الفصل الرابع والثلاثون _ مملكة الذئاب Black
الفصل الرابع والثلاثون
أغمضت كلتا عيناها..... مستعده لمواجهه
أخرى.... لتذهب سريعا بسبات عميق.... فقد كان اليوم شاقا.... وكما هو متوقع.... لم
يمر الكثير من الوقت... ووجدت ذاتها بنفس المكان..... الذى تتواجد به منذ شهر وأكتر.....
كما شعرت بإنقباض قلبها من الظلام الذى
يحيطها..... رغم أنها لم تكن مرتها الأوله بهذا المكان.... إلا أنها تشعر بذات الشعور....
بكل مره تحلم بهذا المكان ....
ألا وهو الخوف....
جاهدت بداخلها لتتنفس..... وأغمضت عينيها
لتستطيع التركيز.... وإستمعت بإنصات..... إلى أن توصلت أذنها أخيرا..... ل صوت فتاة
تبكى بحرقه مفجعه.... وكم ألمها هذا..... كما حاولت هذه المره.... أن تقترب ولا تتهرب....
كما فعلت بكل مره تتواجد
بها بهذا المكان....
فإقتربت بقدمين ترتعش خوفا.... لعلها تعلم
السبب..... وراء ما يحدث لهذه الفتاة... تقدمت بخطوات بطيئه.. خشيه أن تفزع الصغيرة
التى تبكى على مقربه منها..
ولكنها لا تراها بسبب الظلام الدامس بالمكان...ولكن
يوجد ضوء ضعيف لمصباح يدوى بجوار الفتاة....كما كان صوت الفتاة به بحه متعبه.... دليل
على مواصلتها البكاء.....
ولكن الصدمه شلت حركتها..... حين أصبحت
أمام الصغيرة مباشرا... ووضحت لها معالم وجه الفتاة وجسدها....والتى تراه للمره الأوله....
فقد كان جسدها مليئ بالجروح العميقه..... التى لا تتناسب مع جسد طفله بحجمها.... كما
لا يتحملها شخصا بالغ.... فما بالك بطفله....
جلست أمامها بهدوء.... وعينى تلمع بدموع
الصدمه تهدد بالنزول بأى لحظه.... وقلبا تصدع من قوة حزنها على هذا المشهدالذى حطم
فؤادها....كما تشعر أنها تشاطر هذه الصغيرة حزنها.... حين تتواجد معها بذات المكان....
وهذا يرسل لقلبها الكثير من الألم.... الذى لا تستطيع تحمله....
مدت يدها المرتعشه بهدوء إلى جسد الصغيرة.....
حتى لا تفزع منها.... تريد طمئنتها.....وأخبارها أنها ستحاول مساعدتها...وأنها ستخرجها
من هنا مهما تطلب منها الأمر....لعل حزنها وخوفها يذهب.... فيهدأ بكائها الذى أحدث
إنكسار كبير داخلها....
ولكن الصغيرة إبتعدت عنها مسرعه.... حين
شعرت بإقترابها.... وجلست بمكان بعيد شبه مظلم.... حتى لا تقترب منها مره أخرى.....
فنظرت ميلسيا لما فعلته الفتاه بألم.....
وقالت بحزن صادق وعينى تذرف دموعا حارقه: لم أكن لأذيكى يا صغيرة.... كنت أريد التخفيف
عنكى فقط.... أنا لا أريد سوى مساعدتك صدقينى....
كانت تظن أن الفتاة الصغيره.... لن تجيبها
كما تفعل كل مره تتواجد معها بالمكان.....فقد كانت تقوم بالنداء عليها حين كانت تستمع
لبكائها..... إلا أن الصغيره لم تكن تجبها ولو لمره..... إلا أنها فاجئتها هذه المره
بالحديث بعد أن حاولت تهدأت بكائها ..... حتى تستطيع التحدث....
قالت الفتاه بصوت منكسر وخائف....وبعيد
وكأن صاحبه عكف على الصمت لأعوام طوال..... ومازالت عيناها تنظر أرضا : أعلم أنك لن
تقومى بإذائى..... ولكن.... صمتت قليلا تنتقى كلماتها.... ثم أكملت..... أخشى أن أقوم
أنا بإذائك..... لهذا إبتعدت عنكى.....
لأنه إذا سمحت لكى بالتواجد قربى..... عندها
ستخشين أنتى من الإقتراب إلى.... وتبتعدى كما إبتعد الأخرون....
نظرت لها ميلسيا بتعجب.... وقالت بحنان
لعلها تبث الأمان بداخل هذه الصغيره: كيف لملاك مثلك أن يأذى أحد بإقترابه منه؟!...
