-->

الفصل الثالث والثلاثون - مملكة الذئاب Black

 



الفصل الثالث والثلاثون

 

توترت الأجواء كثيرا بعد حديث ساب....الذى لا يعلم كيف خرج هذا الحديث من فمه....ولمن للملك الذى قام بكسر عظامه...... لأنه كان يحاول حمايه صديقه.... اللعنه على هذا.......

 

هذا كل ما قاله ساب بعقله..... كان دوغلاس أول من قرر التحدث..... حتى لا يتم محاسبه ساب على هذا.... فهو قد أهان الملك بهذا الحديث..... وحق للملك بموقفا كهذا...... أن يتخذ ضده أى قرر يراه صحيح من وجهة نظره.....

 

فقال دوغلاس بثبات..... وهو يقف مستعدا للخروج من الغرفه: أعتذر منك ملك إستيفان... ف هذا خطأى أنا.... لأننى لم أقم بتعليمه..... كيف يخاطب الملوك؟!.. لهذا يتحدث بسجيته مع الجميع..... ولكنى سأحسن من هذا..... كما أطلب منك إذن الإنصراف ل ساب ولى.....

 

نظر له الملك.... وقال بصوت نشر برودته بالمكان كله: لك الإذن سيد دوغلاس....

 

نظر دوغلاس ل ساب..... وأمره بعيناه أن يستقيم ليخرجوا..... وبالفعل وقف ساب..... وتحرك تجاه الباب خلف دوغلاس...... ولكن قبل خروجه نظر للملك....

والذى وجد عيناه مسلطه عليه...... ولكن حين تلاقت مع نظراته..... أبعد الملك نظراته عنه وهو يعقد حاجبيه بقوة.....دليل على إستيائه.... ولكن بأعماقه شئ لم يستطع ساب تصديقه.....

 

أغلق دوغلاس الباب..... بعد سحبه ل ساب الذى شعر بألم فى قلبه..... بعد أن نظر له الملك..... بتلك النظر التى شعر من خلالها..... كم خاب ظن الملك به.....

 

ظل يسير مع دوغلاس بجسده..... وعقله يعيد عليه نظرة الملك له..... ومعه يتفاقم ألم قلبه..... الذى يشعر وكأنه خذله بأفعاله..... كان يرى دوغلاس الحرب الطاحنه التى تدور داخل ساب..... لهذا لم يحدثه وظلوا يسيروا إلى أن توقف دوغلاس أمام أحد الممرات..... التى لا يتواجد بها أحد......

 

وقال بهدوء: ألم أحذرك من الإقتراب منه.... وأنت قد وأقسمت بعدم التواجد بمحيطه..... لما لم تفعل ما أمرتك به؟!....

 

نظر له ساب بتيه..... وقال أول ما تبادر على ذهنه: لاأعلم كيف فعلت هذا؟!.... ولطنه يبرع فى إظهار أسوء ما بداخلى... كما أننى لم أرد أن أقوم بإحراجه أمامكم..... أقسم أننى لم أشاء هذا.....

 

تنهد دوغلاس وهو يقول: جميعا نخطأ يا صغيرى ولكن الفطن من لا يخطأ نفس الخطأ مرتين.... ومما فهمته من حديث الملك..... أنك أخطأت مره مسبقا وحاسبك عليها..... لهذا كيف تقوم بفعلها مره أخرى هذا ما لا أفهمه!!!....

 

نظر له ساب بتشتت.... ولا يعرف كيف يخبره بما يشعر...... أو لما هو يفعل هذا..... إقترب منه دوغلاس حين شعر بتشتته.... وربت على رأسه قائلا بحنان أبوى: لهذا لم أرد منك القدوم إلى هنا.... ف أنت تعلم كم أنت مختلف..... لهذا يجب أن تكون دائره معارفك محدوده.... تفهم ما أعنيه أليس كذلك..... 

 

إبتلع ساب ما بجوفه.... قائلا بإرهاق: أقسم أننى لم أرد حدوث كل هذا...... كما أننى أعلم أنه قصد هذه الكلمه.... لعلمه أننى أمقتها..... لقد أرد إغضابى وقد حدث..... وليس معنى ذلك أننى أبرر فعلتى.... ولكنه دائما ما يخرجنى عن طورى.... لأخرج أسوى ما فى وهذا ما يبرع فيه..... كما لا أعلم لماذا يحب الضغط على بهذه الطريقه..... سواء كنا بمفردنا أو مع أخرين دائما ما يصيبنى بتشتت..... وهذا يرهقنى لأننى لا أحب هذا.....

