-->

الفصل الرابع عشر - جسارة الإنتقام


 


 - الفصل الرابع عشر - 


جلست وهي تطلع صوره مع تلك الشقراء بمنتهى الغضب حتى تطاير الشرار من عيناها، لم تصدق أنها تصنعت التعب حتى تجلس لتفكر كيف ترد له الصاع صاعين لتهمس في حنق شديد:

- ماشي يا جاسر الكلب.. إن ما عرفتك إن كل الستات الزبالة اللي حواليك دول مش ستات مبقاش أنا سيرين

جابت الغرفة ذهاباً وإياباً حتى شعرت وكأنها ستفقد عقلها.. لم تلحظ غيرتها الشديدة تجاه تلك الصور التي ربما إن رأتها قبل اسبوعان لم تكن لتغير شيئاً بها.. هذا الحقير الذي تطاول عليها بالضرب والعنف والكراهية غير المبررة لم يخنها امام عينيها فقط بل وأمام العالم بأكمله!

أخذت قرارها بعد أن أدركت جيداً أنها لن تستطيع فعلها وحدها ثم هاتفت "نور" لتأتيها ومرت عليها دقائق الانتظار كأنها سنوات وهي تحاول منع نفسها عن كسر أي شيء أمامها بالغرفة..

سألتها بلهفة بمجرد دخولها غرفتها:

- ايه يا نور أتأخرتي ليه؟!

تعجبت وتوسعت فيروزيتاها بينما ردت مجيبة:

- ايه يا حبيبتي براحة عليا يا شوية يادوب خلصت شغل وجيتلك وسلمت على أنكل هشام.. فيه ايه يا ستي وليه مصممة متقوليليش غير لما نتقابل؟

ابتلعت ثم قالت بصوت مهزوز في تردد وهي تهرب من عينيها ولم تنظر لها مباشرة:

- بصراحة يعني عاوزاكي تساعديني

ازداد تعجبها وهي لأول مرة ترى ملامحها مضطربة ومترددة بهذه الطريقة:

- فيه ايه طيب.. هساعدك زي ما انتي عاوزة بس عرفيني فيه ايه!

حمحمت في ارتباك ثم هتفت بها منفجرة بالكلمات:

- بصي.. أنا مبعرفش اذوق الكلام.. أنا فاشلة خالص في حاجات البنات دي، اللبس والـ make up ولون ايه بيليق على مش عارف ايه والكلام ده أنا ماليش فيه.. أنا .. يعني..

صرخت في حماس وهي ترفع يداها وقاطعتها:

- ايوة بقى.. NEW LOOK TIME!!!

توسعت عسليتاها وهي تتحدث بصوت متردد ونهتها مسرعة:

- لا لا new look ايه.. ده أنا.. أنا كان عندي فرح رامز بعد بكرة وكنت ناوية يعني.. فستان بس.. كنت عايزاكي تختاريهـ..

قاطعتها مسرعة:

- لا بجد عيب!! بقا أختك مصممة أزياء وبلبس ممثلين وعندي مصنعين وتقوليلي اختارلك؟! ده أحنا نعملك واحد مخصوص وبردو New look

أومأت بالإنكار ثم قالت:

- لا يعني مالوش لزوم.. وأنا.. أنا أصلاً ماليش في حاجـ..

قاطعتها بإنفعال ثم اقتربت منها وأمسكت بيدها:

- بطلي عند بقا يا باااي!! أنتي مش عارفة انتي عاملة ازاي، عيونك دي جبارة بجد، وشعرك تحفة بالذات لو قصيناه وصبغناه وكمان بقى بما إني يعني واحدة طويلة وبتعاني، جسمك الصغير ده sexy جداً ومفيش راجل يقدر يقاومه.. بيخليهم كده يحسوا إنهم هيشيلوكي يحوطوكي جوا قلبهم.. أنا هخليكي قمراية زيادة عن ما أنتي.." صاحت لها بتأكيد لتنظر لها سيرين في تردد

نظرت إليها في حيرة ثم ترددت وهي تسألها:

- يعني.. يعني أنا.. بجد حلوة؟!

رفعت حاجبيها في غير تصديق ثم اجابتها في ثقة:

- يا بنتي أنتي هبلة! مشفتيش صورك مع جاسر الناس قالوا عليها ايه.. بعد الـnew look هتبقي مزة المزز..

هزت كتفاها في عفوية لتتمتم:

- اما نشوف!!

