الفصل الواحد والأربعون - ممكلة الذئاب Black
الفصل الواحد والأربعون
أتى الصباح ومعه إنتشرت أشعت الشمس حتى إمتلأت غرفه ميلسيا بأشعتها الذهبيه.... مما جعل سابين النائمه أرضا بجوار ميلسيا التى تحضنها بشده تستيقظ من سباتها.... وهى ترمش بعينيها أكثر من مرة حتى توضح لها الرؤيه..... بعد لحظات نظرت حولها فوجدت نفسها نائمه على كتف الأميرة ميلسيا..... والأميرة متشبسه بها وتحضنها بقوة.....
رفعت سابين رأسها قليل لتنظر لوجه الأميرة فوجدتها نائمه بهدوء وسكينه.... فإرتفعت زوايه فمها بإبتسامه بسيطه.... وهى تقول بذاتها: لن أحب أحد كحبى لها فهى أمى والسيدة الأوله بحياتى..... لكن ما قمتى بتقديمه لى أمس.... لم تستطع هى تقديمه لى على مدار حياتى بأكملها.... حتى ظننت أننى سأظل أعطى من حولى ما حرمت منه ولم أحصل عليه يوما.... حتى أتيت أنتى وقدمتيه لى على حين غفله... فشكرا لك أميرتى الرقيقه...
تنفست سابين بهدوء وهى تنظر للأسفل نحو أيدى ميلسيا المتشبسه بها......فوضعت يدها عليها بهدوء حتى تبعدها عن خصرها ف تستطيع الوقوف.... ثم تحمل جسدها لفراشها..... فجسد الأميرة ميليسا شبه هزيل.... لهذا سيكون حملها أمرا سهلا.....كان تركيز سابين موجه على أيدى ميلسيا النائمه.... والتى كانت تحاول إبعادها عن خصرها...... وكادت تنجح إلا أن صوت ميلسيا الرقيق والهادئ أوقفها عن إكمال ما تفعل....
ميلسيا بهدوء وصوتا رقيق: هل تريدين الفرار قبل قول صباح الخير يا صغيرة؟!...إبتسمت سابين وهى ترفع وجهها وتنظر لها قائله بود: أعتذر لك لأننى جعلتك تنامين أرضا.... كما أننى لم أرد إزعاجك كنت سأضعك بفراشك ثم أرحل.....
لم ترد عليها ميلسيا بل كانت تنظر لوجهها بإبنبهار.... ثم قالت بصوتا خافت وكأنها تخشى أن يستمع لها أحدهم: كيف لم أعرف أنك فتاة منذ البدايه؟!...كيف لى ألا ألاحظ هذا الجمال من قبل؟!... كيف؟!... رمشت سابين بعينيها دهشه وتعجبنا مما سمعته.... فهى ولأول مرة تسمع مدح أحدهم لجمالها غير أمها.... والذى كان بالسابق حين كانت صغيرتها ذات العشر أعوام...... أما منذ أصبحت ساب لم يمتدح أحدهم جمالها.... لأن لا أحد يعلم حقيقتها... كما أن نظرات ميلسيا المنبهره جعلتها تشعر بالتوتر الشديد.....
لهذا جلست سابين سريعا وهى تجذب شعرها تجاه وجهها كما تفعلها حتى تخفى نصف وجهها.... وقد ظهر الإحمرار على وجهها وهى تقول مغيرة للموضوع: هيا لأساعدك على النهوض.... فمن المؤكد أن جسدك يؤلمك بسبب نومك أرضا..... هنا علت ضحكات ميلسيا وهى تضع يدها بيد سابين الممتده لها لتساعدها بالوقوف..... وقالت من بين ضحكاتها: لم أراكى تحمرين خجلا من قبل..... يا إلاهى وجهك يشبه الثمرة الناضجه التى يتهافت الجميع على تذوقها.....
حديث ميلسيا هذا لم يهدأ من خجل سابين... بل جعل إحمرار وجهها يذداد ومعه تعلو ضحكات ميلسيا الرنانه والمستمتعه بما تراه..... وحين شعرت أن سابين لن تستيطع الصمود أمامها...... حاولت تهدأت ضحكاتها ثم قالت بحنان: لم أكذب حين أخبرتك أنك جميله صغيرتى كما يجب أن تعلمى أنتى أيضا بمدى جمالك هذا.... نظرت لها سابين وقالت بإبتسامه هادئه: أظن أنك أنتى الجميلة لهذا كل ما تراه عيناكى تظنينه جميل مثلك.... ثم أكملت مغيرة للموضوع بعد أنا ساعدتها على الجلوس على فراشها: أظن أنه من الأفضل أن أعود لغرفتى قبل إستيقاظ الجميع...... ورؤيتهم لى وأنا أخرج من غرفتك بهذا الوقت..... كما أريد منك أن تتعاملى معى كما كنت تفعلينى.... حتى لا تلفتى أنظار الأخرين إلينا..... حسنا...
ربتت ميلسيا على وجنتها بحنان قائله: حسنا صغيرتى لكى ما تريدين.... ولكن فالتتنبهى على حالك وصحكتك جيدا.... لأننى سأراقبك بعينين ثاقبتين... ونظرت لها نظرة ثاقبه تخبرها بمدى جديتها.... فإبتسمت لها سابين وهى تؤمى لها برأسها..... ثم رتبت من مظهرها وخرجت من الغرفه....
وباللحظه التى خرجت بها من غرفه الأميرة ميلسيا... عاد ساب مرة أخرى للظهور.... وهو متوجه لغرفته حتى لا يلاحظ أحد غيابه..... ويسأله عن المكان الذى كان يتواجد به...... وصل ساب لغرفته ودلفها بهدوء مغلقا الباب خلفه وحين إلتفت وجد جوليا نائمه على فراشه..... فدار بعينه ينظر لغرفته وجدها مرتبه...... إذا قامت جوليا بتنظيفها تنهد وهو يقوم بنزع ملابسه...... ليقوم بتغيريها حتى يذهب ليرى هل إستيقظت والدته جايك أم لا.... ثم بعدها يذهب لإستكمال بعض أعماله ليصفى ذهنه لبعض الوقت... فعمله يريح عقله من التفكير الزائد.... لهذا يلجأ إليه ليهدأ من صراعه الداخلى مع نفسه....
قام ساب بفتح دولابه ليخرج ملابس له..... وظل يبحث عن قميصه المفضل إلا أنه لم يجده..... فبحث عنه بأرجاء الغرفه لعله قام بإرتدائه وخلعه دون أن يتذكر... إلا أن عيناه توقفت على جوليا... فإبتسم حين لاحظ ما ترتديه...
