-->

الفصل الحادى عشر - مملكة الذئاب Black



الفصل الحادى عشر


"لمحه من الماضى"


حين قرر جورج أن يبيع الرضيعه ليلى ..التى لم تظهر للحياه إلا من ثلاث ليالى فقط..


حينها قررت سابين مساومه أبيها..ليترك الصغيره ويأخذها هى للبيع.. 

فقد أقنعته إن قام ببيع ليلى ..سيأتى وقت وينتهى المال..ولكن إذا قام بتأجيرها لأصحاب الطبقات النبيل.. لتعمل لديهم ستجلب له مالا  شهريا .. وبهذا لن ينقطع المال..


وبالفعل إقتنع جورج بكلام طفله ..لم يتعدى عمرها ال حاديه عشر..


وقام بتأجيرها ﻷول نبيل قابله ..ولكن هذا النبيل ليس من العاصمه مثلهم ..بل هو من بلد مجاوره تسمى المقاطعه ..تبعد عن العاصمه بنصف يوم ...


لم يفكر جورج حينها بإبتعاد إبنته ..بل كان كل تفكيره فى المبلغ الذى  أعطاه إيه هذا النبيل..والذى يعد أكبر مبلغا حصل عليه يوما.. 


كما أنه لم يفكر.. لماذا دفع له هذا النبيل هذا الكم الكبير من المال .. رغم اﻷعمال المحدوده التى ستقوم بها إبنته..لصغر سنها هذا ما إتفق عليه مع النبيل ...


كما إعتبره جورج نبيل مغفلا ..ينفق ماله ببزغ..


ولكن هذا ما لم يحدث ..كما أن سابين لم تشعر بالراحه أو الأمان منذ رؤيتها لهذا الرجل.. ولكن خافت اﻹعتراض ..فيقوم جورج ببيع الصغيره مكانها..


كما أن كل ما يحدث الأن من خلف ظهر أمها ..فلو علمت أمها بما كان يريده جورج ..لأعطته الرضيعه دون تفكير..


فهى تعلم أمها جيدا رغم حبها لطفلتها الرضيعه ..والتى لم تمكث ببيتهم سوى القليل ..ولكنها ستقوم بالتضحيه بالطفله عوض عنها وهذا ما لن تتقبله يوم..


ظلت أنظارها معلقه بهذا الرجل.. الذى ينظر لها نظرات لم ترتاح لها مع كونها طفله ..أجل إنها حسه عدم الإطمئنان التى تصيب المرأه ..مهما كان سنها تجاه أى رجل لم تشعر معه باﻷمان ..


وصلوا إلى المقاطعه كما أخبر هذا النبيل والدها ..حسنا هو ليس بكاذب فقد سمعت أحدهم يستدل عليها ..وهم فى طريقهم لعبور البوابه ..


وهذا أراحها أنه إذا حدث شئ لها ..فأبيها سيكون أمامها ويساندها عندما تحتاجه..


أجل مازال بداخلها أمل أنه سيحميها إذا إحتاجت هى لهذا..فهو لن يفرط بها فهى إبنته بالنهايه ..مهما كانت بشاعه أفعاله مع أمها ومعهم.. البس كذلك!!


كانوا قد وصلوا إلى قصر ضخما ..ولم يكن منزلا عاديا.. لم يبهرها جماله الأخذ ..ولا ضخامته التى تدل على براعه صانعيه .. 


حيث لم تلفت إلى كل هذا مع شعورها من الوهله الأوله بقبضه حديديه تعتصر قلبها ..ورجفه سرت بكامل جسدها ..جعلتها لا تهتم بجمال القصر وضخامته الظاهره ...


سار النبيل وأمرها بأن تتبعه..سار وسط حديقه مليئه بالزهور الجميله .. والملونه والتى تفوه منها روائح مختلفه ..


فكلما مرت بجوار إحدى الزهور إشتمت منها رائحه مختلفه عن التى سبقتها..وهذا جعلها تبتسم لوجود شئ ما قد نال إعجابها بهذا المكان..رغم عدم شعورها بالراحه...