تحدثت لها بحماس:

- يالا قومي ورانا بلاوي.. النهاردة shopping وبعده beauty salon ويادوب ألحق آخد مقاساتك عشان أبعتها لمصمم عندي إنما ايه.. بجد مبعملش حاجة وحشة

جذبت يدها ليذهبا على الفور ولم تكترث أياً منهما بما ترتديه "سيرين" وما إن غادرا أبواب الفيلا حتى وجدا المصورين المرتزقة يحاولون التقرب من سيارتها وهم يسألونها آلاف الأسئلة التي تواترت بلا انقطاع:

- مدام سيرين ايه تعليقك على الصور اللي أتنشرت مؤخراً لجوز حضرتك؟

- ممكن تقوليلنا دي واحدة من عشيقاته اللي عرفهم زمان ولا اول مرة تشوفيها؟

- ليه الصور دي اتنشرت بعد صور جوازكم بيوم؟

- هو انتو ليه معملتوش فرح؟

- مدام سيرين ارجوكي جاوبينا

- هو صحيح ده جواز عملي عشان تدمجوا شركاتكم؟

تلك كانت الأسئلة التي استطاعت أن تُفسرها من بين العديد والعديد من الغمغمات الأخرى التي لم تستطع إدراكها ولولا براعتها في القيادة لما فرت منهم لتهمس "نور" إليها في حزن:

- معلش يا سيرين.. جاسر مـ..

قاطعتها دون اكتراث او هكذا ظنت:

- ولا عليه.. خلاص صدقيني جاسر مش هيفرق معايا..

لحقتها بتلك الكلمات قبل أن تبدأ في إعطاؤه الأعذار الواهية وتدافع عن صورته أمامها وحاولت نفض تلك الصور التي رآته بها والتركيز على خطتها الجديدة..

     

بعدها بساعات رآى صورها هي وأخته على احدى المواقع وكلتاهما تتهربان من هؤلاء المصورين ليبتسم بشر هامسا: 

- إن ما خليتك تكرهي اليوم اللي وافقتي فيه على جوازنا مبقاش أنا جاسر شرف الدين.. 

تحدث إلي "معتز" الذي رد في ثوانٍ في تأنيب:

- لا والله عيب عليك.. يا بني آدم لسه خبر جوازك مكملش يومين وهوب طراخ تروح تعط.. الله يكون في عون مراتك..

صرخ غاضبًا وتفلتت كل طاقته في أن يتحلى بالبرود:

- متقولش مراتك دي تاني، فاهم؟!

شعر الآخر أنه أُصاب بصمم جزئي من ذلك الصراخ ليقول:

- خلاص اهدى براحة.. مش كده يا اخي

زفر في غضب وهو  يحاول أن يهدأ ثم سأله:

- الدنيا عاملة عندك ايه؟!

اجابه بتلقائية:

- كله ماشي تمام، موضوع الجواز وبعدها حوار المزة الجامدة دي نيملنا كل حاجة تانية

أردف متهكمًا:

- عشان تعرف إنك دماغ بهيمة

صاح به حانقًا ثم سأله:

- ما تتلم بقا!! أنت راجع امتى صحيح؟!

بدأ في استعادة بروده ليجيبه:

- بعد بكرة.. هكون عندكم في نص اليوم كده..

تريث لبرهة ثم سأله:

- ماما عاملة ايه؟!

 تعجب "معتز" حيث أنه يدرك جيدا أن "جاسر" قلما لا يهاتف أمه فأجابه سائلًا:

- كويسة.. مبتكلمهاش ولا ايه؟!

زفر بإمتعاض ورد ببرود:

- لا.. بصراحة بهوي دماغي شوية

همهم في تفهم ليردف:

- هوي يا سيدي وتعالالي على رواقة عشان عايزك في موضوع

عقد حاجباه في جدية متعجبًا:

- موضوع ايه؟!

قرر ألا يخبره عن هذا الأمر بالهاتف فقال:

- لما تيجي بقا يا عم..

اجابه ببرود بينما عقله يحاول التفكير، فقلما يخبأ عنه "معتز" أمرا أو يتريث ولا يخبره اياه عبر الهاتف:

- طيب!

استطرد سائلًا:

- زفتة عاملة ايه مع ماما؟

تنهد الآخر في قلة حيلة وتوسله:

- يا ابني خف عن البنت شوية حرام عليك..

اطلق تأتأة في ملل ليزجره:

- انجز وقولي

تنهد بعد أن انتظر لبرهة ثم اجابه:

- كانوا ماسكين في بعض يوم ما مشيت الصبح وأنا ونور جينا خلصناها من ايدها

سأله بتلقائية:

- أنت ونور؟! كنتوا مع بعض ولا ايه؟!

شعر "معتز" بغباءه الشديد وتمنى لو أنه أخرس وقرر أن يقطع لسانه بنفسه بعد هذه المكالمة فتحدث في تردد:

- ايه؟! آه.. أتقابلنا صدفة يومها.. الصبح جنب جنب.. البيت.. كانت رايحة تـااا.. تجيب cappuccino وأنا رايح أجيب فطار وفجأة سميرة كلمت نور وهي قدامي فروحنا على بيتكو..

همهم ثم تريث "جاسر" ليوصد "معتز" عيناه وشريط حياته يمر أمام عيناه فسمعه يسأله: 

- وايه بنت الكلب دي عملت مع ماما ايه؟!

