-->

الفصل التاسع _ مملكة الذئاب black

 





دخل كيشان الساحه وكانت الصدمه ماظهر على وجوه الحاضرين..حيث كانت كل الانظار موجهه على ذلك الذئب الضخم ...


الذى إقتحم المكان بقوه لا تليق بغيره ..وكان ذو عينان زرقاء لامعه..وفراء أسود كسواد الليل.. كما كانت أنيابه كبيره وحاده ...


ظلت الانظار على ذلك الذئب المخيف والجميل بذات الوقت... والواقف بشموخ وكأنه ينتظر حدوث شيئا ما ...


إلى أن إنفتحت إحدى البوابات وتحولت الانظار للقادم منها ..ولم يكن سوى رجل موصد العينان ..والذى كان معروف لدى الكثير تركوه بداخل الساحه وحده.. وإنغلقت الابواب مره أخرى ..


قام الرجل بإزاله عصبه عيناه.. ولم يكن سوى هذا الوزير الفاسق ..الذى إحتجز النساء لإشباع رغباته المريضه ..


والذى وجد نفسه ب ساحه كبيره ممتلئه بالكثير من الناس..

منهم من ينظر له بشفقه وحزن على ما سيلقاه أمثال عائلته وخاصه زوجته التى تبكى بضعف وقهر على ما سيحدث لزوجها..


ومنهم من ينظر له بتشفى أمثال أهل النساء الذين إحتجزهم ..ومنهم من ينظر مترقب ما سيحدث للرجل الذى وضع بالساحه أمامهم ..


لم يلاحظ الوزير وجود ذئب معه بداخل الساحه ..لهذا قام الذئب مزمجر ليلفت إنتباه..وبالفعل حصل على كامل إنتباه الوزير ..


الذى إنتشر الخوف بكافه أنحاء جسده ..ولم يستطيع التماسك أمام الوحش القابع أمامه لهذا سقط أرضا ..


وهو يزحف للخلف وقد بداء بالبكاء ..وصوت شهقاته يسمع صداها بالمكان الذى يعمه السكون رغم إمتلاء مقاعده ... 


كما كانت عيناه متسعه يخشى إغلاقها حتى لا يقوم الذئب بإلتهامه كما يعتقد ..


نظر له الذئب مزمجرا بإشمئزاز حين إشتم رائحه خوفه..وبداء فى الإقتراب منه بهدواء ..مركزا أنظاره على القابع أمامه..وكأنه يقيس نقاط ضعف فريسته ..لكى يقوم بإلتهامها سريعا..


وبالفعل لم يدوم هدواء كثيرا ..حيث إنقض علي القابع أمامه ممزقا رقبته حتى أنفصلت عن جسده ..لم يأكل من جسده شئ .. بل تركه بعد أن تأكد أنه قد قتله ..


ثم زمجر زمجره قوة جعلت الجالسين يخشونه على أنفسهم رغم إبتاعده عنهم ..ثم توجه إلى إحدى البوابات التى إنفتحت له سريعا وإختفا سريعا كما أتى سريعا...


ظلت نظرات من بالساحه مليئه بالتعجب.. من دخول هذا الذئب الضخم وخروجه السريع.. وكأنه دخل لأداء تلك المهمه وخرج مسرعا بعد نجاحه فيها..


ولكن لفت أنظارهم عوده المتكلم وإكمال كلمته مره أخرى ..


المتكلم بصوت قوى أجش : اليوم رايتم صوره من صور العقاب.. لمملكه الذئاب.. لرجل ظن أن بسلطته يستطيع أن يدهس العامه دون جهود.. وأن يسعى فى الارض الفساد دون محاسبه..


ولهذا أنصح كل من تسول له نفسه بالمساس بنا سوء.. أن يقوم بترتيب أفكاره مره أخرى ..حتى لا يوضع بمثل موضع هذا الوزير الذى لم يتبق منه سوى رفات..


ثم إبتسم بإشراقه وكأنه لم يتكلم عن رجل قتل ببشاعه ..ولا أنه هدد كافه الموجودين بالساحه من ملوك وأمراء وأصحاب سلطات ..


وأكمل بعد أن تنهد قائلا: والان بعد هذا العرض المذهل الذى حضرناه خصيصا لكم ..والذى أتمنى أن يكون قد نال إعجابكم .. تستيطعوا الان الانضمام إلينا بالقاعه العامه وشكرا لكم على الحضور لحفلنا المتواضع ..


نزل المتكلم عن المنصه بعد أن أنتهى من كلمته.. التى أزعجت الكثير من الحضور ..ورغم ذلك لم يستطيعوا التعبير عن سخطهم.. من تصوفات هذا الملك وحواشيه الذين لا يخشون شئ..


