-->

الفصل الثامن والثلاثون - مملكة الذئاب Black

 


 

الفصل الثامن والثلاثون

 

كان أغلب الحاضرين يعلم أن ديفيد هو الفائز قبل بدايه المبارزه.... وهذا لان أغلبهم لا يعرف ساب ويراه للمره الأوله...... ف نظروا له من الناحيه البدنيه مقارنه بجسد ديفيد العضلى.... وكذلك من ناحيه السرعه والتمكن من حمل السلاح.... فكانت الغلبه ل ديفيد.....

 

كان ماكس وألفين والملك يعلمون أن ديفيد من سيفوز..... ولكن ساب لن يعطيه هذا الفوز بسهوله.... لكن الوحيد الذى كان واثقا من فوز ساب هو دوغلاس.... دون أن يشك أو يعيد التفكير بالأمر مرتان.... كما كان الحماس الشديد ظهر جليا على وجه كيت وجوليا..... وخاصه جوليا لأنها كانت تتمنى أن ترى ساب وهو يبارز أحدهم..... ولكن لم تتح لها هذه الفرصه من قبل كما أنهاتمنت أن يفوز ساب....

 

بدأت المبارزه وكان ديفيد لا يستخدم كامل قوته بالضغط على ساب حين يتلاحم سيفيفهما...... حتى لا يصيبه بالأذى كما لا يقوم بإسقاطه أرضا مما جعل ساب يبتسم..... ونظر له قائلا بصوتا لا يسمعه سوى ديفيد..... ليستفز غروره مستخدم كلامه ضده: ما هذا سيد ديفيد لم أظن أنك ستسغل وقوقفى أمامك وتعاملنى برفق هكذا كالفتيات كما قلت...... أم أنك تخشى إغضابى فلا تستطيع الفوز حينها.....

 

حديث ساب جعل السخريه تظهر على وجهه ديفيد مما جعل إبتسامه ساب تتسع.... تقدم ديفيد بمهاره ورفع سيفه ليصيب ساب.... فقابله سيف ساب بحزم مما أصدر صوتا قويا..... فقام ديفيد بدفع سيفه بقوه تجاه ساب وكان هذا فوق طاقه وإحتمال ساب.... الذى بدأ فى التراجع ولم يستخدم كامل قوته بعد....

 

ولكنه هيئ ل ديفيد أنه إستخدم كامل قوته فى دفعه بعيدا عنه.... مما جعل إبتسامه شرسه تظهر على وجهه ديفيد....ظنن منه أن هدفه سهل.... ولكنها هذه الإبتسامه لم تدم كثير.... حيث إستغل ساب ضغط جسد وسيف ديفيد معا ضده....فقام بدفعه بأقوى ما لديه ليحمى جسده من حده سيفه.... ثم تراجع بعنف للخلف مما جعل جسد ديفيد يختل.... والذى كان يضع ثقل جسده على سيفه... مما أعطى ل ساب الفرصه المناسبه للفوز.... فقام ساب بالإستداره بقوة وهو يحمل سيفه بكلا يديه.... ووجهه لرقبه ديفيد الذى كان يحاول توازن جسده حتى لا يسقط أرضا.....ثم إبتعد عنه بضع خطوات حتى يستوعب ديفيد ما حدث....وبهذا يكون ساب هو الفائز بالجوله الأولى

 

كان ساب ينظر له وهو يتنفس بقوة وبصوت مرتفع.... كما كان ديفيد ولكن علامات الدهشه مازالت مرتسمه على وجه ديفيد..... فهو لا يصدق أن هذا الصبى فاز عليه بأولى جولاته...كما كانت الساحه تشتعل بصياح الجميع لفوز ساب بأولى الجولات....

 

إذا هو ليس كما ظننت.... قرر ديفيد أنه لن يتهاون معه بعد الأن.... كما قرر الأخذ بثأره من هذا المراوغ الصغير..... ويفوز بالجولات القادمه ولن يعطى فرصه ل ساب بالتقدم عليه....

 

إستدار ساب وأعطى ديفيد ظهره حتى لا يلاحظ يده المصابه.... وقام بمحاوله تحريك يده بهدوء لعل الألم يهدء لبعض الوقت.... ولكنه وجد اللون الأحمرء بدأ بالتشكل على قطعه القماش.... إذا لقد تم فتح الجرح وهذا ما كان ينقصه.... تنهد وقام برفع عيناه وكاد يستدير لمواجهة ديفيد.... إلا أنه توقف فجاءه وهو يرى الملك ينظر له وليديه.....وهو يسأله بعيناه عن سبب هذا الجرح الذى بيده؟!.... قال ساب بنفسه: إذا لقد رأنى.... ولكنه عاد ملتفتا مره أخرى ل ديفيد..... وكأنه لم يفهم السؤال الذى طرحه عليه الملك بعيناه.....

 

حين نظر ساب ل ديفيد وجده يقترب منه إلى أن إنعدمت المسافه بينهم..... وقال له بصوتا هامس: إحذر يا صغير فالمرح سيبدأ الأن.....لم تختفى إبتسامه ساب بل رد عليه بهمس هو الأخر قائلا: أعلم هذا جيدا سيد ديفيد....

 

بدأت الجوله الثانيه.... حين تقدم ديفيد بخطوات مدروسه وسريعه ووجهه ضربات موجعه ل ساب وسيفه..... كما قام بإستداره حول ساب ليشتته.... وهو يضرب سيف ساب ضربات متتاليه قويه....وهو يدفعه بقوته الجسديه كذلك.... كما لم يعطى ساب فرصه ليرد على هجومه الضارى.... مما جعل ساب يتراجع بقوة للخلف إلى أن سقط أرضا..... فقام ديفيد بإشهار سيفه بوجه ساب ثم إبتعد عنه.... فصااح الجميع بقوة حين إنتهت الجوله الثانيه .....

