخشى عليها من القادم "فتاته الهاشه" ..متذكر أول لقاء لهما معها ...
"فلاش باك"
حين إنتهى من عمله متأخرا كعادته كل يوم.. فهو من محبى العمل فى المساء ..حيث كان ينتهى من عمله حين تبدأ الشمس فى الظهور على إستحاء فى السماء معلنه قدومها ...فيقوم بغلق ورشته حينها ويعود لمنزله ...
وفى طريقه للمنزل سمع صوت شهقات لطفل صغير ..فتوقف قليلا حتى يتأكد مما سمعته أذنه فإستمع لنفس الصوت مره أخرى ...
فقام بتتبع الصوت إلى أن وجد فتاه لا يتعدى عمرها عن السابعه أو الثامنه من العمر...وذلك بسبب جسدها الصغير والضعيف..... بملابس ممزقه ووجه به الكثير من الخدوش تدل على تعرضها لتعنيف جسدى ...
حاول دوغلاس الاقتراب منها بهدوء حتى لا يثير فزعها ...ولكن حين شعرت الفتاه بوجود شخص ما بجوارها... إنقبض قلبها وظنته الرجل الذى كان تعمل لديه...
فصرخت وحاولت الفرار حتى لا يقترب منها ويحاول إعادتها ...حاول دوغلاس أن يهداء من روعها ولكن لا فائده ...فإضطر لحبسها بين أحضانه لعلها تشعر بالامان وتهداء...
ولكن صراخها لم يهداء على العكس تماما ...بل زاد كما زاد إرتجافها بين يديه ...كما حاولت ضربه لتبتعد عنه....
صعق دوغلاس من صراخ الصغيره وإرتعاش جسدها ورجفته حين حملها.... إلا أنه شكر الإله لوجودهم بمكان نائى حتى لا يظن أحد أنه يتعدى عليها بسبب صراخها المرتفع... والذى لا يدل إلا على أنها أصيبت بشئ يفوق عمرها وعقلها بمراحل....
كما أنه أدرك أنه يجب عليه تركها حتى لا تنقطع أنفاسها بسبب صراخها.... وبالفعل تركها من يديه
فزحفت الصغيره بيديها وقدميها بقوه للخلف مع دموع تبلل وجهها الناصع وشعرها المشعس وكأن أحد قام بجذبها منه كثيرا حتى أصبح بهذا الشكل..
كما كانت شهقاتها مرتفعه ولا تستطيع إيقافها أو التحكم بها ...
ورغم نظراتها الخائفه الواضحه على صفحات وجهها ورجفه جسدها .. إلا أنه وجد تلك النظره الشرسه التى تخبرك بعدم الاقتراب حتى لا يصيبك الأذى ...
إبتسم بداخله على تلك الصغيره التى تدعى القوه رغم ضعفها الظاهر للعيان...حاول أكثر من مره الاقتراب منها...
ولكن نظراتها التى تدل على رفضها تمنعه من ذلك
وما يمنعه أكتر هو خوفها الظاهر بعينيها الذابله ...
نظر إلى السماء قائلا لنفسه حقا أنا مجهد ...وأحتاج لسريرى اﻷن هل أرحل أم ماذا يا إلهى..
ثم أعاد نظره للصغيره مره أخرى ولم يستطيع الرحيل وترك فتاه صغيره بإحتياجه ...
فذهب بإتجاهها وجلس على مسافه قريبه منها .. بإرهاق ظاهر على تقاسيم وجهه من إجهاد العمل .. وأغلق عيناه لعله ينعم بقليل من الراحه ...
ظل على تلك الحاله لبعض الوقت إلى أن هداء بكائها ولكن شهقاتها مازالت مسموعه إليه ...فأخد نفسا محملا بنسمات الصباح وأشعه الشمس.. التى تملاء السماء اﻷن لعله تساعده بترتيب أفكاره...
ثم نظر للسماء بشرود وتكلم بهدواء :ما هو إسمك ..
نظرت له الصغيره بعدائيه ثم إلتفت للإتجاه الأخر...
إبتسم دوغلاس لتصرفاتها ...وسيكون كاذب إن قال أنها لم تعجبه وخاصه شراستها الواهيه للدفاع عن نفسها...
فسألها مره أخرى محاولا إستمالتها : أنا أشعر بالجوع الشديد ألا تشعرين أنت أيضا بالجوع ...
هذه المره نظرت له بتفكير ووضعت يدها الصغيره على معدتها وكأنها تسألها هل أنتى جائعه ...فشعر بإستجابه بسيطه منها لكلامه.. وقرر المشى ليرى ما ستفعل ...
وأكمل بصوت مرتفع حتى تسمعه جيدا ...إن أردتى تستطيعى أن تأتى وسأقدم لكى الطعام ...وواصل تقدمه ...
ثم نظر خلفه وجدها كما هى تجلس بنفس مكانها لم تتحرك...وتحمل ملامح متردته... فعاد إليها ثانيه فشعر بخوفها يعود إليها...
