الفصل الأربعون - مملكة الذئاب Black
الفصل الاربعون
ذهب سام إلى منزل ساب بحجه رؤيتهم والإطمئنان
علي أحوالهم..... والسؤال عن ساب وهل أتت أخبار عنه أم مازالوا لا يعلمون عنه شئ؟!....
لأن الجميع وهو منهم حاول الوصول إليه أكثر من مرة.... ولكن لم يفلح بهذا..... حتى
أنه لم يصل إليهم خبرا واحدا عنه...... لهذا قرر إصلاح الأمر مع أليس وسيلا قبل قدوم
ساب..... ويقنعهم أنه من سيخبر ساب بالأمر حين يعود من القصر.....
وصل سام لمنزل ساب وقام بطرق بابه منتظر
أن يفتحه أحد من أهله.... وبالفعل فتحت له فكتوريا التى إبتسمت حين رأته.... وقالت
بود وهى تفسح له الطريق: أهلا سام كيف حالك؟!.... تفصل بالدخول لا تقف هكذا هياا....
وبالفعل دخل سام وجلس على أول مقعدا قابله...... وجلست فكتوريا أمامه....
فقال سام بإبتسامه هادئه: كيف حالك سيدتى؟!...
أتمنى أن تكونى بخير؟!.... تنهدت فكتوريا وقالت بإرهاق بدى ظاهرا على صفحات وجهها إلا
أن إبتسامتها لم تختفى: بخير يا صغيرى.... وأنت كيف هو حالك؟!....
أجابها سام بهدوء: بخير مادمتم بخير....
أنا أردت الأطمئنان عليكم لأرى إن إحتجتم لشئ ما فأجلبه
لكم..... إبتسمت فكتوريا بإتساع قائله:
شكرا للطفك الزائد سام..... ولكن أنت تعلم أن الفتيات لا يتركن شئ إلا وفعلوه.... شكرا
لسؤالك.....
أومأ لها سام وتنحنح سألا إياها: هل وصلتكم
أخبار عن ساب ام مازلتم لا تعلمون عنه شئ؟!.... نفت فكتوريا براسها قائله براحه: بلى
لقد أتى ساب هنا ولقد كان بخير.... شعر سام بأن الدماء قد سحب من جسده..... إلا أنه
ظل يقنع ذاته أنه لو علم ساب بما بينه وبين شقيقته..... لكان ذهب إليه ليحاسبه على
ما فعله.... ولهذا حاول التماسك حتى لا تلاحظه السيدة فكتوريا.... فحاول رسم إبتسامه
على وجهه فرحا لما سمعه.... وهو يقول بصوت خرج مهزوزا بعض الشئ: حقا هل أتى أمس؟!....
أومأت له فكتوريا وكادت تكمل حديثها....
إلا أن سيلا سبقتها وهى تهبط من الأعلى قائله: أجل سام لقد أتى..... كما أرى أنك أكثر
من أرد رؤيته لتطمئن هل أتى بعد إم لم يأتى أليس كذلك؟!..... أدرك سام ما ترمى إليه
سيلا..... إلا أنه قال حتى لا يلفت نظر السيدة فكتوريا الجالسه أمامه: بالطبع فهو صديقى
وأريد الإطمئنان عليه.....
نظرت له سيلا بسخريه من خلف والدتها قائله:
أجل أعلم هذا.... وإقتربت إلى أن أصبحت تقف بجوار والدتها..... التى قالت بموده: بما
أن سيلا قد أتت لأذهب أنا لأحضر لك شئ تشربه..... قال لها سام بإبتسامه مجامله: لا
داعى لهذا سيدة فكتوريا....فأنا سأرحل الأن....
أجابته فكتوريا وهو تتجه لمطبخها قائله:
لا يصح هذا أنت لن ترحل قبل أن تشرب شئ ما..... ثم إختفت داخل مطبخها....وحين تأكد
سام من ذهاب السيدة فكتوريا.... أعاد أنظاره ل سيلا التى جلست مكان والدتها... وتنظر
له بكره وإشمئزاز قائله : لما أتيت سام؟!.... هل أتيت لتعلم هل أخبرنا ساب بخيانتك
له أم لا؟!......
تنهد سام قائلا بتوتر: أنا لم أخنه سيلا....
أنا فقد أحببت جوليا... ولا أظن أن هذا شئ خاطئ... أجابته سيلا بسخريه: إن كان ما تقوله
صحيح.... إذا لماذا أتيت إلى هنا؟!.... أجابها سام بهدوء حاول تلبسه: لأطمئن على أحوالكم
بغياب ساب.....
فوقفت سيلا من مقعدها قائله بعجرفه: وها
أنت قد أطمئننت على أحوالنا....والأن تستطيع الذهاب.... وقف سام بحرج وقال بتوتر: حسنا
أعلم أننى أخطأت..... ولكن هل علم ساب بما بيننا أنا وجوليا؟!....
