الفصل السادس والعشرون - مملكة الذئاب Black
الفصل السادس والعشرون
طرق
الباب إنتشله من إكمال ما يقوم بقرأته من مذكرات أمه..... فأغلقها بهدوء ووضعها
مكانها.... حتى يقوم بإستكمالها بوقتا لاحق..... ثم أذن للطارق بالدلوف..... وقد
كان الحارس يخبره بموعد إجتماعه الأخير لهذا اليوم...... أوما له الملك وسمح له
بالإنصراف....
قام من
مقعده وهو يفكر أن ما يخطط له هو الصواب..... كما قالت والدته بمذكراتها ليس هناك
صداقه بدون تضحيه وثقه متبادله.... لهذا يجب عليه فعل هذا.... تنهد وهو ينظر
للسماء من شرفته..... لقد أوشكت الشمس على المغيب.... إذا لم يتبق سوى القليل
ليتأكد من صحه الأخبار التى وصلته..... ثم عندها يتخذ خطوته القادمه......
إلتفت
الملك خارجا من غرفته ذاهبا لغرفه إجتماعاته لمناقشه أخر التطورات مع مستشاريه...
ظل الإجتماع قائم لما يقارب الساعتين..... وبنهايته قرر إستيفان السؤال عن شئ ما
قد لفت أنظاره.... بتصرفات ديفيد تجاه الصبى الصغير كما يلقبه..... إلا أنه لن
يفعلها مباشرا ويسأله.... حتى لا يتضح أهتمامه بالصبى سيقوم بإستدراج ديفيد.....
حيث
قال إستيفان ببروده المعتاد.... موجه حديثه ل ديفيد: إذا كيف هى مجريات الأعمال
لدى الحدادين؟!... هل يسير العمل كما طلبت؟!....
وبالفعل
حدث ما أرد فقد إشتعل غضب ديفيد... وهو يقول بحده ملوحظه..... وقد تذكر ما فعله
إستيفان: أحقا تسألنى عن الأعمال وقد كدت تقتل الفتى اليوم ما اللعنه التى كانت
تدور بعقلك.... حتى تفعل هذا مع ساب فهو لم يأتى إليك إلا ليعتذر عما فعلته أخته
الصغيره.... صاحبه اللسان السليط....هل هذا جزائه؟!...
والأن
جاء وقت السؤال الذى يرغب الملك بمعرفته إجابته..... فقلب الطاوله على ديفيد وهو
يقول: أنا من يريد معرفته ما الذى يحدث بينك وبين هذا الصبى..... لماذا تهتم لهذا الفتى
كثيرا دون غيره....
أنهى
حديثه بهدوء فهو يريد أن يعلم الصله القويه بين ديفيد والصبى...حتى يقوم ديفيد
بالدفاع عن الصبى كلما أخطاء بشئ ما.....
نظر له
ديفيد بحاجبين معقودين بالبدايه.... إلا أنه تنهد بسبب تفكير صديقه المعقد فأوضح
قائلا: لقد وعدت أمه ألا يصاب ولدها بأذى ما دمت معه.... لهذا لم أرد أن أخلف هذا
الوعد الذى قطعته على نفسى....
أوما
له إستيفان بتفهم لموقفه... إلا أن ديفيد مازال مصرا على معرفه... لماذا قام
إستيفان بهذا الأمر؟!....
فقال
إستيفان وكأن ما فعله أمر طبيعى: كنت أعلم بالعلاقه التى تربط بين الصبى وكيشان من
قبل..... وأردت أن أعلم ما الذى سيفعله الصبى حين يقف أمام الموت.....
نظر له
ديفيد بحاجب مرفوع قائلا.... وهو يحاول الثبات حتى لا يقوم بفعل أمر متهور: حسنا
أنت أدرى بشؤون راعيتك ...أنا ذاهب قبل أن أموت خنقنا بأفعالكم.....
كل هذا
الحديث الذى دار بين الملك وديفيد.... كان على مرأى ومسمع من ألفين وماكس الحاضرين
معهم ولكن لم تخرج كلمه واحده.... من فم أحدهم خلال هذا النقاش..... الذى دار بين
الملك وديفيد.....