فقد قامت بإرتداء قميصه الذى يبحث عنه....فتعجب لهذا إلا أنه تذكر أنه ترك حقيبه ملابسها بالأسفل... دون أن يأتى بها إلى هنا..... لهذا إرتدت هى من ملابسه.....
فعاد وأخرج قميصا غيره وقام بإرتدائه.... وبعدما إنتهى إقترب من جوليا وقام بتقبيل رأسها... وذهب تجاه باب غرفته ليخرج....إلا أن إستوقفه صوت جوليا الناعس.... وقد إعتدلت جالسه وهى تدلك عيناها ليذهب أثر النوم عنها قائله بتسأل: إلى أين أنت ذاهب بهذا الصباح الباكر ساب؟!...
إلتفت لها ساب بإبتسامه هادئه وهو يقول: صباح الخير لك أيضا صغيرتى.... فخجلت منه جوليا وظهر هذا بوضوح من الإحمرار الطفيف الذى ظهر بوجنتها..... فتذكر ساب حديث الأميرة ميلسيا فتنحنح قائلا: سأذهب لرؤية السيدة مولى.... ومن بعدها سأذهب لأقوم ببعض الأعمال...
فسألته جوليا بإحباط: وماذا عنى؟!... ما الذى سأفعله هل سأظل حبيسة هذه الغرفه؟!... ختمت حديثها بعيونا تلمح بالدموع.... فأجابها ساب بإبتسامته قائلا: لا صغيرتى لن تظلى حبيسه بهذه الغرفه المظلمه.... فإن أردتى فلتتجهزى حتى أرى السيدة مولى.... ثم سأعود لأخذك..... إبتسمت جوليا له وقالت بود: حسنا سأتجهز إلى حين عودتك.....
أومأ لها ساب وخرج من غرفته بهدوء.... متجها لغرفه الحكيم الذى يعالج بها مرضاه....طرق الباب ودخل حين سمع الأذن بدخوله.... فوجد الحكيم يجلس أمام السيدة مولى الجالسه على فراشها.... ولكن أعينهم كانت موجهه للطارق والذى كان هو.... كما أدرك أنها إستيقظت منذ مده لا بأس بها.... خاصه حين لاحظ دموعها المنهمرة على وجنتها..... فإبتلع ساب ما بجوفه وإقترب منهم.... فقامت السيدة مولى بإبعاد وجهها عنه....إشارة منها أنها لا تريد التحدث معه أو إقترابه منها....
ولكن حين رأى الحكيم أن ساب هو الطارق.... قام عن مقعده وأشار ل ساب بعينه ليجلس عليه... إقترب ساب وجلس أمام السيدة التى تحاول كتم شهقاتها ولا تنظر لوجهه..... كاد ساب أن يتحدث.. إلا أن إنغلاق باب الغرفه لفت نظره..... فنظر خلفه فلم يجد الحكيم فأدرك أنه تركهم وحدهم حتى يستطيعوا التحدث بحريه....
فتنهد ساب وقال دون مقدمات بصوتا جعله ثابتا: لن أطلب منك مسامحتى لأننى لا أستطيع تقديمها لذاتى.....لهذا فلتظلى أنتى على كرهى ولأظل أنا على عهدى....لهذا من أجل جايك أطلب منك البقاء هنا.....إلى حين أقوم بالبحث عن شقيقته بأقرب فرصه......وإعادتها إليك كما طلب هو .... إلتفتت له السيدة مولى قائله بحده وعيناها تلمع كرها ل ساب:ومن أنت حتى تمنعنى من الرحيل.... فأنا سأرحل حين أستطيع الوقوف على قدمى..... ثم أرنى كيف ستستطيع منعى حينها.... فأنا
لن أمكث بذات المكان الذى يتواجد به قاتل طفلى.....
نظر لها ساب دون أن يعلق على شئ من حديثها وقال بصدق:أتمنى لكى الراحه والشفاء العاجل سيده مولى.... وقام من مكانه متجهه للباب ليخرج.... فسمعها وهى تقول بصوتا مرتفع مليئ بالكرة حتى يسمعها ساب جيدا: لا تظن أنك لن تذق من ذات الكأس الذى أذقتنى منه يافتى.... لهذا فالتضع ما أقوله بعقلك وأحفظه جيدا.... لأنه سيأتى اليوم الذى سأنظر لك وأنت تفقد أحب الناس إلى قلبك... كما فعلت لى.....
إبتسم ساب بسخريه رغم الألم والخوف الذى إنتشر بقلبه وهو يرد عليها قائلا بصوتا حزين مسموع: لا تقلقى فقد فقدت الكثير.... ومنذ زمن بعيدا أيضا..... ثم خرج مغلقا الباب خلفه بهدوء.... تاركا السيدة مولى تبكى ألما على فراق ولدها.....
عاد ساب لغرفته وطرق بابها.... فقامت جوليا بفتح الباب بسرعه وكأنها كانت تنتظره خلف الباب... مما جعل إبتسامه مرهقه تظهر على شفتيه رغم الألم الذى يعتصر قلبه بسبب حديث السيدة مولى.... أخبر ساب جوليا أن تسير معه وظل هو يتسأل بينه وبين نفسه: هل حقا سيحدث له ما حدث لها ويفقد أحد أحبته؟!.... فأغمض عيناه وعقله وقلبه لا يتقبل ذلك الأمر...... كما أن عقله ظل يقنعه أنه حاول حمايه جايك إلا أنه لم يستطع..... لهذا هو لا ذنب له....
ظل عقل ساب يفكر دون هواده..... إلا أن وصل لمكان عمله الذى خصصه لهم الملك لصنع السيوف.... فتوقف ونظر لجوليا قائلا: هذا مكان عملى هل تردين الدخول معى؟!... أم تفضلين البقاء بالحديقه الخلفيه للقصر.... نظرت له جوليا بتشتت ثم قالت: لا أعلم هل سيكون هناك أحد معك بالداخل؟!... وأشارت لمكان عمله.... فنظر له ساب وهو يجيبها: سأعمل وحدى لبعض الوقت.... ثم سيأتى أخرون بعد مده من الزمن.....
فقالت له جوليا بإبتسامه هادئه: إذا لأظل معك إلى أن يأتى الجميع وحينها أذهب للحديقه الخلفيه للقصر.... أومأ لها ساب ودلف للداخل ودلفت هى خلفه..... تنظر للمكان بإنبهار فقد كان كبيرا.... وبه الكثير من المواقد والأسلحه قام ساب بسحب مقعده ووضعه بعيدا عن الموقد وأمرها بالجلوس عليه...... ثم ذهب وأتى بكميه كبيرة من الحطب ووضعه بالموقد وقام بإشعاله...... ثم ترك النيران تشتعل وذهب لجلب قطع المعادن التى يحتاجها ثم إنتظر لبعض الوقت.... والذى ظل خلاله ينظف ما سيستخدمه حتى يصبح الموقد جاهزا..... كل هذا وكانت جوليا تنظر له بحماس دون أن تتحدث فهى تعلم أن ساب يكره الحديث خاصه وقت عمله.... لهذا فضلت الصمت حتى لا يقوم بطردها.....
