-->

الحلقة الأولى ج ١ _ غير صالح للزواج

 



الحلقة الأولى جزء ١

 النصب العاطفي،



عندما تشعر أن الخوف هو من يحركك و ليس الأمان، و أنَّك أصبحت بعيداً عن ذاتك الحقيقية وفقدت تلقائيتك وعفويتك و براءتك؛ فهذا يعني أنك في علاقة سامة.

مُقتبس

°°~°°~°°

علت أصوات الزغاريد و الصفير و التصفيق الحار من الأقارب والأصدقاء احتفالاً بعقد قران أميرة و وائل بعد قصة حب بدأت منذ مدة قصيرة و تُوجت بالزواج منذ لحظات. 

لقد أضحت علاقة الصداقة و الحب بينهم لعلاقة مقدسة تغلفها المودة و الرحمة 
أو المفترض..

قالت والدة أميرة بعد أن مسحت دموعها التي سالت من فرط سعادتها لإطمئنانها علي وحيدتها

- "تخلي بالك منها يا وائل.. اسمها أميرة و هي أميرة فعلا، ربنا يشهد عمرها ما تعبتني ابداً.. ربنا يخليكوا لبعض و يرزقكوا بالذرية الصالحة يا ولاد.. مبروك يا حبايبي"

ثم نظرت لوالدة وائل صاحبة الملامح المتجهمة و تبادلوا مباركة صفراء فالسيدة زهرة والدة أميرة علي علم برفض والدة وائل لابنتها لأنها كانت تريد تزويجه لإبنة خالته ياسمين التي تقف في الخلف بوجه عابس و لم يمنعها الحزن من وضع طناً او اكثر من مساحيق التجميل ببراعة لترسم ملامح اخري غير ملامحها الأصلية.. تعلم كره معظم عائلة وائل لابنتها و تخشي عليها من ذلك الأمر لكن حب وائل لابنتها وسعادتها الغير محدودة معه تطمئنها 

ابتسمت أميرة لتأثر والدتها و دموعها التي تتيقن انها تنبع عن فرحة كبيرة.. و من يعرف أمها اكثر منها و هي صديقتها الأولي و تقريبا الوحيدة فعلاقتها بزملائها في العمل الذي كان وائل أحدهم سطحية بشكل كبير و لكنه الوحيد الذي استطاع اختراق حصونها المنيعة الناجمة عن الحماية الزائدة التي احاطتها بها أمها منذ وفاة أبيها اثناء خدمته في الشرطة العسكرية و هي في سن الخامسة من عمرها و حاولت السيدة زهرة تعويضها و القيام بدور الأب و الأم معا و ضحت بشبابها من أجل تربيتها و هذا ما تقدره أميرة كثيرآ و تظهر امتنانها به في إطاعتها لوالدتها بشكل زائد عن الحد احيانا و لكنها تذكر نفسها دائما أن والدتها تستحق تلك الطاعة فهي - بعد الله تعالي - السبب في توفير و تدبير كل السُبل لتنشأتها بهذه الصورة التي يحترمها كل من يراها و يدعو لوالدتها علي هذه الذرية الصالحة 

مال وائل علي أميرة و همس لها بصوته العذب الذي تعشقه

- "مبروك يا حبيبتي" 

فنظرت له نظرة سريعة ثم اخفضت رأسها بخجل و ردت عليه بصوت خافت

- "الله يبارك فيك" 

المهندس وائل زميل العمل بشركة الاتصالات التي كانت السبب في تقاربهم لمدة من أجل القيام بمشروع ما و استطاع وائل خلالها التغلب علي تحفظها في التعامل مع زملائها في العمل و أصبحوا اصدقاء يتواصلوا في الهاتف من أجل العمل بشكل متقطع حتي أصبحت مكالمته جزءً من يومها ثم تطورت مكالماتهم من حوار عن العمل و ترتيباته إلي بعض التفاصيل عن الحياة الشخصية، ثم نبض قلبها أول نبضات العشق و كيف لا بعد أن اغدقها بحنانه.. حيث استطاع تقديم -بالرغم من وجود أمها في حياتها - الحنان الابوي الذي لم تتذوقه من قبل فمثل لها الأب و الأخ الذي تفتقد دورهم في حياتها و الذي يمثل عنصر مهم في حياة كل طفلة و مراهقة و شابة فكل فتاة تحتاج للشعور بالأمان و الظهر الذي يتمثل في العنصر الذكوري و تميل لرمي حمولها علي رجُلها - سواء أب او أخ او زوج او إبن - لترتاح قليلا واثقة من وجودها في كنف احدهم سيتولي أمورها فلا تحمل همًا.. 