وبالفعل قام الجميع من مكانه بالساحه ..للذهاب إلى القاعه لإكمال هذا الحفل الغريب ..


■■■



عوده إلى ليو الذى أعطاه ساب بعض التوجيهات اللازمه.. لإكمال الدرع وحده ..لكى يذهب لمكان ما لجلب شيئا ما ويعود بعد قليلا ..


كان يصب كامل تركيزه على العمل الذى يقوم به ..وجد العجوز أمامه ويبتسم له بدون أن يوجه له أى كلمه ..فتوقف ليو عن العمل ونظر له متنهدا ...


ليو : ماذا ..لماذا تنظر إلى بتلك الطريقه ..


دوغلاس بهدواء: وكيف أنظر إليك ..


إرتفع حاجب ليو وقال: أنت تعلم ماذا أقصد ..


أجابه دوغلاس: لو كنت أعلم أن وجود ساب سيجعلك على ما أنت عليه الان.. لجلبته لك منذ زمن.. وإلتفتت مقررا الرحيل دون سماع رده ولكن..


إستوقفه ليو متعجبا وهو يقول :لماذا تقول هذا هل الامر ظاهر إلى هذا الحد..


إبتسم العجوز قائلا:إذا نظرت لوجهك اﻷن وما يعتليه من راحه ..لعلمت لماذا قلت لك هذا ..كما أنك كنت ترفض أن تساعدنى حين كنت أطلب منك المساعده..


إما اﻷن فأنت تقدم المساعده ل ساب دون أن يطلبها منك حتى ..


إزدات تعجب ليو وسأل: ومن قال لك أننى من ساعدته وليس هو من طلب مساعدتى..


تبسم العجوز: أنت لا زلت لا تعرفه جيدا..أنه من ذلك النوع الذى يحب مساعده اﻷخرين...ولا يحب أن يطلب المساعده من أحد..


ثم تنهدا قائلا: اﻷن سأتركك لتكمل عملك ..


ولكن إستوقفه ليو للمره الثانيه وهو يقول : ألن تسألنى ماذا حدث بينى وبين ساب ..وما سبب هذه الكدمه التى على وجهى..ثم أكمل وهو يبتسم بشقاوه ..أم أن ساب قد أخبرك بما حدث بيننا..


إلتفت له دوغلاس قائلا: ما لا تعرفه أن ساب قليل الكلام كثير الافعال ..


كما أننى لم أسالك ما سبب الكدمه... لأننى متأكد أنها بسبب تعجرفك ووقاحتك الزائد معى أمس..


أما ما سبب التغير المفاجئ بشخصيتك.. فلا أعلم به.. ولكن إن أردت التكلم ف أنت تعلم أننى هنا بأى وقت تحتاجنى به..


لاحظ التردد بعينى ليو.. فقال بهدواء محاولا بث الطمئنينه فى قلبه: أنظر..

فإرتفعت أنظار ليو إليه...


وأكمل سأقولها لك مره واحده ساب شخص لن تجد مثله ما حييت ...لهذا إقتنس فتره وجوده معنا لكى تجعل من ذاتك رجلا نبيل ..يتهافت الجميع للتقرب منه ..كما أن كل ما يفعله ويصدر منه لسبب ما ..ورحلا تاركا إياه ليفكر بما قاله..


عاد ليو لعمله مره أخرى ..وهو يفكر بكلام دوغلاس وما حدث ودار بينه وبين ساب أمس ..


"فلاش باك"


بعد أن صعد دوغلاس إلى غرفته..


قال ساب بهدواء وهويحمل الاطباق ليضعها مكانها : ما فعلته منذ قليل ليس صحيحا.. وإن كان يدل فهو يدل على التعجرف والوقاحه الزائده.. التى تتمتع بها أكثر من غيرك ...


نظر ليو له بغضب وقال بتهور وكأنه قد طفح كيله: أنا لا أظن أن هذا من شأنك..كما أن التعجرف الذى تظن أنت أنه أقبح ما بى.. أنا أرى أنه يحمنى منكم.. ومن تسلطكم الزائد الذى لا أبغض أكثر منه.. وتدخلكم بكل تفاصيل حياتى وكأننى دوميه تحركونها كما تشائون.. 


أدرك ساب أن ليو يمر بمرحله ضغط كبيره وأراد أن يهدئه ...


فقال وهو يحاول الاقترب منه:حسنا أنا أعلم أنه ليس من شأنى ..ولكن فالتهداء ليو ولنتكلم بهدواء.