نظرت له جوليا بحقد قائله وهى تفتح باب
منزلهم: للأسف لم أفعل.... ليس من أجلك وإنما من أجل جوليا فقط.... والأن تستطيع الذهاب.....خرج
سام من المنزل وقد إطمئن قلبه قليل..... إلا أنه إلتفت حين نادته سيلا قائله: سيد سام
أتمنى ألا أراك بمنزلنا مرة أخرى... وداعا......
ثم أغلقت الباب بوجهه بقوه.... وهى تتنفس
بغضب ثم عادت وجلست على إحدى المقاعد بقوة... وهى تتمت بسباب خافت.... ولكنها توقفت
حين خرجت أمها من المطبخ.... وهى تحمل المشروب ل سام الذى لم تجده..... فسألت سيلا
قائله: أين ذهب سام صغيرتى....
أجابتها سيلا بإبتسامه زمجه: طلبت منه البقاء
قليل حتى تنتهى من صنع المشروب له..... إلا أنه أخبرنى أن ورائه الكثير من الأعمال
يجب إنجازها ورحل.... ثم نظرت للمشروب الذى تحمله والدتها.... وقالت: أعطنى هذا المشروب
أمى ف أنا من تستحقه.... ثم أكملت بخفوت... وليس هذا الخائن الوضيع....
❈-❈-❈
أدبر النهار وأتى الليل بظلامه مكتسح السماء
بأكمالها..... حين كان ساب يجلس أمام ميلسيا بغرفتها وعلى فراشها أمامها كما أمرت هى....
ميلسيا بهدوء ورقه: أنا لم أكن أريد التحدث
عن هذا الأمر من قبل.... لأننى ظننت أنه مجرد حلم سينتهى يوما ما..... إلا أن هذا لم
يحدث....كما لم يمضى يوم لم أرى به هذه الفتاة..... كذلك الأمر أصبح يختلف بمرور الوقت....
فقد أصبحت الفتاة تحدثنى بعد أن كنت أسمع صوت بكائها فقط.....
توقفت ميلسيا تبتلع ما بجوفها مكمله: لا
أستطيع وصف الأمر لك.... فهذا الألم الذى يملأ صدرى وقلبى حين أستمع لصوت بكائها المتألم
والمنكسر...يجعلنى أصاب بالعجز..... لا تعلم كم تمنيت نزع هذا الألم الذى شوه جمال
روحها..... التى شعرت بها قبل أن أرى وجهها.... أتعلم أن كل تلك المشاعر راودتنى قبل
أن أراها.... قبل أن أرى وجهها.... ختمت حديثها بخفوت وقد أغرقت عيناها بالدموع وهى
تنظر ل ساب بألم شديد...كانت أنظار ساب مسلطه عليها بهدوء كبير.... رغم الصخب الشديد
الذى يقام داخله... والذى مازال غير مصدقا لما يسمعه.... إلا أنه لم يبدى أى رد فعل
على حديثها.... فقط يستمع لها وكأنها تتحدث عن شخص لا يعرفه....
إلا أن ساب قال لها بهدوء: أكملى ما الذى
رأيته أو سمعتيه غير هذا؟!... قالت له ميلسيا بصوتا مهتز إلا أنها لم تبعد أنظارها
عنه: سأكمل ولكن أتعلم لما؟!.. لأنه حين نتبادل الأدوار أنا من سأطالبك بتفسير كل هذا
ساب..... إبتسم ساب إبتسامه ساخره ثم قال: لكى هذا أميرة ميلسيا....
لم تعلق ميلسيا على حديث ساب إلا أنها أكملت:
أتى يوم وأدركت الفتاة أننى أتالم لألمها.... فأخبرتنى ألا أفكر بها حتى لا أراها بمنامى
فيتألم قلبى... ووضعت يدها على قلبها وقد ذرفت عيناها الدموع الحبيسه داخلها.... وهى
تكمل لن أخدعك وأقول أننى لم أحاول بالبدايه... إلا أننى كلما أغمضت عينى تذكرت بكائها
وخوفها...لهذا لم أستطع تركها بمفردها مرة أخرى.... رغم أنها كانت تخبرنى بوجوب رحيلى
كل يوم...... إلا أن صوتها يخبرنى العكس... يخبرنى أنها تحتاج وجودى أنها تخشى الوحده
تخشى البكاء وحيدة.... صمتت ميلسيا تحاول أخذ أنفاسها المتلاحقه وقد إمتلاء وجهها بدموعها....
شعرت ميلسيا بداخلها يحترق على هذه الفتاة التى لم تراها سوى مرات قليله..... إلا أنها
شعرت أنها جزء منها فقالت بحده رغم رقتها الشديدة: واللعنه شعرت أن هذه الفتاة هى صغيرتى...
