الفصل العاشر - مملكة الذئاب black
الفصل العاشر
إنتهى هذا اليوم الصادم فى أوله والكارثى فى نهايته ...
وذهب كلا إلى جناحه الخاص ليستريح قليلا ..حتى يزيل عنه أحداث هذا اليوم.. الذى كان من الصعب تجاهل أحداثه ..
ومع سكون القصر ..وقد كان أغلب من بالقصر فى جناحه الخاص..
وقد كان الوقت بعد منتصف الليل بقليل ..
كان الملك فى طريقه إلى الإسطبل ..ولكن من الجهه الخلفيه ويحمل معه طعام ..
دخل إلى الإسطبل وهو يبحث بعيناه التى تلمع فى الظلام ..عن صديق له يجلس بأحد أركانه..وقد وجده بالفعل ..
كيشان كان يجلس بأريحيه مكانه لا يعطى بالن للقادم..ولكن حين إشتم راحه القادم إليه ..قام من موضعه بسرعه ذاهب بإتجاه ..لو رأه البعض اﻷن ل ماتوا خوفا من منظره المهيب..
ولكن إستقبله إستيفان بإبتسامه هادئه ..وهو يمسح على فرائه بحنان..
وجلس بجواره ووضع أمامه الطعام ..مكافئه له على ما فعل اليوم..فشرع كيشان فى تناول طعامه بهدواء ..
ظل نظر إستيفان معلق بهذا الذئب شديد السواد ..وهو يبتسم له قائلا: شكرا لك صديقى لكل ما فعلته من أجلى اليوم ..
وكان كيشان وكأنه يفهم ما قاله إستيفان ..فأصدر صرير وكأنه يخبره أنه لا بأس بهذا..
إنتهى كيشان من طعامه.. فعاد مكانه وإلتصق بجسد إستيفان وكأنه يطلب بحمايته ..وكأنه لم يقطع رقبه أحدهم صباحا بأسنانه الحاده..
وكم رحب إستيفان بهذا العناق الدافئ .. فإستند هو الاخر عليه ليستريح من أحداث هذا اليوم المزعج..
لم يشعر إستيفان بنفسه وذهب بسبات عميق..ولكن ما أوقظه صوت أقدام و زمجره كيشان القويه..وكأنه يهدد أحدهم من عدم اﻹقتراب إليه..
ففتح عيناه التى كانت متوهجه ك اﻷحجار الكريمه ..وهو يضيقها ليستطيع الرؤيه جيدا..
فوجد ديفيد أمامه يحاول التقدم..ولكن زمجره كيشان منعته من هذا..
فربت على فراء كيشان ليهداء ..وبالفعل سكن كيشان مكانه مره أخرى..
وقف إستيفان وقام بنفض الغبار من على ملابسه..وهو ينظر إلى ديفيد الذى ينظر له بتعجب ..
وكاد ديفيد أن يبدأ التكلم..ولكن سبقه إستيفان بالكلام.. وصوته ذو البحه الرجوليه المميزه يخرج بهدواء ورزانه مقطب الحاجبين : كم الساعه اﻷن!!..
أدرك ديفيد أن إستيفان معكر المزاج.. وهذا ما يظهر على تقاسيم وجهه المشدود..
فقال ديفيد متنهد: إنها التاسعه صباحا..
قال إستيفان وهو ينظر للبعيد: وهل حضر الحدادين للبدأ بالعمل كما أمرت سابقا..
رد ديفيد بهدواء محاولا إزاله نظرات التعجب التى تظهر على وجهه : لقد أتو منذ مده لا بأس بها ..لهذا كنت أبحث عنك فى جناحك لتملى عليهم ما تريد كما أمرت سابقا..ولكنى لم اجدك هناك..
أوما إستيفان وهو يزفر أنفاسه وخرج من اﻹسطبل ..
أخد ديفيد أنفاسه والتى لم يكن يدرك أنه كان يحبسها بداخله.. ولعن بصوت منخفض وهو ينظر إلى أثر إستيفان الذى خرج أمامه ..
ذهب هو إلى الحدادين الذين تجمعوا جميعا على الموعد الذى تم تحديده ..ما عدا ذلك الفتى الصغير ..تمنى اﻷ يتذكره إستيفان لكى يمر هذا اليوم على خير..
فهو لا يستطيع التحدث مع إستيفان حينما يتستيقظ بتلك الملامح..حيث كانت أخر محاولته.. لإخراجه من القوقعه التى يدخل نفسه بها.. لجعله يتحدث ..وذلك حين يرى تلك الأحلام اللعينه..والتى تجعله قاسى على غير العاده..
تسببت له فى كدمه بجوار عينيه.. ولكمه قويه بصدره تسببت بكسر إحدا أضلاعه..
