-->

الفصل السابع عشر - مملكة الذئاب Black


 

الفصل السابع عشر


يلا نبدأ بسم الله... 


فتح عيناه بصعوبه... ثم نظر حوله فوجد نفسه بنفس المكان الذى من المفترض أن يكون مكانها هى.... تعجب كيف دخل إلى هنا وهو دائما ما يكون ب الخارج وهى التى بالداخل... هل خرجت وتركتنى هنا... 


عندما توصل لهذه الفكره إتسعت عيناه وقام من مكانه بفزع وكأن ثعبان قد سممه... 


كانت تراقبه من بعيد ولكن لم تقترب منه... فلقد إكتفت من التقارب البشري... فكلما حاولت الإقتراب كانت تتأذى وبشده... لهذا لم تجازف وتقترب منه... 

حتى وإن كان الملقى على الأرض هو ذاتها...ومع كونها تعلم دواخله إلا أن تصرفاته غير متوقعها مثلها...لهذا لن تجازف بالإقتراب منه...


حين فتح عيناه بالبدايه... أدركت أنه يحاول التركيز كما إزدا إنعقاد حاجبيه... حين أدرك أين هو... دليل على تعجبه من وجوده هنا... كما أنها مثله متعجبه من وجوده معها بنفس المكان... والذى صنعته هى لنفسها حتى لا تسمح لنفسها  بالخروج للعالم الخارجى.... حتى وإن أصبحت النصف الأقوى... ولكن على من تكذب فهى حين تريد الظهور... تظهر دون أن تعطيه حتى إنذار يدل على خروجها...ألم تقل أن تصرفاتهم غير متواقعه....


وبما أن كلاهما شخص واحد... ف أفكاره هى تستطيع  سماعها... وكذلك هو الأخر يسمع أفكارها ليس جميعها.... ولكن أغلبها وخاصه المشتركه بينهم....


لهذا أجابته بصوت يحمل بعضا من السخريه:لا تخف كثيرا فأنا مازلت هنا معك...لم أكن أدرك أن مكانى بهذا القبح... الذى يجعلك تصاب بالهلع... حين ظننت أننى قد خرجت للخارج... وتركتك أنت هنا مكانى....

كما سأستبعد فكره أنك قد تخشى من فقدانى....


تنفس بقوه وهو مازال على وضعه معطيا إياه ظهره حين عر بوجودها معه....ثم قال بهدوأ:لم أكن أدرى أن المكان من الداخل بكل هذا السواد والقبح...رغم أننى أره كل يوم من الخارج...لكن الوضع حين تكون بالداخل مختلفا كليا حين تكون بالخارج...


أجابته بكلمه واحده:أجل...


كاد يستدير لها إلا أنها قالت بحده:لا تلتفت... لا أريدك أن ترانى.... ف كما قلت إن الوضع يختلف حين تكون بالخارج او الداخل... كذلك الوضع سيختلف حين ترانى من الخارج وحين ترانى من الداخل....


تجعد ما بين حاجبيه لا يفهم ماترمى إليه...ولكنه سألها أول سؤال خطر على باله.... حين إستيقظ من نومه بهذا المكان....


فقال بتعجب:كيف أتيت إلى هنا؟!..كما أننى لم أكن هنا مسبقا فكيف سمحتى بدخولى...


أجابته بعد القليل من التفكير:لم أسمح لك بالدخول... بل وجدك فجأء أمامى غائب عن الوعى...وأعتقد أن سبب وجودك هنا... هو ما شعر به جسدنا من ألم شديد... ألم ظن أنه من الماضى...لهذا تحفز وعندما ذهبت أنت بالنوم أتى بك إلى هنا...


إزداد إنعقاد حاجبيه وكاد يلتفت لها لسؤالها إن شعرت بكل هذا الألم وحدها.... ولكنها حزرته بحده مره أخرى ألا يلتفت....


فقال بإستياء:أنا لا أحب هذا لم ترفضين إلتفاتى لك... 


فقالت بسخريه:ألم يكن هذا طلبك من قبل!!...


رد عليها ببعض من الحده:لا لم أقل أننى لن أنظر إليكى... بل قلت ألا تنظرى أنتى إلى...


إرتفع إحدى حاجبيها وهى تقول:أتظن أن هذا الحق لك وحدك أيها المتبجح.... فأنت كما تكره النظر لوجهى... أنا كذلك أكره النظر إلى وجهك....شددت على أخر كلامها...


لم يرد علي كلامها بل سألها سؤال مختلف:لما أشعر أن صوتك مختلف عما أعتد أن أسمعه....كنت أظن أن العيب بى لأننى إستيقظت بفزع... ولكن الصوت مازال كما هو منذ إستيقاظى...


أجابته بسخريه حتى تتهرب من إجابته:لم أكن أدرى أن صوتى شئ مميز... بالنسبه لشخصا يكره النظر إلى....


لم يعلق على سخريتها... بل ركز أكثر على صوتها وهى تحدثه.... وهذا أزعجها وهو شعر بهذا...


فقال بإبتسامه لعوبه:هناك شئ ما لا تريدنى أن أره أليس كذلك؟!!...لأننى متأكد أن الصوت مختلف كإختلاف الليل والنهار... فالصوت الذى إعتد عليه صوت فتاه صغيره ب الثانيه عشر... أما الأن فهو صوت إمرأة لا يقل عمرها عن العشرين...إمرأة عمرها من عمرى...


تنهدت بصوت مسموع حين توصل هو للحقيقه.. التى أخفتها عنه كل هذه الأعوام رغم أنهم نفس الشخص....


قالت بهدوأ ورزانه.... أول مره يسمعها منها كما أن صوتها مميز... يجعلك تهوى صاحبته... حتى ولو لم تراها:حتى لا أرى بعيناك شفقه تجاهى...وحتى لا تشعر بالندم من تركى لكل شئ أملكه لك... لتتصرف به كما تشاء وحدك...


قال بإجهاد:أنا لم أكرهك قط... بل كرهت ضعفك...


إبتسمت بإشراقه وقالت بصوت مخملى مائل للنعومه بذات الوقت:أعلم هذا...


إبتسم هو الأخر وقال:وتعلمين أيضا أننى لن ألتفت مادمتى لا تريدن منى أن أراكى.... أليس كذلك؟!...


إزدات إبتسامتها إتساعا وقالت:أعلم هذا أيضا....


فرد عليها بضحكه عاليه:إذا فأنتى إمرأة وقحه.. حتى لا تسمحين لنصفك أن يراكى...ولكن أعدك حين أستفيق من سباتى...لأقفن أمام أول مرأه أراها....حتى أستطيع رؤيتك....


هنا لم تتحمل وأطلقت ضحكه رنانه وهى تتخيله يفعلها بحق...وكلما حاولت أن تهدأ من ضحكاتها... خيالها لا يساعدها فتعود وتضحك مره أخرى... وبسبب خيالها الذى يشترك به كلاهما... جعله يرى تخيلاتها  ف يسقط هو الأخر بالضحك على تلك الخيالات...


هدأت ضحكاتهم... وكان هو أول من تحدث فقال:لقد رأيته من خلالك... ولكنى لم أكن أدرك أنكى قد تشعرين بكل هذا الكم من الألم بهذا السن الصغير...


هنا ماتت ضحكتها كليا وقالت ببرود:أجل الأمر مختلف... فحين نشعر بالألم ليس مثل رؤيتنا له من بعيد....


رد عليها ببرود مماثل:لهذا أردت أن أشعر به... وخاصه أنكى جعلتى بينى وبين ألمك حاجز... كالذى أنتى بداخله الأن...


ردت هى عليه بهدوأ:لهذا أنا مازلت متمسكه بك... لأنك تحمل من الجنون داخلك ما يوازى جنونى...


قال بصوت خافت:أنا أشعر بألمك الأن سابين.. أنتى لست وحيده بعد الأن...كما لا أحتاج أن أراكى... يكفينى كلما أغمضت عيناى شعرت بكى داخلى.... وهذا يعطينى قدرا كبير من الراحه صغيرتى.... فشكرا لكى لأنكى سمحتى لى بالتواجد معكى...


كانت تستمع له وهى تبكى بصمت.... وحين إنتهى من حديثه قالت ما لم يكن يتوقعه:إستدر ساب...


وبالفعل لم يفكر مرتين وإستدار لها...وكم صدمه ما رأه...إنها بالفعل إمرأة شديده الجمال والجاذبيه... شكلها به بعض ملامح الصغيره التى ظلت معه منذ عده أعوام...لكن لم يكن يتخيل أن هذا هو شكلها...

