-->

الفصل الخامس والثلاثون - مملكة الذئاب Black


الفصل الخامس والثلاثون

 

حسنا لقد كان حديث ساب صدمه ألجمت ألسنه الجميع.... ونشر الرعب المطلق بقلب واحده.... جوليا.... والتى ظلت تنظر ل ساب وهى تنفى له برأسها..... ما فهمته من مغزى حديثه..... وعينها تذرف الكثير والكثير من الدموع.....

 

إلا أن حدث ما لم يتوقعه أحد..... حيث صدر من جوليا إعتراضها الأول بالحياة.... على شئ لا تريده وتخاف منه..... فهى تعلم رغم حب ساب لها...... إلا أن إغضابه ليس بالشئ الجيد...... فهى لازالت تتذكر ما فعله بأبيهم...... حين حاول أن يتعدى عليهم.....

 

جوليا بصوت يرتعش خوفا: لن أذهب معك لمكان.... كان ما قاله ساب صدم الجميع...... إلا أن إعتراض جوليا أدهشهم.... إلا ساب الذى كان ينظر لها بثبات بالبدايه..... ثم تحولت نظراته لإبتسامه ساخره....وقد أعجبه ما يراه.....

 

لهذا قرر أن يرفع من حده موقفه.... ليرى ما الذى ستفعله خجولته...... هل ستتشجع وتقوم بالرد أم تعود لقوعتها بالصمت المهين مره أخرى.....

 

ساب بسخريه لازعه وهو يتعمد النظر لها بمهانه: ومن الذى أخذ رايك بأمر كهذا؟!....

 

حدث ما أرد.... ف لقد أجابته جوليا بخوف....ولكن مصاحب للترجى..... والذى لم يكن له بل كان لغيره: ومن الذى أخبرك أننى سأتى معك؟!...كما أن أبى لن يوافق على ما ستفعله بى..... ف أنا لست دابه تأخذها لتضعها بالمكان الذى تريده......

 

أجل لقد قامت جوليا بالرد عليه كما أرد.... ولكن ردها أصابه بمقتل سواء قصدت هذا أو لم تقصد.....

 

لم تتلقى جوليا إجابه من أبيها الذى كانت تنظر له بترجى.... لعله يحميها من ساب..... ولا من ساب الذى لم يصدر منه نفس واحد.... يدل على وجوده بالحياة بعد حديث جوليا.....

 

وهذا جعل مارلين يشعر بأن وجوده بهذا التوقيت ليس جيدا.... لهذا قام من مقعده مستأذنا..... وخرج سريعا..... قبل أن يعترض ساب.... ويصر على بقائه رغم أنه يشك بهذا...... ف ساب جالس الأن ينظر لأخته بصدمه تامه..... لم يستطيع إخفائها بسبب ما  سمعه......

 

بعد خروج مارلين...... رد جورج على حديث جوليا ببرود.. وسخريه... والأهم تشفى خالص..... وهو ينظر ل ساب أثناء حديثه: هل أدركت الأن لماذا لا أفضلهن سوى لتدفئه بفراشى ليلى؟!.... ها أنت فعلت المستحيل من أجلهن جميعا...... وهن كيف يرودن لك ما فعلته من أجلهن.....

 

ثم وقف من مقعده وإقترب من ساب.... الذى ينظر له الأن بثبات ظاهرى..... إلا أن جورج ليس بالغبى ف لقد رأى نظره الألم التى غزت عيناه..... وسارع بتغليفها ببروده...... إقترب منه إلا أن أصبح كلاهما يتنفس الهواء ذاته مكملا: لدى كل الحق بكرهكن منذ اللحظه التى لفظتكم بها هذه العاهره..... وأشار بيده ل زوجته.... أليس كذلك؟!... ف أنتن ناكرات لكل ما يتم تقديمه إليكن..... عند أول خلاف..... أتعلم أننى أشعر بالإنتشاء الأن.... وكأننى شربت رطلا من الخمر المعتق بعد سماعى لهذا الحديث..... لهذا كان يجب على حرقكن جميعا.... حينما سنحت لى الفرصه لفعلها..... حتى لا أرى ما أراه الأن.... وظهر طيف من الألم بعينه رأه ساب.... لكنه أختفى سريعا.... مما جعل ساب يظن أنه قد توهم ذلك......

 

إبتعد جورج عنه وذهب تجاه غرفته..... ولكنه توقف قبل غلقه لبابها... قائلا بحده تعجب لها الجميع وأكثرهم ساب: سأقولها لمره واحده ولن أعيدها.... إذا حدث وأخذكم جميعا ليقتلكم واحده تلو الأخرى... لا شأن لى بكم فليفعل بكم ما يريد..... لعله يفلح بفعل ما لم أفعله أنا بالماضى..... ثم أغلق باب غرفته بقوه إهتزت لها جدران المنزل.....

 

وقع المكان بصمت مخيف.... لم تستطع أحدهن أن تبدأ بالحديث لتخفف من وطئ ما قاله أبيهم... وهذا لأن الجميع يدرك صدق كل ما قاله جورج......

 

ظلوا هكذا إلا أن تحدث ساب ببرود.... وهو ينظر ل جوليا: تجهزى سنغادر صباحا..... وقام من مقعده صاعدا لغرفته مغلقا بابها بإحكام خلفه..... حتى لا يستطيع أحد الدخول عليه و قطع خلوته بنفسه.....

 

ظل واقفا ينظر لغرفته بتيه لبعض الوقت..... ثم تقدمت قدمه بهدوء إلى أن أصبحت أمام فراشه فجلس عليه بثقل..... وهو مازال يشعر بأنفاس أبيه ونظراته الحارقه على وجهه.....