وضمت كلا يديها لصدرها تجاه قلبها... صغيرتى التى تركتها ورحلت جبرا..... فأتت هى لتعاتبنى
على تركها وحيده.....ثم إقتربت من ساب إلى أن أصبحت أمامه.... وهى تمسك يده بيدها المرتعشه
وهى تترجاه بصوتها المتألم: أين هى الفتاة ساب؟!.... أريد أن أرها...... أريد إحتضان
روحها الهشه.... أريد سماع صوتها لا صوت بكائها....أرجوك أخبرنى أين هى أرجوك....
كانت عينى ساب قد إمتلأت بالدموع هو الأخر
إلا أنه قال بصوت حاول جعله ثابتا: لماذا تريدين رؤيتها؟!... لما كل هذا الإلحاح على
رؤيت فتاة لا تعلمى عن شئ سوى أنك رئيتها فقط بالمنام؟!...
شردت ميلسيا بعينها بعيدا حتى ظن ساب أنها
لن تتحدث....إلا أنها قالت بخفوت وصوتا حزين منكسر: لأننى رأيت بها شقيقتى حين كنا
صغار.... فقد كانت تبكى كثيرا مثلها.... لكننى لم أستطع الإقتراب منها حتى لا تصب أمى
غضبها عليها مرة أخرى.... فرغم أن أمى كانت جيدة معى.... إلا أنها كانت تقسو بشده علي
إيزبيلا..... كما كانت تنعتها دائما بالقاتله بسبب موت شقيقها التؤم قبل خروجه للحياة....
وبعد إنجابها لى رحمها لم يعد يحتمل حملا مرة أخرى... لهذا كانت تنعتها بالقاتله لشئ
لا دخل لها به.... إلا أن إيزبيلا لم تكن ترد عليها... بل كانت تكتفى دائما بالنظرات
المنكسرة والباكيه.... وكلما ممرت بجوار غرفتها كنت أستمع لصوت بكائها المكتوم....
ورغم كل هذا لم تعاملنى معامله جافه.....
بل كانت تعاملنى بحب.... وعندما أصبحت أكبر كنت أتسأل لماذا لا تكرهنى بسبب ما تقدمه
لى وأمى ولا تقدمه لها.... كما تمنيت أن أقدم لها يد العون.... أن أخبرها أننى أحبها.....
أننى سأظل جوارها.... وسأكون بئر أسرارها.... كما سأستمع لكل أحديثها.... توقفت ميلسيا
عن الحديث.... ونظرت ل ساب وهى تقول بسخريه: إلا أننى لم أفعل أى من هذه الأشياء التى
تمنين أن أقدمها لها....لأن والدتى كانت تجبرنى على فعل ما تريد هى....وهو أن أظل مبتعدة
عن إيزبيلا... حتى لا يصيبنى الموت كما أصاب شقيقى الذى لم أراه يوما....ولكنى كنت
أريد قربها... وأمى لم تسألنى عما أريد.... كما أننى لم أخبرها.... بل إحتفظت بالأمر
لذاتى حتى رحلت إيزبيلا وظللت أنا أتمنى قربها....
توقفت ميلسيا لتنفست بقوة ثم قالت بثبات:
لهذا أقسمت أننى لو قابلت فتاة تشبه إيزبيلا.... لن أتركها بل سأقدم لها كل ما تمنيت
أن أقدمه ل شقيقتى.... لعل شعورى بالذنب نحوى إيزبيلا ينتهى يوما ما....
كان ساب ينظر لها بتشتت وتيه.... وكل ما
كان يدور بعقله هو شئ واحد قاله لذاته وهو بغرفه الملك.... وهو.... أن سؤاله للملك
عن طفولته لم يكن فضولا لمعرفه ما حدث...... بل لأنه تمنى لو أن أحدهم قام بسؤاله هكذا
سؤال..... يقسم داخله أنه كان ليخبره بكل ما حدث...... يقسم أن يخبره وهو يصرخ ويبكى
ألما... وحرقتا... وإنكسار ما لقاه بصغره من عذابا وخوف.... يقسم أن يبكى ك طفل مات
كل أحبائه وماتت معهم طفولته.... فبكى على ما ذهب ولن يعد..... يبكى لما أصبح عليه....يبكى
لروحا ماتت وتركت جسدا لا يحمل داخله سوى بقايا..... بقايا طفلا مات دون أن يشعر به
أحد.....
وكأن الله قد أجاب دعائه لهذا هو شعر بالتشتت
أيخبرها حقيقته.... أيخبرها ماضيه الذى إمتنع والديه عن سؤاله عنه.... ودوغلاس الذى
تهرب منه.... حتى هو نفسه أصبح ساب وتخلى عن سابين لأنها تذكره به.... تذكره بماضى
جعل منها مسخا... يقتل حتى أصبحت روحه ملطخه بالدماء وليست يده فقط....