 

ظل ساب يتحدث.... ودوغلاس يستمع له بإنصات وكلما طال حديث ساب.... يتأكد دوغلاس من ظنونه التى يتمنى أن تكون خطأ...... وإلا حدثت كارثه سينهار معها الكثير......

 

كان ساب يتحدث بما يثقل كاهله..... من شعور تجاه الملك..... هو لا يعلمه أو يفهم مهيته.... لهذا ظل يتحدث.... لعل دوغلاس يفهم ما الذى يحدث له.... فيخبره إياه..... أنهى ساب حديثه..... ونظر ل دوغلاس الذى ينظر أمامه الأن بشرود.....

 

كاد ساب يسأله ماذا حدث له؟!.... إلا أن دوغلاس بادره بأول سؤال قائلا: كيف يتعامل معك حين تكون معه بمفردكم؟!....

 

صمت ساب لبعض الوقت.... يتذكر كيفيه تعامل الملك معه..... ثم قال بتذكر: يكون ذلك على حسب الموقف الذى نجتمع به..... فأخر مره إجتمعنا معا حين قمت بمداوة جروحه بالغابه.... إلتفت له رأس دوغلاس بقوة..... كادت رقبته أن تنخلع معها.... مما أفزع ساب وتراجع للخلف..... وقال بفزع ماذا؟!...

 

لم يجبه دوغلاس.... بل سأله بثبات ظاهرى وخوفا حاول مداراته: أقلت أنك قمت بمداوته!!!....

 

أومأ له ساب... فسأله دوغلاس بجوف جف من

كثرة الأحداث التى يرأها منذ قدومه: وكيف قمت بمداوته؟!...

 

فقال ساب بهدوء: كيف سأقوم بمداوته دوغلاس؟!.... من المؤكد أنتى وضعت الأعشاب.... على أماكن الإصابه بجسده.... حتى تلتأم جروحه.... كما أعطيته أعشاب مضغها ووشرب معها الماء كذلك.....

 

أومأ له دوغلاس... وقد تيقن الأن مما توصل له.....

كما شعر بالخوف..... ولكن كان هناك سؤال واحد يطرق كالمطرقه الحديد بعقله...... وهو هل الملك يعلم بحقيقه ساب..... لهذا يعامله هكذا حتى يكشفه أم لا...... وإن كان لا يعلم حقيقته..... لماذا إذا يعامله هكذا؟!....

 

شعر دوغلاس أنه يريد الجلوس بمفرده..... حتى يقوم بترتيب أفكاره..... لهذا نظر ل ساب وقال بهدوء: يجب أن تعود للمنزل.... فأمك لا تكف عن البكاء منذ رحيلك حتى جفت عيناها.....

 

أومأ له ساب قائلا: هذا ما كنت أنوى فعله قبل قدومك.....

 

أومأ له دوغلاس وقال: إذا هيا فالتذهب ولكن حديثا لم ينتهى بعد..... أوما له ساب وذهب للمكان الذى تتواجد به أختاه مع كيت..... ليأخذهم ويرحل....

 

وصل ساب لهناك وطلب من ليلى وسيلا أن تتجهزا للرحيل الأن..... حزنت كيت لرحيلهم وخاصه بعدما تعرفت على سيلا وتحدثوا سويا.....

 




رحل ساب مع أختاه لمنزله ليطمئن على أسرته.... وبعدما أطمن دوغلاس على ساب..... وأنه رحل ذهب بإتجاه غرفته التى جهزت له.... وأغلق بابها عليه.... وظل يفكر بكل ما قاله ساب..... وكل ما فعله الملك اليوم...... وكل ما يعرفه هو عن الملك مسبقا..... فهو متأكد أن الملك لا يحب أن يلامس جسده أحد.... ولا أن ينظر له أحد..... وكلاهما فعله ساب بإرتياح فقد لامس جسده..... ونظر لعيناه..... وما كان ل ساب أن يفعل هذا إلا إذا سمح له الملك بهذا...... كما أنه متيقن من أن ساب قد عاند أمام الملك مسبقا بحديث ما..... لأن ساب لا يحب التقيد أو أن يحاول أحدهم سلب حريته......