ولكنها إستمرت بإتباعه ..ولكن يسبقها مايعادل عشر خطوات.. فقد كانت خطواته مسرعه وخطوات الصغيره لا تستطيع موازاته ..فسارت بخطوات متمهله ..


كما أن جمال الورد ورائحته جعلتها تبطأ من خطواتها .. حتى تستطيع إشتمام كل رائحه على حدى ..وفى خوض هذا إلتقطت أذنها بعض الكلمات الخافته التى جعلتها تتسمر مكانها...


الصوت الأول بتعجب : ألم يقل السيد الكبير أنه لن يأتى ب فتيات فى القصر بعد الأن ..لماذا أتى بهذه الصغيره إذا..


أجابها الصوت الأخر قائلا: أنتى تعلمين أنه لا يستطيع أن لا يأتي بهم ..فهو يخشى على إبنه أكثر من خوفه من نظرات الأخرين لأفعال إبنه المشينه تجاه الصغيرات التى يأتى بهم إليه..ثم تسألت بخوفت ..ولكن أليست هذه الفتاه أكبر من الأخريات ..


الصوت الأول بإستغراب ظهر بصوتها: لا علم لى ..ولكنى أشفق عليها مما سيحدث لها.. فهى مازالت صغيره على ما ستراه هنا ..


حاولت سابين أن ترى المتحدثين  ولكن لم تستطع ..وظلت تأخذ أنفاسها بهيجان محاوله أن تهداء من رعشه جسدها.. 


كان السيد قد دخل القصر وأخبر السيدة بوف عن وجود الصغيره معه.. وطلب منها أن تقوم بتجهيزها إلا أن يطلبها السيد الصغير بغرفته...


وصعد لغرفته ليرتاح من السفر تاركا السيدة بوف تبحث عن الصغيره وحدها ... لتقوم بما أمرها سيدها ولكن لم تجد تلك الصغيره التى تكلم عنها سيدها..

فقررت أن تخرج للبحث عنها.. 


كانت سابين قررت أن تقوم بالهروب من هذا القصر المشوه بنظرها وخاصه حين إستمعت لهذا الكلام الذى جعل خوفها يتضاعف...


وحين قررت السير ل خارج القصر وجدت قدميها لا تتحرك وكأنهما تأب طاعتها..وبدأ عقلها فى إخبارها بالإختيار بين بيع أختها... أو فنائها وحدها هنا فإما هى أو بيع إحدى أخواتها.. حين وصلت إلى هذه الحقيقه الموجعه إمتلائت عيناها بدموع الحسره والإنكسار...


(لم يكن هذا أول قرار تتخذه سابين بحق سحق ذاتها... ولكن كان هذا القرار جزء من تغيير شخصها إلى تلك الشخصيه التى عليها الأن)....


❈-❈-❈



   

عوده إلى الحاضر ..


دق ناقوس الخطر بعقلها ..يحفزها على الإبتعاد عن مرمى عيناه النافذه وجسده الحارق لها..فهى لم تفكر بنتيجه هذا الفعل الذى يعد أغبى شى فعلته بحياتها كلها..


حين فكرت بعرقلته وإحتضانه لعله يهداء ويبتعد عن ليو.. ولكنها كالعاده لم تفكر بما سيحدث لها نتيجه لهذه الحركه المتهوره..أكثر من تفكيرها ب ليو وحمايته... 


بالفعل إبتعدت أنظار الملك عن ليو وأصبحت مسلطه عليه دون هواده..اللعنه الملعونه عليك أيها ال ليو وعلى اليوم الذى قابلتك به.. وعلى العهد الذى قطعته... كان هذا كل ما يدور بعقلها والذى توقف هو أيضا عن العمل... كما فعل جسدها وكأنهم قرر الإتفاق أخيرا على أمر ما ....ولكن لم يكن فى الوقت المناسب..


كما أنها لم تكن بقرب رجل بهذا القدر من قبل سوى دوغلاس ..وكانت بمرات قليله ومحدوده كذلك ..


لهذا حاولت وضع يديها على صدره لتبتعد عنه وعن نظراته التى أصبحت مستفزها لها ولأعصابها..لأنها لا تحب أن تكون محط أنظار أحدهم...فما بالك وأنت ملتصق به أيضا...


