-->

الفصل الثامن والخمسون - شهاب قاتم








 الفصل الثامن والخمسون 

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

~ من ألف عام ..
عشت أحلم أن أري امرأة..
تعربد في كياني .. كالزلازل..
وتطير في بستان عمري كالفراشة..
عندما تغفو علي صدر الجداول..
ابني لها عشا علي العينين..
أسكنها ضلوع القلب ..
تكبر في عيوني كالسنابل..
وأعود عصفورا أغني الحب..
لحنا للحيارى..
أكسر القضبان حولي .. والسلاسل..
الآن يا عمري ..
دعيني كي أنام علي جفونك ساعة..
إني أري خلف الجدار ..
فحيح جلاد .. وقاتل..

(فاروق جويدة)

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

الرابع والعشرون من فبراير عام 2020..

الثالثة صباحًا..

استيقظ وهو يفتح عينيه ليجد أنه لا يزال معانقًا اياها فرفع نظره إليها وارتسمت ابتسامة على شفتاه لم يكن يُدرك أن مشاعره هي التي تحكمت به وجعلته يفعلها.. 

ابتلع وهو يحاول أن يُنحي احساسه بالظمأ جانبًا وتفقدها بعينتين مُسبلتين.. نظرة عشق لم ينظر بها قبلًا لأي إمرأة ولا حتى لها هي نفسها.. ليته كان يرى نفسه.. لو يعلم كيف يبدو الآن لطاحت كل افكاره بالإنتقام وكان استسلم لها بكامل قواه ولكن ذلك الجزء القاتم بداخله لن يتركه ليفعلها!

تمعن في ملامحها أكثر وهو يتذكر تلك الأوقات التي تشاركاها يوم أمس، ذلك الفيلم، تلك العناقات واللمسات بينهما، مجرد تلك الحميمية لم يشاطرها سواها.. كان يظن أن الأمر سيكون هين، ولكنه كره أن بكل ما فيه من قدرات على الإنتقام وما فعله بها وبعد كل ما يعلمه عنها.. هو ببساطة يستمتع بوجوده بالقرب منها أيًا كان ما يفعلاه! 

ابتلع من جديد في مشقة وامتعضت ملامحه وهو يعقد حاجباه مُذكرًا نفسه أن هذا لن يدوم وأن ما يفعله هو مجرد خدعة أكبر من خدعتها لأن ليس هناك من يقوم بخداع "شهاب الدمنهوري" وينجو بفعلته.. وخصوصًا إمرأة!

على الأقل عليها أن تتذوق من نفس الكأس الخادعة!

تنهد في إنفعال ونهض في هدوء ليتوجه عاريًا وشرب بعض المياة وهو يُفكر أن بالطبع قد تمت حادثة "سليم" وعندما يتفقد الأخبار إمّا سيجده ميتًا وهذا ما يتمناه وإمّا سيعرف أنه تعرض إلي حادث مروع.. عمومًا سيحاول قتله من جديد أو قتل احدى أفراد عائلته.. على كلٍ هم كثيرون وهناك العديد سواه.. مجرد معرفة أن "بدر الدين" يحترق قلبه على ذلك الفتى المغرور أو احد آخر من عائلته سيجعله في حالة من السعادة والنشوة لا مثيل لها!

يعلم أن "كلوديا" تنتظر منه مكالمة أخرى، ويعلم أن لديه العديد من الأشياء ولكنه عليه الإستفاقة أولًا.. لم يكترث بتواجده عاريًا بالمطبخ ثم صنع بعض القهوة وأمسك بالكوب ليعود من جديد لغرفتهما وتوجه نحو الحمام وشرع في الإستحمام ولكنه لم يلاحظ بعد كيف أنها تشعر بالقلق من أقل صوت يحدث بجانبها.. 

نهضت في هدوء شديد وهي تستمع لخرير المياة المنبعث من الحمام الملحق بالغرفة وارتسمت ابتسامة على شفتاها وعلمت أنه يتواجد هناك فلحقت به ثم وجدته يضع كوب القهوة الذي لا يزال تنبعث منه السخونة على تلك المنطقة الرخامية التي تحاوط المغسل وتفقدته بعسليتان لعوبتان فوجدت بداخل كابينة الإستحمام فأقتربت منها لتباغته بصوت هادئ:

- صباح الخير ..

التفت متعجبًا وهو يرفع شعره للأعلى أسفل المياة الدافئة وتفقدها ليجدها واقفة مستندة بجسدها العاري على حافة تلك الكابينة بطريقة مغرية للغاية وقد أدرك أنها تعي جيدًا كيف تستخدم مفاتنها لتقوم بإغراءه ليبتسم لها في مكر:

- صباح النور..

