-->

الفصل الثاني - أشواك وحرير



الفصل الثاني،


 تململت ميرا في فراشها بكسل لتسمح للطارق بالدخول و الذي لم يكن سوي مازن إبن عمها !..دلف للداخل ترتسم علي وجهه إبتسامة عذبة محييها بتحية الصباح لترد عليه بخفوت وهي تزيح عنها الغطاء لتظهر منامتها التي تحدد منحنياتها بإثارة تتكون من هوت شورت قصير جداً وبلوزه بحمالات رفيعه ذات فتحة صدر واسعه تظهر صدرها بسخاء لعينيه فأخذ يرسم تفاصيلها ويحفظها مراراً وتكراراً في عقله فبمظهرها الفوضوي هذا بدت شهية كسكاكر العيد الجميلة الملونة لكنه كالصائم مُحرم عليه تذوقها ....لاحظت شروده ذلك وكأنه انفصل عن الواقع فسألته بهدوء :

_خير يا مازن إيه اللي جايبك أوضتي؟

أختفت إبتسامته و لعن نفسه بداخله الآلاف المرات علي غباؤه وعدم قدرته علي السيطرة على نفسه ، و كسي الجمود ملامحه تماماً ليسألها مستنكراً :

_أنتي إزاي تسمحي لحد يدخل أوضتك وأنتي بالشكل ده ؟! 

ضاقت عيناها بإستغراب ولم تتفهم سؤاله لترد عليه بسؤال آخر :

_ماله شكلي ؟!

علت السخرية ملامحه ليشير عليها بأصبعه لأعلي ولأسفل متهكماً 

_فين هدومك يا آنسه ؟ ...أنتي ناسية إن البيت فيه رجاله وإنك مش عايشه لوحدك؟

ردت عليه بلامبالاة رافعه كتفيها لأعلي ولأسفل

_وإيه المشكله البيت مفيهوش حد غريب .

استنكر ما تفوهت بيه و انفعل عليها قائلاً بصوتٍ أجشِ غاضب وقد أحمر وجهه ونفرت عروق جبهته 

_ ميرا أنتي مبقتيش صغيره علي الكلام ده ..ده غير إننا هنا في مصر مش في لندن علشان تتصرفي بالشكل ده!

ثم أولاها ظهره في محاولة بائسة منه لنسيان مظهرها المُهلك لأعصابه.

مسحت بكفها أعلي وجهها عدة مرات محاولة طرد ذلك النعاس وتهدئة نفسها لأنها حقاً لا تريد أن تثور علي ذلك البغيض الذي أصبح كالثور الهائج يصارع ذباب وجهه ويهوي إفتعال المشاكل معها بسبب أو بدون سبب منذ عودتها من رحلتها خارج البلاد والتي استمرت لعدة سنوات ، رسمت الجدية علي وجهها ، ونادته بهدوء .

_مازن..!

فألتفت إليها ولم تتخلي تقاسيم وجهه عن الوجوم..لتقترب منه وأمسكت كفيه العريضين بين أصابعها الرقيقة وتحدثت بتأثر.

_ إحنا متربيين سوي ، و أنت عارف أنا بعزك قد إيه وكل ما بحتاج أهرب من الدنيا باجي لك أنت ..لأني عارفه قد إيه أنت طيب وحنين ،و مش بيهون عليك زعلي ودايماً أنت اللي بتطبطب عليا..فـ ليه منبقاش أصحاب زي زمان .

سره إهتمامها بعلاقتهم بشده  مما يعني أنها لازالت تكترث لأمره فعادت بسمته من جديد فهو حقاً يكفيه وجودها بجانبه فقط تحت أي ظرف من الظروف أو مسمى من المسميات فسألها مستفسراً :

_يعني أنتي عوزانا نرجع أصحاب تاني ؟

أومأت برأسها بطفولية شديدة ليتنهد قائلاً :

_اشطه اتفقنا ...يلا اجهزي علشان هوصلك للجامعة .

أسعدها حقاً إهتمامه بها ، وقد اشتاقت كثيراً لوجوده بجانبها فلطالماً أشعرها بأنها كأميرة مدللة تتمني ليُحقق ، ولم يتواني قط في إبهاجها فقامت بطبع قبلة رقيقة علي فكه السفلي وأسرعت متجهه لحمام غرفتها .

