-->

الحلقة الأولى جزء ٣ والأخير - غير صالح للزواج

 




الحلقة الأولى جزء ٣ والأخير 
النصب العاطفي،
"المرأة ليست مركز إعادة تأهيل للرجال الذين نشأوا بشكل سيء، ليس من مسؤوليتها إصلاحه أو تغييره أو تربيته، المرأة تريد شريكاً لا مشروعاً."

جوليا روبرتس

°°~°°~°°

بعد قليل كلمت أميرة نورهان علي هاتف المكتب انها سترسل لها من يأخذ هاتفها للصيانة كما اخبرتها ان وائل ذهب لعمل خارج الشركة فتنفست الصعداء 

و لكن كانت تلك فرصة ذهبية لأسامة فطرق باب مكتبها و عندما سمحت له بالدخول دخل 

-"ازيك يا أميرة" 

فتوترت أميرة بشدة و لكن هذا لم يمنعها من أن تحدثه بأدب فهي لم تري منه شيئا سيئا وأيضا بعد كل ما تعرضت له تريد أن تعرف سبب تلك المكالمات 

-"الحمدلله.. اتفضل يا أسامة" 

حمحم أسامة و جلس أمامها و لم يرفع عينيه في عينيها لمدة دقيقة تقريبا فتأملت هي تفاصيله و لوهلة رأته وسيم نوعا ما نعم هو ليس طويل القامة و قوي البنية مثل وائل لكنه وسيم و عندما رفع عينيه فجأة توترت و انزلت هي عينيها ارضا فابتسم بغرور ذكوري لأنها كانت تتفحصه ثم حمحم مجددا و اعتدل في جلسته يعدل من حُلته الأنيقة و قال بجدية

-"بقالك اسبوع غايبة و رجب قال انك تعبانة فقولت اجي اسلم عليكي" 

-"الله يسلمك.. انا تمام الحمدلله" 

-"طيب الحمدلله.. انا كلمتك من كام يوم اكتر من مرة و مردتيش" 

-"اه اسفة حصلتلي ظروف و معرفتش ارد او اكلمك بعدها.. هو حضرتك كنت عايزني بخصوص ايه" 

حمحم أسامة و تكلم بعملية 

-" بخصوص وائل.. قصدي أستاذ وائل "

-" وائل؟.. ماله وائل؟"

-" بصي انا معرفتي بيكي سطحية نوعا ما يا أميرة بس اللي متأكد منه أنك مش هتقبلي حاجة مش مظبوطة تكون بتحصل من ورا ضهر الكل بهدف مكاسب شخصية و بتضر شغلنا "

-" اكيد طبعا.. اتكلم يا أسامة قلقتني" 

-"باشمهندس وائل مرتشي و بيختلس بمساعدة مدير الشئون المالية "

اغلقت عينيها و فتحتها عدة مرات تحاول أن تستوعب ما يُقال بينما تابع أسامة 

-" هو بيتواصل من فترة مع مستر محمد ثابت اللي هو احد المساهمين في الشركة و اللي بردو فيه منافسة بينه و بين مستر كمال اللي ماسك مجلس الادارة حاليا.. فوائل و المدير المالي بيزوروا أوراق الحسابات اللي بتوصل لمستر كمال و بيختلسوا مبالغ صغيرة من تحت لتحت عشان محدش يحس بالإضافة لاختلاس المعلومات و البيانات بتاعت الشركة و نقلها لمستر محمد علي طبق من فضة "

صُدمت بالطبع و ظهر ذلك علي ملامح وجهها التي شحبت و لكنها لن تتسرع مجددا بالنفي بحمائية لاتهام زوجها بمثل تلك التهم، او التصديق بدون دلائل.. فتسرعها أدي إلي مصائب سابقا منها زيجة فاشلة و هي تعلمت الدرس جيدا.. فاستفسرت بتريث

-" معلش أنت عرفت الكلام.. و متأكد منه ولا لا" 

استقام واقفا و اشار للباب و قال 

-"انا متأكد من اللي بقوله و ممكن اوري ليكي اللي يثبت كلامي.. اتفضلي معايا" 

