الفصل التاسع والعشرون - مملكة الذئاب Black
الفصل التاسع والعشرون
كان جسده يتصبب عرقا.... ويحاول أخذ أنفاسه....
كما كان يضع يديه على قلبه يدلكه... ليخفف من حده الألم الذى يشعر به...... حاول أخذ
أنفاسه بهدوء.....
وبعد مرور بعض الوقت.... هدأت نبضاته وأصبح
يأخذ أنفاسه براحه.... نظر تجاه النافذه الموجوده بالغرفه..... فأدرك أنه لم ينم سوى
القليل..... فإبتسم بهدوء وهو يقول لنفسه بصوت مسموع..... غلبه الإرهاق به بحه من أثر
نومه: أظن أن الراحه لن تطرق بابى يوما ما.....
ثم تنهد وهو يكمل بشرود ناظر للسماء من
نافذه الغرفه الجالس بها..... أعلم أننى لا أستحق سوى هذا الألم المرابط لقلبى.....
ثم إبتسم بإنكسار وهو مازال ينظر للسماء يخاطب إلهه...... أعلم أن هذا هو ما يستحقه
أمثالى...... ولكن ألا يوجد شئ واحد جيد فعلته بأعوامى المنصرمه..... تشفع لى حتى ترحم
قلبى ولو ليوما واحد...... فقلبى لم يعد يحتمل كل هذا الظلام الذى يحتله.....
ثم تنهد وهو يفكر بعدم إخبار الرجل
بما رأه.... فهو متيقن أن هذا الشئ لن يجعله سعيد.... لهذا سيحتفظ به لنفسه.... كما
أن الرجل لا يطيق وجوده.... لهذا
سيحاول مساعدته بطرق غير مباشر..... هذا
ما قرر ساب فعله.....
كان الملك وماثيو جالسون أمام بعضهم على
الطاوله يتحدثون... منذ دلوف ساب للغرفه.... وكان ماثيو يحاول إقناع الملك بوجوب طلب
بعض العون والإمداد معهم..... حتى إذا حدث أمر ما يكون هناك من يساعدهم..... إلا أن
الملك رفض هذا.... معلل ان قدومه إلى هنا لا يعلمه سوى هو ومستشاريه وهذا الصبى وجميعهم
ثقات.......
فتعجب ماثيو من هذا... فهو يعلم مستشارى
الملك منذ مده لا بأس بها..... ويدرك العلاقه الوثيقه بينهم وبين الملك..... ولكن هذا
الصبى هو يشك به منذ أن رأه...... كما لم يشعر بالراحه تجاه.... وذات هذا حين وكل له
حمايه الصبى وبقائه معه..... ولكنه عبر للملك عن شكه بهذا الصبى ..... ولهذا يجب
عليهم أخذ إحطاتهم تجاهه......
ولكن صدمه قرار الملك أنه يثق بالصبى...
كثقته بهم كما يجب أن يعده بحمايته مهما كلفه الأمر...... ولم يتركه الملك إلا بعدما
وعده ماثيو بحمايه الصبى....
وبعدها صمت ماثيو وأذعن لحديث الملك....
إلا أنه لم يقتنع بحديثه.... لهذا قرر طلب العون بأقرب فرصه متاحه أمامه.... لأنه يشعر
بقدوم شئ سيئ بهذه المهمه الغريبه.... التى حددها الملك دون إنذار مسبق...... ولكنه
إعتاد هذا فالملك لا يستطيع أحد معرفه ما يجول بخاطره..... لهذا هو دائما ما يكون متقدما
على خصومه بخطوه.....
خلال حديثهم خرج ساب من الغرفه..... وجلس
جوار ماثيو ونظر لهم ليعرف ما المطلوب منه بهذه المهمه التى لا يعلم سببها الحقيقى
إلا الأن.....
نظر له الملك وقال بهدوء.... وهو يشدد على
حديثه: أنت ستبقى مع ماثيو خلال المده التى سنمكثها بهذا المكان....
نظر ساب للرجل بثبات..... وهو يقول لنفسه
إذا ما رأيته كان حقيقى..... ماثيو لم يصدر منه سوى إمائه بسيطه..... دليل على موافقته.....
نظر الملك ل ماثيو نظرات ذات مغزى قائلا.... وأنت لا تنسى ما أمرتك به.... أومأ ماثيو
له مغتصبا.... لأنه لا يريد تواجد هذا الصبى معهم...... ولكنها أوامر الملك.....
نهض ثلاثتهم متجهين لوجهتهم.... كانت مملكه
إستيباليا بسيطه.... لا يوجد بها مبانى مزخرفه أو منازل فخمه..... تدل على ثراء أهلها....
أدرك ساب أنها من الممالك الفقيره.... ومن المؤكد تحتاج لحمايه ودعم من الممالك الأقوى.....
لهذا تقدم المساعده للملك إستيفان على طبق من فضه.... حتى يقدم لهم الحمايه بالمقابل.....هذا
ما توصل له ساب....
ظلوا يمشون لبعض الوقت بصمت.... وكلما مروا
على مجموعه من الناس ينظرون لهم بتعجب..... رغم أن ثيابهم تكاد تكون متقاربه مع ثيابهم.....بعض
قليل من الوقت وصلوا أمام قصرا كبير نسبيا......
ومن شكل المكان أدرك أنه قصر الملك.....
لأنه كان أفضلهم بهذه المملكه.... وبالفعل تخطى الملك البوابه وورائه ماثيو وساب....
دون أن يتجرأ أحد الحرس على إقافهم أو سؤالهم من هم..... وما الذى يريدونه؟!...
تعجب ساب من ضعف هؤلاء القوم.... ألهذه
الدرجه يوجد أناس بهذه السلبيه....حتى أنهم لم يحاولوا إيقاف أحد منهم لمعرفه سبب وجودهم.....