نفخت في الكوب ثم ارتشفت منه لتصدر صوتًا يُعبر عن سخونتها بطريقة أنثوية مليئة بالدلال ليلعن داخل نفسه بينما همست هي وهي تمرر لسانها على شفتاها: 

- لسه سخنة اوي! 

تابعها ببنيتاه وهي تضع الكوب بعيدًا ثم استدارت وأقبلت نحوه وهي تخطو بمنتهى الأنوثة والجرأة واقتربت منه للغاية وهي تحيط عنقه ثم قبلته قٌبلة ناعمة للغاية متأنية تريثت بها بطريقة جعلته مجبورًا أن يحيط خصرها ويرغب في المزيد.. 

فصلت قبلتيهما ثم أغلقت عينيها واستندت بجبهتها على متفه في استمتاع بتلك المياة الساخنة ثم همست بأذنه:

- يوم ما كنت عندك في البيت.. أول مرة أشوف حازم.. اليوم ده المطرة مطرت علينا.. قولتلي يومها إنك خايف ابعد عنك.. بس شكلي كده أنا اللي كنت خايفة تبعد عني! 

جذبت جسده لها أكثر وتنهدت واعتصرت عينيها وأكملت حديثها الهامس له:

- كنت زي العبيطة عمالة احبك وأنا مش حاسة.. نسيت كل حاجة.. كل اللي اتفقت عليه مع بدر الدين، كل اللي اتعلمته، كان نفسي يومها احضنك واطمنك واقولك عمري ما هبعد! 

رفعت عسليتيها إلي بُنيتيه ولم يعد يفصل بينهما سوى تلك المياة التي تنهمر عليهما ورمقته في صدق وعشق تملكها لتأتي نبرتها متوسلة:

- أنا كان نفسي اساعدك من البداية، كان نفسي ارجع شاطرة في شغلي.. بس مش عارفة يا شهاب كل ما كنت بقرب منك كنت بحبك اوي، لدرجة خلتني اقول طز في كل حاجة! 

مبقاش حتى فارق معايا لا اللي درسته ولا هبة ولا اني اعالجك.. مكنتش عايزة غير اكون موجودة جنبك كل يوم.. ولما كنا بنبعد كنت ببقى مضايقة زي..

ضيقت ما بين حاجبيها وهي تبحث عن الكلمات الصائبة بينما تفقدها هو في حالة من الحيرة والغيظ المصحوبة بالتشتت بين ما يشعر به الآن وبين كذبتها التي تمادت بها طوال الأشهر الماضية وتابعت هي في همس متوسل:

- زي ما أكون عايزة أي حجة علشان اكون بيها جنبك وخلاص.. أنا بقيت بكره الثواني اللي بنبعد فيها عن بعض.. اوعدني يا شهاب اننا مش هنبعد عن بعض ابدًا.. اوعدني إن جوازنا هينجح وهنعيش مبسوطين.. علشان خاطري! 

تفقدها بمزيد من الحيرة ورمقت ببنيتيه إنزعاج لم تعلم ما سببه ثم نظر لها في غضب شديد ليهمس لها في ثبات:

- أوعدك..

لم تمر ثانية واحدة حتى أمسك برأسها بأحدى يداه في قوة شديدة وتلاقت شفتاهما في قبلة عميقة قاسية لم تتلاقاها منه قبل ووجدت نفسها تتجاوب معه في تلك القبلة ولم تكترث بدفعه اياها إلي أن ارتطمت بالحائط الرخامي خلفها وبادلته قسوته بقسوة لمساتها التي شاركت بها أظافرها وهي تخدش عنقه لتجده يطلق زمجره في حنق بين قبلتيهما ففرقها ليبتعد عنها في لهاث وحدثها بين أسنانه المُطبقة في رغبة هائلة:

- أنا.. أنا عمري ما عملت كل اللي بعمله معاكي ده مع واحدة تانية و..

تريث هنيهة وهو يلهث ناظرًا لها بملامح مشدودة بينما نظرت له هي الأخرى في تعجب لاهثة مثله ليُكمل في صعوبة:

- اول مرة اجبرت غادة وبعدين لقتني بغصب الستات ولما جربت مع كلوديا عرفت يعني ايه سادية وادوات واجهزة وربط بس عمري ما اتبسطت بالحاجات دي ومش عارف لو.. 

توقف من تلقاء نفسه عن إكمال كلماته وضيقت هي ما بين حاجبيها في تساؤل اتضح بمُقلتيها ليحمحم وهو يحدق ملامحها ثم انخفضت عينيه في جرأة على جسها واشتدت كلتا يداه الممسكة برأسها وخصرها في آن واحد ليُهمس بنبرة خافتة تحمل في طياتها الكثير:

- عايز .. اجرب.. عايز اجرب اربطك يا فيروز!