 

ولكن تعجب من غضب أبيه.... كان لابد له من التشفى به بعد حديث جوليا.... وهذا ما حاول فعله فى بدايه حديثه..... إلا أنه كان ظاهر عليه الحده والغضب من شئ ما..... لم يستطع ساب إستبيانه.....

 

لم يفكر ساب كثيرا بما حدث...... فهو يملك أشياء أهم بكثير من التفكير بما يشعر به قلبه من ألم الأن..... لهذا قرر التالى..... أن غدا سيذهب لملاقاة دوغلاس للإطمئنان عليه..... وإخبار ديفيد أنه سيترك العمل لبعض الوقت.... لأمر طارئ.... ثم إذا أرد عودته لإستكمال عمله بالقصر بعدها فلا مانع لديه.....

 

 

وحين توصل إلى هذا..... تمدد على فراشه بكامل ملابسه فهو لا طاقه لديه ليقوم بإزاله درعه وملابسه.... فنام على فراشه ساقطا بنوما عميق.... لا يخلو من بعض المشاهد المؤلمه لقلبه.... وخاصه حين تكرر أمامه خروج أخر أنفاس جايك وهو بين يديه.... كان تنفسه سريعه ومتعرق بشده...... وملامحه تدل على الضيق الشديد..... وكأنه يتمنى أن يقوم أحدهم بإخراجه من هذا الكابوس......

 

 

إلا أن وجد نفسه بمكان مظلم.... به بعض الإضاءه الخافته..... فظل ينظر حوله بتيه..... ثم عاد بعيناه ليديه ليرى هل مازالت يده ملطخه بدم جايك.... ولكنه وجدها نظيفه...... كان كل تركيزه على يديه ولم يلاحظ تواجد أحد معه..... بهذا المكان الشبه مظلم......

 

ولكن حين إلتقت أذنه بعض الاصوات...... إرتفعت عيناه تبحث عن صاحب هذه الاصوات.... فإلتقت عيناه بعين سابين...... كانت نظرات ساب فزعه بالبدايه.... ولكن حين رأى سابين لانت ملامحه..... رغم الإرهاق الواضح على صفحات وجهه.....ولكنه لم يتحدث مقرر أن يترك لها حريه البدأ بالحديث هذه المره.....

 

 

ولكنه تعجب من نظرات الحزن والمواساه والخوف التى تحتل نظراتها...... ليس لأنه يراها لأول مره بعيناها....... بل لأنها كانت موجه له هو..... لم يدوم صمتها كثيرا.....

 

حيث قالت سابين بخفوت: أترى كم أصبح كلانا متشابهان للحد الذى لم أعد أستطيع التفريق بينا.... فكلانا أصبحت يده ملطخه بدماء الأبرياء ساب....

 

 

 

لم يفهم ساب مقصدها من هذا الحديث.... وظهر

هذا جليا على ملامحه......وهو يتسأل... كيف لها أن تقارن بينهم..... فسألها مستفسرا: أنا لا أفهم مقصدك سابين!!!...كيف لك أن تساوى بيننا بهذا الأمر؟!... وأنتى خير من يعلم أن ما قمت به ليس ذنبى....

وأننى كنت أحاول المساعده فقط....

 

نظرت له سابين وأجابته بعينين إمتلأت دموعا وصوتا شارف على البكاء: لماذا لا تريد أن تتساوى معى.... فأنا لم يكن ذنبى ما حدث بالماضى.... وأنت خير من يعلم بهذا....

 

 

أجابها ساب وهو يبعد عيناه عنها:كلانا يعلم أنك لو حاولتى أكثر لإختلف الأمر حينها....

 

نظرت له سابين بصدمه وهى تسأله بتشوش:حقا!!

ولكنها لم تتلقى منه إجابه..... فأكملت بضعف.... أنت محق فمن المستحيل أن نتساوى بهذا الأمر..... أتعلم لما؟!.... لأننى أجبرت على ما فعلته..... بينما أنت من قمت بإختياره ساب..... رغم أننى حذرتك.... ولكن أنت من لم تستمع لى........ حذرتك وأنت قررت فعل ما برأسك..... دون أن تنظر لعواقب ما سيحدث......

 

 

طوال حديث سابين كانت مظاهر الصدمه جليه على وجهه ساب..... إلى أن إحمر وجهه بشده..... ورد عليها منفعلا: ما اللعنه التى تهذين بها.... متى فعلتى؟!... متى قمتى بتحذيرى؟!... ف أنا لم أراكى منذ....

 

 

 

توقف ساب فجاءه عن إكمال حديثه.... وتذكر أخر لقاء بينهم بمنزل ماثيو..... فتجعد ما بين حاجبيه بعد تفكير.... ونظر لها بضياع وصدمه.... وعقل كاد ينفجر مما توصل له..... فأكمل بصوت محطم يحاول تكذيب ما إستوعبه عقله: محال أن يكون هذا هو تحذيرك...

قالها وهو ينفى لها برأسه.... 

 

كادت سابين تجيبه.... لكنه لم يعطها فرصه وأكمل بحده.... وعيناه بدأت بذرف الدموع بغزاره.... اللعنه على هكذا تحذير.... كيف لى أن أعلم أنه حين أرى طفلين يتم ذبحهم أمام عينى.... وأنا لا أستيطع فعل شئ لإنقاذهم... وليس هذا فقط... بل وكلتا يدى ملطخه بدمائهم.....كيف لى أن أعلم أن أحدهم سيموت بسببى... وأن يداى ستكون ملطخه بدمائه....