 

وقف ساب وهو يحمل سيفه وقد أدرك ما يقوم به ديفيد.... فهو يعتمد على سرعته وقوته البدنيه حتى لا يعطى ل ساب فرصه بالرد عليه.... وحينها يستطيع الفوز..... لهذا فكر ساب سريعا وقرر الهجوم هو الأخر وعندها سيكون الفوز من نصيب أكثرهم دهاء..... وليس أكثرهم قوة.... نظر ساب ليده وجد قطعه القماش قد أصبحت بلون الدم..... كما بدأت بعض قطرت الدماء بالتساقط  أرضا إلا أنه لم يعيرها إهتمام....

 

بدأت الجوله الثالث... تقدم ديفيد من ساب ولوح بسيفه يمينا ويسار بخفيه فكاد يصيب وجهه ساب.... إلا أن ساب أدرك ذلك فعاد بجسده للخلاف قبل أن  يصبه نصل السيف الحاد.... عاد ديفيد وإستدار مع سيفه يلفه بمهاره وأرد ضرب ساب بخاصرته.... إلا أن ساب إستدار هو الأخر بسيفه وتلاحم بقوه مع سيف ديفيد... وهو يقوم بدفعه بقوه ليبتعد عنه ديفيد بضع خطوات..... إستغلها ساب وإنخفض بجسده وقام يتحريك سيفه يوجهه نحو قدم ديفيد ليصيبها ق..... إلا أن ديفيد تنبأ بحركته ورفع قدمه وثبت بها سيف ساب....وقام بتوجيه سيفه لوجهه..... فتراجع ساب بجسده للخلف بقوه وهو متمسك بسيفه.... ومع تراجعه سحب سيفه بقوه ولوح به بقوه كادت تصيب ديفيد بمعدته..... إلا أنه تراجع ولم يصيبه سوى تمزق بسيط فى ملابسه....  مما جعل حده النزاع تشتد حيث تقدم ديفيد بقوه ليرد ل ساب ضرباته.... فإستدار ساب معطى ل ديفيد ظهره بمهاره وقام بحمل السيف بيده السليمه.... وثبته خلف رقبته حتى إصدم سيفه بسيف ديفيد  بدلا من إصدامه بظهره..... ثم إستدار وهو ينوى إصابه ديفيد بقدمه مره أخرى إلا أن ديفيد أدرك هذا.... وقام بالتراجع للخلف وهو يوجه سيفه لصدر ساب.... إلا أنه أخطأ وأصاب ساب بخدشا فى رقبته.... فأبعد سيفه للخلف مسرعا.... حتى لا يقتل الصبى..... كان كلاهما ينظر للاخر وصوت تنفسهم القوى هو ما كان مسموعا بالساحه....

 

بخلاف الجميع الذين ينظرون بإستماع لهذه المبارزه ولا يريدون إنتهائها عكس لاعبيها.... عاد سيف ديفيد يتلاحم مع سيف ساب بخفه.... إلا أن يد ساب أصبحت لزجه بسبب دمائه وهذا لا يساعده.... فأمسك بسيفه بيده الأخرى.... وحين تقدم ليصيب ديفيد دخل سيفه بيده بين ذراع ديفيد وخصره.... الذى إستغل هذا وقام بثنى ذراعه بقوه حتى تقوس جسد ساب للخلف..... وهو لم يترك سيفه بعد.....

شدد ديفيد من ضغطه على ذارع ساب حتى يسقط سيفه ....وعندها تنتهى هذه المبارزه.... وعندما رأى جميع من بالساحه هذا أدركوا أن الفائز بهذه المبارزه هو ديفيد.....

 

تحدث ماكس قائلا بهدوء:لقد فاز ديفيد كما توقعت... ولكن هذا لا يعنى أن ساب خصما سهلا... بل لقد بارز بمهاره وخفيه لم أرها على من هم بمثل سنه....

 

ولكن إجابة ألفين جعله يلتفت وينظر له بتعجب.... والذى قال بمكر وهو مازال ينظر ل ديفيد وساب: لا نعلم ما قد يحدث تاليا يا صديقى.... فهم لم ينتهوا بعد.... إجابته جعلت إبتسامه كبيره تظهر على شفتى دوغلاس..... الذى قال هو الأخر بثبات: أجل لا نعلم ما قد يحدث تاليا....

 

أصبح ألم ذراع ساب لا يحتمل رغم معرفته أن ديفيد لا يضغط عليه ب كامل قوته...أغمض عيناه من شده ما يشعر به... وكاد يترك سيفه إلا أنه تذكر دوغلاس...

وتذكر كيف حدث له هذا من قبل على يد دوغلاس يوما ما.... وتذكر كيف أجبره على تحمل هذا الألم وقتها.... كما أقسم له دوغلاس بغضب إن فكر بترك سيفه سيقوم بقتله.....  أدرك ساب أن دوغلاس سيفعله حقا إن ترك سيفه.....

 

كما ظل دوغلاس يردد له وقتها أن عليه أن يفكر بمخرج..... وكلما مره عليهم الوقت وهو لم يجد مخرجا له بعد من هذا المأزق.... كان دوغلاس يضغط بقوه أكبر على ذراعه..... حتى شعر ساب أن ذراعه سينخلع فى أى لحظه....كما كان وجهه يتصبب عرقا بشده.... ويشعر بألم لا يحتمل بذراعه....