دخلت من باب شقة أميرة و والدتها المقام بها ذلك الحفل الصغير فتاة متوسطة الجمال ترتدي ثوب ازرق لامع و تضع مساحيق تجميل خفيفة و شعرها البني منسدل علي كتفيها و تشع عينيها بشرار الانتقام والشر المغلف ببراءة تجيد تصنعها في حين ارتسمت ابتسامه سعيدة علي وجه أم وائل السيدة فايزة و قابلتها اخري مضطربة علي وجه وائل.. 


❈-❈-❈

بعد مرور يومان..

كانت جالسة تلمس خاتم زواجها الذهبي الذي يدور حول إحدي أصابع يدها اليسري ببسمة جميلة ترتسم علي شفتيها و هي شاردة تفكر بإقترانها بوالدها الروحي فأقبل عليها شاب متوسط الطول تظهر لغة جسده خجله بوضوح و اقترب من مكتب أميرة محيياً بابتسامه حزينة

- "ألف مبروك يا أميرة"

فنظرت له أميرة و ابتسمت ابتسامة متسعة اظهر صفي اللؤلؤ خاصتها و اجابته بامتنان

- "الله يبارك فيك يا أسامة.. عقبالك"

فأومأ و رحل و ذهبت ابتسامته لتظهر تعابير الأسي علي وجهه فهو معجب بها و لمح لها اكثر من مرة لكن هي لم تبدي اهتماما او ربما لم تفهمه.. ضرب مكتبه بقبضته بغل فربما خجله هو السبب ربما كان يجب أن يصارحها مباشرةً. كيف لهذه الملاك ان ترتبط بذلك المتعجرف المغرور.. سب من بين أسنانه و جلس واضعا رأسه بين كفيه يتمني زوال ذلك الصداع الفتاك الذي يلازمه منذ اول امس.. 

❈-❈-❈

قبل قليل.. 

جلس شاردًا يشبك يديه أمام وجهه و يتأرجح بكرسيه الفخم يمينًا و يسارًا.. ما الذي اعادها مرة اخري في حياته؟ و ماذا اذا اخبرت أميرة فأصرت علي الطلاق؟ 

**فلاش باك**

دخلت من باب شقة أميرة و والدتها المقام بها ذلك الحفل الصغير فتاة متوسطة الجمال ترتدي ثوب ازرق لامع و تضع مساحيق تجميل خفيفة و شعرها البني منسدل علي كتفيها و تشع عينيها بشرار الانتقام والشر المغلف ببراءة تجيد تصنعها في حين ارتسمت ابتسامه سعيدة علي وجه أم وائل السيدة فايزة و قابلتها اخري مضطربة علي وجه وائل.. 

توجهت ليلاس لوائل الذي استقام بريبه من حضورها و احتضنته تقبل كلا وجنتيه بمباركة حارة أمام صدمة الضيوف و وائل الواقف كتمثال من الشمع غير متفاعل ثم انتقلت لأميرة تبارك لها و علي فمها بسمة خبيثة

- "ألف مبروك يا أميرة.. مش اميرة بردو ؟ انا ابقي.." 

-"قريبتي.. تبقي قريبتي" 

رد وائل بسرعة فضحكت ليلاس ضحكة عالية و اومأت وسط ضحكاتها 

-"قريبتك؟.. اه ابقي قريبته" 

فعدلت اميرة حجابها بتوتر و قالت بصوت خافت 

-"الله يبارك فيكي.. اتفضلي"

أسرعت ليلاس نحو السيدة فايزة و مالت عليها تحتضنها

-"ازيك يا ماما وحشتيني اوي" 

ربما السيدة فايزة لا تتقبلها ولكن هي سعيدة بها إن كانت سبب لفض تلك الزيجة.. فردت عليها ممثلة ألفة العلاقة بينهما 

- "اهلا يا حبيبتي اهلا وسهلا منورة والله "

بالتأكيد لن تخاطر بتعريف ليلاس الحقيقي لهم بعد ما قاله وائل عن صلة قرابتهم بها فهي تعلم عصبيته و تعرف ان الحقيقة لا تختبيء طويلاً أيضا و ان حضور تلك الفتاة لهذا الحفل ليس إلا خطة غير معلنة لتدميره.. 

جذب وائل ليلاس من ذراعها بشدة بطريقة يعلم انها ستحدث اثر لا بأس به مكان اصابعه القوية.. و لكن لأول مرة تشجعت أميرة و نادته تسأله ممسكة بذراعه

- "رايح فين يا وائل؟" 

جحظت عيناه بشكل مرعب كما انزل نظره ببطيء إلي كفها الصغير المتمسك بذراعه بقوة تكاد لا تُستشعر فارتعبت لتلك النظرة التي تعرفها جيدا و لكنه تمالك نفسه و رد بصوته الرخيم 

-"ثواني يا حبيبتي و راجع"

و اكمل جذبه لليلاس لخارج الشقة و نزل بها عدة ادوار ثم توقف و هدر بها هامسًا بعدما نفض يده عنها بطريقة ألمتها 