ابلعت ريقها و استقامت تذهب معه فلا يوجد حل اخر

بعد قليل.. توسعت أعين أميرة و هي تشاهد الدلائل من أوراق مزورة و تسجيل لمكالمة بين وائل و احد العاملين لدي محمد ثابت هذا.. كيف؟! و لماذا؟! صاحب المباديء الذي كان يوجع رأسها بالتحدث عنها و عن أهمية الوفاء في العمل و الإخلاص له كان أساسا مختلسا مترشياً؟

دارت الارض بها فوضعت يدها علي رأسها و كان قد لاحظ ذلك أسامة المراقب لتعابير وجهها و يعلم حجم صدمتها في المدعو وائل الذي كان ينشد القصائد لهم هم كموظفون في أهمية الحب و الإخلاص للعمل و لنجاحه فماذا كان يقول لها هي إذن! تحرك بسرعة ليسندها حتي لا تقع ففزعت و شهقت بخوف و حاولت الابتعاد فشد مقعد جلدي لتجلس عليه فجلست باضطراب من لمسه لها فقال عماد المجتمعين في مكتبه 

-"أنتي كويسة يا مدام أميرة؟" 

-"انا تمام الحمدلله دوخت شوية بس" 

تطوع أسامة لأن يذهب و يحضر لها عصيرا حتي تستعيد توازنها و لكن برغم توترها من أسامة حاولت الرفض اكثر من مرة حتي لا تبقي مع عماد بمفردها و لكنه اصر.. بعد قليل كسرت هي الصمت سائلة عماد

-"هو انتو سجلتوا المكالمه دي ازاي؟" 

فضحك عماد و قال بابتسامة

-" دي ياستي كانت صدفة غريبة جدا.. كنت انا غايب اصلا و ابني الصغير خد تليفوني و قعد يتصل اكتر من مرة علي رقم أسامة اللي كان عند وائل في المكتب ساعتها و عشان ابطل اتصل فتح اسامة الخط و سابه قدامه علي الترابيزة عشان اسمع انه في اجتماع راح ابني داس علي زرار تسجيل المكالمة و ساب التليفون و بردو أسامة نسي التليفون فالمكتب مفتوح و خرج و بعدها دخل يستأذن عشان ياخده و اكتشف ان فيه مكالمة مسجلة فسمعها بقي و كان من حسن حظنا ان وائل فاتح الاسبيكر عشان بيشوف اوراق و بينقل كام معلومة للي بيكلمه ده.. شوفتي كرم ربنا "

و ضحك مجددا بينما هي زادت صدمتها و اضطرابها فسأل وائل

-" انتي تعرفي أن وائل نقل أسامة فرع شرم الشيخ؟ "

فنظرت له لا تستوعب.. ثم فجأة تذكرت المشاجرات التي حدثت بينها و بين وائل بسبب أسامة و رجحت انه سينقله لهذا السبب فأكد عماد حديث عقلها قائلا 

-" ايوه زي ما بتفكري.. هينقله بسببك فعلا.. هو انتي عارفة ان أسامة اصلا معجب بيكي و كان مستني منك إشارة واحدة خضرا عشان يدوس هو بنزين و يتقدملك.. بس يا خسارة دلوقتي مفيش داعي للكلام ده نشكر ربنا علي كل حال.. صحيح انتي هتكملي مع اللي اسمه وائل ده اصلا؟" 

توسعت عينيها بمفاجأة ثم اخفضت وجهها بخجل انثوي و لم تستمع لعقلها الذي يؤنبها و يعاتبها بندم علي سوء اختيارها.. و عند اخر سؤال سأله قررت الهرب من سؤاله و من نفسها فاومأت ثم نفت برأسها ثم استأذنت بسرعة للرحيل و استقامت تسرع اتجاه الباب ففتحته و قابلت أسامة الذي شكرته و اعتذرت منه و ذهبت بسرعة 