بعد قليل وجد ساب الموقد جاهز لبدأ العمل... فقام بوضع المعدن داخل الموقد منتظرا ذوبانه داخل الإناء الكبير.... ومع مرور الوقت ذاب المعدن فأخذ ساب القوالب وقام بسكب المعدن بها وبدأ عمله..... ونسى وجود جوليا وما قالته له السيدة مولى.... وما حدث بينه وبين السيده ميلسيا.... فهو حين يقف أمام موقده ينسى الجميع.... حتى ذاته ينساها.... ويصبح تركيزه على ما بيده فقط.... لهذا يخرج أفضل ما لديه.....
بعد ما يقارب الساعتين بدأ الرجال تتدلف للداخل... وحين لاحظ ساب هذا ترك ما بيده.... وأشار ل جوليا أن تتبعه وحين خرجا قال لها والعرق يتصبب منه: أظنك قد مملتى من رؤيه ما أقوم به.... كما أن حرارة المكان لا تناسبك فقد تصابين بالمرض.... كان ساب يخبرها بهذا ويعلم أنه كاذب لأنه يغار عليها....ولا يريد أن يراها أحد من الحدادين ويحاول التودد لها.... حينها سيقوم بقتله.... لهذا هو عاقب أليس سابقا بالحبس فى المنزل دون خروج من أجل هذا...... إلا أنه يتشدد قليلا مع سيلا لأنه يعلم كيف تفكر... وكذلك الصغيرة لأنها مازالت طفله فلن ينظر لها أحد بإعجاب..... تنهد ساب ثم أكمل: لهذا أظن أنه من الأفضل أن تجلسى بالساحه الخلفيه للقصر.....
أومأت له جوليا وهى تعلم أن السبب وراء هذا هو غيراته إلا أنها جارته بالأمر وقالت: حسنا ولكن أين أجلس تحديدا حتى لا تبحث عنى حين تريدنى.... نظر ساب حوله ليبحث عن مكان لا يتواجد به الكثير من الرجال..... إلا أن عيناه توقفت على ماثيو الذى يجلس تحت ظل شجرة كبيرة وينظر للسماء بشرود..... فنظر ساب ل جوليا بعد تفكير دام للحظات.... وقال بهدوء وهو ينظر لعينى جوليا: هناك رجلا خلفك يجلس تحت ظل أحد الأشجار ينظر للسماء بشرود.....
فإلتفتت جوليا تبحث بعينها عما يتحدث عنه ساب.. وحين وجدته نظرت لساب مره أخرى وهى تتسأل: ماذا به؟!.... أجابها ساب قائلا: إجلسى معه إن أردتى فأنا لا أمانع ذلك....فتعجب جوليا سأله أيه:ولما على الجلوس معه ؟!... نظر لها ساب وقال بإبتسامه هادئه: أتتذكرى حين أخبرتينى أنك تتمنى أن تشاركينى ألمى حتى يزول ذلك الألم...... نظرت له جوليا بدهشه وهى تجيبه: أمازلت تتذكر هذا!!!....
إتسعت إبتسمه ساب لها وهو يقول: أنا لا أنسى شئ يخصكم...... حتى وإن كان مجرد حديث لفتاة لم تبلغ سوى التاسعه من العمر فقط.... لاحظ ساب الدهشه التى مازالت مرتسمه على وجهها فأكمل: ماذا هل سحبتى عرضك أم إنه مازال قائما يا فتاة؟!.... نفت جوليا برأسها سريعا وهى تقول: لا ليس كذلك.... أنا فقد دهشت من تذكرك للأمر.... فقال ساب ومازالت الإبتسامه مرتسمه على وجهه: إذا فالتذهبى لتجلسى مع هذا الرجل..... وإجعله يتحدث إليك وإذا نجحتى بجعله يتحدث بإستخدام طرقك الخاصه.... سأفعل لك ما تريدن مقابل هذا.....
نظرت له جوليا بتعجب وهى تسأله: ولكن ألم تلاحظ أنه رجل... وأنت دائما ما تمنعنا من الإقتراب منهم.... نظر ساب لعينها وقال بقوة: كذلك سام هو الأخر رجل... هل أطعتى ما أمرتكى به ولم تتحدثى إليه؟!.... أم فعلتى ما يمليه عليك عقلك فقط.... توترت نظرات جوليا وإحمر وجهها خجلا وهى تنظر أرضا.... فتنهد ساب وأكمل بهدوء: إنه صديقى كما إنه بمنزله أبيك.... ولو ظننت أنه سينظر لكى نظرة رجل لأمرأة.... لما سمحت لك بمخاطبته.... ولكن كما قلت هو يحتاج للمساعدة... وأظن أنكى ستكونين عونا له لتخرجيه مما هو فيه.... فما هو قولك؟!...
نظرت له جوليا وأومأت له موافقه وهى تقول: حسنا سأفعل هذا.... ثم إبتلعت ما بجوفها وأكملت بسرعه حتى لا تتراجع عن قول ما تريد قوله: ولكن هكذا لابد أن يكون لى طلبان وليس طلبا واحد...واحدا لأجل ذهابى والجلوس معه.... وأخر حين أجعله يتحدث معى..... إرتفع حاجب ساب حين إستمع لحديث جوليا.... إلا أنه قال بمشاكسه: أظن أننى أخطأت حين لقبتك بالرقيقه.... فقد أصبحتى تشبهين ليلى كثيرا.... لهذا سأفكر بعدم جعلها تجلس معكى أكثر من هذا..... حتى لا تصبحى مثلها.... وتنهد مكملا: ولكن رغم ذلك أنا موافق على ما طلبتيه أيتها اللطيفه....
إبتسمت جوليا له بإتساع إلا أن التوتر عاد ليظهر جليا على صفحات وجهها.... وهى تطالب من ساب بخنوع: هل أستطيع طلب الأوله الأن؟!.... أدرك ساب ما ستقوله... إلا أنه أجابها قائلا: أجل يا صغيرتى لكى ما تشائين.... إبتعلت جوليا ما بجوفها قائله: لماذا رفضت علاقتى بسام رغم أنك.... وافقت على علاقه أليس مع مارلين وليس هذا فقط بل جعلت مارلين يعمل معك أيضا..... أجابها ساب بهدوء: رفضتها لأن كلاكما لا تصلحان لبعضكم البعض... فهو سيقوم بجرح قلبك وأنا لن أسمح بحدوث هذا.... وبالنسبه لعلاقة أليس ومارلين فلقد وافقت عليها... لأننى وجدت مارلين فتى جيد من داخله كما أنه يملك قلبا طيبا.... سيستطيع إحتواء شقيقتك وإسعادها.... وإن لم يفعل ستقتله هى حينها.... ختم حديثه بمزاح حتى يخفف من توتر الواقفه أمامه.....