تنفس الصعداء مطلقًا تلك الأنفاس التي كان يحبسها برئيتيه ثم اجابه:

- بصراحة يا جاسر.. أنا فضلت اتحايل على سميرة وأنت عارف هي معاكو من سنين بس قالتلي إن خالتي ضربتها بالقلم

صاح مسرعًا بلهجة واثقة:

- تلاقيها الواطية ضايقت ماما بكلام زبالة زيها! ما أنت راسي على اللي فيها وعارف إنها كل ما بتشوفها بتفتكر أبوها القذر..

حمحم مُدعيًا الإنشغال ليقول:

- جاسر معلش هقفل معاك معايا مكالمة من الشركة.. سلام دلوقتي 

أنهى المكالمة بسرعة وهو يزفر  في راحة  ليتمتم: 

- أنت ظالمها معاك يا جاسر ويا خوفي لما تعرف..

صاحت "رزان" وهي تدخل عليه مكتبه:

- قفشتك.. مين بقا يعرف ايه؟!

زفر من مباغتتها اياه ثم حدثها في حنق مجيبًا:

- يا ساتر يا فرقع لوز أنتي.. مش تكحي وأنتي داخلة!!

رفعت احدى حاجبيها في تحدي وقالت بنبرة مُهددة:

- أنجز.. هتقول ولا لأ؟

زم شفتاه ثم اجابها بالرفض:

- مينفعش يا رزان دلوقتي.. بكرة تعرفي كل حاجة

ابتسمت له وادعت الدلال ثم قالت:

- كده بردو يا زيزو يا روح قلبي.. تخبي على أختك حبيبتك حاجة

ابتسم في ادراك لما تفعله وقال:

- لا وحياة هنون ما تعملي فيها كده كيوت.. مش هتأثري عليا بردو

فجأة تحولت نبرتها مائة وثمانون درجة وقالت:

- آه بقا ما أنا لو كنت نور كان زمانك جبت ورا..

غضب حتى ظهرت عقدة حاجباه ليقول:

- رزان لو سمحتي!! مدخليش نور في هزارنا

اخبرته في تهكم:

- خليك كده وراها لغاية ما تجيب أجلك.. ماهي مش حاسة بيك ولا تعـ..

في لحظة لانت ملامحه وارتسمت ابتسامة انتصار على شفتاه وقاطعها:

- ما أنتي آخر من يعلم بقا!!

ابتسمت في حماس ثم هتفت به:

- لا ده أنت تحكيلي بقا..

تنهد ثم اخبرها:

- مفيش.. قابلتها من يومين كده وقولتلها إني بحبها وعاوز اتجوزها وهي اتلخبطت واتوترت شوية ومستني جاسر يرجع عشان أفاتحه في الموضوع..

زفرت في راحة وهي تهمس:

- آآآف!! أخيراً هخلص منك!

تعجب ثم رد بسخرية:

- وأنا يعني كنت قاعد على نفوخك؟!

حدثته في حماس:

- طب ما تكلمها كده بما إنك راجع النهاردة بدري ونخرج كلنا وهطرأكوا شوية متقلقوش.. محتاجة شوية حاجات اصلاً

أومأ بالإنكار ثم قال:

- لا مش مهم.. تعالي نخرج أنا وأنتي

توسلته في الحاح:

- يا زيزو عشان خاطري.. نفسي أشوفها وهي متبرجله كده قدامك.. والنبي والنبي..

اومأ بإقتضاب ليقول:

- طيب يا زنانة

أمسك "معتز" بهاتفه وضربات قلبه تسارع بعضها البعض وما إن اجابته حتى تغير وجهه قليلاً ليحدثها بنبرة مختلفة تمامًا:

- ازيك يا نور

اجابته بإقتضاب:

- تمام

حاول أن يأتي بأي حُجة فقال:

- ممم.. بقولك ايه رزان كانت عايزة تجيب كده شوية حاجات و..

لم يستطع السيطرة على خجله فلاحظته "رزان" لتهمس بشفتاها:

- بتتكسفي يا زيزو يا حلوة 

نظر لها غاضباً لينفجر بالحديث دون اكتراث:

- بصي يا نور.. رزان كانت عارفة كل حاجة وماما كمان وهتموت وتخرج معايا أنا وأنتي 

زفر بإنتصار لتبتسم "نور" في خجل وتعجبت "سيرين" لملامحها وأيضاً تسائلت مع من تتحدث ثم نظرت لها بطرف عيناها بينما سمعتها تقول:

- أنا مع سيرين بنعمل shopping أصلاً.. هات رزان وتعالى مستنياكو وهبعتلكو Location

أنهت مكالمتها بإبتسامة لتتعجب "سيرين" أكثر فيبدو الذي تحدثت له يعرفها لتسألها:

- ده كان مين؟!

اجابتها بقليل من الخجل وابتسامة على شفتاها:

- ممم.. ده كان معتز وهو ورزان هيشتروا حاجات فقولت يعني.. ممكن.. يجوا وبدل ما نكون لوحدنا!!

رفعت احدى حاجباها وحدثتها بخشونة:

- وايه يا حلوة الضحكة اللي نورت فجأة دي وألوان الطيف اللي ضربت في وشك وأنتي بتكلميه؟!