 

لهذا وبدون تفكير فعلها لأنه لم يعد يحتمل هذا الألم بعد الأن.... وتخلص من قيد دوغلاس له....هنا فتح ساب عيناه بإتساع وتنفسه كان صعبا.... ولكنه ركز وإستغل ضغط ديفيد على يديه.... وقام بإرجاع قدمه للخلف هى الأخرى..... ثم أسرع من حركة قدمه للأمام وهو يدفع جسده معها....ولتف بها مع جسده... مما جعله يلتف ويحتضن جسد ديفيد من الخلف وسحب سيفه معه..... فأصبح متعلقاب ديفيد من الخلف..... وقام بوضع سيفه على رقبة ديفيد.... وهو يتنفس بقوه فى محاوله منه لأخذ أنفاسه المتسارعه....

 

وهو يقول بصوتا مرهق: نسيت أن أخبرك أن هذا الصغير هو من صنع المرح..... لهذا تدور اللعبه بالشروط التى وضعها هو..... ثم قفز من على جسد ديفيد واقفا أرضا....ثم إستدار واقفا أمامه وهو ينظر له بإبتسامه شقيه ويحيه بلباقه....كانت نظرات ديفيد مليئه بالصدمه التامه ولم يخرج منه سوى كلمه واحده...

ديفيد بصدمه وعينى متسعه: كيف؟!...

 

كانت الساحه تقع بصمت مطبق فمازال الجميع لا يصدق ما حدث..... فقد كان ديفيد هو من فاز... كيف تحول الأمر بهذه السرعه وأصبح ساب هو الفائز...


كان أول من إستيقظ من صدمته هم كيت وجوليا الاتى أسرعن تجاه ساب وهن يصرخن بفرحه لفوزه على ديفيد...... مما جعل صراخهن ينتشر كالعدوى لدى الجمع الذى ظل يصيح بحماس ل ساب....الفتى الذى قال الجميع أن خسارته أكيده قبل حتى أن يبدأ بالمبارزه....

 

إبتعدت كلا من كيت وجوليا عن ساب حين وقف ديفيد أمامهم..... كانت نظراته غير مقرؤه كما لم يظهر على وجهه ساب أى تعبرا يذكر..... قال ديفيد بثبات فى بدايه حديثه: كنت أظن أن الفوز سيكون سهلا معك.... ولكننى كنت مخطأ حين ظننت ذلك.... ثم ظهرت إبتسامه متسعه على وجهه وهو يكمل.... مبارك لك الفوز يا صديقى.....وقام بالمسح على رأسه بمحبه..... ثم قام برفع يد ساب عالى وهو يصيح بصوتا مرتفع فرحا بفوز ساب كما يفعل الجميع.....

 

كان ساب يبتسم وهو ينظر ل ديفيد.... ثم تحولت نظراته ل دوغلاس الذى كان ينظر له نظر فخر.... حركت كل مشاعر الحب التى يكنها داخله لهذا الرجل الذى صنع منه إنسان بعد الذى كان عليه.... إبتسم له ساب وإنحنى له إحتراما.... ثم إلتقت نظراته ب ألفين الذى مازال ينظر له بمكر..... فهز ساب رأسه بنفى لأنه يدرك ما الذى يفكر به..... إلا أنه أشار ل ألفين بيده رافعا إصبعين منها...... فأومأ له ألفين بتأكيد

 

هدأت الهتافات وكاد ساب يخرج من ساحه القتال..... إلا أن ديفيد أوقفه وهو يقول بصوتا مرتفع: من التالى.... فنظر له ساب بعينين متسعه وما جعلها تتسع أكثر أن أغلب الحاضرين أردوا مواجهته إن لم يكن الجميع...... إقترب ساب من أذن ديفيد وهو يقول بصوتا هامس: ولكنى لا أريد قتال أحد لقد أكتفيت بمقاتلتك.....

 

نظر له ديفيد رافعا إحدى حاجبيه إلا أنه رد عليه بصوتا مرتفعا جعل الجميع يصمت: ولماذا لا تريد أن تكمل..... مادمت قد بدأت يجب عليك أنت تنهى ما بدأته..... لعن ساب ألفين وديفيد بسره.... إلا أنه أجاب على سؤال ديفيد بصوتا مرتفعا حتى يستمع له الجميع: هذا لأننى أرى فوزى عليك يعادل فوزى على جيشا بأكمله..... ألست أحد قائدى الجيش الملكى سيد ديفيد..... لهذا أظن أننى سأكتفى بهذا النصر اليوم...... كان رد ساب جيدا إلا أنه لم يقنع ديفيد ولا الحاضرين......

 

لهذا قال ديفيد بثبات: لقد سألت قبل بدأ المبارزه إن كنت تعلم شروطه أم لا..... وأنت أجبتنى ب نعم لهذا يجب أن تكمل ما بدأته يا صديقى..... كما سأعطيك حريه إختيار من تريد مقابلته.... هيا أخبرنى من تريد نزاعه..... تنهد ساب وقد أدرك أن قد وقع بالفخ... لهذا نظر ليده المصابه وقام بنزع قطعه القماش التى يلفها حول يده...... لأنها أصبحت لزجه بسبب دمائه...لهذا لا فائده من بقائها..... وإنحنى للأرض ووضع يده بالرمال ثم أخرجها وقام بفركها ليزيل الدماء الذى جف على يده...... دون إقترابه من مكان الإصابه.... ثم وقف وهو يحمل بيده بعض التراب.... وأمسك سيفه ومرر التراب عليه حتى يزيل الدماء العالقه به..... ثم لوح به بخفه فأصدر صوتا حاد.....