وحينما وضعت يديها على صدره لإبعاده ..إشتدت نظراته عليها...وكأنها فعلت جرم لا يغتفر بلمسه....


لهذا قام بإمساك كلتا يديها ورفعها عاليا وقيد حركتها ..حتى لا تقم بفعل متهور أخر معه...


إبتلعت سابين ما بجوفها وهى تشعر بخطر يحاصرها فنفسها بداء يضيق.. (أجل يا ساده قلت سابين ومن المؤكد لاحظتم أننى أتكلم بصيغه المؤنث منذ بدايه الفصل لأن كل هذه المشاعر خاصه ب سابين وحدها فكم أفتقد ذلك الجزء من الثانيه التى تظهر به حتى تختفى ثانيه فى أعمق جزء بداخل شخصيه ساب التى صنعتها ولكن أنا لا أعيب ب ساب ولهذا فإعذرونى ف ساب ف أنت الدخيل هنا لا هى )


حاولت سابين إيجاد ثغره للخروج من حصاره هذا ..


ولكن إستيفان وكأنه يفهم ما يدور بعقلها.. 


فأجابها قائلا: لا أظن أن من الحكمه أن تحاول التحرك ..ثم فجأها بسؤاله والذى صدر منه بصوت قوى مهيب من أنت!!..


هنا نسيت سابين كيف تتنفس ليس بسبب قوه صوته وسطوته.... إلا أن القابع فوقها لم يحرك عيناه عن عينيها منذ أن عرقلته .. كما أنها شعرت أن عيناه أول من جردتها من ما حاولت الحفاظ عليه طوال أعوام..


لذا حين توصل عقلها لهذه النقطه.... تحفز جسدها للمحاربه من جديد... وكأنه بداء العمل للحفاظ على مكنونه... فقرر أن يعلن عصيانه على مقيده..


وتحولت نظراتها لشرسه مره أخرى بعد أن كانت مشتته توازى شراسه نظرات البارد المستفز الذى يحاصرها بجسده ولا يحرك ساكنا...وكأن الوضع يعجبه لهذا لم يتحرك إلى اﻷن ..


حاول ساب قدر إستطاعته إستحضار بعض من هدوءه.. لينفد من هذا المأزق اللعين ..وبعدها يقتل ليو بالطريقه التى يحب ..


كما أنه لا أحد من الواقفين وهو يعنى لا أحد... حاول  مساندته ..حتى يتزحزح هذا الجبل الصخرى من فوقه.. بل ظالوا واقفين كما هم وكأن المشهد يلقى إستحسانهم....


ساب ببرود رغم شراسه عيناه : من الأفضل أن تهداء وتستمع إليه فمن المؤكد أنه يحتاج لمعرفه هذا ..كما أعتقد أنك تعلمه جيدا أنه شخص مسالم يخشى العراك العادى .... 


فإن معنى ثباته أمامك إلى الأن .... يدل على أنه يأس ويريد الخلاص ..الذى لن يجده سوى عندك ..لهذا الغضب لن ينفع أحد بل سيضر الجميع ..وأنت فى المقدمه ..


ثم أكمل وهو يشدد على كل حرف يخرج منه ..ومن ثم ف أنا ساب صديق ليو والحداد الذى سيعمل معكم من اليوم...لهذا قم بفك قيدى وإبتعد عنى...


خفف إستيفان من ضغطه على يدى ساب ..وقام واقفا دون أن يبعد نظراته عنه ..وهو يراه يقف ويذهب بإتجاه ليو حتى يضع نفسه كدرع حمايه ليمنع أى شخص بالإقتراب منه...


كانت الإنفعالت واضحه على وجوه الواقفين بالغرفه... وكان أكثرها ظهورا الصدمه... 


وكان ديفيد يفكر كيف سينتهى هذا اليوم بأقل الخسائر...  فهو متأكد أن ما فعله الصبى ليس جيدا... وخاصه مع شخص ك إستيفان...  


وحين حاول التحدث للتخفيف من حده الجو ... 