كيف يعيشون بهذا الضعف؟! والذل؟! والإحتياج للمساعده من غيرهم......
كل هذا جعلهم يجبرون على إطاعه الغير....
وإهدار كرامتهم بهذا الشكل المخزى.... إستمروا بالمشى إلى أن وصلوا إلى قاعه كبيره
بها عرش.... ويجلس عليه رجل هرم لا يستطيع الوقوف بمفرده.... بل يحتاج من يساعده على
ذلك..... كما أن هالته تدل على ضعفه جدا.... ليست كهاله الملك إستيفان الذى يجبر من
حوله على طاعته وإحترامه.....
إذا لقد صدق من قال أن قوه القوم تأتى من
قوه سيدهم..... وكذلك ضعفهم.... توقف الملك إستيفان على بعد أمتار قليله.... من هذا
الملك الجالس على عرشه.... وينظر للملك إستيفان برهبه حاول إخفائها إلا أنه لم يستطع.....
فأصبح ظاهرا للعيان.... مما جعل إبتسامه هازئه تظهر على شفتى الملك إستيفان... الذى
أدر عيناه على وجوه جميع من بالقاعه.... من مستشارين ووزراء للملك.... ولم يتجرء أحدهم
على رفع عيناه بوجهه..... فعاد بنظره للعجوز الجالس على عرشه.....
قال الملك فرنسوا مرحبا بزيف: أهلا بك ملك
إستيفان..... ما هذه المفاجأه السعيده.... أتمنى الا تكون رحلتك إلى بلادنا شاقه....
نظر له الملك بثبات.... جعل الجالس أمامه
ينظر إلى أى شئ غير عينه .... وقال الملك إستيفان ببروده المعتاد...و الذى ينشر الخوف
داخل قلوب ضعاف النفوس الواقفين أمامه: أنا وأنت ندرك جيدا أن زيارتى لك ليست سعيده
كما تقول أيها العجوز.... فأنت تبغضنى كما أفعل.... لهذا فلنتخطى تلك الرسميات......
فأنت تعلم أننى أتيت لأخذ هذا المعدن الذى أخبرت ماثيو عنه.....
نظر العجوز ل ماثيو وهو يبتسم بحقد قائلا:
ماثيو أجل كيف لى أن أنسى هذا!!... لقد صدقت أيها الملك فقد أصبت الهرم.... وأصبحت
أنسى أحاديثى... وكاد يكمل حديثه....
إلا أن الملك إستيفان أوقفه قائلا ببعض
الحده: لم أترك أعمالى حتى أستمع لحديثك الخرف هذا.... فلتبعث بأحد ليأتى بهذا المعدن
اللعين.... حتى ننتهى من هذا....
أجل كانت إهانه كبيره بحق هذا الملك....
حتى وإن كان عجوز....فهو يظل ملك....ولكن هذا يثبت أن هذا الملك..... يشبه هذا العرش
الذى يجلس عليه فى جموده.....
كما تعجب ساب من تقبل هذا العجوز لحديث
الملك إستيفان دون مناقشه...... وبالفعل لم يمر سوى دقيقه وأتى الحارس ومعه قطعه من
أحد المعادن وقدمها للملك....
فنظر الملك إستيفان ل ساب فتقدم ساب....
وأخذ القطعه من الحارس.... وقام بتقليبها بيده لبعض الوقت.... ثم نظر للملك الذى يراقب
ما يفعله بعيون كالصقر..... فتحدث ساب بثبات قائلا: أريد موقد لأتأكد من أمرا ما.....
كاد الملك إستيفان أن يتحدث.... إلا أن
الملك العجوز رد عليه بإنفعال: وكيف لصبى مثلك أن يشكك بمعدنى ويطلب تجربته؟!... إن
لم يكن بمملكتك من يفهم جوده المعدن بنظرته ملك إستيفان... نستطيع أن نعيرك أحد أفضل
حداد لدينا... وليس صبى لا يعى شئ..... ويأتى ليتحدث عن جودة وأفضليه هذا المعدن النفيس.....
كاد الملك أن يجيبه.... فما قاله هذا العجوز
يعد إهانه ل ساب وللملك قبله.... على عدم قدرته على إنتقاء رجاله.... ولكن ساب سبقه
بالحديث.... وهو يتقدم من هذا العجوز الخرف كما قال الملك إستيفان...
فقال ساب بثبات وسخريه: أظن أن جوده هذا
المعدن لن تذهب أدراج الرياح.... إذا تم وضعه بالموقد..... فكما تقول أنت أنه أفضل
أنواع المعادن.... إذا لما كل هذا الإنفعال الذى أراه على وجهك سيدى.... أنصحك أن تهدأ
حتى لاتصاب بنوبه قلبيه تؤدى لوفاتك.... قبل أن نقوم بتجربه معدنك النفيس.....
ثم إلتفت ينظر لأحد الحرس..... وقال بهيمنه
لاقت عليه: دلنى على أقرب موقد من هنا هيا.... وخرج من القاعه.... التى لم يسمع
بها سوى صوت أقدام الصبى والحارس الذان خرج من القاعه..... خلال هذا ظهرت إبتسامه مستمتعه
على وجهه الملك..... والنظرات المتعجبه من ماثيو..... والغاضبه من الملك العجوز....
مر بعض الوقت جلس به الملك إستيفان على
مقعد وثير جلبه له بعض الحرس..... وكان ماثيو يقف جواره..... والقاعه كانت واقعه بصمت
مطبق.... بسبب توتر الجو....
دخل أحد الحرس يستأذن الملك..... بدخول
الحداد الذى أتى مع الملك إستيفان....سمح له الملك بهذا...دخل ساب وتوقف بنصف القاعه
وهو يوجه حديثه للملك إستيفان: سيدى لقد صدق الملك... أنه معدن جيد نستطيع أخذ الكميه
التى نريدها منه.....