 

ثم نظر ل ديفيد قائلا: حسنا.... أدر عيناه بين الجالسين والواقفين من حوله إلا أن توقفت عيناه على الملك ظل هكذا لدقيقه.... حتى أدرك ديفيد أنه سيختار الملك...... وكاد يمنعه من هذا إلا أن الأوان قد فات.... حين تحدث ساب قائلا بصوتا ثابتا ومرتفع: كنت أود إختيار سيد ماثيو..... ورفع عيناه لما خلف الملك ينظر للسيد ماثيو الواقف خلفه..... فتنفس ديفيد الصعداء حين نطق ساب إسم السيد ماثيو...... إلا أن حديث ساب لم يكن قد إنتهى... حين أكمل قائلا بمكر شابه مكر أحدهم: ولكن أظن أن من الجيد البدأ بغيره.... وإذا حدث وإستطعت هزيمته حينها يكون لنا لقاء ب سيد ماثيو..... وسار إلى أن وقف أمام ألفين قائلا: أليس كذلك سيد ألفين.....

 

هنا لعن ديفيد بصوتا منخفض.... وهو يقول ياليته إختار الملك لكان نسبه نجاته أكبر.... إتسعت إبتسامه ألفين من حديث ساب وهو يؤمى له..... إلا أنه قال: بالطبع..... ولكنك قمت بأخذ سيفى دون إذنى.... كيف سأبارزك بدون سيفى سيد ساب؟!.... أجابه ساب وهو يسير إلى وسط الساحه: لا أعلم حقا.... كما أن هذه ليست مشكلتى إنما هى مشكلتك أنت..... ثم نظر له وأكمل بثبات: إنى أنتظر سيد ألفين.....

 

وقف ديفيد أمام ألفين وهو يقول بثبات وحذر: ألفين أنت لن تقاتله ك أحد جنودنا أليس كذلك  ؟!.... رفع ألفين إحدى حاجبيه له وهو يجيبه: وأنت ألم تعامله كأحدهم بجولتك الثانيه..... إبتعد ديفيد.... ومر من أمامه ألا أنه عاد إليه وأخذ منه سيفه..... وسار تجاه ساب إلى أن وقف أمامه....

 

لمن لا يعلم ف ألفين شرسا فى نزاعاته... فقد يكون الملك أكثر منه رحمه عند قتاله.... تنهد ديفيد وهو يقف بجوار ماكس الذى قال له بترقب: من سيفوز برأيك..... نظر له ديفيد وكأن هناك رأسا أخرى قد نمت ل ماكس.... وهو يقول بتعجب: هل حقا تسألنى هذا السؤال ماكس؟!...... أومأ له ماكس ببساطه وهو يجيبه قائلا:لأننى لا أعلم ما الذى يخبئه هذا الفتى بجعبته بعد.....حديثه جعل ديفيد يريد قتله إلا أنه أجابه قائلا: كل ما أتمناه بالوقت الحالى أن يخرج الصبى قطعه واحده لا مقسم إلى أجزاء....

 

 

بدأ القتال بين ساب وألفين الذى عامل ساب ك محارب كبير ذو خبرات..... وهذا جعل القتال يسير بطريق أخر أكثر حده وسرعه ومهاره...... كانت الجوله الأوله من نصيب ألفين الذى أنهى الأمر بسرعه كبيرة.... إلى أن ظن الجميع أنه سينهى أمر ساب بدقائق.... كما كان ينظر ل ساب بإبتسامه ماكره..... ثم أشار له بسيفه ليبدأ هو هذه الجوله.....

 

وبالفعل بدأ ساب القتال.... كان ساب يحاول الإقتراب من ألفين ليشتته إلا أن ألفين كان يعلم هذا..... أدرك ساب أن ألفين قد درس كل حركاته التى قام بها بمبارزته مع ديفيد..... حتى أنه يتوقع منه أى رد فعل مختلف..... حسنا سيد ألفين لك هذا....ف كل ما أحتاجه هو السرعه وأنا أملكها..... تقدم ساب من ألفين مهيئا له أنه يريد إصابه قدمه..... فأدرك ألفين هذا فعاد خطوه للخلف..... وهذا كل ما إحتاجه ساب حيث لم يكمل حركته بل أسرع فى تراجعه دون إكمالها..... مع إستدارته حتى قفز وألقى بثقل جسده على سيفه وهو يضرب سيف ألفين بقوه..... والذى أعاد التوازن لجسده بسرعه أعجب بها ساب..... إلا أن هذا ليس الوقت المناسب للإنبهار.....

 

لهذا إنتقل إلى الخطوه الثانيه.... وقام بتحويل سيفه من يده السليمه إلى المصابه بخفيه.... وحمله من رأسه بطريقه عكسيه فهو يقاتل أفضل بهذه اليد..... التى عادت لتنزف مره أخرى إلا أنه لم يهتم.... حين إقترب ألفين وكاد يصيبه إلا أن ساب تفاده وظلوا يتبارزون بقوه وشراسه.... رغم الطريقه الغريبه التى يحمل بها ساب سيفه..... إلا أنه أظهر كم هو متمكن من هذا بقتاله الأن...... وبلحظه كاد ألفين يصيبه فإبتعد ساب للخلف وقام بالإستداره..... وكان سيفه يسبقه بهذه الإستداره وهو يصد هجوم ألفين..... ثم ذهب تجاه ألفين بخفيه وسرعه غريبه..... وهو يبدل سيفه ليده السليمه كل هذا يحدث بذات اللحظه دون أى خطأ..... وهذه الإستداره ساعدته بإيقاف ألفين عن هجومه...... حين شعر بسيف ساب على خاصرته وهو يقف بمحاذته يحاول إلتقاط أنفاسه المتلاحقه.....