-" ايه اللي جابك هنا ها عايزة ايه مني تاني مش خدتي اللي انتي عايزاه" 

تغاضت عن دفعه لها بتلك الطريقة المهينة و عدلت من خصلات شعرها و شبكت ذراعيها أسفل صدرها تجيبه بهدوء و بسمة ساخرة 

-"عايزاك..جاية عشان عايزاك انت" 

-"انتي هستعبطي يا روح امك.. انطقي و قولي جايه ليه عشان انني عارفة انا ممكن اعمل فيكي ايه لو كدبتي.. ايه عايزة فلوس تاني بعد ما سيبتي ال**** ابو عربية اللي اتعرفتي عليه فالكباريهات اللي بتروحيها يا ****" 

تأتأت مصطنهة الحزن و مطت شفتيها واضعه يدها علي صدره 

-" في حد يكلم طليقته حبيبته كدة بردو.. بس أنت متابع اهو ايه وحشتك ولا ايه؟ "

دفع يدها من علي صدره بعنف و جاوبها بنظره احتقار 

-" لا موحشتنيش ولا عايز اشوف خلقتك بس النوعية الشمال اللي زيك مش مضمونة"

-"طيب ولاوني مش مصدقاك بس تمام.. المهم بقي زي ما قولتلك كدة انا عايزاك.. عايزاك تردني"

-" انتي اتجننتي يابت ولا ايه.. بقولك ايه امشي من هنا بدل ما.." 

وضعت سبابتها علي فمه و عضت شفتها بعتاب 

-" ششش بس ايه عايز مراتك تسمعك وانت بتقول الالفاظ دي ده ممكن يغمو عليها.. بس بصراحة عرفت تنقي بريئة كدة و سفيفة هتنفعك دي اوي ضرب شغال شتيمة شغال و.. "

ضحكت ضحكة عالية خليعة ثم تابعت و هي تعدل من رابطة عنقه بدلال

-" بس بردو محدش هيعرف يبسطك غيري محدش عارف انت بتحب ايه و بتكره ايه زيي.. صح يا بيبي"

شدها من خصلاتها هامسا من بين أسنانه 

-" امشي من هنا دلوقتي و نتكلم بعدين انتي فاهمه اني ساكت بس عشان الضيوف و الناس غير كدة كنت حطيتك تحت جزمتي زي ما بتحبي هاا" 

تأوهت بميوعة و امسكت يده الاخري تقبلها ثم استطالت علي اطراف اصابعها و طبعت قبلة خفيفة علي فمه و همست 

-"خلاص يبقي لينا كلام تاني وأنت عارف مكاني.. سلام يا بيبي "

و ودعته بيدها و رحلت تاركة متخصرا باحدي يديه و يفرك جبينه بالاخري مغمضا عينيه يفكر في تلك الشيطانة و مخططها الذي لا يعلمه حتي الآن 

**انتهي**

استقام و هو يفرك جبينه من ألم رأسه ثم توجه إلي مكتب اميرة لعل رؤية وجهها البريء و متابعه تصرفاتها العفوية تخفف عنه ذلك الجحيم المشتعل في رأسه.. رأي خروج أسامة من مكتبها و لقد اختار ما سينفس فيه عن غضبه ولأول مرة سيخضع من أصبحت امرأته.. دخل المكتب و اغلق الباب بعصبيه و عنف مما جعل الابتسامة التي رُسمت علي وجه أميرة تختفي و تستبدل بملامح مرتعبة فهي تعلم أن رغم حنانه معها انه شخص عصبي و متحكم قليلا او كثيرا ولكن أين المشكلة فهي تحبه و ستستطيع معالجة ذلك الامر بالتدريج بعد زواجهم كما اخبرتها والدتها فأهم ما في الأمر هو أنه يحبها و بالتأكيد لن يأذيها فهو علي قلبها مثل واحه الماء البارد في نيران صيف الصحراء الحارقه.. و لم تعلم ان ما رأته في صحرائها كان مجرد سراب

-"ايه اللي جاب ال**** ده هنا" 

وضعت يدها علي فمها من سبته البذيئة التي لا تعرف معناها ثم ذكرت نفسها بما اخبرتها والدتها و هو أن تكون مسكنة لألامه و مهدئة له و تكون سَكَّن نفسه فشجعت نفسها و استقامت من كرسيها ذاهبة إليه تمسد ذراعه بنعومة و تهدئه 

-"مالك ياحبيبي؟ "

فصرخ عليها 

-" متغيريش الموضوع ايه اللي جابه؟" 

فجاوبته ببسمة رقيقة بعدما فهمت انه يتحدث عن اسامة و يبدو أنه يغار لا أكثر 

-"اه انت قصدك أسامة.. ده كان بيباركي علي جوازنا" 