ليس بها عيب أنها تعبر عن الكمال....


كاد يتحدث إليها... ولكن حدث أنها إختفت من أمامه وإختف معها المكان الذى كان جالسا به معها.... 


فأدرك أنه على وشك الإستيقاظ فقام بإغلاق عيناه بهدوأ....


 سابين&ساب


❈-❈-❈






كان البيت يعيش فى سلام منذ رحيل ساب... ف جورج لم يعد يفتعل أى مشاكل.... أو يقوم بضرب أمى كما كان يفعل... 


ولكن هذا ليس معناه أن ساب المتسبب بهذه المشاكل...بل لان ساب ذهب للعمل لدى الملك تنفيذ لرغبه أبى رغم كره لهذا... وبالمقابل يبتعد أبى عنا وبصفه خاصه يبتعد عن أمى...وإلا سيمنع ساب عنه الأموال الطائله التى سيغدقه بها...


إبتسمت بسخريه كم أن هذا حياة شيقه... وكم نحن عائله كريمه... أب إنتهازى... وأم مسكينه... وأخوة محطمين... والأمل الوحيد بحياة كل هؤلاء هو ساب... كم نحن ملاعين... وكم هو غبى حتى يضحى بكل شئ يملكه..... من أجل أناس لا يستحقون... 


أغلقت كتابها مقرره أن تنزل للأسفل.. لترى هل تحتاج أليس وجوليا بعض المساعده... فقد ملت الجلوس وحدها.....


وبالفعل خرجت من غرفتها متجه للأسفل ولكن لفت نظرها...غرفه ساب الشبه مفتوحه...هل أتى؟!.. أسرعت بالذهاب للغرفه.. وعلى وجهها إبتسامه كبيره كم إشتاقت له...


ولكن حين دلفت للداخل...تعجبت حين وجدت ليلى الصغيره جالسه على فراش ساب.... بوجه عبوس وتبكى.....


إقتربت منها سيلا بسرعه وهى تسألها بلهفه:ماذا حدث ل ليلى الجميله؟!.. لما البكاء؟!..هل أحزنك أحد ما؟!..


وكأن سؤال سيلا أعطى الإشاره للصغيره حتى يزداد بكائها...مما شتت سيلا لكونها لا تعلم سبب بكاء ملاكهم الصغير... كما أن ليلى ليست من النوع الباكى...إلا إذا كان الأمر عويص...


إقتربت منها أكثر محتضنه إياها... وهى تربت على رأسها بحنان وهى تحاول أن تهدأها...وبعد مرور بعض الوقت هدأت ليلى قليلا...


نظرت لها سيلا بحنان وهى تقوم بمسح دموعها...

وتبتسم لها...ولأنها تعلم أن الصغيره تحب ساب كثيرا وهو يدللها بكثره... ولهذا هى هنا بغرفته تشتكى له ما حدث... رغم أنه ليس هنا....

ف قالت:هل ستخبرينى ما السبب الذى جعل الجميله

تبكى؟!..

حتى تأتى لغرفه أخيها العزيز وتجلس بمفردها وتبكى....


إنعقد ما بين حاجبى الصغيره بقوه دليل على إنفعالها...مما جعل عينى سيلا تتسع من تعبير وجه الصغيره... كيف ل صغيره ب الربعه من عمرها أن ترسم هذه التعابير الشرسه... 


كما تحاول إمساك ضحكاتهاحتى لا تقتلها الصغيره فهى لا يستهان بها...ف ساب الذى لا يهتم لكلام أحد يخشى من غضبها عليه....حاولت رسم الجديه على وجهها لترى شكوة الصغيره....ودعت لصاحبها بالرحمه جراء ما سيحدث له...


ليلى بغضب طفولى ووجه محمر من كثره البكاء والإنفعال:من غيره يصبنى بالألم...ثم يأتى بقطع الحلوى... ويتأسف ويعتذر... ويخبرنى أنه لن يكرر فعلته...ثم لا يمر يوم إلا وأنه يعود ويفعلها....ثم قبل رحيله يوعدنى ولا يفى بوعده.. ويتركنى وحيده ويرحل...أنا غاضبه منه كثيرا... ولم أعد أحبه لأنه لا يحبنى...ثم عادت للبكاء مره أخرى...وعلت شهقاتها 


كانت سيلا بموقف لا تحسد عليه...كما لا يظهر علي ملامحها سوى الصدمه...وهى تردد كلام الصغيره بعقلها... أصابك بالألم..ولم يوفى بوعده...وتركك ورحل...رمشت بعينها أكثر من مره..فهى تعلم تمسك الصغيره ب ساب... ولكن لم تكن تتوقع أن تكون مرتبطه به لهذه الدرجه...


كم تشفق عليه ألا يكفيه ما هو به... حتى تأتى الصغير وتزيد عليه....ولهذا حاولت أن تسترضى الصغيره...فقالت بحنان:أنظرى ليلى ساب رحل لكى يأتى بالحلوى التى تحبينها... كما أنك تعلمين أنه يفضلكى على الجميع هنا.... ألا تذكرينى حين أخبرتينى مرارا... أنك طلبتى منه حلوى وفاكهه بأوقات متأخره من الليل...ورغم أنه يأتى متعب من عمله... إلا أنه يذهب ويجلبها لك...يفعل هذا لأنه يحبك وكثيرا...


كما يعاقبنا جميعا إذا حدث وأخطأ أحدنا بحقك...حتى أنه ميزكى بأسمك... فهو لا ينادكى ليلى بل ليلى الجميله جميلته هو....كل تلك الأمور وتظنين أنه لا يحبك وأنه لا يشتاق لكى...


يا فتاه أظن أن حبه لكى غلب حبه لأمك...قالتها بصوت منخفض يملأه المرح... فضحكت الصغيره فرحه...فهى تعلم أن سيلا صادقه بما قالته...


ولكن ليلى قالت بحزن:ولكنى أشتقت له كثيرا...

فاليأتى هو ولن أطلب منه فاكهه أو حلوى فقط فاليأتى....أريد رؤيته...


تنهدت سيلا من تقلبات هذه الصغير... كما تقسم أن هذه الصغيره ستكون كارثه حينما تكبر.... 


فقالت سيلا بهدوأ:حسنا إن كففتى عن البكاء...أعدك أننى سأحاول أن أجعلكى تريه...حسنا ثم قامت بمد يدها دليل على عقدها إتفاقا معها....


فقفزت الصغيره محتضنه إياها...وهى تضحك بسعاده وتقول حسنا حسنا حسنا...


قالت سيلا بحماس طفولى:إذا هيا بنا نهبط للأسفل... ونرى ماذا يفعلون هياااا....


أومأت لها الصغيره وهى تسبقها ركضا على السلم...تنهدت سيلا وهى تتبعها... وتقول كم أن مهمتك صعبه ف إرضاء هذه الصغيره ساب...


حين نزلت للأسفل.... وجدت كلا من أليس وأمها بالمطبخ... يحضرن الطعام فأبيهاالعزيز أوشك على القدوم... وإن لم يجد الطعام سيتخذه سبب ليقوم بضرب أحدانا...


تتعجب كيف ل أبيها أن يأتى جائع هكذا من نصف يوم بالعمل فقط...بخلاف ساب الذى يذهب باليوم واليومين دون طعام....


وجدت أن أليس وأمها يقومون بعملهم على أكمل وجهه ولا يحتاجان منها شئ.... فذهبت لترى هل تحتاج جوليا ل مساعده... وبالفعل كانت جوليا ترتب الغرفه الخارجيه...وطلبت منها أن تقوم بإعداد المائده... حتى إذا إنتهوا من تحضير الطعام...يقومون برسه دون إنتظار...


كانت ليلى تلعب حولها وتضحك بصوتها الملائكى... كما كانت تساعدها بإعطائها بعض الأطباق التى تستطيع حملها....


وبالفعل لم يمر الكثير من الوقت... وأتى أبيها العزيز وملامحه كما هى تحمل الغضب الشديد... لم يلقى سلاما أو حتى إبتسامه لتلك الصغيره...والعجيب أن الصغيره لم تعطيه أى إهتمام وكأنه ليس هنا....ألم تقل أن هذه الصغيره ستكون كارثه حينما تصبح إمرأة...


جورج بصوت رخيم:أين الطعام؟!..هل سأنتظر اليوم بأكمله حتى تجلبون بعض الطعام...


لم تمر لحظه إلا وخرجت أمها وأليس بصحون الطعام... ووضعوها أمامه وبدأ وحده بالأكل... والمضحك بالأمر أنه لا يسمح لنا أن نجلس معه على طاوله الطعام... فهو يتقذذ من مجالسه النساء...ولأن الله يحبه إبتلا بيته بحفنه كبيره منهم....


