الفصل الرابع عشر - مملكة الذئاب Black
الفصل الرابع عشر
وحين سألته بإنكسار لماذا تكرهنى كل هذا
الكره ؟؟
أجاب بإبتسامه هازئه وكأنه يقول شئ بديهى... أكرهك لأنك سبب ظهورى...
فإرتفع حاجبها بإنكار لكلامه التى تراه غير صحيح...
ولكنه لم يعرها إنتباه مكملا بذات الإبتسامه ...
أتعلمين لما!!..
لأننى الوحيد الذى يرى ذلك الضعف القبيح الساكن داخلك.. ورغم أننى أره...ولكنى لم أستطيع الخروج منه مهما حاولت....
"ساب&سابين"
______________________________________________
إلتفت ساب مقرر أن يساعد الصبى..وبالفعل كاد يقترب منهم موقف هذا المتجبر عما يفعله... ولكنه توقف مكانه مغمض العينان وكأنه يحارب شيئا ما بداخله ليكمل الطريق...
وكأن ذلك الشئ قد نجح بما أراد...لأن ساب عاد ملتفت لمكانه مره أخرى دون تدخل... ولكن كان يعمل بأعصاب مشدوده... فكانت عروق يديه بارزه بقوه... ويركز بقوه على القطعه التى أمامه...
ولكن يعود صوت بكاء الصبى المكتوم..والظاهر أنه يحاول عدم إخراجه... حتى لا يقوم سيده بحرقه مره أخرى... ليزلزل داخله فيغمض ساب عيناه محاولا التركيز بعمله...وهو يضرب ضروسه سويا محاوله ف السيطره على إنفعاله...وقد بدأ العرق يتصبب منه...
وهو يريد كلام دوغلاس بعقله لعله يهدأ قليلا... ولكن قدرته على التحمل وصلت لذروتها... فترك المطرقه وإستدار خارجا من المكان بأكمله..وهو يحاول إلتقاط أنفاسه التى يأخذها بمشقه....
وقد تجعد ما بين حاجبيه وكأنه يكره ما يحدث له... ولكن قد حدث وإختلطت الاصوات بعقله...بكاء الصبى المكتوم...وصوت أخر لم يحاول أن يكتم صاحبه صوته بل كان يصرخ بصوت سمعه الموتى بقبورهم.. قد حاول مرار أن ينسااه ولكن وكأنه يذكره بنفسه...
نظر حوله محاولا إخراج نفسه من هذا....وقد برقت عيناه بدموع حبيسه تأبى النزول..وكأنها دموع ملعونه إذا خرجت من حبسها ستلعن صاحبها للأبد...
وحينها أدرك أنه إذا ظل مكانه سيراه أحد ما.. وعندها سيسأل ماذا به ولماذا هو هكذا... لهذا نظر حوله فوجد إسطبلا للخيول أمامه على مسافه قريبه منه....فقرر أن يتجه له... وهو يحاول أن يخرج تلك الأصوات من عقله...
وبالفعل إقترب من الإسطبل ودخل دون النظر حوله... وحينما دخل جلس أرضا بهدواء.. وهو يحاول أخذ أنفاسه المتلاحقه... ثم أغمض عيناه وعندها سمع لدموعه أن تخرج من محبسها...مرجع رأسه للخلف...
وقد تمكنت الأصوات من السيطره على تفكيره... وقد تشوشت الرؤيه أمامه... وهو يعود لما حدث بالماضى...
"فلاش باك"
كانت قد إستقرت بغرفتها وأكلت طعامها كاملا.. فقد كانت تشعر بجوع شديد فى لم تأكل منذ خروجها من مدينتها...
نظرت حولها للغرفه التى تسكنها...كانت غرفه متوسطه الحجم... بها سرير صغير وكرسى ودولاب لملابسها القليله...
قررت أن تريح جسدها قليلا.. إلى حين موعد عملها الذى لم تخبرها عنه السيده... وبالفعل إستقرت على فراشها ولم يمضى الكثير من الوقت... وذهبت بسبات عميق بسبب جهد اليوم..
ولم يمر الكثير من الوقت وإستيقظت على صوت أحد ما يصرخ بصوت موجع... كما أن صوته مبحوح وكأنه كان يصرخ منذ قرون...وهذاجعل قلبها يرتعش وعيناها إمتلأت بالدموع... خوفا وإشفاق على صاحب هذا الصوت الذى يصرخ...