 

لهذا من المؤكد أن كلاهما تصادم مع الأخر.... ولكن مايعلمه أن الملك لا يغفر لأحدهم بسهوله..... حتى الأقربين له...... إذا لماذا ساب مختلف عن الجميع؟!... ما هو الشئ المميز الذى جذب أنظار الملك له؟!.... شعر دوغلاس أن عقله قد توقف من كثره الأساله التى ليست لها إجابه بعقله...... كما شعر بتشتت ساب هو الأخر..... وعدم معرفته بسبب تعامل الملك معه بهذه الطريقه......

 

كما لم يرى ساب بهذا الضعف منذ صغره.... فرغم ثباته الظاهرى.... إلا أن هذا كان واضح له كوضوح الشمس.....إذا ف ساب لا يدرك ما يحدث حوله...  ولكن منذ متى وساب هكذا.... لا يفهم شئ مما يدور حوله....

 

ولكنه أدرك أن ساب لم يكن له تجارب سابقه من

هذا النوع..... كان دوغلاس يشعر أن داخله سينفجر بأى لحظه..... وظل يدور بغرفته ذاهبا وإيابا.... لعله يهدأ من غضبه.... الذى لا يعلم كيف سيهدأه..... كم يتمنى أن يكون كل ما يفكر به خطأ....وخاصه إذا تيقن من عدم معرفه الملك بحقيقة ساب.... ولكن المعضله ستكون ساب نفسه.... لأنه حينها إذا غرق بهذا البحر لن يخرج منه كما دخله.... بل سيغير به الكثير..... وهذا ما يجعل قلب دوغلاس ينتفض

خوفا على صغيرته من الأتى.....

 

إلا أن دوغلاس تذكر شئ..... جعله يتوقف مكانه..... حيث كانت نظرات مستشارى الملك الثلاثه.... وكأنهم على علم بأمر ما..... عندها ظهرت إبتسامه على

شفتاه قائلا بصوت قوى: إذا هذا هو أول الخيط الذى سيوصلنى لما أريد أن أعلمه..... وجلس على فراشه مقررا أن يستريح بضع ساعات.... ثم يفعل ما خطط له.....


عند غرفه الإجتماعات.... بعد خروج دوغلاس وساب ورحيل الحكيم بعدهم.... أمر الملك ماكس أن يأتيه بكل ما يخص مملكه إستيباليا الأن......

 

نظر ماكس وألفين وديفيد لبعضهم البعض.... نظره كان فحواها..... يقوم ساب بإشعال غضبه..... ونحن من يجب أن نتحمل هذا الغضب.....


 

أومأ له ماكس وذهب لجلب ما طلبه...... كما لم يستطع ديفيد أن يرفض بقائه معه بذات المكان..... رغم كونه مازال غاضبا منه..... ولكن فليذهب غضبه إلى الجحيم.... أمام غضب إستيفان الذى يشع أمامهم الأن....فهو لا يريد أن يموت بهذا السن الصغير......

 

 

لم يمر الكثير إلا وقد أتى ماكس ومعه أحد الجنود يحمل الكثير من الأوارق.... وقام بوضعها على الطاوله أمامهم...... وبدأ ماكس بأخذ أول ورقه وكان مسطر بها كل ما تملكه مملكه إستيباليا من موارد...

وظل يشرح لهم كيفيه الاستفاده من هذه الموارد....

 

ظلوا على هذا الحال قرابت الثلاث ساعات أو أكثر إلى أن شعر إستيفان بإرهاقهم.... فقرر الإكمال بوقت لاحق.... وقام خارجا من الغرفه بدون أى حديث يذكر....


بعد خروجه تنفس ماكس الصعداء وهو يقول: كنت أشعر أنه كان ينتظر أن يقوم أحدنا بالأعتراض على أى شئ يقوله..... حتى يصب غضبه عليه.....


رد عليه ديفيد وهو يدلك رقبته من الألم الذى يشعر به: لقد أدركت هذا...... ولهذا لم أفكر بالإعتراض..... فأنا لا أريد أن يقوم بكسر قدمى هذه المره.....

 


قال ألفين بعد صمته الذى دام منذ بدايه الجلسه: ألم تلاحظوا أمر ما؟!...

 

 

قال ماكس بثبات: أجل وأظن الجميع قد لاحظ هذا وليس نحن فقط...... ف إستيفان قالها صراحتا أن ساب بحمايته..... ولا يحق لأحد الإقتراب منه.... وهذا حين أمره بالجلوس جواره........