قست ملامحه بنظرات صارخة بالرغبة والإثارة وظل يرمقها في انتظار ليستمع منها لما ستقوله بشأن ذلك.. لن يترك لها الفرصة أن تتحكم هي بكل ما تريده.. لو بدأ في ذلك ربما سيستطيع لاحقًا العودة لما عهد عليه نفسه مع النساء ولكن ما فاجئه هو أنها أومأت بالموافقة وجذبته في قبلة عنيفة وقبل أن يبادلها ابتعدت عنه ثم همست به:

- موافقة.. بس على شرط!! انت كمان هتتربط!

وقع في حالة من الذهول الشديد وهو ينظر لها وتصاعدت عقدة حاجباه ليخبرها مصدومًا:

- ايه!! أنا مـ..

قاطعته وهي تنظر له في رغبة لتهمس له:

- هششش.. هنتبسط اوي يا شهوبتي

ابتسمت له في مكر ثم جذبته خارج كابينة الإستحمام وهما يتجها للخارج والتفتت له لتسأله:

- عايز نكون هنا في الأوضة ولا في حتة تانية؟!

توقف كالمصدوم ليحمحم وهو يرمقها في عدم تصديق وجذب يده من بين يديها في غِلظة واقترب لها وهو يدفعها في عنف إلي الجدار خلفها ونظر لها بحدقتين ظن أنهما تنهمرا بالقسوة وحدثها بلهجة آمرة:

- ارفعي ايدك الأول فوق راسك! 

تريثت للغاية وهي ترفع كلتا يداها لتسبب حالة من إهاجة شديدة له وكأنها بكل ما يبدر منها تصمم على إشعال تلك الرغبة بداخله وبكل انوثتها التي تبرع في استخدامها تجعله في النهاية فريسة لهيمنتها عليه بكل الطرق بالرغم من قبولها لكل ما يريده!! 

لن يُنكر أنها كانت أفضل مرة لهما سويًا، أول مرة يستمتع بشدة بتلك الأشياء، وكأنه يغوص في محيط من اللذة واكتشاف معانٍ جديدة لتمتع بجسد إمرأة.. لماذا لم يفعل هذا من قبل مع سواها؟ ولماذا هي تحديدًا دون بقية النساء من استطاع أن يُشاركها ذلك؟ لماذا الوحيدة التي برعت في خداعه وتوغلت داخل تلك القتامة بداخله هي من يُمكنها فقط أن تمتعه بتلك الطريقة؟

يشعر بتناغم شديد معها، تلك التآوهات منها تُسلب عقله، وكل تحركاتها أسفله بدءًا من المداعبات إلي وصولها لرجفتها تجعله كالمشتت التائه بين إرادة المزيد وبين رغبته الدفينة في إيذاءها ولكنه لا يدري لماذا لا يستطيع التحكم في نفسه أمامها!

لهثت كمن انتهت للتو من سباق مارثون دام لسنوات ثم صاحت به:

- شيبو.. دوري.. فكني!

رمقها وهو معتليها في ذهول، كل ما فعله بها طوال ذلك الوقت لم يُنسها ما أرادته منذ البداية لتهمس به في دلال حطمه:

- يالا.. فكني!

ابتلع في تردد وامتدت يديه لتحررها من ذلك الرباط القماشي لتدفعه في قوة إلي أن اصطدم بالسرير واعتلته هي ونظرت له في ثقة شديدة رافعة احدى حاجبيها في تحدي ثم أخبرته: 

- ارفع ايدك فوق راسك! 

تريث لبرهة وهو يتفقدها بأنفاس متسارعة ثم أومأ لها في انكار وهمس في رفض قاطع:

- فيروز! بلاش.. أنا مش هـ..

قاطعته بقبلة طويلة لم تتفارق شفاههما بها وجعلته يتناسى ما تريد فعله ولمساتها التي تنقلت على جسده جعلته يتشتت أكثر إلي أن وجد نفسه مُقيدًا بالسرير فوقه ليلعن داخل نفسه وابتسمت له في انتصار بعد أن ابتعدت لتمرر القليل من الهواء لرئيتيها وهمست أمام شفتاه وهي تتلمسها بسبابتها:

- احنا اتفقنا إنك هتتربط! 

لم تبالغ معه، لم تكن مجرد إمرأة سادية، لم تعامله بتحكم أو بإجبار.. كل ما أرادته وقصدته أن تُعلمه أن هناك أمرًا آخر سوى الإغتصاب والأذى والعنف والإرغام.. أن هناك متعة بين الرجل وزوجته في ود ومحبة.. كل لمسة منها إليه نقلت خلالها ذلك العشق الذي تُكنه له.. 