-" وانتي فيه بينك و بينه كلام اصلا عشان يباركلك هو مال امه"

ماذا به لقد جن فهو لأول مرة يتكلم بهذا الاسلوب معاها خصوصا انهم لم يتخاصموا فكل شيء دائما يسير بتخطيطه و لكن بموافقتها أيضا او هكذا تعتقد و هذا ما تسبب في عصبيتها هي الاخري لأول مرة عليه فهتفت بسخط

-" في ايه انت ايه اللي معصبك كدة و جاي تطلعه عليا هو ايه اللي حصل اصلا لكل ده" 

تلقت منه ما جعل فاها مفتوح لمدة لا تعلمها حتي نزلت دموعها دون ان تدري.. لقد صفعها حتي دارت رأسها من شدة الصفعة ! أين الاب الحنون أين احتوائه لقد صدمها حرفيا فهي لم تُضرب في حياتها حتي من والدتها.. و تقريبا لم تستوعب ما قاله بعدها من جمل تحذيرية و تهديدات من رفع صوتها عليه و ذهب خارج مكتبها فتحركت و هي في صدمتها لتجلس علي أقرب مقعد لها و بكت.. بكت من ألم قلبها و روحها و من ألم وجنتها المتورمة أيضا الذي تشتعل كالنار فهذه صدمة انكسار و سقوط سقف التوقعات العالي فوق الرأس مباشرةً. 

❈-❈-❈

فتحت السيدة زهرة باب الشقة لمن يدقه فوجدت جارتها التي حيتها تحية حارة بالاحضان و القبلات علي كلا الوجنتين

-"سلامو عليكو يا خالتي" 

-"و عليكم السلام يا عواطف ازيك يا حبيبتي و ازي ماما" 

-"الحمدلله يا خالتي في نعمة والله.. انا جاية استسمحك اننا معرفناش نحضر كتب كتاب الغالية والله عمة امي تعبت جامد و روحنا بَيتنا عندها عشان اخدمها و اراعيها" 

-"مفيش حاجة ياحبيبتي الف سلامة عليها.. الله اتفضلي يا عواطف هنتكلم علي الباب ولا ايه "

-" معلش يا خالتي اصلي قايدة البوتوجاز و سايبة الاكل علي النار اجيلك في وقت تاني ان شاء الله.. تلزمك اي حاجة اجيبهالك يا امي"

-" تسلميلي يا حبيبتي.. سلمي علي ماما"

-"الله يسلمك.. بالإذن"

❈-❈-❈

-" الو.. ايوه يا نورهان ازيك عاملة ايه.. معلش ممكن تعمليلي إذن عشان هروح لاني تعبانة شوية"

-" صوتك مش طبيعي تعبانة مالك فيكي ايه؟ "

ابتلعت ريقها في توتر و حاولت إخراج صوتها بشكل طبيعي ولكن بحة البكاء ظهرت مجددا 

-" انا كويسة.. قصدي تعبانة باين خدت دور برد جامد"

نهضت نورهان من كرسيها بمكتبها و بدأت في جمع اشيائها بحقيبتها و تكلمت بسرعة مع اميرة التي تقربت منها مؤخرا 

-" طب استني هروح اعمله و اجيلك.. متمشيش من غيري" 

صوتها ليس صوت شخص مريض و لكن شخص باكي بكاء حار فهي تعلم كم هي هشة و قليلة التجارب بسبب حماية امها الزائدة لها 

-"لا متجيش يا نورهان ملوش لزوم انا هتحرك دلوقتي.. الو؟.. قفلت الخط" 

تنهدت و مازالت دموعها رطبة علي وجنتيها الحمروان من كثرة البكاء ثم استقامت بسرعة تمسح خديها و وجهها بعنف و جمعت حاجياتها استعدادا للذهاب ثم فتحت باب مكتبها للخروج فاصدمت بوائل الذي كان علي وشك الدخول فحاولت تخطيه و الذهاب و لكنه لم يسمح و امسكها من مرفقها يدخل المكتب مجددا و كانت هي مجهدة و مرهقه غير قادرة علي المقاومة هي فقط تريد الذهاب و البكاء في حضن امها و لو تعثرت حتي في طريقها في صخرة صغيرة لسقطت منهارة دون ادني طاقة للتحمل

وضع يده علي وجنتها المتورمة و ألم قلبه انتفاخ وجهها اثر البكاء.. حاولت ابعاد يده بمقاومة ضعيفة و الابتعاد عنه لكن الفرق الواضح بين بنيتيهما كان في صالحه فلم يسمح لها بالابتعاد

-"استني يا أميرة.. استني ارجوكي.. انا اسف سامحيني" 

خرج صوت مبحوح منها يكاد لا يُسمع 

-"ارجوك ابعد عني" 