 

 

أكمل ديفيد هو الأخر..... كما أن هناك تواصل غريب حدث بين الملك وساب..... حين نظر كلاهما لعينى الأخر..... وكأنه يعطي ل ساب الحق بالنظر له دون الجميع.......


كان ما قاله أثنتيهم صحيح..... ولكن حديث ألفين جعل كلاهما ينظرون له بتعجب.... حين قال بهدوء: كل ما قلتموه صحيح..... ولكن نحن نعلم أن هذا سيحدث مسبقا..... ولكن هناك ما هو أهم وأخطر أتعلمون ما هو؟!.....


 

هز ديفيد وماكس رأسيهما بالنفى..... فقال ألفين بتشدق: دوغلاس...... وكذلك الحكيم......

 

خرجت من فم ديفيد كلمه نابيه...... حين فهم ما يقصده ألفين بحديثه........ وتوترت ملامح ماكس قائلا: كيف لم أفهم هذا؟!....

 

 

ثم نظر ل ألفين قائلا: إذا ما الذى سيحدث؟!....

 

 

قال ألفين بشرود: لا أعلم..... ولكن ما أنا موقن منه

أن ساب شخص مهم ل دوغلاس...... ودوغلاس لن يهدأ له بال إلا بعدما يفهم ما يدور حوله......

 

كان ساب فى طريقه لمنزله...... ولكنه قام بمساومه ليلى طوال الطريق..... وعقد معها صفقه..... أنها إذا أردت العوده لدخول القصر مره أخرى..... عليها أن تجعل ما حدث داخله فيما بينهم فقط....... ولا يجب أن يعلمه أحد وخاصه والدتهم......

 

 

 

ولكن ليلى سألته: هل سيذهب إلى هناك مره أخرى أم لا؟!.... كما قال أمام السيده كيت......

 

 

فأخبرها ساب أن الملك قد طلب منه عمل أخر..... وحين ينتهى منه سيعود للعمل بالقصر مره أخرى..... وعندها سيأخذها معه...... ولكن إن ظلت على عهدها ولم تنقضه......

 

 

خلال ذلك كانت سيلا تنظر لهم بتسأل..... ولكنها لم تطرح أى سؤال..... لأنها أدركت أن ما حدث ل ساب هناك ليس شئ يسر...... لهذا لا يريد لأمى أن تعلمه

ف ساب لا يقوم بالمساومه سوى بهذه الحالات الطارئه...... وقررت عدم التدخل حتى يصبح ساب بمفرده...... وتسأله ما تريد معرفته......

 

 

 

بعد مده قصيره وصلو لمنزلهم..... وحين دلفوا للداخل صرخت ليلى..... ب أمى لقد أتيت أنا وساب  بصوت مرتفع..... جعلت جدارن المنزل تهتز له..... مما جعل سيلا ترفع إحدى حاجبيها...... وهى تسألها بسخريه: وهل أنا شفافه أيتها القزمه ذات اللسان السليط..... حتى لا تقومى بذكر إسمى أنا الأخرى....


 

نظرت لها ليلى بحقد وكادت تجيبها..... ولكن ملاكها الحارس رد بدلا منها قائلا..... وهو ينظر ل  سيلا بنظرات فهمت مغزاها جيدا: لا تتحدثى مع ليلى

بهذه الطريقه سيلا..... ثم نظر ل ليلى التى تغيرت نظراتها ميه وثمانون درجه للبرائه...... وهو يكمل.... وأنتى ليلى من الخطأ الا تحترمى أختك الكبرى أفهمتى صغيرتى...... أنهى حديثه بحنان مما جعل ليلى تؤمى له بطاعه خالصه.......

 


فإرتسمت إبتسامه صادقه على فم ساب لهذه الصغيره.... وقال بحب: أحسنتى ملاكى.....

 




كانت سيلا تنظر لها بدهشه..... فهذه القزمه لا تتحدث برقه سوى مع ساب فقط.... ولا تخشى من أحد سوى ساب..... حتى أبى لا تخشى منه كما تخشى من ساب.....  فحقا أليس لم تخطأ حين لقبتها بالشيطانه صغيره.....

 

وعلى ذكر أليس كانت تقف الأن أمامهم هى جوليا وفتكوريا كذلك..... كانت فكتوريا أول من إقتربت منهم وقامت بإحتضان ساب بقوة..... وقد عاودت للبكاء مره أخرى......