ولكنها متيقنه أن رجل ك أبيها سيتعفن بالجحيم السابع...وأنه من المحال أن يحب الله أناس أمثال أبيها... جراء ما فعله بهم وخاصه ساب....


وعلى ذكر ساب كم تتمنى أن يكون هنا...حتى ترى  كيف سيمنعهم أبيها المبجل... من الجلوس على المائده لتناول الطعام....


وعادت بذاكرتها لأيام مضت...


     "فلاش باك"


تتذكر الأيام الذى كان يفعل بها أبيها هذا فى السابق...كما كان يهددنا ألا نخبر ساب بهذا... حتى لا تتأذى أمى بالمقابل... ولأننا كنا نخشى على أمى فلم نكن نتحدث... والمضحك بالأمر حينما يكون ساب بالمنزل... نستطيع أن نجلس جميعا على مائده الطعام....


ويبدوا أن كثره تهديده أثار غيظ الملاك الصغير....

والوحيده التى لا يستطيع أبى الإقتراب منها...ولو بمقدار خطوه واحد... فهو يعلم أن ساب قد يغضب بشده عندما يمس أحدا منا...ولكن هذه غير الجميع يخشى من رد فعل ساب... والذى سيكون تصرفه غير متوقع... إذا إقترب منها.....ليلى أجل ليلى الجميله....


دائما ما كنا نتعجب من تلك العلاقه الغريبه بين ساب وبين تلك الصغيره...يتحدث معها بعفويه يبتسم لها بحب يلبى لها كل ما تريد وينفذه...حتى أننى أظن إن طلبت منه قتل نفسه...سيفعلها دون تفكير فقط ليرضيها... وكم شعرت بالغيره منها مرات عديده...


والغريب لم أكن أنا وحدى من كنت أشعر بالغيره منها....ف جوليا وأليس شعروا بها كذلك...و أدركت ذلك من نظراتهم المشابه لنظراتها... حين كانت تنظر ل ساب وهو يلاطف الصغيره...ولكن للحق هو يميز كل منا عن الأخرى بشئ ما...على قدر إستطاعته...


ولكننا تفهمنا وأدركنا السبب فى معاملتها هكذا ...

يدللها لأنه من حق واحدة منا على الأقل... أن تشعر ببعض السلام... الذى لم يشعر به إحدى أخواتها من قبل... لهذا أصبحت ليلى الجميله مدلله الجميع بلا منازع...


ولهذا قامت ليلى بإخبار ساب بما يفعله أبى.. فى غيابه ونحن نجلس معه بغرفته... تتذكر تلك النظره التى إحتلت عيناه ولكن سرعان ما إختفت...وكأنه قد مل تصرفات هذاالأب الأهوج...والغريب أنه لم يقم بأى رد فعل...تجاه ما سمعه كما ظننا...إلا أنه إسترضى الجميله ولاعبها...


ثم أصبح يأتى يوميا بوقت الطعام ولم يتغيب يوما...مما جعلنى أبتسم بحق... ف ساب يدرك جيدا ماذا يفعل...

وكم تيقنت أنه الوحيد بلا منازع الذى يستطيع أن يتعامل مع أبى بل ويخرسه إن أراد....وبدون أن يصدر منه كلمه واحده.....


وكما هو معروف عن أبى حبه الشديد للمال...ويخشى على المال الذى يعطيه إياه ساب...لهذا كان يحاول قدر الإمكان أن يظهر أمامه بمظهر الملاك....


ولكن لكل منا يوم يسقط فيه أقنعته....وكأن الله أرد أن نرى جميعا ما يحدث... وجعل أبى يدرك أن الخطأ مع أخى معناه اللعب بعداد حياته....


كان أبى عائد من الخارج غاضبا...لسبب لا نعلمه... وما نعرفه جيدا..أنه إذا كان غاضبا يبحث عن أى شئ وأقصد بأى شئ هو نحن...ليفرغ بيه غضبه هذا....


عندما رأته أمى هكذا أسرعت وأمرتنا جميعا بالصعود للأعلى وغلق الأبواب... حقا إن هذه الجمله من أكثر الجمل التى أمقتها...ولكن لا يوجد لدينا ما نفعله غير الإذعان لها...وإلا قتلنا جميعا...


وبالفعل أسرعنا نحو غرفه ما ووقع الإختيار على غرفه ساب...وقمنا بإغلاق الباب جيداا..وتجمعنا على فراش ساب نحتمى به... وكل واحده منها بها خوف يكفى قريه بأكملها...وكم كرهنا هذا الشعور... الذى يلازمنا كلما قام أبى بضرب أمى...


ظلت أصوت اللطم والضرب والتكسير... وبالطبع السب  جميعها تصل لأذننا.....كنا نبكى بصمت فهذا كل ما نملك...ولكن شهقات ليلى إرتفعت...وظلت تردد بعنف وجسد يرتعش خوفا من شده الأصوات الأتيه من الأسفل: أ أريد سا ساب أريد أخى سااب....


حاولت أليس أن تهدأها ولكن الأمر لا يفلح فهم أنفسهم يرتعشون خوفا...رغم أنهم أصبحوا أكبر بالعمر إلا أن خوفهم مازال كما هو داخلهم....


كما أننا منتظرين دورنا بالعقاب الذى لا نعلم سببه..

فحين سينتهى من أمى سيأتى ليكمل سهرته معنا...وكم جعلت هذه الفكره قشعريه تنتشر بكامل جسدى...


ورغم تمنيها أن يأتى ساب كما تمنت ليلى... إلا أنها تعلم أن أبيها سيتغلب عليه ويضربه مثلهم...لهذا تمنت أن لا يأتى....


ولم يمر الكثير من الوقت...وهدأت الأصوات فجأء بالأسفل... وإنتشر صوت خطوات قامه بسرعه إتجاه الغرف...إستمعنا صوت كل غرفه حينما كان يفتحها بقوه..وحينما لا يجد ظالته يبحث بالأخرى...


وكم شعرت بأن المشهد يكرر نفسه... ولكن بدون وجود ساب معنا...وكم كان شعور مرعب... فأبيها يضرب بأى مكان تطوله يده.... كما من الممكن أن يقتلك من شده ضربه وهو غاضب.....


كان الدور الأن على الغرفه التى نختبأ نحن خلف بابها... قام أبى بالضرب على الباب بقدمه  بقوه لينكسر.... وكان مع كل ضربه يعلو صوت بكائنا...


فقامت أليس بجذبى وجذب الصغيره من يدينا وأجبرتنا على الإختباء أسفل الفراش... وجعلت جوليا تختبأ خلفها ووقفت هى بوجه الباب...الذى لن يصمد كثيرا أمامه...لكى تكون هى بالمقدمه...


كنت أرى إرتعاش قدم أليس الشديد من شده خوفها إلا أنها تدعى القوه....كما أن جوليا كانت تتمسك بملابسها بقوه.. وكأن حياتها تعتمد على ذلك...


أما أنا كنت أحاول كتم أنفاسى وأنفاس الصغيره... حتى لا يسمع أصواتنا فيطيلنا ما سيطول أليس وجوليا....


ضربه واحده وسيسقط باب الغرفه...توقف الدفع ضد باب الغرفه للحظه.. ثم سمعنا صوت إرتطام جسد ما أمام الباب بقوه... ومن ثم تم تحطيم الباب بضربه أخيره أدت إلى سقوطه....


خرجت منا جميعا صرخه قويه تزلزل لها جدران المنزل...حتى أننى إنكمشت محتضنه الصغيره بقوه.. وكأننى أريد إدخالها بقلبى... حتى أبعدها عن كل هذا الألم والخوف...كم إزاد إرتجافى وأنا أضمها إلى قلبى حتى شعرت أننى سأقتلها من شده ضمى لها... ولكن فالتمت بضمى لها...على أن تموت بيد هذا الوحش....


وحين وجدت أن أليس وجوليا لم تعد تصرخان... كما لم يتحرك أبى الواقف أمام الباب...بل ظل مكانه ولم يهجم عليهم لقتلهم كما توقعنا...


تعجبت ولكن أذنى ألتقطت... أليس وهى تقول بصوت مرتجف... ومبحوح من كثره الصراخ والبكاء:... أسم ساب... 


ظل عقلى يسأل من هذا  ال ساب...وكأننى إنفصلت عن الواقع...أجل الخوف قد يصيبك بفقدان مؤقت للذاكره...