وضعت يديها التى ترتعش على أذنها لعل الصوت ينقطع عنها...ولكن لم يحدث هذا بل ذاد الصراخ المصاحب لبكاء صاحبه... أجل سمعت بكاء أمها كثيرا وهى تبكى بسبب ضرب أبيها... ولكن ليس كهذا... هذا صراخ لشخص يريد أن يساعده أحدهم... لن تنسى شعورها وقتها وأدركت أنها لم تسمع صراخ ولا بكاء كصراخ هذا الشخص...
حاولت أن تمنع نفسها من الخروج لتساعد صاحب هذا الصوت...وتعجبت أليس هذا البيت مليئ بالبشر الذين رأتهم صباحا... أين هم لماذا لا يذهبون ليساعدوا صاحب هذا الصوت...
لم تستطع أن تمنع نفسها من الخروج لعلها تساعد صاحب الصوت... فخرج بهدواء وهى تنظر يمين وشمال لترى أحد ما ولكن لم ترى أحد..فإستمرت بالمشى وهى تتبع صوت الصراخ... ظلت تمشى بمرر مظلم أمامها إلى أن إقترب الصوت...
كان جسدها يرتجف حرفيا ولكن لم تستطع أن تظل مكانها... وهى تشعر أن أحدهم يحتاج مساعدتها...
فتقدمت للأمام مشجعه لنفسها أنها تستطيع فعلها... كان هناك بابا ليس مغلقا بالكامل أمامها... فإقتربت ترى من خلاله مايحدث خلف الباب...
إتسعت عيناها لما تراه أمامها وإرتفع معدل تفسها وكذلك ذات نبضات قلبها.... وهى تشاهد رجل يقوم بضرب فتى ما معلق بحبال من قدميه.... وكان هناك فتاه شابه أمامه فاقده للوعى وملابسها كذلك... مشوه الجسد لا تحرك ساكنا... وكأن الحياه قد غادرت جسدها...
أدركت أن الفتى لا يبكى من قسوه السوط الذى يضرب جسده فيديمه... بل كان يبكى قهرا على تلك الراقده أمامه وهى لا تحرك ساكنا...
كان مشهد خطف أنفاسها رعبا...ظلت مكانها لا تحرك ساكنا حتى عيناها تزرف دموعا دون أن ترمش...
وب لحظه قام الرجل برمى السوط من يده...وإقترب من الفتى وهو يقول بشر جنونى...
ألدس بعيون حمراء من كثره الشرب: هذا لكى تساعدها على الهرب مره أخرى أيها المخنث...
أمسك بوجه وهو يقربه منه وهو يكمل بشر جعل جسد الصغيره بالخارج يقشعر تقززا وخوفا...
ألدس: سأضاجعها أمامك كل يوم لأرى تلك النظرات التى ترمقنى بها ياحقير...
ثم إستدار وهو يريد الخروج من الغرفه... وهنا أسرعت الصغيره سابين لتختبأ خلف جدار بعيدا عنه.. حتى لا يراها هذا المجنون...
وبالفعل خرج من الغرفه وهو يبتسم وكأنه قام بعملا جيد... ظلت تنظر لأثره إلى أن إختفى... ولم تنتظر لكثير من الوقت أسرعت بإتجاه غرفتها حتى لا يراها...
ولكن توقفت بعد خطوتها الاولى بإتجاه غرفتها... ثم إلتفتت تنظر بإتجاه الغرفه التى خلفها... لم تستطع الذهاب لغرفتها لهذا دون أن تفكر مرتان إتجهت إلى الغرفه...
وجدت المنظر مرعب لقلبها الصغير....ولكنها تذكرت ما كان يفعله أبيها بأمها.. فقررت أن تتحرك سريعا لتساعد من أمامها...
تقدمت للأمام وهى ترى الفتى يهلوس بكلام غير مفهوم... ولكن أذنها إلتقطت إسم مارجرى... نظرت للفتاه الملقاه على الأرض وهى تظن أن هذا إسم هذه الفتاه...
قررت أن تساعد الفتاه بالبدايه فهى الفاقده للوعى... كما أن الفتى مربوطا بحبال بعيده عن متناول يدها...لهذا قررت أن توقظ الفتاه لعلها تساعده ف فك قيوده...