ولكن ليو وكأنه لم يستمع ل ساب وكأنه إنفصل عن الواقع ..وقد تساقطت دموعه وظهرت عروق رقبته من شده إنفعاله وهو يكمل بحرقه ..أنت لا تعلم عنى شئ حتى تنعتنى بالمتعجرف.. واﻷن أنت تريد أن تفعل كما يفعلون.. تأمرنى بفعل هذا وذاك..لهذا أنا لن أصمت..


لم يستطيع الإكمال لإن ساب لم يعطيه الفرصه ..حيث عاجله ب لكمه قويه بجوار عينه ..متاكد من أنها ستترك أثرا فى الصباح ..ولكنه فعلها حتى يجعل من أمامه يكف عن الكلام ..


وبالفعل صمت ليو وهو يتتحس موضع اللكمه ..وهو ينظر بعين متسعه تملئها الدموع إتجاه ساب ..والذى ينظر له بهدواء .. 


قال ساب :أخبرتك بأن تهداء ولكن لم تستمع إلى ..وهذه كانت الطريقه الافضل لجعلك تصمت وتهداء ..وأيضا هى جزاء لما فعلته مع العجوز منذ قليل ..


كما إنه إن أردت التكلم ..لا يجب عليك أن يكون صوتك مرتفع.. حتى يستمع كل من بالجوار حديثك وأنت تبكى كالصغار ..


تركه وذهب بإتجاه المطبخ ثم عاد بعد قليل ..وبيديه قطعه من القماش المبلل ..وإقترب من ليو الذى لم يصدر عنه أى فعل بعد أن لكمه ساب ..


كما لم يمنع ساب من المسح على وجهه مكان اللكمه التى تسبب بها ..ثم ظل ينظر إلى وجهه قليلا ..وربت على شعره بحنان ثم جلس أمامه ...


قال ساب : واﻷن لتخبرنى ما سر هذا الغضب المفاجأ ..تستطيع أن تكمل ما كنت تقوله.. 


ولكن بهدواء وإن أردت البكاء فلا ضير ..فهذا لا يعيبك فجميعنا بشر وجميعنا يبكى عند الحاجه للبكاء..


لم يكن ليو ليكمل ولو كان بغير موضع لحاول أن يرد ل ساب لكمته وإن كان هذا صعب ..ولكنه شعر أنه بحاجه لإخراج ما بداخله ..وشعر أن تكلمه مع ساب أكثر ما يحتاجه اﻷن...


ليو متنهدا وقد أرجع راسه للخلف مغمض العينين قائلا: لقد كنت وحيد أمى كما كنت مدلل كل ما كنت أطلبه مجاب ..


ولكن رغم كل هذا كنت أشعر بالنقص..وخاصه حين أسال عن أبى وتجيبنى أنه رحل ..وحينما كنت أسالها من هو ..أو ما هو إسمه لم تكن تجيبنى ..ولأننى كنت طفل كان يتم إلهائى بالألعاب والهدايا..


إلى أن أصبحت بعمر الثانيه عشر ..أدركت أن أمى لا تحب التحدث عن المدعو أبى.. كما أنها لن تخبرنى بشئ إن سألتها ..فقد حاولت معها أكثر من مره ولم أفلح.. 


لهذا حاولت أن أعلم من طرق أخرى.. من هو أبى وكيف أصل له ..وهل هو حى..وإن كان حيا لماذا لا يبحث عنا ويأتى إلينا..كلها أساله كثيره كنت أسالها.. ولكن لم أجد اﻹجابه عليها لدى أحد...


ولكن لم أستطع الوصل لشئ ..وكأنها كانت تخشى معرفتى بالحقيقه ..لهذا أخفت أى شى يساعدنى للوصل إليها..وهذا ذاد من إصرارى على معرفه ما تحاول إخفائه عنى ..


ظللت على هذا الحال إلى أن أتمتت الخامسه عشر ..كنت حينها برحله صيد مع بعض الحرس الملكى .. وحدث أن أصيب أحدهم وإضطررنا للعوده مبكرا قبل موعدنا المحدد ..


عندما عدت إلى القصر ذهبت إلى قائد الحرس .. حتى أطلب منه أعطاء أجازه لهذا المصاب.. الذى أصيب وهو معى ..ولكنه رفض معللا بأن هذا عمله..


لهذا ذهبت إلى الملك ف أنا أعلم أنه لن يقبل بهكذا أمر كما أنه لا يرفض لى طلب ..ف أنا أخيه الأصغر كما يقول هو..أردت أن أشكو له عن هذا القائد المتعجرف..الذى يريد عودة الحارس إلى العمل وإهمال إصابته..


