-->

الفصل الخامس والعشرون - مملكة الذئاب Black

 


الفصل الخامس والعشرون

 

 

كانت أليس تركض خلف سيلا.... التى تسرع من خطواتها تجاه مكانا ما.... إلا أن أصبحت أليس بمحاذتها وأمسكت بيدها توقفها.... وهى تحاول أخذ أنفاسها بقوه.... وتنظر ل سيلا... التى مازالت نظراتها تحمل الغضب.... بسبب ما رأته من أفعال جوليا وسام....

 

وبالفعل أذعنت لها سيلا وتوقفت محلها..... ظلوا محلهم واقفين بصمت لبعض الوقت.... إلى أن سألتها أليس: إلى أين أنتى ذاهبه؟!...

 

نظرت لعا سيلا بحاجب مرفوع وقالت بحده:أحقا لا تعلمين إلى أين أنا ذاهبه....

 

هزت أليس رأسها بالنفى قائله: إن كان لى علم بوجهتك... لما سألتك؟!...

 

نظرت سيلا بعيدا وهى تقول بحنق:سأذهب لمقابله ساب....

 

فردت أليس عليها بهدوء تحثها على الإكمال: وثم....

 

أكملت سيلا قائله:سأخبره بما رأيت.... حتى يأتى ويضع حدا  لهذا ال سام الوقح... ويجعله يبتعد عن جوليا....

 

رد عليها أليس:وماذا إن كان الأمر ليس كما تعتقدى أنتى؟!... وأنك تظلمين سام وأختك معه....

 

نظرت لها سيلا وقالت بحده: إن كان الأمر كما تقولين وأن ما يفعلونه صواب..... إذا لماذا تقابله جوليا خلسه... دون أن يعلم أحد منا بالأمر.... كما أنكى تعلمين أن جوليا خاصه..... لا تستطيع كتمان شئ.... إذا هى تعلم أن ما تفعله أمر خطأ..... لهذا يجب أن يعلم به ساب..... وإن أردتى أن تصمتى.... إذا أنتى تشتركين معهم بهذا الأمر..... وأنا لن أكون معكم بهذا....

 

لم تجبها أليس... بل قامت بجذب سيلا وجلسوا على صخره ما.... ثم بدأت أليس بالحديث.... وهى تنظر أمامها بشرود قائله:  أتعلمين دائما ما أتعجب من قدره أخيكى.... على تحمل كل تلك الأمور وحده..... بدون أن يظهر عليه تعب.... أو إرهاق.... أو حتى سأم مما يستمع إليه... من مشاكلنا التى لا تنتهى.... بل دائما ما ينصت لنا بإهتمام.... حتى وإن كان أمرا لا يستحق.....

 

توقفت أليس عن الحديث... وكأنها ترتب أفكارها ثم أكملت.... أتعلمين أننى لم أنسى اليوم.... الذى أتت به سابين من المقاطعه.... بهيئته التى عليها الأن.... كانت جامده.... مختلفه...كانت ترتدى ملابس الصبيا...حليقه الرأس....

 

شعرت أليس أن الأحداث تتوالى أمامها.... فشعرت بغصه بحلقها.... فحاولت أخذ أنفاسها لتمنع دموعها من التساقط.....ولكنها أكملت....كانت مختلفه كل الإختلاف عن سابين التى أعرفها.... قالتها وهى تنظر ل سيلا بعينان تلمع بالدموع.... قد لا تتذكرين جيدا كيف كانت سابين..... ولكنى أتذكر جيدا كيف كانت.... كانت مشرقه.... حنونه.... مهتمه..... أتعلمين أننى لا أتذكر يوما لم تكن سابين تبتسم فيه.... كانت دائما ما تبتسم مهما أصابها من هموم..... إلا أنها كانت تبتسم.... حتى أن تلك الإبتسامه تصيبك بالعدوى دون أن تشعرى..... تبتسمين كلما إبتسمت هى......

 

أتعلمى أنها كانت الأجمل بيننا..... كانت تملك شعرا كثيفا وطويل ذو لمعه..... رغم أنها لم تكن تهتم به إلا أنه كان رائع..... كانت كتله من اللطافه.... كما كنت أنا الأقرب لها.....