فما بالك بحديث.... لا أظن أنك ستفعلين شئ من هذا....
هنا نظرت لها الفتاة بعينى تحمل من الندم
والحزن والخيبه.... ما جعل قلب الجالسه أمامها يتوقف.... ثم يسقط ليتحطم لإشلاء صغيره....
كما تدفقت دموعها على وجهها من شده الألم.... الذى عصف بها من مجرد نظره واحده بعينى
الفتاة..... فخرجت شهقه قويه منها.... تحاول بها أخذ أنفاسها المتؤلمه...
كما ظهرت إبتسامه متألمه.... على وجه الفتاة
المليئ بالجروح..... وكم فكرت ميلسيا أنها لم ترى إبتسامه متألمه كهذه بحياتها.....
فقالت الفتاة بصوت حاقدا و منكسر بذات الوقت
تجاه نفسها: أخطأتى مرة ثانيه ميلسيا....ألا ترين كيف يصيبك الألم كلما حاولتى الإقتراب
منى أو حتى النظر إلى؟!....
تعجبت ميلسيا من أين لها أن تعلم بإسمها....
كما كيف لها أن تعلم أنها تشعر بألمها.... كثرت أسألتها إلا أنها قررت أن تستمع لما
ستقوله.... فلابد أن هناك شئ تريد أخبارها به.... لهذا ظلت تأتيها طوال هذا الفترة
المنصرم.....
أكملت الفتاة قائله: أنا لا أظن هذا...لا
أظن أن هناك ملاك قد يقوم بقتل أطفالا.... أمام عينى أمهم التى تبكى حسره على فراقهم
أمامها.... ملاك يقتل بدم بارد.... وكأنها تقوم بشئ طبيعى.... هل رأيتى ملاك يفعل هذا؟!...
هنا نظرت لها ميلسيا بصدمه..... كما إتسعت
حدقتى عيناها وتوقف تنفسها..... وهى تحاول إستيعاب حديث الفتاة.... وكادت أن تتحدث....
إلا أنها إستيقظت من سباتها.... وهى تشهق
محاوله منها لأخذ أنفاسها..... وحين هدأت أنفاسها... وضعت يديها على وجهها.... وجدت
أثار لدموعها.... كما كان ألم قلبها كما هو.... بل أصبح الألم أضعاف.....
نظرت ميلسيا أمامها لبعض الوقت.... وظلت
تتذكر المرات القليله التى رأت بها الفتاة عن بعد... تتذكر كل ما حدث.... لعل عقلها
يستوعب ما حدث
لها منذ قليل....
"فلاش باك"
حين ذهبت ميلسيا للنوم......بعد أن عادت
من سباتها الذى دام بعض الوقت....... ولكنها نظرت حولها بتعجب وخوف لانها قد وجدت نفسها....
بمكان لا ترى به شئ....مكان حالك لا يوجد به ضوء.....إذا هى تحلم وليس أى حلم بل إنه
كابوس....
إلى أن صوت أحد يبكى بألم جذب حواسها....
حاولت الإقتراب لتحديد مصدر الصوت.... إلا أنها شعرت بالخوف..... وخاصه أنها لا ترى
شئ لهذا تثبتت مكانها ... وظلت تنادت من مكانها قائله:هل من أحد هنا؟!.... ولكن لم
يكون هناك مجيب....كما مازال صوت البكاء يصل لإذنيها.... ولم ينقطع .....
وما جعلها تصل لمرحله أكبر بالخوف... أن
صوت البكاء كان حاد.... أثار الخوف بقلبها.... كما ظل هذا الأمر يتكرر بتواصل على مدار
إسبوع....والذى ظنت أنها بعض الكوابيس المقلقه.... نتيجه ما حدث لها.... لهذا طلبت
من الحكيم.... بعض المهدئات.... إلا أنها لم تأتى بمفعولها.....فكابوسها لم يختفى....
لهذا قررت التسليم بالأمر الواقع.... حيث
أن هذه الكوابيس.... التى تأتيها تشعرها بفضول أكبر من شعورها بالخوف... لهذا قررت
عدم إخبار أحد بما تراه.... إلى أن تعلم ما يحدث معها....حتى لا يظن
أحد أنها قد أصيبت بالجنون....
كما أقنعت نفسها أن الأمر لو كان به أذى
لها.... لحدث هذا.... منذ أول تواجد لها بهذا المكان.... إلا أنه قد مرا أسبوعا.....
ولم يحدث لها شئ.... لهذا قررت البحث عن بعض الإجابات.... بهذا المكان....