ولم أكن أنا وحدى من ألتقطت الإسم بل ليلى سمعته كذلك...وكانت الأسرع برد الفعل..فأنا ظللت مكانى للحظات حتى أستوعب أن ساب هو الوقف بالباب لا أبى...كما أن أليس وجوليا لم يتحركوا من مكانهم...


خرجت ليلى بسرعه البرق من أسفل الفراش وأسرعت إلى ساب...كما أننى أخرجت رأسى فقط لأتأكد أنه ساب أخى... هو الواقف حقا أمام الباب وليس أبى...


وحين نظرت له وجدت بعيناه نظره سوداء... لم أراها من قبل بعيناه...ظل ينظر لنا على التوالى بصدمه وأنفاسا لاهثه.. كما أن جسده بدأ يرتعش غضبا...وعروق رقبته بدأت فى الظهور.....


إلا أنه عاد وثبت نظره على ليلى ثم قال لها بصوت خالى من الحياه:جميلتى بخير أليس كذلك؟!...أم أنه جعلكى تتألمى أنتى الأخرى...


صدقا لقد إقشعر جسدى من نبره صوته...وإبتلعت ما بجوفى وخرجت من أسفل الفراش...ووقفت بجوار أليس وجوليا اللاتى لم يتحركن من مكانهن...كما أننى لم أستطيع التقدم كما فعلت الصغيره...  فوجه ساب ليس مبشر.... كما أننا مازلنا لم يستفيقوا بعد من صدمتنا بوجود ساب أمامنا....


قالت ليلى ببكاء وشهقه عاليه...وجسد ينتفض رعبا جراء ما حدث لهم.... وكأن الأمر يحتمل أكثر مما هو عليه حتى تزيده هذه الصغيره:  ل لق لقد قا قام بض بضرب أم أمى ساب...أر أرد ضر ضربنا كذ كذلك سا ساب...أن أنا خائفه...أرج أرجوك لا لا تت تتركنى...وعلى بكائها الذى كانت تكتمه منذ البدايه...

وكذلك شهقاتها مع إنضفاضه جسدها...


نزل ساب لمستوها وقام بإحتضانها بأليه...وكأنه ليس هو رغم أنه يحاول أن يهدأها...إلا أن هناك هاله مرعبه تحيطه...كان يحتضنها وينظر بإتجاهنا ويتفحصنا... ليرى هل نحن بخير أم طالتنا يد أبى...


أبعدت عينى عنه ولكن جذب نظرى جسد أبى الملقى أرضا غائبا عن الوعى...إتسعت عيناى هل ساب من قام بهذا...


أعدت عيناى إليه وجدته ينظر لى...ثم أشار للصغيره فهمت أنه يريد منى أخذها منه...


نظر لنا وقال بصوته الهادى والذى لا يحمل أى مشاعر تدل على إنسانيته:إتبعونى...


وإلتفت واقفا أمام جسد أبى...و قام بجر قدم أبى وظل يهبط الدرج بتمهل...

وجسد أبى خلفه ورأسه تضرب بكل درجه من درجات الدرج...


وصل ساب لجسمان أمى الملقى أرضا...كدنا نركض إتجاها...إلا أن ساب أمر بحده جعلت أقدامنا تتسيب مكانها:لا تتحركن... وبالفعل بقينا مكاننا لا نتحرك...


ترك ساب قدم أبى... وذهب بإتجاه المطبخ... نظرنا لجسد أمى الذى لا يتحرك والمليئ بالكدمات...بكينا فنحن لا نملك سوى البكاء لهذا جلسنا أرضا نبكى على حالنا....


وكانت أليس تحتضن الصغيره لصدرها... حتى لا تجعلها ترى أمى هكذا...وكنت أتمسك بيد جوليا بقوة...وكأننا نستمد بعض القوى المتبقيه من بعضنا البعض....


لم يمر كثير من الوقت... إلا وعاد ساب ومعه حبل ودلو مليئ بالماء....وقف أمام أبى وظل ينظر له...

لم تذهب عيناه تجاه أمى الملقى أرضا... منذ هبطنا من الأعلى... 


ثم نظر إتجاهنا وقال بصوت ثابت:صدقا حاولت الإبتعاد عن أذيته قدر إستطاعتى ألا أنه تمادى...وأنا لم يعد لدى طاقه لأفعاله هذه...ولكن أنا أعتذر منكم جراء ما سترونه الأن... ولكن هذا حقها أن تروه كما رأيتم ما كان يفعله بها...


ثم جذب دلو المياه وألقا ما به من ماء بأكمله على أبي الساقط أرضا...وبالفعل قام أبى جالسا يحاول أخذ أنفاسه...ويمسك برأسه التى تؤلمه حد الجحيم...


إنتظر ساب لدقيقه حتى يعود أبى الجالس أرضا لكامل وعيه...وهذا ما تعجبت له... لماذا يريده ساب بكامل وعيه؟!.. 


لو كنت أنا بموقفه لقمت بضربه وهو بغير وعيه... لا أنتظره حتى يعود لكامل وعيه... وحينها سيضربنى وبقوه أيضا...


ولكن هذا ساب لا يستطيع أحد توقع أفعالها...


وبالفعل مر بعض الوقت و إستعاد أبى وعيه...أدركت ذلك حين نظر بإتجاهنا بشر مطلق...لا أعلم لما ينظر لنا بتلك الطريقه.. ثم قام واقف وهما أن يأتى بإتجاهنا...


إلا أن ساب قام بإلقاء الدلو بقوه على الأرض... مما سبب بصدور صوت مرتفع... أدى إلى جذب إنتباه أبى...فإلتفت خلفه فوجد ساب واقف أمامه...نظر له قليلا ثم تحول بكامل جسده إتجاه ساب... والذى لم يحرك ساكنا بل كان يحمل من البرود واللامباله ما قد يقتل من أمامه....


جورج بغضب عاد له من جديد:أنتى من قمت بضربى على رأسى أيتها العاهره الصغيره...أتظنى أنكى رجل تستطيعى أن تقفى أمامى هااا...حسنا لقد أعطيتك قيمه أكبر من حجمك أيتها العاهره... والأن سأريكى مكانتك الحقيقه هنا... 


حسنا لقد أدركت لما كان ينظر إلينا بتلك الطريقه... لقد ظن أن واحده منا قامت بضربه على رأسه.... فسقط غائبا عن الوعى... ولكن أدرك أنه ساب وليس نحن...


وصدقا كانت أعيننا متسعه بقوه... كما أن أنفاسنا توقفت... وأفواهنا منفتحه من شده الصدمه التى تلقيناها توا... أبى يحدث ساب على أنه سابين وهو من كان يضربنا إذا حدثنه هكذا...بل ويصفها بالعاهره....حسنا هذا اليوم لن يمر مرار الكرام...


إقترب أبى من ساب بسرعه وغضب كان يشع من كل جسده..... وساب ينظر له بإبتسامه متسعه... تعد إبتسامه شخص مختل ليس له عقل...إنها إبتسامه ولكنها أرعبتنا...


كاد أبى أن يمسكه من رأسه... إلا أن ساب أمسك يده بسرعه وسلاسه.... وقام بثنيها بقوه... حتى إستمعنا لصوت عظام أبى ينكسر...


هنا ولأول مره بحياتنا نسمع صوت صراخ أبى لا صراخ أمى من شده الألم...والغريب بالأمر أننا لم نتأثر بصراخه وكأن صراخه لحن موسيقى يريح أعصابنا....وأدركت وقتها أننا جميعا مريضون لعدم تأثرنا بصراخه...وأن حياتنا هذه لم تؤثر فقط ب ساب وحده بل نحن كذلك...


حتى الصغيره إبتعدت عن أحضان أليس... وظلت تنظر معنا على ما سيفعله ساب بأبينا...تركناها تنظر لعل هذا يجعل قلبها يستريح... بعد الإنتفاضات التى حدثت له منذ قليل... على يد القابع أمامنا يصرخ من ألم يده...


لم تخفض أى واحد منا نظرها...كما لم نعد نبكى وأدركنا التالى:أن ساب أرده واعيا... حتى يشعر بالألم وهو ينتشر بكامل جسده... وهو بكامل وعيه... كما أرده مستفيق حتى لا يتخذها أبيها العزيز حجه... أن ساب قام بضربه وهو فاقدا للوعى...كم أنت رجلا حقا ساب...


لم يقترب منه ساب بعد أن قام بكسر يده... ظل مكانه لم يتحرك قيد أنمله... ولكن نظره لم يبتعد عن أبى...فقال بإستهانه وإحتقار:ماذا ألست رجل... كيف لألم خفيف ك هذا... يجعلك تلهث ك كلب أوشك على الموت...