 


قام ساب بالتربيت على ظهرها وكأنه يهدهدها..... ثم تقدم وجلس على الأريكه وهى مازالت متشبسه به لا تتركه......

 

بعد قليل قام ساب بإبعادها عنه بلطف..... وقال بحنان: كنت أتمنى ألا أكون سببا فى بكاء هاتين العينان.... التى تبهت حين تبكى....... ولكن هذا لا يعنى أنها ليست رائعه الجمال وهى زابله هكذا..... ولكنى أعشق النظر إليها حينما تشع فرحه وحب..... أكثر من هذا الزبول الذى أراه الأن......

 

 

ثم قام بمسح دموعها بلطف زائد.... وكأنه يخشى جرحها بلمساته..... ثم قبل كل عين على حدى...... وعاد ليحتظنها مره أخرى وهو يعتذر منها قائلا: لقد أخطأت كثيرا بسبب عدم إرسال ما يجعلكى تطمئنين على أحوالى....... ولكن كانت الأعمال متراكمه..... صمت قليلا.... ثم أكمل ما هو موقن على جعل بكاء أمه يتوقف...... كما وكل إلى الملك الكثير من الأعمال.... خاصه حين علم ببراعتى فى العمل.....

 

حسنا ما لا يعرفه البعض... ف فكتوريا قد سمعته الكثير  عن الملك الوسيم.... فوقعت بحبه قبل أن تراه..... وكانت تتمنى أن تلقاه ولو مره واحده...... أجل هى متزوجه ولديها أبناء..... ولكن هذه فكتوريا تحمل عقل فتاة فى الثانيه عشر.... وجسد إمرأة بالغه وهذا لا يعنى أنها تفتن بكل من تراهم أو تسمع عنهم..... ولكن هى ترى بمن حولها من رجال مواصفات الرجل..... الذى كانت تتمنى لو تزوجت منه بصباها.....لعل هذا يقلل من بؤسها التى تعيش فيه....

 

 

نظرت فكتوريا بإنبهار  ل ساب سأله إياه: هل رأيت الملك شخصيا..... هل هو جميل وذو هيبه كما يقولون..... وشعره هل هو رمادى كما يقولون...... كم أتمنى أن أرى عيناه..... ولكن من المؤكد أنك لم تراها لأنه لا يستطيع أحد النظر إليها أليس كذلك.....

 

حسنا لقد طرحت فكتوريا.... ألف سؤال بسؤال واحد هذه هى أمه...... ولكن حينما كانت تسأل عن وصفه كان قلب ساب ينبض بقوة.... وخاصه حين تذكر أخر لقاء جمع بينهم......وكيف صدم الجميع وخاصه

الملك بما فعله.....

 


كما أنه لم يكن يظن أن إنفاعلات الملك..... ستكون واضحه بقوه هكذا على وجهه... وهذا ما جعله يدرك كم أن فعلته قد صدمت الملك..... كما لم يظن أن هذا سيأثر عليه بهذه القوة....

 

 

كما لم يشعر قلبه ينتفض هكذا بقوة حين أتا ذكر الملك على لسان أمه...... كل هذا كان يفكر به ساب.... وهو لا يعلم ما الذى يحدث له..... وهذا يشعره بالخوف فهو لم يشعر بهذه المشاعر من قبل...ولا يعرف كيف يسيطر عليها..... كما إعتاد على التحكم بغضبه وحزنه وإنكساره....

 

 

كان ساب داخل حربه الطاحنه..... وأمه وأخوته ينظرون إليه بفضول ليؤكد لهم ما سألت عنه أمه..... ولكن طال صمت ساب...... مما جعل سيلا تجب عنه قائله بشرود: أجل أمى كل ما قلتيه كان صحيح...... ولكن كل هذا لا يعطيه حقه..... فأنا لم أستطع النظر لعيناه سوى لحظات قليله..... ثم أخفضت نظرى أرضا من شده جمالها وهيبته..... التى تجبرك على إحترامه....

 

 

كما أنه يملك صوتا مميز به بحه رجوليه..... تجذب الجالسين للإستماع لها دون ملل.... أليس كذلك ساب....


 

تنبه ساب حين تم ذكر إسمه....فنظر  ل سيلا ولكن هو لم يستمع لحديثها...... فكيف سيجيبها عن سؤالها الذى يراه بعينيها .... وهذا ما أدركته سيلا فأكملت قائله: أليس الملك ذو هيبه كبيره تجبرك على طاعته وإحترامه؟!....