إنتهى
الإجتماع وخرج الملك ذاهبا لمكتبه لأمر ما وديفيد ليرى ما تم صنعه اليوم من
الأسلحه..... إلا أن ماكس وألفين ظلوا واقفين معا.... ألفين ينظر ل ماكس
بإستمتاع...... وماكس ينظر أمامه بذهول لا يكاد يصدق ما حدث بالداخل......
"فلاش
باك"
قبل
دخول الإجتماع كان ماكس يجلس مع ألفين للتحضير للإجتماع..... وقد إنتهوا من التحضير
ومازال هناك وقت كافى على بدأ وقت الإجتماع.....
فقال
ألفين ل ماكس بمكر: هل فكرت بما قلته لك؟!...
نظر له
ماكس وإدعى الغباء.... رغم معرفته مقصد ألفين: ماذا تقصد؟!....
إبتسم
ألفين قائلا: ما قلته عن الملك وهذا الصبى.....
قال
ماكس بتشوش: أنت ترى منذ الصباح والأعمال متراكمه علينا..... من أين لى بالوقت حتى
أفكر بهذا الأمر.....
إتسعت
إبتسامه ألفين الماكره قائلا: حسنا وأنا مازلت على عهدى لك..... ومن أجل إثبات ما
أقول ف إستيفان سيقوم بإستدراج ديفيد اليوم.... بطريقه غير مباشره ليعلم ما نوع
العلاقه التى بينه وبين ساب....
نظر له
ماكس قائلا بتعجب: وما الذى سيجعله يتحدث عن هذا الفتى بعد ما فعله به اليوم....
كما أن إستيفان لن يقوم بهذا..... أتعلم لما؟!... ولم يكمل حديثه ليشتت ألفين الذى
لم يتأثر بما يفعله صديقه.....
بل
سأله بهدوئه المعتاد: لما يا صديقى!!!....
فأجابه
ماكس بثقه: هذا لأن كلانا يعلم... أن إستيفان لا يكره شئ أكثر من فتح حديث مع
ديفيد..... وهو يعلم أن ديفيد لن يكف عن طرح الكثير والكثير من الأساله..... وهذا
ما يكره إستيفان..... ألا وهو أن يقوم أحد بطرح الأسأله عليه..... لهذا لن
يفعل.....
وقف
ألفين وهو يلملم أوراقه قائلا: سنرى لم يتبقى شئ حتى نعلم من منا على صواب....
وخلال
الإجتماع كان ماكس ينظر ا ألفين بتشفى وكأنه يخبره ألم أقل لكن كل أماله ذهبت
سدى... حين فعل الملك كل ما قاله ألفين.....
"إنتهاء
الفلاش باك "
سأل
ماكس ألفين بتشوش: الأن أريدك أن تخبرنى كيف علمت هذا؟!... كيف علمت أنه سيسأل
ديفيد؟!....
تنهد ألفين بإبتسامته الهادئه... وهو يعلم أنه
أوشك على الوقوع ب ماكس قائلا: لقد سألنى
عن العلاقه التى تربط ديفيد ب ساب منذ عده أيام مضت.... ولكن بطريقه لا تظهر
إهتمامه لمعرفه الأمر...وأخبرته وقتها بالنفى.... فتأكدت أنه إذا سنحت له الفرصه
سيقوم بإستدراج ديفيد.... ولكن لم تتح له الفرصه سوى اليوم..... لهذا كنت متأكد
أنه سيفعلها.... هذا كل شئ....
ثم
توقف عن الحديث حتى يستوعب ماكس ما قاله... ثم أكمل.... كما أننى أريد تذكيرك أن
إستيفان إذا أرد أن يجب على سؤال طرح عليه سيفعل وإن لم يرد يراوغ..... وهذا ما
فعله مع ديفيد منذ قليل... حين سأله عن سبب ما فعله اليوم ب ساب.....
نظر
ماكس أمامه يفكر بحديث ألفين.... إلا أن قال أنا لم أعد أعى شئ مما يحدث مع
إستيفان... كما أخشى من حدوث مكروه له ولكم... إذا علم بما ستفعلونه معه ....
نظر له ألفين بتفهم وإبتسامه حانيه...... فهذا
هو المعتاد من ماكس.... دائما ما يرعاهم جميعا وكأنه أبيهم.... فقال بثبات: لا تخف
لن يحدث لأى منا مكروه.... والأن إذهب لغرفتك لتستريح قليلا....