حاولت أن توقظ الفتاه وهى تقوم بتجربت كل ما تعلمته مع أمها... ولكن وكأن الحياه قد غادرت جسد الفتاه... فبدأ جسدها بالإنتفاض أكثر وهى تحاول إيقاظها...
وبعد العديد من المحاولات بدأ يظهر عليها بعض إمارات الحياه... فإبتسمت الصغيره لنجاح محاولاتها ف إنقاظ الفتاه... رغم إرتعاش يديها التى تدلك لها وجها إلا أنها لم تتوقف عن الإستمرار...
قامت الفتاه بفتح عيناها ثم أغلقتها مره أخرى... وهى تحاول أن تستوعب ما يحدث حولها...
ظلت سابين تدلك وجهها وهى تناديها بصوت باكى ومرتعش... والمشهد الذى رأته منذ قليلا لا يفارق مخيلتها...
سابين بصوت رقيق: مارجرى إستيقظى أرجوكى مارجرى...
وبالفعل وكأن نداء الصغيره أيقظها من غيبوبتها..التى تذهب بها كلما فعل بها الحقير ما يفعله....
ظلت تفتح وتغلق عيناه محاولا رؤيه من أمامها...وبعد العديد من المحاولات... إستطاعت أن ترى فتاه صغيره تبكى وترتعش أمامها تناديها بإسمها...
نظرت لها مارجرى وهى تقول بصوت متقطع محاوله أخذ أنفاسها بصعوبه: م من أأنتى يا ص صغيرتى...
ولكن أجابها صوت أخر إنضم لهم بالغرفه: أجل من أنتى يا صغيره...
إرتفعت أنظار سابين برعب للواقف أمامها...إنه ذات الرجل الذى كان يعذب الفتى..كان يحمل بيده مشروب ما...وهو ينظر لها وهى تضع رأس الفتاه على قدمها بحاجبين معقودين... ونظره شرسه...وكأنها إرتكبت جرما ما...
هنا إنقطع الهواء عنها ولم يعد يصل لرئتاها أى هواء... وجسدها زاد إرتعاشا وإرتفعت شهقاتها...
مما جعل الواقف أمامها تتحولت نظراته لشيطان خرج من الجحيم...وهو يبتسم ثم تحولت إبتسامته لضحكه عاليه وهو يرجع رأسه للخلف من شده ضحكه المتواصل...حين رأى الرعب بنظرات الصغيره...
إلى أن صمت وإقترب منها وهو يقول: حسنا لا تريدين أن تخبرينا من أنتى.... هذا لا يهمنى ثم لم يعطيها فرصه..
و قام بصفعها صفعه أدت لإرتطام رأسها بالأرض.... كما لم تتحرك من مكان سقوطها.... ليس خوفا ولكن لأنها قدفقدت الوعى....
"إنتهاء الفلاش باك"
عاد ساب من شروده لصوت أنفاس قويه... مصاحبه بزمجره تدل على أن صاحبها لم يرحب بوجوده بالجوار... إستدار ومازالت عيناه تزرف الدموع وجسده بدأ بالإرتعاش كما تعالت شهقاته...جراء الأحداث المتلاحقه بداخل عقله.... وكأن جسده قد إنفصل عن واقعه... وتذكر ما حدث له بالماضى وظل قابعا هناك...
نظر ساب جواره فوجد منظر إذا رأه بالماضى كان مات خوفا... ولكنه لم يحرك ساكنا بل ظلت عيناه بعينى ذلك الذئب الذى ينظر له بقوه... وكأن ألمه قد فاق أى مشاعر تدل على إنسانيته...لذلك لم يحرك ساكنا..
وكأن الواقف أمامه أرد أن يختبر شجاعته... وحين وجد ساب لا يتحرك من مكانه هاربا... أو يخرج من جسده رائحه الخوف الذى يشمها من الجميع...
إقترب منه بهدواء مدروس وكأنه يقترب من فريسته... إلى أن وقف أمامه مباشره..لا يفصل بينهم سوى بعض الإنشات...
كان ساب مازال على حالته يبكى ويرتجف جسده.. ولكن لم يبعد عيناه عن هذا الوحش الواقف أمامه.... إلى أن تكلم بصوت قد تشقق من كثره الألم...