ترددت لوهلة ثم همست مجيبة:

- أصل معتز.. ممم.. بصي يا سيرين أنتي جيتي في وقتك.. هاحكيلك كل حاجة لأني حاسة إني هانفجر بصراحة..

عقدت "سيرين" ذراعيها وهي تنظر لها بأعين متسائلة:

- احكي ياختي لا تكوني بتحبيه!!

تحولت ملامحها للإنداش بينما اردفت بسرعة:

- لا حب ايه.. لسه بدري على الكلمة دي.. أنا هفهمك..

     

صدح صوت "شرف الدين" بمنزله في لوم وانفعال:

- يا هويدا!! حرام عليكي!! أنتي اللي كان معاكي التوكيلات

 صدحت "هويدا" هي الأخرى بنبرة صوت مساوية لخاصته:

- أنت بتشك فيا يا شرف؟! وكمان واثق في صاحبك أكتر مني؟! ايه فجأة كده بقيت أنا شيطان؟

زفر حانقًا ليقول:

- اللهم طولك يا روح.. أنا بسألك مين اللي اخد المبالغ دي من حسابه.. والمصيبة إني متأكد إن حسابه كان فيه فلوس وكتير كمان

ادعت الإنكار ثم ردت في ثقة:

- وأنا هلحق أروح ولا آجي ازاي وأنا طول الوقت معاك وقصاد عنيك، ده أنا من يوم ما رجعنا من السفرية الهباب دي وأنا مفارقتكش لحظة حتى في الشركة كنت قدامك

تهكم قائلًا:

- قال يعني لو مش عايزة تخلصيها بمكالمة زي ما بتعملي دايماً مش هتخلصيها.. حرام عليكي ده مراته على وش ولادة

تعجبت في غضب شديد لتتسائل في سخرية:

- وأنا أعمل لمراته ايه دي كمان؟! أقوله اسرقنا زيادة لغاية ما الهانم تقوم بالسلامة!

لم يعد يصدق حديثها ليصرخ بها:

- لا!! أنا مشوفتش كده ولا هاشوف، ده الراجل لولا وقفته جنبنا مكانش زمانك عايشة ربع العيشة ديه يا بنت الأنصاري بيه ولا نسيتي؟

صاحت بحزن زائف ودموع التماسيح التي تستطيع أن تتحكم بها ببراعة شديدة:

- أنت بتزلني يا شرف.. منك لله.. منك لله أنا سايبهالك ورايحة لأختي يمكن تعرف إن معايا حق!!

 خرجت من الغرفة لتجد "جاسر" يبكي لتنهاه مسرعة:

- متعيطش أنت راجل.. شايف أبوك بيعمل فيا ايه عشان صاحبه، يرضيك ماما يا حبيبي يقولوا عليها حرامية وكدابة..

 بكت بحرقة بمجرد أن احتضنته بدرها ليبتعد عنها ومسح وجهها بكفاه الصغيرتان ثم همس لها ببراءة:

- متعيطيش وأنا هاكبر وهاقول لبابا ماما مش حرامية وهاقول كده بردو لعمو هشام.. أنا عارف عمو هشام بيحبني ومش هيزعلني ولا يزعلك

ما ان استمعت له ببراءته المتناهية حتى تعالى نحيبها أكثر لتبكي بهستيرية وصاحت بآلم:

- عمو هشام وحش.. عمو هشام سرقنا يا جاسر.. عمو هشام مبيحبكش.. مبيحبناش كلنا.. مبيحبنيش.. عمو هشام سارقنا كلنا و.. وسرقني

همس لها لتحتضنه وحاولت أن تهدأ قليلاً:

- طب خلاص يا ماما متعيطيش وأنا أوعدك مش هاكلم عمو هشام تاني..


     


استيقظ عاقداً حاجباه لذلك الكابوس الذي لم يراه منذ فترة فدلك عيناه ليزيل آثار النوم عن فيروزيتاه وذهب ليستحم ويرتدي ملابسه ثم هاتف "معتز" بينما قال ببرود عندما اجاب مكالمته:

- أنا هتحرك كمان ساعة كده من عندي.. انا وصلت امبارح خلاص!

مازحه قائلًا:

- طب أسأل عن ابن خالتك.. طب قولي يا زيزو وحشتني

تأفف من طريقته ليقول:

- معتز بجد أنت بتنرفزني بطريقتك دي

مازحه مجددًا:

- لا تتنرفز ايه.. خلاص يا جوجتي تيجي بالسلامة!

زجره بقسوة:

- ما تسترجل يا دماغ البهيمة أنت! ايه جوجتي دي!

قرر أن يُكمل مزاحه ليقول:

- بدلعك يعني عشان سيرين أكيد مش بتدلعك وأنا قلبي رهيف وبحب ابن خالتي ومحبش احرمه من حاجة

بمجرد أن آتى على ذكرها جعله يتسائل:

- هي فين زفتة دلوقتي؟!

تعجب الآخر ليجيب سائلًا:

- مين مراتك؟!