بعد
الذى حدث بالساحه الخلفيه للقصر صباح هذا اليوم..... عاد ساب ليمارس عمله مره
أخرى..... وكأن ما حدث شئ لا يعنيه....
ولكن
عقله كان بمكان أخر.... إلا أن وجود الصغيره شتت تفكيره قليلا لمراقبتها.....
وبسبب تواجدها معه لأنها تلهيهه عما يحاول التفكير به....
كما
حاولت ليلى أن تسترضى أخاها لعله يعفوا عنها ويوقف عقابها..... إلا أنه أبى بالبدايه....
ولكن هذه ليلى فإستطاعت أن تجعله يوافق على جعلها تكمل اليوم ولكن لتجلب الحطب له
وحده... وليس للجميع معلله أن كبريائها لا يسمح لها أن تعلم لدى أخرين.... فوافق
على حديثها وجعلها تجلب الحطب له وحده.....
كاد اليوم أن ينتهى وقد أوشك الجميع على تسليم
ما قاموا بصنعه كما يفعلون كل يوم.... أصبحت الساعه تدق التاسعه مساءا.... وظهر
التعب والإرهاق على الصغيره كثيرا..... بسبب عملها المتواصل سواء بجلب الحطب أو
مساعده ساب.... كما لم تأكل شئ منذ الصباح......
لهذا ذهب ساب ليطلب من أحد الحرس جلب بعض الطعام
لصغيرته..... التى ستقتله الأن بسبب جوعها... ف أكثر ما تحبه ليلى بالحياه هو
الطعام.... ثم تأتى عائلتها بالمنزله التى تليها....
كان البعض من الحدادين قد إنتهوا بالفعل...
وقدموا ما صنعوه ل ديفيد.... الذى ظل بشرف عليهم قرابه الثلاث ساعات..... وقد تنبه
لذهاب ساب للخارج وعودته مره أخرى.... وهى يأمر الصغيره بالجلوس لتستريح...... فظن
أنه قد أنهى عمله وسيقوم بتسليمه هو الأخر.....
ولكنه لم يفعل حيث قام بوضع المزيد من الحطب
لإشعال النار..... ووضع قوالب أخرى ليكمل عمله.... فتنهد ديفيد وتقدم إليه.....
ديفيد بهدوء: أظن أن ما قمت به اليوم من أعمال
تكفى.... لإسقاطك مرهقا..... لهذا أطفاء موقدك وأنهى عملك..... وأشار ل ليلى
مكملا..... كما أن الصغيره بدى عليها الإرهاق..... فخذها لتستريح فقد أرهقتها
بالعمل اليوم.....
فأجابه ساب بوقاحته.... التى أصبح ديفيد معتاد
عليها: لا أظنك تشفق عليها لأنه لو كنت تفعل لما وشيت بها أمامى.....
تنهد
ديفيد قائلا: أنت لا أمل منك... كما أننى لاحظت أنها لم تأكل شئ منذ مده....
أجابه
ساب بإبتسامه شاكرا: لا تقلق لقد طلبت من أحد الحرس أن يجلب لها بعض الطعام.....
كانت
ليلى تغمض عينها تريد النوم... لشده إرهاقها ف ساب جعلها تعمل بما يعادل عملها
بالمستقبل لخمسه أعوام مقدما..... إلا أنها تشعر بالجوع لهذا ستنتظر إلى أن يأتى
الطعام وتأكل ثم تنام.... وظلت تحلم بشكل الطعام الذى سيأتيها.... هل يا ترى سيكون
جيدا كطعام أمى أم سيكون مقرفا كطعام أليس؟!...
تجعد مابين حاجبيها حين تذكرت طعام أليس....
الذى يثير الغثيان.... وقالت بصوت متنهد: أعانك الله يا مارلين فقد بعث الله لك
مصيبه لقصف عمرك مبكرا......
لم يمر الكثير من الوقت.... إلا واصبح المكان
خالى سوى من ساب وليلى وديفيد الذى جلس بجوارها... والعجيب أنهم لم يتشاجرو....
وكأن أحداث اليوم أهلكتهم فجلسوا بهدوء.... يشاهدون ساب وهو يعمل بنشاط....