لم يمر الكثير من الوقت ..وكان الملك أمامهم بكامل أناقته المعهوده..
تنهد للمره الذى لا يعلم عددها ..وهو يتنحى ويقدم للملك الحدادين ..وقد قام بتقسيمهم كما طلب الملك سابقا..
وقف الملك بهيبته المعهوده فى النفوس وتكلم بجمود : اﻷن وقد تم إطلاعكم على ما ستقومون بفعله..
ومن أجل إهتمامى بهذا الامر..
لقد تم بناء مبنى كامل لهذا العمل بالحديقه الخلفيه للقصر الملكى .. حتى أستطيع أن أرى المستجد ب هذا العمل ..
كما أتمنى أن تكون ثقتى بكم بمحلها.. لعل هذا العمل يكون بدايه جيده لكثيرا منكم ..
واﻷن سيطلعكم ديفيد على كافه التفاصيل ...
إنحنى الجميع للملك بإحترام حين إستدار ذاهبا..
عاد ديفيد بإنتباه إلى الواقفين أمامه.. وهو يقول بصرامه تناسبه: أعتقد أن كافه اﻷمور تم توضيحها إليكم ..هل منكم من يريد السؤال عن شئ قبل البداء بالعمل ..أدار بصره على الواقفين أمامه ..ولم يجد سأل ..فتنفس بعمق وأكمل حسنا هيا بنا إلى العمل ولا أريد أخطاء ..
وبالفعل بداء الحدادين بالذهاب كلا إلى عمله ..وكان لك حداد مساعد له ليشعل له موقده.. أو غيرها من اﻷعمال الأخرى..
■■■
كان إستيفان قابع بمكتبه بعد أن إنتهى من لقائه بالحدادين..ومن شكله الظاهرى ترى.. أنه يلقى كامل إهتمامه وتركيزه على ما أمامه من أوراق متراكه..
ولكنه لم يقم بتقليب الصفحات التى أمامه منذ أكثر من ساعتين.. وعيناه تلمع بتوهج ورغم جمالها إلى أن شكلها يخيف الناظرين إليها ..
كان هناك طرق على الباب ولكن لم يكن يستمع لشئ وكأنه إنفصل عن الواقع بأميال.. ولكن الطرق لم يمل بل حين طال الأمر دخل دون أن يسمع إذن الدخول..
تعجب ماكس حين دلف إلى داخل المكتب ..وهو يرى إستيفان جالس مكانه.. لا يحرك ساكن وكأنه ليس هنا ..فظل ينظر له متعجبا من عدم شعور إستيفان به ..إقترب إلى أن وقف بجواره وقام برفع يده ..محاولا لمسه ليلفت إنتباه..ولكنه توقف بنصف الطريق وهو يتذكر تلك الحاله ..التى تأتيه حين يرى أبيه بأحلامه..
تنهد مبتعد عنه فأخر مره حاول أحدهم.. اﻹقتراب كسر له ضلعه..
ظل جالس أمامه وهو ينتظر منه أدنى حركه تدل على أنه من اﻷحياء ..وبعد ما يقارب الساعه رمشت عينى إستيفان ونظر أمامه..
تحول نظر إستيفان ل ماكس وهو يقول ببحته القويه نظرنا لعدم تكلمه منذ وقت طويل: منذ متى وأنت هنا..
ماكس: منذ ساعه تقريبا..ثم سأله بهدواء ..هل أنت بخير ..أتريد أن نلغى إجتماعات اليوم لتستريح قليلا..
إستيفان وهو ينظر لعينى ماكس بطريقه أربكت ماكس: لماذا هل أبدوا لك مريض حتى تقول هذا..
إبتلع ماكس ريقه وقد أيقن أن القابع أمامه ..ينتظر أدنى خطاء لأى شخص حتى يصب كم غضبه عليه ..وهو لا يريد أن يكون هذا الشخص..
فقال ماكس بسرعه: لا أقصد هذا ف لقد قلت هذا لتراكم الاعمال فقط..ونظرن لهذا فإن لديك اﻷن إجتماع مع الوزراء والمستشارين ..
أجابه إستيفان ببرود ثلجى: هل قمت بجمع ما طلبته منك.. وهو يخرج من غرفه مكتبه ذاهبا إلى غرفه اﻹجتماعات وخلفه ماكس
أجاب ماكس بعمليه محاولا عدم الوقوع بأى خطاء : أجل لقد جمعتها كما أمرت..
فقال إستيفان : إذا وما رايك هل يصلح لهكذا منصب..
أجاب ماكس: من خلال ما قمت بجمعه فأنا أرى أنه يصلح لأن يشغل مكان هذا الوزير ..
قال إستيفان وهو يدخل غرفه الاجتماعات وكل من بها قام إحتراما له: إذا قم بجلبه إلى اليوم ..