كما كانت تظل تردد سؤالها عن تواجد أحد
معها.... ولكن دون محاوله منها للإقتراب.... ومعرفه صاحب الصوت..... إلا أن حدث تغيير
بالأمر.... وهذا حين نامت بيوم ووجدت نفسها تقف بمكانها المعتاد...... ولكن هناك ضوء
بسيط يأتى من مكان بعيد نسبيا.... كما كانت تحاول أخذ أنفاسها...... وصوت البكاء المنتشر
حولها يؤلم قلبها حقا......
فقالت ميلسيا وهى تعلم أنه لن يجيبها أحد:
من هناك؟!.... ثم صمتت قليلا..... وأكملت بصوت خافت حزين ولم بكائك يؤلم قلبى هكذا....
عندها توقف البكاء قليلا..... وأتاها صوت
فتاة تظن أنها بالعاشرة لا أكثر...... صوتا رقيق إلا أنه محطم قائلا: لما تستمرين بالقدوم؟!....
ألم تملى من بكائى الذى يصيبك بالألم؟!.....
فقالت ميلسيا بحذر وتعجب.... وهى لا تزال
مكانها: ولكن أنا لا أعلم كيف آتى إلى هنا؟!....
فقالت الفتاة بصوت حزين.... مليئ بالسخريه:
إذا إنه ذلك القسم الذى أقسمت على تنفيذه هو من أتى بكى إلى هنا....لم أظن أنه من الممكن
أن يحدث شئ كهذا..
لهذا يجب أن لا تعودى إلى هنا مره أخرى....
حتى لا تشعرى بالألم كما تشعرين الأن......
فسألتها مليسيا بتشتت: وكيف أفعل هذا؟!...
أجابها صوت الفتاة ولكنها شعرت أنه بعيدا
عنها لأميال..... إلا أنها قد إلتقطته جيدا: كفى عن التفكير بى وحينها لن تأتى لعالمى
مره أخرى.....
تتذكر ميلسيا جيدا أنها حاولت عدم التفكير
بالأمر..... إلا أن هذه الفتاة معها المفتاح أو السبب وراء رؤيتها لها.....
"إنتهاء الفلاش باك "
ظلت الصدمه حليفه لها منذ إستيقظت من سباتها.....
ف الصغيرة أخبرتها أمرا..... إلى الأن عقلها لا يستطيع تقبلها أو تصديقه..... كما مازال
قلبها يتألم بسبب تلك المشاعر التى رأتها بعينى تلك الصغيرة.....
ولكنها متعجبه كيف لهذه البرأه أن تقتل
أحد..... وليس أى أحد بل طفل...لا لاااا ليس طفلا واحدا بل عده أطفال...... إرتعش قلبها
حين تخيل عقلها الأمر ....
ظلت تفكر وهى تحاول ربط كل هذه الأحداث
ببعضها البعض...... إلى أن أدركت أن عليها التحدث مع هذا الفتى ساب.... فمن المؤكد
أنه يعلم شئ عن هذا فهى لم ترى هذه الكوابيس سوى بعدما إستفاقت من سباتها....والذى
كان هو السبب به....
إستقامت ميلسيا من على فراشها.... وخرجت
من غرفتها فوجدت ليو يقوم بتحضير طعام الفطور.... فإبتسمت لهذا الفتى الذى يحاول بكل
الطرق كسب رضاها..... فهم الأن بكوخ منعزل عن القصر..... ما يقارب الأسبوعان......
بناء على طلب ليو ورغبته بقضاء وقت خاص معها.....
ولكن عليها العوده فما أخبرتها الفتاة به....لا
يستطيع عقلها التوقف عن التفكير به..... كما تشعر أن هذه الكوابيس تصيبها بألم خالص......
لكنها لا تستيطع التخلص منها...... لأنها تريد أن تعلم ما الذى حدث لهذه الفتاة الصغيره......
وهى متيقنه أن فتى الملك هو من سيجيبها على كل تسائلاتها.....
كانت ميلسيا شارده وهى تتناول فطورها.....
وهذا
ما لاحظه ليو فسألها بهدوء: ما الذى تفكرين
به أمى؟!...
نظرت له ميلسيا بحب قائلا: لا شئ صغيرى...
ولكنى تذكرت كيت وإستيفان وأصدقائه...فشعرت بالإشتياق لهم.....
أدرك ليو أن موعد عودته للقصر قد حان....
فأومأ لها قائلا بثبات: أميرتى تأمر.... وأنا ألبى لها ما تأمر به....