حين إنتهى ساب من حديثه..... أخذ العجوز
أنفاسه التى كان يكتمها..... وظهرت إبتسامته بإتساع وقال بفرحه:أظن أنك قد تأكدت من
حسن نيتنا ملك إستيفان .....
أوماء له الملك إستيفان.... وهو لم يبعد
أنظاره عن ساب.... الذى ينظر له بقوه وثبات.... وهو لا يعلم بماذا يفكر هذا الصبى....
فهو على علم مسبق أن المعدن ليس جيد....ولكنه جلب الفتى حتى يتأكد من ولائه قبل أن
يجعله من المقربين له.... هل ساب سيتفق مع عدوه ضده.....
لم يتحدث إستيفان وقرر الصمت.... إلا أن
يرى ما الذى سيفعله الصبى.... كما قام من مقعده يخرج من القاعه بأكملها...دون قول أى
كلمه.... وخلفه ماثيو الذى ينظر بصدمه تجاه هذا الصبى اللعين.... الذى وثق به الملك.....
وخان هو هذه الثقه.....
الأن تأكد من صدق حدسه..... بعدم وثوقه
به من البدايه..... لهذا يجب التخلص منه بأقرب فرصه..... خرج ساب خلفهم...... ولكنه
نظر للحارس الذى كان معه.... فأومأ له الحارس برأسه.....
وبعد ذهابهم دخل الحارس للملك وقال: مولاى
الحداد لم يستطيع التميز بين المعادن....كل الأمور تسير كما أمرت.....
أومأ له الملك وقد شعر بالراحه.... وأن
مخططه لن يعيقه شئ بل و يسير كما يريد.....
عوده إلى الملك الذى خرج من القصر.... وخلفه
ساب وماثيو الذى ينظر بحقد وكره له....ولكن ساب لم ينتبه لنظراته..... بل كان ينظر
لظهر الملك الذى يتحرك برشاقه..... وعقله يفكر بالكثير..... وأهم ما توصل له..... كيف
لملك بضعف هذا العجوز ومملكته..
أن يحاول الإحتيال على ملك ك الملك إستيفان.....
هناك أمرا خفى وسيعلمه اليوم.... مهما كلفه الأمر....
لم يلاحظ ساب توقفهم أمام منزل ماثيو....
فرمش بعيناه تعجبنا من وصولهم السريع للمنزل..... هل كان شارد لدرجه عدم شعوره بالطريق....
وهذا ما لاحظه الملك وماثيو الذان لم يتحدثان بشئ طوال الطريق....
ولكن لم يخفى على الملك نظرت ماثيو له....
وكأنه يخبره بعيناه ألم أخبرك ألا تثق بهذا الصبى.... فأنظر إلى ما وصلنا إليه بسببه.....
وقف الملك أمام المنزل ثم قال ببرود ثليجى:هل
لاحظت أى شئ على غريب برحلتنا إلى قصر هذا العجوز؟!...
كاد ساب يقول له ما يدور بخلده.... ولكنه
قرر التأكد أولا.... ثم إخباره بالأدله القاطعه..... فشخصيه كشخصيه الملك إستيفان....
لن تتقبل الإستماع لما يقوله.... بدون برهان قاطعه على حديثه.....
لهذا تحدث ساب بثبات:لاسيدى كل شئ يسير
على ما يرام....
فسأله ماثيو هذه المره قائلا بحده خفيفه:إذا
المعدن جيد كما قال هذا العجوز فرانسو!!!
نظر له ساب وقال بهدوء:أجل جيد....
كاد ماثيو يرد عليه إلا أن الملك قد سبقه
بالحديث قائلا ببرود: أنا ذاهب لمكان ما لبعض الوقت.... حتى ينتهى ذلك العجوز.... من
تجهيز المعدن.... وأنت ماثيو أحتاجك أن تذهب بعد ساعه من الأن إلى العربات..... لترى
هل ستتحمل مشاقه الطريق أم لا......
ثم نظر لساب الذى ينظر له بالفعل وأكمل....
وأنت ساب سوف تذهب للقصر مع ماثيو حين عودته .... لترى المعدن وهو يتم تحميله؟!...
نظر له ساب بقوه وتعجب ظهر جليا على قسمات وجهه.... فالملك لم يحدثه بإسمه من قبل....
ولكنه إستطاع تجاوز هذا وأومأ برأسه..... فأكمل الملك حسنا كلا منكم أدرك ما يتوجب
عليه فعله..... لهذا بعد عودتى أريد أن أرى كل شئ قد تم....
أومأ كلا من ماثيو وساب.... الذى رأى خيبه
الأمل بعينى الملك وهو ينظر إليه ويحدثه.....هل يا ترى يعرف شئ مما يدور خلف ظهره...ولكن
إذا كان علىعلم لكان شاركنا هذا....ولكنه لم يفعل...
ولم ينتظر الملك.... وإلتفت راحلا تجاه
الغابه..... تعجب ساب ولكن لم يطرح أى أساله.... بل ذهب خلف ماثيو الذى دلف لمنزل دون
أى حديث.... جلس ساب على أحد مقاعد طاوله الطعام..... وجلس ماثيو على مقعده بزاويه
منزله..... ونظراته المشتعله كانت موجهه على ظهر ساب الشارد بعالمه الخاص....
هو متيقن بأن الصبى لم يكن على علم بأنهم
يدركون بفساد المعدن المقدم إليهم.....ولا لما كان هذا حديثه.... ولكن كيف له أن يخون
الملك؟!..... وظل يفكر ما الذى يريده هذا الصبى؟!...