لما لم تقومى بالتوضيح... لماااا... قالها بصراخ وعروق رقبته قد برزت من شده إنفعاله......ثم أكمل قائلا وما رأه بمنزل ماثيو يعاد أمام عيناه...وقد تشوش عقله من كثره الحقائق التى تظهر أمامه... إذا ما رأيته بهذا المنزل ليس حقيقى أليس كذلك؟!...

 

أجابته سابين بضعف:بلى كل ما رأيته حقيقى....

 

نظر لها ساب بحزن وخزى شديد... ثم إقترب من سابين بشده.... إلى أن أصبحت أنوفهم تتلامس...

فأصبحوا كالصوره وحقيقتها..... وكلاهما يبكى بصمت سابين بإنكسار: أقسم أننى حاولت إخبارك بهذا.... ولكن لم أستطع فعلها....لهذا طلبت من الصغيرة...... أن تخبرك بإنقاظ أبيها لعلك تفهم مقصدى..... 

 

 

 

 

أجابها ساب بنظرات تحمل إنكسار مشابها لإنكسارها.....بل أردت أن ترى معانتى كما عانيتى أنتى بالسابق.... أليس كذلك سابين؟!....

 

خرجت شهقه قويه من سابين.... وهى تضع يدها على فمها..... كما إتسعت عينيها حين وجه إليها هذا الإتهام.... فقالت بحده وهى تضرب صدره بإحدى يديها: ومن أنت ومن أنا أيها الغبى.... كلنا شخص واحد....يشعر بذات الألم.... إذا تناسيت هذا..... فلا تظن أننى لا أشعر بألمك الذى تشعر به الأن.....

 

رد عليها ساب بذات الحده: لم أنسى أى شئ يخصك لأنك أنا.... وأكمل ساخرا... وكما قلتى فكلانا أصبحت يده ملطخه بدماء الأبرياء..... ختم كلامه وإبتعد عنها وهو يحاول تمالك أعصابه....... فهو إلى الأن بصدمه مما أدركه.....

 

 

لفت نظره حديث سابين التى كانت تحدثه بتعب وإعياء شديد..... وهى تبعد عنه فكان صوتها أشبه بالهمس: أعتذر منك ساب.... ومن أجل ما سببته لك من ألم.... لهذا كان يجب على إرسالها إليك..... لعلها تقوم بالتخفيف من ألم وإنكسار كلانا..... فلا تعاند صغيرى.....

 

وإختفت سابين وإختفت معها الظلمه..... وإستيقظ ساب وهو يحاول أخذ أنفاسه بصعوبه.... وضع ساب يده على قلبه... وهو يحاول تنظيم تنفسه لعل نبضه يهدأ..... وعندما وضع يده على وجهه وجد دموعه عالقه بجفونه.... فقام بمسحها....

 

 

وهو يقوم من فراشه... وينظر للسماء فوجد الصباح قد حل منذ مده لا بأس بها....فقرر الخروج مسرعا

من غرفته..... وهو يحاول عدم التفكير بما رأه بمنامه...... وذهب تجاه غرفه جوليا..... وكاد يطرق بابها فوجدها تفتح بابها.... ومعها حقيبه تضع بها بعض متعلقاتها.....

 

 

 

لم يتحدث ساب.... بل إلتفت وهبط للأسفل.... وهى تتبعه برأس منحنى..... وهى مازالت تتذكر ما قالته لها أليس أمس....

 

"فلاش باك"

 

 

بعد صعود ساب لغرفته..... كانت ليلى أول من قام خلفه وصعدت لغرفتها كما فعل ساب..... وبعدها قامت فكتوريا هى الأخرى لغرفتها.... وملامح الإنكسار والحزن تعلو وجهها....

 

 

ولم يتبقى سوى أليس وسيلا وجوليا.... التى مازالت تبكى على مائده الطعام..... كانت كلا من سيلا وأليس تحت تأثير ما حدث منذ قليل......

 

 

إلى أن تحدثت أليس بسخريه لازعه.... ولكن بصوت منخفض حتى لا يستمع لها أحد..... غير الجالستين أمامها على ذات المائده : كنت أظن أننى الوحيده بهذا المنزل القادره على تحطيم قلب ساب.....وصدقا وهذا شئ لا أفتخر به....

 

 

ولكنها توقفت عن الحديث..... وهى تنظر ل جوليا بخزى ثم إبتسمت بسخريه.... أتعلمى أننى دائما ما أسال نفسى ذات الأساله التى طرحها أبى على ساب منذ قليل.... وأكثرها رعبا.... لماذا مازال متمسك بنا بقوة...... رغم العذاب الذى يلقاه بسبب تواجده معنا.....

 

 

 

 

ولقد شعرت ببعض ما يقدمه لنا.... خاصه أنه لم يتواجد معنا خلال الفتره المنصرمه.... والتى كانت كالجحيم بالمناسبه.....من ليلى التى تعاند بكل شئ وساب الوحيد القادر على إسكاتها..... وأمى التى تحتمى به من بطش أبى الدائم...... ولولا وجوده لطالنا بطشه..... كما كان يفعل بالماضى.... ونظرت بقوه ل جوليا وسيلا..... ليتذكروا السنوات الأولى

بعد رحيل ساب..... وكيف كان أبيهم يعاقبهم على كل شئ.... سواء فعلوه أو لم يفعلوه..... إلى أن أتى ساب وأوقف جورج عن فعل هذا.....تنفست بعمق وهى تكمل.... حتى أنا رغم أخطائى التى لا تعد ولا تحصى قام بحمايتى من أبى.... حين حاول التفرقه بين وبين مارلين....وكذلك أنتى سيلا لم تفكرى بشئ إلا وقدمه لكى ساب على طبق من ذهب....