❈-❈-❈


جلست في مكتبها تفكر و تراجع كل شيء منذ بداية تعارفهم و قد قررت ألا تظلم نفسها و تلومها لأنه في فترة خطبتهما لم يظهر إلا بصورة تؤهله لمنصب الزوج المثالي و الفرصة الذهبية لأي فتاة محظوظة و كانت هي تلك الفتاة المشئومة لا المحظوظة فبعد كل شيء هي نعم تحبه و هو نعم يحبها ولكن بشروط.. أجل بشروط فهو يحبها طالما هي مطيعة طالما تسمع الكلام كأنها حيوان أليف.. بالإضافة إلي عقد طفولته التي اينعم تؤلم قلبها وتجعلها تشفق عليه ولكن ذلك لا يعني انها تستطيع تحملها و من الواضح أنه لا سبيل لعلاج تلك المشكلات لديه.. و لو كان يوجد سبيل هي لا طاقة لها لذلك فقد استطاع استنفذها هو بجدارة لذلك ستطلب منه إطلاق سراحها ثم ستنتظر إلي ان تتعافي نفسيا و عصبيا و بعدها ستنتظر نصيبها من الاسوياء لعله يستطيع تضميد جروحها و إطفاء ما تشتعل في صدرها من آلام و لملمة أشلاء قلبها الممزقة فهي تعلم نفسها اعتمادية ضعيفة تحتاج إلي المساندة الخارجية دائما و التي كانت تقدمها لها امها ولكن هي الآن تحتاج إلي حضن أبوي دافيء يخبرها أن كل شيء بخير و كما أفسدت حياتها علاقة بالتأكيد ستصلحها علاقة أخري

بعد قليل اتصلت أميرة علي وائل من هاتف مكتبها لتطلب مقابلته بشكل عاجل فتحدثت معه برسمية شديدة استغربها فتحدث بغرور الآمر الناهي و قال انه سيلتقي بها في شقتهما الجديدة و اغلق حتي لا يترك فرصة لها للاعتراض و برغم خوفها ستذهب فهي تريد إنهاء هذا الأمر كما أن الشقة بها عمال و ليست فارغة 

❈-❈-❈

حدث وائل نفسه بصوت مرتفع و هو يقود سيارته متجها إلي شقتهما الجديدة 

-"مكنش يصح يا وائل انك تمد ايدك عليها من دلوقتي ابدا او تعرفها اي حاجة.. دي ممكن تصر علي الطلاق مهما كانت بتحبك.. و المقابلة اللي عايزاك فيها دي كمان مش مطمئنة خالص.. لازم اعلقها بيا اخليها متقدرش تسبني ابدا"

ثم لمعت عينيه بفكر غير مستحبة لبصيص الضوء الباقي في قلبه و ضميره ولكن لا يوجد حلول اخري فامسك هاتفه يجري اتصال بعمال الشقة ليرحلوا جميعا اليوم!! 

❈-❈-❈

وصلت أميرة أسفل البناية فنظرت للطابق الخاص بهم بتوتر و قلبها يحدثها بسوءٍ سوف يحدث اليوم و مع ذلك صعدت لتنهي هذا الامر 

استقلت المصعد الذي اوصلها حتي طابقهم فخرجت منه و وجدت باب الشقة موارب فدخلت و وجدت المكان خالي تمام و يعبيء الهواء رائحة الدهانات 

-"اتأخرت عليكي" 

جاء صوت وائل من خلفها فشهقت بفزع فضحك و تأسف لها و هو يحتضنها و لكن لم تبادله فاحاط كتفيها بذراعه الضخم و دخلا و اغلق الباب فسألته بريبة

-"هما العمال راحوا فين؟" 

-"ده معاد الاستراحة بتاعتهم فنزلوا ياكلوا و يقعدوا علي القهوة شوية.. انتي خايفة مني ولا ايه؟ " 

فابتسمت باضطراب و لم تجيب فوصله الرد و تقريبا تأكد من سبب طلبها لمقابلته و لهذا يجب تنفيذ خطته 

ترك كتفيها و فتح الحقيبة البلاستيكية التي مع و اخرج علبة عصير و وضع بداخلها ماصة و قال ببسمة عذبة 

-" جبتلك عصير.. انا عارف انك بتحبي الجوافة فجبتهولك و جبت لنفسي تفاح كالعادة" 

اعطاه لها و اخذ خاصته و شرب منها القليل ثم سألها

-" مش بتشربي ليه.. مش بتحبيه انزل اجيبلك حاجة تانيه ؟" 

-"لا شكرا" 

و بدأت تشرب و بداخلها لا تعرف كيف ستبدأ الحديث فيما تريده و لكن تحدث هو اولا 

-" ها ياستي قوليلي بقي ايه الحاجة الضروري نتكلم فيها النهاردة" 

حمحمت و ابتلعت ريقها ثم قالت بصوت خافت و هي تنظر لاسفل 

-" انا.. انا عايزة انفص... "

لم تستطيع إكمال جملتها فقد سقطت أثر المنوم الذي وضعه لها في العصير

اختفت بسمته و ظهر الشر في عينيه و لم يعد يلوم نفسه فهو يدافع عن حبه الان.. و بدأ فيما يخطط له من خلع ملابسها و اغتصابها!.. 