 

قد لا تتذكرين ما سأخبركى به الأن.... لأنكى كنت صغيره جدا على تذكر هذا .... ولكن ما حدث بيوم ولادة أمى ل ليلى كان أمرا بشع..... حيث تلقت أمى ضربا مبرحا من أبى...بسبب إنجابها فتاة مره أخرى...

 

وكاد يتهجم علينا بعد إنتهائه من أمى....ولكن سابين قامت بحمايتنا...أعلم أنها قامت يتنفيذ ما أمرت به أمى...ولكنى أتذكر وقتها أنها لم تكن سوى طفله.... مثلنا لا تختلف عنا الكثير....

 

ولكن حديثها على أنها ستحمينا مهما تطلب منها الأمر.... أتعلمى أن حديثها هذا ألقى بقلبى طمئنينه كبيره.... ويقين قوى أن أبى لن يستطيع الوصول لأحد منا.... مادامت سابين بجوارنا.....

 

أخذت أليس نفسا قويا..... وقالت بتحسر ونبره باكيه ولكن هذا لم يدوم كثيرا... فمن نحتمى بها قد رحلت بعيدا...... وتركتنا وكم كرهتها بهذا الوقت.....كرهتها لأننى وجدتها أقبح من أمى....إبتلع أليس ما بحلقها وأكملت متفاديه الأكمال بهذا الأمر....

 

 

 

 

 

 

ورغم رحيلها إلا أنتى إشياقت لحنانها.... الذى أعطتنى إياه ثم سلبته بدون سبب.... كنت أشعر بخوف قاتل بعد ذهابها.... كما إشتقت لحنانها الذى كانت تغدق به علينا فى كل وقت......

 

أتعلمين رغم كرهى لها بذلك الوقت.... إلا أننى كنت أصلى للإله..... وأطلب منه أخذ أمك... وإرجاع سابين مره أخرى.... قالتها بإبتسامه متألمه.... كما نظرت لها سيلا بصدمه مما قالته..... إلا أنها لم تتحدث.... وتركت أليس تخرج ما بداخلها.....أكملت أليس.... لا تنظرى إلى بهذه الطريقه...... وكأننى قد قمت بخيانه أمك.... بدلا من هذا..... لما لا تتسألين لماذا طفله بعمر الثامنه أو التاسعه فى العمر تتمنى هكذا أمنيه.......

 

فسألتها سيلا بهدوء: لما؟!....

أجابتها أليس وهى تنظر بعينيها... ودموعها تجرى على صفائح وجهها بغزاره: هذا لأننى شعرت تجاه سابين ما كان يجب أن أشعره تجاه أمى..... ألا وهو الأمان والحمايه.... ولكنى دائما ما كنت أتسأل... كيف لأمرأة مثل أمى لا تستطيع حمايه نفسها.... أن تقوم بحمايتنا نحن...... إلا أننى أجبت على ذلك السؤال أيضا..... بذات الوقت...... وصدقينى كانت إجابه موجعه حتى الموت......

 

توقفت أليس عن الحديث..... وأبعت أنظارها عن سيلا..... ونظرت أمامها لبعض الوقت..... ثم أكلمت مغيره مجرى الحديث..... وبعد مرور عام... إستجاب الإله لدعائى...وعادت سابين من الخارج بعد أكثر من عام لم نرها به..... وعندما رأيتها أصيب قلبى برجفه كبير..... من الفراغ القاتل الذى وجدته بعيناها.... ولم أستطيع الإقتراب منها.... وإحتضانها كما كنت أتخيل حين أراها..... ببساطه لأن الواقف أمامى صبى.... يقال أن أسمه ساب..... وأن سابين شقيقتى قد ماتت منذ عام مضى.....

 

أتذكر يومها أننى ظلتت أبكى كثيرا بغرفتى.. لشعورى أن من إنتظرتها كثيرا لم تعد موجوده بهذا العالم.... وما جعل القهر يأكل قلبى... أنها أمامى..... ولكن بجسدها فقط..... بينما لم أعد أشعر ب قلبها وروحها فقد ذهبوا لمكان..... لا أظن أنها قادره على إستعادتهم مره أخرى....