 

 

نظر ألفين لسيفه الذى يحمله ساب موضوع على خصره..... ثم نظر ل ساب قائلا بثبات: إستحققت هذا يا صديقى...... ثم إبتعد عنه وعاد لبدأ الجوله الأخيره التى ستحدد من سينتصر..... كانت الأكثر شراسه بين جميع النزلات التى حدثت منذ بدايه اليوم..... حيث ظلت لأكثر من نصف الساعه..... إلى أن أنهاها ألفين بحركه مباغته أوقعت ساب أرضا هو وسيفه..... كان الصياح مرتفع بدرجه كبير..... حيث ظن الجميع أن هذه الجوله لن تنتهى...... كما أنها كانت مليئه بالإصابات  ل ساب فقد تم إصابته بكتفه بثلاث أماكن متفرقه...... وكذلك بصدره بجوار عظمه الترياق إصيب بخدشا..... وواحد أخر بقدمه.... هذا بخلاف الجرح الذى سببه له ديفيد.... وجرح يده مسبقا....

 

إلا أنه أصبح معروفا لدى الجميع فقد كان شجاعا وماهرا بحمله للسلاح..... وكذلك إستعماله بكلا يديه مثل ديفيد وهذا ما لا يستطيع الكثير فعله..... ساعده ألفين على الوقوف.... وكاد يسأل من التالى..... إلا أن الملك رفع يده إشاره منه على الإكتفاء بما حدث اليوم..... وبالفعل بدأ الجمع بالتفرق..... منهم من يعود لغرفته ومنهم من يجمع أشيائه ليرحل لمنزله..... والأخر ليعود لعمله.....

 

إقترب ساب من دوغلاس ووليم ومن معهم.... وقال بهدوء: أتمنى أن ما رأيتموه قد لاقى إستحسانكم.... كان دوغلاس أول من تحدث.... فقال مدعى الحزن: كنت تستطيع التغلب عليه إلا أنك لم تفعل..... إرتفع حاجبى ساب دهشه مما قاله دوغلاس.... كما شعر بالغضب فرد عليه قائلا دون أن يراعى وجود أخرين غيرهم: أحقا ما تقوله أيها العجوز؟!.... اللعنه لماذا أقوم بسؤالك من الأساس.... إن كنت أعلم أن هذه إجابتك من البدايه.....

 

ضحك دوغلاس بقوه وهو يجذب ساب محتضنا إياه بمحبه..... ويربت على ظهره قائلا فى أذنه:أنتى كنتى حلمى السابق والحالى وستظلين إلى يوم مماتى سابين..... إرتعش جسدها حين قال لها هذا.... وخاصه أنه ذكرها بإسمها هى..... سابين..... إمتلأت عيناها بالدموع وهى تبادله حضنه..... ثم إبتعدت عنه وهى تبتسم وتمسح عيناها......

 

 

ولكن لفت أنظارهم قدوم أحد الحرس الذى وقف أمام الملك.... الذى يبتعد عنهم قليلا وتكلم بصوت شبه مسموع للجميع قائلا بإحترام: هناك إمرأة تدعى مولى أتيه من مملكه إستيباليا تريد..... رفع الملك يده ليتوقف الحارس عن إكمال حديثه... ونظر تجاه ألفين الذى فهم ما يريده.... حيث أرد الملك أن يذهب هو مع الحارس ويتحدث هو مع المرأة التى بالخارج دون علم ساب..... ولكن قد فات الأون لأن ساب قد إستمع لحديث الحارس....وإقترب منهم بلهفه وهو يقول للحارس: أقلت أنها من مملكه إستيباليا....

 

 

نظر الحارس للملك ثم له بتوتر ملحوظ..... وقد أدرك أن الملك لا يريد لأحد أن يعلم بوجود هذه السيده.... لهذا إمتنع عن إجابه ساب الذى تحولت لهفته ل غضب شديد رأه الجميع بغير محله..... ماعدا الملك وألفين..... إقترب ساب من الحارس إلى أن أصبح أمامه...... فأصبح ساب حاجز بين الحارس و الملك وقال وهو يحاول التماسك.....وعدم إظهار غضبه..... رغم ظهور رجفه يده من شده غضبه وتوتره للجميع.... حين أشهرها بوجه الحارس: لن أعيد ما قلته فلتكمل ما جئت لتخبرنا به.... هيا إبدأ بالحديث....

 

 

لم يتحدث الحارس فإستدار ساب للملك..... وهو يقول برجاء: إجعله يتحدث.....كاد الملك أن يرفض هذا إلا أن رجاء ساب أوقفه..... فتنهد وهو يغمض عيناه بإرهاق قائلا ببرود للحارس: أكمل....

 

 

عاد الحارس يقول بصوتا خائف.... فقد أدرك أنه فعل شئ سيسبب ببطع رقبته لا محال:لقد كانت تبحث عن الحداد الذى كان بمملكتهم منذ أيام مع الملك..... ووصفت لنا شكله....توقف يبتلع ما بجوفه وهو يكمل.... ف فكان ما وصفتن مطابقا لشكل السيد ساب...... كان ساب ينظر أمامه بتيه وألم وهو يستمع لحديث الحارس...... وحين إنتهى الحارس نظر له ساب وقال بخفوت..... وقد ظهر الألم جليا على وجهه: إذا لقد حان اللقاء...... أين توجد هذه السيدة؟!... دلنى على مكانها....