نظر له أبى بحقد كبير وتحامل على يده السليمه حتى يقف مره أخرى...إلا أن ساب ركل يد أبى بقدمه بقوه... كما يقوم الأطفال بركل الحصى... فسقط أبى على الأرض مره أخرى على وجهه...


جورج بصوت مرتفع وحقد دفين:أيتها العاهره أتظنى أننى سأصمت لكى سأريكى....قالهاوهو يأن من شده ألمه...


إبتسم ساب وقال بإستهانه:حقا!!ها أنا أنتظر منذ مده وأنت هو المتأخر جورج... أم أن السقوط أرضا قد لاقى إستحسانك...


قال جورج بحده وهو يحاول أن يقف.... فمازالت رأسه تؤلمه بشده...ولكنه يحاول أن يركز كما أن ألم يده لا يطاق....


أدرك ساب ما يفكر به الوغد أبيه...الغبى يظن أن الألم الذى يحتل رأسه... بسبب الضربه التى تلقاها منه أمام باب غرفته... ولكن هذاما أرده أن يظن أن ضربته بتلك القوه....


إنتظر ساب هذه المره إلا أن إستقام أبى بوقفته...أدرك جورج أنه لن يستطيع مواجهته...

ولكن كبريائه يلح عليه أن يأخذ بثأره منه...


ولغبائه إستمع لكبريائه وقرر أن يراوغه ثم يقوم بضربه....فأظهر ل ساب نظره الخضوع والخوف المزيف وكأنه قد أذعن....والذى إلتقطه ساب بسهوله... ولكن تركه يفعل ما يحلو له...فنهايته ستكون على يده اليوم....


جورج بصوت ماكر ك مكر الثعالب:أعتذر ساب ف أنا لم أكن بوعى بنى...كما أننى أبيك فلا يجوز أن تقوم بضربى...أليس كذلك!!!..


وإقترب منه يسترضيه... فقام بمد قدمه فى محاوله لعرقله ساب... ثم قام بإمساك ساب من رقبته بقوه بيده السليمه ليقوم بخنقه...وقد تحولت نظراته ل شيطان...


هنا إتسعت نظراتنا رعبا وخوفا... أن يصاب ساب بأى أذى....ولكن لا نستطيع التدخل...


جورج بشر:أنتى أيتها الوضيعه تريدن ضربى سأقتلك قبل أن تفكرى بهذا...


كان يضغط على رقبته ببعض القوة... ولكن ليس لدرجه إمتناع الهواء من الدخول إلى رئته... كما أنه أعطاه فرصته وحان الأن دوره... فقام ساب بإعطائه لكمه قويه بصدره... أدت إلى تراخى يد جورج عن رقبه ساب... 

وهو يغمض عيناه بألم...لم ينتظر ساب بل أعطاه لكمل أقوى بذات المكان...وأخرى وأخرى إلا أن إستمعنا لصوت عظامه الذى إنكسر تحت قبضته...


كاد جورج أن يسقط فأمسكه ساب يسانده وهو ينظر لعيناه بشر مماثل لشره....


وقال بصوت يملأه الكراهيه:أليس هذا ما أردته أنت.. ذكرا يحمل إسمك وليس حفنه من العاهرات...هنيئا لك فقد حصلت عليه للتو...


ثم دفعه بعيدا عنه فسقط أرضا...لم ينتهى ساب منه بل جلس فوقه يسدد له اللكمات بكل مكان تطوله يده...مع حرصه ألا يجعله ميتا...وكلما حاول جورج حمايه وجهه او جسده من اللكمات التى تصل إليها...كانت الضربات تصبح أقوى...


وبعد أن أكتفى ساب من ضربه ولم يترك به جزء سليم...  نظر لعينى أبيه... وقال بكراهيه:أنا لم أراك وأنت تقوم بضربها... لهذا  أعتذر منك أبى يجب على كسر كلاهما... وقام بكسر اليد الأخرى...ومعها علا صراخ جورج وبكائه... لعدم قدرته على إحتمال الألم.....


قام ساب عنه وجزبه من ملابسه يجره... حتى أصبح جسده بجوار جسد أمه.....وقال له بحده وهو يجبر جورج على النظر لأمه:أنظر لصنيع يدك... أليس رائع؟!.. ولأننى إبنك المفضل... أردت أن تكون قدوتى وقررت أن أرسم لوحه مشابه للوحتك... التى قمت برسمها على جسد أمى... أتمنى أن أكون قد رسمتها جيدا... 


نظر ساب لأخواته وجدهم ينظرون لأبيه بكراهيه شديده...كما أنهم كفوا عن الإرتجاف والبكاء...هنا إبتسم ساب بشيطانيه.... وقال لأبيه وهو يرفع جسده ليرى النظرات الموجه إليه:أنظر إن فتياتى قد أعجبهم العرض الذى قدمته لهم... أليس كذلك جميلاتى؟!..أومأ برأسهم موافقه على كلامه...


فترك رأسه لتصدم بالأرض يحاول أخذ أنفاسه بصعوبه... ونظر للفتيات بحنان وقال:هيا جميلاتى كلا منكم تجلب شئ لمساعده أمى..لم يكرر كلامه ف بالفعل قمن بتقسم أنفسهن... وذهبت كلا منهم لجلب ما قد تحتاجه أمهم....


ثم ذهب ساب  بإتجاها ونظر لها للمره الأول منذ هبط من الأعلى بحزن شديد وإذاد إنعقاد حاجبيه ...

ثم حملها برقه كأنها زجاج يخاف أن ينكسر بيده...ووضعها على الأريكه...أول من أتى كانت الصغيره... تحمل وساده وغطاء بيديها الصغيره... تجره خلفها... وهى تأتى إتجاه تجرى بخفه...


إبتسم له ساب وقبل مقدمه رأسها... وطلب منها وضع الوساده أسفل رأس أمه... بعد أن يقوم برفع رأسها...وبالفعل وضعتها وسمح لها بأن تقوم بوضع الغطاء عليها....


أتت أليس بماء دافى من المطبخ...وجوليا بقطعه قماش نظيف وناعم من غرفتها.... واما أنا أتيت ببعض الأعشاب التى أحتفظ بها معى لمثل تلك الأمور...فهذه هى الأشياء... التى جعلتنى أحب كل هذا الكم الكبير من الكتب...حتى أستطيع معالجه أمى حين يصيباها غضب أبى...


أعطت أليس المياه ل ساب وكذلك أعطته جوليا قطعه القماش...قام هو بمسح الدماء العالقه بجسدها بنعومه حتى لا تشعر بألم رغم كونها غائبه عن الوعى...بيد واليد الأخر كانت بحوزت ليلى... لم يستطيع أن يطلبها منها حتى لا تحزن... وقمت أنا بتحضير العلاج...


خلال هذا تكلم ساب موضحا السبب فى عدم حملها من الأرض منذ البدايه...


ساب بهدوأ وصوت ثابت به حنان:لم أجعلكم تحملونها حتى لا يتأذى جسدها...ولم أستطع أن أحملها أنا... لأننى أقسمت أننى لن أحملها إلا إذا إمتلأت يدى بدمائه...كما إمتلأت يدى بدمائها بالماضى...كما لم أريدها أن تكون مستيقظه... لأننى متيقن أنها ستمنعنى من ضربه....ولم أكن سأطيعها وحينها سيتبكى...


ثم نظر للفتيات بمرح قليلا ما يظهر به...وأنتم تعلمون كم أن أمى ملكه البكاء...وستقوم بقتلنا جميعا ببكائها...هنا إبتسمنا جميعا على كلامه الصادق...


سألته أليس بثبات:إذا لما جعلتنا نراك وأنت تضربه؟!...أجل هذا كان سؤالى أنا كذلك... وأظن من نظرات جوليا هى كذلك تتسأل عن السبب...أما الصغيره فليست معنا.... بل تقوم بترتيب شعر أمى بيد... واليد الأخر مازالت متمسك بيد ساب بقوه...


نظر لها ساب بقوه تبث داخلك الراحه والحمايه... كما نقل نظره لنا أنا وجوليا... حين لاحظ وجود السؤال ذاته بداخل عيوننا...


ساب بقوه:جعلتكم تروا ما فعلته به... حتى لا يستطيع أن يقترب من واحده منكم بالمستقبل... وإن حاول إخباركم بعكس ما حدث اليوم... ف لن يستطيع لأنكم شاهدموه... ف لن تصدقوه لأنكم رأيتموه وهو ينازع الموت...ولن تشكوا ولو لمره واحده...أننى قادرا على الأتيان بحقكن من أى مخلوق...حتى وإن كان أباكم... لهذا لا أريد أن أرى نظره واحد تحمل الخوف داخل أعينكم... أفهمتم... 