أخبرته بروحها المرحة ودلالها وأنوثتها أنهما سويًا يستطيعان فعل كل شيء دون قهر أو إذلال طرف للآخر.. خلال كل ذلك الوقت الذي قضياه، وبالرغم من عدم إنعدام العنف اللذيذ بينهما وتجربة أن يتحكم كلًا منهما بالآخر، تمنت بداخلها أنه ربما يبدأ في تبني بعضًا من الأفكار الصحية السليمة بأن المتعة بكل طرقها وأساليبها لا تتم ولا تُقبل سوى بمزيج من الرغبة والمشاعر وتلبية كل طرف لما يُريده الآخر في تبادل وود واحترام ورضاء تام! 

لهثا كلاهما عند الإنتهاء ثم حررت يداه ولا تزال معتلية جسه لتقترب وضمته إليها ثم همست به: 

- عرفت يا شيبو يا حبيبي إنه مش بالعافية ولا نقول تاني؟ 

ابعدها قليلًا وهو ينظر لها في قلة حيلة متنهدًا:

- ده احنا هنقول تاني وتالت ورابع للصبح! 

رمقته في جدية شديدة ثم حدثته في صدق بنبرة متوسلة:

- أنا عايزة نكون مبسوطين.. لو عايزني اتشقلب هتشقلب.. بس بالإتفاق يا شهاب!

زفر بعمق ثم أومأ لها وهو يتشتت بالحيرة داخله ولكنه قد سأم تلك الحالة التي يغرق بها بين إرادته بالإنتقام منها وبين رغبته في التمسك بكل ما هما عليه على الأقل للمزيد من الأيام! 

لتحترق "كلوديا" وليتعفن "بدر الدين" وليشتعل العالم.. هو لا يُريد سوى التنعم بالمزيد من اللحظات معها وبكل ما يحيا به.. فقط لبعض الوقت قبل أن يترك ذلك القاتل وتلك القتامة أن تسيطرا على كلاهما.. 

توسعت ابتسامته لها ثم همس بها:

- أنا هموت من الجوع..

صدحت بضحكتها التي يعشق صداها وما تُخلفه من رنات مُفرحة حولهما ثم حدثته:

- وأنا كمان.. هنقضي على بعض كده لو مكلناش!

نهضت وهي تُمسك بقميصه المنزلي منذ الليلة الماضية لترتديه وأمسكت بالجهاز اللوحي الذي تستطيع التحكم به في درجة حرارة المنزل ليُصبح الجو دافئًا قليلًا ثم جذبت يده وحدثته بإبتسامة:

- يالا علشان نفطر! أنا اللي عليا الفطار النهاردة! 

أومأ لها وهو يُمسك بسرواله الداخلي ونهض ثم ارتداه ليُحدثها:

- وأنا عندي كام روزي علشان مدلعهاش واعملها كل حاجة بنفسي..

التفتت وهي تنظر له في عشق وقبلت وجنه ليتجها سويًا لصنع الطعام بينما بداخله قد قرر أن يستمتع بكل تلك الأيام المُقبلة..

لن يُضيع هذه الفرصة في أن يأخذ المزيد من أيام الهُدنة قبل انتقامه منها.. فكل ما تفعله يُذكره بتلك الحياة التي أرادها يومًا ما.. 

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

الأول من مارس عام 2020.. 

الثامنة صباحًا..

وقف يرتشف قهوته في سكون وهو يُفكر بكل ما مر عليهما بتلك الأيام الماضية.. كان عليه التمتع بكل ما فيها.. كان الحل الوحيد له أن يتنازل عن فكرة الإنتقام.. هو لم يستطع المقاومة فكان عليه أن يستمتع!

منذ أن أصبح أمر ما حدث إلي "سليم" واضحا لكلاهما وكالعادة تظاهر بالذهول واتفقا أن يذهبا لزيارته بالمشفى، ومنذ أن تحدثا ليلة أمس بأن يجب عليهما الذهاب إلي أُسرتها لتناول الطعام معهما اليوم، ومنذ أن عادا للحياة الواقعية الكريهة علم أنه هو الآخر يجب عليه العودة من أرض الأحلام ليبدأ فيما أراد أن يفعله منذ البداية!! 

شعر بها تعانق ظهره وهي تتلمس صدره بكفيها وأراحت وجنتها عليه ثم صاحت بقليل من الحزن:

- مش عايزة ننزل النهاردة! بس لازم!!

التفت إليها وهو يقبل وجنتها بعمق وحدثها ممازحًا:

- البطل خلاص مش هيتبسط لما يشوف بابا وماما وفريدة..

تفقدته بعسليتان صافيتان ثم حدثته:

- هتبسط بس.. بس كنت مبسوطة كده وانا حاسة اننا معزولين عن العالم والدنيا كلها..

همهم في تفهم ثم ضيق عينيه في خبث وقال:

- مكناش معزولين اوي.. كنا بنفسح برضو.. شوية في الحمام وشوية في الـ gym.. ومرتين في المكتب.. وتلاتة في حمام السباحة و..