 

 

 

كاد يتحرك إلا أن دوغلاس أوقفه وهو يقول بحده.... حين رأى ساب بهذا الذبول والألم الذى جعل قلبه يتألم له: لن تذهب لمكان قبل أن تشرح لى ماالذى يحدث؟!.... أجابه ساب بسلاسه وكأنه يخبره عن أحواله.... إلا أن الألم يشع من عيناه: لقد قمت بقتل طفلها الوحيد..... شهقت كلا من كيت وجوليا بصدمه كما نظر له وليم ودوغلاس وماكس وديفيد وماثيو بعدم إستيعاب..... منتظرين أن يقدم لهم ساب شرح لما قاله..... إلا أن ساب لم يعيرهم إهتمام.... ونظر للحارس قائلا: هيا بنا.....

 

 

إلا أن الملك هو من أوقفه هذه المرة قائلا بهيمنه وسطو يليق به: لن تقابلها ساب.... ألفين من سيقوم بهذا..... إنتهى النقاش.... كان ساب يعطيه ظهره إلا أنه إلتفت له حين قال له هذا.....وقال هو: حتى وإن منعتنى من رؤيتها الأن      فأنا كنت ذاهبا لأراها اليوم..... ولكنها كانت أسرع منى فى بحثها ووجدتنى بسهوله...... لهذا يجب أن ألتقى بها.... لأننى بكل الحالات سأرها..... كما أننى أعتذر منك لا أستطيع أن أقف مكتوفى الأيدى.... وأنا قد أقسمت ل جايك أننى سأساعده وأنا لا أكسر قسمى...... لهذا أنا من سيراها لا السيد ألفين...... ف أنا من قتل عزيزها لا هو.....

 

 

 

هنا إشتعل غضب الملك.... وهو يقول بحده وصوته المبحوح ذو النغمه المميزه يظهر بقوه: لا أحب من ينسب لذاته شئ ليس هو بفاعله..... فكلانا يعلم جيدا أنك من حاولت إنقاظه لا العكس....لهذا فلتترك ألفين يخبرها بما حدث..... ثم تقابلها أنت بعدها إذا أردت ....

 

 

تنهد ساب وهو يقول بصوتا مهزوز: أنا من شاهدت مقتل عزيزها لهذا يجب أن أخبرها أنا بما حدث لا السيد ألفين..... أدرك الملك أن ما سيحدث شر لابد منه..... فتنهد وهو ينظر ل ساب قائلا: حسنا ولكن لن تقابلها بمفردك...... ف أنا سأكون معك.. كاد ساب يعترض إلا أن الملك أكمل قائلا بنبره نهائيه لاتقبل النقاش: وإلا فلن تقابلها.... ما هو رأيك؟!.... أومأ له ساب موافقا.....

 

 

فنظر الملك للحارس وقال بحده: أدخلها مكتبى... وقام من مقعده الذى كان يجلس عليه.... وسار تجاه مكتبه وساب خلفه.... وتركوا خلفهم سبعه أشخاص يحاولون فهم ما حدث أمامهم.... كان ديفيد أول من تحدث حين وجه حديثه ل ألفين قائلا بسخريه: أنت تعلم ما حدث منذ البدايه أليس كذلك؟!.... كاد ألفين يجيبه إلا أنه أوقفه مكملا: كيف لى أن أسال سؤالا كهذا..... ثم إلتفت ل ماثيو سائلا إياه هو الأخر بسخريه: وأنت ماثيو متى كنت ستخبرنا بما حدث؟!..

 

 

 

رد عليه ألفين قائلا بهدوء: لا أحد يعلم بهذا سوى الملك فقط ديفيد..... فنظر له ديفيد قائلا بسخريه لازعه: وأنت ألفين وأنت كذلك تعلمه.... تنهد ألفين وهو يقول: أنا لم أعرف سوى من قريب.... وليس لأنه أرد إخبارى وحدى..... بل لأنه أرد منى البحث عن شقيقه الفتى المختفيه فقط..... لهذا أخبرنى ديفيد ليس لأنه يفضلنى عنكم كما تظن أنت... متى ستعى هذا؟!...

 

 

نظر له ديفيد وإبتسم بحزن قائلا: أجل متى سأفهم هذا؟!.... تحدث دوغلاس منهى هذا الحديث قائلا بثيات: يكفى نزاع..... الأن ألفين فلتخبرنى بكل ما حدث.... ولا أريدك أن تحتفظ بشئ.... لأننى سأعلمه عاجلا أو أجلا..... أدرك ألفين أنه لا مفر فبدأ يقص عليهم ما حدث..... وماثيو يكمل ما لا يعرفه ألفين....

 

 

 

 

وخلال هذا وصل الملك وساب أمام غرفه مكتبه.... توقفوا أمامها حين لاحظ الملك توتر ساب الشديد فقال له بهدوء..... لعله يبث لقلبه بعض الأمان: أنظر إلى ساب أنت لم تقم بقتل هذا الفتى.... بل ساعدته وستقوم بإخبار هذه السيده كل شئ حدث دون أن تنقص منه شئ..... لأنه كما قلت هى تستحق معرفه كيف توفى طفلها...... أومأ له ساب بعينى تلمع بالدموع...... فإبتسم له الملك وهو ينهى حديثه قائلا: لا تخف أنا لن أتركك وحيد..... سأظل خلفك دائما حتى إذا شعرت أنك تحتاجنى ستجدنى أمامك وقتها..... حسنا....