اومأنا موافقين على ما قاله...ثم أكمل بسخريه.. كما أنه لن يحاول التكلم معكم لأكثر من عام مقدما...

ويكفيه الصغيره وما ستفعله به إن قام بشئ لا يعجبها...ونظر ل ليلى وقال بصوت حنون:أليس كذلك ليلى الجميله؟!...أومأت له ليلى بشراسه تناسبها...


كان قد إنتهى ساب من تنظيف جروجها...و كنت أنا إنتهيت كذلك من صنع الدواء...فقام هو من جوارها وسمح لى بأن أبدأ عملى...وبالفعل جلست مكانه وبدأت بوضع الدواء على جسدها بأيدى مرتعشه...خوفا من أن أزيد من ألمها...تعلم أن العلاج سيهدأ من ألمها... إنتهت من وضعه على أماكن الإصابه...


وقمت مبتعده واقفه بجوار أليس وجوليا وبالطبع ليلى تلتصق ب ساب...


طلب ساب بهدوأ من أليس أن تأتيه بكوب من الماء...

ذهبت أليس وأتت بكوب المياه سريعا...نظر ساب إلى ليلى... وطلب منك أن تترك يده لدقيقه فقط...يساعد أمى حتى تفيق... ثم تتمسك به كيفما تشاء...وافقت ليلى وأبعدت يدها عنه...


حينها إقترب ساب من أمى وقام برفع رأسها قليلا...وبلل شفتيها بالمياه...وظل يناديها بحنان يذيب العظام:حبيبتى أمى جميلتى هيا إستيقظى لقد إشتقت لعيناكى غاليتى... وظل يدلك لها وجهها برفق...حتى يساعدها على الإستيقاظ...وبالفعل بدأت أمه فى إستعاده وعيها...


كنا جميعا ننظر لها بتركيز... وحين فتحت عيناها وجدت ساب ينظر لها بإبتسامه جميله إبتسامه أم لأبنتها...رغم أن واقعنا العكس... ولكن هذه هى الحقيقه فدائما هذه نظرت ساب لأمى...


حين إستطاعت فتح عيناها بالكامل وعادت لها ذاكرتها...نظرت بهلع ل ساب وأمسكت بكتفه وهى تقول بخوف وكليمات مقطعه.. كما إمتلأت عيناها بالدموع:سابين إخوتك أبيكى أخوتكى سيقتلهم سابين إنقذيهم...كانت تتكلم بسرعه لا تعطى فرصه ل ساب أن يتحدث...


إضطر ساب أن يتحدث بحده خفيفه لتصمت..ساب بحده:أمى أهدأى جميعهم بخير...وظل يمسح على رأسها بحنان وحب... وبالفعل هدأت وبدأت تنظر حولها فوجدت بناتها أمامها وجميعهم بخير... 


فأكمل ساب بثبات وعهد... لا تخافى أمى لن يحدث لهم شئ مادمت على قيدالحياه...لن أسمح بأن يصيبهم أذى حتى وإن كانت حياتى مقابل حياتهم...لهذا لا تخافى حبيبتى أنا هنا ولن أترككى او أتركهم أبدا..وأخذها بحضنه يضمها إليه بهدوأ حتى لا يؤلم جسدها المصاب....


لا أعلم متى بدأت عينى تذرف الدموع... على حالنا الذى يعد ضربنا من ضروب الجنون...


على أمى المصابه بشده وأخى الذى يعدها أن يضحى بنفسه من أجلنا أكثر مما ضحى...وأبى الملقى خلفنا فاقد للوعى من شده الألم...ونحن لا نلقى له بالا...


أبعد ساب أمى عنه وجعلها تعود للخلف لتريح جسدها...ثم سألها بإهتمام:أنتى لست بخير ما الذى يؤلمك؟!..


ردت أمى بصوت متعب حاولت جعله طبيعى ولكن لم تفلح:أنا بخير صغيرتى...ثم تجعد ما بين حاجبيها وقالت أين هو أبيكى؟!..هل رحل؟!..


قال ساب بصوت ثابت: بل مازال هنا ولم يرحل بعد...


فقالت أمى بخوف:أين هو؟!.. وكيف سمحتى لأخوتكى بالخروج... من الممكن أن يقوم بضبركن جميعا...


كاد ساب أن يجيب لكن قزم بيتنا من أجابها بإبتسامه واسعه:لن يستطيع فعلها أمى... فقد قام أخى بجره على الدرج... كما قام بكسر يداه... وظل يلكمه بقوه هكذا... وظلت تحاول أن تقلد ساب حين قام بضرب أبيهم... وتقول ضربه هكذا تش تش تش... إلا أن ذهب إلى النوم.... أنهت حديثها بإبتسامه كبيره وفخوره بما قالته...وهى تنظر لهم...


قامت أليس بأمساك رأسها على الكارثه الصغيره التى أمامنا...وجوليا تنظر لها بإتساع ولا يصدر عنها أى رد فعل...كما أننى ظللت أهز رأسى... على تلك القزمه التى ستدمر كبرياء أبى... كما قال ساب منذ لحظات...


لم تستوعب أمى أى شئ مما قالته ليلى... فنظرت ل ساب وعلامات التعجب تملاء وجهها...وسألته:ما الذى تقوله هذه القصيره؟!..


حسنا هذا ليس الوقت المناسب... حتى تدخل أمى بشجار مع القزمه أقصد ليلى الجميله...


تحولت نظرات ليلى ل شرسه وكادت ترد على أمى... إلا أن ساب أدرك أنها سترد الكلمه لأمى لهذا...قام بوضع يديه على فمها...وظل يخرج كلاما غير مفهوم منها وعى تنظر لأمى بشر وكأنها قتلت من تحب...

والمضحك بالأمر أن أمى تخشى من تلك القزمه...لأنها قد تظل تصرخ بوجهه إلى أن تعتذر منها أمى وتخبرها كم هى أسفه...


وبما أن أمى كانت غائبه عن الوعى نسيت هذا...لهذا وضعت يدها على فمها حين سمعت أذنها ما قاله فمها...صدقا فاليقوم أحد بقتلى... كيف لأم أن تخاف من إبنتها التى لم يتعد عمرها الخمس سنوات....


قام ساب بالتكلم فى أذنها بكلام لم نسمعه...جعلها تهدأ ولكن تحولت نظراتها لعبوس شرس ووقفت صامته...


وكالعاده تناست أمى ما قالته القزمه... لأنها مهتمه الأن بكيف ستعتذر لها...هذه هى أمى عقل طفل بجسد إمرأة شديده الجمال...


ساب بصوت قوى حتى يلفت إنتباه أمى:ما قالته الجميله صحيح أمى...


هنا إتسعت عينى أمى وقالت بهلك:كيف هذا هل أصابك هل أنتى بخير صغيرتى...


أجابها ساب بحب:أجل أمى ولكن أريدك أن تعدينى أن تتركينى أفعل به ما أريد...كادت تعترض فإستغل نقاط ضعفها جيداا...من أجل سابين أمى أرجوكى من أجلى....


جميعنا يعلم أنه لا يذكر أسمه مطلقا...ولكن يعلم يأثير اسمه جيدا على أمى بصفه خاصه...وبالفعل أومأت له موافقه...فظهرت إبتسامه مجنونه على وجهه...


قام من جوارها فظهر لها جسد أبى... الملقى أرضا ولا يوجد جزء بجسده ليس مدمى...شهقت واضعه يدها على فمه من صدمه ما رأته...وظلت تشاهد معنا ساب وهو يقوم بربط كلا قدميه......وقام بجره للغرفه الخارجيه...ثم أغلق الباب خلفه....


نظرت لنا أمى وقالت ومازالت ملامحها تظهر عليها الصدمه: ما الذى حدث أخبرونى بكل ما حدث...ختمت كلامها وهى تنظر ل ليلى...


وكانت أول من رد عليها هى القزمه فقالت بشراسه وهى تجلس مبتعده عنها:لن أخبركى بشئ إذهبى إليهن لتعرفى ما تريد...ألست أنا القصيره؟!...


حسنا ساب قد تركنا ستقوم إحداهم بقتل الأخرى...


لهذا تركناهم يتشاجرون... وقامت كل واحده منا بتنظيف المكان المحيط.... وإزاله الدماء العالقه بالأرض...