ساب بإنكسار وكأنه يتكلم مع شخص يفهم ما سيقول.. لا وحش قد يلتهمه بلحظه دون جهد يذكر: إنى أتالم هنا كثيرا وأشار لموضع قلبه مخرجا معه شهقه قويه ... كما أصبح هذا الألم لا يطاق وكأنه يمزق داخلى كلما حاولت التنفس... أرجوك إجعله يذهب أرجوك....
ثم إرتم على هذا الذئب محتضا إياه بقوه... وهو يبكى بشده ويحاول أن يكتم صوت بكائه بفراء هذا الذئب الضخم...والذى لم يتحرك من مكانه حين إحتضنه...وكم كان يتمنى أن يلتهمه هذا الوحش حقا لعل ألمه يختفى مع موته...
ولكن حدث أن كيشان تشارك معه ألمه... وكأنه فهم ما قاله... فجلس مكان وقوفه..مما سمح لساب بالإقتراب منه أكثر... كما قام كيشان بتقريبه منه وكأنه يعرفه منذ صغره...
وظل يحتك به وكأنه يواسيه... ويخرج منه زئير حزين على بكاء الفتى الذى يحتضنه...
كان إجهاده النفسى بجانب إجهاد جسده الذى لم يرتح إلى لوقت قليل...جعل جسد ساب يرتخى
وتهدأ شهقاته وبكائه...ذاهبا بنوما عميق بعيدا عن ألم قلبه الغير محتمل...
ظل كيشان موضعه لا يتحرك وكأن من يحضنه صاحبه... مر العديد من الساعات حتى أوشكت الشمس على الرحيل...
عندها قرر ساب أن يستيقظ من سباته وكأنه إكتفى من نومه... قام بفرك وجهه بجسد الذئب ليساعده على الإستيقاظ....
إبتعد ساب عن الذئب ونظر بعيناه كما ينظر الذئب له... إلى أن إقترب ساب بوجهه من الذئب كما فعل هو حين كان يبكى... وإبتسم بإرهاق قائلا كلمات شكر بصوت خافت...ثم قام بتقبيله ما بين عيناه...
هنا خرج من كيشان زمرجه وكأنه حزن لإبتعاد ساب عنه...مما جعل ساب يضحك بصوت مسموع... وقام بالإقتراب منه وهو يلعب بفرائه...مما جعل كيشان يزمجر برضى وهو يقرب رأسه منه...
تكلم ساب وهو يبستم: أرى أننا أصبحنا أصدقاء دون أن نعلم أسماء بعضنا البعض... أنا أدعى ساب وأنت يا صديقى... وكأن كيشان يفهم ما قاله ساب فأصدر زمجره قويه تدل على أنه يخبرها بإسمه...
فإرتفعت ضحكات ساب فزمجر كيشان مقتربا منه وقام بالتمسح به بقوه... فقام ساب بإحتضانه بقوه متنفس رائحته التى ساعدت على إراحته كثيراا...
قال ساب وكأنه فهم ما قاله هذا الذئب الذى يراه أجمل ما رأت عيناه: إسمك لا يعجبنى لهذا لنسميك إسما أخر ما رايك ب جرموز... فأنا أراك صغيرى منذ الأن هل أعجبك...
أخرج زمجره وكأنه يوافقه على كل ما يقول... ظل بجواره يتحدث معه وكأنه يفهم ما يقوله له...وهذا ما يشعر به بالفعل يشعر أنه يفهمه أكثر ممن يشبهونه من البشر...
نظر ساب للخارج وجد أن الشمس قد رحلت... وأن الليل قد حل عليه وهو جالس مع جرموز... فقرر أن يعود لعمله حتى لا تتكاثر الأعمال عليه...
أخبر جرموز أنه سيأتيه كل يوم للجلوس معه فهم قد أصبحوا أصدقاء...
وبالفعل خرج من الإسطبل بشكل مختلف عن ما دخل به...وهو يسير بإتجاه بناء الحدادين بملامح غير مقروئه...
عبر ساب الباب الضخم وعاد لإستكمال عمله... وجد أن البعض قد إنتهى من عمله ويخرج... والبعض أوشك على الإنتهاء من عمله...
نظر لموقد وجد نار منطفأه فذهب وجلب الكثير من الحطب... وقام بإشعال النار بموقده... وذهب لجلب العديد من الحديد الخام لصنع المزيد من السيوف...
وفى طريقه لموقده عبر من أمام المكان الذى كان يجلس به الفتى المصاب الفارغ الأن....وقف مكانه للحظه وقد إشتدت يديه حول مجموعه الحديد الذى بيده... ثم تنفس بهدواء وإستكمل طريقه لموقده...