وذهب جالسا بمكانه ..
وجلس ماكس بجوار الفين وديفيد وإنضم لهم ماكس.. والذين أصبحت أنظارهم مسلطه على القابع أمامهم ..
منتظرين لحظه إنفجاره بأى لحظه..وكم تمنوا الا يكونوا هم سبب هذا اﻹنفجار..
وبداء اﻹجتماع وكل الموجودين أدركوا مزاج الملك المتعكر.. فظل كل واحد منهم يعد الدقائق..
لينتهى هذا اﻹجتماع بأسرع وقت لكى يفر هاربا من غضب الملك الذى لا يعرفون سببه..
وبالفعل إنتهى اﻹجتماع بعد ما يقارب الساعتين..وقام كلا للذهاب إلى عمله هاربا ...
قام إستيفان وهو ينظر إلى ماكس وهو يقول له ببرود: قم بإرسل ما طلبته منك إلى مكتبى ..
ولم ينتظر رده بل خرج من القاعه ..ومع خروجه أصبحت القاعه هادئه ..
إلى أن تكلم ديفيد قائلا وعيناه مازالت على الباب الذى أغلق منذ لحظات : كلاكم يعلم أنه على أحدنا التكلم معه.. حتى يقوم بإخراج تلك الطاقه التى يخزنها بداخله بأسرع وقت..لأنه كلما تأخرنا كلما كان إخراجها أصعب..واﻹصابات أكثر..
نظر اﻹثنين إليه بمعنى أنه أنت أكثر شخص تستطيع التعامل معه فى مثل هذه الأشياء...
تنهد ديفيد وهو يقول: محال أن أفعلها .. فلقد كنت أنا من فعلتها المره السابقه ..كما أن أضلاعى مازالت تؤلمنى من يومها..
قام ألفين من مكانه وهو يقول بشرود : أشعر أن نهايه هذا اليوم لن تكون جيده ..وأتمنى أن يخطاء حدسى هذه المره.. هيا فليقم كلا منكم على عمله..
■■■
كان ساب قد إستيقظ من سباته صباحا..وقام بتجهيز حقيبته فاليوم ميعاد سفره للبداء بعمله الجديد..
إبتسم بسخريه وهو يلعن جورج واليوم الذى أصبح فيه والده ..فهو السبب بذهابه إلى هذا العمل .. وبعد أن جهز أشيائه ..خرج من غرفته ..
حين هبط للإسفل وجد ليو جالس مع دوغلاس بهدوء يقراء كتابا ما..
ودوغلاس يقوم بسن سكينا ما بيده..
ذهب ساب بإتجاه دوغلاس.. وقام بإخراج قطعه من القماش بها شيئا ما من جيبه ..
ووضعها أمام دوغلاس وهو يقول بإبتسامه ممتنه لكل ما فعله ..هذا العجوز ليجعل منه ما هو عليه اﻷن..
ساب: هذا ما إتفقنا عليه سابقا..
وقام بتقريب قطعه القماش إليه..
تعجب دوغلاس من نظرات ساب وكلامه..وكذلك من الشئ الذى وضعه أمامه .. فقام بفتح قطعه القماش التى أمامه حتى يعلم مقصد ساب..
ووجد خاتم يشبه خاتمه الذى أعطاه ل ساب بوقت سابق أمامه..
فإرتفعت أنظاره إلى ساب بقوه..
وهو يقول بلهجه مليئ بالحده: أجننت أنا لن أسمح بحدوث هذا ما حييت .. لن أتركك تفعلها ..خاتما كلامه بإنفعال ..وهو لم يبعد أنظاره المشتعله عن ساب..
الذى حاول إمتصاص غضب دوغلاس..و إبتسم بهدوء.. وقام بإحتضانه فهو يعلم كم أن هذا اﻷمر يفلح بكل مره ..وهو يربت على كتفه لعله يهداء من ثورته..
وأنظار ليو المتعجبه متوجهه إليهم بعد أن أغلق كتابه..ونظر لإنفعال دوغلاس ..الذى لم يراه مسبقا وكذلك هدوء ساب..
وهذا الخاتم على الطاوله..والذى لا بعلم سبب وجوده..وظل ينظر إليهم لعله يفهم ما يحدث أمامه..
وفى ظل إحتضان ساب ل دوغلاس وكأنه يطلب منه الدعم ..والموافقه على هذا القرار الصعب ..تذكر سبب إعطاه هذه الهديه ..
" فلاش باك"
حين لم يعد هنالك وجود ل سابين مطلقا بل أصبح الوجود المطلق ل ساب.. وكم كان دوغلاس يعنفها على ذلك .. أنه لا يجب عليها محو ذاتها وما هى عليه ..وأنه سيأتى اليوم الذى ستعود به فتاه مره أخرى ..