ظلو هكذا لبعض الوقت.... إلا أن قرر ماثيو
تنفيذ ما كان يفكر به..... خرج من منزله دون أن يعطى إعتبار ل ساب الجالس.....ثم إستدار
خلف منزله.... ودخل للحظيره الصغيره المتواجده هناك.... وأمسك بورقه كان يضعها بإحد
جيوبه.... وأخرج طائر من قفصه.... ووضع الورقه بإحدى قدمه.... ثم تركه ليطير....
ونظر للسماء قائلا بصوت خافت: أتمنى ألا
أكون قد تأخرت وأن يتصرف ديفيد سريعا.....
ثم إستدار عائد لمنزله ودخل.... فوجد الصبى
مثلما تركه... جالس على مقعده لم يتحرك.... بل لم يشعر بخروجه حتى..... وأما عند ساب
الذى يعمل عقله منذ جلوسه.....وهو يفكر بالسبب وراء ما فعله هذا الملك؟!..
ولم تكن الإجابه سوى أن هناك من يساعده....
وليست مساعده من مملكه ضعيفه مثله.... بل أناس أشداء ك الملك إستيفان....فهو شعر بمكر
هذا الفرانسو هو ضعيف ولكنه ليس بالغبى....
حين توصل لهذا إشتعلت عيناه.... ولكن
يجب عليه التأكد أولا قبل أى يقوم بأى خطوه.....لهذا قرر التسلل بعد خروج ماثيو...
ثم يعود قبل قدومه حتى لا يشعر بشئ....
وبالفعل إنقضت الساعه.... وخرج ماثيو من
المنزل بدون أى حديث..... إنتظر ساب لبعض الوقت حتى يتأكد من ذهاب ماثيو.... ثم خرج
من المنزل مسرعا
.... ذاهبا بإتجاه المدينه....
لم يأخذ الكثير من الوقت..... وأصبح أمام
القصر دخل..... وطلب من الحارس إخبار الملك أنه أتى لتفقد المعادن كما إتفقوا.... سمح
له الملك بهذا....
وقد إبتلع الطعم أن الصبى لا يدرك شئ....
ولهذا سمح له بالذهاب ومباشره العمل..... فهو لا يشكل تهديا له....
وحين أخذ ساب الإذن ذهب للحارس.... الذى
كان معه حين رأى المعدن.... ولكنه لم يقترب منه حين لاحظ وجود أخرين معه.... فقرر عدم
لفت الإنتباه إليهم....
فأشار إليه برأسه ليتبعه..... وبالفعل تبعه
الحارس إلا أن وصلوا لمكان ليس به أحد.... بدأ ساب حديثه قائلا بهدوء وثبات: هل فكرت
بالعرض الذى قدمته إليك!!!
أومأ الحارس قائلا بخفوت: أجل....
فسأله ساب قائلا: حسنا وما الذى قررته....
هل أنت معى أم لا؟!.....
نظر له الحارس بتوتر وقال: أخشى أن يقوم
الملك بقتل عائلتى.... إذا علم بما سأفعله....
تقدم منه ساب وقال بقوه: أتظن إن كان هذا
ملك كباقى الملوك.... لكان سمح لمملكته بالعيش فى تلك المعانه والخضوع.... كما أنك
تدرك جيدا أن هذه المملكه ستسقط عما قريب.... بسبب ضعف ملكها.... لهذا فكر جيدا بالخير
الذى سيعم عليك.... وعلى عائلتك مما ستفعله.....
وكأن حديث ساب شجعه ليطلب ما يريد.... فقال
بشجاعه: إذا أنا معك..... ولكن لا أريد المساعده الماديه.... مقابل ما سأقدمه لك....
فتعجب ساب من هذا وسأله: إذا ما الذى تريده
مقابل ما ستقدمه؟!...
فقال الحارس ببعض الحزن: أريد البحث عن
أختى فقد إختفت منذ خمس سنوات..... ولم أستطيع إيجادها..... وأريد معرفه هل مازالت
على قيد الحياه أم لا.....
إقترب منه ساب وسأله: أنت قلت أنك قد بحثت
عنها إذا لماذا تريد البحث عنها مره أخرى بعد مضى خمس سنوات ؟!...
أجابه الحارس قائلا: من أجلى.... وأجل أمى
التى إحترق قلبها حين تم أخذ إبنتها عنوه... من قبل أحد النبلاء.... ثم لم نسمع عنها
شئ..... كما كنت صبيا وقتها..... ولم أستطيع حمايتها..... خاصه وأن أبى متوفى وليس
لنا أحد ... ولهذا حاربت حتى أكون من حرس الملك...... حتى أستطيع البحث عنها... ولكن
للأسف لم أستطع إيجادها..... وكأنها إختفت.... ولكنى أشعر أنها مازالت على قيد الحياه....
لهذا أريد إيجادها.....
إبتسم ساب وهو يقدم له يده ليصافحه قائلا:
ولك وعدى أننا سنبحث عنها إلا أن نجدها..... عندها رأى إبتسامه الحارس..... وعيناه
التى تلمع فرحه من حديثه.....
صافحه الحارس قائلا: وأنا سوف أتيك بما
طلبته بغضون ساعه.... أومأ له ساب..... وكاد الحارس أن يتحرك.... إلا أنه عاد وسأل
ساب.... ألن تخبرنى ما إسمك؟!...
فقال ساب بإبتسامه: لا لن أفعل.... فإرتفع
حاجب الحارس... ولكن ساب لم يعيره إهتمام مكملا... أفعل هذا حتى لا تكون صديقا لى.....
فأضطر لزيارتك فيما بعد....
فإبتسم الفتى قائلا: حسنا لن أخبرك أنا
أيضا بإسمى.. حتى لا أتى لزيارتك أنا الأخر..... وتركه الحارس راحلا ظل ساب ينظر
لأثره بإبتسامه.... وهو يتذكر ما حدث منذ ساعات قليله....