أما هو فلم يكن بأفضل حال بعد فعلتها العفوية تلك ..فقد سرت الكهرباء في جسده إثر قبلتها ..ليحاول من جديد لملمة شتات نفسه بعدما بعثرتها تلك الجنية الصغيرة التي لا تعلم أي شئ عما يدور بداخله وأي مارد يصارع ليرفع يديه الأثنين محيطاً وجهه متمتماً "الرحمة من عندك يارب "

❈-❈-❈

وصلت روان إلي مقر شركة مالك نصار والسعادة تغوز وجهها فلقد نامت بإرتياح كما إستطاعت إتمام مهام أمس التي أجلتها بسبب تعكر مزاجها ورغبتها الملحة في النوم بالإضافة إلى تقدم وقت إتمام الصفقة ساعتين وهو ما يعني إن اليوم سيصبح ملكً لها....وقفت أمام مديرة مكتبه و رفعت نظارتها الشمسية ونظرت إليها بجدية لتلقي عليها بتحية الصباح.

_ صباح الخير...أنا المهندسة روان المهدي مندوبة عن الشركة اللي هتعمل صفقة الأسمنت مع أستاذ مالك ،والمفروض إني عندي معاد معاه بعد خمس دقايق .

ردت عليها السكرتيرة برسمية شديدة 

_صباح النور يا فندم ... Mr مالك بلغني وبيطلب من حضرتك تستني بس شويه وهو هيطلبك .

اومأت روان برأسها واتجهت للجلوس أعلي الأريكة تنتظر إذن ذلك المدير !

❈-❈-❈

بعد قليل من الوقت بداخل المكتب كان مالك منكب علي المكتب بتركيز تام يطالع أوراق الصفقة ويظهر عليه بعض القلق والإنزعاج ليرفع سماعة الهاتف ويطلب من السكرتيرة تأجيل الموعد مع المندوب للموعد الأصلي لكنها أخبرته بإستحالة ذلك لأنه بالفعل قد وصل إلى مقر الشركة وينتظر في الإستقبال فطلب منها أن تعطله قليلاً حتي يسمح له بالدخول ..ثم هاتف شريكه مازن أكثر من مرة ولم يرد الأخير سوي بعد محاولات كثيرة من مالك الذي صرخ فيه بمجرد ما فُتح الخط :

_أنت فين يا بني آدم أنت ، ومش بترد علي الزفت من أول مره ليه ؟!

ليأتيه صوت الطرف الآخر بلهجه تحمل القلق :

_أنا بوصل ميرا للجامعة فيه حاجه حصلت ولا إيه ؟

_وده وقت توصيل يا زفت !...لف وتعالي علي الشركة بسرعه بيتنا هيتخرب فيه حد لعب في العقد ومش عارف الاقي الورق الأصلي ... وللأسف أنا قدمت الـ meeting والمندوبة شكلها بره اخلص نص ساعة والاقيك هنا نتفاوض معاها لأن الصفقة دي مستحيل نسيبها تضيع .

أغلق مازن الخط واستدار بسيارته مرة أخرى تحت أنظار ميرا المندهشة التي سألته مستفسراً 

_فيه حاجه ولا إيه .. ماله مالك ؟

تنهد بضيق ومسح علي وجهه عدة مرات محاولاً الهدوء وأجابها بقلق واضح 

_فيه حد لعب في عقود الصفقة الجديدة والإجتماع النهارده علشان نراجع البنود علشان نمضي وكده المندوب هيلاقي فيه تلاعب فـ ممكن الصفقة تضيغ علينا وتروح لمنافس تاني وللأسف دي صفقة كبيرة مع مجموعة محترمه فكنا هنتنقل نقلة كبيرة بعدها.

أصابها حديثه بقلق علي رفيقا دربيها وتمتمت موأزره : 

_طب اهدي بس واتكلموا معاهم فهموهم اللي حصل واطلبوا تأجيل واستغلوا سمعتكم في السوق يعني إن ده خطأ مش مقصود وإنكم فعلاً محتاجين الصفقة دي .