حينها إبتسم ساب إبتسامه هازئه وهو يقول:منذ اليوم الذى أتيت به إلى هذا العالم.. وأنا لا أدرك إلا حقيقه واحده فقط.. وهى أنه ليس لى حق اﻹختيار ..وخاصه إذا كنت أملك أبا مثل جورج...
حينها أجاب دوغلاس وهو يخرج خاتمه من إصبعه ..ويضعه بيدها وكأنه يعدها بعكس ما قالت..ويشجعها على الثبات..
دوغلاس : إذا سيظل هذا الخاتم معك ..وفى اليوم الذى سيأتى وتردينه لى سأعلم أنكى ستظلين ..هذا الفتى ساب الذى كنت أود لو لم أصنعه يوما..
ولكن كل مره ستأتين إلى دون إعادته ..سيكبر إيمانى بداخلى ..إنه سيأتى اليوم الذى أفتح فيه بابى وأرى سيده جميله أمامى..
وحينها ستدركين كم كنتى مخطأه ..لهذا سيظل معكى حتى إذا نظرتى إلى إصبعك تذكرتينى يا صغيره..
أجابه ساب: إذا لن أحطم أمالك .. وأتمنى أن تنال ما تريد يوما ما ..فأنت تستحق الافضل ..
"إنتهاء الفلاش باك"
إبتعد ساب عن أحضان دوغلاس وهو يقول له بإبتسامه واثقه : اﻷن وقد ربحت عليك .. ولكن ﻷننى أصبحت مرتبطا بخاتمك ..طلبت من أحدهم صنع واحد أخر شبيه له ..خذ أنت الجديد وأنا سأظل محتفظ بالذى معى..
تنهد دوغلاس وكاد يتكلم إلا أن ليو قاطعهم قائلا: ألن تخبرانى بما يحدث هنا ..
إبتسم ساب وقال بتعجرف يقلد ليو فى تعجرفه: وما دخلك أنت بما بيننا أناس يتدخلون بما لا يعنيهم ..
إتسعت عينى ليو وهو يصرخ قائلا: أقسم أننى لا أتكلم بهكذا طريقه ..فلو كنت أفعل هذا لقتلت نفسى منذ زمن..
تنهد دوغلاس مبتسما وهو يعيد نظره إلى ساب وقال: أمتاكد مما تريد ..لا أريدك أن تندم بالمستقبل ..ولكن لن أضغط عليك وأتركك تفعل
ما تشاء..
ثم أكمل متنهد بعد أن أبصر حقيبه ساب : أراحلا اليوم ..
أجاب ساب: أجل أنا راحل اﻷن حتى أصل على الموعد المحدد..
نظر دوغلاس بإتجاه ليو وهو يقول : إذا أنت راحل أيضا فلا مكان لك عندى بعد اليوم..
كاد ليو أن يتكلم إلا أن دوغلاس لم يعطيه فرصه..وهو يكمل ما قد أتيت من أجله فقد وجدته اﻷن.. لهذا وجودك هنا لم يعد يفيدك..ولهذا ستعود مع ساب ..
نظر ليو بإتجاه ساب الذى أشار له بإتجاه غرفته وهو يقول: إذا كنت سترحل معى فالتسرع ..ف أنا متأخر وهذا ليس من عاداتى ..
قام ليو من مكانه منتفضا وهو يقول: حسنا لن أتاخر ..وذهب مسرعا إلى غرفته ليتجهز ..
عاد ساب بإنتباه إلى دوغلاس بعد إختفاء ليو بغرفته..وهو يقول بمرح حتى يخفف من وطى الصدمه على هذا العجوز ..
ساب: إذا هل ستخبرنى اﻷن من كان اﻷفضل منذ بدأت فى إستقبال متدربين لديك ..وصدقا لن أحزن إن أخبرتنى أننى لست أفضلهم.. وإتسعت إبتسامته التى قليلا ما تظهر ..
ظلت أنظار دوغلاس عليه وهو يتكلم ولم يجب.. إلا بعد أن تنهد للمره المئه ولم يبعد عيناه عنه..
دوغلاس متحدثا بصيغه الإناث بعد ذهاب ليو: تعلمين أننى أحب الذكور أكثر من اﻹناث..
أومات له بإبتسامه .ولكن تلك اﻹبتسامه لم تدوم كثيرا..
حين أكمل قائلا:ولكن فى اليوم الذى وجدتك به ..ونظرت إلى عيناكى الباكيه.. أدركت أن حبى لكى فاق حبى لجنس الذكور أجمع ..
ثم قام بوضع كفه على وجهها الذى تشتت وتوتر من كلامه ..
وأكمل بنظرات تحمل صدق كلامه ..فأنتى أفضل وأجمل ما وهبه اﻹله لى ..رغم كثره أثامى وأخطائي يا صغيرتى..