صرخ به غاضبا وكأنه ضربه بالرصاص لتوه:

- يا معتز ارحمني بقا!! مش قولتلك متقولش الكلمة دي تاني؟

 ارتفع حاجبا "معتز" في دهشة ثم اجابه:

- في فرح واحد من إصحابها.. رامز باين ونور كانت معاها من الصبح عند الكوافير تقريبا

همس وكأنما يتهكم ونسى أنه يُحدث "معتز":

- لا وفايقة ورايقة أوي ورايحة كوافير فاكرة نفسها ست

دافع عنها بتلقائية قائلًا:

- بصراحة يعني أنا آه كنت بقول عليها يا واد يا بت، بس من امبارح وأنا غيرت فكرتي تماما.. طلعت مزة جامدة وأنا نفسي اتبهرت وكـ..

لاحظ "معتز" إنهاء المكالمة من طرف "جاسر" ليتمتم: 

- ممكن ابدله بكلب.. على الأقل مش هيقفل في وشي كده!!

 بينما لم يكن لديه أي فكرة عن الذي يحترق بعيداً عنه من كثرة غضبه الذي عماه!

- ماشي يا بنت هشام.. وحياة أمي لا أوريكي جاسر يبقا مين.. سايبالي الرجالة يتشاهدوا في جمال خلقتك العكرة.. ماشي اوي!! 

ابتسم "جاسر" ابتسامة انتصار وهو يتذكر ماذا فعله بتلك الفتاتان ليلة أمس وكيف ستبدو تلك العسليتان عندما ترى حقيقته لأول مرة..

أمسك بهاتفه ليحدث آحداً به بلغة انجليزية مُتقنة:

- أريد كلتاهما ..
ستسافران معي لمصر الآن..
ليس هناك حاجة.. سأسافر بطائرتي الخاصة..
مائتان وخمسون ألفاً لك وأما هما فأنا أعرف كيف أرضي عاهراتان مثلهما جيداً..
أريد أن تنتظراني بالمطار في خلال ثلاثون دقيقة..

 عاد من تلك الذكرى ليتمتم متوعدًا:

- إن ما اترجتيني وطلبتي مني الرحمة مبقاش أنا جاسر..

     


تحدثت "سيرين" بهاتفها في انزعاج قائلة:

- يا عم انجز بقا أنا طلعت روحي في المخروب ده.. بجد معايا حاجات كتيرة أوي ومش هاقدر أشيل ولسه أدهم هيجيلي.. يا عم هو معاه عيلته الطويلة العريضة دي.. يالا ياض بطل لكاعة.. يالا مستنياك.. 

أنهت مكالمتها مع "مراد" لتنظر لها "نور" و "رزان" في صدمة لتصيح الأولى:

- يا بختك يا واد يا جاسر

انزعجت "رزان" بداخلها ولكنها تحدثت هي الأخرى بمصداقية:

- بصراحة، اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش من شوية.. بقيتي زي القمر..

ابتسمت لها رغماً عنها لتدرك بالنهاية إنه ليس ذنبها ولا ذنب "سيرين" نفسها في هذا الزواج لتسمعها تتسائل في تردد لزوجان الفيروزيتان أمامها:

- يعني بجد حلوة؟

صاحت "نور" مقلدة اياها: 

- يعني بجد حلوة!!

ابتسمت لها واكملت بنبرة ماكرة:

- ربنا يستر ونعرف نسلمك لمراد سليمة

أنتظرتا معها حتى يصل "مراد" لصالون التجميل بعد أن أنتهت "سيرين" من ارتداء فستانها الذي صُمم لها خصيصاً ووضعت مساحيق التجميل وشعرها أعطاها مظهراً مختلفاً للغاية بعد أن قصته القليل منه وصبغته بلون بني عكس عسليتاها الخلابتان..

تحدث "مراد" في هاتفه بحنق ليرى أخرى أمامه تشبهها قليلا وتتحدث بالهاتف"

- سيري انا دخلت انتي فين؟!

ترددت في ارتباك لتقول:

- مراد والنبي بلاش كده.. أنا قدامك اهو

اندهش في ذهول وهو يقترب منها:

- أنتي سيرين؟! لأ بجد سيرين صاحبتي.. سيرين هشام منصور؟!

وجدها تلكمه في ذراعه وزجرته بنبرة قاسية كما الرجال:

- جرا ايه ياض ما تنشف كده

نظر لها وهو يهز رأسه في انكار ثم قال:

- شوفي لولا البُقين دول مكنتش عرفتك.. بس وربنا زي القمر.. شكلنا كده هنغطي على العروسة

حدثته "نور" في تلقائية:

- مش كده.. قولها لحسن طلعت عنينا من الصبح

التفت نحو مصدر صوتها ولكن وقعت عيناه على تلك الرقيقة بجانبها ولم يلاحظ ماذا تقول "نور" أو حتى "سيرين" له وظل ناظراً لها وفجأة عقب بسرعة:

- ايه.. آه.. ماشي.. سيري.. الفرح عشان رامز  

لاحظته "رزان" التي ابتسمت بغرابة ولم يستطع أن يمنع تلقائية قدماه في الذهاب لها ومد يده لها فصافحته في تعجب وهو يهمس في نُبل بنبرة ساحرة:

- مراد قدري 

همست له هي الأخرى من باب اللباقة ليس إلا:

- رزان..