ولكن
لفت أنظارهم صوت خطوات قادمه بإتجاههم... فنظروا بإتجاهها.... فتعجب ديفيد حين رأى
كيت والأميره ميلسيا وهم يحملان الطعام بأنفسهم لأجل هذه القصيره سليطه اللسان....
إقتربت كلا من كيت وميلسيا من الصغيره ووضعوا الطعام أمامها مبتسمين بود......
وقاموا بتحيه ديفيد ولم تحتاج الصغيره لمن يأمرها بتناول الطعام..... حيث شرعت
بالأكل حين وضع الطعام أمامها.... وهى تبتسم لهم بموده وتنظر للطعام وكأنه حبيبها
الذى طال غيبته....
كل هذا كان يتابعه ديفيد بحاجب مرفوع.... إذا
هذه القصيره تعشق الطعام.... إبتعدت كيت وميلسيا عن الصغيره بعد أن إطمئنوا أنها
ستتناول طعامها كاملا.... وذهبوا تجاه ساب الذى لم يراهم حين دلفوا للداخل.....
بسبب تركيزه بالعمل الذى أمامه.....
تنحنحت
كيت بصوت مرتفع.... ونادت بإسمه لعله ينتبه إليهم..... وبالفعل حصلو علي
إنتباه.... نظر لهم ساب بتعجب من حضورهم بالبدايه.... إلا أنه إبتسم إليهم بهدوئه
المعتاد.....
فتحدثت
كيت قائله بإبتسامتها المحببه: أردت أن أعرفك على الأميرة ميلسيا خالت الملك....
كما أنها أحب النساء إلا قلبه وقلوب جميع من بالقصر.....
فإبتسمت
ميلسيا لحديث كيت.... وتقدمت من ساب وهى تنظر له بتركيز.... وقامت بمد يديها لترحب
به...
لم تختفى إبتسامه ساب.... بل تقدم منها بعد مسح
يديه الملوثه.... وصافح يدها.... فقالت ميلسيا بصوتها الرقيق: كنت أنا وكيت
بالحديقه وسمعنا حديثك مع الحارس.... لجلب الطعام للصغيره بالصدفه.... فأردت أن
أقدم المساعده... كما وددت أن أتعرف على منقذى وأتمنى ألا أكون قد أزعجتك
بهذا.....
إتسعت
إبتسامه ساب قائلا بثبات: وهل يحق لى هذا بوجود أجمل إمرأتين بالقصر أمامى.... بل
أنا الذى سعد برؤيتكى أميره ميلسيا....
فقال
ديفيد بمشاكسه.... وهو مازال جالسا بجوار الصغيره التى أوشكت على إنهاء طعامها:
أظن أنه
من الجيد أن تتوقف عن التغزل بهن.... فقد يستمع
إليك ماكس أو إستيفان.... وحينها سيقوموا بدق عنقك يا صغير.....
إرتفع حاجب ساب وهو ينظر له بتبجح... وكأنه
يذكره أنه كان أمام الموت صباح هذا اليوم.... ولكن لم يحدث له شئ......
فقال ديفيد بسخريه وصوت منخفض:فتى مغرور....
فرد
ساب بإبتسامه: سمعتك....
لم يعقب ديفيد.... ونظر بجواره وجد الصغيره
توقفت عن الأكل..... وتنظر له بغضب.... فقال بتعجب من نظراتها: ماذا حدث؟!....
لماذا تنظرين لى بهذه الطريقه وكأننى قد أخذت منك طعامك عنوه؟!....
ردت عليه ليلى بحده: لا تستطيع فعلها.... كما لا
تقل عن أخى أنه مغرور فهو ليس كذلك.....
فأرد
ديفيد مضايقتها...... وقد شعر أن الطعام قد أعاد لها بعض من طاقتها.... التى
فقدتها بسبب العمل المتواصل لهذا اليوم.....
فقال
بتأكيد: بلى مغرور ووقح أيضا...
فردت عليه ليلى بقوه: حسنا وإن كان كذلك... ف
أنا أراه أفضل من شخصا يوشى بالأخرين ليعاقبوا بسببه..... ثم إلتفتت عائده
لإستكمال طعامها.... وكأنها لم تفعل شئ....