 

وكلما حاولت الكف عن البكاء...... يعود شعور الألم بقلبى أقوى من السابق..... لهذا ظلتت أبكى إلا أن شعرت بيد أحدهم تمسد شعرى بحنان..... فإنتفض جسدى لهذا الشعور....وجلست مستقيمه على الفراش نظرت مره أخرى ل سيلا قائله... بإبتسامه حزينه: لا أظن أنك تحتاجين لمعرفه الشخص.... الذى وجدته أمامى....

 

هزت سيلا رأسها بالنفى قائله: أنها سابين..أليس كذلك؟!...

 

أومأت أليس بإبتسامه حزينه.... وهى ترجع رأسها للخلف.... تستند بها على الحائط من خلفها قائله: أجل كانت سابين..... ولكن عندما نظرت لعينيها .....كانت تحاول بث الأمان لقلبى.... لعلى أهدء.... ولكنها لم تعد تستطيع فعلها..... وكأن المده التى رحلت بها عنا.... قد تم نزعل كل ما هو جميل بداخلها.... ولكن بقسوه..... فلم تعد تستطيع أعطاء شئ لأحد..... لأنها لم تعد تملك شئ....

 

وهذا جعلنى بوقتها أصاب بنوبه هلع حقيقى...و لأول مره أشعر بالخوف..... لعدم وجد من أحتمى به كما كنت بالسابق....كما أن المده التى لم تكن بها معنا..... وشعرت بالخوف كنت أتذكرها.... فيقل خوفى لأننى كنت على يقين أنها ستأتى يوما ما..... ولكن ما رأيته حطم فؤادى..... فإرتفعت شهقاتى وقتها.... ولم ينقطع بكائى..... بل بالعكس ذاد عما كان قبل دخولها.....

 

أتعلمى أننى رأيت حدقتى عيناها تهتز بقوه.... حين رأت أنها لم تستطع مساعدتى لأكف عن بكائى .... وعندها لم أستطع المقاومه أكثر....فأنا قد أشتقت لها كثيرا...لهذا قمت برمي جسدى عليها وإحتنضها بقوه.. وأنا أبكى وأرجواها داخلى أن تعود كما كانت....

 

أتذكر وقتها كيف توتر جسدها بشده فى البدايه... ثم إرتخى بعدها وبادلتنى العناق..... وظلت تمسد على رأسى وظهرى بحنان..... كما ظلت تتحدث معى بصوتا خافت..... وصدقى أو لا تصدقى لقد أدركت أن سابين قد تجردت من كل شئ.....إلا أنها ولأجلنا صنعت لنا مكانا جديد بقلبها..... لتستطيع حمايتنا ورعايتنا مره أخرى...... وهذا ما أدركته بمرور الوقت....

 

كما كان هناك سؤالا لم أجد الإجابه عليه...ووتدو لو سألته ل سابين حينما رأيتها..... ولكننى لم أستطع سؤالها.....لماذا تركتنا لهذا الجحيم وحدنا ورحلت؟!... ولكن لم أكن أعلم أن إجابه سؤالى.... ستأتينى بهذه السرعه... ولابهذه القسوه....

 

فحينما خرجت سابين من غرفتى.... ظلت تبحث عنكم الواحده تلو الأخرى...لتطمئن عليكم.... إلا أنها لم تجد ليلى..... وحين سألت أمى عنها.... لم تجبها أمى سوى بالصمت والدموع الجاريه على وجهها.....

 

وقع البيت وقتها بصمتا مطبق للحظات.... ثم حدث أن تحول كل شئ لدمار..... بسبب ما فعلته سابين حين علمت بموت ليلى..... التى توفت بعد رحيلها بشهرا واحد فقط....

 

حيث ظلت سابين تررد وقتها جمله واحده.... بعينان إذا أمعنت النظر إليها لوجدتها تبكى بحرقه على ما يحدث لها..... كما علمت الإجابه على سؤالى وقتها.... حيث تحدثت سابين بصوت متألم غاضب: ألم يكن يحق لى معرفه ما حدث لمن أستعبدت لأجلها؟!... ألم يكن هذاحقى؟!.....

 

حينها أدركت أن رحيل سابين.... كان أيضا من أجلنا...

ياللسخريه.... حينها أدركت أن الرحيل من هذا المنزل أفضل..... حتى أخفف ما تتحمله سابين من أجلنا.... ولكنى أخطأت بهذا أيضا..... فها هى ذهبت للعمل بقصر الملك لأجلى.... حتى أجتمع مع من أحب.....