إبتسمت ميلسيا له بحب.... وهى تقول بحنان:
صغيرى أشكرك على كل هذا..... وأشارت للكوخ
الذى يقيمون به..... وما قدمه لها خلال
الفترة المنصرمه.....
أجابها ليو بحب: هذا لا شئ أمام ما أريد
أن أقدمه لكى غاليتى....
تنهدت ميلسيا وقالت بإبتسامه مشرقه: أنت
كل ما أريده بهذه الحياة ليو..... هذا هو مطلبى بالحياه....
وقف ليو من مقعده وإقترب منها.... وقام
بإحتضانها بقوة..... ثم إبتعد عنها قائلا بمرح: حسنا هيا لنتجهز أميرتى ف أنا قد إشتقت
لهم أيضا.... وأكمل وهو يدلف لغرفته ليتجهز..... كما إشتقت ل ساب كثيرا....
رددت ميلسيا إسمه بشرود: ساب ما الذى تخفيه؟!...
عند ساب الذى خرج من منزله متوجه لمنزل
الرجل الذى ظنه صديقا بيوما ما.... وظل سؤالا يتردد داخله.... لماذا دائما ما يتم طعنه
ممن يظنهم الأقرب لقلبه..... لما يحطمون قلبه بهذه الطريقه البشعه.... لما تتراكم الأوجاع
بكثرة داخله حتى شعر أنه غريقا ببحرها...... لما يجبرونه على إخراج شياطينه...لماذا
كلما حاول مداوة ألمه يصيبونه بمقتل.... حتى يعود لنقطه الصفر ويتهشم قلبه لشظايه موجعه.....
ظل ساب يفكر بسوداويه طوال طريقه لمنزل
سام.....
خلال هذا كان مارلين ذاهب لمنزل ساب....
حين أخبره أحدهم أنه رأى ساب وأختاه ذاهبون تجاه منزلهم..... فلم ينتظر وذهب مسرعا
تجاه منزله ليراه.... فرغم معرفتهم القريبه ببعض.... إلا أنه يحب ساب بشده..... كما
إشتاق له كثيرا.....
وصل مارلين لمنزل ساب وطرق بابه والإبتسامه
مرتسمه على وجهه..... لم يمر سوى لحظه وإنفتح الباب على مصرعيه..... وأليس تنظر له
وتبكى بخوف مما جعل إبتسامته تختفى...... وكاد يتحدث ليسألها عن سبب بكائها.....
إلا أن أليس لم تعطيه فرصه قائله: أسرع
خلف ساب مارلين.... فقد ذهب لمنزل سام ليقوم بقتله أرجوك.... أوقفه مارلين وأعيده إلينا
أرجوك......
أومأ لها مارلين وهو لا يفهم سوى أن عليه
اللحاق ب ساب.... حتى لا يصاب بالأذى.... وذهب يركض تجاه منزل سام وهو يحاول الإسراع...
حتى لا يقوم ساب بفعل شئ قد يندم عليه مستقبلا.....
أغلقت أليس الباب بعد ذهاب مارلين.... وعادت
لتجلس بتثاقل على المقعد.... وهى تفرك أصابعها ببعضها بسبب توترها الشديد وقلقها....
كانت سيلا تشعر بالغضب ك حال ساب..... ولكن خوفها عليه تغلب على غضبها.... وقررت اللحاق
ب مارلين لعلها تقوم بإنقاذ شئ.....
ولكن أليس أوقفتها قبل أن تتخطى خطوة خارج
المنزل قائله بحده: لن تخرجى من هذا الباب سيلا
إلا على جثتى أفهمتى....لهذا تعقلى وعودى
لمقعدكى اللعين وأجلسى عليه بصمت.... فأنتى لستى الوحيده التى تشعر بالخوف عليه هنا....
نظرت لها سيلا لبعض الوقت.... ثم قالت بصوتا
مرتفع وهى تصعد لغرفتها: على الأقل أنا أشعر بالخوف عليه لأننى لا أريد له أن يتأذى.....
بينما أنتم من قمتم بطعنه حتى تهالكت روحه..... وما أنا متأكده منه أنه لم يشفى مما
فعلتى بعد أليس..... حتى تأتى أخته وصديقه.... ليطعنوا قلبه بهذا الخنجر المسموم على
حين غفله منه..... وتركتهم صاعده للاعلى.... ثم سمعوا باب غرفتها يقفل بقوة إهتزت لها
جدران المنزل.....
لم تستطيع جوليا التحمل أكثر من هذا....
فقامت من مقعدها مهروله تجاه غرفتها هى الأخرى... فلم يتبقى أحد سوى أليس.... وليلى
وفكتوريا اللتان تنظران ل أليس بتسأل عما يحدث حولهم......