رد بأمل"إن شاء الله"

❈-❈-❈

انتظرت روان ربع ساعة ثم نصف ساعة إضافية وقد سيطر الإنزعاج عليها بالكامل فهي تبغض بشدة مخالفة المواعيد وكلما استقامت تسأل السكرتيرة عن موعدها تطلب منها الأخيرة الإنتظار عشرة دقائق إضافية معللة بوجود مشكلة جسيمه في أمور الشركة والمدير يعمل لحلها... استمر ذلك في الحدوث حتي انقضت ساعتان فأختطفت روان حقيبتها متجهه إلي مكتب ذلك المستهتر وأندفعت للداخل بدون حتي أن تطرق الباب ليتفاجئ مالك من تلك الغريبة التي أقتحمت عليه مكتبه ، يعلو وجهها ملامح الغضب والتأهب للدخول في معركة مشحونة ..طالع ملامحها وقد تذكرها بالطبع وكيف له أن ينسي تلك المتعجرفة التي حُفرت ملامحها سريعاً في عقله لكن مهلاً لمَ هي هنا ؟.. فأدعي عدم معرفتها، وسألها مستفسراً بإنزعاج حقيقي :

_فيه إيه ..أنتي مين وإزاي تدخلي عليا المكتب بالشكل ده؟! 

صُدمت بمجرد أن رأته ..وهل كانت حقاً تتوقع رؤية ذلك الوقح عديم الحياء الذي جردتها نظراته بالأمس من ملابسها ..يُحرجها بالأمس ويُهينها اليوم بجعلها تنتظر لساعتين ويدعي عدم معرفتها!! ..ياله من وغد حقير لا يعلم شئ عن إحترام الآخرين وعليها أن ترد له الصاع صاعين !

_فيه إنك واحد مستهتر و عديم الذوق ...لما أنت مشغول يا بني آدم أنت بتقدم الميعاد وتلطعني بره ليه ؟! 

فهم من حديثها إنها مندوبة الشركة الأخري وقد إنزعج من توبيخها له ليلعن في سره مازن الذي تأخر كثيراً فتحدث بهدوء يستميلها محاولاً الحصول على أكبر قدر من الوقت.

_ ممكن تهدي و تقعدي وأنا هفهمك .

جلست على مضض أمام مكتبه وأعطته كامل تركيزها.. فجلس أمامها مباشرة ليُصيبها بالإرتباك خاصة وهو بهذا القرب المهلك الذي لم تعتاده أبداً مع رجل غريب لكنها سريعاً ما نفضت ذلك الشعور جانباً وأدعت الجدية مرة أخرى.

_اتفضل أنا سمعاك .. أتكلم

مسح على شعره وتحدث بإحراج وهو يتحاشي النظر في عينيها 

_ الحكاية إن الورق لسه مش جاهز و.....

هبت واقفة بعنف كمن لدغها عقرباً ساماً لتقول بنبرة حادة ممطوطة :

_نعم !!!...هو لعب عيال بقي ولا إيه ده يا أستاذ أنت.. تعرف ؟!..والله لو ما كانت دي فلوس ناس لكنت ....

قاطع صراخها مازن الذي دلف للداخل مسرعاً ومن خلفه ميرا تحاول اللحاق به فوزعت أنظارها بين ثلاثتهم بصدمة وسرعان ما ضحكت بسخرية ليندهشوا من فعلتها 

_ آه بقي الحكاية كده بقي ..جايبني هنا تتمسخروا عليا صح ؟! ...طب بجد شابوه ..بحييكم قدرتوا تحرقوا دمي بجد 

واتبعت حديثها بضرب يديها ببعضهما ...لتعقد الصدمة ألسنتهم قليلاً وكان أول من بادر بالحديث مالك الذي سألها بإستنكار :

_أنتي فهمتي إيه أنتي مجنونه ؟

صاحت به من جديد :

_" وأنت قليل الأدب"...ثم أكملت ببرود ، "و.. الصفقة ملغية وهتروح لشركة تانيه وأنتو الخاسرنين ..سلام "

ثم أخذت حقيبتها واتجهت للخارج مغادرة وهي تشعر بالضيق من عصبيتها وأنفعالها الزائد قبل إنزعاجها من فعلتهم !

_يخربيتك أنت عملت إيه ؟..هو ده اللي هنتكلم معاها بهدوء ونشرحلها الوضع ؟ 

كان هذا مازن الذي عاتب صديقه فردت ميرا بتعقل تحاول تهدئة صديقيها :

_طب اهدي بس يا مازن لما نفهم فيه إيه .

أجابهم مالك بضيق :

_هو أنا لحقت اتكلم !..دي انفجرت في وشي زي المولوتوف ..هو أنا غلطت لما سيبتها تستني ساعتين بس والله كنت بشوف حل وأنت اتأخرت ..بس مش لدرجة طريقتها دي برضه هي فاكرة نفسها مين ؟

طالعه مازن بإستنكار و اتجه للخارج يسارع في خطاه عله يلحق تلك النارية .