إلا أن جوليا لم تبتسم بل أكملت قائله: ولكنى لم أفهم بعد ف سام صديقك وأنت تعرفه جيدا... إذا لماذا ترفض بقائى معه فأنا أحبه.... أغمض ساب عيناها وظل يأخذ أنفاسه ليهدأ من غضبه.... ثم فتح عيناه قائلا بثبات ظاهرى: ولأنه صديقى وأنا أعرفه جيدا كما أعرف نفسى... قلت لكى أنه لا يصلح لأن يتواجد معكى.... لما لا تفهمين ما أحاول إخبارك به؟!....
كادت جوليا ترد عليه إلا أن ساب سبقها مكملا: أقسم لو كنت أرى بقربه لكى خير لكنت أنا من زوجتكما رغم أنف الجميع..... لهذا أريدك أن تعلمى أنه لن يحدث سوى ما أخبرتك به وهو أنك ستبعدين عنه.... لأنه لو حدث غيره حينها سأقوم بقتله.... وأظن أنك لا تريدن لشئ كهذا أن يحدث..... ثم تركها ملتفتا ليعود لعمله حتى يفرغ غضبه
به....
إلا أن سؤال جوليا إستوقفه وهى تسأله بتعجب: إذا لما إتخذته صديقا لك إذا كان يحمل داخله كل هذا السوء؟!... رد عليها ساب بحده وهو يتحرك صوب عمله: لأننى أعلم أنه لا يوجد خير مطلق بهذا العالم سوى بقليلين لهذا إتخذته صديقا لأنه يشبهنى.... ولأنك من هؤلاء القليلين لا يصلح أحدكم للأخر.....ظلت جوليا تنظر لأثر ساب وعيناها تحمل دموعا أبت تحريرها....
ثم إلتفتت تتجه صوب ماثيو بخطواتا غاضبه... وحين وصلت إليه جلست دون أدنى حديث.... شعر ماثيو بجلوس أحدا بجواره..... لهذا إلتفت ليرى من فوجدها شقيقه ساب... ويظهر على ملامحها الحزن والألم والغضب... كما أن عيناها مليئه بالدموع.... فسألها بقلق بعد أن إستدار لها ليواجهها: هل أنتى بخير يا صغيرة؟!... هل أبحث عن ساب ليأتى إليكى؟!... أم أنكى تشعرين بالمرض؟!...
نظرت له جوليا بوجهه عابس حزين وقد تساقطت دموعها وهى تقول بألم: لا تبحث عنه لقد كنت معه قبل قليل... كما أننى بخير ولا أشعر بالتعب.... فسألها ماثيو متنهدا: إذا لما تبكين؟!... نظرت له جوليا وقد تساقطت دماعها بسخاء على وجهها وقالت: لقد أتى بى ساب إلى هنا حتى يبعدنى عن سام..... وحين سألته عن السبب أخبرنى أنه لا يصلح لى.... وما أتعجب له أنه وافق على إرتباط أليس بمارلين.... حقا لا أعلم لماذا يفعل هذا بى؟!... وليس هذا فقط بل أخبرنى أنه سيقوم بقتله إذا حاولت التواصل معه.... رغم أنه صديقه أنا لا أعلم ماذا أفعل.... فمن جهه أنا أحب سام ومن جهه أخرى أحب أخى كثيرا كما أنه قدم لنا الكثير....
توقفت قليلا ثم نظرت ل ماثيو قائله: لو كنت أنت مكانى ما الذى ستفعله هل ستترك حبيبتك من أجل أخاك؟!... أم تترك أخاك من أجل حبيبتك؟!.... سؤال جوليا جاء بمقتل ل ماثيو دون شعورا منها.... فقد كان دائما ما يسأل نفسه هذا السؤال بعد هذا اليوم المشؤوم.... أسرتك أم شقيقك؟!... إلا أنه لم يجد إجابه لهذا السؤال إلى الأن.....
إلا أن إجابه سؤال جوليا كانت سهله لهذا نظر لها بثبات قائلا: أنتى تقولين أنه صديقه أليس كذلك؟!... أومأت له جوليا مؤكده.... فأكمل ماثيو قائلا: إذا لابد أنه يعلم عنه الكثير.... ولهذا هو لا يريد لك الأذى.... لأنه من المؤكد أن هذا ال سام سيصيبك بالألم..... لأنه لو كان يعلم أنه جيدا من أجلك فمن المؤكد أنه كان سيوافق علي تواجده معكى.....
نظرت له جوليا بحزن وهى تمسح وجهها من دموعها قائله: هذا ما أخبرنى به ساب.... إلا أنه لم يخبرنى ما هى تلك الأشياء التى تمنع توتجدى مع سام... حتى أبتعد عنه بيقين دون أن أشعر بالإشتياق له.... إلا أن ساب لم يرأف بحالى وتركنى دون رد ورحل لعمله....
رد عليها ماثيو بثقه قائلا: إذا ف ساب رجلا يحترم لأنه لم يفشى سر صاحبه حتى وإن كان من أجل شقيقته.... لا أظن أن هذا أمرا قد يحزنك.... بل أراه حبا وحمايه لقلبك الذى يراه هاشا.... وخوفا من أن يحطمه أحدهم...كما هو إحتراما لرفيق دربه حتى ولو لم يوافق أن تتواجدكما معا..... نظرت له جوليا بصمت وهى تفكر بما قاله.... وترك لها ماثيو بعض الوقت لتعى ما قاله وتفهمه جيدا.... وإعتدال هو بجلسته مرة أخرى.... وإستند على الشجره ينظر أمامه.....
مر بعض الوقت الذى كان يتخلله الهدوء.... ثم تحدثت جوليا بصوتها الرقيق: لقد فهمت الأن ما فعله ساب.... إلا أننى أتمنى أن أعرف الحقيقه يوما ما.... كما أتمنى أن تستحق كل ما فعله أخى حتى لا أصاب بالألم مرتين... أجابها ماثيو وهو مازال على وضعه قائلا: لا تخافى لا يوجد أخ لا يريد الخير لأشقائه.....