"فلاش باك"
حين خرج ساب من القصر برفقه أحد الحرس...
الذى لم ينتبه له.... بل كان تركيزه على تلك القطعه من المعدن التى لين يديه....والذى
يقسم على فسادها قبل أن يضعها بالموقد..... بل ذبولها السريع بيده علامه على ردائت
المعدن.....
ولكن ليكمل ما أتى من أجله..... وليرى ماذا
سيحدث وقف على الموقد..... وإنتظر حتى يشتعل الموقد وترتفع حرارته..... ثم وجهه نظراته
للحارس قائلا بثبات يدرسه..... وخاصه حين لاحظ أن سنه صغير.... قد لا يتعدى التاسعه
عشر: ألا تظن أن ما يقوم به هذا الملك أمرا غبى؟!!....
نظر له الحارس رافع إحدى حاجبيه مما قاله
ساب.... فأكمل ساب قائلا: كلانا يعلم أن هذا المعدن فاسد.... وأشار لقطعه المعدن التى
بيده.... كما أنه لا وجود للمعدن.... الذى أخبر به السيد ماثيو من البدايه..
أليس كذلك؟!...
ولكن هناك سؤال يحيرنى: لماذا يفعل هذا؟!..
أنا موقن أنه يعلم إذا أدرك الملك إستيفان بأفعاله هذه سيقوم بقطع رقبته.... ومن الممكن
أن يدمر هذه المملكه... ألا تخشى على أسرتك مما سيطولها نتيجه أفعال هذا العجوز...
إبتسم ساب بهدوء حين لاحظ توتر الفتى الملحوظ
فقال: لا تخف أنا لن أخبر الملك إستيفان بفساد المعدن.... حتى لا يصاب أحد بالأذى ولكن
هذا مؤقت....إلا أن يعلم الحقيقه... كما أننى أعدك أن أساعدك أنت وعائلتك للخروج من
هنا والعيش بمملكه الذئاب.... إذا قدمت لى المساعده....
نظر له الفتى بتشوش وسأله قائلا:
كيف ستساعدنى بعدم وصول أى أذى لأسرتى؟!...
أجابه ساب قائلا: سأستطيع فعل كل هذا....
وسترى لك وعدى... ولكن أريد أن تخبرنى أنك موافق على مساعدتى....
نظر له الفتى لبعض الوقت ثم سأله:ولكن كيف
لى أن أساعدك؟!...
أجابه ساب قائلا بثقه: أريدك أن تعرف على
من يستند هذا الملك العجوز فرنسوا.... وما الذى يتم التخطيط له.... أتستطيع فعل ذلك!!...
كاد الفتى أن يجيبه... إلا أن ساب أكمل
قائلا: لا أريد أن تجيبنى الأن.... بل فكر بعرضى جيدا.... وأنا سأعود بعد ساعات قليله....
وعندها فلتخبرنى ما هو قرارك....
ثم إلتفت ساب وقام بإخماد نار الموقد....
دون وضع المعدن به..... فهو لم يكن ليضعه من البدايه لعلمه بفساده..... ولكن يريد أن
يجعلهم يظنون أنه فعلها.... حتى لا يدعهم يشكون بأمره.....
"إنتهاء الفلاش باك"
ذهب ساب ليباشر عمله فى مراقبه العربات....
التى يتم وضع المعادن بها...حتى لا يثير شك من حوله... وينتظر أى خبر من الحارس....
لعله يساعده على إنقاذ ما يمكن إنقاذه.....
مرت أكثر من ساعتين.... ولم يأتى الحارس...
ومعها زاد قلق ساب.... كما أوشكت العربات على الإنتهاء....أى أن ماثيو أنهى عمله وفى
طريقه للمنزل الأن ليأخذه..... ظل ساب يلعن بصوت منخفض.... فهو لم يخطط لهذا.... كما
لا يستطيع ترك الحارس والرحيل فقد يأتيه بمعلومات مهمه.... ظل مكانه يفكر بحل ما لهذه
المعضله....
ولكن أتى حارس ليخبره بالذهاب معه.....
لأن هناك من يريده.... تقدم ساب مع الحارس... ظنا منه أن ما قد أتى ويبحث عنه.... ولكنه
لاحظ دخولهم لأماكن ليس بها أحد..... فقام ب حفظ الأماكن التى دخل إليها..... كما لاحظ
عدم إنضباط الحارس الذى معه.... ولكنه إنتظر حتى يقتربوا من مكانهم المنشود.... ثم
يفعل ما يفكر به.....
وبالفعل إقتربوا من مكان ما.... أدرك ساب
أن من يريده بداخل هذا المكان..... فإلتفت بحركه مباغته وضرب الحارس بقوه على رأسه
بالحائط المجاور له.... فسقط الحارس مغشى عليه..... جره ساب وقام بوضعه بمكان ما....
ثم تقدم بهدوء تجاه باب شبه مغلق.... نظرمن
خلاله وجد الحارس الذى قرر مساعدته.... ملقى أرضا متكور حول نفسه.... ملابسه متسخه....
وجسده به العديد من الجروح..... وحوله ثلاث رجال...ليسوا أصحاب بنيه قويه....
إبتعد ساب عن الباب وهو يلعن حظه العثر....
فما سيفعله سيأخذ منه وقت.... وقد يحدث شئ خلال هذه الفتره ومن الممكن أن يظنون به
سوء... ولكنه قرر أن يقوم بإنقاذ الحارس الصغير أولا.... ثم بعده يكمل ما بدأه
إن إستطاع...... وقف ساب ب مسافه أمنه من الغرفه..... بمكان شبه مظلم بجوار جسد الحارس
المغشى عليه..... والذى تعمد إظهار إحدى قدمه.... ثم تخفى عن الإنظار وقام بإصدار جلبه
مرتفعه بالمكان.... حتى يلفت إنتباه من بالداخل ليخرجوا له...... وبالفعل وصل الصوت
إليهم.....