ضحكت وهي تقاطعه:

- خلاص خلاص فاكرة! 

أطرق برأسه للخلف وهو يتفقدها في تساؤل ثم همس متعجبًا:

- آه.. انتي هيوحشك طول اليوم التحرش اللي مش بريء.. أنا مستعد نلغي كل حاجة ونفضل في البيت ومنخرجش..

تنهدت وهي تهز كتفيها في تلقائية وحدثته في جدية:

- مش هاينفع، لازم على الأقل نزور سليم بعد موضوع الحادثة ده، كمان أنا بصراحة هبة وحشتني جدًا وعايزة كمان اشتري حاجات والجلسة بتاعتي والجلسة بتاعتك وحتى الـ laser session مكنتش لاقيلها معاد قبل الفرح!! وأنا اتكروت كده في كام يوم وملحقتش اعمل حاجة خالص!

اقترب منها ليهمس بأذنها:

- اتكروتي!! ده أنا مظبطك كل شوية! 

صدحت ضحكتها ثم قبلته على وجنه ونظرت له لتقول: 

- عارفة عارفة! وطول ما انت تظبطني انا اظبطك ومفيهاش أي مُشكلة بس نخلص اللي عندنا ونسهر للصبح..

همهم لها واختلفت ملامحه المرحة وعقد حاجباه ثم قال:

- أنا مكنتش عايز اضايقك بس فيه كام موضوع كده عندي في ايطاليا.. هنسافر كمان يومين..

قلبت شفتاها وحدثته في عفوية وهي تمرر أناملها على ذقنه النامية:

- وهتضايق ليه؟ ما نسافر

زفر في عمق وهو يتفحصها ثم أومأ لها وابتسم بعدها بإقتضاب وفجأة عانقها بقوة شديدة وكأنه لم يرها منذ سنوات وبعد دقائق تحدث لها أخيرًا:

-  يالا ادخلي غيري هدومك علشان نلحق نخلص اللي ورانا

أومأت له وابتسمت بينما لم يبادلها وتصنع انشغاله بهاتفه لتذهب هي حتى تبدل ملابسها ولم تكن تعلم أن ذلك العناق كان عناق وداع منه يودع خلاله تلك الأيام السابقة بتلك الحياة الخيالية ذات الأحلام الوردية مع المرأة التي عشقها ومع ذلك الرجل الذي ود أن يكونه ليستقبل بداخله ذلك الرجل بروحه القاتمة الذي لن يتخلى عنه طيلة الأيام المُقبلة عليهما سويًا..

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

الثانية عشر ظهرًا..

دلف كلاهما السيارة وهي تشعر بالتخبط الشديد.. رؤيتها لملامح "زينة" الباهتة في حزن هائل هي و "بدر الدين" بسبب تلك الغيبوبة التي دخل بها "سليم" ولا يعرف أحد متى سيستيقظ منها.. 

شعرت بالحزن لأجلها للغاية خصوصًا وأنها لابد لها من السعادة وهي تنتظر مولودها الأول.. كم تمنت أنها لن تكون أبدًا بنفس ذلك الموقف الذي تواجهه "زينة"..زوجها بغيبوبة وأخيها لا يزال يُعاني بسبب ذلك الحادث.. لقد مر عليها الأصعب من ذلك ولكنها في نفس الوقت لا تريد لأي إمرأة الشعور بالحزن على زوجها أو وليدها أبدًا.. 

شردت كذلك بتلك الطريقة التي عامل بها "شهاب" الجميع.. لم تكن تظن أن تلك المشاعر بينهما ستُغيره للغاية حتى يُصبح متسامحًا مع الجميع بل ويود المساعدة كذلك.. لقد بات مُختلفًا للغاية.. هل حقًا كل شيء اختلف هكذا لمجرد العشق؟! 

التفت لينظر لها في استغراب ثم حدثها في جمود متسائلًا:

- مالك سرحانة في ايه؟

تنهدت بعمق ثم اجابته:

- مفيش.. زعلانة اوي على زينة واللي بيحصلها.. الموقف ده صعب اوي.. اخوها شكله مبهدل وجوزها في غيبوبة.. حاجة صعبة اوي على اي واحدة حامل

أومأ في عدم اكتراث ثم اجابها بإقتضاب:

- بكرة يبقوا كويسين.. 

رمقته بنظرة جانبية وتعجبت من جموده ثم سألته في استغراب:

- وبتقولها كده ليه؟

لمحها بطرف عينيه ومط شفتاه في امتعاض ثم أردف:

- مفيش.. دماغي بس مشغولة بكام حاجة كده.. عندي شغل كتير بعد الاجازة الطويلة دي..