ووضع قبله أبويه على جبينها ..ومعها سقطت دمعه وحيده من عيناها ..وهى تأخذ أنفاسها بمشقه فهى لم تبكى منذ لا تتذكر متى أخر مره بكت بها ..
وكان يتردد بدخلها هذا السؤال بإلحاح ..ولكن تخشى إخراجه .. ﻷنها تعلم أن اﻹجابه ستزيد من قسوه قلبها...
نظرت لدوغلاس بعمق وهى تردد..إذا كان كل هذا الحب منك إتجاهى ..لماذا إذا لم أرى منه شئ ..ولما عيناه وكلماته دائما ما تحمل الكره كلما نظر لى ..حتى أننى ظننت أن الخطاء منى وليس منه ..ولكن اﻷن أدركت كم كنت مخطأه الظن..
ونسيت أنه لم يكن أب منذ البدايه فكيف ب اﻷن..عادت من خيالها إلى..
محاول دوغلاس إخراجها من ذلك الجو المشحون وهو يقول بمرح ماكر : ولكن هناك من هم أقوى منكى فلا تغترى ..
علمت أنه يريد أن يخرجها من هذا.. وكم شكرته بداخلها على هذا ..فهى ليست جيده بالعواطف..
فقالت له بمرح مماثل: وبما أنك قلت هذا ..فقد أخبرنى ليو أنك قد قمت بتتدريب إبن خالته ..والذى يكون الملك الحالى...والذى سأعمل لديه بعد القليل من الساعات .. فبماذا تنصحنى ..
قال دوغلاس : لا أنصحك سوى بأن تتفادى غضبه.. فإن هذا الفتى سيئ جدا بغضبه ..
ولكن رغم هذا إلا أنه من الشخصيات المحببه إلى قلبى.. وله من الحكمه ما تفوق عمره بسنوات كما أنه يحمل من الهيبه ما يجبرك على إحترامه والخضوع لكلمته..
إلتمعت عينى ساب بتحدى سافر من تلك الجمله الأخيره ل دوغلاس ..والتى لم تغب عن دوغلاس ..
فأكمل مؤكدا ..ولهذا لا تحاول الاقتراب منه ..فأنتما مضدان لبعضكما البعض ..أنتى لا تحبين أن يأمرك أحدهم ..وهو لا يحب أن يخالفه أحدهم..
وأنا أخشى عليك من قوته ..فأنتى مهما كنتى سريعه وخفيفه إلا انه ذكى لدرجه ..إصابتكى فى مقتل من ضربه واحده ..وأنا لا أمزح بهذا..
كان ساب سيتكلم ولكن سبقه دوغلاس مؤكدا : سأكرر ما قلته لك رغم أننى لم أفعلها مسبقا ..إبتعد عن عنادك معه ..لأن عناده أشد..ومن اﻷفضل ألا تجعله يلاحظ وجودك..
فلديه نظره ثاقبه ومربكه كذلك ..لهذا إبتعد عنه قدر اﻹمكان..واﻷن أتمنى أن يفيدك ما أخبرتك إياه..
إبتسم ساب بتلاعب وكأن ما قاله دوغلاس ..لم يستقر منه كلمه واحده بعقله ..ورغم أنه يعى مقصد دوغلاس ..إلا أنه لا يحب التخطيط للقادم.. لذلك لم يفكر كثيرا بكلام العجوز..
لم يمر وقتا إلا وخرج ليو من غرفته حاملا لأمتعته ..
ليو: أنا جاهز للرحيل..
نظر له ساب وقال:إذا هيا بنا حتى لا نتأخر فى طريق العوده..
ودعهم العجوز وذهبوا هم فى طريقهم للعاصمه ..بدون أخذ إستراحه لعلهم يصلون فى منتصف الليل ..
■■■
وبالفعل بعد يوما شاق فى الرحله ودون أخذ إستراحه ..ظهرت أسوار العاصمه الشاهقه ..كانت الشمس تعلن ذهابها حين عبروا من بوابه العاصمه..
أراد ساب أن يطمئن على أمه وأخواته قبل بداء العمل .. فطلب من ليو أن يسبقه وهو سيأتى خلفه ولن يتأخر ..فقط سيلقى نظره على أسرته ليطمئن عليهم وسيأتى خلفه..
وبالفعل ذهب ساب إلى إمه وإطمئن على أحوالهم وأنهم بأحسن حال..وبعد أن إنتهى رحلا سريعا ..
وبالفعل لم يتأخر ساب وذهب إلى القصر الملكى .. وطلب إذن الدخول بعد أن أخرج الجواب الذى يدل على أنه من الحدادين الذين تم إستدعائهم..