ولكن كان ماكس قد سبقه حين كانت أنظاره موجه ل ساب وهو يسأله بإندفاع قائلا:  من أنت لتقتحم غرفه الملك بهذه الطريقه..... وليس هذا فقط بل وتتهجم عليه كذلك... أجننت يا فتى حتى تفعل مثل تلك الأفعال من أنت.. 


لم يعطى ديفيد فرصه ل ساب لكى يقوم بالرد عليه...كما أن ساب لم يكن سيجيب عليه لأنه مازل يعنف نفسه على ما صدر منه منذ لحظات.... 


تكلم ديفيد جاعلا من أنظار من بالغرفه تتوجه له :  أنا أعرف من هو وأنا من أرسلت بطلبه...كما أن وجوده لا يعد خطر ... 


إرتفع حاجب ماكس وكأنه يخبره..حقااا..ماذا عن ماقام بفعله منذ قليل...


فأكمل ديفيد وهو يجلى صوته: حسنا ليس لدى علم بما فعله ولكن لدى حديث معه...أليس كذلك ساب!! 


ونظر بقوه إتجاه وأقسم إن قال غير الموافقه على كلامه فهو من سيدق عنقه ولا أحد غيره...


نظر ساب ل ديفيد وأومأ على حديثه الذى لم يستمع لمعظمه... ولكن يعلم أنه سيخرجه من هنا وهذا أكثر ما يريده الأن...


كان ماكس سيتحدث... إلاأن قال إستيفان بهدواء مختلفا عن الإعصار الذى تلبسه منذ لحظات... 


إستيفان:  ف ليصمت الجميع... وبالفعل لم يحتاج أن يقوم بتكرير جملته مره أخرى..  ثم إستدار عائد ل مكتبه وهو يكمل... فاليخرج الجميع عدا ليو... 


حين وصل لمقعده وجلس عليه كان الجميع قد خرج بالفعل من الغرفه.. وظل هو وليو بمفردهم... 


تنفس ساب بقوه بعد خروجه من الغرفه وكأن أنفاسه كانت قد سرقت منه...وهو يحاول لملمه شتات نفسه....


وبنفس الوقت أتى جندى ليخبر ماكس أنهم بحاجته لأمر ما ضرورى... لهذا رحل ليقوم بحل هذا الأمر ثم يعود مره أخرى...


وحين قرر ساب السير للخروج من هذا القصر اللعين...قرر ألفين أن يتحدث بهدواه المعتاد....


ألفين: أنت هو فتى الحانه أليس كذلك!!!


توقف ساب عن التحرك وإستدار له.... وهو يرفع إحدى حاجبيه وقد عادت له قوته مره أخرى...


ساب: ماذا!!


ألفين بهدواء وبإبتسامه رزينه تناسبه وحده: أقول أن ما فعلته بالداخل يعد شئ جيدا...رغم إستحقاق ليو لهكذا عقاب جراء ماقاله بالبدايه ولكن...شكرا لك نيابه عنا لما فعلته لإيقاف الملك..


أوما له ساب وقال بخفوت: أنا لم أقم بفعل شئ سوى أن قمت بمساعده صديق...


إبتسم ألفين له بود إرتاح إليه ساب..إلا أن تحولت نظراته على الرجلين الأخرين اللذان ينظرون إليه الأن...


ديفيد ولم يعد يحتمل الصمت: حتى وإن كنت تحاول مساعده صديقك..ماهذه اللعنه التى قمت بها ألا تظن أننا حاولنا قبلك..ما الذى كان سيحدث إن حدث لك شئ بالداخل... ماحدث أنك قد تصرغت بتهور زائد ولا أستطيع أن أشكرك عليه...


حاول أخذ أنفاسه وهو يكمل بغضب مكتوم وهو يشير إلى باب الغرفه التى خرجوامنها....


إن كنت تظن نفسك بطلا فهذا غير صحيح...فلا أدرى ماذا أخبرته حتى يصل إلى تلك الدرجه من الهدواء..ولكن تخيل إن كان حدث عكس ذلك...كان ليقتلك ولم يكن لأحدنا أن يتحرك من مكانه لإقافه ولو بمجرد الكلام...قالها جازا على أسنانه من فرط غضبه لبرود هذا الواقف أمامه...