 

 

 

أتعلمون أننى أصاب بالرعب وأنا أتخيل عدم عودته إلى هنا مرة أخرى.... ثم نظرت ل جوليا بعينى تلمع بالدموع... وهى تكمل.... وأنتى خجولت أخيك المحبه  التى لا يصدر صوتها حتى بالمواقف الصعبه.... اليوم ظهر صوتك للعيان وأمام من.....أمام الوحيد الذى قام بحمايتنا منذ الصغر..... أقسم أننا لا نستحق وجود هذا الملاك بحياتنا اللعينه...... وتركتها وصعدت إلى غرفتها......وخلفها سيلا التى صعدت غرفتها بهدوء....

دون أن تتحدث بشئ ف أليس تكفلت بكل شئ...

 

 

ظلت جوليا بمفردها تراجع ما فعلته.... إلى أن توصلت أنها ستذهب مع ساب لأى مكان يريد...حتى وإن كان ذاهبا للجحيم.... ستذهب خلفه.... لأنه لم يأذيهم سابقا.... كما قاموا هم بأذيته.....

 

 

وصعدت لغرفتها لتجهز حقيبتها إلى أن تشرق الشمس..... وتذهب له لتعتذر منه وتخبره أنها ستذهب معه.....

 

 

"إنتهاء الفلاش باك"

 

 

 

 

 

كان صباحا ملبد بالغيوم لدى البعض.... مثل ساب الذى هبط للأسفل.... بدون حديث يذكر.... وملامحه تدل على الإنزاعاج الشديد.... بسبب ما رأه بمنامه.... لهذا لم تحاول أى واحده من الجالسين التحدث معه غيرها..... ليلى والتى حين رأت ساب أسرعت إليه تحتضنه وتتشبس به..... فما كان منه إلا أن قام بإحتضانها كما يفعل.....وهبط يقبل رأسها بهدوء.... فوجد عينها مليئه بالدموع..... فإشتدت ملامحه وظهر ضيقه أكثر..... وهو يتحدث بخوف ظهر جليا على تقسيم وجهه: من الذى حدث صغيرتى؟!... هل تشعرين بالمرض؟!....ما الذى يؤلمك؟!....

 

كانت نظرات جوليا مسلطه على ساب.... وهو يتعامل مع ليلى بحنان بالغ.... وكأنها زجاج يخشى عليها من الكسر.... فلمعت عيناها مره أخرى بالدموع....

 

 

تحدث ليلى بصوت باكى... وعيون تذرف الدموع: أنا أعتذر عما حدث بالأمس.... أرجوك لا تتركنى وترحل كما فعلت سابقا.... أرجوك ساب لا تتركنى.... وأصبح صوت شهقاتها مرتغعه.... وساب ينظر لها بصدمه.... ولكنه قام بإحتضانها.... وهو يربت على ظهرها بهدوء ثم نظر للجالسات أمامه.... لعلهم يوضحون له ما الذى يحدث.. ولكنه وجد أليس وسيلا عيناهم تلمع بالدموع... بإستثناء فكتوريا وجوليا اللاتى بدأنا بالبكاء مع ليلى......

 

 

 

هو لا يعلم ما الذى يحدث.... ولأول مره يراهم بهذا الإنهيار الجماعى.... يبكون هكذا أمامه.... مما جعل جسده يتوتر بشده...... فحمل ليلى وظل يهدهدها ك طفل صغير حتى تهدأ.... وهو ينظر لهم بتسأل لعل أحدهن تجيبه.... وتخبره بما يحدث....

 

 

 

ولكن لا إجابه.... فأخذ يتحرك ذهابا وإيابا ب ليلى  أمامهم.... وظل يحدثها بلطف.... إلى أن هدأت....

 

 

وهى تنظر له بوجه طفولى... يحمل من البرأه ما قد يقتلك إذا فكرت بإحزانها يوما ما....وقالت بخفوت: أنت لن تتركنا أليس كذلك؟!....

 

 

فرد عليها ساب بإبتسامه حنونه.... رغم الإرهاق البادى على وجهه: ومن هذا الذى يستطيع التخلى عنكن فأنتن جميلاتى....أنتم ك منحه محببه ألقيت على قلبى من الله.... فطبعت أسمائكن على ثنايا هذا القلب وأشار لقلبه.... وأكمل.... فلم يعد يمر دقيقه بهذه الحياة بدون تفكيرى بكم جميعا....

 

 

 

 

ثم من أين لى البحث عن مشاكسه تمتلك كل هذا الجمال..... كما تمتلك ردودا مجفله تخرس الجميع حتى أن البعض أطلق عليها الشيطانه الصغيره.... والبعض الأخر القزمه.... وذات اللسان السليط.... أخبرينى هل أستطيع أن أجد أحد بهذه المواصفات الخاصه غيرك جميلتى؟!..... وختم حديثه وهو يقبل إحدى خديها بقوه..... جعلتها تصدر إحدى ضحكاتها العفويه....التى نشرت الإبتسامه على وجوه الحاضرين...... ونشرت بعض الراحه بقلبه الملتاع......

 

 

 

أبعد ساب ليلى عنه بلطف.... ثم إقترب من والدته وهو يقول بحنان: ألم أخبرك أننى أحب رؤيه إبتسامتك لا دموع غاليتى..... أرجوكى إرحمى فؤادى الذى يتألم من رؤيه هذه الدموع.... وأجعلى يومى المليئ بالأعمال المتراكمه..... يبدأ بإحدى إبتساماتك القاتله لحزن قلبى...وتنشر الراحه والسرور به.....