سألته جوليا وهى تستند بظهرها مثله على الشجره: من المؤكد أن لديك أشقاء لهذا تتحدث بكل هذه الثقه.... أجابها ماثيو قائلا بشرود: أجل أملك شقيق أصغر منى سنا.... إبتسمت جوليا بحزن وهى تقول: وهل أخبرته يوما أنك ستقتل أحدهم إذا حاول الإقتراب منه؟!.... أغمض ماثيو عيناه فظهرت ومضات مما حدث بالماضى أمام عينى.... فأخرج تنهيده حارقه من جوفه.....
إلا أنه إلتفتت لها ونظر بعينين تحمل ألما كبير قائلا بحرقه: لا لم أخبره بهذا...إلا أننى فعلتها من أجله وقمت بقتل أحدهم... حتى لا يموت هو.... إتسعت عينى جوليا صدمه مما سمعت..... كما شعرت بالحزن من نظرات الألم الذى يحملها ماثيو وقالت بتشتت: أنا أعتذر عن سؤالى.... فأنا لم أكن أدرك ذلك.... كما أننى أقسم ألا أخبر أحد بما قلته لى... فأجابها ماثيو بهدوء: لا عليك يا صغيرة... أنا فقد أردتك أن تعلمى أنه قد يفعل أى شئ لأجل سلامتك.... حتى وإن أجبر على قتل أحدهم فسيفعلها....
نظرت جوليا أمامها وقالت بهدوء: أتعلم أن هذه المرة الأوله التى أتحدث بها مع أحد غير إخوتى عن شئ يخصنى....... كما أنها المرة الأوله التى يحكى بها أحدهم عن شئ يخصه.....أظن أن ما سأقوله قد لا يعجبك أو لا تتقبله..... ولكن هل تقبل أن نصبح أصدقاء؟!....
إبتعد جوليا عن الشجره وأصبحت أمام ماثيو.... تنظر له بإبتسامتها المهلكه وعينها تنظر له برجاء لقبول عرضها.... فتنهد ماثيو وهو ينظر لها قائلا: ما الذى سأستفيده من صداقتى بك..... نظرت له جوليا وهى تفكر بماذا ستفيده وملامحها تدل على التفكير الشديد..... والتى رأها ماثيو بريئه لدرجه الهلاك..... لهذا إبتسم منتظرا ما ستقوله وبالفعل لم يدوم إنتظاره كثيرا.....
حيث قالت جوليا بثقه: أستطيع أن أكون بئر أسرارك كما تستطيع أن تخبرنى كل ما يثقل كاهلك...... وأعدك أننى سأستمع إليك كما لن أفشى سرك لأحد.... هل هذا جيدا... رد عليها ماثيو بهدوء.... وهو يعيد رأسه للخلف للإستناد على الشجرة: أجل أظن أن هذا جيدا.... فقالت جوليا بسعاده وهى تمد له يدها: إذا أصدقاء....
نظر ماثيو ليدها ثم رفع يده ليصافحها فقالت له:نحن لم نتعرف بطريقه جيده.... لهذا أنا أدعى جوليا.... إبتسم ماثيو لحدوث ذات الأمر مع أخيها.... وهو يجيبها قائلا: وأنا ماثيو يا صغيرة..... إبتسمت له جوليا ثم عادت لمكانها مرة أخرى..... وهى تفكر بأنها أتت اه لتسمع شكواه كما طلب منها ساب.... إلا أنها من أتت وإشتكت له ما يحدث لها..... إلا أنها بالنهايه فعلت ما طلبه ساب.... كما أنها أحبت الحديث مع ماثيو كثيرا....
ظل الأثنان جالسان بصمت كلا منهم يسبح بعالمه الخاص.. وقد مر على جلوسهم بهذا الصمت المريح أكثر من ساعه... وما ساعدهم على هذا هدوء المكان الذى يجلسون به....
حتى أن جوليا سقطت بالنوم دون أن تشعر... حتى إستمعت لصوت أنوثى يتحدث ويتسأل: هل هى نائمه أم لا؟!... فأجابها ماثيو قائلا: من المؤكد أنها قد نامت..... ففتحت عيناها وهى تقول بصوتا ناعس: لا لم أنم بعد فأنا مستيقظه.... ثم نظرت للواقفه أمامهم فوجدتها كيت زوجه السيد ماكس.... وهى تحمل بيدها كوبا من المشروب الدفئ الذى يتصاعد البخار منه.... والتى كانت تنظر لها بإبتسامه....
فإبتسمت لها جوليا قائله بترحاب: صباح الخير كيت كيف حالك؟!... نظرت لها كيت وأجابتها بإبتسامتها المعهوده: صباح الخير لك أيضا عزيزتى.... أنا بخير كيف حالك أنتى؟!... أجابتها جوليا قائله برقه:أنا بأفضل حال.... تقدمت كيت وجلست بجوار جوليا وهى تقول بسكينه: المكان هنا هادئ لدرجه شديده ولكنه مريح... ألا توافقينى الرأى؟!...
نظرت جوليا حولها قائله: بلى أنه كذلك..... كادت كيت تتحدث.... إلا أن وقوف ماثيو جذب إنتباها.... وهو يستأذن منهم منصرفا بعد أن إبتسم لجوليا بهدوء....
خلال ذلك كان ساب إنتهى من عمل عدد لا بأس به من الأسلحه.... ومعه ذهب غضبه الذى كان يشعر به كما أنه قرر الذهاب للأطمئنان على جوليا.. ثم الذهاب للتحدث مع الملك بشأن السيدة مولى.... لهذا ترك ما بيده وخرج ليتجه للشجره التى تجلس أسفلها شقيقته...... حين وصل إليها وجدها تجلس مع السيدة كيت..... فإقترب منهم وعلى محياه إبتسامه هادئه....وكان هيئته مبعثره حيث كان جزء من شعره ملتصقا بوجهه...وملابسه متسخه بعض الشئ... إلا أنه لا يمانع ذلك....
قال ساب بهدوء: كيف حالك سيده كيت؟!... أجابته كيت بإبتسامه متسعه: بخير ساب... وأنت كيف حالك بعد ما حدث مساء أمس؟!.... لم تختفى إبتسامه ساب الذى أجابها قائلا: بخير لا تقلقى.... تحدثت جوليا تسأل ساب بهدوء: هل إنتهت من عملك؟!... أجابها ساب قائلا: أجل ولكن لدى.....توقف ساب عن الحديث وهو يرى المشروب الدافئ الذى تتناوله كيت هو يعرفه من لونه ولكن يريد التأكد....