وظلت نظرات ديفيد المصدومه عليها..... يحاول
إستيعاب أن هذه القزمه قد سبته أمام عينه الأن.... هل يعقل أن ديفيد الذى يخشى منه
أعاتى الرجال بسبب جنونه.... لا يستطيع الرد على هذه الوقحه الصغيره......
إلا أنه تنهد وقرر أن يأخذ منها حقه... ولكن ليس
الأن فهى مازلت متعبه من أعمال اليوم....
كما طلبت ميلسيا من ساب أن يأتى لزيارتها لأنها
تريد التحدث معه بأمر ما.... فتعجب ساب لطلبها ولكنه لم يعلق ووافق على هذا....
وبعدها إستأذنت منه كلا من كيت وميلسيا للذهاب.....
وعاد ساب مره أخرى إلى عمله.... وبعد مرور بعض
الوقت..... وخلال دق ساب للمعدن الذى أمامه بقوه وصلابه..... وجد ديفيد رأس
الصغيره يقع على قدمه فقد سقطت بالنوم من إرهاقها... وكم تعجب لقدرتها على النوم
بوجود هذه الأصوات المرتفعه.... التى تصدر من إحتكاك المطرقه بالمعادن.....
ولكنه تنهد وضم جسدها إليه حتى يشعرها ببعض
الدفئ... وقد شعر تجاها بمشاعر أبوه غريبه لم يشعرها تجاه أحد من قبل..... فإبتسم
لوجها الملائكى..... وظل مكانه إلى أن سقط هو الأخر بنومه..... رغم تعجبه منذ قليل
أن الصغيره نامت بهذا الصخب..... ولكن يقال أن النوم سلطان يطرق باب صاحبه بالوقت
الذى يريد....
كان ساب ينظر تجاه ديفيد وليلى كل فنيه والأخرى
إلى أن لاحظ سقوط الأثنين بالنوم..... وضم ديفيد للصغيره بأحضانه حتى يشعرها
بالدفئ.... فنظر ساب حوله إلا أن وجد شال خفيفا بالقرب منه.... كان الحكيم قد أعطاه
له سابقا ليقوم بربط قدمه به.... ولكنه لم يفعل..... فأخذه ووقام بفرده على
كليهما.....
وعاد لإستكمال عمله حتى ينهى أكبر قدر منه قبل
شروق الشمس.... حتى يستطيع أخذ الصغيره وإعادتها للمنزل..... حتى يرى أحوال أمه
وإخوته.....
وخلال هذا كان الملك مازال بمكتبه يعمل على بعض
الأوراق..... إلى أن دق بابه ودخل له الحارس يخبره أن هناك من يطلب إذن
الدخول..... فسمح له الملك بهذا.....
وبالفعل
دلف رجل ذو بنيه قويه.... وملامح تجعلك تخاف منه إلا أنه نظر بإحترام كبير
للملك.... وهو يقول: مولاى.... منتظر إذن
الملك له بالحديث....
نظر له
الملك وسأله مباشره: هل تأكدت من الأمر الذى أرسلتك من أجله.....
أوماء الرجل ومازلت أنظاره على الأرض قائلا: أجل
مولاى ما كنت تشك به صحيح....
صمت الملك للحظات ثم قال للرجل.... وهو يقف
أمامه: إذا إذهب وإستعد ولا تخبر أحد بما سنقدم عليه......
أومأ الرجل موافقا وخرج من المكتب بهدوء كما
دخله بهدوء..... تنفس الملك بقوه.... ثم خرج هو الأخر من مكتبه.... وهو يذهب تجاه
غرفه محدده فلم يجد صاحبها بالداخل....
فعلم أنه مازال يعمل إلى هذا الوقت المتأخر..... فذهب تجاه بناء الحدادين وكلما
إقترب إستمع إلى صوت المطرقه التى تحتك بالمعدن......
دلف
الملك للداخل ولم يجد سواه يعمل..... مشط المكان بأنظاره.... فوجد كلا من ديفيد
والفتاه الصغيره نائمون ويحتضن كلا منهم الأخر بشكلا محبب.... إلا أنه تعجب كيف لهم النوم بهذا
الصخب.... إلا أنه أبعد الفكره عن باله....
ونظر تجاه ساب الذى لم يشعر إلى الأن بحضوره....