أومأت في تفهم وتلمست يده في رفق وهمست له بإبتسامة:

- ممكن نخلص الجلسات وبعدين نروح نتغدا عند بابا وماما ونص ساعة بعدها ونروح لو حابب تخلص الشغل!

همهم لها بالموافقة ولكن دون أن يُطنب بالمزيد لتتعجب من اختلافه معها وجموده الذي لم تعتاده الأيام الماضية ولكنها ظنت أنه ربما قد يكون منشغلًا بالفعل وكذلك ربما تلقى واحدًا من تلك المكالمات التي لا تنتهي عندما ذهبت هي لإنهاء جلستها بمركز العناية الذي اعتادت أن تذهب له!

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

الرابعة عصرًا.. 

منزل أُسرة فيروز..

همس لها على مقربة كي لا يستمع اليهما أحد:

- متعمليش سكالوب تاني.. بصراحة كلته بالعافية.. كان وحش اوي ومرضتش اقرف الناس واقوم ارجع! 

رمقته في صدمة هائلة ثم توجهت نحو المطبخ ووضعت تلك الصحون بمغسلة المطبخ وهي تُفكر مرارًا فيما اخبرها بينما نظرت لها "هبة" بإبتسامة وهي تتفقدها وأمسكت بيدها فهي بالكاد استطاعت الإنفراد بها منذ أن اجتمعوا على مائدة الطعام ثم سألتها في جدية:

- بجد انتي مبسوطة ولا بتلهيني وخلاص؟

أومأت لها في انكار وابتسمت لها بمصداقية ثم اجابتها:

- والله العظيم كويسة ومبسوطة واوي كمان

همهمت لها في تفهم ثم سألتها من جديد: 

- طيب وموضوع العلاقة نفسها، الدنيا تمام؟

توسعت ابتسامتها بقليل من الخجل ثم اجابتها:

- ده تمام التمام! كله زي الفل.. ومتقلقيش مفيش حاجة من الحاجات اللي كنا اتكلمنا فيها زمان، محتاج يتوجه للعلاقات الصح بس علشان عمره ما جربها!

تنهدت بعمق ثم أومأت لها في تفهم وحدثتها في حنان شديد: 

- ربنا يسعدك يا حبيبتي.. مين كان يصدق إنك تبقي مرات أخويا الشرير ده! 

تشاركتا الضحك سويًا للتحدث "فيروز" بنبرة لا تزال تحمل آثار الضحك:

- لا والله مش شرير.. شهاب عانى جامد في حياته.. فيه حاجات صدقيني متعرفيهاش عنه بس اتبهدل.. مش هاقدر اقولك بالظبط ايه اللي حصل بس كفاية عليه ان باباه كان هو السبب في إن طنط آمال بعدت عنه وقاله كلام عنها غلط خالص! 

على الأقل من حقه فرصة تانية في الحياة ما دام فعلًا بيحاول وهو اهو بيحاول واحدة واحدة وكل حاجة هتبقى تمام صدقيني..

حملت نبرتها الآسى بعد أن تخلت عن تلك الضحكة لتزفر "هبة" في عمق ثم أومأت لها وحدثتها في مصداقية:

- أنا كنت خايفة عليكي معاه مش اكتر.. وبرضو كل حاجة حصلت بسرعة، يعني ممكن يطلع منه تصرفات أو يـ..

قاطعتها مسرعة لتوقف تلك التخيلات بداخل عقلها:

- هو بس شوية غيرة مرضية كده من ماهر بس دايمًا بطنشها والموضوع بيعدي

هزت كتفيها في تلقائية ثم ردت قائلة:

- أنا بصراحة من يوم الحادثة وأنا شايفاه بيتغير مش هاكدب عليكي.. حتى احنا بقينا كويسين.. الحمد لله انه كمان اخد موضوع بدر الدين ده بهدوء.. وربنا يسعدكوا!! 

أنا هطلع الشاي وانتي هاتي الـ cake وحصليني يالا علشان نلحق القاعدة من اولها.. 

أومأت لها في تفهم بينما غادرت "هبة" للخارج وشردت "فيروز" قليلًا بأمر "بدر الدين" وردود افعاله ولم تمر دقيقة حتى آتى "هاشم" وهو يضع بعضًا من أدوات المائدة جانبًا ليُخرجها من شرودها عندما تحدث قائلًا:

- بقيتي مرات اخويا رسمي اهو.. مش هينوبني من الحب جانب بقى واحصلكوا أنا وفريدة؟! 

التفتت وهي تضحك له ثم اجابته في مزاح:

- عندك فريدة اهى روح اقنعها واتجوزها.. اخوك عرف يقنعني .. أنت وشطارتك معاها! 