وبالفعل دلف إلى داخل القصر.. وكاد أن يذهب إلى المكان الذى أشار له الحارس بأنه المكان المخصص لصانعى الأسلحه..
ولكنه راى ليو يقف مع رجل ما وملامحه تدل على الشراسه ..كاد ساب أن يكمل طريقه ..ولكن ما أوقفه أن ليو أمسك.. بتلابيب الرجل الواقف أمامه بشده وهو يصرخ عليه بقوه ..
فوجد نفسه يذهب بإتجاههم بدلا من اﻹتجاه إلى مكان عمله ..والذى تأخر عنه ..وهو فى طريقه إليهم إستمع إلا بعض السباب الصادر من شفاه ليو..
إلا أن وصل إليهم وحاول أن يبعد يداى ليو ..عن هذا الرجل الواقف أمامه ..و الذى لم يحاول أن يبعد يد ليو عنه.. ولكن يترجاه بأن يتركه وأنه ليس له ذنب بكل هذا..
فقال ساب: إهداء ليو وإخبرنى ماذا يحدث هنا..
قال ليو بحده: هذا هو الحقير الذى طلبت منه البحث ..عن ما أخبرتك عنه بوقت سابق.. كما أننى أمرته أن لا يعلم أحدا ببحثه ..
اﻷن يخبرنى أن الملك قد علم ببحثه ..فأمره بعدم إخبارى بشئ مما يعرفه ..
ساب محاولا إمتصاص غضب ليو : إهداء ليوناردو لعل هناك سبب وراء فعلته هذه.. إذهب إليه وتكلم معه لعله يخبرك بما تريد معرفته.. كما أن هذا الرجل ليس له ذنب بما حدث.. كما إنها أوامر الملك ليس أكثر..
كان غضب ليو بقمته حيث من وجهة نظره ..أنه كلمها حاول الوصول للخلاص ..قام أحدهم بإعاده إلى نقطعه البدايه ..و بإبعاده عن معرفه الحقيقه التى هى حقه من البدايه..
لكن فكر ليو كان حول كيف يجعل هذا الرجل يتكلم بما جمعه من معلومات..
حاول ليو أن يلكم الرجل ولكن ساب وقف حائل بينهم ..ليمنع ليو من هذا..
قام ساب بإخبار الرجل بالرحيل..وإلتفت إلى ليو وهو يجذبه له ويتكلم بقوه حتى يصل كلامه لعقل هذا الغبى ..
ساب : إن اردت ان تعلم الحقيقه فعليك ..أن تتعلم كيف تواجه من يملكها ..لا أن تقف أمام رجل ليس له قوه على إخبارك بشئ أفهمت ..
ثم دفعه بعيدا عنه وهو يزفر أنفاسه بقوه..
وعم هدوء نسبى على المكان إلا أن قال ليو: لديك الحق فيما قلت..لما دائما ما أخاف من المواجهه ..فأنا لا أعتقد أنها ستؤلمنى أكثر مما أتالم اﻷن..
ثم توجه إلى القصر بخطى سريع ..جعل ساب يلعنه بصوت قوى ..وهو يسرع فى خطواته ليقوم بالإلحاق بهذا المتهور ..
ووقف أمامه يمنعه من التقدم ..وهويسأله ..
ساب: ماذا أنت فاعل..
أجاب ليو بعيون تلمع بدموع مقهوره: سأذهب لمن يمنع عنى معرفه الحقيقه ..ولن أخرج إلا بالحقيقه أو لا أخرج أبدا ..
وإبتعد عن ساب مكملا طريقه..
كاد ساب أن يعود إلى طريقه ويتركه يفعل ما يشاء ..ولكن تذكر وعده للعجوز.. بأن يحاول حمايه ليو من نفسه..
فلعنه مره أخرى وهو يعود ويذهب خلفه ..إلى مكان لا يعلم ماذا ينتظره به من أحداث ..ستغير بعض من الأمور مستقبلا..
وصل ساب إليه قبل أن يدخل إلى غرفه ما ..
ساب بعينى ثاقبه: أنت واثق مما ستفعل اﻷن ..
إهتزت عينى ليو للحظه ثم تجمدت مره أخرى وهو يرد بثبات ظاهرى: أجل واثق مما أنا مقدم عليه ..
ساب متنهد: إذا سأنتظرك هنا إذا شعرت أنك بحاجتى ستجدنى خلفك فى لحظات ..
أوما له ليو وهو يطرق الباب ..ويدلف بعد ان سمع إذا الدخول..
كان إستيفان يجتمع ..ب ديفيد وماكس وألفين لمناقشه بعض الأمور..
وفى خوض هذا سمع طرقا على الباب ينتظر إذن الدخول..