إلا أنه نظر ل ميلسيا ببرود سقيعى وأجابها
بثبات: أعتذر منكى سيدة ميلسيا ولكن ما تبحثين عنه ليس عندى... نظرت له ميلسيا مضيقه
ما بين حاجبيها قائله بتسأل: ما الذى تعنيه؟!... أجابها ساب بذات البرود: ما أقوله
لك أن الفتاة التى تبحثين عنها
ماتت منذ زمن بعيد....لهذا لا تستطيع تقديم
المساعده لها....
نظرت له ميلسيا بصدمه وقد أغرقت عينها بالدموع
مرة أخرى.... وقف ساب تاركا فراشها ليرحل من غرفتها حتى يختلى بنفسه.... إلا أنها تمسكت
بيده قائله بثقة وهى تقف بمحاذاته: إذا لما أراها كلما نظرت لوجهك..... أراها كلما
أمعنت النظر لعيناك التى تبرع بإخفاء إنكسارها.... كما أرى هشاشة روحك التى تشبه هشاشه
روحها.... والأهم حتى لا تطل بكذبك أننى قد إستمعت لكل كلمه قلتها حين ساعدتنى لأستيقظ
من سباتى.... ثم أشارت لأذنيها وهى تقول بخفوت.... كان صوتها من يحدثنى أنذاك.... أتتذكر
ما قلته ساب أم أخبرك أنا بما قلته إذا نسيته.... ثم إقتربت منه تنظر لعيناه بحنان
وقالت بصوتها الخافت..."أعلم أنكى تشعرى بى الآن وبقوة...ولهذا أريدك أن تعلمى
جيدا ... أننى لو كنت أملك شخص واحد يريدنى... شخص واحد فقط..... كما أنا بكل مساؤى
وإنكسارى وأحزانى وألامى... مثل ما تملكى أنتى ... لما أصبحت بذلك القبح الذى أنا عليه
الأن...لهذا أنصحى أن تتمسكى بهم بكل ما أوتيتى من قوة...حتى لا تجدى نفسك بذات المكان
الذى أنا به الأن..."توقفت ميلسيا وهى تحاول أخذ أنفاسها وتمنع نفسها من خروج
شهقاتها....ثم أكملت وهى تلاحظ ظهور ملامح ساب الحقيقه.... وليس ذلك البرود الذى يخفى
خلفه حقيقته.... أخبرتكى يا صغيرتى أننى أريد مداوات ألمك وإنكسارك... أردت إحتضان
روحك لأشعرها بالأمان... لهذا إقتربت منها ميلسيا محتضنه إيها...قائله بحنان: الأن
أنتى موجوده صغيرتى أشعر بروحك جيدا.... لهذا أنتى لستى ميته صغيرتى..... وإذا كنتى
ميته بنظر نفسك ف أنت حيه بين ثنايا قلبى.... لهذا فلتبكى صغيرتى حتى أستطيع سماع صوتك
الملائكى بعد اليوم..... إبكى حتى ترقد أحزان بسلام..... فلتبكى إبنتى....
كان قلب سابين يتصدع مع كل كلمه تخرج من
فم ميلسيا.... وتهدم معها حصونها حين ضمتها لقلبها.... وأدركت أن اليوم هو اليوم الذى
ستبكى فيه من أجل سابين.... من أجل نفسها للمرة الأوله بعد مرور تسعه أعوام على فقدانها
لهذا....بادلتها سابين حضنها وهى تتشبس بها..... وأصبح جسدها يهتز بعنف شديد وتبكى
بحرقه........ وهى تدفن وجهها بصدر ميلسيا...
وهى تفقد السيطرة على جسدها.... مما جعل
كلاهما يسقطون أرضا..... وميلسيا مازالت محتصنها بشدة خائفه من حدوث شئ ما لها... إلا
أنها ظلت تربت على خصلات شعرها وجسدها بحنان أمومى محبب....ظلوا هكذا لما لا يقل عن
نصف الساعه...
إلى أن هدأت أنفاس سابين.... وتسقط بنوما
عميق وهى تحضن ميلسيا. ولأول مرة بحياتها تنام محتضنه أحدهم....
قد لا يأتيك الشعور بالأمان ببدايه طريق
معاناتك ويأتيك بنهايته.... ليس لأنك لم تصل للحد الأدنى
من هذه المعاناه.... بل لأنك كنت تستطيع
المواجهه وحدك حينها.... وإذا قدم لك أحدهم يد العون وقتها لكنت رفضتها بكل ما تحمله
من كبرياء...... لهذا قد يدخرها لك الله بنهايه تلك المعاناه..... ليس ليعذب قلبك ويؤلم
روحك.... بل لتستطيع تقبل ذلك الشعور عندما يأتيك يدق أبواب روحك وقلبك.... وعند كل
طرقه يسقط معها حصن من حصون ضعفك وألمك وإنكسارك..... إلى أن يتلاشى ذلك القبح المنتشر
بين طيات قلبك....