 

بالماضى أستعبدت سابين من أجل ليلى.... ومن أجلك دارت المدن والقرى.... بحثا لكى عن الكتب التى تريدين.... وصعنت الكثير من الخدمات المجانيه للنبلاء..... حتى يساعدونك على دخول المدرسه الملكيه..... والتى لا يدخلها سوى الأمراء والنبلاء..... والأن تعمل قصرا مع الملك من أجلى..... ثم إبتسمت بسخريه قائله.... ماذا برأيك ستفعل من أجل جوليا هى الأخرى......

 

صمتت أليس وأصبحوا يجلسون فى سكون لبعض الوقت... ثم نظرت أليس بقوه لعينى سيلا.... بعد أن قامت بمسح دموعها قائله: أقولها لكى سيلا.... سابين لا تستحق أن تطعن من جميع من تحب..... ف أنتى تعلمين أن سام هو صديقها الوحيد.... لهذا لا تجعليها تفقد هذا.....

 

نظرت لها سيلا بتشوش بالبدايه.... ثم قالت بحزن: ولكن يجب أن تعلم حتى لا تخدع أكثر من هذا....

 

أجابتها أليس بقوه وثبات: ما تقويلنه ليس صحيح سيلا.... حيث من الجيد أن لا نعلم كل ما يدور حولنا حتى لا نصاب بالخيبات..... وعندها سنتفقد الثقه بجميع من حولنا....

 

نظرت لها سيلا بإقتناع وقالت: إذا ما الذى سنفعله حتى نعلم ما الذى يخطط له كلا من سام وجوليا.....

 

أجابتها أليس بثبات: أنا أعلم ما الذى سأفعله جيدا ولكن هيا لنعود للمنزل.... قبل إستيقاظ أمنا وعندها ستقوم القيامه..... حين تجد المنزل فارغ عليها.....

 

أومات سيلا وعادو أدراجهم للمنزل..... ولكن قبل دخولهم أمسكت سيلا بيد أليس وهى تسألها بفضول: ماذا كان جواب عقلك.... عن السؤال الذى تسألتيه لنفسك.... وكانت إجابته  موجعا لدرجه عدم أخبارى به.....

 

إبتسمت أليس إبتسامه ذات مغزى قائله لها: أظن أنه من الجيد عدم معرفه كل ما يحيطك يا صغيره.... أليس كذلك؟!.... وتركتها داخله للمنزل.... فتنهدت سيلا وهى تتبعها.... لترى ماالذى ستفعله أليس مع جوليا.....

 

                          ■■■

 

 

عاد إلى غرفته بعد إنتهائه من أغلب أعماله لليوم..... لهذا قرر الذهاب إلى غرفته ليستريح لبعض الوقت... ثم يعود لمكتبه لإستكمال أعماله مره أخرى....

 

جلس إستيفان على مقعده الوثير.... مغمض العينين يفكر بما حدث اليوم.... كما يفكر بكيف سيقوم بتنفيذ خطوته الأخيره..... إلا أنه لم يتوصل لشئ بعد...لهذا قرر ترك هذا الأمر الأن.... كما يترك الفتى ليستريح لبعض الوقت بعدما حدث له اليوم....

 

نظر بجواره وجد مجموعه من الأوراق لم ينتهى من قرائتها بعد..... أخذها ليرى ما بها ثم يعطيها ل ماكس لينتهى منها.... ولكن وجد مذكرات والدته... تحت هذه الأوراق فجذبها...... وأعاد الأوراق مكانها مره أخرى... وقام بالتقليب بين صفحاتها.... إلى أن وصل للجزء الذى توقف عنده.....

 

أخذ إستيفان أنفاسه مستعدا لإستكمال ما بدئه....

وقرأ أولى الأسطر بتركيز....

 

كان كل شئ ممل.... لا يوجد جديد... كما لم يعد هناك كتب جيده لأقوم بقرائتها..... ولكون أبى ليس هنا بهذه الفتره..... فلا أستطيع طلب أى كتب.... لأن أمى سترفض هذا رافضا قاطعا..... كما أن ميلسيا لا تستهوى الكتب لأجالسها..... أو حتى تهوى الحديث لأتحدث معها....

