-->

الفصل الخامس عشر - مملكة الذئاب Black



الفصل الخامس عشر


نبدأ بسم الله 


لم لا تتركينى وترحلين بعيدا قالها وكأنه أبسط شئ فى الوجود... 

نظرت له وقالت بهدواء: وكيف أرحل وأنا جزء منك وأنت جزء منى... 

تجعد ما بين حاجبيه كرها لحديثها ... فأكملت: ماذا ألا تعجبك الفكره... ثم تنهدت وهى تكمل ولكنها واقع... أنت لست سوى غلاف وأنا الروح التى تختبأ خلف هذا الغلاف... لهذا لا تتمنى شئ يعد ضربا من ضروب المستحيل يا صغيرى.... 

هنا ضحك ساخرا وهو يحرك راسه يمين ويسار... وقال: أجل صدقتى.... ولكن أتقصدين بروحك تلك الروح الممزقه المليئه بالجروح والإنكسارات... 

ثم نظر لها بحده وهو يكمل... لولا وجودى لما أصبحتى ما أنتى عليه اليوم...ثم أشار حوله مكملا ولكان الجميع مازال ينهش بكى كما الماضى... أم نسيتى الماضى يا صغيره خاتما كلامه بسخريه.... 

هنا إتسعت حدقتها وهى تنظر لها بنفس مضطرب ولم تقم بالرد عليه... وكأنه تلومه على كلامه المؤلم والذى لم يكن بيديها تغييره.... 

توترت نظراته ثم تحولت نظراته لكره وهو يبعد أنظاره عنها... وقال: أترى هذا ما أنتى عليه لمجرد ذكر ما حدث يظهر خوفك الذى أمقته... لهذا أنا المتحكم هنا سابين وليس أنتى ... 

سابين&ساب

❈-❈-❈







أريدك أن تعلم يا صديقى.. أن الغضب يعمى صاحبه عن رؤيه الواقع وحينها يقع فى الخطأ... وللأسف هذا ما حدث ل ساب لأول مره لا ينظر لنسبه نجاته فى قتال ما... حيث كان كل تركيزه منصب على كيف سيقوم برد الصاع صاعين لهذا الملك المتابهى الذى أمامه... 

ولهذا أعماه غضبه وظل يتذكر كل ما فعله هذا المتسلط به... منذ أن وقعت عيناه عليه... ولهذا وجدها فرصه لن تتكرر لكى يرد له ما فعله به....وإن كان عن طريق قتاله...

كان الصراع الذى دار داخل ساب فى محاوله الهدواء وعدم إظهار غضبه... واضح للواقف أمامه... مما جعل إبتسامه مستفزه ترتسم على شفتاه ليزيد من غضب ساب ...

وبالفعل بدأ القتال دون قواعد أو وضع سبب لكى يتوقف القتال إذا أصيب أحدهم... بل بدأ وكلاهما يلعب لسبب ف نفسه يريد الوصول إليه... 

كان ساب رغم قصر قامته إلا أنه سريع... لهذا تقدم بسرعه مدروسه من الملك ... وقام بضرب سيفه بأقوى ما لديه... لكن الملك قد تصدى لها بسهوله...

وإذا نظرت لهم لشعرت أن الملك لا يبارز شخصا بالغ... بل يلاعب طفلا ما أمامه.. يخشى أن يصيبه بإحدى ضربات سيفه...

لهذا قرر أن يرفع من سقف هذا التحدى...الملك بإستخفاف: أهذا كل ما ليك أيها الصغير... 

وبالفعل حصل على ما يريد حيث إشتعلت عينى ساب بغضب..كان يحاول تخبئته منذ بدايه المبارزه... ولكن الملك أرد شئ ما وها هو قد أوشك على الحصول عليه....

وبالفعل بدأ القتال ينحدر إلى منحدر خطر...وذلك بعد أن كان الملك يقوم بالدفاع فقط... تحولات ضربات سيفه لهجوم مضد ضد ساب دون... كما أصبح يتقدم بضربات مدروسه وقويه كذلك.... كانت تجبر ساب على الرجوع للخلف معظم الوقت من قوتها...

ولكن لم يكن هذا كل ما يملكه الملك فمازال بجعبته الكثير... وهذا ما رأه ساب لهذا قرر المراوغه ليقوم بإستفزازه... كما إستفزه هذا المتباهى صاحب البرود البركانى....

كان الملك يدرس حركات ساب جيدا... كما كان يراقب إنفعالاته ومشاعره الظاهره على جسده ووجهه...

وخلال كل هذا لم يكن يظهر ل ساب من قوته سوى القليل... فهو لا يريد قتل الصغير... كما يعلم أن الصبى لن يصمد أمامه لدقائق...

ولكن أعجبه ثبات هذا الصبى ولهذا قرر عدم اللعب بإستخفاف ومراوغته...حيث تلاحمت السيوف بقوه وكان هو يضغط عليه ببعض قوته البدنيه... 

مما أدى لرجوع ساب إلى الخلف بسبب الثقل الذى يحاصره... ثم قام الملك بخطوه سريعه وضرب يدى ساب الحامله للسيف... ببعض القوه مما أدى لسقوط سيفه... 

ثم عاد للخلف ك جبل شامخ لا يستطع إعصار على تحطيم شئ من قوته وكبريائه... وهو يحمل سلاحه بخفه بين يديه ... ثم نظر لسيف ساب الملقى أرضا وإلى ساب الذى يحاول إستيعاب ما حدث معه منذ لحظات...

ولكن أعاده للواقع صوت ذو بحه... أصبح يميز صاحبها جيدا رغم قله تواجدهم سويا... وهو يأمره بحمل سيفه مره أخرى...