فقالت فكتوريا بحزن.... وقد توصل عقلها
لما يدور بمنزلها.... بعد حديث سيلا: ما الذى فعلته جوليا أليس؟!....
نظرت لها أليس بتوتر.... ليس خوفا منها...
فأمها ليس من الأشخاص الذين قد تهاب منهم.... بل لاانها تعلم أنها لن تصمت.... بعد
علمها بما ذهب ساب لفعله...فقالت بمراوغه: لما دائما ما يتم توجيه تلك الأسأله نحوى؟!......وكأننى
الوحيده التى تعلم كل شئ بهذا المنزل.....
أجابتها فكتوريا ومازال حزنها يخرج بين
طيات حديثها: لأنك أكبر أخواتك بعد ساب.... ويجب عليكى معرفه كل شئ يخصهم.... كما يفعل
معكم ساب بوجوده.....
وقفت أليس من مقعدها..... وكأن حيه قد قامت
بلدغها.... قائله بحده وعينى باكيه: واللعنه أنا لست ساب ولن أكون..... كما لم أعد
أريد معرفه ما يخصكم فالتبتعدوا عنى..... فلقد أصيب قلبى بالمرض من قربكم هذا......
وتركتها وصعدت هى الأخرى لغرفتها.....وحين أغلقت باب غرفتها.... أكملت ببكاء وهى تجلس
أرضا خلف باب غرفتها..... أعتذر منكى أمى.... ثم خرجت شهقه متألمه.... من كثره شعورها
بالألم بين ضلوعها.... ف أنا لست ملاك حتى أصبح ك ساب.... ولا أنا تلك الأخت التى تحمى
أخواتها من الخطر... شهقه أخرى.... بل أنا تلك التى تسبب الألم لأقرب الأشخاص لروحها....
ثم تختبأ بغرفتها تبكى دما على ما إقترفته يديها.... أعتذر أننى لست إبنتا بره بك...
أعتذر منك حبيببتى.... وسقطت بنوبه بكاء مرير بسبب ما فعلته.....
بعد صعود أليس.... هبطت دموع فكتوريا حزنا
وقهرا على حال أطفالها.... ثم إلتفت تنظر ل ليلى التى تنظر لها بحزن هى الأخرى... وقالت
بصوت تصدع من كثره ما تعانيه من ألم: وأنتى صغيرتى ما الذى ستقدميه لى حين تصيرى بعمر
أخواتكى؟!.... هل سترمينى بكلامى يدمى قلبى؟!... أم نظرات متهمه تحرق روحى؟!...
قامت ليلى بإحضانها بحنان طفولى.... كما
كانت ترى ساب يفعل منذ قليل..... ثم قالت بصوت باكى: بل سأقدم لك قلبى وروحى... حتى
لا يتألم قلبك أو تحترق روحك.... سأقدمهم كما قدمهم لكى ساب سابقا.....
حسنا هذا كلام كبير على طفله بالسادسه من
العمر جعل عينى فكتوريا تتسع... ولم تستطع التماسك بعد هذا الحديث..... فأجهشت ببكاء
قوى وهى تحتضن ليلى بقوه..... لعلها تحمى ليلى.... مما لم تستطع حمايه ساب منه بالماضى....
طرق الباب القوى...... جعل ليلى تتبعد عن
أحضان أمها.... وتهرول لفتح الباب.... وخلال هذا خرجت الفتات من غرفهمن.... ظنن منهن
أن القادم هو ساب ولكن خاب ظنهن..... حين كان الطارق هو والدهم العزيز..... كدن يلتفت
لتدخول كل واحده منهم غرفتها.....
إلا أن سؤال أبيهم أوقفهن: هل ماسمعته صحيح؟!...
هل أتى ساب؟!....
نظرت له ليلى وفكتوريا..... وأثر دموعهم
مازالت موجوده على وجوههم..... فتجعد ما بين حاجبيه وسألهم بتعجب: ما الذى حدث؟!...
لماذا تبكون؟!...
كان سؤاله صدمه لهن جميعا.... وجعل الفتيات
يلتفت لينظرن له من أعلى الدرج.... ولكن تخطت فكتوريا صدمتها من سؤاله..... وأجابته
بهدوء مرهق: لا شئ ف ليلى كانت مع ساب بالقصر ليومين.... وقد إشتقت لها كثيرا هذا ما
بالأمر......
بعدما إنتهت نظر جورج ل ليلى وسألها بلهفه:
وهل رأيتى من بالقصر يعطون لأخيكى نقود أيتها الفتاة.... أجل هذا كل ما يهتم له جورج
المال فقط.....