 


أومأ لها ساب قائلا بهدوء: أجل صغيرتى لديكى حق ثم أكمل وهو ينظر لأمه..... والأن يا غاليتى أنا أموت جوعا..... ولكنى أريد طعاما من يديكى هاتين..... ختم حديثه وهو يلثم يديها بقبله دافئه......

 

 

أومأت له والدته بإبتسامه مشرقه.... وقامت مسرعه لتجهز له الطعام كما طلب... حين دلفت أمه للمطبخ أشار ساب ل أليس وجوليا للجلوس جواره..... وقام بالإطمئنان على أحوالهم..... ولكنه لاحظ توتر الأجواء بين جوليا وسيلا......


 

فنظر ل جوليا سألا بإهتمام..... فهو يعلم كم أن جوليا أكثر أخواته تشبها لأمه بصفاتها..... لهذا يوم بمخاطبتها برفق دائما..... ولا يقوم برفع صوته عليها كما يفعل مع الباقيات: ما الذى يحدث بينكى وبين سيلا..... لتجعلكى تنظرين أليها بكل هذا الحزن..... فكما قلت لوالدتى سأكررها لكى..... أنا لا أحب أن أركن حزينات..... بل أريد أن أرى الراحه والأمان بعيونكن فقط..... لهذا أخبرينى ما الذى فعلته هذه القصيره لكى.....أنهى حديثه بإبتسامه تحببيه خاصه لهؤلاء الفتيات فقط.....


 

 توترت نظرات جوليا أكثر..... كذلك أليس توتر جسدها..... وهى تنقل نظراتها بين سيلا وجوليا وخاصه أنها كانت توجه ل سيلا نظرات تحذيريه....

وكأنها تجبرها على الصمت....وهذا لاحظه ساب جيدا إذا هناك أمر لا يريدون أخباره به...... حسنا هو يعلم كيف يستخرج منهم ما يريد معرفته.....

 

 

لهذا أشار ل ليلى التى تراقب الأمر عن كثب.... ولكن لم تحاول التدخل..... فهى أذكى من أن تتدخل بأمر لا تعرف فحوه..... إقتربت من ساب الذى قال لها بصوت سمعه ثلاثتهم جيدا: أريدك أن تظلى هنا لدقيقه وسأعود صغيرتى..... وإذا رأيتى شيئا يحدث هنا خلال هذه الدقيقه فالتخبرينى به.....

 

 

ثم تركهم وذهب للمطبخ..... وقال لأمه أنه يريد أخواته بالأعلى...... ليخرجوا له الملابس التى يحتاجها معه بالعمل..... وحين ينتهوا سيهبطون للأسفل لتناول الطعام......

 


رحبت والدته بهذا... ظنن منها أن الفتيان من سيرتب له كل ما يريد..... دون أن يرهق نفسه كما يفعل بكل مره يرحل بها......

 

خرج ساب من المطبخ وهو يرى أن التوتر قد إرتفع محيطه بالمكان.... إذا هناك أمر كارثى وعليه معرفته بالحال..... كما يدرك ما فعله جيدا منذ قليل.... فحين تركهم بمفردهم أمام ليلى..... ذلك سيقوم بتشتيتهم كما لن تستطيع أحدهن البوح بأى حديث.... خوفا من أن تقول ليلى ما سمعته منهن......

 


إقترب منهم ساب وقال بثبات وهو يتخطاهم: جميعكم للأعلى..... الأن.... وأنتى ليلى قومى بمساعده أمى.......

 

 

ولم ينتظر أحد بل صعد لغرفته..... منتظر قدمهم إليه.....لم ينتظر لوقت طويل..... حيث دلف ثلاثتهم وراء بعضهم البعض....... فوقف أمامهم وقال بثبات: الأن فالتبدأ أحداكن بالحديث...... وإن كذبت سأعلم ذلك...... وعندها لا تلومن إلا نفسها.....

 

كان ساب ينظر لهم بثبات حتى يعلم ما الذى يفكرون به.... حيث كانت نظرات سيلا حانقه....وهذا جعله يتأكد أن هناك أمر حدث لم يلقى إستحسانها... أما أليس فتوترها يثبت أنها من منعت سيلا من إخباره بما حدث بغيابه......وليس هذا فقط بل إن لها طرفا بما حدث.....