الملك إستيفان ينظر له بتركيز وهو يعلم أنه مازال بصدمه مما حدث...من خلال صدمته أدرك أنه أول من يهزمه.... 

نظر له ساب وكأنه كان بعالم غير العالم...ولكنه قد عاد الأن ثم أخفض بصره وإقترب من سيفه ليحمله مره أخرى... 

وقد قرر أن يمحوا غضبه الذى لم يفيده بشئ بل قلل من تركيزه لا أكثر...لهذا قرر أن يعود ذلك المبالى الذى لا يعرف خصمه ما هى حركاته القادمه...

ولكن سوف يعطى الواقف أمامه ما يريد.... هو يريد أن يرى غضبه لذلك سيعطيه ما يريد سيوهمه أن غضبه قد زاد...

وبالفعل وقف وملامحه تدل على غضب ظاهرى... كما قرر أن يدرس خطوات ذلك الواقف أمامه... حتى يستطيع الفوز عليه...

ولكنه لاحظ أنه لا يستعمل كامل قوته معه بل يستخدم بعضها... وكأنه يغشى عليه من قوته...كادت ضحكه ساخره تخرج من ساب إلا أنه قرر الإستفاده من ذلك...

كما أن الملك يقوم بالهجوم المضاد ثم يراوغ قليلا ثم يعود لهجومه مره أخرى...إبتسم ساب داخله وقد وجد الثغره التى سيدخل له من خلالها...ليسقطه أرضا

أتريد اللعب أيها الملك المبجل لك هذا يا عزيزى...

ظلوا على هذه الحاله ولكن لاحظ زياده الضربات وقوتها القادمه من الملك...كما قام ببعض المراوغه التى أرد من خلالها إيقاع ساب مره أخرى... ولكن إستطاع ساب تفاديها....

أرد ساب أن أن ينهى الأمر لكونه شعر ببعض التعب الذى بدأ بالظهور عليه...بخلاف هذا البركانى الذى لا يظهر عليه أى أثار للتعب... 

ولهذا وجد فرصته التى كان ينتظرها...ف قام ساب بإشعار الملك أنه سيتصدى للضربه القادمه بإتجاه بقوه... من خلال وقفته المستعده لتصديها كما فعل بسابقتها...

ولكن حدث كل شئ ب لحظه حيث قام ساب بإستغلالها جيدا... وإستخدم سرعته ف قام بالإستداره حوله...ثم قفز ضاربا كرسيا ما كان خلف الملك بقدمه...

والذى ساعده على القفز أعلى وأصبح يحتضن الملك من الخلف وسيفه على رقبه الملك...كما كان تنفسه قويا وهو يحضن الملك من الخلف بقدميه... ك طفل صغير محتضن أبيه الذى يحبه... ولكن هذا يحتضنه ليقتله...

ساب بأنفاس متسارعه جراء حركته السابقه: أتظن أنى بهذا الضعف الذى يجعلك تستخدم بعض من قوتك فى محاربتى...أم أنك ك ملك تحب هذا لكى تظهر قوته أمام من تظنهم الضعفاء أمثالى...

وكأن المفاجأت لا تنتهى.. حيث قام الملك برمى سيفه أرضا وكأنه قد أعلن إستسلامه... مما جعل إبتسامه ساب تظهر لشعوره بتحقيق هدفه...

ولكن يقال لا تثق بقوتك وذكائك كما لا تفرح بإنتصارك... إلى عندما ترى موت عدوك أو إنهازمه الفعلى أمامك... 

ولكن لم تستمر إبتسامه ساب طويلا... حيث إمساك إستيفان ب يده الحامله للسيف بقوه... ثم جذبه بقوه... وألقاه أرضا وهو فوقه ممسكا بكلتا يديه بيد واحده ... 

ثم قام بكسر إحدى قدميه وهو ينظر لعينه... والتى سمع صوت تكسير عظامها تحت يديه ولم يتركها بل شدد من الضغط عليها.... وهو ينظر لعينى ساب بقوه....

وساب الذى إتسعت حدقتى عيناه لشده الألم الذى شعر به...مرجعا رأسه للخلف مغمض العينين... بسبب شده الألم ولكن قام بالعض على شفتاه بقوه حتى لا يصدر منه أى صوت...كما إحمر وجهه بالكامل وأصبحت وتيره تنفسه عاليه....

ولكنه عاد ونظر للملك القابع فوقه... وعيناه مليئه بالدموع التى تصارع لعدم النزول لحمايه كبرياء صاحبها....

ونظر ل إستيفان الذى كان ينظر له بتركيز.. والذى زاد إنعقاد كلا حاجبيه ... وخاصه حين تشتت وأصبح تركيزه على شفتى ساب الذى قام بعضها بقوه ليمنع صوت صراخه من الخروج للحظات.... ثم عاد بنظره لعينيه مره أخرى حين فتحها وهى ممتلئه بالدموع الحبيسه.... 

وكأنه يريد أن يقتحم عقل الحبيس أسفله ليعرف بما يفكر فهو جعله متشتت وهذا أغضبه... ولكن ك العاده لم يظهر ذلك... 

إستيفان ببحته المميزه: إن كنت ترى نفسك من تلك الفئه التى تحدث عنها لقتلتك منذ رأيتك... وأما بالنسبه لهذا وشدد من ضغطه على موضع الكسر بزياده ضغط جسده عليه...فهذا حتى تعلم أننى أحب أن يكون هناك مسافه جيده فيما بيننا فى حوارنا المقبل... كما أننى لا أحب من يفكر بمحاصرتى كما فعلت ب لقائنا الأول... كما أننى لست ممن يقع فى نفس الخطأ مرتين يا صغير....