فإقترب منه إلى أن وقف بالقرب منه.... ولكن لم يتحدث شعر ساب بوجوده.... إلا أنه
لم يلتفت له.... فهو مازال مشوش بسبب ما حدث صباحا.... ليس خوفا من الملك.... بل
لأنه أدرك أن الأمر مخطط من البدايه من الملك المبجل......
شعر الملك أن الفتى يدرك وجوده.... إلا أنه لا
يريد مواجهته فقال ببروده المعتاد.... والذى أصبح جزء من شخصه: لا أظن أنه من
الحكمه أن تقوم بتجاهلى كما فعلت معك صباح اليوم..... ف أنا مازلت الملك وأفعل ما
أشاء....
توقف ساب عن العمل وإلتفت له قائلا ببرود مماثل...
وهو ينظر له بثبات وقوه: كما ليس من الحكمه أن لا أقوم بمهامى بتركيز.... حتى لا
يفكر أحدهم أن ما حدث صباحا قد أخافنى أو قلل من عزيمتى سيدى....
ثم أكمل يسأله مباشرا عن سبب وجوده..... بماذا
أخدمك سيدى... فكما ترى لازال أمامى الكثير من العمل أريد الإنتهاء منه قبل شروق
الشمس....
إرتفع حاجب الملك بدهشه أحقا قام الصبى بطردته
الأن.... أم يهيئ إليه..... إقترب منه الملك ووقف أمامه منحنى ليكون وجها لوجه
قائلا ببعض من الحده:لا أظن أنه من الجيد أن تثير غضبى... ولا أظن أنك قد نسيت
نفسك يا فتى..... كما كثرت أخطائك.... ولهذا سأعمل على إصلاح هذا بنفسى.... وعقابك
لك ستأتى معى لجلب المعادن عند شروق شمس الغد.... كما أريدك أن تنتهى من كل تلك
الأعمال المتراكمه أمامك قبل حلول شروق الشمس..... وإلا... ثم توقف الملك عن
الحديث وهو ينظر ل ساب الذى يحاول الثبات أمام هذه الأعين الشرسه..... فرغم مقدرته
على النظر إليها والثبات أمامها بزيف.... إلا أنه لا يستطيع فعلها إلا من بعيد
فقط..... فما بالك وهى بهذا القرب المهلك....
فإبتلع ساب ما بجوفه وقال محاولا الثبات: ولكن
الصغيره كنت سأذهب معها بالصباح للإطمئنان على عائلتى...... والتى صدف أننى لم
أراها منذ شهر.... وعند تذكره المسبب فى عدم رؤيه عائلته..... ألا وهو الملك من
حجزه بالغرفه لشهرا كامل..... عادت نظرات الغضب تملأ عيناه مره أخرى....
فإرتفع حاجب إستيفان لهذا.... وكأنه يجبر ساب
على إخفاض أنظاره وإحتواء غضبه... حتى لا يحترق به وحده بهذا الغضب..... وبالفعل
حاول ساب أن يهدء وأكمل.... كما لا أستيطع أن أعطي ليلى لأحد الحرس لإعادتها
للمنزل..... لأنها قد تراوغه وتفر منه هاربه....
فإبتعد عنه الملك لمسافه أمنه فتنفس ساب....
والذى لم يكن يعلم أنه قد حبس أنفاسه مسبقا.... وإنتبه لحديث الملك الذى قال...
وهو ينظر إلي الصغيره وديفيد.... أظن أنها تحب التواجد مع ديفيد.... وإلا
لما
سمحت له بإحتضانها بهذا الشكل.... لهذا ستوكل له مهمه إعادتها للمنزل سالمه.....
ثم
إستدار راحلا إلا أنه توقف قائلا: لن يعرف أحدا بقدومك معى غدا.... حتى ديفيد لهذا
أنت من ستخبره أن يأخذ أختك إلى المنزل.... أظن أننى أوضحت لك المطلوب منك....
أومأ له ساب وهو يشعر بالغضب.... فتركه الملك
راحلا فنظر ساب أمامه..... وهو يحاول التنفس بإنتظام.... ثم صرخ داخله قائلا:
اللعنه عليك أيها الملك المتعجرف الوقح.....
#يُتبع...