بدأ يحدث نفسه أن يجب أن يسيطر عليها بشتي الطرق حتي لا يصيب أميرة بنزيف و يضطر إدخالها للمشفي و إيصال الأمر لأمها

انتهي منها فقام عنها و نام علي ظهره و هو يلهث ثم نظر لها و هي نائمة ففرت دمعته علي خده فلم يرد أن تكون تلك هي مرتهم الأولي معا.. اغمض عينيه و ارجع رأسه إلي الخلف حتي هدأت أنفاسه ثم استقام يعدل من ملابسه بسرعة و يتأكد من عدم إصابتها بنزيف و عندما تأكد انها بخير جلس ينتظر الخطوة التالية و هي استيقاظها. 

بعد ساعتين فتحت أميرة عينيها و هي تشعر بألم رهيب بكامل جسدها.. ماذا حدث؟ ما هذا السقف؟ هي لا تتذكر شيئا.. ثم فجأة تذكرت وجودها مع وائل في شقتهما وحدهما.. شعرت بألم في بطنها شديد فوضعت يدها علي بطنها فوجدتها مكشوفة فرفعت جذعها لأعلى لتكتشف انها عارية بالكامل فشهقت بفزع و حاولت إخفاء جسدها بيدها و هي تبكي و تتحامل علي الألم الذي ينهش في عظام ظهرها و قدميها.. نظرت حولها بتوتر و فزع لتجد وائل جالس يضع قدم علي اخري بعنجهيه و كأنه قام بإنجاز فنظرت له بأعين حمراء تريده أن يكذب ما أتي في ظنها و لكنه لم يحيد بعينيه عنها و حدجها بكل ثقة ثم تحدث بنبرة متعالية

-"قوليلي بقي يا أميرة كنت عايزة تكلميني في ايه" 

فنظرت له بعدم استيعاب بعد.. لماذا خلع ملابسها هل اغتصبها فعلا؟ ثم جائها الرد عندما وجدت دماء عذريتها علي قدميها و علي كف يدها التي تخفي به جسدها فنظرت له بحقد و لم تبالي بكونها عارية و قامت تجري عليه تخدش وجهه بأظافرها و هي تصرخ قهرا تريد أن تمزقه إلي أشلاء تريد أن تنزع قلبه بين ايديها كما انتزع روحها.. دفعها فسقطت أرضا فحدثها بغل و عصبية و هو يصرخ هو الاخر و يدفع الكرسي الذي كان يجلس عليه بقدمه 

-"ما تقولي كنتي عايزة ايه ها.. كنتي عايزة تسيبيني صح.. ردي عليا" 

فصرخت به و هي تبكي

-"ليه عملت فيا كدة.. حرام عليك.. انت ضيعتني حرام عليك.. انا عملتلك ايه بتؤذيني ليه بالشكل ده"

اخذ ملابسها من علي الطاولة جانبه و رماها عليها ثم تحدث بتقزز

-"خدي هدومك أهيه.. تلبسي و تروحي علي بيتكو و متفكريش في موضوع الطلاق ده تاني لاني هنكر اني لمستك خالص و ابقي شوفي هتتجوزي ساعتها تاني ازاي و انتي مش بنت و كلمتي قصاد كلمتك.. سلام"

و تركها و رحل بمنتهى البساطة بعد أن انتهكها بدون وجه حق..

❈-❈-❈

اليوم التالي..