 

 

 

وبالنظر ل جوليا فنظراتها تقول أنها قاربت على الإنهيار..... وهذا يثبت له أنها صاحبه الكارثه التى سيعلم بها الآن...... 

 


 

ظل ساب ينظر إليهم لبعض الوقت.... كما يدرك أنه إذا بدأ وجهه أسألته ل سيلا ستجيب عنها جميعا.... ولكنه أرد أن يسمعها من صاحبتها.....


 

 

لهذا وقف ساب أمامها..... وسألها بهدوء ظاهرى: لن أعيد سؤالى مره أخرى جوليا..... ما الذى حدث ولاتردون من سيلا أن تخبرنى به.....أنهى حديثه وهو ينظر ل أليس بحده....فقد فاض كأسه من أفعالها الطفوليه..... سيحاسبها ولكن ليس الآن.....

 

 

حين أنهى ساب سؤاله..... نظرت له جوليا وهى تبكى بحرقه....... وتقول بصوت متقطع.... وقد أدركت أنه لا مفر من إخباره.... فهو سيعلم منها أو من سيلا: أق... أقسم... أن.. أنن.. أننى ل...لم.... أ... أرد.... أ... أن... يح يحدث.... ه.... هذا.....

 

 

لم يستطع ساب إستبيان ما تقوله جوليا من حديث.....فأدرك أنه قام بالضغط عليها وبث الخوف بقلبها...... فقام بإحتضانها وهو يحاول تهدأتها قائلا: إهدئى حبيبتى..... حسنا أقسم أننى لن أغضب منكى أنتى تعلمين كم أحبك أنتى خاصه دون الجميع..... أليس كذلك جوليا..... ظن أن حديثه سيقلل من نوبه الخوف والفزع التى تلبثتها.....

 


ولكنه كان مخطأ ف حديثه لم يهدأ جوليا..... بل جعل بكائها يعلو وتتشبث به بقوة أكبر.....وخاصه أنها شعرت بألمها يتضاعف من حديثه.....

 

 


لهذا قالت جوليا  بصوت مكتوم: أنا أسفه.... أقسم أننى أسفه على ما فعلت..... لم أرد تغفيلك بهذه الطريقه..... أقسم لك..... أقسم أننى لم أرد أن أخسر ثقتك بى..... كما فعلت أليس سابقا.....

 

 

حاول ساب أن يفهم المقصد من حديثها لأكثر من مره..... ولكن حديثها لا يدل إلا على شئ واحد.... رفض عقله أن يصدقه..... لهذا ظهر التوتر جليا على وجوههم.......

 

 

حسنا ما قالته جوليا جعل الغضب يتصاعد داخل ساب كالنيران الحارقه.... كما قام بإبعدها عن أحضانه بقوه..... بعد أن كانت متشبثه به.....


 

وهو يسألها بحاجبين معقودين وصوت حاد لم يستطع التحكم به: عقلى لم يتوصل سوى لشئ واحد جوليا..... لهذا فلتخبرينى ما هو مقصدك من حديثك.....

 

لم تجبه جوليا بل كانت منخرطه ببكائها الحاد.... مما جعل صوت ساب يرتفع.....وقد أفرج عن نيران غضبه   قائلا: واللعنه أجيبينى ما الذى قمتى بفعله.....

 

هنا حاولت أليس التدخل رغم خوفها..... فقد أدركت أن ساب الأن فى أعلى مراتب غضبه.... وجوليا لن تتحدث هكذا فهى أكثرهم جبنا وخوفا.....


فقالت بخوف وهى تحاول الإقتراب من جسد جوليا وضمها إليها: أنا سأخبرك كل شئ.... ولكن أريد أن تقسم أنك ستحاول أن تتحكم بنوبه غضبك هذه..... أرجوك  أنت تخفيها.... وأنهت حديثها وهى تنظر له بإستعطاف.....

 

إبتعد ساب عنهم وهو يحاول أخذ أنفاسه المتلاحقه وأعطاهم ظهره...... وقال ل أليس بصوت حاد: أريد أن أسمع منها ما إقترفته من خطأ بحق ذاتها وبحقنا معها....لهذا من الأفضل أن تصمتى إلى أن يحن دورك أليس.....

 

إبتلعت أليس ما بجوفها.... وهى تنظر لظهر ساب ثم نظرت ل جوليا....... التى تبكى بعنف.... وتنفى لها برأسها حتى تقوم هى  بإخبار ساب بالأمر....... إلا أن أليس نظرت لها بضعف...