 

 

 

نظر له ساب بإمتنان وأومأ له.... فتنفس الملك بقوة وقام بفتح باب مكتبه ودخل وخلفه ساب.... كانت هناك سيدة تجلس على أحد المقاعد.... التى توجد أمام مكتب الملك تنظر أمامها بشرود.... إلا أنها لاحظت دخول شخصان للغرفه..... أحدهم ذو هيبه أصابتها بالخوف ومن مظهره....ف أدركت أنه الملك ثم نظرت خلفه وجدت أخر.... يخفى جزء من وجهه بخصلات وجهه... فدققت النظر إليه وجدته مشابها للفتى التى كانت تبحث عنه..... فوقفت سريعا من مقعدها وهى تنظر له بكره كبير..... جعل قلب ساب يتمزق لأشلاء .....

 

 

إلا أن صوت الملك لفت نظرها وهو يجلس على مقعده..... قائلا بهيبته المعهوده: فلتجلسى على مقعدك وتستمعى إلى ما حدث.... ثم بعدها لكى حق الرد.... أطاعت السيدة حديث الملك.... ونظراتها لم تبتعد عن ساب..... أكمل الملك حديثه وهو ينظر ل ساب بإطمئنان: فالتجلس ساب.....

 

 

 

إقترب ساب وجلس بالمقعد الذى أمامها بتوتر ملحوظ..... وخاصه حين نظرت له بإشمئزاز أشعره بكم القزاره والبشاعه التى إقترفها بحق هذه السيده وولدها..... بلل ساب شفتاه وبدأ حديثه وهو ينظر لعيناها..... رغم الكره الذى تنظر له به..... إلا أنه لم يبتعد عنها بعيناه.... وقال بصوتا ضعيف: بدأ كل شئ حين أمر ملك إستيباليا بإرسال أحد الحرس معى لمعاينه المعدن الذى سنأخذه.......

 

 

 

ظل ساب يخبرها بكل ما حدث بتفاصيل أكثر من التى أخبر الملك بها..... وكانت هى تستمع له وتبكى بحرقه وشوق لولدها..... شعر به ساب الذى توقف عن إكمال حديثه يحاول أخذ أنفاسه...... إلا أنه أكمل قائلا بحزنا ملأى صوته وظهر جليا بعيناه: أخبرته أننى سأعود لرؤيته بعد ساعتين على أقرب تقدير لمعرفه جوابه.... وحين عدت وجدته وأخذنى لمكان نائى..... وأخبرنى بموافقته ولكن بالمقابل أساعده فى إيجاد شقيقته.... هنا خرجت شهقه صادمه من فم السيدة مولى التى تجلس أمامه..... وهى تضع يدها على فمها.....

 

 

نظر لها ساب بحزن إلا أنه أكمل حديثه.... ثم وصل لأكثر أجزاء قصته ألما وحزنا لقلبه.... فشرد وهو يقول بصوتا باكى: أقسم أننى حاولت مساعدته كما حاولت إيقاف تدفق دمائه..... التى ظلت تنتشر بالمكان وأصبحت تحيطنى من كل جانب.... إلا أنه منعنى من الإبتعاد عنه حين تمسكت يده المليئه بدمائه بيدى ...... توقف ساب عن الحديث وهو ينظر لها مجعدا مابين حاجبيه بتسأل مكملا: أظن أنه كان خائفا من البقاء وحيدا..... لهذا لم أستطع تركه وظللت أضغط على جرحه لعل دمائه تتوقف..... إلا أننا أدركنا أنها النهايه..... لهذا أخبرنى أن أوصل لك رسالة.....

 

 

 

هنا توقفت السيده مولى عن البكاء.... وهى تنظر له بحرقه ولوعه منتظره أن يكمل ساب حديثه.... والذى لم يبخل عليها بهذا قائلا بألم وتمزق: يخبركى أنه فعل ذلك لأنه كان يراكى دائما حزينه على فراق شقيقته..... تنفس وهو يكمل.... كما...كما أنه أحبك كثيرا وسيشتاق لك..... وتمنى ألا يكون سببا فى بكائك يوما ما...... ختم حديثه ومعه نزلت دمعه كانت عالقه بأهدابه..... كانت السيدة الجالسه أمامه تنظر له وهى تنفى برأسها ما سمعته أذناها.....

 

 

 

إلى أن قالت بحرقه وألم أم فقدت أخر ما كان يبقيها على قيد الحياه: كيف.... كيف لا أحزن وقد أخذ معه كل شئ..... وخرجت شهقه من صدرها حطمت ما تبقى من روح ساب..... لقد أخذ معه كل ما أملك.... أخذ سنوات من الأهتمام.... والحنان... والحب... ورحل.... قالتها بقهر وحرقه.... رحل وتركنى بدون شئ..... تركنى إمرأة خاويه لا أصلح لشئ بعد اليوم.....رحل صغيرى.....

 

 

 

أبعد ساب عيناه عنها فهو لا يملك إجابه  لسؤالها إلا أنها أكملت بحرقه وغضب وهى تنظر ل ساب:  كل ما قلته لا يشفع لك..... فأنت تركت طفلى يموت أمامك دون أن تحاول مساعدته..... ووقفت من مقعدها وإقتربت من مقعد ساب وجذبته من ملابسه.... حتى وقف أمامها دون أن يبدى أى رد فعل لما تفعله..... أكملت المرأة بألم وحزن ملأ عيناها وصوتها: لماذا لم تقوم بإنقاظه؟!.... لماذا تركته يموت؟!....