هنا إتسعت عينى ساب حين فهم ما يقصده... إذا هو من أعطاه الفرصه التى ظن أنه هو التى إستغلها... بل كان هو من يحركه ويوهمه أنه الأذكى حتى يصل إلى ما يريد.... 

هنا إرتفع معدل تنفس ساب وإزاد إحمرار وجهه حتى أوشك على الإنفجار .... كاد إستيفان أن يترك يديه لأنه يظن أنه قد وصل له ما يريد... كما علمه كيف هو التعامل معه وخاصه حين رأه يصارع حتى يتنفس.... 

ولكن فى خلال هذه اللحظات ساب قد إختفى من الوجود وظهرت سابين... 
معلنه عن وجودها وهى تريد أن تقوم بأخذ ثأر ساب الذى أظهر تخاذله وإنهزامه أمامها فى مثل ذلك الوقت... مقرره الدفاع عنه ولو لمره.... كماحدث ودافع عنها هو بالماضى...

لهذا أردت أن تقوم بجرح القابع فوقها بأى شكل من الأشكال...لتساعد ساب كما قام بمساعدتها يوما ما... لهذا أصبحت تتحرك بعنف... لهذا إضطر إستيفان أن يشدد على يديه مره أخرى حين رأى عنفه... كما شعر أن الفتى قد إنفصل عن الواقع... لهذا حاول التحكم فى حركات جسد الفتى حتى لا يؤذى نفسه....

ولكن إستطاعت سابين إخراج إحدى يديها من قبضة إستيفان... والتى كانت بلون الدم لقوه جذبها... وقامت بجرح رقبته بأظافرها.... وكادت أن تكررها إلا أن إستيفان تدارك هذا... وإستطاع السيطره على يديها مره أخرى وإعادتها لمكانها....

ولكن حين نظر لعينى ساب توقفت أنفاسه... حيث كان ساب يبكى بصوت رقيق وتخرج منه شهقات أرق ليست كشهقه رجل متألم.. وهو يحاولا أن يخرج يديه ليقوم بجرحه مره أخرى...

إبتلع إستيفان ما بجوفه بحده وهو ينظر لعيناه وقد أجهده كثره مقاومه القابع أسفله

إستيفان بقوه: يكفى...ولكن ساب وكأنه لم يسمع فقال بقوه أكبر...قلت لك كفى لا تتحرك...

توقفت سابين عن التحرك وهنا إلتحمت النظرات مره أخرى ولكن ليس ك غيرها من النظرات..بل إتسعت عينى إستيفان مما رأى.... عينى زيتيه تشعرك بضعفها وهى تنظر لك تلك النظرات التى تقتلك... تشبه نظرات يعرفها جيدا.... وشعر مشعس من شده تحركه.... ووجهه محمر بشده.... وشفاه حمراء متورمه من كثره إلتهام أسنانه لها...

شعر إستيفان وكأن نيران قد إشتعلت بجسده...لهذا إبتعد عنه وكأن صاعقه قامت بضربه... وخرج من المكان بأكمله... ولم يلتفت للخلف ولو لمره واحده.... ليرى كيف هو حال من قام بكسر إحدى قدميه منذ قليل... وهو ملقى على الأرض لا يحرك ساكنا... هل فقد الوعى أم يحتاج لمساعده ما...

ظل ساب مكانه لفتره ممداد على الأرض... واضع إحدى يديه على عينيه وهو يحاول تنظيم أنفاسه...
كما يحاول إستيعاب ما حدث منذ قليل...

وأصبحت المشاهد تكرر بعقله إلا أن وضحت الصوره أمامه جيدا ...وهو يعيد كل شئ من البدايه...كيف إنخدع بمطلب ذلك البارد البركانى حين سيطر عليه غضبه ووافق على هذا النزال.... 

أدرك الأن أنه كان قادم للأخذ بثأره منه... ولم يأتى من قبل الصدفه أو ليرى كيف هو سير الأعمال... بل أرد محاسبته على ما فعله معه بغرفه مكتبه منذ أيام...والمضحك أنه قام بكسر القدم التى قام بعرقلته به...

تنهد وهو يحاول أن يقف على قدمه السليمه مستند على الطاوله حتى يستطيع الوقوف...ثم قام بالزحف قليلا إلى أن جذب كرسيا وجلس عليه.... وكشف عن ساقه وجدها مليئه بالكدمات ولونها يميل إلى الأزرق الغامق.... كما أن أصابع يديه قد تركت بصمتها على الكسر... وكأنه لم يكن يكتفى بكسرها....

كان الألم لا يحتمل وأدرك أنه إذا تركها ستسوء أكثر... ولكن هذا ساب ولا شئ يستطيع كسره مهما كان... لهذا قرر أن يعود إلى العمل ولكن بعد أن يجد حلا لهذا الكسر... 

لهذا ظل ينظر حوله لقليل من الوقت... حتى وقعت عيناه على المعدن الذى جلبه الحرس صباحا... وكان به بعض القطع الرفيعه فجائته فكره ما...فتحامل على نفسه وحاول أن يقف... وهو يستند بكلتا يديه على الطاوله ويرمى ثقله على قدمه السليمه... بينما يجر القدم المكسوره....

إلى أن وصل إلى ما يريد... وقد أصبح وجهه يتصبب عرقا ومازال مائلا للإحمرار.... كما كان يأخذ أنفاسه بقوه وكأنه قطع مسافه كبيره...

أخذ إحدى هذه القطع ووجد أن الفكره ستنجح... ولكن تحتاج للتهزيب حتى لا تجرح قدمه... فأخذ ثلاث قطع بجانب الأوله التى أمسك بها..ثم قام بسحبهم بإحدى يديه والأخرى يستند بها على الطاوله...جار قدمه المكسوره التى يصبح ألمها أشد كلما مر الوقت....