 


إنتظر ساب لبعض الوقت..... لتحاول تجميع ما ستقوله...... ولكن لم يعد يستطيع التحمل.... لهذا تحدث بصوت غاضب أفزعهم..... وإنتفض على أثره أجسادهم.... وصدرت الشهقات من أفواههم....

 

ساب بغضب وهو مازال يعطيهم ظهره: واللعنه فالتخرجى الكلام اللعين من فمك حتى لا أخرجه منك بطريقتى اللعينه....



أدرك ثلاثتهم أن ساب قد أصبح بأعلى مراتب غضبه..... بل هم يشعرون أنه شخصا أخر... ولكنه مازال يحاول التماسك..... حتى لا يحرقهم بنيران غضبه.....

 

 

وهذا أجبر جوليا على التحدث قائله بصوتا مرتعش: أنا وسام أحب كل واحدا منا الأخر..... منذ أكثر من سنه..... كما.... ولكتها توقفت لتبتلع ما بجوفها...ل تحاول إكمال حديثها..... ولكنها لم تستطع.....

 


فأكملت سيلا بدلا عنها.... حين أدركت أنها لم يعد لديها طاقه لإكمال حديثها...... قائله بثبات رغم الخوف الذى دب بقلبها: كما أننا علمنا هذا بالصدفه وأدركنا أنهما يخططنا للزواج......


 

هنا جلست جوليا أرضا..... وقد وضعت يدها على قلبها تبكى ألما..... كما تبكى الأم الوليده على طفلها الذى لم ينعم ب يومه الأول فى الحياة..... كان ظهر ساب مازال يواجههم ولم يلتفت لهم..... عم سكون موحش أرجاء الغرفه..... ولكن مازال بكاء جوليا ظاهر.....

 

 

شعر ساب أنه تلقى لكمه قويه بأمعائه..... جعلت فمه ينذف دما من قوتها..... وهو لا يصدق ما سمعته أذنيه هل قالت سام..... كيف هذا؟!.... كيف لم يلاحظ ما يدور حوله؟!...هل كان مغفلا لهذه الدرجه؟!...

 

 

لم يلتفت لهم ساب لقد خشى عليهم من غضبه..... لهذا قال بصوت حاول جعله ثابتا: أخرجوا.....

 


لم يكرر حديثه مرتان..... فبالفعل خرج ثلاثتهم من الغرفه مغلقين خلفهم بابها...... ومعه قام ساب بتحطيم كل ما تطوله يده.... من أثاث وملابس وكل شئ..... حتى جرح كلتا يداه...... ظل هكذا لبعض الوقت إلى أن شعر بالتعب يتملكه..... فجلس أرضا وهو يضع رأسه بين قدماه.....وهو يتذكر لقائه الأول ب سام..... وكيف دافع عنه..... وكيف أصبح صديقه المقرب.... ولم يمر الكثير من الوقت وظهر صوت بكائه الخافت...... ظل ساب على هذه الوضعيه هكذا لمده لا يعلم وقتها.....

 


إستمعت فكتوريا لصوت التحطيم بالأعلى.... فخافت من أن يكون هناك مكروها قد أصاب أطفالها..... فخرجت مهروله من المطبخ..... لتصعد للاعلى لترى ما الذى يحدث...... إلا أن سيلا وأليس أوقفها...... وكلما تسألت عن سبب هذه الضجه التى تحدث بالأعلى...... أجابوها أن ساب أمرهم أنه لا يريد أن يرى أحد......

 


جلست فكتوريا على أريكتها.... وهى تنظر لبناتها بخوف ملحوظ..... حتى لاحظت عينى جوليا المنتفخه من أثر البكاء..... فقالت بتسأل: ما الذى فعلتموه بالأعلى مع أخيكم..... ولماذا كانت تبكى جوليا؟!..... ولماذا يقوم ساب بتحطيم غرفته؟!.... فلتجبنى إحدكن!!!......

 


ولكن لم تتلقى أى رد..... وظلوا هكذا إلا أن أستمعوا لصوت إنفتاح الباب...... ونزول ساب السريع على الدرج.... وخروجه من البيت.... دون أن يوجه حديث للأحد منهم حتى أمه..... وعيناه لا تدل سوى على شئ واحد فقط.... ألا وهو القتل.....

 

يتبع...