فسألها مستفسرا: ما نوع الأعشاب التى تتناولينها سيدة كيت بهذا الصباح؟!... توترت كيت إلا أنها قالت بهدوء فى محاوله منها عدم لفت أنظار ساب الذى لاحظ ذلك ولكنه لم يعلق: لا أعلم ما أسمه... إلا أنها أعشابا مهدأ للمعده..... كان ساب يشك بالأمر كما أن توتر كيت أكد له هذا.... لهذا أردت التأكد قبل فعل أى شئ....
إلا أنه أومأ له وقام بتغير موضعهم....وكأن ما سأله كان سؤالا عابرا.... إلى أن إقترب ساب من كيت فجأة وهو يقول: لا تتحركى هناك حشره فوق رأسك.... فزعت كيت وجوليا معا..... إلا أن كيت تماسكت ولم تتحرك خوفا من الحشره الواقفه على رأسها... إقترب ساب منها للحد الذى جعله يرى محتوى المشروب جيدا ويشتم رائحته أيضا..... ثم قام بالتلميس على رأسها حتى لا تعلم بكذبه وهو يقول: حسنا لقد أزلتها لا تخافى....
تنفست كيت بهدوء بعد أن قام ساب بإزالة الحشرة المزعومه..... والذى إستأذن منهم للذهاب إلى الملك لأمر هام..... ذهب ساب تجاه غرفه الملك وهو يفكر بحيرة..... كيف لسيده مثل كيت تحب زوجها... وتحب التقرب من الأطفال أن تفعل شئ كهذا؟!.... إلا أنه قرر عدم التحدث بالأمر....
وصل ساب أمام مكتب الملك وطلب من الحارس إخباره بأنه يريد رؤيته لأمر هام..... طرق الحارس الباب منتظر إذن الدلوف..... ودلف بعد أن أذن له الملك بهذا.... وبعد لحظات خرج يخبر ساب بموافقه الملك على لقائه.... دخل ساب وهو ينظر تجاه الملك بهدوء..... والذى كان ينظر للأوراق التى أمامه بإهتمام وتركيز.... إلا أنه قال بهدوء: ف لتجلس ساب سأنتهى مما بيدى من أوراق ومن ثم أتفرغ لك....
تقدم ساب بهدوء وجلس مكانه دون حديث لما يقارب ربع الساعه....... كان ينظر خلالها للكم الكبير من الكتب المرتبه بدقه على الجدار الذى يواجهه.... وكم تمنى الإقتراب منها وملامستها....ظهرت إبتسامه هادئه على وجهه.... وهو يتذكر كيف بدأ بقرأة الكتب وخاصه تلك التى تتحدث عن النباتات... فكان الحكيم الذى أتى لوالدته ليعالج جروحها.. التى تركت أثر بجسدها لتأخر مداوتها....حين أخبرها أن هناك أعشاب ونباتات تستطيع شفاء الكثير..... سواء كان مرضا داخل الجسد أو جرحا ظاهر للعيان..... دون الإنتظار كل هذه المدة فتترك الجروح أثار بليغه بالجسد....
ومن وقتها كان يذهب لفرنسوا ويقوم بمساعدته بتنظيف المكان..... ليعطيه أحد الكتب التى تتحدث عن النباتات فهو لم يكن يملك المال لشرائها.... فعل هذا بالبدايه حتى يستطيع تقديم المساعدة لوالدته حين تحتاج إليها..... بالوقت الذى يرفض أباه جلب الحكيم لمداواتها...... إلا أن هذا الأمر تحول لشغفا ونهم كبير لمعرفه الكثير من النباتات... حتى أنه أنهى أكثر من مئة كتاب ومجلد بعام ونص..... ليس هذا فقط بل حفظ كل ما بها..... فقد كان يملك ذاكره من فولاذ تساعده على حفظ ما يشاء بسهوله.... حتى وإن كانت تحمل بعض الصعوبه.....
إلا أن شغفه مكنه من فهم كل ما قام بقرائه وحفظه عن ظهر قلب.... حتى أنه بدأ بجلب بعض هذه البذور والنباتات...... وقام بزرعها حتى يسهل عليه جلبها بالوقت الذى يحتاجه.. كان ساب شارد بقوة وإبتسامته لا تزال مرتسمه على وجهه....... وعيناه تنظر بشغف للكتب المرتبه أمامه....
تحدث الملك وهو ينظر للورقه الأخيرة بيده: أخبرنى ساب ما الأمر الهام الذى تريد إخبارى به؟!... إنتظر الملك أى إجابه من ساب..... مما جعله يرفع أنظاره تجاه ساب... فوجده ينظر للكتب بعيون شارده.... فقام الملك بنداء ساب بصوتا مرتفع ببحته المميزه: ساب أين ذهب عقلك يا فتى؟!... تنبه ساب لحديث الملك فحمحم قائلا: أعتذر منك سيدى.... ولكنى أرى هذه المكتبه للمرة الأوله رغم تواجدى المتكرر هنا...
نظر الملك تجاه المكتبه الذى يراها صغيرها بنظره لأنه قد رأى ما هو أكبر وأضخم منها... إلا أنه قال: من الممكن لأنك تأتى لتشتكى من شئ ما.... وبالتالى يكون تركيزك موجه نحوى فقط.... وهذه المره الأوله التى تجلس معى بذات المكان بهذا الهدوء.... مما سمح لك بإستكشاف الغرفه.....
أومأ له ساب مقتنعا بتحليل الملك... وكاد يتحدث عما أتى لأجله إلا أن الملك سبقه قائلا: أرى أنك شغوفا بالكتب.... هل تحب القرأة كثيرا؟!... نظر له ساب مبتسما وهو يقول بهدوء: إنها الصديق الأفضل على الإطلاق.... أومأ له الملك مؤيدا حديثه وهو يقول بإقتراح: إذا أردت أخذ أحدهم وقرأته فلا أمانع ذلك.....
إتسعت إبتسامه ساب وقال بشكر: سأفكر بهذا العرض المثير.... أومأ له الملك وقال بهدوء: إذا ما الأمر الهام الذى تريد التحدث بشئنه؟!... تنهد ساب وهو يقول بثبات: لقد قمت برؤيه السيدة مولى منذ قليل وأخبرتها أنها ستظل هنا حتى أظل مطمئن عليها.... ولأنها ستظل أتمنى أن تجد لها منزلا لتبقى به هنا... فأنا أريد رعايتها ولا أستيطع فعل هذا إذا عادت هى إلى مملكه إستيباليا مرة أخرى..... فهذا سيكون صعبا بعض الشئ....
نظر له الملك بتعجب وهو يقول: وهل وافقت على البقاء.... نفى له ساب برأسه إلا أنه قال: إلا أنها ستوافق.... نظر له الملك بثبات وأجابه قائلا: حسنا هذا أقل شئ نستطيع تقديمه لوالدة الشجاع الذى قدم لنا يد العون..... كما سأقدم لها راتب شهرى حتى تستطيع العيش براحه دون الإحتياج لأحد....