فخرج أحدهم ليرى ماذا يحدث.... ظل يبحث
لبعض الوقت إلا أن لفت نظره قدم شخص ساقط على الأرض...... فأسرع تجاهه كما خطط ساب....
وحين رأى الحارس صديقه ملقى أرضا.... إقترب منه مسرعا دون أخذ إحتياطته......
وهذا أفاد ساب الذى إقترب منه.... وقام
بضربه بمقدمه سيفه على رأسه... فسقط أرضا ولكنه لم يغب عن الوعى..... فلكمه ساب بقوه
لأكثر من مره إلى أن سقط مغشى عليه..... وقام بجذبه جوار صديقه....
ثم تقدم من الباب.... وهو يقول فى نفسه
إثنان أفضل من ثلاثه.... ولكنه إنتظر حين قرر الأخر الخروج من الغرفه...... ليرى لماذا
تأخر صديقه...ف هجم عليه ساب ولكمه بقوه.... ولكن لم تصبه سوى بتساقط بعض قطرات الدماء
من فمه....
فتأهب الحارسان ونظروا تجاه ساب.... الذى
أصبح معهم بذات الغرفه.... نظر ساب لهم ليحدد قوتهم.... وما الذى سيفعله حتى يتغلب
عليهم..... كما نظر للحارس الصغير..... وجده ينظر له بخوف.... ويبكى ووجوه مليئ بالدماء.....
فأعاد نظره للواقفين.... حين تحدث أحدهم
قائلا بغضب: إذا أنت من بعثت هذا الحقير ليتجسس علي حديثنا.... لقد وصفك لنا بدقه....
كما أنك قد أتيت لموتك.....
وتقدم منه كلاهما... فأصبحت معركه طاحنه...
تلقى بها ساب العديد من الضربات الموجعه.... وحصل على الكثير من الكدمات... كما تمزق
جزء من ملابسه... ولكنه تحامل على ذاته.... من أجل هذا الفتى.... الذى ينظر لهم الأن
بهلع.... فهو لم يكن سوى صبى بالتاسعه عشر.....
قرر ساب المراوغه فقام بضرب أحد الحارسين
على قدمه بقوه.... مما جعل إتزانه يختل.... فسقط أرضا ثم قام بالإلتفاف حوله.... ووضع
السيف على رقبته.... ونظر للحارس الأخر.... وهو يقول بقوه وتنفس سريع بسبب ما تلاقه
منذ قليل: إترك الصبى ليرحل.... ف أنا من قمت بتهديده ليقوم بهذا.... إتركه يرحل....
وأنا سأظل معك.... لتأخذ ما تريد منى....
إبتسم الحارس وهو يأخذ أنفاسه بقوه قائلا:
لن يخرج أحد منكم حى من هذا الباب اللعين.... قالها وهو يشير بسيفه إلى الباب.....
فقال ساب بثبات: حسنا لك ذلك.... فلقد أعطيتك
فرصه للنجاه.... ثم قام بجرح قدم الحارس الذى يقيده بحيث لا يستطيع الحركه.... ثم قام
بضربه براس سيفه على وجهه بقوه.... فسقط أرضا ولا يصدر منه أى صوت.....تخطى الحارس
الملقى أرضا... ثم حاول الإقترب من الأخر....
فأسرع الحارس وأمسك بالفتى.... وقام بوضح
خنجر صغير فى خصر الصبى.....والذى يبكى بقوه الأن.... وهو ينظر ل ساب بخوف مزق ساب....
كان يوجد بجوار الفتى سيف ملقى أرضا..... ولكن من خوفه لم يلاحظه.....
قال الحارس وهو ينظر ل ساب بسخريه: الأن
لنتخلص من هذا الباكى.... ثم أقتلك بعده.. وقام بغرز خنجره بمعده الفتى.... الذى نظر
ل ساب بعينين متسعه مليئ بالدموع.... والكثير من الخوف.... وهو يشعر بألم قوى بجسده.....
لم يمهله الرجل الوقت.... فقام بإلقاء جسده
أرضا.... بعد أن أخرج خنجره من جسد الفتى بقوه.... جعلت الفتى يصرخ من شده الألم الذى
شعر به....
ثم تقدم خطوه تجاه ساب.... وحدث كل شئ ب
لحظه.... حيث أخرج ساب خنجرا صغير من خصره.... وقام بإلقائه تجاه الحارس.... فسقط على
الأرض وصدر صوتا قوى بسبب سقوطه..... حيث كان خنجر ساب بنصف جبهته.... أجل قتله.....
ولكن لم يلاحظ هذا.... فقد كان كل تركيزه
على الفتى الذى يموت أمام عينيه الأن.... وبسبب من بسببه هو..... إقترب منه ساب سريعا....
وهو يحاول تنظيم أنفاسه..... قام بوضع رأس الفتى على قدمه...وظل يخبره أن يأخذ أنفاسه....
وقد إمتلأت عيناه بالدموع.... كما توقف عقله عن العمل....
ولكنه إنتبه للفتى.... وهو يحاول التحدث
بصعوبه: ل... لقد سمعتهم يقولون أ... أن أحد ال... الملوك يتربص بملكك لي... ليقتله
بالغابه.... حين عودته... ثم قام بمحاوله لأخذ أنفاسه.... فتألم لهذا جاز على أسنانه
بقوه..... ولكنه أكمل قائلا....حي...حيث أن ملكك... ق... قد قام بقتل أبيه....فق....
فقرر أن يقضى عليه......
نظر ساب له وعيناه مليئه بالدموع وقال:
لا تكثر من الحديث.... لننقظك أولا.... ثم...ثم نرى ما سنفعل تاليا.....