قبل يدها دون مقدمات فخجلت للغاية، هي لم تواجه مثل هذه المعاملة أبداً والرجال الذين يقبلون يد المرأة ظنتهم اندثروا منذ زمن بعيد..

انتشلتهما من تلك اللحظة لتنبهه بخشونة:

- أبو قلب رهيف.. ورانا فرح يا اسطى..

 تحدث لها في حنق:

- يوووه يا سيري.. ما يتجوز يعني ولسه قايلة عيلته طويلة عريضة وبعدين لسه هرجع حاجتك عند بابا واجي وراكي

نظر إلي "رزان" مرة أخرى ثم همس في تساؤل:

- هنتقابل تاني مش كده؟!

ابتسم لها ليسحرها بتلك الغمزتان بوجهه لتنظر هي للأرض في خجل ثم نظرت له مباشرة..

- أوك..

ابتسمت له مرة أخرى وهي لا تعلم ما الذي حدث لها للتو بمجرد رؤية هذا الرجل اللبق النبيل للغاية..


     

 تحدث لها بعد أن أقبل نحوها والجميع ينظر لها وهو الآخر أيضاً لم يستطع ألا يحدق بها: 

- بصراحة لو كنت أعرف إن بنت عمتي حلوة كده كان زماني رجعت مصر من سنين.. ايه الجمال ده كله بس، بصي حوالينا الناس هتآكلك بعنيهم، وبجد آسف معلش مقدرتش اجي آخدك كان ورايا شوية حاجات 

لم يلحظ ايا منهما "جاسر" فقد أشعلت الغيرة صدره بما يراه أمامه من على مسافة ثم وجدها تتابع حديثها معه:

- ميرسي يا أدهم.. ولا يهمك

 ابتسمت له بأنوثة ثم وضعت يدها بذراعه ليدخلا سويا ولكنها وجدت زوجا من العيون الفيروزية يحدقان بها ثم توجه نحوها بنظرة غريبة مبهمة لم تستطيع تفسيرها لينظر له "أدهم" بتعجب بينما صاح "جاسر" بتهكم:

- ازيك.. يا.. يا مدام!

 تعجب "أدهم" من طريقته وكأنما رآه من قبل بمكان ما فسأله بتلقائية:

- حضرتك تعرفها؟!

ابتسم بسخرية ثم  تسائل متهكما كإجابة له:

- أنا أبقى جوزها، ولا مقالتلكش؟ 

قبض على يدها ثم أرغمها على السير ليتركا "أدهم" وحده فصاحت به في انزعاج:

- ايه اللي أنت بتعمله ده احنا قدام الناس

رمقها بنظرة جانبية لتزيد من شراسة ملامحه ليُتمتم في سخرية:

- وأنتي قدرتي اوي اننا قدام الناس عشان كده متشعلقة في دراع راجل غريب..

 تسائلت في ضيق وهي تحاول أن تتخلص من قبضته:

- مش هتفرق.. محدش هياخد باله من واحدة زيي مفيهاش ريحة الأنوثة وبعدين ده يبقا ابن خالي!! أنت ايه اللي جابك أصلاً؟!

كادت نظراته لها أن تجردها من ثوبها ثم توجه بها نحو احدى الطاولات واجلسها رغمًا عنها وهو يخلع ربطة عنقه واضعاً اياها بجيب سترته ولم تحصل منه "سيرين" على إجابة .. 

تآففت لتراه ينظر لها بتلك الزقاوتان القاتمتان واحتسى من كوبه وهو لا يدري كيف لها أن تبدو هكذا.. تبدو جميلة كما لم يتصورها من قبل.. حتى ذلك الحلم المزعج لم تبدو به هكذا..

يريد أن يأخذها ويغادر ويصبحا وحدهما.. سيقبلها، سيريها ما لديه من خبرة بأجساد النساء.. ذلك العنق أمامه يستفزه ليفعل به الكثير، يريد أن يجردها من ثوبها ليحفظ كل إنش بجسدها.. سيفعلها وليحدث ما يحدث.. سينتقم منها فيما بعد..

تفلتت منه بعد أن شعرت بالملل وعدم محادثتها حتى فتعجبت لتلك الطريقة التي شرد بها وتوجهت نحو "مراد" الذي فوجئت بـ "أدهم" الذي وقف معه ثم اخبرها الأول:

- شكلك زي القمر النهاردة يا سيري..

أومأت له بإقتضاب ثم حدثته في جدية:

- ماشي يا عم.. بقولك عاوزة أأكد عليك بعد الفرح زي ما اتفاقنا حتى لو أنا مش موجودة كله زي ما هو..