 

بل تستهوى زراعه الورود.... وأنا لا أحب هذا...  لهذا كنت ألتجأ إلى فرسى لأجلس معه.... بدلا من هذا الملل..... الذى أشعر به..... كنت قد أعتد على الذهاب إليه يوميا...وبيوم تعجبت من وجود خيل غريب داخل الإسطبل...ولكنى لم أتسأل عن هويه أصحابها...

 

 

ولكن بيوم عندما عدت من جولتى...رأيت جمعا من الناس.... يجتمعون حول السور الذى يتم فيه ترويض الخيول...وكان هناك شاب يروض فراسا.. لونه البياض يجذب الأنظار إليه....

 

أتذكر أننى قد زهلت من طريقته فى ترويض الفرس.. فأنا لم أرى أحدهم يروض فرسا من قبل...لهذا كنت مندهشه... من تعامله الخشن واللين بذات الوقت مع الفرس الهائج أمامه...

 

 

كما كان شابا يافعا ووسيم..... كما كان صاحب حضورا قوى يجذبك إليه..... وله سحره الخاص..... وللأسف وقعت فريسه لهذا السحر ..... كنت أراقبه يوميا ولكن من بعيد وعلى مسافه أمنه.... حيث أثار فضولى حول ما يفعله مع الخيل...... كما علمت أن إسمه ألكسندر....

 

ولم أكن أعلم أنه لاحظ مراقبتى له...إلا عندما أتى إلى ليعرفنى بنفسه....وكم كان مغرورا متباهيا....وهذا جعل إنجذابى به يقل...ف أنا لا أكره بحياتى شئ أكثر من الغرور... ولكنى إضطررت أن أعامله برقى... لأنه ضيفنا بالنهايه...

 

 

 

 

إلا أنه لم يمل وظل يحاول التودد إلى.... رغم رفضى له.... ورغم وجود الكثير من النبلات والفتيات حاولن جذب أنظاره.... إلا أن إهتمامه ظل موجه لى....

 

ولن أكذب أن فعلته هذه.... أشعرتنى بأننى أنثى قد يرغب بها رجلا.....كما كان الأول الذى يوجه لى هذا الأهتمام الكامل.... بكل تفاصيل حياتى... بعد والدى فأحببت وجوده حولى بالبدايه..... حتى أصبحت أشعر أنه بدأ بملأ الفراغ الذى تركه أبى ورحل....

 

 

كما أخبرنى أنه منجذب لى.... ولكننى لم أستطيع أن أراه سوى صديق جديد... أقتحم وحدتى عنوه....كما أننى أخبرته أكثر من مره.... أنه صديق الأولى الذى أحظى به..... رغم الأختلاف الكبير الذى بيننا فى الطبائع...إلا أننى أحببت التغيير....لكونه أصبح صديق لى.... فقد تشاركت معه كل ما أحب....

 

 

 إلا أن هذا لم يدوم كثير.... حيث فى صباح أحد الأيام أعلن عند قدوم الملك... بالكثير من الإنتصارات وليس هذا فقط..... بل أتى معه بزائر جديد لقصرنا....

ومع قدوم أبى إختفى ألكسندر...ولم أستطيع العثور عليه....

 

ولكن قدوم الزائر الجديد إلى قصرنا...والذى أوكلنى أبى أن أقوم معه بجوله حول قصرنا..... جعلنى ألتهى عن الإستمرار بالبحث عن ألكسندر....حيث تعرفت على شاب وسيم... لدرجه ظننت أننى لم أرى رجلا أجمل منه من قبل.....صاحب إبتسامه جميله.... وليس هذا فقط بل هو ملك للملكه عريقه....

 

ولن أكون كاذبه فهذا الملك نبيلا لدرجه عاليه... كما كان ودودا جدا.... أحببت التحدث معه ليلا نهار... دون الشعور بالسأم.... كما أننى وقعت بغرام عيناه التى يشع منها بريق يجذب لها الناظرين...... حتى أننى لم أكن أعلم ما هو لونها تحديدا... هل هى سوداء أم رماديه أم كلاهما معا؟!....

 

 

 

 

وبدون شعور وجدت نفسى... قد وقعت بغرام الملك الوسيم والتر أوين.... الذى مكث بقصرنا شهرا كاملا.... كما لم أرى ألكسندر خلال هذا الشهر.... ليس لأننى أردت هذا..... بل لأننى ظلتت أبحث عنه.... إلا أنه قد إختفى....لهذا ظننت أنه قد رحل ولن يعد.....