 

 

ثم أمسكت بيده قائله: هذه يدك التى تحمل دم طفلى.... اللعنه عليك أيها الحقير قالتها بغضب وحسره.... ثم رفعت يدها عاليا وهوت بها على وجه ساب..... الذى لم يحرك ساكنا..... فقط ينظر لها بألم وحزنا يشابه حزنها..... ولكن هيهات ياسيدى....ف لا يوجد حزن يشبه حزن الأم على صغيرها.....

 

 

 

وقف الملك من مقعده وكاد يقترب ليبعدها عن ساب.... إلا أنه توقف حين قام ساب بضمها إلى صدره...... وظل يربت على ظهرها.....وللعجيب أنها لم تبعده بل تعلقت به..... ودفنت وجهها بصدره..... وأصبح صوت بكائها يملأ المكان بأكمله.....بكاء يحمل من المراره والفقدان ما يجعل سامعه يشفق على صاحبه...... وقالت بحرقه: جاااايك طفلى..... صغيرى أمك قد إشتاقت لرائحتك..... أرجوك عد إلى صغيرى أريد ضمك لصدرى لمرة أخيره..... صغيرى الحنون الذى أفديه بروحى..... رحل وترك روحى تعانى عذاب فراقه..... ظلت تتحدث وساب يربت على ظهرها بحنان..... وعيناه تذرف الدموع بهدوء كبير..... إلى أن توقفت السيدة عن الحديث وكذلك البكاء.... وأصبح جسدها أثقل......

 

 

 

فأدرك ساب أنها فقدت الوعى فحاوطها.... ونظر للملك وقال بصوت ضعيف بح من كثره بكائه: لقد فقدت الوعى...... وقف الملك من مقعده سريعا وإقترب منه وهو يساعده بحملها..... ثم نادى على أحد حراسه الذى دخل مسرعا.... فأمره الملك بحمل المرأة وأخذها للحكيم ليرى ما حدث لها..... بالفعل حمل الحارس السيده وخرج..... وكاد ساب يلحقه إلا أن يد الملك أوقفته.... فنظر له ساب يخبره بعيناه أنه يريد اللحاق بها.....

 

 

فقال له الملك بهدوء: إنتظر.... ثم نظر لباب مكتبه الذى أغلقه الحارس.... ثم قام بجذب ساب لأحضانه وهو يربت على ظهره بيد.... ويمسد رأسه باليد الأخر.... إتسعت عينى ساب مما فعله الملك.... وكاد يبعده إلى أن ما قاله الملك أوقفه....الملك بحنان: أنت الأن بأمان يا صغير..... فلا تخف أنا دائما هنا....

 

 

 

تعلقت يد ساب ولم يقم بإبعاده.... وشعر أن قلبه توقف وعاد للنبض من جديد.... كما إمتلأت عيناه بالدموع وتنفسه أصبح أسرع.... وصوت بكائه بدأ بالظهور.... أجل أقسم على عدم البكاء أمامه.... إلا أنه جعله يشعر بما لم يشعره من قبل سوى مع دوغلاس..... ولكن الفرق أنه كان يرفض كل ما كان يقدمه له دوغلاس..... أما الأن فهو يشعر أنه بأمس الحاجه لمثل هذا الشعور....وهو عدم البقاء وحيدا والاهم الشعور بالأمان.... لهذا قرر الإفصاح عن بعض الألم الذى يشعر به..... ظلوا هكذا لبعض الوقت إلى أن شعر ساب بالراحه.....

 

 

وإبتعد عن إستيفان ثم نظر له بعينى ذابله ووجهه محمر بسبب بكائه.... وقال: ستجعلنى أحاسب هذا اللعين على قتل جايك أليس كذلك؟!... تشتت الملك لأنه لم يكن يتوقع منه هكذا سؤال بهذا الوقت.... إلا أنه عاد لهدوء سريعا قبل أن يرى ساب تشتته.... وكاد يجيب على سؤاله.....

 

 

 

إلا أن باب مكتبه قد تم فتحه بقوه.... و ديفيد يدخل منه وعيناه تحمل غضبا شديد.... وكالعاده لم يعطى لأحد فرصه بسؤاله عما يحدث.... لأنه تحدث بصوتا حاد وساخر بذات الوقت قائلا..... وهو ينظر ل إستيفان: أترى ها أنت قد أخطأت هذه المرة ولم يكن خطأ مقبول.... لأن بسببه قد مات شاب لا زنب له..... متى واللعنه ستثق بمن حولك....هل سيكون بعد موت الألف..... إن كنت لا تثق به وأشار ل ساب.... لماذا أخذته معك من البدايه؟!.... لماذا لم تخبره أنك قد خططت لكل هذه اللعنه من البدايه؟!.... حتى لا يقوم بشئ يندم عليه كما فعل الأن؟..... اللعنه على مرضك اللعين الذى يجعلك تشك بجميع من حولك....

 

 

 

وخرجا كالإعصار من الغرفه.. وترك خلفه.... ما خلفه الإعصار من دمار..... حيث أن ساب ينظر لأثر ديفيد بعينى متسعه.... وهو لا يصدق ما سمعه بأذنيه... لهذا إلتفت ل إستيفان وسأله بتشتت واضح: هل ما يقوله صحيح؟!.... هل مات جايك من أجل لا شئ ؟!....


 

يتبع