-"لا مش هبعد انا بحبك و انتي بتحبيني و دي غلطة انا عملتها غصبا عني فاا فأنا جاي اعتذر اهو حقك عليا.. ارجوكي يا أميرة متزعليش مني يا حبيبتي انتي عارفة انا لما بتعصب ببقي مش شايف قدامي هاا متزعليش مني بقي حقك عليا " 

ارتفاع صوت بكائها من شدة ضغطه عليها و شدة تعبها فاحتضانها و لم تبادله و لم تعترض أيضا هي فقط تحتاج لحضن دافيء الان سواء منه او من غيره لتبكي أوجاعها و لم تلتفت أنه كان العناق الأول بينهما 

قبل اعلي حجابها و رأسها متمتما بالاسف ثم تحدث مجددا بما لم تسمعه اساسا و ذلك من فضل الله فقد لجأ لاستراتيجية قلب الطاولة التي يجيد استخدامها 

-"و بعدين ما انتي اللي عصبتيني يعني و بتتكلمي علي اللي اسمه زفت أسامة ده و انا بغير عليكي يا روحي و انتي عارفة كدة كويس و متأكدة من حبي ليكي " 

استعادت قليلا من توازنها فحاولت الإبتعاد و لكنه لم يسمح فقالت بنبرة ضعيفة

-" عايزة اروح" 

-"حاضر يا روحي يلا بينا"

❈-❈-❈

-" انجز يا رجب بقي "

-" لا حول ولا قوة الا بالله.. في ايه يانورهان ما انا بشتغل اهو "

-" طيب "

تأفأفت نورهان و هي واقفه تهز قدمها اليمني في حركة عصبية.. تريد أن تلحق بأميرة لتري ما بها 

-"اهو ياستي اتفضلي" 

سحبت منه الورقة بسرعة و تحركت بخطوات سريعة مضاعفة و هي تشكره ثم اتجهت لمكتب اميرة و فتحته دون حتي ان تطرق الباب

-" أميرة انا!! ... اووف مشيت بردو" 

ظل الصمت مسيطر علي الأجواء بينهم في السيارة ثم توقف جانب الطريق فجأة أمام احد الاكشاك 

-" استنيني هنا رجعلك" 

و خرج و اغلق السيارة عليها من الخارج فبالرغم من وثوقه بها مازال لا يعلم ردود افعالها حين تكون غاضبة و حزينة فهي في النهاية ابنة حواء 

بعد عدة دقائق عاد مجددا معه حقيبة بلاستيكية بها عصائر و حلوي لها و وضعها في حجرها و ظل يحدق بها بينما هي لم ترفع عينيها له و لم تلمس محتويات الكيس فنادها و هو يمسد وجنتها المصابة بظهر اصابعه

-"اميرة يا حبيبتي.. لازم تاكلي حاجة و تهدي كدة عشان متقلقيش ماما عليكي ماشي" 

فاومأت بدون رفع رأسها و فتحت علبة عصير ثم نظرت في النافذة و انهمرت دموعها مجددا 

❈-❈-❈

-"اميرة؟.. انتي جيتي يابنتي؟" 

-"ايوه يا ماما"

-"مالك ايه اللي جابك بدري كدة" 

تركت حقيبتها علي الطاولة و توجهت للمرحاض و هي تجيب

-" مفيش اصلي تعبت شوية فوائل روحني"

أسرعت والدتها إليها لتضع يدها علي جبينها تتحسس حرارتها 

-"مالك يا ضنايا خدتي دور برد ولا ايه.. و بعدين وائل مطلعش معاكي ليه "

ابتلعت ريقها ثم اجابت

-" اصله رجع الشغل تاني" 

-"سلامتك يا حبيبتي.. احطلك تاكلي؟" 

و وضعت يدها علي خدها المتورم فاغمضت اميرة عينيها بألم و حمدت الله أن امها لا ترتدي نظارتها 

-" لا هدخل اخد دوش و اخد دوا البرد وانام"

-" ماشي يانور عيني "

فقبلت يد والدتها و اخذت حقيبتها و دخلت غرفتها

❈-❈-❈

-" الو انتي فين "

تحدثت ليلاس بدلال و هي تضع طلاء اظافرها و تضع الهاتف بين كتفها و اذنها

-" طب مفيش ازيك حتي.. عموما انا في شقتي مستنياك" 

فاغلق وائل الهاتف و هو يركب سيارته استعدادا للذهاب إليها 

❈-❈-❈

طُرق الباب فنظرت في العين السحرية فوجدته هو فعدلت من قميص نومها الاحمر القاني و من شعرها البني المنسدل و فتحت الباب لتستند علي اطار الباب بميوعة

-" وحشتني"

تخطاها بعنف و دخل يخلع سترة حُلته الأنيقة و يقذقها علي احد الكراسي 

-"ها فكرت فاللي قولتهو.." 