عاد إلى الكرسى مره أخرى فجذبه ووضعه أمام الطاوله... وجلس عليه وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه بالغه... كما يشعر أنه سيفقد الوعى قريبا...لهذا يجب أن يسرع فإبتلع ما بجوفه وهو يحاول التركيز فيما سيفعل...

وبالفعل بعد العديد من المحاولات إستطاع جعل أطراف القطع ناعمه... إنتهى من الجزء اليسير أغمض عيناه أخذ نفس قوى فما سيقوم به هو الجزء الأشق....ثم نظر للوعاء الذى يصب به المعدن ليأخذ شكل السيف وقرر أن يأخذه أيضا.... كما أنه ذو كافتين من أعلى وأسفل لهذا سيسهل عليه الأمر.... وذهب إتجا الوعاء بنفس شبه منقطع... وجذبه ليضعه على الأرض...

وأخذ القطع المعدانيه وبعض قطع القماش الذى يستخدمها لإمسك الأشياء الساخنه... وبعض الأربطه القويه وجلس أرضا وهو يحاول إلتقاط أنفاسه من المجهود الذى بذله...نظر لقدمه وجدها تورمت أكثر مما كانت عليه بسبب تركه لها إلى الأن...كما أصبح الألم لا يطاق يحاول التماسك ولكن يشعر أنه سيغيب عن الوعى من شده الألم...ولكن حاول تجاهل هذا الألم الذى يفتك به...

أعاد نظره للوعاء ذو الكافتين بأنفاس مضطربه...ولكن يجب عليه فعلها حتى يعود لوعيه ليستكمل عمله....إبتسم بإجهاد لهذا لا يحب أن يعمل لدى أحدهم...

أخذ نفس وحاول تشجيع نفسه ثم أخذ قدمه المصابه ووضعها بين كفتين الوعاء بهدواء... وقام بلف بعض الأربطه حول الوعاء وأمسك طرفاه بيديه ....وذلك بعد أن وضع قطعه قماش بفمه حتى لا يسمع أحد صراخه....

حاول أخذ أنفاسه وقد تصبب وجهه بالعرق حتى أصبحت الرؤيه لديه مشوشه...ولكنه تحامل على نفسه ونظر للأعلى ثم جذب طرفى الأربطه بقوه إتجاهه وهو يفرد قدمه بإتجاه الوعاء...حتى تعود قدمه لمكانها الصحيح...

وحينها أطلق صرخه أظهرت عروق رقبته بقوه والتى كادت تنفجر من شدتها...و لولا وجود تلك القماشه لسمعتها أمه ببيتها من قوتها... 

قام بإخراج قطعه القماش من فمه بأيدى مرتعشه... كما ظل على وضعيته لا يتحرك أويرمش بعيناه وهو يحاول إلتقاط أنفاسه بصعوبه...ورغم الألم الذى يفتك به إلا أنه أبى البكاء فهذا درس يعلمه ألا يتدخل بشؤون الأخرين كما كان يفعل بالماضى...

نظر للخارج وجد السماء قد إمتلأت بنور الشمس وهذا دليل على إقتراب قدوم الحدادين....إذا يجب عليه التحرك أسرع... أخفض بصره ناظرا لقدمه التى مازال بين كفتى الوعاء وحولها الأربطه...

إقترب منها بأيدى مازالت ترتعش وأمسك بالأربط يفكها ثم أمسك بقطع المعدن التى جهزها...ووضعها على قدمه ثم قام بلف العديد من الأربطه عليهم حتى تعود قدمه وتلتحم مره أخرى....

تحامل على نفسه وقام من موضعه جالسا على الكرسى... وأخذ قطعه من الحديد تكاد تكون بطول جسده وأمسكها لكى يتكأ عليها ولا يتضغط على قدمه المصابه... ثم ذهب بتمهل لدلو مليئ بالمياه وأغرق رأسه به ثم أخرجها منه...وأعاد تلك الكره أكثر من مره إلى أن شعر أنه قد عاد لبعض وعيه...

إستدار جالبا لبعض الحطب ليقوم بإشعال النار التى قد إنطفأت...وعاد ألى عمله بوجهه لا يحمل أى مشاعر تدل على ما كان يعانيه منذ قليل...


❈-❈-❈




                      

كان يسير بخطى سريعه لا يرى أمامه.... وكل خطوه كان إنعقاد حاجبيه يشتد أكثر كما كان فكه مشدود بسبب ضربه ل ضروسه معا... وكأنه يحاول منع نفسه من الفتك بأحدهما... 

كان لا يرى إلا وجهه هذا الفتى وهو شديد الإحمرار وعيناه وهى تنظر له بضعف... عند هذا أغمض عيناه بقوه وهو يحاول إبعاد هذه الصوره من خياله... 

ثم ذهب عقله إلى شفتاه التى كان يلتهمها حتى لا يصدر عنه صوت... وعند هذه النقطه إشتعل غضبه جراء ما يشعر وهو يحاول إبتلاع ما بجوفه...وكأن عقله لا يأبى بما يشعر وكأن ما رأه قد لاقى إعجابه... حتى يتكرر صوت شهقات الصبى ب أذنه مرارا...

كان قد وصل أمام مكتبه دخله مغلقا الباب خلفه بقوه زلزلت أركان المكان المحيط به...وجعل الواقفين أمام الباب يبتلعون ما بجوفهم خوفا...فهم لم يروا الملك بهذا الغضب منذ زمن بعيد.... أجل كان يغضب ولكن غضبه به برود لا شرارات قاتله مثل هذه...نظر الحارسان لبعضهم وهم يتمنوا أن ينتهى هذا اليوم على خير...