 

 

 

وبنهايه هذا الشهر تأكدت من حبى.... لهذا الشاب المتفهم..... ليس لكونه ملك صاحب سلطه.... بل هذا الشاب الذى خرج معى خلسه للسوق للتنزهه...حين علم أننى أردت فعلها منذ الصغر.... والذى قام بمساعده من إحتاج ل مساعده بدون تفكير.... والذى لا تختفى الإبتسامه من وجهه كلما نظرت له....

 

 

 

كما أصبحنا متقاربين.... وقام يقص على بعضا من مغامراته.... التى أغرقتنى إما ضحكا أو دهشه أو إفتان به.... كما أخبرته عن حياتى... كما سبق وأخبرت ألكسندر عنها... ولكنى لم أتى بذكر ألكسندر فى حديثى هذا....

 

ولا أعلم لما لم أخبره عنه..... من الممكن لأننى أدركت أن مشاعر الصداقه.... التى شعرتها تجاه ألكسندر لم تكن صحيحه....لأنه ليس بالشخص الجيد... كما أنه لم يكن يجب على أخباره بأى شئ يخصنى....  كما تأكدت أن تقربى منه.... كان  لشئ إفتقده مع ذهاب أبى.....

 

 

لهذا قررت عدم الإحتكاك به إذا حدث وقابلته...إلا أننى إستبعدت هذا بسبب إختفائه لأكثر من شهر.... فإقتنع عقلى أنه شخصا ظهر فجأء وإختفى فجأء.... لهذا يجب نسيانه.... ولكن وكأن القدر كان له رأى أخر..... 

 

 

 

وبعد رحيل الملك والتر أوين من قصرنا.... أصبحت أشتاق له كثيرا إلا أننى لم أظهر هذا....كما أن أمى لم تعد تحاصرنى.... كما كانت تفعل... وهذا أشعرنى بكم كبير من الراحه....

 

 

وبأحد الأيام وجدت أبى يطلبنى.... ليفاجئنى أن الملك والتر أوين طلب يدى للزواج.... ويسألنى عن رأيى بطلبه..... ولكننى كنت مذهوله لأنه يبادلنى ذات الشعور ..... كما أنه إتفق مع أبى وقاموا بتحديد موعد الزواج..... وهو قريبا جدا....

 

 

 

ولكن هذه السعاده لم تدوم..... حيث أن بصباح أحد الأيام التى كنت أتوجد بها مع فرسى..... أقص عليه ما سأقوم به حينما أنتقل لقصر الملك وألتر... وجدت ألكسندر ينتظرنى أمام باب الإسطبل.... لا أعلم لما شعرت وقتها بالخطر من نظراته... إلا أننى لم أظهر هذا...

 

 

 

وظللت أتسأل كيف سأتعامله معه الأن.... وأنه لم يعد يجوز أن أتحدث معه.... فوقفت أمامه وألقيت عليه التحيه..... إلا أنه ردها لى بسخريه لاذعه..... حينها أدركت أنه علم بزوجى من الملك وألتر أوين.... ولكننى إدعيت أننى لم أفهم ذلك..... فسألته عن أحواله بالبدايه.... فأجبنى بفتور أنه قد كلف ببعض الأعمال الهامه لهذا رحل.... كما أنه أكمل بحده... ولا أظن أن غيابى قد أحدث فارقا بحياتك.... فها أنتى ستتزوجين عما قريب.... مبارك لكى أميرتى....

 

 

 

تعجبت من حديثه الفظ معى.... ولكنى أوكلت هذا على أنه حزين لسماعه هذه الأنباء من الأخرون..... وليس منى أنا.....وتركنى راحلا....

 

 

لم أعطى أهميه للأمر معلله أنه لم يعد يربطنه به شئ....ومرت الأيام سريعا بين التحضيرات للزفاف وتجهيزى...إلى أن أتى اليوم المنشود...وأصبحت زوجه ل وألتر....وكم كان زوجا مراعى وحنون شعرت معه بالسعاده..... التى كنت أتمنى الحصول على بعضها.... إلا أنه لم يبخل وأعطانى كل ما أريد.....