وبالفعل ظل يعمل طوال الليل وحيد... وكم أحب البقاء وحيد كما كان ...وقد إستكمل العدد الذى طالب به الملك ف اليوم الواحد لكل حداد...
ولكن هذا ساب لا يستمع لأحد فظل يكمل عمله وكلما قل الحطب ذهب لجلب المزيد... ظل على هذا الحال إلى أن أشرقت شمس يوما جديد....
❈-❈-❈
كانت مليسيا قد إستيقظت مبكرا... حتى تذهب لإستيفان قبل إستيقاظ ليو من نومه... لأنهم سوف يخرجون اليوم ف نزهه خارج القصر....
كما أنها لا تريد أن تتحدث مع إستيفان وليو معها...فهى لا تريده أن يستمع للحديث الذى سيدور بينهم...
ذهبت بإتجاه غرفه إستيفان لتطلب من الحرس أنها تريد مقابله الملك... فهى تعلم بأن إستيفان يحب الإستيقاظ مبكرا من نومه...
أذن لها بالدخول وحين دلفت نظرت ل للملك بإبتسامه مشرقه... وهى تجلس أمامه..
مليسيا بحب: صباح الخير عزيزى إستيفان...
إستيفان وهو ينظر لها وهو يبتسم: بخير مليسيا..ما هو السر وراء إستيقاظ الأميره النائمه مبكرا هكذا... لابد أنه أمر هام...أليس كذلك!!!
مليسيا وكأنها طفله أمام أبيها وهى مبتسمه بإشراقه: أجل أنت على حق... فقد طلب منى ليو أن نخرج اليوم سويا بنزهه خارج القصر... وأنا وافقت على هذه النزهه فكلانا نحتاجها...
توترت مليسيا وبللت شفتيها وهى تكمل: أريد أن أطلب منك شيئا ما إستيفان...وأتمنى أن توافق عليه...
قال الملك وقد تجعد ما بين حاجبيه... وهو ينظر لها بتركيز وهذا زاد من توتر مليسيا: إذا كان بمقدورى فعله سأفعله...ف أنتى تدركين أنك من أغلى الأشخاص على قلبى مليسيا...
مليسيا بإبتسامه متوتره: لا أريد ل ليوناردوا أن يدرك ما حدث بالماضى...أرد إستيفان أن يتحدث ويخبرها أن الأون قد فات و ليو قد أدرك كل شئ...
ولكن سبقته مليسيا ولم تعطيه الفرصه للتكلم... وهى تقول بدموع حبيسه داخل مقلتيها... التى تتقارب مع مقلتى القابع أمامها.... ولكن شتان بين عينى تصيب من أمامها بقشعريه رعب عند النظر إليها..وأخرى تصيبك بقشعريه حب وأمان عندما تنظر إليك...
مليسيا بنبره أوشكت على البكاء: أرجوك إستيفان أرجوك... أنت لم ترى كيف أصبح ليو عندما عاد من المقاطعه...
ثم قامت من مكانها ووقفت أمامه... ثم جثت على قدميها ممسكه بيديه وهى تبكى... أصبح شخص أخر أصبح رجلا يهتم بأمرى... أصبح رجلا ينظر إلى أمه بحب وفخر لأنها أمه... لم يعد ذلك الصبى الذى ينظر إتجاهى بكره... وليس هذا الذى لا يهمه أمرى.. أصبح رجلى الذى سأحتمى به من أحزانى...
ثم قامت بمسح مقلتيها من الدموع العالقه بها وهى تكمل... أعلم أنك ستقول أن حقه معرفه ماضيه وكيف أتى إلى الدنيا... ولكن لننتظر قليلا أرجوك أجعلنى أشعر بحبه ولو لقليلا من الوقت... إجعلنى أسرق لنفسى بعض الذكريات الجميله معه... لتعوضنى عما سأره بعد معرفته بما حدث... ثم إجعله يكرهنى بعدها مره أخرى كما تشاء...
لم يعد يحتمل إستيفان ما يراه فقام بإمساك مليسيا من كتفيها... وقام بأخذها لأحد الكراسى وأجلسها عليه... راكعا أمامها يبتسم ويمسح عيناها من الدموع العالقه بها...