فاقت من شرودها علي طرق احدهم علي مكتبها الزجاجي فرفعت رأسها فجأة ثم تأفأفت مصطنعة الملل و قالت

-" اههه اسخف موظف فالشركة وصل يا بشرية "

استقام سامح من استناده علي مكتبها و رفع يده بجانب يحييها بتحية عسكرية

-"تمام يا فندم.. منور الشركة و المكتب و المكان كله يافندم والله"

فتحدثت نورهان اليه تصطنع الجدية

-"ايه اللي اخرك يا عسكري"

-"الطريق زاحمة يا باشا و الله و المحور مقفول.. حقك عليا يا سيادة العقيد"

خشنت من صوتها و أمرته

-" اعتذار مقبول يا عسكري و نورت الشركة.. اتفضل"

فخشن صوته هو الاخر و قال 

-"شكرا يا فندم"

ثم نظر كلا منهما إلي الاخر لثانيتين ثم انفجروا ضاحكين فتمالكت هي نفسها اولا غصبا حتي تركز في وجهه و بسمته الساحرة و ملامحه الجذابة.. عندما هدأ هو الاخر تحدث إليها بابتسامته الجميلة

-" عاملة ايه يانور وحشتيني اوي"

-"وانت كمان يا سيدي وحشتني اوي اوي.. والله الشركة مفتقداك بقالك كتير مجتش ليك وَحشة"

و بعد قليل من الوقت و سؤال كلا منهما علي حال الاخر قال سامح بتوتر بعد أن حمحم

-"نور.. أكرم"

قالت بعدم اهتمام 

-"ماله أكرم يا سامح"

-"أكرم كتب كتابه علي السكرتيرة بتاعته النهاردة "

فأخفضت نظرها عنه و نظرت في اوراق أمامها

-" يلا ده مقامه.. مش مهم ربنا يسعده مع اللي اختارها"

فدمعت عينيها رغما عنها عندما تذكرت ما افنته من عمرها معه فمسحت وجهها بكفها ثم رفعت وجهها له بابتسامة زينت شفتيها المتورمة من دموعها كما وجنتيها الحمراوان أيضا فتألم قلبه لحزنها فحاول إضحاكها قليلا

-" طب بما انه هو اتجوز و كدة.. ما تيجي اكتب عليك يا جميل و اخدك علي الكورنيش أأكلك درة و اشربك حمص"

فضحكت فعلا و هي تمسح دموعها المصرة علي الهطول و نظرت لاعلي كأنها تفكر و هي تهمهم 

-" هتجبلي بطاطا؟"

-"ياستي اجيبلك عربية بطاطا"

فضحكت بسعادة و اومأت له

-" طب خلاص موافقة "

فسألها لاول مرة و بجدية

-" بجد؟ "

فضحكت و ردت علي سؤاله بسؤال 

-" هو ايه اللي بجد؟ "

-"تتجوزيني بجد"

-"أنت بتهزر؟"

-"لا لأول مرة مبهزرش.. تتجوزيني يابنت الحلال "

فنظرت له فجأة ثم بكت فاستقام و قد وصله الرد فنظرت له لاعلي و هي تبكي و تومأ في نفس الوقت فكان سيمد يده ليمسح دموعها لكنه قبضها بجانبه بشدة لدرجة طقطقتها و ابتسم بحزن ثم التف ليتوجه للباب

فنظرت له نورهان بتعجب ثم استقامت بسرعة و مازالت دموعها تسيل و وجهها انتفخ من بكائها

-"أنت غيرت رأيك؟"

فاستدار لها نصف استدارة بتعجب ثم سألها حتي لا تكون قد خانته اذنه

-"نعم؟"

فمسحت وجهها بمحرمة ثم سألته و هي تميل برأسها

-"أنت رجعت في كلامك ولا مكونتش بتتكلم بجد"

ستدار لها هذه المرة بكامله ثم سألها 

-"ثانية!.. افهم من كدة انك موافقة؟ "

فابتلعت ريقها و اومأت بسرعة عدة مرات فتوسعت عيناه و فُتح فمه ثم ارجع شعره الفحمي الناعم للخلف بكلا كفيه بعدم تصديق.. ثم اقترب من مكتبها و اشار لها بسبابته 

-"انتي موافقة بجد؟..يعني ده مش هزار؟" 

فنفت برأسها و كم كانت تبدو مثل دُمي الأطفال الجميلة بأنفها الأحمر.. فأومأ هو عدة مرات بسرعة ثم اقترب منها و امسك رأسها بين يديه يقبلها قبلة طويلة اغمض كلاهما لها عينيه.. اسند جبهته علي جبهتها ثم همس لها 

-"بحبك" 

-"شكرا "

فابتعد عنها فجأة يصيح و هو يحرك كلا يديه معترضا 

-"نعم!!.. ايه شكرا دي هو انا بديكي خمسة جنية ؟" 