رفع حاجباه وأخفضهما بنظرة اعجاب شديدة ثم اخبرها:

- ده شهاب فظيع في موضوع الإقناع ده.. نبقى في meeting فجأة كله يقوله آمين وحاضر 

ابتسمت له بإقتضاب ثم حدثته في جدية:

- اتعلم بس حتة الإقناع في الشغل.. غير كده منصحكش.. خد الـ cake ده وديه برا

نظر لها ممازحًا وضيق عينيه ليسألها وهو يتناول منها الصحن:

- اوبااا.. اقفش بقى.. بقيتي الحكومة اللي تعرف البلاوي ولا ايه؟

قهقهت بضحكتها بينما أقبل "شهاب" وهو يدخل المطبخ ليجدهما متقاربان و "هاشم" يُمسك بالصحن من يدها لتحمل ملامحه وجوم هائل وهو ينظر إليها بإتهام شديد لم تجده على وجهه من قبل ليقطع اخيه تلك اللحظة من الصمت قائلًا: 

- طيب انا هاودي الـ cake وانتوا متتأخروش بقى علشان نقعد مع بعض شوية.. 

ابتسم لهما ليقابله "شهاب" بإبتسامة لم تلامس عينيه وغادر الأول ليرمقها بنظرة جامدة وحدثها بلهجة ثابتة خالية من المشاعر وهو ينظر لها في غضب:

- تعالي ورايا على اوضتك! 

التفت وغادرها وادعى الإنشغال بمكالمة هاتفية ولحقت به وهي لا تدري ما الذي يحدث منذ أن كانا بالسيارة تحديدًا عندما غادرا المشفى ولكنها ارادت ما الذي يحدث معه فتبعته وأغلقت الباب خلفها ثم التفتت نحوه وهمست في تساؤل وهي تقترب منه:

- مالك يا حبيبي فيه إيه؟

كادت أن تتلمس وجهه في حنان بأناملها وهي تبتسم له ليلاقيها بصفعة شديدة مباغتة حتى أن ثباتها اهتز وكادت أن تسقط لتنظر له في صدمة بينما لهث في غضب شديد وحدثها بين أسنانه الملتحمة وهو يرمقها بطريقة جعلتها تظن أنها فعلت شيئًا خاطئًا:

- فاكراني مش راجل زي اللي كنتي متجوزاه علشان وقفتك وضحكتك دي مع هاشم لواحدكوا!

انفرج ثغرها في صدمة هائلة وصاحت به:

- انت اتجننت! ده أخوك يا شهاب.. 

أقترب منها وهو يجذب شعرها في فسوة وكمم فمها بيده كي يمنعها عن الحديث ثم همس وهو ينظر لها في صلابة بينما اتسعت عينيها في مزيد من الصدمة:

- صوتك ميعلاش عليه بدل ما ابهدلك.. بتسلمي على الرجالة بإيديكي عادي شوية بدر الدين وشوية هاشم وهزار وضحك ومسخرة!! 

حدقها بنظرة جعلتها تبتلع ثم حدثها بخفوت مُرعب آمرًا اياها:

- من هنا ورايح متسلميش على اي واحد بإيديكي.. وانتي وهاشم لو لقيتكوا سوا تاني لواحدكوا هضربك قدامهم! وشعرك ده!

جذب شعرها أكثر حتى انعكست تآوهاتها على كف يده الذي يتلمس فمها ثم همس من جديد في إصرار:

- محدش يشوفوا تاني ومن النهاردة هتتحجبي! شوفي اي زفت حطيه على راسك.. هنخرج من هنا قدامهم وتقوليلهم انك اتحجبتي وكنت عملاها مفاجأة والهبل ده وبعدين هنتحجج اننا ورانا معاد ومفيش دقيقتين نسلم ونمشي..

ولو عايزة تتبهدلي بجد وامسح بكرامتك الأرض قدامهم ابقى اسمعلك كلمة!! اخلصي.. 

دفعها في عنف ليختل توازنها ولا تزال الصدمة تملؤها بينما شعرت بالغضب يسري بدمائها لتلتفت باحثة عنه وتوجهت نحوه وهي تحدثه في هدوء:

- أنا مش عايزة أهـ..

أوقفها عن الحديث بصفعة أخرى ورفع احدى حاجباه بينما تحولت ملامحه ليبدو كأحدى المجرمين وهمس بها في تحذير:

- وانتي فاكراني هاسمحلك إنك تعوزي أو متعوزيش.. شوفي أي قرف تحطيه على شعرك ومستنيكي برا.. وإياكي اسمع انك قولتيلهم كلمة ولا عرفتيهم حاجة وإلا هبهدلك انتي واهلك! 

رمقها بإحتقارثم توجه للخارج وفي ثوانٍ ابتسم للجميع بمنتهى الدبلوماسية الشديدة وجلس بالقرب منهم وقال:

- معلش كان معايا مكالمة مهمة!!