أجابه ساب وهو يعلم صحه كل كلمه خرجت من فم ديفيد...إلا أنه كالعاده لم يظهر هذا بل قال: ولكن بالنهايه فلحت وفعلتها كما أننى أثق بأنه إن حاول فعل شئ لى لكنت إستطعت رده...


إرتفع حاجب من عناد هذا الصبى الذى يشبه عناد البهائم...


فقال ديفيد بحده: كنت أظنك صغيرا وقح فقط ولكن أضف إلى هذا أنك غبى ومتملق...


ثم إستدار راحلا عن المكان بعد أن هلكت أعصابه جراء تلك الأحداث...


تكلم ألفين محاوله للتخفيف عنه فهو رغم إدراكه بخطاء هذا الفتى...إلا أنه كان ليفعلها لو كان أى من أصدقائه بهكذا موقف دون أن ينظر لعواقب ذلك....


ألفين: أتعلم أنه تحدث عنك كثيرا كما أخبرنك أنك جيد...وهذا يعد عجيبا لأن ديفيد لا يمدح أحد..لهذا أظن أنه فعل ما فعله الأن ليحاول حمايتك من نفسك...كما أنصحك أن تستمع إلا كلامه...ف الملك ليس بالشخص الهين حين يغضب..لهذا إذا حدث ورأيته هكذا مره أخرى لا تحاول الإقتراب منه حتى لا يصيبك الأذى...


كاد ساب أن يرد عليه إلا أن إنفتاح باب المكتب جعل الواقفين يلتفتون إليها...


نظر ساب بإتجاه ليو الذى نظر له وإبتسم بإنكسار والذى لم يقل سوى كلمه شكر خافته تكاد لا تسمع...ورحل محنى الرأس وكأن قوته لم تحتمل ما حدث له بالداخل...


هنا تنفس ساب وقرر الرحيل هو الأخر...فلم يعد بقائه يفيد أحد... ف صديقه رغم أنه رج محطما إلا أنه يعلم أن هذا سيمر ولن يدوم كثيرا... 


❈-❈-❈


ذهب ليو إلى غرفته وهو بعقلا مسافر عن أرض الواقع الذى به.. وحين دخلها قام بإغلاق بابها بقوه...ثم جلس أرضا وقد بدأت عيناه تلمع بالدموع ...


وهو مازال يتذكر كل ما قاله إستيفان له منذ قليلا وكأنه شريط يعاد تشغيله كل دقيقه...(والدتك تم إختصابها وتم رميها فى الشارع بشراشيف السرير)

....(ظلت والدتك بغرفتها لا تخرج منها ولا تتحدث لأحد إلا أن علمت بوجودك حينها تغير الكثير)...(أتعلم لم أرى إمرأة حدث لها مثل ما حدث لأمك..وأحبت الطفل الذى بأحشائها كما أحبتك هى)


ظلت يتذكر كل هذا ويتذكر كيف كان يعاملها طوال السنوات الماضيه... عقله لم يعد يستطيع تحمل هذا الضغط الزائد...


قام بوضع يديه على أذنه وهو يبكى بصوت مسموع... ويقول: كفى كفى لم أعد أحتمل كل هذا...


وتعالت شهقاته وهو يقوم بضرب رأسه بالجدار من خلفه وهو يسأل نفسه لماذا لماذا فعل كل هذا لها وهى لم تقم سوى بمحبته أكثر من نفسها ...


يشعر ببراكين بجوفه لا يستطيع إخمادها يشعر باالإختناق...حاول أكثر من مره أن ينفس... ولكن لم يستطع فحاول أن يهداء حتى يستطيع التفكير بحل ما ولكن عقله متوقف يحتاج إلى الهدواء...


نظر أمامه إلى الشرفه فقرر أن يقوم من مكانه ليذهب إليها لمحاوله إلتقاط أنفاسه...ولعله يفكر جيدا...