ولكن صدف وأنا فى طريقى إليه إستمعت إلى أصوات عاليه قادمه من غرفه أمى .. ذهبت مسرعا لأرى ماذا يحدث ..وكلما إقتربت يصبح الصوت أوضح لمسامعى.. إنه صوت أمى تبكى وصوت إمراءه أخرى معها تعنفها ..


أمسكت بمقبض الباب لكى أرى ما يحدث.. وأعنف تلك المراءه التى تتكلم مع أمى بهذه الطريقه ..


إلى أن الكلمه التى خرجت من فم المراءه ..التى مع أمى بالغرفه أوقفت يدى ..وجميع حواسى عن إصدار أى حركه بل وعن التنفس أيضا.. 


فتح عيناه لأول مره منذ أن بداء بالحديث وقال ل ساب الذى ينظر له بهدواء بعيون باهته: أتعلم ماذا قالت تلك المراءه..


قال ساب محاول التخفيف عنه: إن كنت أعلم لما ظللت جالس أمامك كل هذا الوقت..


إبتسم ليو بإنكسار وقال: صدقت كما أننى لو كنت أعلم تلك الحقيقه .. لم أكن لأحاول البحث عنها..


نظر بعينى ساب وقال بعينين تلمع بالدموع ..التى تأبى الخروج وكأنها تخشى على صاحبها من المزيد من الانكسار..


وأكمل : قالت تلك المراءه بتعجرف وكأنها تتكلم عن حال الطقس ..ماذا سيفعل إبنك الامير إن علم أن أمه أقامت علاقه محرمه.. ومع من مع زوج صديقتها المقربه ..وليس هذا فقط بل وخرجت من بيته بشراشيف سريره دون ملابسها..وأمام العامه أيضا ..


وأكملت بإستهانه وشماته ..وشهقات أمى مسموع لأذنى لا أظنه سينظر لوجهك هذا مره أخرى عزيزتى .. لهذا مقابل صمتى .. أنصحك بأن تساعدينى حتى يوافق الملك على الزواج من إبنتى .. فأنتى لديكى مكانه خاصه لديه رغم كل ما فعلتيه بالماضى ..


حينما علمت أن باب الغرفه سينفتح تنحيت جانبا حتى لا يرانى أحد ..وعدت إلى غرفتى وقد نسيت ذلك الحرس الذى أرت مساعدته ..وظلت كلمات هذه المراءه يتررد صداها بداخل عقلى ..


إلى أن قررت أنه لم يعد مهما البحث عن أبى الذى كان يتخذ من أمى أداه لمتعته الخاصه.. كما قررت أن أكون وقحا متعجرفا شخصا لا يأبه لأحد ..كما لم يأبه أحد لى.. ولم أخبرها أننى علمت حيث مازال بداخلى بعض الحب الذى أكنه للمراءه التى أنجبتنى وأحبتنى .. ولكن هذا لم يمنع معاملتى لها بوقاحه ..


الوحيد الذى سلم من كل هذا كان الملك ..ليس لكونه الملك بل لأننى أحبه وأره مثلى الاعلى كما كان يهتم بى لهذا لم أتواقح معه ..


وحينما حاولت أمى خلال السنوات السابقه معرفه ما أصابنى..وما هو سر تحولى المفاجاء من شخص مسالم يحب مساعده الاخرين ..إلى شخص عدوانى متعجرف لا يأبى إلا لنفسه فقط...


فقررت إرسالى إلى دوغلاس حتى يعيد إصلاحى من جديد ..


ثم إبتسم قائلا : ما رأيك أنت هل أستطيع أن أتغير بعد كل هذا.. هل تستحق أن أغفر لها ما فعلته ..أشعر أننى لا أعرف ماذا أريد ..وكيف سأستمر بكل هذا حقا لا أعلم ختم كلامه متنهدا بعجز..


أجاب ساب مبتسما وهو ينظر إلى البعيد : لا أعلم عن هذا.. ولكن ما أقوله لك أن جزء كبير من الحقيقه مازال مخفى.. وهذا ما يجب أن تبحث عنه ..


لهذا فكر بعقلك بعيدا عن قلبك ..من المستحيل أن تقوم إمراءه بالتفريط بنفسها لشخص تظن أنه سيتركها ﻷى سببا كان وهذا ما أنا متأكدا منه.. كما أن هناك سؤال يجب أن تسأله لنفسك.. 


أتظن أن أمك من هذا النوع الذى يحب أخذ ما ليس من حقه..


أتظن أن هناك إمراءه كما أخبرتنى منذ قليلا.. أن تظل بدون رجل بحياتها إلى اﻷن من أجل طفلا أنجبنن من رجلا لم يحبها ..