 

 

 

حديثه جعل فكتوريا تحاول الكف عن البكاء... وهى تبتسم له بحب جارف.... وتحتضنه بقوة وتتمسك به وكأنها المره الأخيرة التى ستراه بها.... تقبل ساب منها كل ما تقوم به..... فهو يعلم أنها تتصرف بعفويتها عندما تكون حزينه... فظل يربت على ظهرها ويحدثها بهدوء..... إلى أن سكنت بأحضانه وذهبت بسبات عميق..... فهذا هو الحال دائما مع والدته..... فحين يكون هو غاضبا أو حزين..... تظل هى تبكى الليل بطوله إلى أن يأتيها صباحا.... ويغمرها بأحضانه فتستكين وتهدأ..... ثم تغوص بعدها  بنوم عميق....

 

 

 

 

 

حينما تأكد ساب من ذهابها بالنوم..... أمر أليس بالإبتعاد عن الأريكه بعيناه فإبتعدت..... فقام هو بإبعاد رأس والدته عن كتفه بهدوء..... وقام بوضعها على الأريكه ورفع قدمها كذلك... حتى تصبح بوضعيه جيده للنوم ..... ثم قام بتغطيتها بالغطاء التى جلته سيلا.....

 

 

ثم نظر للفتيات وأمرهم ليتبعوه للخارج.... وبالفعل خرج ومن بعده هم.... فنظر لهم وتحدث بهدوء والإرهاق بادى على ملامحه.... وصوته كذلك رغم محاولته مدارت هذا.... إلا أنه لم يفعل: أعلم أننى أحزنت البعض منكم أمس.... ونظر من خلف خصلات شعره المتناثر ل جوليا.... وأكمل ولكن لتعلموا أن كل ما فعلته وسأفعله هو من أجل حمايتكم فقط......

 

 

 

 

أجابته أليس بود ومحبه: نحن على علم بكل ما تقوله ساب..... كما يجب أن تعلم أنت أنك أهم شخص بعالمنا هذا..... ومهما صدر منا من أخطأ فصدقنا لم نكن نقصدها لأننا نحبك كثيرا أخى.....

 

 

إبتسم ساب لها.... وقال بصوت حاول جعله مرحا: أوشك أن أصدق أنك قد وقعتى على رأسك.... ومن بعدها أصبح عقلك يرى الأمور بطريقه صحيح بخلاف ماكان يراها بالماضى يا مشاكستى.....

 

 

 

إبتسمت أليس بإتساع خاصه بعدما لقبها بالمشاكسه...

فهذا هو الإسم التحببى الذى يناديها بها.....كما أنها ترى كم يحاول التخفيف من توترهم رغم تعبه.....

 

 

 

تنفس ساب بهدوء..... ثم نظر ل جوليا وما تحمله من متعلقات.... وقال بثبات: أنا لن أستطيع أخذك معى الأن.... ولكن هذا لا يعنى أننى قد سامحتك على ما قمتى به من خلف ظهرى..... ولهذا ستظلى بالبيت لا تخرجين منه إلا بإذن أختك الكبرى..... إلى أن أعود وعندها سيكون لدينا حديث.... والأن أريد منكن أن تحموا بعضكم البعض.... كما لا أريد أن أعلم أن أحد قام بإزعاج والدته.... أو أخواته أليس كذلك جميلتى؟!...

 

 

كان يتحدث وهو ينظر ل ليلى....التى أومأت له بإبتسامتها المشرقه.... فبادلها ساب الإبتسامه وقال بود: وداعا صغارى.....

 

 

وإلتفت ليرحل.... إلا أن جوليا أوقفته بصوتها الذى خرج ثابتا... وليس مهتز لأول مره:بلى ساب أنا سأتى معك..... حتى وإن كنت ذاهبا للجحيم السابعه سأتبعك.... وتقدمت منه إلا أن وقفت أمامه بثبات..... رأه ساب لائق بها... وكم أدهشته هذه الخجوله لأكثر من مرة خلال يومين..... فقط كاد يرفض طلبها إلا أنه شعر أن هذه إشاره له..... لعل وجودها يخفف عنه بعض الشئ..... كما يجعله يقومها ل تظل على ثباتها الذى يراه الأن.....

 

 

فأومأ لها بصمت ورحل وتبعته هى.... ولكن ليس قبل أن تنظر بإمتنان وحب لأخواتها.....

 

 

 

 

وكما قلت منذ قليل.... كان صباح البعض ملبد بالغيوم ك ساب..... ولكن كان هناك من كان صباحه يرعد وينذر بقدوم عواصف تحطم كل ما يقف أمامها..... كان وجه الملك يشعرك أنه على أعتاب الحروب..... فكان الجميع يتلاشه منذ خروجه من غرفته صباحا....

 

 

 

وحتى أنه بدأ إجتماعه الأول  فى تمام الخامسه صباحا..... بعد أن قرر أنه يجب إقامه إجتماع عاجل لمراجعه شؤون البلاد..... خلال الشهر والنصف المنصرم..... وبعدما إنتهى منه..... أصدر عشرات القرارات..... والتى يجب أن تنفذ خلال ساعات..... رغم أنها تحتاج لأكثرا من أسابيع بالواقع.... ولكن من هذا الذى يريد إنهاء حياته ليعترض على حديث الملك.....