❈-❈-❈
كان ديفيد لايزال جالس مع الملك بمكتبه
غارقين بالأعمال المتراكم عليهم.... خاصه بعد إنضمام مملكه إستيباليا لهم فكثرة المسؤليات....
خلال هذا إنضم لهم كلا من ألفين وماكس.... الذان شعر بالتعجب لوجود ديفيد مع الملك
بمكان واحد..... وليس هذا فقط بل ويعملون معا.....إلا أنهم لم يعقلوا على الأمر وأكملوا
عملهم بهدوء....
إلى أن أقترح ديفيد قائلا بتفكير: لقد مللت
من كثرة الأعمال التى لن تنتهى اليوم..... ما رأيكم أن نذهب لتلك الحانه التى ذهبنا
إليها منذ عدة أشهر.... من منكم معى؟!... نظر أربعتهم لبعض....فكان ألفين أول المتحديثين
فقال: أنا موافق ف أنا لم أتناول شرابا سئ المذاق منذ ذلك اليوم وأريد تكريره......
فقال ديفيد بإبتسامه: حسنا ألفين معى...وأنت
ماكس هل ستأتى أم لا؟!!.... فأجابه ماكس متنهدا: ومنذ متى وأنا أترككم تذهبون لهذه
الأماكن وحدكم..... بالطبع سأكون معكم.... ثم نظر ماكس إلى إستيفان وقال: ماذا عنك
أيها الذئب الصبور.... هل ستأتى أم ستظل مع أعمالك هذه؟!....
نظر له إستيفان وقال بسخريه: ذئبك أصبح
أقل صبرا مما كان عليه...... كما أننى أريد بعض الراحه لهذا لما لا نذهب.... قال ديفيد
بحماس: حسنا بما أننا جميعا موافقون.... ف هيا بنا لنسرع فالمرح لا ينتظر.... وبالفعل
وقف الجميع وخرجوا من مكتب الملك....... وإتجه كل واحد منهم لغرفته لتبديل ملابسه........
ثم تجمعوا أمام بوابه القصر متجهين لتلك الحانه النائيه....
خلال ذلك كان كلا من دوغلاس وجوليا وكيت
ووليم وليو يجلسون بحديقه القصر الخلفيه..... وقد تأخر الوقت وأصبح أغلبهم وإن لم يكن
جميعهم يرغبون بالذهاب للنوم..... فقال دوغلاس بتنهيده مرهقه: أظن أن ساب لن يأتى الأن......
كما أننا لا نعرف أين هو؟!.. لهذا أظن أنه من الأفضل أن يذهب كلا منا لغرفته ليستريح
لبعض الوقت وغدا لنا حديث.....
أيد وليم حديثه قائلا: أنا أيضا أظن ذلك....
هيا فليذهب كلا منهم لغرفته.....وبالفعل قام كلا من
كيت وليو الذى يريد النوم بشده.... بسبب
طريق العوده الذى أتاه اليوم.... وهو لم يستريح إلى الأن...
وكيت التى أتعبتها كل هذه الأحداث التى
شاهدتها على مدار اليوم.... لهذا لم تكن تريد سوى الراحه... والراحه فقط...
لاحظ دوغلاس توتر جوليا..... فإقترب منها
سائلا بهدوء: ماذا هناك صغيرتى؟!... هل تحتاجين شئ ما؟!... نفت جوليا برأسها.... إلا
أنها قالت بتوتر أشعر بالقلق على ساب هل هو بخير؟!...أومأ لها دوغلاس وقال بمحبه: أجل
لا تخافى فمن المؤكد أنه يجلس بأحد زوايا القصر لهذا لا تقلقى عليه....
فأومأت له جوليا.... وكاد يتحرك مرة أخرى..
إلا أنه شعر أن جوليا مازالت تريد سؤاله عن شئ اخر.... فقال بإبتسامه صبور: ماذا هناك
بعد يا صغيرة؟!...
فشعرت جوليا بالخجل لكثرة أسالتها إلا أنها
قالت بهدوء: إذا لم يأتى ساب ليأخذنى.... أين سأنام فأنا لا أعلم إلى أين أذهب؟!..
فإبتسم دوغلاس لبرأة هذه الفتاة..... وقادها
لغرفه ساب وهو يقول بحنان: هذه غرفه ساب تستطيعى البقاء بها..... ولا أظن أنك تمانعين
نومك معه بذات الغرفه أليس كذلك؟!... أومأت له جوليا مبتسمه ثم حيته وفتحت باب غرفه
أخيها..... ودخلت تبحث بعينها لعلها تجد ساب... إلا أنها وجدت الغرفه فارغه كما أن
المرأة مهشمه وملتصق بها بعض الدماء.... وهناك كانت الشظايه منتشرة حولها على الأرض..
فأدركت أنها دماء أخيها مما جعلها تشعر بالخوف عليه..... وخاصه حين لاحظت وجود بقعه
دماء جافه جوار فراشه.... وقطعه قماش مليئه بالدماء.... كما أن هناك بعض قطرات الدماء
المنتشرة على الفراش....