سمح إستيفان له بالدخول ..وحين راى ليو أمامه ونظراته المهتزه وإحمرار وجهه .. خمن نوع الحديث الذى سيخوض به ليو ...
فقال متنهدا بهدواء : ليو أظن أننى أدرك ما أتيت من أجله.. ولكن أفضل أن نناقشه بوقت أخر.. فأنا لست بمزاج لأى مناقشات..
كلام الملك لم يزيد ليو إلا عنفا وغضبا من إستخفافه بما يشعر .. ..
ليو بتهور: إن كان هذا ليس وقته فمتى هذا .. ثم إن لم تكن متفرغا ..لما منعته من إخبارى بما أريد معرفته..
أم يعجبك أن ترانى أتالم ولا أجد الخلاص لروحى ..التى أهلكت بأفعالكم..كما أن ما أبحث عنه من شؤنى الخاصه ..وأنا لن أسمح لك بمنعى عنها ..حتى وإن تسبب هذا بموتى..
حاول إستيفان إمتصاص غضبه الذى أوشك على الظهور ..فهو يدرك الحزن الذى يلمع بعينى ليو ..
إستيفان بهدوء : أعلم بكل ما تمر به اﻷن ..ولكنى أخبرتك أنه ليس الوقت المناسب لهكذا حديث إ...
لم يدعه ليو يكمل بل قال: وأنا لن أخرج من هنا إلا عندما أعلم ماذا حدث .. ثم أكمل بغضبا متهور أم تخشى أن اعلم تلك الحقيقه التى ظننتم أنكم منعتموها عنى .. لا تخف ف لقد أدركت منذ سنوات ..أعلم أن التى تدعى أمى كانت عاهره له بالماضى ...
أصيب المكان بهدوء لحظى .. إلا أن إشتعلت عينى إستيفان بجحيم مرعب .. أدركه الجالسين أمامه ..فهم يعلمون كم يحب ليو ..ولهذا لم يتهور ويصب غضبه عليه إلا اﻷن..
ولكن حين تكلم عن خالته مليسا بتلك الطريقه.. فقد تخطى حدوده فإن له مكانه خاصه دون الجميع..
لهذا قام من مقعده بقوه أوقعت الكرسى من خلفه وقام على أثرها ..ثلاثتهم ليحاولوا إنقاذ الموقف..
حاول ماكس لفت إنتباه إستيفان ..عن ليو الذى يتظر له بعيون زجاجيه تحمل الإصرار ..رغم خوفه الظاهر من إرتعاش يديه..
ماكس : أظن أنه لم يكن يقصد هذا إستيفان..
ثم نظر ل ليو وأكمل : وأنت ليو إذهب إلى غرفتك اﻷن وغدا سن....
نظر له ليو وقال بقوه : لن أخرج من هنا إلا بالحقيقه كلها ..أم إنها بالفعل كما يقولون أنها كانت عاهرته ..لهذا تخشى عليها عند معرفتى لتلك الحقيقه..
هنا لم يستطيع ماكس الرد.. حيث إستدار إستيفان محاولا الوصول ل ليو .. وعيناه تشع شر لا أخر له وهو يقول بعنف:
إذا أنت من إخترت هذا ..
علم كل من بالغرفه أنه وصل للحد اﻷقصى ولن يمر اﻷمر مرور الكرام..
وقف ديفيد أمام إستيفان وهو يبتلع ريقه محاوله أن يهداء شعله النار الواقف أمامه..
وماكس وألفين وقفوا بحمايه أمام ليو ..ليمنعوا وصول إستيفان إذا لم إكتفى بضرب ديفيد ..
ولكن هذا ما لم يحدث فقد تخطى ديفيد بسهوله ..وكأنه يدرك حركاته قبل أن يفعلها ..فأسقطه بسهوله وتوجهه إلى ليو ..الذى يقف أمامه ألفين وماكس ..
تقدم ألفين والذى تفادى لكمه كانت موجه إلى وجهه وأخرى إلى صدره..ولكن لم يكن بالسرعه الكافه ليتفادى الثالثه والتى أصابته بكتفه..لم تكن قويه لتوقفه عن منع إستيفان من تقدمه ..فهو لم يحاول تسديد أى لكمه إليه ..ﻷنه يدرك ان هذا سيزيد من غضب القابع أمامه ..وهذا ما لا يريد ..
حاول التكلم ولكن إستيفان لم يعطيه فرصه ..
إستيفان بقوه : إبتعد عن طريقى حتى لا تخسرنى كصديق لك اﻷن ..
إتسعت عينى ألفين وديفيد الواقف خلف إستيفان ..وكذلك ماكس ..
تحولت أنظار إستيفان القويه ل ماكس ..بعد ان إبتعد ألفين ف إستيفان إن تكلم بشئ فعله حتى وإن كان أقرب شئ لقلبه ..