وكاد يقوم ليبحث عن شئ..... ليوقف به نزيف الفتى
فأمسك الفتى بيديه بقوه.... قائلا بألم وهو يطبق أسنانه ببعضها.... ليقلل من حده شعوره
بالألم:لق.... لقد قمت بجزئى م... من إتفاقنا.....ال.... الأن يجب عليك إت... إتمام
جزئك بإ.... بإيجاد أختى..... وإ.... وإرجاعها لأمى..... توقف ليأخذ بعض أنفاسه....فقد
أرهقه الحديث.... كما حاول إبتلاع ما بجوفه.... وأكمل.... كما أري.... أريدك
أن تخبر أم.... أمى أننى أحبها.... وم.... وما فعلت ذلك إلا لإ.... لإرضائها.....ف...
فلا تجعلها تح.... تحزن لموتى.....
كانت دموع الفتى تسقط كالمطر.... على قدم ساب الذى
ينظر له ويبكى بصمت.... فقال الفتى بخفوت وإبتسامه متألمه:الأن أن... أنت مج... مجبر
على زيارتى.... إن....إنه جايك إس... إسمى
جاي.... إلا أن قلبه توقف.... وخرجت روحه إلى خالقها....
حينها أجهش ساب ببكاء مرير.... وهو يحتضن جسد الفتى...وظل
يهز برأسه نفيا.... غير مصدقا لوفاة الفتى صاحب التاسعه عشر بسببه .. وظل يردد بصوت
مبحوح وشهقات متألمه: سامحنى.. شقهه... ساامحنى أرجوك..... فقد تناسيت...شهقه أخرى
تخرج من أعماقه مكملا....فقد تناسيت أن كل من أقترب منهم يذبلون.....ثم أخرج صرخه من
قلبه وهو يبكى بحرقه....لماااااااا..... وقد أصبح جسده ينتفض بشده... ووجهه شديد الإحمرار
....أكمل قائلا بعويل.... ولكنى أقسم أننى لم أكن أعلم بهذا....
ظل على حالته هذه لبعض الوقت.... ولكنه
قرر الأخذ بثأر هذا الفتى....من المسبب الأساسى لما حدث.... فقال بتقبيل رأس الفتى....
وقال بصوت بح من بكائه وشهقاته لا تنقطع: إنه سابين... إسمى ساب وخرجت شهقه منه....
لم يستطع معها إكمال إسمه.... فوضع رأس الفتى أرضا.....
وخرج مسرعا ليحاول إنقاظ الملك.... قبل حدوث شئ له
هو الأخر بسبب تأخيره... كما أقسم على قتل ذلك الملك.... الذى أتى لقتل الملك إستيفان....
فسبب بمقتل هذا الفتى الصغير.... أقسم على أخذ ثأره...
ولكن حين خرج وجد العربات قد رحلت بالفعل....
منذ مده حيث أنه تم وضع أشياء أخرى مكانها.... كما لاحظ نظرات الحرس...... فنظر لملابسه
فوجدها ملطخه بدماء جايك..... فخرج مسرعا من القصر ومعه فرسه بإتجاه الغابه...... ولم
يفكر بالذهاب لمنزل ماثيو.... لأنه متأكد أنهم رحلوا مع المعدن..... حين تأخر هو بالذهاب
إليهم.....
ظل ساب يركض وكادت أنفاسه تذهب معه.... كما كانت
عيناه مازالت تذرف الكثير من الدموع.... ومازال جسد الفتى جايك ظاهر أمام عينيه....
خلال ذلك كانت رساله ماثيو قد وصلت للقصر...
من حاولى الساعتين.... ومعها إنقلب القصر رأسا على عقب.... وقام ديفيد بتجهيز الجيش...
وقيادته للهجوم على المملكه.... وملاقات الملك إستيفان وحمايته.... بعد أن فشل هو وماكس
بإيجاد ألفين.... الذى إختفى منذ صباح هذا اليوم.....
وبالفعل بدوء يتحركون بسرعه قصوى تجاه الغابه....
ولكن الملك إستيفان كان قد خطط لك هذا من قبل... فهو يعلم أن هذا من صنيع فين.... إبن
اللعين الذى خانه.... وقام بقطع رأسه بعد أن أعطاه أسلحه فاسده لا تصلح للإستخدام.....وتسببت
بقتل عدد كبير من جنوده....
كما أتت له الفرصه لتأديب هذا الفين....
ليعرف مكانته الحقيقه.... فقد إستطاع إنقاذ ديفيد منه أكثر من مره فى السابق..... ولكنه
لم يعد يطيق هذه الألعاب..... لهذا قرر إيقافه عند حده....
فوجدها فرصه جيده... حين أخبره ماثيو بإتفاق
خفى بين كلا الملكين... العجوز الخرف فرانسوا.... وهذا الصبى الذى يظن نفسه ملكا....
ولأنه لا يريد إقحام ماثيو بهذا الأمر.... أمره بحمايه
ساب..... الذى إكتشف خيانته له.... حين قال أن المعدن جيد للإستخدام وهو ليس كذلك....
كما أخبره ماثيو أنه لم يجده بالمنزل حين عاد إليه.... كما ذهب للقصر وبحث عنه ولكنه
لم يجده....
فأمره الملك بتركه بهذه المملكه... والعوده
لأنه لو عاد معه سيقوم بقتله هذه المره....ولكنه يقسم إن وجده بالمملكه.... حين عودته
سيطعمه ل كيشان ولو غصبا...
خلال سير الملك وماثيو بالغابه... أمام
العربات المحمله ب المعدن.... ومعهم بعض جنود الملك فرانسوا لحمايه العربات.... بالخلف
والوسط..... كان الملك وماثيو يشعرون بالتوتر الذى يحدث خلفهم.... وكادوا يلتفتون ليروا
ما يحدث....