وضعت جوليا يدها على فمها بسبب شعورها بالغثيان
فهى لا تحب مشاهدة الدماء.... فمابالك إذا كانت دماء شقيقها.... كما أن رائحه الغرفه
تمتلأ بدماء تغلغلت بأنفها...... مما جعلها تسرع تجاه الحمام الملحق بالغرفه.... حتى
لا تفرغ ما بجوفها على الأرض.... دخلت الحمام وحاولت التماسك...... وقامت بغسل وجهها
أكثر من مره ثم تنفست بقوة.... وهى تحدث نفسها قائله بصوتا مرتفع لتبث الأمان لقلبها:
هو بخير جوليا.... كما أنه يجب أن أرتب غرفته... حتى إذا عاد يجدها نظيفه.... لهذا
تشجعى جوليا ثم تنفست بعمق.... ونظرت حولها إلى أن وجدت ما تحتاجه أخذته وخرجت إلى
الغرفه.... وبدأت رحلتها فى تنظيفها وبعد مرور بعض الوقت.... إنتهت جوليا من تنظيف
الغرفه وترتيبها..... ثم توجهت لملابس ساب وأخذت بعضها منها وعادت مره أخرى للحمام....
ثم تحممت لتزيل الأرهاق عن جسدها... وتوجهت للفراش وباللحظه التى وضعت جسدها عليه.....
ذهبت بسباتا عميق من شدة إرهاقها الجسدى والنفسى....
وصل الأصدقاء الأربعه لوجهتهم... وكانت
الحانه شبه ممتلأ.... إلا أنهم وجدوا مكان يجلسون به.... وبعد أن إستقر كل واحد منهم
بمقعد..... طلب ديفيد الخمر وجلسوا يتسامرون لبعض الوقت... إلا أن ماكس كان أقلهم حديثا....
وكان ديفيد يتجادل مع ألفين... بسبب المواجهه التى كانت بينه وبين ساب قائلا: أقسم
أنك كنت تتعامل بحرص معه...... لأنك لم تستطع التنبأ بخطواته.... ثم أكمل ليستفز ألفين
بحديثه.... حتى أننى شعرت أنك تتبارز مع شخص بقوة إستيفان وليس فتى يصل طوله لكتفك...
كان إستيفان يتابع حديثهم بإبتسامه هادئه...
إلا أنه لاحظ شرود ماكس ولكنه لم يعلق منتظر أن يبدأ
هو بالحديث.... ف ماكس لا يخبأ شئ داخل
جوفه لمده طويله..... أعاده من شروده صوت ألفين الذى رفع إحدى حاجبيه قائلا بسخريه:
إن كان ما تقوله صحيح.... لماذا خسرت أمامه إذا؟!....
أنهى حديثه بإبتسامه هازئه....مما جعل نظرات
ديفيد تحدت.... وكاد يجيبه إلا أن ماكس سبقه.. قائلا بدون مقدمات وصوته حزين متألم:
ذهبت كيت لإحد الحكماء مره أخرى دون إخبارى بذهابها.... ثم رفع نظره إلى أصدقائه....
وقد لمعت عيناه بالدموع وهو يكمل.... لم أعد أعلم ما الواجب على فعله بهذا الأمر إنها
لا تستمع لى.... أخبرتها مرارا أننى لا أريد سواها ف أنا أرها طفلتى وزوجتى....ولا
أريد غيرها بحياتى إلا أنها مازالت مصمصه على تنفيذ ما تفكر به... حتى وإن كان بدون
علمى..... هل ياترى أخطأت حين منعتها من الذهاب للحكماء؟!...
ونظر لأصدقائه منتظر من أحدهم أن يجيبه...
فرد عليه ديفيد بهدوء حزين: لا لم تخطأ.. فأنت فعلت ما تراه جيدا من أجلها.... فنظر
له ماكس وقال بألم: إذا لماذا لا ترى هذا؟!... لماذا تفعل هذا بذاتها؟!... لقد أصبحت
أراها تزبل أمام عينى...كلما مر عليها الوقت وأنا لا أملك شئ ليخفف من حزنها.... لا
أعلم حقا ما الذى علي فعله لأرى إبتسامتها مرة أخرى....
فإقترح عليه ألفين قائلا: لماذا لا تجعل
الحكيم وليم يتحدث معها... فهى تحبه كما أنها من الممكن أن تلين له.... أجابه ماكس
قائلا بسخريه: لقد أرهق الحكيم من كثرة حديثه معها.... وإفهامها أن ما تمر به ليس أكثر
من عارض سيزوال مع مرور الوقت.... حتى أنه يعطيها أعشابا لتساعدها...... إلا أنه لم
يأتى بثماره بعد.... وهذا ما عجز الحكيم عن تفسيره... فالمشكله التى تواجهها ليست بالعويصه
التى تمنعها من الإنجاب.... وهذا النوع من الاعشاب التى يعطيها لها الحكيم من المفترض
أنها تشفى تلك العوارض... ومن ثم تستطيع الإنجاب بعدها..... إلا أنها تأخذه منذ مده
طويله ولم يحدث أى إختلاف يذكر....