إستيفان بنبره حانيه قليلا ما يستعملها: ألم أخبركى سابقا أننى لا أحب رؤيه دموعك... وأننى سأقوم بقتل من سيتسبب بها وإن كان ليو نفسه... إذا أخبرينى أتريدين التخلص منى بطريقه غير مباشره يا إمرأة... أنهى كلامه وهو يرفع إحدى حاجبيه...
إتسعت حدقتى مليسيا حين إستوعب عقلها ما قاله الملك...وظلت تهز برأسها نفيا لكلامه...
مليسيا بصدق: أنت تعلم أنك أنت وليو أحب إلى من نفسى... فلا تقل هكذا مره أخرى حتى لا أحزن...
إستيفان بجديه: إذا وأنتى لا تبكى مره أخرى إن كنتى تحبينى كما تقولين....
أومأت له مليسيا وقامت بإحتضانه بقوه...
إبتعد عنها إستيفان وهو يقول: لن أخبره بشئ... مادامت هذه هى رغبه أميرتى....
إبتسمت مليسيا وقامت بتقبيله وهى تقوم من مكانها وتقول:إذا أنا سأرحل قبل أن يبحث عنى ليو بالقصر بأكمله...
وبالفعل خرجت مسرعه... حتى لا يعلم ليو بوجودها لدى الملك ويسألها عن السبب... وهذا ما لا تريد أن يتسأل عنه...
بعد خروج مليسيا تغيرت تعبير الملك للجديه المفرطه...وقام بإخبار الحارس بأن يجلب له ليو من فراشه لمكتبه...ولكن دون أن تراه الأميره مليسيا....
وبالفعل لم يمر الكثير من الوقت ودق باب مكتبه... سمح لمن بالخارج أن يدخل... وكان ليو بملابس نومه ولكنه شبه نائم لأنه واقف مغلق عيناه...
ولكنه فتح عيناه على وسعها... حين قام الملك بضرب سطح مكتبه بقوه... نظر ليو حوله وهو لا يدرى كيف أتى إلى هنا...وكأن عقله لازال نائما ولم يعمل بعد...
إلى أن وقع نظره على الملك الجالس أمامه على كرسيه وينظر له رافعا إحدى حاجبيه...إبتلع ما بجوفه فهذا لا يبشر بالخير..فمن المؤكد أن أحدهم قد قام بمدايقه الملك لهذا هو غاضب...ويتمنى أن لا يكون هو...
فقال ليو مبتسما محاولا أن يلطف الجو: أعتذر منك مولاى... لم أكن أدرى أننى أسير فى نومى سوى الأن... ولا أعلم لما أخترت غرفتك دون غيرها... ولكن أعدك أن لا أخطا هذا الخطأ مره أخرى...وسأختار غرفه غيرها...
أنهى كلامه فخورا بما قاله...ولكن وكأن كلامه لم يلقى إعجاب الملك... الذى لم تتغير تعبير وجهه بعد ما قاله... وهنا إبتلع ما بجوفه خوفا من القادم... وقرر أن يصمت حتى لا يتعقد الأمر أكثر....
وبالفعل لم يمر الكثير من الوقت... وقال الملك بحده لم يحاول إخفائها: كم أريد أن تأتى أمك الأن... وترى ذلك الرجل الذى ظلت تبكى وهى تحدثنى عنه منذ قليل... كيف يقوم بأعمال الصبيه الأن...
عند سماع إسم أمه وتنشطت كل حواسه وهو يقول للملك بجديه متلهفا: لماذا كانت تبكى هل حدث شئ ما لها...
نظر له إستيفان بضيق وقال: لم يحدث سوى أنها مازالت تخشى فقدانك حين تعلم بما حدث بالماضى...لماذا لم تقم بإخبارها إلى الأن... ألم تخبرنى أنك ستخبرها بمعرفتك للأمر... لماذا لم تفعل إلى الأن....
كان ليو سيتكلم... ولكن قاطعه الملك بنبره محذره..وهو يقول بحده: وصدقا إن لم يكن سببا مقنعا... سأقوم بقتلك بيدى هاتين... وليفكر أحدهم أن يحاول إخراجك حى لأجعله يتبعك حينها...
إبتلع ليو ما بحلقه وهو يقول: كنت سأخبرها أمس ولكن من حماسى المفرط لرؤيه إبتسامتها... نسيت أن أخبرها... قالها بحرج....وأكمل ولكنى قد قررت أمس قبل نومى أننى سأخبرها اليوم حين نذهب للتنزهه خارجا...