أكمل إستيفان: وأنت كذلك ماكس إبتعد فهو من ارد هذا ..
كان ساب واقفا بالخارج ..وهو يستمع إلا كلام ليو ..ويلعنه كلما زاد من الكلام.. ولكن حين عم هدوء نسبى وبعدها سمع أكثر من صوت ..وصوت يتكلم فى محاوله لإبعاد الملك عن هذا الغبى ..
كان يمنع نفسه من الدخول فهو يظن أن من بالداخل سيحمى ليو..
ولكن حين إستمع للعديد من الأصوات التى تدل على غضب أحدهم الى ..وأصوات تحاول تهداء الوضع ..وأنه قد إغضاب الملك الذى لم يراه مسبقا.. والدى نصحه دوغلاس باﻹبتعاد عنه ..ولكن واللعنه هناك من يحتاح مساعدته..أدرك أنه يجب عليه الدخول لا محال...وخاصه حين إقترب وإستمع إلى كلام الملك ..
ففتح الباب دون تفكير ..دون أن يقوم بطرقه حتى وجد جسد ليو أمامه.. وأمامه أربعه أشخاص لم تستطيع تحديد أيهم الملك ..سوى من نطراته القويه الموجهه ل ليو..
لم ينتبه أحد لدخوله وظل مكانه منتظر الخطوه القادمه ..والتى ستحدد ما سيقوم بفعله ...
أصبحت أنظار الملك موجه إلى ليو ..
إستيفان بصوت غاضبا: إن كنت تريد معرفه الحقيقه فلك هذا ..
.
إلا أن لسان ليو وكأنه ليس ملكه فقال ببكاء مرير.. وهو يتذكر أحداث ما مضى ..
ليو بقهر: لست طفل أنا رجل ..ومن حقى معرفه من هى تلك التى أنجبتنى أهى شريفه أم عاهره ...
حسنا كان يرتعش خوفا.. ولكن قلبه وعقله يؤلمانه حد الهلاك .. من كثره التفكير ولن يكف حتى يصل إلى الحقيقه كما أخبر ساب ...وبعدها يحدث له ما يحدث ..
إبتسم إستيفان بطريقه أوقفت أنفاس ليو..
فى لحظات قليله ..تذكر ساب حين غضب دوغلاس سابقا ..وقام هو برد فعل معاكس ..فقلب من موازين العجوز وقتها إستطاع السيطره عليه ..
تنفس بقوه وهو يتمنى أن تنجح معه هذا الفكره ..حتى يسيطر على هذه الطاقه السلبيه التى تشع منه..حتى ملأت أركان الغرفه..
وبالفعل حدث كل شئ بلحظه واحده.. حيث لم يكن يلاحظ أحد وجود ساب ..
وهذا عندما إقتراب إستيفان ..قام ساب برد فعل سريع..وقام بإبعاد ليو .. وقام بعرقله الملك الذى لم يرى وجهه حتى اﻷن..وأصبح فوقه ..
ولكن لم تدوم صدمه إستيفان ف قام بقلب الوضع فأصبح ..ساب باﻷسفل وهو فوقه.. كاد أن يسدد له لكمه من شده غضبه لهذا الفعل الصبيانى وصاحبه الذى لم يراه وهو يعرقله ..
ولكن نظرن لغباء العرقله التى قام بها ساب.. فإن الحركه التى فعلها بعدها تعد أكثر غبائا..
حيث قام إستيفان برفع يديه للكم وجهه ساب.. فقام ساب بالتشبس برقبه إستيفان وإحتضانه ك طفل يتمسك بأغلى ما يملك..وكأن حياته تعتمد على ذلك..
فجاء هدائت حركه إستيفان ..وإتسعت عيناه ..ووقعت الغرفه فى صمت ..لا يسمع بها سوى أصوات أنفاس القابعين بها التى إنقطعت من المشهد الذى أمامهم...والصدمه تعلو وجوههم ..
ولكن شعر ساب أنه تمسك بشعله من النار ...أحرقت جسده وهذا شعور لم يألفه من قبل ..فأدت لزياده دقات قلبه عن معدلها الطبيعى ..
فقام بإبعاد يديه عن عنق الملك بسرعه..ونظر له لأول مره وحينها التقت نظراتها المترقبه لما فعل والمتوتره جراء التلامس القائم بينهم ..بنظرات إستيفان التى لم تختفى منها الصدمه بسبب ما فعله ساب..
وحينها توقف العالم من حولها حين إلتقت عيناها بعيناه.. وشعرت بالخوف من قوه نظراته والتى أحست أنها تكشفها أمامه..و هذا زات من خوفها الغير طبيعى..وهذا شعور لم تشعر به منذ كانت طفله ب الحاديه عشر من العمر ..
#يتبع. . .