❈-❈-❈

يا أنسه ..يا أنسه استني بس

التفتت إليه روان يظهر عليها الإحباط الشديد :

_خير فيه إيه تاني ؟ 

إبتسم لها مازن وتحدث بمرح محاولاً أن يمحو قليلاً مما حدث بالأعلي

_يعني مش عيب ابقي المدير واجري وراكي كده زي الأهبل ؟..يعني مش خايفه علي نفسك تقعي خافي علي برستيچي قدام الموظفات ...كده هتوقفي حالي. 

ضيقت عينيها بإستفهام وسألته مستفسره :

_إيه؟

_أيوه يعني هيبطلوا يعاكسوني ..يرضيكي كده وأنا شاب في مقتبل عمري الموظفات ميعاكسونيش ؟ 

ضحكت مستنكرة حديث ذلك المجنون ليلاحظ هو ذلك وحدثها مبتسماً لها بود :

_طب طالما ضحكتي ممكن نقعد ونتفاهم بس.

كتفت ذراعيها أمام صدرها ولم تفارقها إبتسامتها 

_اتفضل أقول .

_بصي أنا عارف إنك هنا من الصبح فلو ممكن نروح نتغدا أو نشرب حاجه في أي مكان قريب وأنا هشرحلك كل حاجة وإيه اللي حصل بالظبط.

كادت أن تهم بالرفض ليقاطعها بلهفه " مش هأخرك والله والمكان قريب بس اديني فرصة أفهمك ..يلا خلينا نروح بعربيتي "

_لا !..أنا قصدي يعني همشي وراك بعربيتي .

_وليه نروح بعربيتين المكان قريب مش مستاهله.

وافقت علي مضض واتجهت معه نحو سيارته بعدما تلفتت يميناً ويساراً خوفاً من أن يراها أحدُ من أهل بلدتها !!

❈-❈-❈

جلسا يحتسيان مشروبتهما في إحدى المقاهي الفخمة 

فبدأ مازن حديثه بلطف :

_أنتي فهمتي الموضوع غلط خالص ، ومالك مكنش قاصد يعطلك علشان....

كادت أن تقاطعه ليحدثها بصرامة تحمل بعضاً من الرفق "لو سمحتي سبيني أكمل كلامي وأنا هديلك فرصة اسمعك ممكن ؟"

هزت رأسها بنعم ليستطرد حديثة :

_ الموضوع كله إن العقود اتلعب فيها والنسخ الأصلية مش موجوده ، ومالك قدم الميعاد بإعتبار إن الورق سليم وبعد ما وصلتي أنتي الشركة في الميعاد الجديد مالك لاحظ إن الورق مش مظبوط فمقدرش يأخر الميعاد وكان بيحاول يحل الموضوع وكلمني رجعت أنا وميرا من طريقنا للجامعة ، وعلشان زحمة القاهرة طبعاً في الوقت ده اتأخرنا ...بس ده اللي حصل ومفيش أي حاجة من اللي أنتي استنتجتيها لما شوفتينا .

كانت تتابع حديثه بذهول أهذا حقاً ما حدث !..يالها من متسرعة غبية ..لكن مهلاً لمَ لم يخبرها ذلك المدعو مالك ؟

_أنا آسفه علي عصبيتي ..بس برضه يا أستاذ مازن ده مش يديله الحق إنه يعطلني معاه ..كان ممكن يقولي الحقيقة ويطلب تأجيل عادي .

فرد عليها بصدقٍ تام وأسف في آن واحد :

_ بعترف لك إنه غلطان بس هو اتصرف من غير تفكير ، وكان كل همه إن الموضوع ده يخلص النهارده لأننا اشتغلنا عليه كتير لأننا فعلاً محتاجينها جداً وهتفرق معانا .

لمحت الصدق في زرقاوتيه لتفكر قليلاً ثم سألته مستفسرة "طب والورق ده هيجهز إمتي"

أجابها بلهفه ظمأن وجد بئراً من المياة بعدما قطع الصحراء ذهاباً إياباً بحثاً عن قطرة من الماء" أوعدك قبل الأسبوع ده ما ينتهي هتكون كل حاجه خلصانه تمام ؟"

وافقت على عرضه و حذرته بهدوء :

_بس قبل نهاية الأسبوع ده مش أكتر لأن صاحب الشركة راجع من السفر ولازم الموضوع ده يخلص قبل ما يرجع .