كدت أبدأ أنا الأخرى... إلا أن خروج ساب من الغرفه أوقفنى... كما أنه أشار لى أنا أذهب إليه....قمت بترك ما بيدى وذهبت إليه...فطلب منى مسكن....ولكن أقل فعاليه من مسكن أمى...أومأت له وصعدت لغرفتى لأجلب بعض الأعشاب التى أخبأها...وأقوم بعملى...


ظل أبى بهذه الغرفه شهرا بأكمله لا يتحرك إلا عند قدوم ساب...ولم يقم أحد منا بخدمته... ف ساب هو من كان يقوم بخدمته... كان يطعمه ويغير له ملابسه يساعده فى دخول المرحاض كذلك...


كان يقسم وقته بين البيت وبين العمل وبين أبى...لم أراه يتذمر يوما واحد.... لم أراه متعب.... دائما ما رأيته متبسما حنونا متفاهما.... وصدقا كان هذا أفضل شهر مر علينا بحياتنا كلها.... فشكرا لك سابين 


"إنتهاء الفلاش باك"


كانت إبتسامه سيلا تشق وجهها... كلما تذكرت ما حدث حتى أن جورج لاحظ هذا... 


فقال جورج وإحدى حاجبيه مرفوع:ما المضحك يا فتاه... أخبرينى حتى أضحك معكى...


لم تختفى إبتسامه سيلا وقالت بثقه وعيناها بعينيه:تذكرت أخى ساب وكم نحن مشتاقون إليه...


كاد جورج أن يشرق بطعامه...فهو يدرك ما ترمى إليه... ف سواء هى أو الشيطانه الصغيره... لا يكفون عن تذكريه بما حدث منذ شهور قريبه...


فقال جورج بعجرفه: لما لم تجلى صحونا لكم أيتها المرأة البلهاء... إذهبى وإجلبى لكم صحون لتأكلوا... فأنا لن أكل هذا الطعام بأكمله...


كانت كلا من جوليا وأليس يحاولن منع ضحكاتهم...

ولكن الصغير لم تحاول منعها... فرغم صغر سنها إلا أنها تفهم كل ما يقال أمامها... حتى وإن كان كلاما مشفرا....


ليلى بصوت ضاحك وهى تجلس على كرسيها:أجل حين ذكرتيه بأخى تذكر أنه لا يجب أن يغضبنا...


ولكى تزيد الطين بله...قالت بإبتسامه صفراء:أتعلم أبى أننى كنت سأخبر أخى عن هذا... أنك لم تجعلنا نجلس على طاوله الطعام...ولكن... لم تكمل كلامها وتركته معلق... ثم قامت بهز كتفيها دليل على عدم إخبارها ل ساب بما فعله أبيها....


قال جورج بصوت مسموع:أيتها اللعينه...ثم قام تاركا الطعام...وكاد يخرج من البيت ألا أن سيلا أوقفته...


سيلا بصوت مرتفع حتى يسمعها: أريدك أن تعلم أننى سأذهب ل أخى اليوم...


لم يرد عليه وأكمل سيره ولكن توقف ثم إلتفت وعاد إليهم وقال لها:إذا أخبريه أننا نحتاج مال ولا تأتى بدونه أفهمتى....ولم يترك لها فرصه للرد... بل خرج من البيت سريعا...


فتنهدت سيلا بتعب وهى تجلس على كرسيها بحزن...فقالت جوليا:ليتكى لم تخبريه بذهابك ل ساب..ماذا ستفعلين الأن...


قالت سيلا بحزن:لا أعلم... ثم نظرت ل أليس لعلها تفيدها...ولكن أليس ستظل أليس.. أكثر فتاه متسرعه بالتاريخ...


أليس وهى ترفع كلا يديها:ليس لى دخل بما أقحمتى نفسك به...فنظرت لها سيلا وكانها تقول لها حقا...


حسنا إن كان كلا منا أخذ من أمى صفه لا توجد بالأخرى.... ف أليس أختارت سرعه الإندفاع بالكلام مقدمه ثم الندم عليه بعدها...تمام ك أمى...


فتنهدت أليس بإنزعاج وقالت:حسنا أخبريه بما قاله لكى  أبى... وساب سيخبركى بما تفعلين... هو سيعطيكى الحل لا تقلقى...


إبتسمت سيلا وجلسنا ينتظرن أمهم... حتى يبدأن بتناول الطعام.... خرجت فكتوريا من المطبخ ومعها الصحون..تعجبت حين لم تجد جورج...


فكتوريا بسؤال:أين ذهب والدكم يا فتيات؟!..


أجابتها جوليا بلامباله:قال أنه قد تأخر عن العمل ف رحل...


أومات لها فكتوريا وقامت بإعطاء كلا منهم صحنها حتى يبدأن بتناول الطعام...وكالعاده قبل أن يتناولن أى شئ...


فكتوريا بحزن: لو أن ساب هنا يا ترى هل يأكل أم ينسى تناول طعامه...


فقالت أليس ببرود:فالترحمينا أمى... ف ساب لم يرحل لبلدا أخرى... كما أنه لم يتغيب سوى ل ثلاثه أيام فقط.... وهو ما يعادل طبعه بالعمل بورشته الخاصه... أجل جميعنا نفتقده وبشده... ولكن فالتراعى أن هناك صغيره..... كلما ذكر إسمه لا تكف عن البكاء والنواح... كإمرأة خانها زوجها....فأرجوكى أرحمى قلوبنا أرجوكى...


عبست أمها وكذلك ليلى... ولكن لم تتحدث أمها وبدأت بتناول طعامها... بخلاف ليلى التى تنظر لها بشر...


ليلى بغضب وهى تضرب مقدمه الطاوله بيديها الصغيره دليل على شده غضبها:أنا لا أبكى ك زوجها خانها زوجها... أيتها البلهاء الطويله...خاتمه كلامها بصراخ...


كادت أليس أن ترد عليها... إلا أن نظره من عينى فكتوريا وهى تهز لها رأسها بالنفى أوقفتها... ليس لأن أمها أمرتها بذلك... وإنما لأنها ذكرتها أنها إن ردت على الصغيره... بالفعل ستبدأ ليلى بالبكاء وإذا بدأت بالبكاء لن تصمت... حتى ولو قامت أليس بقتل نفسها لتجعلها تكف عن البكاء.....


لهذا نظرت لها بغضب مماثل ونظرت لصحنها...

فإبتسمت ليلى لأنها تدرك ما فعلته أمها... أجل بدأن يتعلمن كيف يحترمونها... 


وحين إلتفتت ليلى تنظر لجوارها وجدت سيلا تنظر لها وإحدى حاجبيها مرتفع...وكأنها تسألها حقا.. إذا من تلك التى كانت تبكى بالأعلى... وتنوح كما قالت أليس الأن...


ولكن ليلى لم تعطيها إهتمام وعادت بنظرها لصحنها وأكملت طعامها...هزت سيلا رأسها على أهل هذا البيت... الذى لا يوجد به شخص واحد سليم العقل...


❈-❈-❈





لاحظ وليم غياب الفتى عن الوعى...ولكن هذا لا  يقلقه الأن... فلقد تخطى المرحله الأصعب...ولكن الأن  جسده لا يحتاج الأن سوى للراحه... والتى يستحقها بجداره...


وبعد أن إنتهى من عمله... إستدار حتى يأخذ الغطاء لوضعه على الصبى.... حتى لا يشعر بالبرد أثناء نومه..


ولكنه فزع حين وجد الملك واقفا خلفه...ولا يصدر منه أى صوت يدل على وجوده... فتعجب من هذا فهذا ليس من شيمه.... فأنه يثبت حضوره لأى مكان يذهب إليه...ولكن من الممكن أنه لم ينتبه... لأنه كان يضع كامل تركيزه بإصابه الفتى...


فقال وليم بهدوأ وهو يضع الغطاء على الصبى الذى وقع أسير النوم:أعتذر مولاى لم أنتبه لحضورك... هل حدث أمر ما؟!.. 


لم يجب الملك عليه... فتعجب وليم لعدم رد الملك على سؤاله... فظن أنه لم يسمعه جيدا...وهذا زاد من تعجب الحكيم وإنعقاد حاجبيه.... ف الملك معروف أن لديه حسه سمع قويه...


فإلتفت ليرى ماذا يحدث...وكاد يسأله مره أخرى.... ولكنه وجد نظر الملك معلق بالفتى النائمه بتركيز شديد...وكان منفصل عن العالم المحيط... وكأنه يحاول الدخول لعقل الصبى الراقد أمامه براحه الأن...