ولكنهم وجدوا أنفسهم محاصرون.... من قبل
فين وجنوده.... نظر ماثيو خلفه فلم يجد أحد من جنود فرانسوا..... لقد رحلوا وأصبحوا
بمفردهم... فلعن بصوت منخفض....
كان نظر إستيفان موجه ل فين.... الذى ينظر
له الأن بإبتسامه هازئه...وتشفى كبير... وحقد دفين....
تحدث إستيفان ببروده المعتاد..... وكأنه ليس محاصرته
الأن: أهلا فين ما هذه المفاجئه الغير ساره....
إشتعلت عينى فين غضبا.... لأنه لم يرى الخوف بعينى
الملك إستيفان..... كما كا يريد وخاصه أنه قد حاصره جيدا..... وهو بمفرده مع رجلا واحد
فقط من رجاله......
فرد عليه فين بإهانه: مازالت متعجرف كما
أنت إستيفان.... وتظن أنك تستطيع السيطره على جميع من حولك..... ولكنك مخطأ.... ها
أنت بمفردك أمامى....لا تستطيع حمايه نفسك.... ثم أكمل بحقد... أقسم أن أجعلك عبره
للجميع إستيفان بسبب ما فعلته بأبى.... أيها اللعين.....
هبط إستيفان وماثيو من على فرسهم.... وقال
إستيفان ببرود: حسنا لك ما تشاء....هيا يكفينا حديث وإجعلنا نحظى ببعض المرح....
نظر له ماثيو بتعجب.... هذا الرجل يفاجئه
كلما تواجد معه.... حسنا لن يكون كاذبا هذا موقف... يدعوك للشعور بالخوف.... ويدرك
أنهم لن يخرجوا من هنا أحياء.... فهم إثنان فقط أمام ما يقارب المئتين جندى..... ولكن
هو لديه أسبابه التى تجعله مرحبا بالموت.... ولكن الملك فلا....
ولكنه إتبع إستيفان بما يفعله.... وقام هو والملك
بإخراج سيفيهما.... ووقف كلا منها بجوار بعضهما لحمايه ظهر الأخر.... وبالفعل بدأ الجنود
بالإقتراب منهم....
ولكن الخوف كان ظاهرا بوضوح على قسمات وجوههم....
وكأنهم مجبرون على ذلك.... وكان فين ينظر لما يحدث بإبتسامه متسعه... منتظر موت عدوه
اللدود على أيدى جنوده.....
خلال هذا كان ساب قد إقترب منهم.... أدرك
هذا لأنه إلتقى بجنود.... من مملكه العجوز فرانسوا يعودون أدراجهم للمملكه بسرعه....
حتى أنهم لم يلتفتوا له....
فأسرع هو بالإتجاه الذى أتوا منه.... وبالفعل رأى
من بعيد العربات... التى كانت تحمل المعادن من قصر الملك.... ولكنه لاحظ وجود أشخاص
يحملون أسلحه يحيطون بالمكان..... فنزل عن فرسه بهدوء.... وقام بربطه فى إحدى الأشجار.....
وذهب متسللا إلى هناك....
وبالفعل وصل إلى هناك...و رأى من بعيد الملك وماثيوا
يتقاتلون مع الكثير من الجنود.... كما أن هناك العديد من الجثث الواقعه بجانبهم.....
وهناك بعض الجروح الظاهره على أجسادهم.... والتى أصابت كلا من الملك وماثيو.....
أغمض ساب عيناه بغضب.... وظل يحدث نفسه ويقول بصوت
هامس: فكر ساب.... فكر.... من المؤكد أن هناك حل لإنقاظهم....أنت لن تتحمل موت أخرين
بسببك..... فكر ساب....ثم فتح عيناه وظل ينظر حوله.... إلا أن وجد ظالته.... رجل يرتدى
ملابس ملكيه يقف بالزاويه.... وجسده ليس بالقوى.... بل يقسم ساب أنه مجرد شاب مدلل
غضب حين تم
أخذ لعبته المفضله.... كما كان ينظر لما
يحدث للملك إستيفان بإبتسامه متسعه.....
ظهر حقد دفين بعينى ساب تجاه هذا الرجل...
خاصه حين عادت صوره جايك أمام عيناه....إذا هذا هو الملك المسبب لكل هذه الفوضى....
إذا إستطاع الإمساك برأس الأفعى.... سيستطيع التحكم بالجميع.....
أجل هذه هى الخطه..... وبالفعل لم ينتظر ساب وتحرك
بهدوء.... إلى أن وصل خلفه.... ولكنه ظل يفكر.... كيف له أن يكون بهذا الغباء... فقد
جعل كل جنوده يحيطون الملك إستيفان وماثيو.... وظل هو بمفرده بدون أى حمايه.....
ألهذه الدرجه واثق أنه لن يأتى أحد لمساعدتهم....
ظل ساب يقترب منه بحذر شديد.... وما ساعده على عدم ملاحظه الملك فين له..... تركيز
الأخر بما يحدث أمامه.....
وبالفعل أصبح ساب خلفه مباشره..... كان
ممسك بسيفه.... إلا أنه قال بصوت مرتفع ليلفت إنتباه الذى أمامه: هاااى أنت....
إلتفت الملك فين بسرعه خلفه.... وهو يحاول إخراج
سيفه.... ولكن ساب قد سبقه.... حيث قام بلكمه بقوه أد إلى سقوط الملك فين أرضا....
فقام ساب بوضع سيفه على عنقه.....كما قام بإبعاد سيفه عنه حتى لا يحاول فعل شئ....ثم
قام بوضع يده بفمه... وأصدر صفيرا عالى... جعل الجميع ينتبهون له....
ثم قال بغضب: فاليلقى الجميع أسلحته....
وإلا قمت بشق عنق هذا المخنث....
#يتبع..