_متقلقيش أنا وعدتك ولو حابه إني أتابع معاكي أنا الموضوع وبلاش مالك براحتك طبعاً .

أجابته بالموافقة " تمام ياريت يكون حضرتك مش هو "

همّت بدفع الحساب ليوبخها بلين "عيب تكوني مع راجل وتطلعي فلوس من معاكي "

_بس ....

أرادت التبرير إنها لم تقصد سوء لكنه منعها وتحدث هو " يا ستي اعتبريها تعويض عن العطلة والموقف اللي حصل ، ويلا أوصلك لعربيتك " 

هزت رأسها في طاعة وتقدمت تسير أمامه 

❈-❈-❈

دلف مازن المكتب علي صديقيه بملامح حزينه وأكتاف متدلية وكأنه يحمل هموم الأرض واتجه للجلوس مباشرة يمسك رأسه بكفيه.. لينصدم الآخران من حالته تلك فهوي قلب مالك في قدميه وأنزل مالك رأسه لأسفل ، وقد أُصيبت ميرا بالإحباط واختفت بسمتها بعد رؤيته... فتحدثت مهاجمه روان :

_ كنت عارفة إنها مش هتوافق ، وهتتكبر فاكرة نفسها زها حديد ! 

ثم ساد الصمت بضع دقائق ليقطعه ضحكة مازن الصاخبة التي أرتجت لها أركان الغرفة لا يصدق حقاً أنه برع في التمثيل لتصبح حالتهم هكذا .

فنظرت إليه ميرا بذهول شديد بينما مالك قد قذفه بإحدي التحف والقي عليه وابلاً من السباب الاذع .

❈-❈-❈

تفاجئت أثناء قيادتها برنين هاتفها برقم دولي لتجيب سريعاً وردت بسرعه ضاحكه :

_طب والله كنت هرن ، وأنت اللي سبقت 

ليأتيها رد الطرف الآخر معاتباً 

_أيوه خديني بالصوت يا قليلة الأصل .

ردت محذره :

_مجد !...طب والله كنت هوصل واكلمك .

لفت إنتباهه جملتها الأخيرة ليسألها بإهتمام

_أنتي لسه راجعه من شركة مالك نصار ؟!

تناولت نفساً مطولاً لتجيبه بهدوء :

_اه لسه في الطريق اهو .

فسألها مره أخري :

_كله تمام ؟....يعني مضيتوا العقود ؟

_للأسف لا ....حصلت مشكله عندهم في الورق فأعتذروا وطلبوا تأجيل بالكتير لنهاية الأسبوع ده .

سألها مستفسراً بإهتمام 

_طب أنتي رأيك إيه ...نكمل معاهم ولا نشوف حد تاني ؟

_والله ده رأيك في الأول والأخر ...بس رأيي هم شباب كويسين وسمعتهم حلوه جداً بالنسبة لإنهم مش بقالهم كتير في السوق وده بشهادة الناس اللي اتعاملوا معاهم ... بالإضافة إننا لسه معانا وقت .

رد عليها بثقه :

_أنا بثق في رأيك وإجتهادك جداً ...فالتصرف الأول والأخير ليكي .

فردت بمرح 

_ أوبا !..ده أنت راضِ عني بقي .

تنهد بعمق ورد بحنان :

_ أنتي عارفه غلاوتك عندي إزاي ده أولاً ، وثانياً كفايه إنك معطله نفسك علشان تتابعي الشغل عندي وبتعمليه بكل طيب خاطر منك فـ شكراً بجد علي كل حاجه .

كان يتحدث بإمتنان حقيقي لها مع كل كلمة ينطق بها لترد عليه مستهجنه :

_إيه يا عم اللي أنت بتقوله ده ...لو فيه حد هيشكر التاني يبقي أنا لأني مش ناسيه وقوفك جنبي من يومك ما قررت أعيش هنا ...فـ اتهد بقي وبلاش جو شكراً والعبط ده !

_ماشي يا أم لسانين ..أنا لازم اقفل دلوقتي علشان عندي شغل مهم ، وأنتي ابقي طمنيني عملتي إيه مع سي مالك ده ، وأنا هبقي اكلمك أنا اطمن عليك علشان عارف إن روان هانم مش بتعبر حد .

ردت محرجه بإستسلام تام لأنها تعرف إن معه كل الحق فهي حقاً نادراً ما تأخذ الخطوة الأولى مع الأشخاص!

_هرن والله هرن ...سلام .

#يتبع