إرتفع حاجبى الحكيم بشده من تلك النظرات...فهو لم يرى الملك بهذا الحاله من قبل... فتسائل ما هى علاقته بهذا الفتى؟!....


أم أنه حضر الأمر من بدايته لهذا تأثر بما حدث للفتى... ولكن أبعد هذا الإحتمال كذلك... لأن هذا ليس من طباع الملك... لأنه لو كان يتأثر لأحد لكان تأثر ل موت الوزير بتلك الطريقه الوحشه على يد ذئبه...حتى وإن كان خطأه يدعوه ل قتله بتلك الطريقه....


خلال هذا كان إستيفان  يدور داخله حرب طاحنه...إنه غاضب وبشده من ذاته.. ومن هذا الفتى بذات الوقت..وما هو واثق منه أن هذا الغبى ترك قدمه هكذا طوال اليوم فقط عنادا به...ولكن فاليستفيق وحينها سيجعله يدرك كيف يعانده بهذه الطريقه؟!...


لم يخرجه من شروده سوى سؤال الحكيم.. والذى قال بقوة لجزب إنتباه:أتعرفه؟!...


فإلتفت له إستيفان بنظرات حاده غاضبه...تعجب لها وليم...ولكن ظل صامتا حتى يرى ما الذى يريده الملك..أو يجب على سؤاله...


إستيفان بملامح غيرةمقروئه وصوت بارد متجاوز سؤال الحكيم دون الإجابه عليه:أعتقد إذا ظل وليم بجوارها... يتحدث لها.... فهذا قد يعطى نتيجه ما.... فهذا ما فعلته بالسابق وأتى معها بنتيجه جيده....


وكما توقع وليم أنه إستيفان... ولن يحصل منه على إجابه لسؤاله... ما لم يرد هو أعطاه إياها... 


فقال وليم برزانه ووقار:ليس بأيدينا سوى المحاوله...فنحن لن نخسر شئ إذا فعلنا... 


أوما له الملك وإلتفتت يغادر المكان...ولكنه توقف مكانه وهو يغمض عيناه بقوه... وكان يحارب شيئا ما بداخله يريد الخروج ... ولكن وكأن ذلك الشئ هو من إنتصر...لأن الملك سأل الحكيم دون أن يستدير...


إستيفان بخشونه مع صوته ذو البحه الفريده:هل سيتحسن؟!...


أدرك الحكيم من الطريقه التى طرح بها الملك سؤاله.. أنه يحذره من طرح أى سؤال عن أى شئ...

وإحترم هو هذا...


فأجابه الحكيم بعمليه وهو ينظر لظهره: أجل سيتحسن..فهو رغم بنيته الضعيفه...إلا أنه قوى وعنيد....فلقد رأيت رجال أجسامهم أضعاف جسده... 

ولا يتحملون مثل هذا الألم...ثم ختم كلامه ب لا تقلق عليه...وهو ينظر للفتى النائم بعالمه الخاص...


عندها إنسحب الملك من الغرفه وكأن شيطانا تلبسه...

وهو يكرر العديد من اللعنات داخله... على ذله لسانه ف لم يكن عليه أن يتسأل عن حاله الصبى...فهذا العجوز لن يصمت إلا عندما يعرف كل شئ...فهو ك إبنه اللعين لا يختلف عنه كثيرا....إذا لفت نظره شئ يظل يبحث عنه حتى وإن كان السبب بموته...


إلتفت العجوز للصبى ينظر له بحنان...ثم عاد ل كتبه لعله يجد ضالته...كما وضع كلام الملك بالإعتبار...

وسيحاول الإستفاده من وجود الأمير ل يساعده... 


ظل لأكثر من ساعتين يبحث عن شئ يساعده ولكن لم يجد...كما أن جسده لم يعد كما كان... فهو يحتاج للراحه بسبب تقدمه بالعمر...رغم محافظته عليه إلا أن هناك بعض العادات.... التى لم يستطع المداومه عليها... 


نظر للصبى وقرر أن يرى كيف أصبحت قدمه... بعد أن قام بوضع بعض الأعشاب عليها.... لتخفف الإلتهاب الحاد التى أصابت قدمه....


إقترب منه ورفع الغطاء عنه...فوجد أن الإلتهابات بدأت فى الهدوء... وبدأت قدمه تعود للونها الطبيعى..

نظر ل وجه الفتى فوجده شديد الإحمرار...فإتسعت عيناه كيف له أن ينسى هكذا أمر...بالفعل لقد أصابه الخرف كما قال الملك...


فمن المعرف بعد أن يصاب الإنسان بهكذا ألم... يصيب الجسد بحمه... نتيجه لشده الألم الذى واجهه...


ذهب مسرعا لمكان ما ثم عاد... وهو يحمل مجموعه من الأعشاب بيده... فقام بطحنها جيدا بإناء ما.. ثم وضع بعضها بقطعه قماش.... ثم قام بوضعها على رأس الصبى.... ووضع ما تبق منها على قدمه... فهو يعلم أن تلك المنطقتين يمتصون الحراره سريعا....


ظل يردد بعقله كم هو حكيم غبى... كيف لم يختر مساعد له إلى الأن... فها هو لا يستطيع عمل كل شئ بمفرده....وقرر بعد أن تهدأ الأوضاع سيقوم بإختيار أحد ما...


ظل بجوار الصبى لم ينم... خوفا من إرتفاع حرارته مره أخري... إلا أن أشرقت الشمس.. ومعها بدأ جسده يرتخى... خاصه بعد أن عادت حراره جسد الفتى لطبيعتها... ف نام على الكرسى الذى يجلس عليه لمتابعه حاله الصبى...


كانت الساعه قد تخطت العاشره...وقد بدأ ساب بفتح عيناه... وبدأ بإستكشاف الغرفه بعيناه.... وهو يحاول أن يتذكر... أين هو وكيف أتى إلى هنا.... إلا أن تذكر بحثه عن حكيم القصر بالأمس.... لمساعده بعد أن إنتهى من عمله.....عندها ذهب نظره إلى  قدمه المصابه.... فقام برفع الغطاء ونظر لها فوجدها محكمه برباط ما...كما أنها مازالت تؤلم... ولكن يستطيع تجاوزه...


نظر حوله فوجد كتبا كثيرا ملقاه بكل مكان جعلته يبتسم...لو رأت سيلا كيف يتعامل هذا الحكيم مع كتبه...لقتلته على هذا...فهى توقر كتبها كثيرا وتكره من لا يفعل....


أكمل إستكشاف الغرفه الواسعه الجالس بها...فوجد الحكيم الذى ساعده.... يجلس بكرسى جوار السرير الذى عليه.... ويغط بنوم عميق...ومن ملامحه يظن أنه لم ينم سوى من وقت قريب...كما تحمل ملامحه الأرق الشديد...


لهذا قرر ساب أن يقوم بهدوأ... ويخرج من المكان حتى يتركه ينام براحه.... فهذا أقل ما يستطيع تقديمه له...حاول الجلوس بإعتدال فهو مازال يتألم ولكنه ألم يحتمل....


جلس على السرير وحاول... وضع قدمه أرضا بمساعده كلا يديه...وهو يحاول أن يمنع أى صوت يخرج منه... حتى لا يوقظ الحكيم النائم....


بعد إن وضع كلا قدمه أرضا تنهد بهدوأ... لقد قام بالجزء الأهم من مهمته...ظل ينظر حوله حتى يجد أى شئ يساعده فى التحرك...ولكن لم يجد كما لم يرد أن يحرك القدم المصابه مره أخرى...حتى لا تصبح حالته أسواء فيكفيه عناد لن يفيده بشئ...


فظل يفكر كيف سيفعل هذا دون إيقاظ الحكيم...ولكن قطع  تفكيره...دخول ليو الشرس والذى لم يطرق الباب...بل دخل بهمجيه... مما جعل الحكيم يستيقظ من نومه بفزع... ولكن هذا ليس ما جذب إنتباه ساب.... بل جذبه هيئه ليو المبعثره وعيناه الحمراء... ونفسه المنقطع وكأن هناك شئ كبير حدث معه...


كما أن ليو نظره موجه للحكيم وكأنه لم يراه... وبالفعل هذا ما حدث...حيث صرخ ليو بوجه محتقن من شده البكاء....ولم يكن يقول سوى كلمه واحده...


ليو بصوت بح من كثره البكاء :لقد إستيقظت أيها الحكيم...لقد إستيقظت أمى أسرع....


وخرج ك البرق كما أتى.... ولم يعطى فرصه لمن أمامه بإستعاب شئ مما قاله.....


يتبع