لم يمر الكثير من الوقت وإستمعوا لأشياء تنكسر بقوه وكأن هناك حربا تقام بالداخل... ولكن لم يجرأ أحدهم على الدخول للإطمئنان على الملك...ظلوا على هذه الحاله لأكثر من ساعه...إلا أن توقف صوت التكسير وأصبح المكان يقع بصمت كما كان قبل قدوم الملك....

أحد الحارسان بصوت خافت : أتظن أنه بخير فقد هدأت الأصوات بالداخل...

أجابه الأخر بقلق ظاهر على تقسيم وجهه: لا أعلم من الممكن أنه قد يصيب نفسه بعد كل هذا التدمير... كما أظن أنه على أحدنا أن يدخل ليرى هل هو بخير أم يحتاج لمساعده فنذهب لطلبها....

إبتلع الأخر ما بجوفه وهو يهز رأسه نفيا لكلام صديقه ويقول:لن أدخل له فأنا أريد أن أعود سليم لعائلتى... ألم ترى كيف يعامل مستشاريه حين يغضب وهم الأقرب له...فماذا سيفعل بنا نحن ونحن لسنا بقوته البدانيه....أنا لا أريد الموت إن أردت أنت فالتدخل له....ثم إلتفتت ونظر أمامه...

صمت الأخر قليلا ومازال المكان فى صمت مطبق..
فلعن بصوت منخفض ثم نظر لصديقه وقال:حسنا لا أنا ولا أنت سندخل له...ولكن فالتذهب لتسدعى السيد ماكس أو السيد ألفين ليروى ماذا حدث له...فمازال المكان ساكن بعد موجه الغضب التى حدثت منذ ما يعادل النصف ساعه....

فذهب أحدهم للبحث عن أحد الرجلين ليروى ماذا حدث لملكهم...جعل غضبه ظاهر هكذا للعيان....

كان يحاول أخذ أنفاسه بعد أن هدم المكتب بأكمله... ظل ينظر حوله وهو لا يرى شئ بموضعه حيث لم يسلم شئ من غضبه... سوى كرسيه الملكى الذى عاد جالسا عليه.... وهو يحاول إمتصاص غضبه  أعصابه  فأغمض عينيه محاولا البحث عن بعض من هدوائه...

ظل على تلك الوضعيه من يراه يظن أنه تمثال رخامى...لا يتحرك فيه سوى صدره الذى يدل على وجوده...

ولكن كان بداخله العكس تماما... ف كان يصارع ذاته ويلومها على ما فعله بهذا الصبى....كما أن هذا ليس من شيمه فهو لا يستخدم تلك الشده إلا مع من يستحقها...

وهو يعنف ذاته حتى صدر صوت أخر داخله قائلا ببرود:لا تنكر أن الأمر قد لأقى إستحسانك...وقد أعجبك صوت صراخه المكتوم وهو يحاول أن لا يظهر ألمه أمامك...

إستيفان بعنف: أنا لست وحشا حتى أشعر بالرضا لتألم الأشخاص بسببى....

تلك الصوت الذى بداخله بعنف مماثل: إذا لما قمت بكسر قدمه وللصدفه أنها كانت ذات القدم التى قام بعرقلتلك بها...لا تخبرنى أنك لم تريد أن تفعل هذا من البدايه حتى ترى بعيناه الخوف الذى تراه بعينى كل من ينظر لك.... أم أن ثباته يقلقك أنهى كلامه بهدواء...

لم يصدر عن إستيفان أى فعل بعد أن  توصل لهذه النتيجه...بالفعل فهو إن كذب على الجميع لا يستطيع أن يكذب أمام نفسه...

كان الحارس يبحث بين أركان القصر على أى من مستشارى الملك... إلا أن وجد السيد ماكس واقف مع أحد ما فأسرع إليه وطلب منه القدوم معه لأمر ضرورى... ولكون ماكس يعلم بماهيه الحارس ذهب معه... 

وهو يسأله ما الذى حدث فأخبره الحارس بما حدث....فعنفه ماكس لعدم إخباره بما حدث بوقتها... وهو يسرع فى خطواته للذهاب إلى مكتب الملك...

إلى أن توقف ماكس فجأء وأدرك إن كان إستيفان يعانى إحدى نوبات غضبه... ف لن يستطيع إيقافه وحده... لهذا نظر للحارس وقال بقوه: أنظر أذهب أنت وإبحث عن ديفيد وألفين وأجلبهم لغرفه المكتب أفهمت....أومأ الحارس برأسه وذهب مسرعا لتنفيذ أوامر سيده...وأكمل ماكس طريقه لمكتب الملك....

وفى خوض هذا كان الملك مازال مغمض العينين إلا أن فتح عيناه... فجذب إنتباه كتابا ملقى على الأرض وبجواره الكثير من الكتب والتماثيل المحطمه... ظل نظره معلق بهذا الكتاب وهو يتذكر كتابا مشابهه لهذا الكتاب والذى كانت تحمله أمه معاها بكل مكان تقريبا... 

فتعجب هل من الممكن أن يكون هو نفس الكتاب...وإن كان هو كيف له أن لا يلاحظ وجوده وهو لم يترك ركن بالمكتب لم يعبث بمحتوياته... 

ف قام بهدواء وإقترب منه إلى أن وقف إمامه...وهو متعجب من وجوده هنا بمكتب القصر.... إنحنى وقام بإلتقاطه عائد إلى كرسيه جالسا عليه.... 

وهو يقوم بتصفح غلاف هذا الكتاب....والذى كان لونه مائل للوردى ومليئ بأشكال الورد المختلفه...والذى جعله كتابا مميز كيف لم يراه من قبل...