قام بالإستناد على إحدى يديه وقام متوجه إلى الشرفه وعيناه لم تتوقف عن ذرف الدموع...


حين وقف أمام الشرفه نظر إلى السماء محاولا التنفس جيدا... وبالفعل بعد العديد من المحاولات أصبح يتنفس جيدا...


ظل يفكر كيف سيتصرف بعد اليوم...ماذا يفعل لقد كان كلام ساب صحيح...لم يكن على تصديق أى شئ قبل أن أتاكد منه...


وبلحظه إتسعت عيناه وقال بصوت مسموع يحمل بحه قويه بسبب بكائه المكتوم: ساب أجل هو الوحيد الذى يستطيع مساعدتى...


لم ينتظر بل خرج مسرعا من غرفته مقرر أن يبحث عن صديقه المجنون... الذى لم يتعرف عليه سوى من عدة أيام فقط...

 

❈-❈-❈




كان ساب يبحث عن المكان الذى أخبره به الحارس عند دخوله القصر... وبعد القليل من البحث إستطاع أن يجده...


وحين إقترب من المكان وجد ديفيد أمامه وكأنه ينتظره... نفخ ساب الهواء الذى بداخله وكأنه إكتفى من أحداث هذا اليوم...



وصدقا لم يعد بمقداره المواصله بعد كل هذا...ولكنه إستمر بالتقدم وهو ينظر إلى ديفيد المتأهب هناك...



وصل ساب إليه ووقف أمامه منتظر منه أن يبداء الكلام...


وبالفعل لم ينتظر كثيرا حيث تحدث ديفيد بحده وعيناه تعصف دليل على غضبه...


ديفيد: أنا لن أطلب منك تفسير عن معرفتك ب ليوناردو لأنه أمر لا يعنينى...ولكنى أريد تفسيرا لعين عن ما قمت بفعله بالأعلى... وأتمنى أن يكون مقنع حتى لا أقتلك بيدى العاريتان الأن....


لم يتحرك ساب من مكانه ولم يشعر بالخوف او الرهبه..... جراء ما سمعه الأن من ديفيد الغاضب أمامه...


كان كل تفكيره موجه إلى كيفيه إنهاء تلك المناقشه والتوجه لمعرفه مكان عمله...ليعود إلى بيته ويحتضن سريره العزيز...


ولكنه قرر أن يرد على بعض أساله الواقف أمامه... لأنه أدرك أنه لن يتركه إلا بعد معرفه ما يريد..


ساب بسلاسه وكأنه لا يتحدث مع رئيسه بالعمل: أولا تهديدك هذا لا يخيفنى وأنت تعلم هذا... ثانيا ما حدث بالأعلى شئ لا يخصنى لهذا ليس لى الحق بأن أخبرك به...ولكن ما أستطيع إعلامك به أن كل ما فعلته كان يصب بمصلحه كليهما...سواء ليو أو الملك وذلك بعد أن قيدكم بكلامه حين حاولتم حمايه ليو منه...


إرتفع حاجب ديفيد حين علم أن ساب كان حاضرا منذ البدايه...


أكمل ساب قائلا: أن لم أكن سأتدخل ولكن حين شعرت أنكم لن تستطيعوا مساعده ليو...وبالتالى سيتضرر الكثير لهذا قررت التدخل...لحمايه عهدا قد قطعته على نفسى بحمايه هذا الفتى أمام أى شخص وبأى مكان...



لهذا فعلت ما فعلته بالأعلى وأتمنى أن تكون أسألتك قد إنتهت..لأنه لم يعد لدى القدره للمواصله الكلام صدقا... 


تنهد ديفيد وهو يقول بهدواء بعد أن إستمع لكلام ساب: حسنا سأتركك الأن ولكن لنا.....


لم يستطيع أن يكمل حديثه لأنه وجد ليو يتقدم بإتجاههم.... بعيون منتفخه نسبيا دليلا على بكائه...وهو ينظر بإتجاه ساب...


وحين أصبح أمامهم لم يعر ديفيد أى إنتباه...


ليو بإنفعال: أريد التحدث معك الأن بأمر ضرورى....


يتبع...