فقال لها محاوله طمئنتها ...دوغلاس : لا تخافى أنا لو كنت أريد أذيتكى لكنت أخذتكى بالقوه.. ولكنى لم أفعل لاننى لست هكذا ...إن أردتى أن تاتى معى فالتأتى خلفى فأنا لن أقوم بإزعاجك مره أخرى ..وربت على شعرها بحنان لعلها تطمئن ورحل....
وبالفعل تركها ورحل ظلت تنظر لأثره.. وعقلها يخبرها أن لا تذهب خلفه فقد يخدعها ويفعل بها ما فعله الرجل الاخر... بينما قلبها يخبرها أنه جيد لو أرد أذيتنا لفعلها منذ أن رأها ...
ولأنها دائما تستمع لصوت قلبها ..نظرت لأثره وجدته أوشك على الإختفاء ..فقامت مسرعه لتلحق به فقد شعرت معه بالامان ...
نظرت وجدته أمام مرمى عينيها فأبطأت خطواتها فأصبحت على مسافه منه ...
كل هذا وهو يشعر بها خلفه ولكن لا يعطيها إهتمام ..حتى لا تخاف منه وتهرب ..وكان هناك إبتسامه مرتسمه على وجهه ..ظلوا على هذا المنوال إلى ان وصلوا لبيته ...
وترك الباب مفتوح ليرى هل ستدخل أم لا ...قام بتجهيز الطعام لشخصين ووضعهم على الطاوله ...وجلس فى مكانه المعتاد وشرع فى الاكل بهدواء ...
لم يمر الكثير من الوقت حتى وجدها تجلس أمامه وتبدأ بالاكل وهى تنظر حولها ببعض الخوف ...إنتهى من طعامه فقرر أن يقوم ويضعه مكانه ..
إنتفضت الصغيره لتحركه المفاجأ ...فرفع دوغلاس إحدى حاجبيه وقام برفع الاطباق أمامها دليلا على دخوله للمطبخ ..ولا يوجد سبب لخوفها الزائد ...
وبالفعل هدائت وعادت لتجلس مكانها لتكمل طعامها ...
قرر دوغلاس أن يقوم بتحضير كوب من اللبن للصغيره حتى يدفئها...خرج لها بالكوب وصدم مما رأه ..حيث وجدها نائمه فى موضعها الذى تركها عليه على طاوله الطعام ...
فترك الكوب مكانه بهدوء حتى لا يوقظها ...وجلس أمامها يتأمل تلك الفتاه الرقيقه التى ظلت تدعى القوه طوال فتره لقائهم الاول ...
"إنتهاء الفلاش "
أخرجه من شروده صوت ليو وتذمره العالى لأنه أخطاء فى أمر ما أطاح بما كان يفعله من البدايه..
وإبتسامه ساب الذى يخبره بأنه مازال أمامه الكثير ليتعلم من أخطأه... وقام يخبره بما يجب فعله ...
فنظر لهم دوغلاس مبتسم وقرر أن بصنع حساء جيدا لهم.. حتى يستطيعوا إكمال باقى عملهم ...
❈-❈-❈
نذهب إلى القصر وما به من أحداث حيث كانت بدايه الحفل بعد ظهر اليوم ...إجتمع لها كافه الطبقات الغنى والفقير ..الملك والخادم ..القوى والضعيف..كافه طوائف المملكه قدموا حتى يروا هذا الاحتفال...
وكانت أولى فقرات هذا الحفل هو محاكمه الوزير أمام الجميع ...كان الجميع يتحدث عنها إلى أن صدح صوتا قوى بالمكان فصمت له كل من فى الساحه ...
وتكلم قائلا بصوت سمعه من بالصف الاول والصف الاخير ... اليوم هو يوم إحتفال مملكتنا لإنتصارها على أعدائها وإعاده صفوف جيشها ...
ولهذا قرر ملكنا العظيم أن يكون بدايه الإحتفال هو محاكمه الوزير جيفرى ..الذى أستغل منصبه ليقوم بأفعال غير أخلاقيه... بحق أفراد شعبه ..كما قام بخيانه ثقه الملك.. وإستعبد الناس لرغباته المريضه ...
ولهذا قرر ملكنا أن يكون هذا الوزير عبره لمن يعتبر ..ولكل من سولت له نفسه أن يتخذ من منصبه ملجأ لفساده.. أن يفكر قبل أن يخطأ...وأن يخاف من اليوم سيكون به بمقام هذا الفاسد ...
ولهذا فعقاب هذا المجرم لن يكون عقاب مماثل لمن سبقه... بل هو عبره لمن خلفه ...
ولكن قبل كل هذا رحبوا معى ب كيشان... وبالفعل دخل كيشان إلى الساحه... ومع ظهوره ظهرت الصدمه والخوف على أوجه كل الحاضرين مما هو قادم...
يتبع...