قام بفتح الغلاف وقرأ أولى الكلمات المكتوبه بخط رقيق يدل على رقى صاحبه.... إنه خط أمى إذا هذه مذكرات وليست كتاب...

نظر بتركيز للكلمات المكتوبه وقد أصبحت كل حواسه متنبه لما سيقوم بقرأته.... 

لقد كنت مدلله أبى رغم أننى فتاة إلا أنه أحبى أنا ومليسيا كثيرا... رغم حزن أمى الدائم وطلبها المستمر من أبى أن يتزوج أخرى حتى تنجب له الوريث الذى يرثه...

إلا أننى مازلت أتذكر تلك النظره وهذه الإبتسامه التى كان يخصها بها دون غيرها...وهو يقول لها بحب إن لم يكن ولد منك فلا أريده...كما أننى أملك أميرتين كلاهما أجمل من الأخرى...وإمرأة تحبنى فماذا أريد أكثر من ذلك....

دائما ما كنت أتمنى أن أحظى بمثل تلك المعامله وهذا الحب... كنت أنتظره وتمنيته وجعلت حياتى بأكمالها تتوقف عند تلك الأمنيه....التى لو كنت أعلم  نتيجتها لم أكن لأطلبها.. ولكنها الحياه وهذا ما هى عليه نعيشها لنتألم ف نحطم من نحب....

قطع إندامجه مع مذكرات أمه الراحله... طرقا على بابه منتظر إذن الدخول... فقام بإغلاق صفحاته وخبأه بأحد أدراج مكتبه...ثم سمح لمن بالخارج بالدخول...

كان ماكس يقف أمام الباب بتحفز وهو يفكر ما الذى حدث جعله يعود لحالته الغاضبه...وكم لعن خوفه من الدخول دون طرق... حتى لا يتخذها الأخر سبب ليقوم بضربه كما يحلو له....

تنفس بقوه وهو يسمع موافقته لدخوله...ومع دخوله من باب المكتب إتسعت عيناه مما يرى... ماذا حدث هنا!!!.. وكأن صاعقه قامت بضرب المكتب فأصبح بحاله فوضى عارمه...

نظر للملك وهناك الكثير من علامات التعجب تشكلت برأسه...فهو يتذكر أن أخر مره قام بمثل هذا الأمر حين أتى عمه إلى هنا....

وسأل أول سؤال تبادر إلى ذهنه: ماذا حدث من الذى أغضبك... حتى يجعلك تصل إلى تلك المرحله من تحطيم مكتبك بأكمله...

هنا أغمض إستيفان عيناه بقوه وقد عاد لعقله صوره الفتى وهو أسفله يبكى... فضرب ضروسه معا حتى ظهر أنه سيقوم بكسر فكه من شده ضغظه عليه...

وقد رأى ماكس هذا بوضوح وهو يحاول أن يستشف حالته جيدا...ولكن هذا إستيفان من يستطيع أن يعلم بماذا سيفكر....

ولكنه إلتزم الصمت حتى لا تسوء الأخوال منتظر قدوم ديفيد وألفين....

ولكن إستيفان تحدث وهو ينظر أمامه بحده:أتعلم أننى لم أشفق عليه رغم علمى بضعفه...إلا أن كبريائه أغضبنى... لهذا قمت بكسره حتى لا ينظر إلى بتلك الطريقه مره أخرى...كما لا يحاول الإقتراب منى...

ثم نظر ل ماكس مكملا لكن أتعلم أن هناك شئ بداخلى يخبرنى أن أذهب وأرى هل هو بخير أم لا...وهذا يثير بداخلى براكين من الغضب لما أشعر به الأن...

أدرك ماكس أن إستيفان منفصل عن الواقع الأن.. فهو من الأشخاص الكتومه... التى لا تظهر مشاعرها كما أنه قليل الكلام كثير الإستماع.... فما يحدث أمامه الأن يجعل لسانه عاجز عن الرد عليه....لهذا قرر أن يتركه يخرج ما بداخله لعل هذا يريحه قليلا... 

ولكن طرق الباب أدى إلى إلتفات كلا منها إليه...ومع طرق الباب المستمر جعل إستيفان يعود لوعيه وهو يدرك ما قد تفوه به....فتجعد ما بين حاجبيه وقام من مكانه ينظر للشرفه معطى الباب ظهره...رافع إحدى يديه يأذن ل ماكس بإدخال الطارق...

أذن ماكس لمن بالخارج بالدخول... فدخل ألفين بهدوأه المعتاد وملامحه لا تدل على أى شئ... بخلاف ديفيد الذى إحتلت الصدمه وجهه وقال:اللعنه ماذا حدث هنا!!.. هل قام إعصار بضرب الغرفه...

نظر له ماكس وكأنه يؤيد كلامه... فهذا بالفعل ما فكر به حين دخل الغرفه ورأها بهذا الشكل...

ألفين بهدوأ وهو ينظر لظهر إستيفان المشدود: هل قمت ب قتله...إلتفت له إستيفان بقوه وهو ينظر له بحده... 

وقام ماكس بمحاوله الهدوء وهو يدلك ما بين حاجبيه... وديفيد ينظر بصدمه تجاه إستيفان وكأنه فهم سبب ما يحدث....لعن داخله وهو مازال ينظر ل إستيفان لعله ينفى ما قاله ألفين الأن....

إستيفان بحده وهو ينظر بغضب تجاه ألفين الذى لم يتغير به شئ: ماذا أترانى قاتل أمامك...ومن هذا الذى سأقوم بقتله...