 

 

 

 

خلال هذا كان ساب قد وصل للقصر.... وأمر جوليا بإنتظاره بمكان ما بحديقه القصر الخلفيه.... بعدما أخبارها أن ليلى قامت بزرع العديد من الزهور بهذا المكان..... وذهب للبحث عن دوغلاس.... فهو يعلم أنه من المؤكد أنه مستيقظ منذ الصباح الباكر....ف سأل أحد الحرس عن غرفته..... والتى ذهب إليها مباشره بعد أن أخبره الحارس بمكانها..... وصل ساب لوجهته وقام بدق باب غرفه دوغلاس..... رغم أنه يشك بوجوده داخلها...... ولكنه قرر أنه يجب أن يبدأ بها لعل ظنه يخيب.... ويكون دوغلاس بها.... إلا أن ما توقعه كان صحيح ف دوغلاس ليس بالداخل.....

 

 

 

 

فتنهد ساب وهو لا يعلم من أين يبدأ بحثه..... فقرر أن يسأل كل حارس يلقاه.... لعله يكون قد رأه فيخبره بمكانه..... وبالفعل بعد سؤاله لأكثر من

حارس أجابه أحدهم..... أنه رأه يدلف إلى معمل الحكيم..... فذهب ساب مسرعا إلى هناك..... وقام بطرق الباب بخفه..... ثم دلف للداخل بعد أن سمع الإذن بدخوله......

 

 

 

فوجد الحكيم يعمل بتركيز على أحد إختراعاته ولكنه يتحدث مع دوغلاس كذلك..... والذى صمت حين رأى ساب أمامه..... فتحدث الحكيم وليم بإبتسامته الرزينه: لم تقف ساب فالتأتى وتجلس يا صغيرى.....

 

 

إبتسم له ساب وقال: شكرا لك أيها الحكيم.... ولكنى أريد دوغلاس لأمرا هام.... هل تستطيع أن تأتى معى لبعض الوقت؟!....

 

 

 

كاد دوغلاس أن يجيبه.... ولكن الحكيم سبقه قائلا بمرح: أعتذر منك يا صغيرى.... ولكنه لى اليوم بأكمله ولا يسمح لأحد بالقدوم إلى هنا وأخذه منى بهذه السهوله..... ف أنا لم أجلس معه منذ مده طويله.... وأنا أخاه وهذا أقل حقوقى أليس كذلك دوغلاس.....

 

 

 

أومأ له دوغلاس قائلا بهدوء: أجل كما أننى إشتقت لحديثك كثيرا.....

 

 

نظر له ساب وهو يرفع إحدى حاجبيه.... فلاحظ دوغلاس الإرهاق البادى على وجهه..... فسأله بقلق لفت نظر وليم: ألم تنم جيدا؟!....

 

 

أجابه ساب بهدوء: أجل لقد نمت جيدا.....

 

 

 

فسأله دوغلاس وهو يتفحصه بعيناه: ولكن الإرهاق البادى على صفحات وجهك لا يقول هذا.....

 

 

أيده وليم الذى قال: أجل ساب.... لماذا لا تنام لوقت إضافى.... فجسدك مازال يحتاج لمزيد من الراحه...

 

 

 

أدرك ساب أنه لن ينتهى..... إذا ترك لهم حريه الحديث فقال مغاير للحديث.... وهو ينظر ل دوغلاس: أنا راحل الأن خارج المملكه لبعض الأيام.... ولا أعلم متى سأعود.....

 

 

فسأله دوغلاس مستفسرا.... وهو يقف مقتربا منه: إلى أين ستذهب بهذا الوقت؟!.... ولماذا ستغادر اليوم؟!...

 

 

نظر له ساب نظره فهمها دوغلاس جيدا.... أنه لا يستطيع أخباره الأن..... ليس لوجود وليم بينهم.... بل لأنه لا يملك القدره على الشرح بهذا الوقت الحالى.... فأومأ له دوغلاس متفهما.... فتنهد ساب براحه وهو يخبر نفسه كم يجب تفهم دوغلاس له.....

 

 

 

ولكن دوغلاس قطع تفكيره بحديثه..... دوغلاس بتذكر: ولكن هل يعلم الملك بذهابك هذا.... ف أنا لا أظن أنه سيسمح لك بهذا.... فهو من الصباح الباكر وهو ينفس نيران من أذنيه منتظر خطأ واحد لعين لأى شخصا كان..... حتى يخرج غضبه هذا به.... لهذا أنصحك بتأجيل هذا الأمر للغد.....

 

 

 

نفى ساب برأسه وقال بهدوء: لابد لى من فعلها اليوم لاأستطيع الإنتظار للغد....

 

 

 

رد عليه الحكيم قائلا: لا أنصحك بهذا ساب.... إستمع لحديث دوغلاس ودع الأمر للغد.....

 

 

 

فقال ساب: سأرى هذا.... ثم سأل دوغلاس.... هل ستظل هنا أم ستذهب لمكان ما.....

 

 

أجابه دوغلاس بثبات: سنكون بالحديقه الخلفيه للقصر.... فنحن لم نتناول فطورنا بعد.... وكذلك مستشارى الملك سينضموا لنا.....

 

 

 

فأومأ له ساب.... وقال له وهو يخرج من معمل الحكيم: إذا فلتجعل عيناك على جوليا.... فهى تجلس هناك وحدها..... إلى حين عودتى..... وخرج مغلقا الباب خلفه.....

 

 

 

كانت عينى دوغلاس مثبته على الباب الذى خرج منه ساب..... إلا أن حديث وليم أخرجه من شروده..... وليم بتفكير: كلما رأيت هذا الصبى.... أشعر أننى إلتقيت به بوقت سابق قبل قدومه للعمل بهذا القصر.....