لما لا تظن أنها إمراءه.. وجدت أن من أحبته وحاربت من أجله.. لم يكن يستحق كل هذه التضحيه التى قدمتها ..فعفت ذاتها عن باقى الرجال ..


فكر جيدا بما أخبرتنى به وما قلته لك اﻷن ..وحين تجد الإجابه ستجد ضالتك التى ظللت تبحث عنها كثيرا...


ثم وقف وقال قم لتستريح بعض الوقت ..ثم تركه وذهب إلى الخارج..


ظل ليو مكانه لم يتحرك وحديثه مع ساب يعاد براسه دون توقف..إلى أن إتسعت عيناه ..وهو يصل إلى أنه من المؤكد أنه ظلمها وظلمه نفسه..بعدم سؤالها عما حدث..


كما أدرك أن عليه أن يكون لها الحمايه كما كانت له ..لا أن يكون مصدر شقاء لها كما فعل غيره..


وعلم أن عليه بأن يبداء فى التعلم كيف يكون رجلا حقا ..حتى يستطيع حمايه نفسه وحمايتها قبله..


نظر إلى النافذه وجد السماء تشرق بنورها..فتبسم بهدواء لم يصاحبه من زمن بعيد ..وتعجب لمرور كل هذا الوقت بعد ذهاب ساب وهو لم يبرح مكانه ..كما لم يشعر بمرور الوقت..


قام لكى يستريح قليلا كما أخبره ساب قبل رحيله..ولكن توقف مكانه مره أخرى .. سأل نفسه : ولكن تين ذهب ساب بهذا الوقت المتاخر ..فقرر أن يخرج ليرى أين هو ..


ظل يبحث عنه أمام المنزل لم يجده فظن أنه رحل بعيدا لمكان ما ..ولكن جزبه سماع صوت مطرقه تدق حديدا ..


فتتبع الصوت إلى أن وجد ساب يحمل المطرقه وهناك نار مشعله أمامه وهو يعمل بجد ويتصبب عرقا ..


كان سيعود ليخلد إلى النوم ..ولكن كان لجسده راى أخر ..حيث وجد نفسه يذهب إليه وليس هذا فقط ..بل يسأله بماذا يساعده..


وبالفعل عملا كلاهما مع بعضهم ..ولكن بصمت مريح ومحبب ..لم يتكلم أحد منهما عن أى شى ..وكانه لم تدر بينها محادثه طاحنه بالداخل ...


ولكن عيناهم حكت الكثير والكثير من الوعود التى أقسم صاحبها على الوفاء بها مهما قابله من صعاب..


وظل هكذا إلى أن إستيقظ العجوز دوغلاس من نومه المريح...


"إنتهاء الفلاش باك"


عاد إلى الواقع مره أخرى ..وجد أنه أوشك الإنتهاء من عمله.. فسارع لكى ينتهى ويذهب للنوم قليلا.. فهو لن يستطيع الصمود أكثر من هذا ..



_________


كان ساب يقوم بالبحث فى السوق بأكمله..عن معدن ما يريده ولكن لم يجده...


وقرر فى طريقه أن يذهب لرؤيه صديقه ..الذى إلتقى به عند قدومه بالسوق.. ليطمئن عليه قبل عودته إلى المنزل مره أخرى..


ذهب للمكان الذى إلتقى به من قبل ..وبالفعل وجده هناك جالس أمام بضاعته..وحين راه الرجل أشرق وجهه بإبتسامه خاصه..وقام من مكانه محتضنا ساب..وجزبه للجلوس بجواره وهو يسأله عن أحواله..

وبعد القليل من الأحاديث المختلفه ...سأله ساب إن كان هناك بائع للمعادن الجيده..


فقال ماثيو: ما نوع المعدن الذى تبحث عنه ..


أجابه ساب : لا أتذكر إسمه ولكنه نوع يشبه الحديد بقوته.. ولكنه أخف منه بالوزن ..لقد إشتريت منه منذ أكثر من عام مضى.. وبحثت عنه اليوم فى السوق بأكمله ولكن لم أجده..


إنتظر ماثيو قليلا وهو يفكرليساعد ساب .. إلى أن قال بلهفه: وجدتها إنتظر هنا إلى أن أعود إليك ..ولم يترك ل ساب فرصه للرد عليه بل تركه ورحل ..


تنهد ساب ﻷفعال صديقه وظل مكانه منتظر إياه..


بعد بعض الوقت أتى ماثيو ومعه نوع من أنواع المعادن..


ووقف أمامه وقال بثقه: أتحداك أن هذا النوع أفضل من الذى كنت تبحث عنه.. كما أنه خفيف وتستطيع تشكيله بسهوله..إلقى نظره ثم إخبرنى ما هو رايك ..