كان إستيفان يستمع لهم من البدايه دون أن
يتدخل... إلا أنه قال بالنهايه يأذر ماكس: لا تقلق يا صديقى من المؤكد أن هناك حلا
ما.... إلا إننا لم نراه بعد... ولكن فالتتحمل قليلا.... أومأ له ماكس وملامح الحزن
مازالت مرتسمه على وجهه.....
فقرر ديفيد أن يخرجه من تلك الحاله قائلا
بإبتسامه هادئه: أظن أن هذه الليله ليله الإعترافات... لهذا فالأدلى بأقوالى أنا الأخر....
توقف ليتنفس بعمق ثم قال: من المؤكد أنكم تسألتم لماذا ذهبت إلى إستيفان لأعتذر منه
أليس كذلك؟!... فنظر له ثلاثتهم وبالفعل جذب أنظار الجميع له.... فهم يريدون أن يعلموا
السبب وراء هذا فقال:أنه ساب هو من جعلنى أقوم بهذا.... فنظر له الجميع بتعجب منتظرين
تفسيره....
كان ماكس أول من تحدث سألا: وكيف هذا؟!...
نظر له ديفيد بإبتسامته الجذابه قائلا: أممم تستطيع القول أنه قام بفعل ما حاولتم أنتم
أن تفعلوه على مدار أعوام.... ثم نظر ل إستيفان قائلا: لقد وضعنى موضعك لأرى ماذا سأفعل
إن كنت مكانك.... وحين فكرت وجدت أننى كنت لأفعل ما فعلته أنت.... وأكثر ما ألمنى....
حين شعرت أنه يفهمك أكثر مما أفهمك
أنا.... خاصه حين أخبرنى أنك تثق بى....
إلا أنك لا تقولها بلسانك بل تقوم بها من خلال أفعالك معى.... ولقد صدق.... لهذا أنا
أعتذر لعدم ثقتى بك كما تثق أنت بى.... وأنهى حديثه متنهدا براحه....
وقع الجميع بصمتا مطبق إلى أن قال ألفين
بإبتسامه خلابه: اللعنه.... هذا الفتى يجبرنى على حبه قسرا.... وافقه ماكس قائلا: بالفعل
فهو يملك تلك الطاقه الإيجابيه التى تلتصق بكل من يجاوره.... كان إستيفان يستمع دون
تعليق...ولم يصدر منه سوى إبتسامه هادئه تعبر عن إمتنانه لهذا الفتى.....
خلال هذا شرد ألفين للحظات وكأنه بفكر بأمر
ما.... ثم قال بإبتسامه عابثه: بما أن الجميع يفشى عن أسراره اليوم... فأظن أن على
إخباركم بهذا... لقد وقعت بحب جوليا شقيقه ساب....كان ماكس يحمل كوبا يشرب منه....
ولكن سقط منه حين إستمع لحديث ألفين.... والذى أكمل وكأن شئ لم يحدث: كما سأتزوج بها
قريبا.... هنا ديفيد قام بلفظ ما بجوفه من شراب.... بعد أن كان يضحك على ما فعله ماكس
ظنن منه أن ألفين كان يمزح.... ولكن واللعنه منذ متى وهو يمزح فى أمر الزواج ....ف
ألفين لم يتطرق لموضوع الزواج من قبل...إذا هو لا يكذب... لهذا نظر ل ألفين الذى ينظر
لهم بإبتسامته العابثه.... والتى لا تدل سوى على شئ واحد..... أنه يقول الحقيقه ليس
هذا فقط.... بل وسيقوم بتفيذ ما يريد مهما كانت النتيجه....
نظر ألفين إلى إستيفان قائلا: وأنت ألن
تظهر عليك الصدمه كما حدث مع هؤلاء...وأشار بيده ل ماكس وديفيد.... نفى إستيفان برأسه
ومازالت إبتسامته الهادئه مرتسمه على وجهه قائلا: لم أتفاجأ لأنه لم يخلق بعد من يفاجئنى....
ثم أكمل بود...... مبارك لك يا صديقى....
نظر لهم ديفيد وقال بإدراك: إذا لهذا ظل
عمى يخبرنا أن ساب لا يحب أن يقترب أحد من أخواته تحذيرك لكمن الإقتراب من شقيقته....
أومأ له ألفين وقال بهدوء: دائما ما كنت معجبا بعقل هذا الرجل... فهو يفهم ما تريد
قوله قبل أن تقوله... رد عليه ديفيد ساخرا: وأنا الذى ظننت حديثه موجه لى.... ولكنه
كان موجه لك أنت.... ألهذا كان ينظر إليك أليس كذلك؟!....