انقض عليها يقبلها بعنف فابتسمت و بدأت في مبادلته و فتح ازرار قميصه و كان اقل وصف لما حدث بينهما هو الهمجية و السادية و قد ادرك ان اميرة هاشة جدا فرغم حبه الحقيقي لها هي لن تتحمله و تتحمل رغباته فقرر إرجاع ليلاس لخانة العشيقة و ليس الزوجة كما تريد هي فعلاقتهم معقدة نوعا ما فقد تزوج منها عرفيا لمدة و لكن تلك اللعنة ذهبت لامه و اخبرتها عن زواجهم و زورت تحاليل حمل لتدينه فاجبرته والدته ان يتزوجها ثم يطلقها سرا و ان يجبرها علي إجهاض الطفل الغير موجود من الأساس!! 

جلس يدخن مستنداا علي ظهر السرير و هي بجانبه تتكيء علي ذراعها فقالت غامزة 

-"و ياتري بقي عرفت السنيورة انك كنت متجوز ولا كتبت كتابك بالبطاقة القديمة"

فنظر لها و لم يجيب ثم عاد ينظر امامه في الفراغ يتابع تصاعد دخان سيجارته و قال 

-"مش هردك هتفضلي معايا بس عشيقة مش زوجة.. هتفضلي بأدبك كان بها هتعملي الشغل الوسخ اللي عملتيه مع امي ده و تفكري تروحي لاميرة تقوليلها مش هعديهالك و بردو مش هتعرفي تثبتي حاجة "

اقتربت منها تقبل عنقه و هي تقول بهمس

-"زوجة، عشيقة، خدامة.. اي حاجة بس ابقي جمبك.. بحبك "

❈-❈-❈

سمعت دق جرس الباب فاتجهت اليه تفتحه فظهرت من خلفه نورهان التي جحظت عيناها من رؤية وجهها المتكدم فأشارت لها اميرة بسبابتها بسرعة ان تصمت و تدخل معاها غرفتها و بعد اعلام والدتها و تحيتها و دخولهم الغرفة و إغلاق الباب هتفت بصوت خافت

-" ايه اللي في وشك ده؟!! .. مين ضربك؟ " 

حاولت ان تكذب ولكنها لم تستطيع و بكت مجددا لكن في حضن نورهان التي كانت تربط عليها و تسألها في محاولة لفهم تمتماتها اللي كانت تقولها بهمس فاستجمعت قواها و ابتعدت عنها ثم قصت عليها ما حدث بالتفصيل 

-"بس الغلط غلطي انا اللي عصبته "

-" لا مش غلطك هو مش من حقه يضربك خالص اصلا مهما عملتي" 

-"يعني ايه المفروض اني اتكلم علي راجل قدامه و يسكت" 

-"هو انتي كنتي بتقوليله كان بيبوسني انتي بتقوليله بيباركلي علي جوازنا و حطي الف خط تحت جوازنا دي" 

-"ايوه يعني انا المفروض اعمل ايه "

-" المفروض تاخدي موقف و متسمحيش انه يعاملك بالطريقة دي تاني و لو كررها متمكليش معاه "

-" واطلق و.. "

فنظرت لها نورهان ببسمة حزينة فاقتربت اميرة تمسد علي ذراعها

-" انا اسفة يا نورهان والله مش قصدي "

-" لا ياحبيبتي مفيش حاجة عادي هو انتي فاكراني زعلانة عليه ليه هو كان كويس يعني و هو اللي استغني عني لا انا بزعل من نظرة الناس للمطلقة حتي لو عندها حق فانها تطلق.. متاخديش في بالك عموما ان شاء الله مش هتحصل تاني بس زي ما قولتلك اوعي تسكتي انا ده السبب اللي خلاني اتطلق "

❈-❈-❈

-" تفتكر يا عماد هو اللي خد الاوراق دي و لعب فيها مع المدير المالي "

بيسمة ساخرة أجابه صديقه و زميله في العمل و هو يفند بضعة أوراق 

-" طبعا يا وائل مين ليه مصلحة غيرهم اصلا لو مستر كمال ساب رياسة مجلس الإدارة عشان محققش التارجت بتاعه"

-" طب و احنا هنثبت الكلام ده ازاي"

-" لا قول الاهم و هو احنا هنعمل ايه بعد ما نثبته.. وائل مش سهل و ممكن يودينا احنا الاتنين ورا الشمس لو شم خبر اننا بندعبس وراه هو و اللي معاه"

-" هقولك انا هنعمل ايه "

❈-❈-❈

-" الو ايوه يا سامح"

-" قلب سموحة.. الجميل عامل ايه "

تنهدت نورهان و ردت بحزن و علي شفتيها بسمة حزينة من خفة ظله التي تخفف عنها اعباء حياتها دائما 

-" الجميل مش كويس "

ترك سامح ما يفعله علي حاسبه و امسك الهاتف بيده يسأل بقلق

-مالك يا نور صوتك مضايق"