أجابته ليلى بسخريه: لا أعلم.... ف أنا
لست من يعمل هناك..... حين يأتى ساب فلتسأله هو..... وذهبت تجاه والدتها لتجلس بجوارها.....
ف ليلى الوحيده التى تستطع الرد على جورج..... دون أن يمس بها شئ..... فهو يعلم أنها
خط أحمر لدى هذا اللعين.....
لهذا تخطاها وكأنها لم تتحدث..... ونظر
ل فكتوريا وهو يعيد سؤاله بملل: أين ذهب ساب؟!.....
ردت عليه فكتوريا بذات النبره الهادئه:
لا أعلم إلى أين ذهب.....
أومأ لها جورج وذهب تجاه غرفته وهو يقول:
حين يأتى أخبريه أننى أريده.... ختم كلامه مع إغلاقه لباب غرفته.... كما عادت الفتيات
كلا منهم لغرفته إلى حين عودة ساب.....
عند ساب الذى وصل أمام منزل سام..... وقام
بطرق باب منزله بهدوء قاتل..... لم يفتح سام بل فتحت له ماريا...... وكان يظهر السأم
على ملامحها.... لأنها من قامت بفتح باب منزلهم.....
ولكن حين رأت أن الطارق ساب تبدلت ملامحها.....
وإرتسمت إبتسامه مشرقه على وجهها...... وإلتمعت عيناها بالحب..... أجل فهى مازالت تكن
ل ساب مشاعر حب طاغيه...... إلا أن ساب كان دائما ما يصدها..... لأن هذا خطأ من جميع
الأطراف..... رغم أنه إحتاج بفترة ما أن يكون مع فتاة..... حتى لا تنتشر عنه الإشاعات
أنه رجل يكره مصاحبه النساء.....
صاحب غيرها رغم أنها تذللت له وكادت تقبل
كلا قدميه ليوافق على مرافقتها بدلا من غيرها.... إلا أنه رفض هذا كرامه لصداقته مع
سام.... كما قام بتقليل الحديث معها حتى لا تتمادى بعشقها له.... يالسخريه القدر هو
لا يقرب من أخت صديقه ليحافظ على شرفه....... وصديقه ينهش بشرفه بدون علمه....
كاد ساب أن يسأل ماريا عن وجود سام....
إلا أن فكرة شيطانيه أتت على باله...... فإبتسما بطريقه مخيفه وقال بهدوء وإبتسامه
كاذبه: مرحبا ماريا كيف حالك عزيزتى؟!....
نظرت له ماريا بنفس منقطع...... وكادت يغشى
عليها ف ساب لم يتحدث معها بهذه الطريقه من قبل...... فقالت بتوتر كبير وفرحه عارمه:
أصبحت بخير حين رأيتك ساب..... هل تريد سام أنه نائم بالداخل...... فالتأتى للداخل
فى حين أقوم بإقاظه لك..... وكادت تتنحى حتى تسمح له بالمرور......
إلا أن يد ساب أوقفتها..... وهو يقوم بإبتسامه
رأتها ماريا ممتنه على إستضافتها...... وقال: لم أتى إلى هنا من أجل سام.....
فتعجبت ماريا ف ساب لا يأتيهم إلا من أجل
أخيها..... فسألته بفضول: إذا تريد من ساب؟!....
أجابها ساب بنظرات حاول جعلها محبه: أتيت
من أجل رؤيتك أنتى ماريا.....
كادت ماريا أن تفقد وعيها.... إلا أن ساب
تدارك الأمر وقام بمساندتها.... وقال بلهفه كاذبه: عزيزتى ماريا هل أنت بخير؟!....
لا تصيبنى بالخوف عليك حبيبتى؟!....
نظرت له ماريا بتيه..... وقلبا يدق كالطبول:
حبيبتك هل أنا حبيبتك ساب حقا!!!!.....
أومأ لها ساب وساعدها لتقف بمفردها.....
ثم قال بهدوء: أجل لقد أحببتك منذ سنوات.... ولكن لم أرد أخبارك..... إلا أننى لم أعد
أستطيع الكتمان بعد اليوم.... لهذا أردت الأعتراف لكى بما يكنه قلبى لك..... ثم صمت
قليلا وأكمل بتوتر ملحوظ..... ولكن هناك شئ اريدك أن تفعليه من أجل إستمرار حبنا هذا.....
أجابته ماريا بلهفه قائله: كل ما تأمر به
مجاب ساب ف أنا كلى ملك لك.....