إلتفت ساب بجسده تجاه الملك ينظر له وقال بشكر: أشكرك على تفهمك سيدى..... ولكن لدى طلبا أخر... فسأله الملك قائلا: ما هو؟!.... أجابه ساب قائلا بهدوء: أن تخصم المال الذى ستدفعه لمنزل السيدة مولى من راتبى الذى سأعمل به..... كما أن المبلغ الذى ستدفعه لها شهريا سيكون منى كذلك.... ولكن لا أريدها أن تعلم بهذا.... يجب أن تظن أنه أمر منك حتى تذعن له.... لأنه رفضت الإستماع لى كما أخبرتك.... وأنه إذا كان أمرا ملكيا فتتقبل قصرا...
نظر له الملك بصمت لبعض الوقت ثم قال بهدوء: ولكن كلانا إشترك بهذا الأمر...... وأنا السبب بموت هذا الصبى....... لهذا أنا من يجب عليه تقديم المساعده.... إعترض ساب على حديث الملك قائلا: فعليا أنا من تسبب بهذا.... ولقد تعلمت منذ الصغر أن خطئ لا يتحمل أحدا غيرى..... لهذا أرجو منك قبول حديثى..... حتى أشعر ببعض السكينه.....
تنهد الملك وهو يدرك أن ساب لن يتنازل عن ذلك لهذا أومأ له موافقا.... تنهد ساب وهو ينظر له بشكر وكاد يسأله متى يستطيع أخذ منزل للسيدة مولى..... إلا أن دخول ماكس وديفيد أوقفه عن إستكمال حديثه..... نظر ماكس تجاه ساب والملك وأومأ إليهم يحيهم بإبتسامه هادئه.... رغم أنه يظهر عليه الإرهاق الشديد......
إما ديفيد إقترب من ساب وربت على رأسه بود وهو يقول: صباح الخير جميعا.... إبتسم ساب لفعلة ديفيد ولم يعلق عليها.... إلا أنه رد عليه الصباح هو والملك... شعر ساب أن وجوده غير مناسب..... فمن المؤكد سيتحدثون بأمور خاصه.... لهذا وقف وقال بهدوء: شكرا لك سيدى... سأذهب لإستكمال عملى.... وكاد يتحرك إلا أن الملك أوقفه قائلا بثبات: إلى أين نحن لم ننتهى بعد من إستكمال حديثنا..... فالتجلس حتى أنه من الجيد أن يشاركنا ماكس وديفيد بالأمر...... ولكن فالنجلس حول الطاوله حتى يكون أفضل....
أومأ له ثلاثتهم وتبعوه فجلس الملك على رأس الطاوله...... وكلا من ماكس وديفيد أحدهم على اليسار والأخر يمينا.... وجلس ساب جوار ديفيد.....
بدأ الملك حديثه يخبرهم بما دار بينه وبين ساب بشأن السيدة مولى..... ثم سألهم عن رأيهم بما أصر عليه ساب..... كان ماكس أول من بدأ بالتحدث قائلا بهدوء: أظن أنه من العدل أن تتقاسم مع الملك بدفع المبلغ المالى للمنزل والراتب الشهرى..... فكلاكما إشتركتما بالأمر..... أكمل ديفيد هو الأخر مؤكد على حديث ماكس: ماكس محق بما قاله ساب.... فمن المؤسف أن تتحمل أنت تكاليف هذا الأمر وحدك وليس هذا من أجل المال...... بل من أجل أنكما تقاسمت ذنب هذا الفتى....لهذا يجب أن تتقاسما بتعويض والدته.... فهذا هو الإنصاف....
نظر لهم ساب بقله حيله وهو ينظر للملك بعتاب.... فهو أدرك أن الملك قصد فعل ذلك حتى يصيبه بالحرج..... أمام ماكس وديفيد وللأسف الشديد نجح بهذا فقال بهدوء: حسنا فلتفعل ما تراه مناسبا.... ووقف ليرحل إلا أن الملك أوقفه للمرة الثانيه سائلا إياه: إلى أين أنت ذاهب؟!.... فأجابه ساب بتعجب: سأرحل ألم أنهى عملى هنا؟!...
نفى الملك قائلا: أنت ستتواجد بجميع إجتماعتنا منذ اليوم...... إزدات التعجب على ملامح ساب فسأله مستفسرا: ولما هذا؟!.... هنا أجابه ديفيد بإبتسامته الساحره: لان الملك يريدك أن تكون إحدى رجاله.... ثم جذب ساب من يده وأجلسه مره أخرى..... فسأل ساب ميتفسرا: أنا لازلت لم أفهم شئ مما تقول... هل توضح لى المغزى من حديثك سيدى؟!.... أنهى حديثه وهو ينظر ل للملك بتشتت..... فأجابه الملك بهدوء وبساطه: أريدك أن تعمل معى ك ماكس وديفيد وألفين وماثيو بقربى...... وتكون لك مهماتك التى سأوكلها إليك كما أفعل معهم.... أفهمت الأن ما أقصده؟!...
أومأ له ساب وقد أدرك معنى حديث الملك فرد عليه قائلا بصراحه مطلقه: حسنا لم أكن أظن أن تصل الأمور إلى هذا المنحنى.... ولكنى أعتذر لا أستطيع تقبل هذا العرض السخى...... نظر له ديفيد بتعجب وهو يسأله بدهشه: ولما هذا يا فتى؟!...
نظر له ساب وهو يقول بأسف: أعتذر عما سأقوله ولكنى لا أحب أن أعمل تحت إمارة أحد.... وأنا لا أقصد بذلك إهانه أحد.... ولكنى إعتد العمل وحدى وما جعلنى أقبل العمل هنا بالبدايه... هو صفقه عقدتها بينى وبين أبى.... حتى يسمح لأحد أصدقائى بالعمل بورشتى..... وكان الفتى يحتاج العمل لهذا وافقت على عرضكم.....
أجابه ماكس قائلا بهدوء: نحن هنا عائله لا يتلقى أحدنا أوامر من الأخر.... أجل قد يغضب البعض أو يثور.... إلا أن هذا لا يمنع بقائنا معا وتحمل بعضنا الأخر..... هكذا هى العائله ونحن رأيناك جزء من تلك العائله.... لهذا سؤالى لك ساب.... هل تقبل أن تكون جزء من هذه العائله؟!...
نظر لهم ساب بتيه فما قاله ماكس لا يجعله يفكر بطريقه جيدة..... لهذا نظر لهم متنهدا ليرضى كل الأطراف: حسنا أنا موافق مبدأيا.... ولكن إذا حدث ولم أشعر بالراحه حينها سأنسحب..... ختم حديثه وهو ينظر للملك الذى أومأ له موافقا.... إبتسم ماكس قائلا: مرحبا بك فى العائله ساب.....