هنا أجابه ديفيد بعنف مماثل له: ماذا أتظن أننا لا نعرف كيف تفكر!!... ليس معنى أنك أقلنا حديثا أننا لا نفهم ما تفكر به...هل حقا قمت بقتل الصبى؟!..

أدرك إستيفان أنهم حاصروه بكلامهم...فنظر ل ماكس قائلا بإستهزاء:ماذا ألا يوجد لديك ما تقوله أنت الأخر...

نظر له ماكس بإبتسامه وقال وهو يجلس أرضا وهو ينظر ل إستيفان :أظن أن ديفيد وحده يكفيك فما بالك وألفين معه... لهذا سأكتفى بالمشاهده...ثم نظر لألفين وديفيد وأكمل وإجابه على سؤالكم لا لم يقتله... 

خرجت تنهيده راحه من ديفيد وجلس هو الأخر أرضا ولكن لم تكتمل راحته... حيث عادت عيناه للإتساع مره أخرى... ونظر ل ماكس وهو يكمل قائلا بإبتسامه ضاحكه... بل قام بكسر قدمه فقط... 

لعن ديفيد بصوت مرتفع...بينما ألفين جلس أعلى المكتب الذى أصبح نصفه مهشم... نظر ل ماكس وضحك هو الأخر حين أدرك السبب وراء ضحك ماكس ... 

فقال ديفيد بتعجب: أتضحكان وكأن الأمر مألوف لديكم... أن يقوم بكسر قدم أحدهم كل يوم...


نظر له ألفين وهو مازال يبتسم وقال: وكأنه لم يفعلها مسبقا....

كان إستيفان ينظر لهم بإستخفاف لا يرد على أى من كلامهم...

صمت ديفيد للحظات ثم إتسعت عيناه... وهو يتذكر حادث مشابه لهذا.... حين قام إستيفان بكسر يديه حين قام ب لكمه فى إحدى المرات من أجل رهان ما كان بينهم....

لم يحتمل ديفيد وضحك على تلك الذكرى... التى كانت مؤلمه ومضحكه بذات الوقت... 

هدأت ضحكات ديفيد وقال وهو مازال مبتسم: أنا سأراهن من منكم سيراهن معى... 

نظر له ماكس غامز إياه ليوضح مقصده مما قال... فقال ديفيد موضحا: حسنا أنا سأراهن ب مئه قطعه ذهبيه... أن إستيفان قام بكسر ذات القدم التى قام الصبى بعرقلته به... وأنتم هل تراهنونى على ذلك....


هنا إرتفع إحدى حاجبى إستيفان وهو ينظر ل ديفيد الذى كان ينظر له... وكأنه يقول حقا أتمزح معى... وخاصه حين سكت ألفين وماكس ونظر كلاهما إلى إستيفان أيضا ك ديفيد...

فقال ديفيد حين لاحظ نظرات إستيفان... التى تنظر له ك نظرات صقر سينقض على فريسته بعد لحظات:ماذا هل أخطأت فيما قلت...

كاد إستيفان أن يجيبه لكن ألفين سبقه وقال: أنا أيضا أراهن بهذا... 

وقام ماكس برفع إحدى يديه وقال: وأنا كذلك...

تكلم إسيفان بحده بعض الشئ: أنتم تتراهنون هنا أمامى بكل سخافه وهذا الفتى لديه قدم مكسوره بسببى...وتركهم ورحل من الغرفه وهو لا يعلم سبب غضبه الحقيقى... ألان أصدقائه يفهمونه جيدا أم لأنه يشعر بالغضب لما فعله بهذا الصبى الصغير...

تنهد ماكس وأرجع رأسه للخلف يستند على الجدار خلفه وقال برزانه: لم تروا ما رأيته أنا كانت عيناه تحمل سخط حقيقى لأن هذا الصبى جعله يشعر بهكذا مشاعر ... ثم نظر لكلا منهم وأكمل أخبرنى أنه يريد أن يذهب إليه ليرى هل هو بخير أم لا.... ثم لم يمكث وأن عاد للواقع مره أخرى...

ألفين قائلا بتنهيده: اللعين يملك عينان تجعلك تخضع لها بالقوه شئت أم أبيت... والمؤسف أنه يدرك هذا...

ديفيد وقد تذكر أمر ما فقال:أتذكرون حين تحديته أن عيناه لا تخيفنى.... أتذكرون ماذا فعل اللعين وقتها...


ضحك ثلاثتهم حتى أن ديفيد قد أدمعت عيناه من كثره ضحكه...

فقال ماكس بإبتسامه تزين شفتاه:أنا أتذكر ذلك اليوم وكأنه الأمس... أظن أنه أكثر يوم أكد ديفيد لى أنه الأغبى على الإطلاق...خسر فتاته و أصيب بالسكر وخسر رهانه كما كسرت يده كل هذا بيوم واحد.. وعاد ضاحكا هو وألفين وديفيد وهم يتذكرون أحداث هذا اليوم جيدااا...


"فلاش باك"

كان يجلسون معا كانت السماء صافيه والقمر ينير الأرض...كان ديفيد قد إنفصل عن الفتاه التى كان سيتزوجها... لأنها لا تستطيع العيش مع شخص غير مسؤل بعد اليوم ...لهذا أكثر من الإسراف بالشراب هذا اليوم...وكأنه قرر أن يكون هذا اليوم الأسوء على الإطلاق بحياته...


ديفيد بسكر وهو ينظر لعينى إستيفان: لا أظن أن عيناك مخيفه إلى الحد الذى يجعل الجميع يخاف منك... أليس كذلك إستيفان؟!...