فقصت له ما حدث صباحا مع اميرة و ذهابها لبيتها بعد العمل 

-" هي حرة "

-" يعني ايه هي حرة بقولك شكله هيعمل زي ما أكرم كان بيعمل معايا ده بدأ من بدري اوي كمان زائد انه شخص مغرور جدا و سخيف و متسلط " 

-"هي حرة عشان هي بتحبه و لو قعدتي تغني ليل نهار ليها انه مش كويس مش هتستوعب ده و هو قلب عليها الترابيزة و هي زي الهبلة اقتنعت بأنها الغلطانة" 

-"يعني انا المفروض اعمل ايه "

ضحك بعلو صوته و هو يقول مازحا

-" المفروض تقوليلي لابسه ايه دلوقتي "

فزمجرت فضحك 

-" خلاص ياست اسف اسف.. طب اقولك انا لابس ايه دلوقتي "

-" هيهيهي خفة خفة"

-" طعم تحفة.. او عسسسلل يا عسل"

-" يابني ادم انت سخيف مش عارفة مين ضحك عليك و قالك دمك خفيف"

-"كلهم" 

-"كلهم ايه؟" 

-"كلهم قالولي اني سخيف بس انا مقتنعتش بكلامها و لسه صامد زي ما انتي شايفة"

-" سامح"

تنهد من طريقتها في نطق اسمه فيخرج كأنه سيمفونية بديعة تطرب الآذان 

-" نعم"

-" بتكلم جد "

-" طيب ياستي.. انتي المفروض تستني حصل حاجة تانيه مشابهه تنبهي تاني الموضوع زاد اوي بقي انا شايف انك تقولي لمامتها "

❈-❈-❈
بعد اسبوع..

-" اتفضلي ياحبيبتي"

قالها وائل بابتسامة عذبة لاميرة المرتجفة و هي تدخل من باب شقتهم.. لا تعلم لم أصبح وجوده يخيفها.. تشعر انها ستُصفع في اي وقت فتخاف اغضابه فترضيه بما يريد.. فقد فقدت تعاملها العفوي معه و ادراكها لتفهمه كل ما يصدر منها فاصبحت تخافه و تخاف وجودها معه وحدهم.. لقد تحدثت معه بجدية بشأن ضربه لها و وعدها انها لن تتكرر و مع ذلك تشعر بجانبه انها عصفور ابتلت اجنحته و هو نسر قاسي لن يرحمها حتي يلوكها بين أسنانه و كل هذا من صفعة!! فتسخر من نفسها و من عقلها و تمشي وراء قلبها الذي يدعمه و يحبه بشدة 

هي تكره هذا البيت رغم حبها لوائل فهي تعلم أن والدته لا تحبها لانها علي حسب قولها "تربية ست" و لهذا في قاموسها يجب أن تكون هذه الفتاة بالطبع منحلة و منحرفة بالرغم من ان وائل وحيد والدته مثلها لكن كل هذا لانها فتاة بالاضافة لتلك الياسمين التي كانت تريد تزويجه لها.. تلك المرأة لا تكلف نفسها حتي بالتظاهر بالود لأجل ابنها وهذا يزعجها بشدة فهي رقيقة كالنسمة و لاتستطيع التعامل مع تلك القسوة 

انقلبت ملامح السيدة فايزة بالطبع بمجرد رؤيتها لوجهها كالعادة 

-"السلام عليكم يا امي" 

ردت بابتسامة علي وائل و تجاهلت وجود أميرة 

-"و عليكم السلام ياحبيبي" 

-"معايا اميرة يا امي" 

وضعت ساقا فوق الاخري و ردت بعنجهية ورثتها لابنها 

-"ما انا شايفها ولا عشان ابني طول بعرض نظري هيضعف" 

تكلم وائل بنبرة تحذيرية

-"ماما" 

-" خلاص خلاص.. يا اهلا وسهلا.. نورتي يا ست اميرة هانم اتفضلي" 

-"ادخلي ياحبيبتي اقعدي هعمل مكالمة و اجيلك "

ابتلعت اميرة ريقها و دخلت تجلس مقابل السيدة فايزة التي نظرت لها من أعلاها إلي اسفلها ثم مصمصت شفتيها بضيق ثم رفعت صوتها ليصل لوائل بابتسامة خبيثة مرسومة علي شفتيها و عيناها تحدق بالجالسة كما يقولون كالكرسي الذي تجلس عليه 

-" صحيح يا وائل ياسمين بنت خالتك جاية النهاردة تساعدني فالمطبخ اصلي تعبت شوية و مطبختش حاجة لسه" 

في اي وضع الطبيعي سيقول الابن لامه بلهفه ما بكِ امي لكن هو يفهمها و حقظها كخطوط يده و لذلك كشف بسهولة انها تضايق اميرة فابدي عدم الاهتمام 