إبتسم ساب بإنتصار قائلا: لا أريد أن يعلم
مخلوقا عن حديثنا هذا..... حتى سام ف أنا من سأخبره بحبى لك وليس أنتى..... وإذا حدث
وعلمت أنك أخبرتى أحد بهذا..... سأبتعد عنى ولن ترانى باقى حياتك..... أفهمتى ماريا
ما قلته جيدا....
أومأ ماريا برأسها وقالت بقوه: أقسم أننى
لن أخبر أحد بهذا.....
إبتسم ساب وقال لها: إذا إلى لقاء.....
وسأخبرك بالموعد الذى سألقاكى به قريبا جميلتى.....
أومأت له ماريا بإبتسامه متسعه..... وتركها
ساب وإلتفت ومع إلتفاته ذهبت إبتسامته..... وظهر محلها الجمود والبروده المخيفه.....
حين دلفت ماريا لداخل منزلهم.... وجدت أمها
تخرج من غرفتها وهى تسألها من الطارق..... فأخبرتها ماريا أنها إحدى الفتيات التى تتسكع
معهن تسألها عن أمر ما...... فأومأت لها والدتها.... وعادت لغرفتها مره أخرى كما تحركت
ماريا للعوده لغرفتها..... وهى تبتسم بحب وقد تحقق حلمها أخيرا..... وأصبح ساب يعشقها
كما تفعل هى.....ولكنها مرت على غرفه أخيها قبل عودتها لغرفتها.... ووجدته مازال نائم.....
فذهبت لغرفتها وهى تتخيل اليوم الذى ستجتمع فيه مع محبوبها بمنزل واحد يخصهم..... وبه
الكثير من الأطفال الذين يشبهونه بالشكل والتصرفات..... وظلت هكذا تحلم بمستقبلها مع
ساب..... إلى أن سقطت بنوما عميق......
حين إبتعد ساب من محيط منزل سام.... عائد
إلى منزله ظل يفكر بكم سيظلم هذه الماريا.... إلا أن هذا لا شئ.... مقابل الألم الذى
تشعر به صغيرته الأن..... وهذا أقل شئ قد يفعله.... لكل من تسول له نفسه بالإقتراب
من فتياته..... ثم قال بصوتا خافت: هذه البدايه فقد يا صديقى.....
وهو بطريقه لمح مارلين يأتى بهروله من الإتجاه
المقابل له..... فإرتفع حاجبيه بتعجب سائلا ذاته: ما الذى يفعله مارلين هنا؟!.....
حين رأى مارلين ساب أسرع إلى أن وقف أمامه
يحاول إلتقاط أنفاسه..... ثم قام بآحتضان ساب بإشتياق قائلا بتقطع بسبب ركضه: اللعنه
ل لقد إشتقت لك يا رجل.....
إبتسم ساب بسخريه قائلا بنفسه: كم أن هؤلاء
البشر عجيبون.... فكيف ل شخصا ك مارلين أن يكن له هذا الوفاء..... الذى لم يكنه له
صديق عمره...رغم معرفتهم القريبه لبعض.....
إبتعد عنه مارلين حين لم يتلقى منه إجابه....
ثم سأله ما الذى حدث بينك وبين سام.... حتى تخبرنى أليس أنك ستقوم بقتله......
نظر له ساب بثبات دون أن يجيبه..... فأكمل
مارلين بتوتر: حسنا لن أتسأل عن شئ لا يعنينى....
حديثه جعل ساب يبتسم وهو يقول بهدوء: لأنه
فكر أن بإستطاعته أخذ شئ يخصنى دون علم منى.... ولكن لاتخف لم أقتله بعد.... كما أريد
منك أن تنسى هذا الأمر.... ولا تتحدث به مره أخرى....كما لا تتحدث عنه مع سام....أومأ
له مارلين....فأكمل ساب قائلا: أخبرنى ماذا حدث خلال الفتره التى لم أتواجد بها معكم.....
نظر له مارلين بحاجب مرفوع...... ثم تنهد
وقام بسرد ما حدث خلال الفتره الماضيه له..... فهو أصبح يعلم كيف يفكر ساب جيدا.....
فإذا أردك أن تعلم شئ يخبرك به...... وإن لم يرد فلن تصل لشئ معه..... لهذا ظلوا يتحدثون
طوال طريق العوده للمنزل.....
وصل ساب ومارلين أمام منزله.... فقال مارلين
مودعا إياه: حسنا يا صديق سأرك صباحا قبل ذهابك للقصر....