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

جلست بالمقعد الجانبي للسيارة وهو يقودها بمنتهى الجنون ومقلتاها متحجرتان أمامها في نظرة مطولة لم تتلاقى اهدابها بها وهي تبتلع بمرارة بين الحين والآخر ولم تنظر له ولو مرة واحدة منذ مغادرتهما منزل والديها..

غرقت في افكارها، ألهذا الحد هو أعمى بغيرة مرضية شديدة أم ماذا؟ رجل من عمر ابيها واخيه؟ أيمزح معها أم ماذا؟ وهل حقًا ظن أنه سيتحكم بها وتصل به الدرجة أن يُجبرها على شيء؟ 

ليس من حقه أبدًا وهي لم تكذب عليه بشأن كونها لا ترتدي الحجاب! ما الذي يحدث لكل ما فعله؟ لا تبتاع حرفًا من تلك التراهات التي تفوه بها عندما كانا بغرفتها في منزل والديها.. لابد وأن هناك أمرًا آخر!!

أخذت تتذكر كل ما مر عليهما اليوم وتراجع تصرفاتها لتجد أنها لم تُخطأ في شيء.. يا لها من ساذجة.. احدى اساليب مرضه أن يجعلها ترتاب بشأن أفعالها ويجعلها تشعر أنها هي من أخطأت بينما كل ما يريده هو فقط إيذاءها!!

لقد تحملت لأجل سبب واحد.. أنهما بمنزل والديها ولم ترد أن تفتعل جدال ونزاع أمام الجميع.. بعد كل ما فعله تشعر بالخوف لأجله ولأجل زواجهما وعشقهما.. لم تود أن تتلقى صفعة من صفعات الفشل الهائل بعد مرور عدة أيام فحسب.. رفض عقلها الذي يعتاد الإنكار بأن يُصدق أن من تزوجته لن يتغير بسهولة أبدًا!!

ولكنها لن تصمت.. لن تتهاون في حق نفسها وتبدو كالخائبة أمامه.. عليه أن يعرف جيدًا أنها لن تقبل هذا وإن لم يكن بطريقتها التي اتبعتها معه بالأيام الماضية ليكن بطريقته هو إذن!

عقدت ذراعيها وهي لا تصدق أنها ارتدت الحجاب كي لا تستفز المزيد من غضبه وأخذت الأفكار تلوح برأسها في غضب جم لتتأكد من فعلتها التي ستواجهه بها وانتظرت بفارغ الصبر أن يعودا لمنزلهما..

مرت تلك الدقائق عليها كسنوات لا نهاية لها ومجرد أنفاسه ورائحة عطره التي تحيطها في ذلك الصمت الشديد جعلاها تشعر بالإختناق الهائل وودت أن تتخلص من تواجده بجانبها بأي شكل من الأشكال.. 

أوقف السيارة في هرجلة وترجل منها بالمرأب التابع لمنزلهما ودلف للداخل وتبعته هي في منتهى الغضب ثم صاحت به:

- شهاب!! 

التفت إليها وكاد أن يتفوه بالمزيد من تلك الكلمات القاسية ظنًا منه أنه يتحكم ويسيطر على الموقف بأكمله ولكنها باغتته بصفعة قوية لم يكن ليتخيل أن يتلاقاها منها أبدًا..

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

#يُتبع . . . 

معلش الفصل صغير شوية النهاردة..

59 يوم الخميس الموافق 21 - 1 - 2021 الساعة التاسعة مساءًا على مدونة رواية وحكاية وسيتم نشر نفس الفصل بعدها بأربعة وعشرين ساعة على الواتباد

60 يوم الأحد الموافق 24 - 1 - 2021 الساعة التاسعة مساءًا على مدونة رواية وحكاية وسيتم نشر نفس الفصل بعدها بأربعة وعشرين ساعة على الواتباد

61 يوم الثلاثاء الموافق 26 - 1 - 2021 الساعة التاسعة مساءًا على مدونة رواية وحكاية وسيتم نشر نفس الفصل بعدها بأربعة وعشرين ساعة على الواتباد

62 يوم الخميس الموافق 28 - 1 - 2021 الساعة التاسعة مساءًا على مدونة رواية وحكاية وسيتم نشر نفس الفصل بعدها بأربعة وعشرين ساعة على الواتباد

63 يوم الأحد الموافق 31 - 1 - 2021 الساعة التاسعة مساءًا على مدونة رواية وحكاية وسيتم نشر نفس الفصل بعدها بأربعة وعشرين ساعة على الواتباد

في شهر اتنين هاخد اجازة هاخدلي كام يوم افصل فيهم علشان أنا مش إنسان آلي وربنا .. ووالله ما شايلة الأجزاء ولا بحتفظ بيها.. أنا بكتب وبنشر على طول.. بس لسه مش عارفة الاجازة هتكون امتى بالظبط..

دمتم بخير