صاح "أدهم" في تعجب ليرمقهما بنظراته وتسائل:

- هو ايه ده اللي بتتكلموا عنه؟

اجابه بإقتضاب:

- أبداً حاجة في الشغل كده

حاول أن يغير مجرى الحديث فمازحه سائلًا:

- وأنت فين بقا يا عم من سنين؟ مش كنت تيجي كده تسأل على بنت عمتك؟

حدثه بمصداقية وهو يجيبه:

- غصب عني معلش.. ويمكن حظي حلو عشان أما اشوفها تاني مرة أشوفها وهي حلوة كده

زجرتهما في خشونة:

- ما تتهد بقا منك ليه.. اقسم بالله اروح أغير وارجعلكوا سيرين بتاعت زمان

عقب "مراد" في مزاح ليقول:

- بص مهما عملت لسانها ده عمره ما هيتغير

ضحك لينظر لها "أدهم" بغزل ممازحًا اياها فابتسمت لكليهما وأخذ جميعهم يتمازحوا لتجد من يفترسها بنظراته كالأسد ومقبل نحوها فتحدث له "مراد" في ود:

- جاسر بيه عامـ.. 

لم يكترث "جاسر" بمن يحدثه وجذب يدها ثم لانت قبضته ليقف لتنظر له "سيرين" في استغراب ثم سألته:

- أنت بتعمل ايه؟ ايه شغل الهمج ده؟

اجابها في غيظ:

- هرقص مع مراتي.. 

شبك أصابعه بخاصتها ثم جذبها لحلبة الرقص أمام أعين الجميع لتهاه قائلة:

- لأ رقص ايه.. أنا مش بتاعت كده أنا.. وسع كده وسبني أنا ممكن أبهـ..

قاطعها ولأول مرة نظرت له بخوف:

- هشششش

أخبرته في تردد بنبرة مرتبكة:

- أنا مش باعرف ارقص

رفع ذقنها له بأنامله ليستطيع النظر بتلك العسليتان:

- كنت متأكد.. بس أنا بعرف

 تفحص ملامحها التي اضطربت عندما لمس جسده جسدها وهمس بصوته العميق بلهجة آمرة:

- بصيلي ومالكيش دعوة بأي حاجة تانية!

تنهدت ووجدت نفسها تستجيب له وبدئا بأخذ الخطوات في خضم تلك الرقصة.. هي لا تدري كيف تتحرك فقط طبقاً لخطواته هو وكأنه سيطر على كل شيء بتلك اللحظة.. اندفعت مشاعر عدة بداخلها.. لأول مرة يقترب بهذه الطريقة منها دون جدال.. دون عراك أو عنف.. وأخذت تنظر له في تردد شديد لتزجر نفسها وحاولت أن تستعيد سيطرتها على نفسها ثم تسائلت بتهكم بعد أن كرهت هيمنته عليها منذ بداية الليلة:

- مش مصدقة إنك قريب مني اوي كده.. ايه مبتقرفش؟ وشي عكر مش كده؟

لم تحصل منه على اجابة وظل محدقاً بعسليتاها بطريقة جديدة.. عيناه كانتا صافيتان، شعرت بهما يجردانها من شيء بداخلها.. وكأن نظرته لها بتلك الطريقة تستطيع أن تجعلها تترك كل شيء جانباً وألا تفكر إلا بسواه..

 تحدث لنفسه بداخله في تعجب وهو يتفحص تلك العسليتان: 

- أنتي بقيتي حلوة أوي كده ليه؟ أنا حتى مش قادر أبص لحد غيرك.. أنتي بتعملي فيا ايه؟ اللي يشوفني من يومين وأنا بعذب الأوساخ دول تحتي ميشوفنيش دلوقتي.. للدرجادي بعينيك وطريقتك خلتيني أضعف اول ما اشوفك بالسهولة دي؟

تزايدت ضربات قلبه، لا يجد تفسيرًا لكل ما يحدث له كلما اقترب منها، لقد ظن بما فعله بالأيام الماضية أنه يحاول أن يتخلص من ذلك الإضطراب الذي يسيطر عليه كلما كان معها وكانت هي امامه.. وجد نفسها يضمها إليه أكثر.. وزداد وجيف قلبه في عنف صاخب لم يؤدي به سوى لإقترابه منها أكثر إلي أن أصبح جسديهما كجسد واحد من شدة التصاقهما وتسارعت انفاسه وهي تنظر له في ذهول ليندفع رغمًا عن كل ما فكر به لسنوات وقبلها أمام أعين الجميع..

نظرت له بعد أن فتحت عيناها وهي لا تصدق أنه سرق أول قبلة منها واحترقت فيروزيتاه بعسليتاها وكسا الإحمرار وجهها وتمنى هو لو يعيد الكره ليقبلها مجدداً ولكن يعلم أنه سيدمي تلك الشفتان..

تذكر تلك القبلة الذي كانت بحلمه ليدرك أن الواقع أفضل آلاف المرات، لأول مرة يشعر بمثل هذا الشغف بينه وبين إمرأة أخرى.. للحظة نسي انتقامه منها ومن أبيها وكأنما سيطرت عليه فقط بإبتسامتها وقبلتها تلك.