نظر له ساب ووجده بالفعل خفيف كما أن الشكل الظاهر يظهر قوة المعدن ..كما أنه أفضل من المعدن الذى إستعملته قبلا ..فلا ضير إذا بأخذه ..


إبتسم وهويشكر ماثيو ويسأله : من أين لك بهذا المعدن لقد بحثت كثيرا ولكننى لم أرى مثل هذا النوع من قبل ..


أجابه ماثيو: إنه هديه أهدانى إيها صديق قديم ..وقال أن هذا المعدن لا يظهر إلا نادرا ..ولأنه يحبنى أهدانى إياه..


أرد ساب الاعتراض وعدم أخذه ولكن سبقه ماثيو مكملا: أنت كما ترى أنا لا أستعمل مثل تلك الاشياء ..وهو معى منذ أكثر من عشر سنوات.. ولم أحتاجه قط ..لهذا ف لتأخذه أنت وإستفيد منه..


قال له ساب: حسنا سأخذه ولكن سأدفع لك ثمنه ..لهذا أخبرنى بما تريد مقابل هذا المعدن ..


رد ماثيو قائلا: وماذا تريد أنت مقابل حمايتك لى سابقا وإنقاظك لحياتى ..وأنت لم تكن تعرفنى بالمره.. أتظن أننى أستطيع أن أرد لك بعضا من دينى هذا.. 


أصر ساب على موقفه قائلا: وأنا لن أخذه رغم إحتياجى الشديد له إلا إذا قبلت بأخذ المال بالمقابل...


وأمام إصرار ماثيو وعناد ساب ..نجح ساب بدفع مبلغ من المال مقابل المعدن الذى أخذه ..


ورحل وهو يعد ماثيو ب لقاء أخر قبل رحيله..


عاد ساب إلى المنزل وجد ليو قد إنتهى من العمل الذى وكله له ..والعجوز قام بإشعال نار جديده..وكأنه كان بإنتظاره..فذهب بإتجاه وهو يسأل عن ليو بعينه ...


فأجابه دوغلاس: لقد إنتهى من عمله وهو على وشك الإغماء من قله النوم.. وحالما إنتهى ذهب على الفراش..


أومأ ساب براسه وقام بإخراج المعدن ..الذى بحوزته وأعطاه ل دوغلاس وهو يقول: وجدت معدن أفضل من الذى أرتديه بكثير ..ما رايك أنت..


أمسك دوغلاس بقطعه المعدن وفعلا وجدها جيده .. كما أنها سهله التشكيل .. 


فقال بتعجب : من أين لك بهذا المعدن ف أنا رغم عملى منذ زمن بعيد إلا أننى لم أرى معدن كهذا ..

ف التأتى ولنرى ماذا سنفعل بهذه القطعه .. 


قام ساب بوضع الكثير من الحطب لإشعال النار أكثر ..


ساب: من ماثيو هو من أعطانى إياه بمبلغ بسيط ..ولم يكن يريد أخذ المال.. ولكن مع إصرارى وأفق بالنهايه..


ظلوا يعملون على هذه القطعه.. لكثيرا من الوقت حتى تصل لما يريدون ..


وبالفعل مع بدايه غروب الشمس.. كانوا قد إنتهوا من صنع ما يريدون.. بعد أن أضاف دوغلاس ماده إضافيه للمعدن .. جعلته أكثر ليونه ومرونه ليسهل على ساب لبسه..


عادوا إلى المنزل بعد أن إنتهوا..وقام دوغلاس بدخول المطبخ ليصنع طعام العشاء ..فهو لم يرى ساب وليو قد تناولو شئ منذ عشاء أمس ..


وأخبر ساب أن يقوم بإيقاظ ليو.. إلى أن ينتهى من إعداد الطعام..


وبالفعل ذهب ساب ليقوم بإيقاظ ليو..دخل غرفاه وجده نائم بعرض السرير ..ويغط بنوم عميق ..


ساب بصوت منخفض : ليو إستيقظ لتتناول الطعام .. ولكن لم يتلقى أى إجابه ..لهذا تنهد لما سيقوم بفعله.. 


فذهب للطاوله التى توجد بجوار الفراش وأخذ كوب المتء الممتلئ ..وألقاه على وجه هذا النائم ..الذى قام مضطرب وهو يقول : ماذا ماذا حدث هل سقط البيت علينا ...


نظر له ساب وهو يقوم بهز راسه متنهدا وقال وهو يخرج من الغرفه: إستعد العشاء سيوضع الان على الطاوله..قم لتأكل ثم عد إلى النوم مره أخرى إن أردت..وأغلق باب الغرفه ورحل..