إلا أن ساب أوقفه قائلا: لم ينتهى حديثنا
بعد هيا تقدم..... وقام بجذبه معه داخل منزله.... وقام بطرق الباب.... وإنتظر إلى أن
فتحت له ليلى.... التى قامت بإحتضانه بقوه حين رأته...... وقالت بصوت مرتفع: أمى لقد
أتى أخى..... لقد أتى ساب.....
نظر لها ساب وهو يبتسم ويربت على رأسها....
ودلف ومعه مارلين..... الذى ينظر ليلى بإبتسامه هو الأخر ثم مال على أذن ساب قائلا
بصوت خافت..... حتى لا تسمعه ليلى: أتعلم أنها أكثر أخواتك رعبا.... أكثر من أليس ذاتها.....
نظر له ساب وقال بمرح: حسنا سأخبر أليس
بهذا..... نظر له مارلين بإتساع.... ثم قال: لن تفعل ف أنا صديقك.... وأنت لن توشى
بى.....
إبتسم ساب بسخريه... حين قال مارلين صديقى
ولكنه أخفاها سريعه.... وقال: أجل صديقى ولكنها صغيرتى......
كادوا يكملون جدالهم إلا أن ساب وجد جميع
أفرد أسرته يقفون أمامه.... وعلى رأسهم أبيه... فنظر ساب لأمه قائلا بمحبه: أعتذر على
التأخير جبيبتى.... هل من الممكن أن تضعى الطعام لنا حتى نتناوله جميعا؟!....
أومأت له والدته وأسرعت تجاه مطبخها.....
نظر ساب ل سيلا قائلا: إذهبى لتساعدى أمى يا صغيرتى.... أومأت له سيلا وذهبت لتساعد
أمها.... ثم نظر ل أليس وجوليا اللاتى إحمرت عيناهم من كثرت البكاء وقال بجفاء ظهر
واضحا: وأنتما فلتقوموا بتجهيز المائده.....
ثم نظر لأسفل وأخفض جسده..... حتى يصل لأذن
ليلى التى مازالت متشبسه به لا تتركه وهو لا يمانع هذا..... قائلا: أريدك أن تذهبى
لغرفتى وتأتى بالنقود التى على الفراش يا جميلتى.... أومأت له ليلى وذهبت مسرعه تجاه
الدرج لتأتى بما طلب.....
نظر ساب ل جورج وقال بهدوء كيف هى أحوال
العمل جورج؟!....
رد عليه جورج وهى يجلس على مقعده: بخير....
وأنت كيف هو العمل بقصر الملك؟!....
أجابه ساب بسخريه: أعمل.....
نظر له جورج بحده..... فهذا ساب دائما ما
يرد بإختصار ذائد عليه..... جلس ثلاثتهم وظل ساب يتحدث مع مارلين متناسيا تواجد جورج
متعمدا..... إلى أن أتت ليلى بالنقود وقدمتها ل ساب....
فقال لها ساب بحب: أحسنتى صغيرتى.... أعطيها
لأبيكى.... ذهبت ل ليلى وأعطت المال لأبيها وهى تنظر له بحقد...... والذى كان ينظر
للنقود بفرحه عارمه.....
خلال ذلك كانت فكتوريا إنتهت من تجهيز الطعام....
وقامت الفتيات بترتيب أطباق الطعام على الطاوله.... قام الجميع وجلسوا جميعا حول الطاوله
وبدأو بتناول طعامهم...... إلا سيلا وحوليا وأليس فقد كانوا ينظرون ل ساب بتعجب وتسأل
ملأ وجوهم عما فعله مع سام......
فقرر ساب أن يجب على بعض هذه التسألات وليس
جميعها..... فترك ملعقته وقال بثبات حتى ينتبه له الجميع: لدى إعلان لكم.... لقد قررت
أن أتخذ مساعد لى لأن الأعمال تتراكم بالقصر..... لهذا أريد من يساعدنى.....
فقال جورج ظنن منه أنه سيأخذ مارلين: ولكن
إذا قمت بأخذ هذاالفتى معك..... وأشار ل مارلين.... من الذى سيساعدنى بالعمل.....
فنظر له ساب وقال بهدوء...... والذى رأه
الفتيات هدوء مقلق: ومن الذى قال أننى سأخذ مارلين.....
فنظر له مارلين وسأله: إن لم يكن أنا فمن؟!:....
نظر ساب ل جوليا وإبتسم بطريقه رأها جميع
الجالسين أنها مخيفه وقال: أنها جوليا من ستقوم بمساعدتى بالعمل منذ غد...... خرجت
الشهقات من جميع الجالسين..... وظهر التعجب على وجه مارلين وجورج......
فأكمل ساب حديثه: تجهزى أنستى فهذه ليست سوى البدايه......
يتبع