 

 

 

لعن دوغلاس تحت أنفاسه..... فهو يعلم أن وليم قد رأى سابين وهى صغيره..... وخاصه فى بدايه تعارفهم وأنها كانت منطويه..... ولا تأكل أو تشرب كما لم تكن تستيطع النوم....... فطلب من وليم المساعده وقتها.... والذى قدم لها بعض الأدويه التى تساعدها على النوم براحه.... بدون رؤيه كوابيس تخيفها..... ولكنه لم يكن يظن أنه مازال يتذكرها إلى الأن..... 

 

 

لهذا قرر التغير من الحديث.... وسأله عما يقوم به وبالفعل بدأ وليم بإخباره عما يقوم بإختراعه.....

 

 

 

 

 

كان ساب يعرف وجهته التاليه.... بعد سيره لبعض الوقت وصل أخيرا لوجهته..... وطلب من الحارس ملاقاه الملك لأمر هام..... وخلال هذا كان الملك يقوم بمراجعه بعض الأعمال الورقيه بتركيز كبير..... وحينما طلب الحارس الدلوف....  سمح له ومظهره لم يتغير عما كان صباح اليوم..... فمازالت ملامحه تعبر عن غضبه وضيقه.....

 

 

 

 

إبتلع الحارس ما بجوفه وقال ببعض الخوف: الحداد ساب يريد التحدث معك بأمر هام مولاى.....

 

 

 

حين ألتقت أذنه إسم ساب نظر للحارس بحده..... وكأنما سبه أو قام بشئ مخل..... مما جعل الحارس يصاب بالتوتر..... ويديه بدأت بالتعرق والإرتعاش....

ولم يتحدث منتظر ما سيقوله الملك.....

 

 

 

وبالفعل أشار له الملك بالرفض..... وعاد بتركيزه للأوراق التى أمامه....كاد الحارس أن يخرج.... ولكن دخول ساب المفاجئ...جعل الملك يرفع عيناه مره أخرى..... حين وجد ساب يدلف لغرفه مكتبه قبل حتى خروج الحارس..... كاد يتحدث ليعنفه ويخرج غضبه عليه....

 

 

 

 

إلا أن ساب أسرع قائلا: كنت أعلم برفضك المسبق لمقابلتى..... ولكنه أمر هام يخص حارس إستيباليا.... كان الحارس ينتظر أوامر الملك.... هل سيأخذ ساب ويخرج.... أم يخرج هو بمفرده......

 

 

 

 

فنظر له الملك وأشار له بالخروج.... وبالفعل أسرع الحارس بالخروج...... وعاد الملك ليركز بالأوراق التى أمامه...... وقال بجفاء لاحظه ساب: تكلم....

 

 

 

 

 

إبتلع ساب ما بجوفه..... متأكد أن غضب الملك  بسبب ما فعله هو أمس...... لهذا قرر التحدث لعله يحصل على المسامحه التى يريدها..... ولكنه يتمنى أن يهدأ صداعه الذى بدأ يشددت عليه أكثر... حتى يستطيع التركيز على ما سيقوله ولا يخطأ بشئ....

 

 

 

 

 

 

قال ساب بصوت حاول جعله ثابتا.... ولكنه خرج مهزوز من شده إرهاقه: بدايه أعتذر عن دخولى بهذه الطريقه.... كما أننى أرى أن لديك الكثير من الأعمال المتراكمه لهذا لن أطيل..... لقد أتيت لسببين أحدهما لأخبرك بأننى سأرحل اليوم للبحث عن أختك جايك.. أما الثانى فهو للأعتذار منك عما إقترفته أمس.... كما أننى لن أخرج من هنا..... إلا أن تخبرنى أنك قد سامحتنى.....

 

 

 

 

لم يتلقى ساب أى إجابه من الملك..... وكأنه كان يحدث نفسه.... ولكنه لاحظ إرتفاع إحدى حاجبى الملك.... وهذا دليل على أنه يستمع لحديثه... لهذا أكمل بصوت مرهق: أتعلم أننى لم أعتذر لأحد من قبل...... ولم أطلب المسامحه سوى من والدتى فقط..... كما لازالت نظراتك الأخيره التى وجهتها لى قبل رحيلى أمس تؤلم قلبى..... وكأننى قد خذلتك بما فعلت...... وأنا لم....

 

 

 

 

توقف ساب عن الحديث يحاول أخذ أنفاسه... ويمنع دموعه من الهبوط...... صمته جعل إستيفان يوليه إهتمامه أخيرا...... فوجده يحاول منع ذاته من ذرف الدموع..... كما لاحظ الإرهاق البادى على ملامحه.... كاد يسأله عن حالته هذه..... ويتناسى ما فعله أمس إلا أن كبريائه منعه من هذا.....وأرد أن يظل يستمع لحديث ساب كاملا..... والذى شعر أن حديثه قد أخمد نيران الغضب المشتعل داخله منذ أمس......وهو لا يعلم كيف حدث هذا..... ولكن تركه يكمل....

 

 

 

 

 

ساب بصوت خافت: أنا لم أقصد ما قلته مساء أمس..... ورفع عيناه للملك فوجده ينظر له.... نظره شعر أنها إخترقت روحه...... فشعر بقلبه يرتجف..... لهذا رمش بعيناه.... ولكنه لم يبعد عيناه عن مرمى عينى الملك..... وأكمل.... وأنت تعلم هذا جيدا أنك من قمت بإستفزازى متعمدا أمام الجميع..... ولكن هذا لا يعنى أننى لم أخطأ...... لهذا أقسمت أننى سأحاول مراعات حديثى بوجودك منذ الأن.... ثم نظر له بترجى....... هل ستسامحنى الأن.... ومع إنتهائه نزلت دمعه من عيناه..... والتى كان يحاول حبسها..... ولكن لم يستطع منعه هذه المره من السقوط....