همس وهو يمسك بيدها:

- تعالي معايا..

توجها خارجا وهي الأخرى لا تدري لماذا تتبعه بإستسلام هكذا لتجد سيارة ليموزين سوداء بإنتظارهما فدلفتها بعد أن أمسك لها السائق بالباب وتبعها "جاسر" في صمت وهو يحاول أن يسيطر على رغبته الشديدة بها.

غرق كل واحد منهما بأفكاره.. "سيرين" لا تستطيع أن تفسر طريقته الغريبة تلك ولماذا قبلها وهو منذ يومان كان مع إمرأة أخرى.. كما أنها لا تستطيع رفع عينيها بخاصته فطأطأت رأسها أكثر.. بالرغم من صلابتها ولكن هذه أول مرة أن يُقبلها رجل في حياتها..

حدث نفسه لعله يستطيع الفرار من تلك الرغبة المزعجة:

- أنت واخدها على فيلا المريوطية عشان تكسرها.. مش أكتر.. بكرة هاعمل فسها كل اللي انا عاوزه بعد أما أكسرها صح.. افتكر يا جاسر انها وأبوها السبب في كل حاجة

 قاطعه صوتها عن أفكاره عندما سألته:

- احنا رايحين فين؟

اجابها في اقتضاب:

- بيت من بيوتي

اعترضت بصوت عال:

- بس أنا كنت عاوزة اروح بيتي انا النهاردة

زجرها بهدوء مخيف جعلها تظن أنها لأول مرة تتعرف إلي هذا الرجل:

- مش قولتلك يا حيلة أبوكي متعليش صوتك عليا.. أنا هوريكي!  

ترجل من السيارة ما إن توقفت لتتبعه بحنق وصاحت به:

- أنت سايبني وانا بكلمك.. حاجة زفـ..

 توقفت عن الكلام ما إن وقع نظرها على فتاتان عاريتان بالكامل جاثيتان أمام بوابة فيلته ليقترب منهما ويقف أمامهما ليقبلا حذاءه على الفور لينظر لها بتشفي وانتصار ثم سألها بتهكم:

- كنتي بتقولي ايه بقا؟

و ضع يداه بجيوبه بغطرسة ليستطرد قائلًا بنبرة غريبة:

- آه افتكرت.. عاوزة تروحي بيتك.. بس بقا تقولي إني عاوزك تتفرجي عليا النهاردة وانا بلعب مع الحلوين دول.. مزاجي كده!

تريثت "سيرين" وهي تنظر لطريقة الفتيات وتلك الطريقة التي تنهمر بها نظراته من عينيه لهما ثم تفقدت خلفها السيارة لتجدها ذهبت فازدردت بخوف وهي تحاول أن تتماسك وألا تظهر هذا على ملامحها وكادت أن تحدثه لتجده يفتح الباب وصدح صوته لهما متحدثًا بالإنجليزية بلهجة آمرة:

- اتبعاني

أمتثلت الفتاتان أمره على اربع وذهبا خلفه فوراً لتهمس "سيرين" خلف ثلاثتهم: 

- سادي يا ابن المجنونه؟! 

بالرغم من خوفها تقدمت وعلى الفور توجهت للأعلى وكأنها تعرف المكان بخطواتها الواثقة وبحثت عن أي شيء لترتديه فلم تجد غير ملابسه هو فخلعت فستانها الذي لم يشعرها بالراحة ثم ارتدت احدى ملابسه الرجولية وعقدت شعرها للأعلى لتجد الباب يفتح عليها وهو ينظر لها بتعجب شديد ليسألها في هدوء مريب ونظرات عينيه مرعبة:

- مش قولتلك هتتفرجي؟! مجتيش ورايا ليه؟

ارتعد له قلبها ولكنها برعت في إظهار قوتها وجرأتها الشديدة لتقول:

- بردو يا ابن هويدا هانم.. 

ابتسمت له بإستهزاء ثم أكملت

- عموماً مفيش مشكلة.. هتفرج عليك أنت وفتيات الليل بتوعك حاضر

 أشارت بيدها تقصدهما وتابعت: 

- واوعى تكون فاكر إن ساديتك هتخوفني ولا هتخليني اجيب ورا.. لا خد بالك كويس.. أنا سيرين منصور اللي مبتعدش تحت رجل حد وتتحايل عليه، وخليك بردو متأكد إن اللي أنت رايح جايبهم شكلهم submissives اوي لكن أنا لأ..

فركز كده أنت بتعمل ايه.. دول راضين بيك عشان هما بيحبوا ده، ولا يمكن مشتريهم بفلوسك.. إنما أنا! ده بعدك يا جاسر بيه واياك تفكر إنك تقربلي حتى! 

ابتسمت له مجددا وأظهرت له مدى جسارتها وقالت:

- يالا بقا عشان نشوف الأوساخ بتوعك هتعمل فيهم ايه.. وبالمرة اتسلى!

#يُتبع . . .