-"طيب يا امي "

و لعدم ظهور اي رد فعل بالضيق علي أميرة الحاضرة الغائبة جزت امه علي اسنانها بغل 

رن جرس الباب و فُتح فجأة من الخارج و دخلت ياسمين كعادتها بطِني مساحيق تجميلية و دخلت تسلم علي خالتها و علي اميرة التي تفاجأت من امتلاكها مفتاح للمنزل ثم سألت علي وائل 

-" هو ابيه وائل فين ياخالتو صحيح" 

-"جوا يا روح خالتو في اوضته"

استقامت مسرعة الي غرفته 

-"بيستحمي ولا ايه.. اطلعله غيار بقي احسن هو بيحب يلبس علي ذوقي اوي" 

ضحكت فايزة و ردت ببشاشة و هي تمصمص شفتيها 

-"لا ياحبيبتي بيتكلم فالمدعوء ده اللي اسمه تليفون و ماسك فيه طول النهار معرفش بيكلم مين كدة 

ضحكت ياسمين و اشارت علي اميرة التي ابتسمت بمجاملة

-"يوه يا خالتو اكيد بيكلم القمر اللي قاعد و مكسوف ده" 

-"لا لا مش بيقول اسمها هي باين ليلي حاجة كدة يعني"

لا هكذا الوضع زاد عن الحد و لن تتحمل اميرة ذلك فقرر انهاء مكالمته و الخروج إليهم 

خرج إليهم ينظر لامه بنظرة مهددة فهمتها 

-"ازيك يا ياسمين عاملة ايه "

فنظرت ياسمين للارض متصنعة خجل جعلته يبتسم بسمة صغيرة هازئة 

-" الحمدلله يا ابيه و حضرتك؟ "

-" بخير الحمدلله.. تعالي يا اميرة افرجك علي اوضتي" 

فهتفت امه بسرعة 

-" تيجي فين!!" 

فكرر كلامه بخشونة غير ملاحظ ارتجاف ذلك العصفور الجالس 

-" تيجي علي اوضتي يا ماما عشان افرجها عليها" 

-"طب و مين اللي هيساعد ياسمين فالمطبخ انا تعبانة و مش قادرة اعمل حاجة "

ثم نظرت لها نفس تلك النظرة التي تشملها من اعلاها لاسفلها و قالت 

-" و اهو بردو ندوق عمايل ايد العروسة" 

رن هاتفه مجددا ولكن برقم المجنونة ليلاس التي تفتعل المشاكل من اللا شيء و يمكن أن تشي بعلاقتهم في اي لحظة لاميرة 

-" طيب يا أميرة ساعديهم انتي عقبال ما ارد علي المكالمة دي و اجي" 

و نسي يأخذ رأيها حتي اذا كانت تريد فعل ذلك ام لا 

❈-❈-❈

تسللت ياسمين الي المطبخ حسب تعليمات خالتها و وضعت الملح في حلة الحساء الكبيرة التي من المفترض ان تكون اميرة من صنعتها و خرجت بسلاسة

بعد قليل دخلت السيدة فايزة و اميرة المطبخ لتمسك السيدة فايزة ملعقة للتذوق الحساء 

-"ايه ده يع مالح اوي كدة ليه" 

فنظرت لها اميرة التي تذوقت الطعام منذ قليل و كان شهي 

-" لا مش مالح ملحه مظبوط يا طنط" 

فصرخت فايزة عليها

-"قصدك ايه.. قصدك اني بكدب ولا اكونش زودت انا الملح" 

ارتعبت اميرة من صوتها العالي فبررت

-"مش قصدي حاجة انا بس دوقته من شوية كان مظبوط "

فامسكت فايزة ملعقة و اعطتها لها

-"هو انا مجنونة يعني امسكي دوقي عمايل ايدك يا هانم "
فامسكت اميرة الملعقة و تذوقت الحساء بها لتسعل عدة مرات من كمية الملح و تُصدم ولا تعرف هل جنت ام انهم من فعلوا ذلك لتخريب طعامها

-" حضرتك انا معرفش ازاي بقي كدة والله انا.."

صرخت عليها فايزة مجددا مما جعل وائل يدخل إليهم

-" يعني انتي بتتهميني اني بوظتلك اكل انتي اتحننتي يابت بتشتميني و في بيتي"

هرع وائل إليهم يصرخ

-"ماما في ايه ايه الزعيق ده"

-"والله ما عملت.."

قاطعتها امه لترد عليه قبلها

-" فيه ان الهانم المحترمة بتشتمني في بيتي و بتقول ان..."

رنين هاتف اميرة من جعلهم يصمتوا و الذي كان بجوار وائل علي الطاولة فنظر فيه ثم رفع نظره لاميرة بنظرة ارعبتها..

يتبع.