فتوترت و تراجعت للخلف.. هي فقط متأكدة انها تريد أن تكون معه اما مشاعر الحب تلك فكما كذب قلبها عليها مرة يمكن أن يكررها بسهولة.. هي فقط تحتاج وقت لتقول تلك الكلمة التي أصبحت ثقيلة علي لسانها 

-"ايه يا سامح انت هتردحلي ولا ايه.. و بعدين مالها شكرا يعني كلمة مؤدبة و مهذبة و بتعبر عن الامتنان" 

فتذمر كالطفل الصغير و هو يقف متخصراً

-"بس انا مش عايز شكرا" 

-"اومال عايز ايه" 

-"عايز زي اللي قولتها" 

فنزلت دمعه من عينيها و حدثته بخفوت 

-"بص يا سامح انت عارف ظروفي كويس و اني كنت بتعالج نفسيا و مازلت و في حاجة جوايا اتكسرت ولا يمكن تتصلح دلوقتي يعني بعد ما نتجوز مش هقدر ابقي معاك بكلي"

-"طب قلبك فين.. قوليلي و ريحيني"

-" معاك.. معاك أنت هو عمره ما عرف ياخده" 

فزفر براحه و هو يشكر ربه في سره ثم نظر لها بحب و لمعت عينيه و هو يقول 

-" خلاص هنعدي كل اللي حصلك سوا.. انا معاكي خطوة خطوة لحد ما تبقي معايا بكلك.. و حتي لو محصلش انا يكفيني قلبك و زيادة "

❈-❈-❈

جلست تبكي حظها و تعاستها و هي تكتم بكائها في وسادتها حتي لا تيقظ أمها.. لا تعلم ماذا تفعل.. كلماته لا تنفك أن تدور في عقلها و جملة "كلمتي قصاد كلمتك " تلك تذبحها كل دقيقة منذ ما حدث أمس لأنها متأكدة من صحة تلك الجملة في مجتمع مثل مجتمعها 

بعد تغيبها عن العمل يوم أمس اتصل بها علي هاتف امها يهددها

-" بعد كدة وقت ما اقولك تيجيلي الشقة تيجي يا إما ماما هتعرف انك جيتي اعترفتيلي انك مش بنت و عايزاني استر عليكي و انا رافض و مصر علي الطلاق ها "

ألم قلبها لا يحتمل وكأن احدهم ادخل به سيخ ملتهب من النار.. لا تعرف من تكلم و لمن تحكي.. نار الانتقام تشتعل في صدرها و الحقد يشع من عينيها تريد أن تشعل النار في ثنايا عقله الاجرامي هذا تقتطع من صدره قلبه الذي لا يوجد به ذرة رحمه.. و قد بزغ عقلها الاجرامي هي الاخري ففكرت ان ترسل احد الرجال المأجورين ليخصيه عقابا لانتهاكه لها

ظل تفكر و تفكر طوال الليل و لم يوجد حل آخر غير البقاء معه حتي لا تفضح والدتها المسكينة و تكسر قلبها و ربما تخسرها في موقف كهذا 

طرق علي باب غرفتها جعلها تمسح وجهها بسرعة و تسمح بالدخول للطارق الذي ما كان إلا والدتها التي دخلت تعطيها الهاتف لان وائل يريدها و تركتها و خرجت فقال بجبروت

-بكرة فالشقة الساعة 9 تكوني موجودة "

و أغلق الخط بوجهها فبكت مجددا و ظلت تلطم علي كلا وجنتيها لا تعلم ماذا ستفعل ثم استقامت و اغتسلت و توجهت للصلاة تبكي لله ما ألم بها و لم يصبح لديها سواه و تدعوه ليلهمها بالحل المناسب لما هي فيه 

❈-❈-❈

طرقت باب الشقة و فتح وائل و هو عاري الجذع يأكل تفاحة فاخفضت رأسها إلي أسفل بخجل فقال بسماجة

-"ايه مكسوفة مني ولا ايه.. اه نسيت انتي كنتي نايمه فمشوفتيش حاجة."

تركها و دخل ثم دار برأسه و قال غامزا 

-"بس انا بقي شوفت كل حاجة.. علي فكرة لو كنتي صاحيه امبارح كنتي هتنبسطي اوي بس احنا فيها اهو.. المرادي وانت صاحي يا قمر" 

احمر وجهها من شدة الغضب و كم تتمني أن تصفعه و لكن هي خائفة منه و في نفس الوقت عقلها يخبرها ماذا ستخسر اكثر مما خسرته.. لقد اغتصبها و انتهي الأمر! 