تعجب ألفين وماكس من سؤال ديفيد... كما توترت الأجواء فإن عينى إستيفان الشئ الوحيد...الذى يكره  أن يتحدث أى شخص عنها حتى وإن كان أقرب الأقربين إليه...

ف إستيفان لديه ماضى سئ... وخاصه بسبب عيناه التى كانت مختلفه بشكل ملحوظ... فأغلب من رأه قالوا أنه نسخه مصغره عن جده الأكبر رافييل...فقد كان له مثل عيناه تجعلك تنحنى له إحتراما وخوفا من شده هيمنتها على من أمامها...وكان هذه إحدى الأسباب التى جعلته على ما هو عليه....

ورغم شده جمالها إلا أنك لا تستطيع أن تطيل النظر إليها... حيث أن نظراته وكأنها سترسلك للموت إن لم تظهر خضوعك لها وأخفضت بصرك لها إحتراما....



ولكن إستيفان يعى أن ديفيد ليس بوعيه لهذا إبتسم وقال:أعلم... إلاأنها تخيفك بعض الأحيان يا صديقى لاتسطيع أن تنكر هذا....


ويبدو أن هذا الكلام لم يعجب صديقنا ديفيد والذى غضب بشده من كلام إستيفان فأوقع نفسه بالمحظور قائلا: إذا لنتراهن ونرى من منا أصدق من الأخر... لا تصدق من يقول لك أنك تشبه هذا العجوز جدك....


حسنا هنا إختفت إبتسامه إستيفان وإحدت نظراته... أدرك ألفين وماكس إن لم يتدخل الأن سوف يسؤء الوضع....

فقام ألفين بإتجاه ديفيد يحاول أن يجعله يقف ليجعله يرحل... 

وماكس نظر إلى إستيفان وقال بهدوأ ظاهرى : أنت تدرك أنه ليس بوعيه... كما أنه قد خسر الفتاه التى يحبها اليوم... لهذا لا تستمع لكلامه حسنا...


بالفعل سيطر إستيفان على أعصابه موافق ماكس بكلامه...وكاد يحرك رأسه على موافقته لكلام ماكس....



ولكن وكأن ديفيد لا يريد أن ينهى هذا اليوم على خير... فأبعد ألفين عنه بغضب ونظر ل إستيفان وقال: ماذا أتظن أننى لا أستطيع فعلها والنظر لعيناك... أم أنك تخاف من أن أفوز عليك وتضيع كل هذه السيطره التى تفرضها على من حولك.....




حسنا ديفيد لقد تماديت حاول ماكس أن يتكلم ولكن نظره واحد من إستيفان جعلته يبتلع كلامه...ثم قال كلمه واحد ا ألفين.. وعيناه لا تبتعد عن ديفيد:
أتركه.....



لم يكن بيد ألفين إلا الإنصياع له وإلا ستسؤء الأحوال أكثر مما هى عليه...كما أن ديفيد يستحق كل ما سيحدث له ف لسانه السليط لا يكف عن الكلام....



وبالفعل وقف ديفيد أمام إستيفان الذى إحدت نظراته ولم يبعد عيناه عنه....لم تمر دقيقه إلا وأخفض ديفيد عيناه...تنهد كلا من ألفين وماكس لأنه لو لم يحدث هذا لكان حدث الأسوء...



وإن كانوا  يظنون أن الأمر قد إنتهى فقد أخطأ كلاهما... فقال ديفيد بسكر  ل إستيفان : لا تظن أن الأمر سينتهى هنا... 


إستيفان بهدوأ: يجب أن تذهب لغرفتك لتستريح ديفيد فقد كان يوما شاق...



ولكن الكلام لم يعجب ديفيد الذى سيطر عليه السكر... وقام بالإستدار على غفله ولكم إستيفان وقال بغضب: لا تملى على ما يجب أن أفعله...



هنا وقف ألفين وماكس بينهما  حتى لا يقوم إستيفان بضرب ديفيد الشبه فاقد للوعى... ولكن العجيب أن إستيفان نظر لهم ببرود وقال:خذوه لغرفته ليستريح كما قلت...وتركهم راحلا....



ولكن فى صباح اليوم التالى قام بكسر يد ديفيد الذى قام ب لكمه بها...



"إنتهاء الفلاش باك"


ماكس متنهدا: لا أظن أنه ستحمل أى من كل هذا...


تكلم ألفين وكأنه أدرك ما يريد ماكس أن يقوله: أعلم أنه يجب أن نبعد هذا الصبى من أمامه... ولكن أنت تعلم إن حاول أحدنا فعل هذا سيغضب بالفعل... وأنتم لا تحبون أن يغضب إستيفان أليس كذلك... 



ديفيد بقليل من التفكير: أنت محق ألفين ولكن ألا ترى الإختلاف ليس عقليا فقط بل وبدنيا كذلك... هذا الفتى لن يصمد أمام إستيفان إذا واجهه بقتال حقيقى... كما أننى من خلال معرفتى القصيره لهذا الصبى أنه فتى عنيد ولن يصمت كما أنه صاحب لسان سليط....



أومأ ألفين وهو يقول ضاحكا:أوافقك الرأى فأنا رأيته وهو ينظر ل إستيفان بغضب بل ويعنفه كذلك...كم تمنيت أن أخلد تلك اللحظه..والعجيب أن إستيفان لم يصدر منه سوى أن أخبره أن يتبعه وتركه ورحل....أتعلم أننى تراهنت مع نفسى... أن هدوأ إستيفان ما هو إلا هدوأ ما قبل العاصفه وها قد صدق ظنى...



ديفيد وهو ينظر لكلامه بنظره ذات مغذى: يجب أن نجعل الصبى يحترمه... ثم نبعده عن مرمى إستيفان حتى لا يقوم بقتله...  



يتبع