 

 

 

فأعطتيه كل ما أملك....وبعد مرور عام من حياه مليئ بالسعاده مع من أحب....أكتشفت حملى بالشهور الأوله...ولن أنسى نظرات السعاده والفرحه بعينى وألتر وقتها..... فظل يومها معى.... ولم يتركنى ليهتم هو بما أريد.... وكم أحببت تدلله لى....

 

 

ولكن الحياه علمتنى أن السعاده لا تدوم.... كما أن الحزن لا يدوم....إلا أن حزنى أكثر وجودا بحياتى....

 

 

وبيوم كنت أقوم بالتجهيز لقدوم أحد أصداقاء الملك المقربين.... ودراعه الأيمن... من أحد الحروب منتصرا والذى لم ألتقى به من قبل... ولكن صدمت حين رأيت ألكسندر أمامى.... ولم تكن هذه الصدمه الوحيده بل عرفه وألتر أنه هو صديقه.... الذى كان يحدثنى عنه وكدت أخبره بمعرفتى المسبقه به.... إلا أن ألكسند سبقنى معرفا نفسه.... وكأنه لم يكن على صله بى مسبقا.... وهذا ما تعجبت له....

 

 

 

ولكنى قررت أن أخبر والتر بهذا عندما نصبح بمفردنا....ولكن وكأن ألكسندر قد قراء أفكارى...فعندما كنت عائده لغرفتى مع وصيفتى... طلبت منها أن تذهب.... وتأتى لى بشئ دافى أشربه ليريح معدتى المتألمه وعند ذهابها... وجدت نفسى أسحب لغرفه معتمه.... وأحدهم يضع يده على فمى حتى يمنعنى من الصراخ...أصبت بالفزع وظللت أحاربه...

 

 

إلا أن تحدث صوتا أعرف صاحبه جيدا وهو يقول بحده:سأرفع يدى.... ولكن إن قمتى بإصدار صوت سأقوم بقتلك الأن.... ولن يشك والتر أننى من فعلتها....

 

 

أومأت برأسى سريعه موافقه على حديثه.... وكم أصبت بالرعب بسبب ما قاله....إلا أننى لم أظهر له هذا.... وحين سحب يده.... إبتعدت عنه بإشمئزاز قائله: ما الذى تريده؟!.... وكيف لك أن تقوم بسحبى بهذه الطريقه المتعجرفه؟!...

 

 

 

 فنظر لجسدها بوقاحه إقشعرت لها....وقال بإستمتاع:

لا أريد سوى عدم إخبارك للملك بمعرفتى السابقه بكى....هذا شئ تستطيعى فعله بسهوله...أليس كذلك؟!...

 

 

 

لم أسأله عن سبب طلبه هذا.... لأننى أردت التخلص منه والخروج من هنا سريعا.... قبل أن يعلم أحد بإختفائى..... وحينها لن أستطيع التبرير للملك عن وجودى مع صديقه المقرب بغرفه واحده....

 

 

 

أومأت له.... وقالت بحده: هذا ما كنت سأفعله مسبقا ف أنا لا أتشرف بذكر إسمك على لسانى أمام الملك... وكادت تخرج إلا أنها عادت مره أخرى وهى ترفع إصبعها تحذره قائله بعينى مشتعله.... وإياك أن تقوم بتهديدى مره أخرى.... ف أنت لا تعلم ماذا أفعل بمن يغضبنى.... ويسرنى أن أعلمك هذا إن أردت..... ثم تركته راحله وقمت بصفق الباب خلفى بغضب وخوف بأن واحد...... وأنا أندم على ما فعلته حين وثقت بهذا الوقح... وأخبرته عن حياتى.....كما أدركت أن القادم أسوء....

 

 

 

 

 

 

 

وأنا بطريقى لغرفتى... تأكدت أنه لا يجب أن أطلق على كل شخصا تحدث إليه أنه صديق..... كما لا يجب أن أتحدث عن أى شئ يخصنى...حتى لا يأتى يوما ويتحدث أحدهم بما يجرح فؤادى....كما لن أعطى الثقه لأحدهم حتى يثبت أنه شخص يستحق هذه الثقه....وهذا ما نويت أن أعلمه... لصغيرى أو صغيرتى حين يأتون للحياه...حتى لا يصابون بالخيبات كما حدث وأصبت أنا.....

 

 

 

 

 

#يتبع