-"انت بجد مش مكسوف من نفسك "

فضحك باعلي صوته ثم اشار لها بيده ان تنتظر ان يمضغ ما بفمه و هو مازال يضحك و يسعل ثم قال 

-"انا اللي اتكسف من نفسي انتي مجنونة يابنتي.. انا جايبك هنا عشان انام معاكي يا ماما و انتي عارفة كدة مش عشان نلعب صلح يا ست الشريفة" 

طُرق الباب فجأة بعنف فذهب وائل يفتح ثم جحظت عيناه من رؤية ليلاس واقفة أمامه 

-الله الله.. ايه بقيت مكتفي بالسنيورة عشان كدة مبتردش عليا" 

-"مين حضرتك" 

فضحكت ليلاس ضحكة عالية خليعة 

-"حضرتي؟.. حضرتي ابقي طليقته سابقا و عشيقته حاليا" 

فجأة تذكرت اميرة رؤيتها لهذا الوجه سابقا.. نعم لقد رأتها في حفل عقد قرانهم فقالت بسرعة و هي تضع يدها علي جبهتها 

-" انا.. انا شوفتك قبل كدة"

فضحكت ليلاس مجددا و ردت عليها بمسكنة

-"اه ياحبيبتي انا اللي قال عليها قريبته يوم ما كنت جاية عايزة اتقذك منه بس ملحقتش" 

فسحبها وائل من شعرها فجأة و همس لها

-"امشي من هنا دلوقتي" 

فتأوهت بميوعة و قالت و هي تضع يدها علي صدره و تضحك غامزةً له 

-" ليه ده لو الكلام اللي سمعته من شوية علي الباب صح ممكن نعمل جروب مع بعض تحفة"

ثم همست له بخفوت و دلال لزج

-"قولتلك قبل كدة اختفيت مني كدة ولا كدة انا عارفة مكان السنيورة و هقولها" 

فصرخ عليها و هو يجرها من شعرها اتجاه الباب

-" بقولك امشي من هنا"

اخرجها و اغلق الباب عليها فاقتربت منه اميرة و هو واقف مستند علي الباب لتقول له بصوت متحشرج و قد سالت دموعها 

-" بعد اذنك عديني" 

و لكنه لم يسمح لها بالمرور فاحاط وجهها بين كفيه و حاولت هي تحرير وجهها من يديه بيديها و فشلت لانه صرخ عليها ثم اخفض صوته و بدأ في البكاء كالاطفال يستعطفها 

-"ارجوكي.. ارجوكي اميرة اسمعيني طيب.. دي كانت نزوة.. انا كنت اعرفها قبل ما نتقابل.. دي كدابة انا قطعت علاقتي بيها من ساعة جوازنا يا حبيبيتي متصدقيهاش يا أميرة عشان خاطري.. انا بحبك" 

صمتت تحاول أن تفلت من بين يديه صمتت و صمتت حتي فاض بها فصفعته فتركها تحت ذهوله و صراخها الذي علا و لولا انهم السكان الوحيدين بتلك البناية لكن هناك جمع من الناس أمام الباب 

-" كفاية.. كفاية كدب.. كفاية خيانة.. كفاية ضغط ارجوك.. ابوس ايدك كفاية.. سبني امشي ارجوك سبني" 

فابتعد عن الباب و دموعه تسيل ولا يعلم انه بفعلته تلك فقدها للأبد 

❈-❈-❈

اليوم التالي.. 