جلس ساب مكانه هو ودوغلاس وشرع فى تناول الطعام..


فسأله دوغلاس: الم يستيقظ ليو بعد..


كان ساب سيجيب ..ولكن سبقه خروج ليو أمامهم ..وهو يقوم بإغلاق عيناه وفتحها ..للتعود على الضوء البسيط الذى يشع فى المكان..


جلس مكانه وبداء فى الأكل وظل الجميع يأكل فى صمت ..إلى ان قطعه ليو بسؤال ساب وهو ينظر للخارج : ألم تنم إلى الان ...


هز ساب راسه بالنفى ..وهو يأكل طعامه ..


فتعجب ليو وقال: ولكن نحن أصبحنا مسائا ألا تشعر بالارهاق ..


أجابه ساب بالنفى أيضا وقال: لا لم أشعر بالارهاق ..لقد إعتاد جسدى على مثل تلك الامور لهذا لا تهتم..


هز ليو راسه بالايجاب.. وكلما مر عليه وقت بصحبه ساب.. إزدات تعجبه من شخصيته أكثر وأكثر..


كان الطعام جيدا لهذا شكر دوغلاس علو هذا العشاء الشهى ..وعاد إلى غرفته ليكمل نومه ..


قام ساب لحمل الاطباق ليدخلها بالمطبخ ..ولكن منعه يد دوغلاس الذى قال : يكفى ما قمت به إلى اﻷن إذهب لتستريح لبعض الوقت فقط إنتهينا من يوما شاق ..


وافق ساب وذهب إلى غرفته.. ولم يستغرق كثيرا من الوقت.. إلى وذهب فى سبات عميق..



                           ■■■




كان الحفل يضم عدد لا بأس به من عليه القوم .. ليس هذا فقط بل إن الحفل.. يضم عدد من الملوك والامراء.. منهم من كان طامع بكرسى الحكم هذا من قبل ..والذى يجلس عليه الملك الأن بكل خيلاء.. 


وكأنه يتحداهم أن يقوموا بمجرد التفكير فى هذا ..وحينها سيكون مصيرهم أسوء من ذلك الوزير ..


كان الحفل بمنتصفه..وكان هناك الكثير من الجميلات ..والتى إستطاعت بعضهن لفت إنتباه بعض الملوك واﻷمراء إليها.. 


وكم يمل كل تلك الأمور.. كما تنهد من محاولات خالته البائسه..و التى حاولت لفت إنتباه إلى أكثر من إمرأه بالحفل ..


إبتسم لكل هذا التملق الذى يحيط به ..وتمنى أن يذهب إلى مكان ك الذى كان به منذ أيام..


إرتفعت زاويه شفتاه بإبتسامه ساخره..وهو يتذكر الشجار الذى حدث بالحانه يومها.. وذلك الفتى الذى راهن عليه وربح رهانه.. 


أجل هو يريد مثل تلك الأمسيات ..لا التى يجلس الأن بها.. بإبتسامات ظاهريه وخبث وكره داخلى ..كم يكره النفاق ..


ظل يسأل بداخله متى سينتهى هذا الحفل اللعين.. وظل يبحث بعيناه عن ذلك اللعين ديفيد..فهو من سيخرجه من هنا سريعا..


رغم أنه الأكثر تهور بينهم ..إلا أنه الأكثر إطاعه له ويقوم بتنفيذ أوامره دون جدال ..وخاصه إن كانت تعجبه ..


بخلاف ماكس والفين الذان دائما ما يخالفونه الرائ فى تلك اﻷمور..


ف ماكس بأخر حفل أقامه وأرد هو الرحيل لأنه مل من الحفل ..رفض بحجه أنه صاحب الحفل فلا يحق له الرحيل ...


إلا ديفيد فإنه ليس من هواة تلك الحفلات مثله لهذا سينصره..


لم يدوم بحثه كثيرا حيث وجده جوار إمرأه حسناء المظهر.. ويتكلم معها ولكن نظراته وكأنه يريد حرقها حيه ..رغم حسن المرأه الظاهر على ملامحها..فطلب من أحد حراسه أن يأمر ديفيد بالقدوم إليه حالا..


وبالفعل ذهب حارس وطلب من ديفيد أن يذهب للملك ..والذى إعتذر من المرأه التى أمامه بلطف زائف ..ورحل سريعا من أمامها ..مبتسم بإشراق لإنه تخلص منها..


وقف أمام الملك منحنى بإحترام..


ديفيد: أمرتنى بالقدوم مولاى ..أترغب بشيئا ما ...