 

 

 

 

 

قام إستيفان من مقعده..... وسار إلى أن أصبح أمام ساب.... الذى لم يبعد عيناه عنه إلى أن توقف أمامه وهو ينخفض بجسده قليلا..... ليكون وجهه مقابل وجهه ساب.... قائلا ببحته المميزه.... وعيناه تلمع بقوه فجعلت قلب ساب يتوقف من تلك النظرة:وهل مسامحتى لك مهمه للدرجه التى تخالف بها الأوامر وتدلف غرفتى بدون إذنى.... وتخبرنى بعدم خروجك منها بدون أخذ مسامحتى.....

 

 

 

 

أومأ له ساب بدون حديث.... وهو بنظر له بترجى أرضى غروره كثيرا....فلم يستطع إخفاء إبتسامته من الظهور ...فسأله مره أخرى بصوت رقيق به بحه قاتله : ولما البكاء الأن؟!....

 

 

 

وقام بمد يده وأزال دموع ساب بهدوء....مما جعل ساب يتوتر بشده..... ويشعر بشراره ضربت جميع أجزاء جسده.... من ملامسه يد الملك لوجهه....مما جعل ضربات قلبك تزدات وسمعها جيدا بأذنه..... وإشتعال وجهه باللون الأحمر .... كما أنه حاول الإبتعاد عنه.... ولكن جسده لا يستجيب لأوامر عقله.... الذى ينذره بأن ما يحدث الأن ما هو إلا

خطأ كبير.....

 

 

 

لم يقتصر الأمر على ساب وحده.... بل كان إستيفان  مبهورا هو الأخر من ملمس وجه ساب... الناعم والرقيق...... كما أنه يرى عروقه المائله للأزرق والأخضر من خلال جلده بسهوله بسبب تقاربهم الشديد  رغم إحمراره..... مما جعله لوحه فنيه لا تمل من النظر إليها....

 

 

 

فظل يمرر يده عليه بنعومه خوفا من جرحه..... كما كانت عينى ساب اللامعه بالدموع تجذبه بشده.....

وليست هذه المره الأوله التى يشعر بها هكذا تجاه عيناه.....والتى  تجعل قلبه ينبض بقوة على غير العاده.....

 

 

 

 

كانت هناك شراره قويه نشأت بمحيط الغرفه.... وكأن العالم توقف من حولهم..... لا ساب يتحرك ليبتعد عن مرمى يدى الملك ونظراته..... ولا الملك يستفيق من إنبهاره بما يراه ويشعر به....

 

 

 

 

وحين شعر ساب بأن الأمر يضغط علي أعصابه بقوة.... وهذا فوق إحتماله...... فعل كما فعل باليوم الذى إشتد عليه الألم...... وترك سابين لتأتى وقتها بثأره من الملك يوم قام بكسر قدمه.....لهذا ترك لها زمام الأمور هذه المره كذلك....

 

 

 

 

 

وحين ترك سابين وحدها وإختفى.... أكد هذا لها أن ساب ما هو إلا خيالا.... إخترعته هى لتحتمى به من نفسها قبل الجميع.... ولكن هذا ليس الوقت المناسب لتعنف ذاتها.... بل وقت التفكير  للخروج من هذا المأزق... فقررت فتح فمها لتتحدث.... وعيناها مازالت أسيرة عينى الملك.... الذى يشعرها بالإرتباك لأول مره بحياتها...فتحركت عينى الملك لشفتيه تلقائيا حين تحركت.....مما جعل توتر سابين يشتد.... وصداع رأسها يصبح أقوى مما جعلها تجعد ما بين حاجبيها.... وتعض على شفتها بدون قصد منها.... لتخفف من حده ألم رأسها....

 

 

 

 

ولكن الملك لم يلاحظ سوى عضها لشفتيها.... التى ينظر لها الأن بعينى تحولت من الرمادى المائل للأخضر اللامع.... إلى السواد الحالك برغبه فى تذوقها.....

 

 

 

 

فتحركت يده بعفويه..... إلى أن وصلت إلى شفتى سابين المنفرجه ليشعر بملمسها....ف شعر بالنيران تشتعل داخله من مجرد لمسه ل شفتيها....كما خرجت شهقه لا إراديه من سابين حين لامس شفتيها......

 

 

 

فعادت نظرات الملك لعينى سابين مره أخرى.... وحين تبادل النظرات..... تذكر أنه رأى نظرات مشابه لهذه النظرات..... يوم قام بكسر قدمه.... حاول إستيفان أن يبتعد.... ولكن كان هناك شئ بعينى سابين يجبره على البقاء..... يجبره على تحريك إصبعه ببطء قاتل على شفتيها السفلى.... وكأنه يحتويها بعدما قامت هى بتعنيفها....

 

 

 

 

كانت سابين تشعر بالتعب والإرهاق الشديد.... كما كان صداع رأسها قد إشتد.... والملك لا يرأف بحالتها هذه....كما أن إرتفعت حراره الغرفه لا يساعد بشئ.... ومع إقتراب الملك من شفتيها.....فأصبح كلاهما يتنفس هواء الأخر..... تسرع تنفس سابين وأصبحت الرؤيه مشوشه لديها...... ثم لم تعد تشعر بشئ.... وسقطت بعالمها المظلم.... ولم تعد ترى شئ....

 

 

يتبع