أومأ له ساب شاكرا إياه... وقال ديفيد وهو يحتضن كتفه: مرحبا بك فى الجحيم يا فتى... مما جعل ساب يبتسم له بإتساع.... وهو يرد عليه قائلا: مرحبا بك أيضا سيد ديفيد.... كاد ديفيد يجيبه إلا أن دخول ماثيو وألفين أوقفه.... كما توجهت الأنظار لهما فتقدم كلاهما وجلس كلا منهم بمقعده....ماثيو جوار ساب وألفين جوار ماكس...
بدأ ماثيو حديثه قائلا بثبات: لقد بحثت عما تحدثنا به.... وبالفعل ما ظننته كان صحيح...ف مازال يوجد له أذرع متخفيه داخل المملكه كما عرفت ما هى مواقعهم.... ومن الذى يترأسهم..... لكن لم أتخذ قرارى دون الرجوع إليك..... فماذا أفعل؟!... نظر له إستيفان بتركيز وإهتمام ثم أجابه قائلا بهدوء: أنت من واكب ما حدث هناك.... كما تعلم كل خبابه هذه المملكه جيدا..... لهذا فلتفعل أنت ما تراه مناسبا بشئنهم فأنا أثق بقرارك..... أومأ له ماثيو....
وكاد ماكس يتحدث إلا أن ديفيد سبقه قائلا بصوتا مرتفعا نسبيا..... مما جعل ساب الجالس جواره ينظر له بتعجب..... على عكس الجالسين الذين من المؤكد قد إعتادوا على ذلك..... لعدم وجود أى رد فعل على أفعال ديفيد: توقف لا تبدا بالتحدث قبل أن تخرج نقودى..... هيا أيها المتحازق لن أتنازل عن قطعه من العشر قطع التى إتفقنا عليها.... نظر الجميع ل ماكس وقال كلا من ألفين وماثيو بصوتا واحد: راهن أخر... وتنهد الملك وهو ينظر لهم.... لكنه لم يعلق منتظر إنتهائهم .....
نظر ماكس ل ديفيد بسخريه وهو يقول بحده مصطنعه: حسنا سأعطيهم لك ولكن بعد إنتهاء الإجتماع.... إعترض ديفيد ولم يهدأ إلى أن أعطاه ماكس عملاته....... نظر الملك ل ماكس وهو رافع إحدى حاجبيه.... وكأنه يخبره أحقا مافعلته بنفسك فرد عليه ماكس بحزن: لن أتراهن معه بعد اليوم مما جعل إبتسامه ترتسم على وجهه ساب.... وهو متعجب كيف يتعامون فيما بينهم بهذه الراحه.... وكيف تتغير هذه الطريقه للطاعه المطلقه والإحترام أمام الجميع..... لن يكذب ساب على ذاته فهو يشعر بالراحه والأمان وهو بينهم الأن....
تحدث ألفين ملفت أنظار ساب بحديثه.... وهو يقول: لقد وجدت الفتاة الضائعه شقيقه جايك كما أنها ستصل هنا صباح الغد.... نظر له ساب بتفاجأ وهو يسأله: متى بدأت بالبحث عنها؟!... وكيف إستطعت إيجادها؟!... رد عليه ألفين بثقه: أظنك لا تعلم من هو ألفين يا صديقى..... فأنا إذا أردت شئ ما أستطيع أخذه مهما كان الشخص الذى يمتلك هذا الشئ الذى أريده.... أنهى حديثه بنظراته الماكره....
أدرك ساب أن حديثه يحمل شئ داخله موجه له هو وخاصه حين تنحنح أغلبهم..... فأدرك ساب أن هناك أمر ما هو لا يعلم بشأنه.... إلا أنه نظر ل ألفين بذات النظرة وهو يقول: لا يجب أن تستهين بمن أمامك لأنه مهما بلغت قوتك..... سيأتى من سيطيح بهذه القوة يوما ما.... لهذا أنصحك ألا تغتر بقدراتك لهذه الدرجه.....
حاول ديفيد أن يكتم صوت ضحكاته.... إلا أنه لم يعد يستطع.... وظهر هذا من خلال إهتزاز جسده كما ظهرت الإبتسامه على وجهه الباقين حتى ألفين نفسه إبتسم.... كما ربت ماثيو على كتف ساب مؤيدا لما قال..... لاحظ ساب إبتسامه ماكس الشارده فسأله قائلا: أرى الإرهاق ظاهر على محياك منذ دلفت إلى هنا.... هل أنت بخير سيد ماكس؟!...
نظر له ماكس متنهدا وهو يقول: لقد تحدثت مع الحكيم بشأن كيت صباح اليوم.... وأخبرنى أنه سيحاول إقناعها بالتريث والصبر..... إلا أنه أخبرنى أن ما سيفعله قد لا يأتى بثماره.... إلا أنه سيحاول من أجلى وأجلها....
تبهت حواس ساب بشده لما قاله ماكس... إلا أنه لم يفهم بعد ما الذى يحدث مع السيدة كيت...لهذا سأل مستفسرا: أنا لا أفهم شئ مما تتحدث عنه؟!...نظر له ديفيد وأجابه بإختصار عن حالة كيت.... وكلما أكمل ديفيد شرحه لما حدث.... كانت عينى ساب تتسع تعجبا وصدمه.... وهو يردد داخله أن هناك شئ غير مفهوم بهذا الشئن.....
لهذا نظر ساب أمامه بشرود قائلا: هناك جزء من الأحجيه غير واضح.... تنبه له الجميع حين أكمل بتشتت: معنى حديثك أن السيدة كيت تتنقل بين الحكماء حتى تستطيع الإنجاب بعد أن يأست من مداوات الحكيم وليم لها.... أليس كذلك؟!... أومأ له ماكس فسأله ساب مره أخرى: هل تعرف مكان هذا الحكيم الذى تذهب له السيدة كيت؟!...
أومأ له ماكس وهو لا يفهم شئ مما يقوله ساب....
كما هو حال الجميع الذين ينظرون لساب منتظرين تفسيرا لما يقوله..... إلا أنه وقف مسرعا وهو يقول ل ماكس: هيا بنا لنذهب إليه الأن.... ولكن إستوقفه صوت ماكس وهو يسأله بتشتت: إنتظر أنا لا أفهم ما الذى تتحدث عنه؟!...
تنهد ساب وهو ينظر ل ماكس وقال بثبات: النباتات التى يعطيها الحكيم المزعوم للسيدة كيت تسبب مانعا للحمل.....
#يتبع