فسأله ماكس قائلا: أظن ما قاله العم دوغلاس
صحيح..... فأنا قد رأيت ساب كيف يتعامل معه أخواته سواء أكانت الأصغر أم الأكبر منهم....
لهذا لا أظنه سيوافق على الأمر بسهوله.... ثم نظر إلى إستيفان مكملا: أليس كذلك؟!....
نظر إستيفان ل ألفين قائلا بثبات: ما اعرفه
أنه شخص لا يتنازل بسهوله لأى كان... ولكنى أعلم أنك تستطيع إثبات ذاتك له.... أنك
الأحق بشقيقته...كما أنه لن يجد خير منك لها.... إبتسم له ألفين.... وكاد ماكس يتحدث
إلا أن ديفيد قد سبقه.... وهو يقول ونظراته معلقه بإستيفان: جميعنا قال مايخبئه إلا
أنت... هيا فالتخرج ما بجعبتك أنت الأخر...
نظر له إستيفان بحاجب مرفوع.... وكاد ينفى
ما يقوله ديفيد..... إلا أن ديفيد قد سبقه قائلا بصوتا مرتفع وهو يشير لوجهه: أقسم
بقبر أمى أن هناك ما تخفيه.... فأنت لا ترفع حاجبك الأيسر إلا عندما تريد إخفاء شئ
ما.... أليس كذلك؟!... ونظر لكلا من ألفين وماكس الذان أومأوا مؤيدين ما قاله.... فأكمل
ديفيد إذا ما الذى فعلته ولا تريد إخبارنا به... وصمت منتظر إجابه إستيفان....
فنظر إستيفان لهم وجد ثلاثتهم منتظرين إجابته
وليس ديفيد وحده.... فتنهد وهو يعلم ما سيحدث بعد ما سيخبرهم إياه.... لهذا نظر لكوبه
وهو يقول ببرود: لقد أخبرت ساب عما حدث لأمى بالماضى وكيف تم قتلها؟!... طال الصمت
من حوله.... فرفع عينه وجدهم ينظرون إليه وكأنه قد نمى له رأسان..
إلا أنه خرج من فم ألفين كلمه نابيه...
أما ديفيد فلعن بصوتا منخفض... أما ماكس قال بتشوش: أنت تكذب أليس كذلك؟!.... لم تتغير
ملامح وجه إستيفان بل ظلت كما هى تحمل برودا شديد.... فقال إستيفان ل ماكس:لا لم أكذب....ف
كل ما قلته صحيح.... كما لا أريد أن يسألنى أحدكم أى سؤال بخصوص هذا الأمر....
إلا أن ديفيد سأله وكأنه لم يستمع لأخر
جمله قالها إستيفان: عقلى لم يستوعب بعد ما قلته.... هل قلت حقا أنك أخبرته عما حدث
لك بالماضى؟!....والذى إمتنعنا نحن عن ذكره......حتى لا نغضبك أو نشعرك بالحزن....
لما فعلت هذا؟!...
نظر له إستيفان ببرود ولم يجبه... لهذا
تحدث ماكس قائلا: من المؤكد أنه كان سببا قويا يجعلك تفعل هذا إستيفان... أليس كذلك؟!....
هنا أجابه ألفين قائلا وهو ينظر ل إستيفان:إنه
من أجل الفتى الذى قتل أليس كذلك؟!... تنهد إستيفان لأنه يعلم أنه لن يهدأ لهم بال..
دون أن يعلموا السبب وراء ما قاله.... لهذا قال بهدوء: كان يريد أن يعلم السبب وراء
عدم إخبارى له ما كنت سأفعله.... لهذا كان حقه أن يعلم لماذا لم أقوم بإخباره....
رد عليه ديفيد قائلا بشرود:ما فعلته كان
أمر جيدا يا صديقى...ولا يقلل من شأنك بل أنا أراه يرفع من قدره... كما أظن أن هذا
أقل ما تستطيع تقديمه له فبالنهايه هو من أنقظ حياتك.... نظر له إستيفان بإبتسامه بسيطه....
كما ربت ماكس على كتفه يؤيده وهو يبتسم له.... إلا أن ألفين نظر له بمكر ليقوم بإستفزاز
ديفيد.... الذى نظر له بحده وقال: اللعنه عليك أيها الوضيع....
حديثه جعل الجميع يضحك على سرعه إنفعاله...
وضحك هو الأخر معهم حين أدرك ما فعله ألفين....
ثم أكملوا سهرتهم بين مزاح ديفيد وسخريه
ألفين وإبتسامه كلا من ماكس وإستيفان....
هكذا هى الصداقه.... تتنوع بين شجارا....
ومزاح وشكوى... ومواساه.... والأهم مسامحه تخلق عالم خالى من الإنكسار... والبعد....
والوحده....
يتبع