نظر له الملك وهو يقول: أتمنى أن تكون كما حلمت هى أن تراك...وصدقا ليو إن علمت أنك قد أحزنتها مره أخرى... لن ألوث يدى بدمائك... بل سأجعل كيشان هو من يقوم بتأديبك... وكم سيرحب بهذا...
أومأ ليو رأسه على موافقته بقوه حين سمع إسم كيشان...وكاد يبلل سرواله... فهو يعلم كيشان جيدا
... فهو وحش مفترس لا يرحم من يقف أمامه... وقد رأه مسبقا يقتل أكثر من شخص فى سرعه قياسيه...
أذن له الملك بالخروج ليذهب... ثم أمر الحارس أن يرى هل أتى المعدن الذى أمر بجلبه أم لم يأتى بعد...حتى يجعلهم يضعونه بمبنى الحدادين...ليبدأ الفتى بالعمل به...
وبالفعل ذهب الحارس وعاد بعد قليل يخبر الملك أن المعدن أتى بالفعل منذ فجر اليوم... وقاموا بوضعه فى بناء الحدادين كما أمر... وأن الفتى كان متواجد هناك... فقام بإستلام المعدن من الحراس...
تعجب الملك لماذا قد يذهب إلى العمل قبيل الفجر... فأمر الحارس أن يذهب ويرى هل مازال هناك يعمل أم لا....
وبالفعل ذهب الحارس وعاد مخبرأ الملك... أنه بالفعل مازال متواجد فى البناء يعمل...
قرر الملك أن يذهب هناك... ليرى كيف هو العمل على هذا المعدن وما هى سير الاعمال هناك....
كان ساب يعمل بجد وتركيز... وهو يعلم أنه لم يتبق الكثير من الوقت وسمتلأ المكان بالحدادين.. فالشمس بدأت تشرق على إستحياء منذ وقت قصير...
شعر بوجد حركه خلفه... ولكنه لم يلفت ظنا منه أنه أحد الحدادين... قد أتى مبكرا عن الأخرين... وظل تركيزه على السيف الذى يقوم بتشكيله الأن... كم أعجبه نوعيه هذا المعدن الذى أرسله له الملك فجر اليوم...
ولكن لفت نظره أن الشخص القادم من الخارج يقف الأن خلفه دون أن يتحرك... بل بدأ فى إمساك أحد سيوفه والتى أصدرت صوتا حين أخذ إحداهم...
فإلتفتت حتى يرى لماذا هذا الحداد يمسك أحد سيوفه... ولم يذهب ليتابع عمله...
ولكن تعجب من وجود الملك أمامه... وتسأل فى نفسه ماذا يفعل عنده فى هذا الوقت الباكر من الصباح...
ولكن قال بتهذيب حاول إصطناعه: ماذا هناك سيدى أهناك مشكله ما...
لأحظ إستيفان عدم تقبل الفتى لتواجده...فهو قد شعر أكثر من مره أن وجوده يضيق الفتى كثيرا...
وصدقا هو يتعجب من كره الفتى له.... ولكن يعجبه كثيرا حين يستفزه ليخرج لسانه الذى يحاول تخبئته أمامه...
فقال الملك بتلاعب دون أن يجب على سؤال ساب: أتستطيع المبارزه يا فتى...أم لم يعلمها لك دوغلاس عندما كنت تعلم معه...
إرتفعت شفتى ساب بإبتسامه حقيقيه... وقد أدرك سبب سءال الملك... كما رأى أن الفرصه قد جائته أخيرا على طبقا من فضه... ليأخذ ثأره من هذا الملك المتعجرف... الذى أقسم أن يأخذ حقه منه...
لاحظ الملك إبتسامه ساب وأدرك معناها ولكنه إنتظر إجابته... فقال ساب بإبتسامه: علمنى البعض منها...
أوماء له الملك وهو يمسك بأحد السيوف التى قام ساب بصنعها من المعدن الجديد...وهو يقوم بخلع عبائته وقام بوضعها جانبا...وأمر ساب أن يأخذ سيفا هو الأخر... ولتبدأ المبارزه....
كانت أول ضربه من كلاهما.. أدت إلى تلاحم السيفان بقوه....
ولكن لم يكن ساب يدرك ما ينتظره بهذه المبارزه...
يتبع