أجاب إستيفان بمراواغه طالما إستخدمها مع المقربين إليه: لا أريد منك شئ .. ولكن أردت أن أقدم لك بعض المساعده ..ف لقد وجدتك على بعد دقيقه من سحب سيفك.. وقطع رقبه المرأه التى معك..رغم حسنها الظاهر ..وإبتسما رافع حاجبيه ليزيد من إستفزاز ديفيد..


والذى تنفس بشرار وهو يقول ديفيد : لا تظن أننى سأشكرك على ما فعلت ..كما تقول فأنت تعلم أننى إن أرت التخلص منها سأفعل ..ولكن كما يقولون أنتظر الوقت المناسب..


وأيضا كما أنت مراقب لى ف أنا مراقب لك كذلك .. وما أنا موقن منه أنك مملت الحفل كالعاده..


ولكن لم تستطيع إخبار أى من الفين ولا ماكس ..لهذا أرسلت لمساعدتك ...أليس كذلك!! خاتما كلامه بإبتسامه توازى إبتسامه الملك فى إستفزازها ...


إلا أن إبتسامه الملك لم تختفى بعد ما قاله ديفيد ..وهو يقول: إذا لقد أرحتنى من الشرح يا صديق..لهذا فلتخرجنا من هذا الحفل اللعين.. لا عجب فى أنك أذكى مستشارينى ..


وعاد بظهره للخلف وهو ينظر إلى ديفيد.. وهو يعطيه اﻹشاره ليفسد الحفل كما يريد..


إبتسم ديفيد بشيطانيه.. وهو يستدير وينظر حوله.. ليرى كيف سيخرب الحفل ..


ولكن دون أن يظهر بالصوره ..حتى لا يتعرض إلى توبيخ حاد من الفين وماكس معا..


وفجأ لمعت بعقله فكره جيده ..ذات من إتساع إبتسامته الشيطانيه..


أجل أنتى تستحقين هذا أيتها اللعينه.. اﻷن هو وقت اﻹنتقام ..كما أن نوعيه ملابسها والتى تتباها بها أمام الجميع ..ستساعده فيما يريد تنفيذه ..


ذهب بإتجاه أحد الاعمده التى تحمل شموع للزينه.. ثم طلب من أحد الخدم .. أن يضع بعض الشموع اﻷخرى.. بدلا من التى أوشكت على الإنتهاء..


وإنتظر مرور أحد الخدم الذين يحملون شراب للحاضرين ..والذى يمر من هذا المكان كل خمس دقائق.. كما أن صاحبة الهدف تساعده حيث تعطى ظهرها للخادم الذى يضع الشموع بإهتمام بالغ .. 


وفى اللحظه المناسبه تحرك هو ..إلا أن إصطدم بحامل الشراب ..والذى وقع على الخادم الذى يضع الشموع ..ومن ثقلهم سقط عمود الإناره والذى أصدر صوتا مداويا بالقاعه..حيث يحمل أكثر من مئه شمعه..وسقط على ذيل الفستان الطويل الذى أمامه..


وبالفعل كما توقع ..لم يستغرق الأمر سوى بضع ثوانى ..و إشتعلت النيران فى الذيل بأكمله..


عاد ديفيد للخلف وهو يبتسم بتشفى..وخاصه حين سمع صراخ القابعه أمامه والنار تكاد تلامس جسدها ..


ولكن حدث كل شئ بسرعه كبيره.

وهذا حين رأها الخادم وهو يحمل دلوا من الماء ..والذى لم يفكر بل قام بسكب دلو المياه الذى يحمله علي ذيل فستانها وهى معه كذلك..


أجل ف ديفيد أمر أحد الخدم بجلب دلوا من المياه إليه ..قبل إشعال النيران بها.. 


وكما هو متعارف بين البشر..أنه إذا رايت نيران ومعك دلوا به ماء ..فلن تفكر مرتين فى إلقاء المياه التى بحوزتك حتى تنطفأ النيران.. وبالفعل هذا ما حدث..


إبتسم ديفيد لنجاح خطته كما خطط ..ثم تحولت نظراته لصدمه كاذبه ..وهو يقول بصوت مرتفع.. حيث أن كل الحضور عيونهم موجهه.. نحو تلك المرأه ..التى مازالت مكانها ولم تتحرك من صدمه ما حدث لها..


ديفيد بصوت جوهرى حتى يستمع له كل من بالقاعه: نعتذر لما حدث الأن ..وأتمنى أن تكون السيده بخير ..كما أعتقد أنه من اﻷفضل أن ينتهى الحفل اﻷن.. عمتم مسائا..


وبالفعل إنتهى هذا اليوم الكارثى..بكل ما يحمله ل غدا جديد ....

 ■■■

#يُتبع . . .