سمح أسامة الجالس في المكتب يحضر اشيائه استعدادا للرحيل بدخول الطارق علي الباب و التي كانت أميرة و شكل وجهها مزري من البكاء أمس و قد نزلت اليوم قبل استيقاظ أمها

-" صباح الخير يا أسامة "

استقام أسامة بسرعة و اقترب منها

-"مالك وشك عامل كدة ليه و كنتي بتعيطي ليه"

سالت دمعه من عينيها لاحظها هو بينما مسحتها هي بسرعة و نفت برأسها

-"مفيش حاجة انا تمام.. بعد اذنك كنت عايزة اعرف اساعدكو ازاي نكشف وائل و اللي معاه"

تعجب أسامة من سؤالها و قرر إجابتها بمنتهي الوضوح فاشار لها أن تجلس ثم رد عليها مباشرة

-" محتاجين تسجيلات بينه و بين محمد ثابت مباشرة وللأسف احنا مش بنقدر ندخل مكتبه و محتاجين نركب مايك جوا او جهاز تسجيل و لو هتساعدينا هنكلم مستر كمال يجيب هو جهاز التسجيل ده و انتي اللي هتدخليه

عدلت من حجابها و سألت بعملية

-" تمام و الكلام ده هيتم امتي "

-والله لو انتي معانا ممكن اكلم مستر كمال النهاردة و التنفيذ يبقي بعد بكرة بالكتير"

-" تمام عن اذنك "

و استقامت و ذهبت.. فابتسم و أراح ظهره إلي الخلف في كرسيه الجلدي الوثير.. و رغم حزنها كان سعيدا فمن الواضح أن تلك الزيجة ستنتهي قريبا و سيستغل الفرصة تلك المرة و لن يضيعها

❈-❈-❈

بعد يومان.. 

بعد الاتفاق مع السيد كمال بعد عرض عليه المستندات، و إحضار أجهزة التصنت اللازمة للعملية و تدبير الخطة اللازمة لدخول اميرة مع اشطرتها علي عدم تشغيل الجهاز وقت وجودها في المكتب و كم استغربوا هذا الشرط ولكنهم اذعنوا لها في النهاية 

طرقت أميرة علي باب مكتب وائل و دخلت بعد السماح لها بالدخول و كانت ترتدي سترة بأكمام واسعة تخبيء كلتا يديها التي تحوي أحدهما جهاز التصنت اللاصق فاقتربت من المكتب فأذن لها بالجلوس 

-"وائل بعد اذنك انا عايزة اتطلق و ياريت نعمل كدة بهدوء و بدون شوشرة" 

فضحك باستخفاف و قال و هو يستقيم

-"فعلا..و ياتري بقي هتقولي ايه لمامتك عن انك مش بنت بنوت ولا هتعملي عملية؟" 

جلس في كرسي مقابل كرسيها و صعب مهمتها فقررت استخدام كارت تتمني نجاحه و هو حبه و قلبه فمثلت انها تشعر بالغثيان و اخفضت رأسها لاسفل 

-" وائل انا.. انا دايخة اوي" 

فاستقام بسرعة و اقترب منها يفرك احدي كفوفها بيد و بالاخري يمسد بها علي وجهها فارتجف جسدها تلقائيا بخوف و اشمئزاز من لمسته و لكنها قاومت حتي لا تصرخ فقالت له بوهن أجادت تمثيله ولا تعرف كيف 

-"انا كويسة هاتلي بس كوباية مايه.. أشرب"

فذهب بسرعة لخارج المكتب يحدث السكرتيرة و لحسن الحظ نسي استخدام الجهاز في مكتبه و كانت تلك فرصتها للصق الجهاز أسفل المكتب و كان هو قد عاد بالماء بعد انتهائها فتناولتها منه و اخبرته انها افضل و تريد العودة إلي مكتبها فسمح لها و ذهبت بينما علي الجانب الاخر من جهاز التسجيل كان هناك اثنان و هما أسامة و عماد كلا منهما يحدق في الاخر بعد ما سمعاه من الجهاز الذي اصر عماد علي تشغيله 

-"ياتري بقي هتقولي ايه لمامتك عن انك مش بنت بنوت" 

❈-❈-❈

-"مساء الخير يا ماما"

قالتها اميرة الخارجة من غرفتها بعد أن قررت أن تقص علي والدتها كل شيء

دق جرس الباب ففتحت اميرة لنورهان ثم دخل كلتاهما و جلستا و بعد التحيات و السؤال عن الأحوال بدأت أميرة بالتحدث بشجاعة حاولت أن تستجمعها من كل سنتيمتر من جسدها 

-" ماما انا عايزة اطلق "

فشهقت امها و ضربت علي صدرها و صرخت بها 

-"نعم بتقولي ايه.. تطلقي؟.. تطلقي ليه؟ ايه اللي حصل"

فحاولت اميرة ان تهدأها 

-" يا ماما.. يا ماما بعد اذنك افهميني انا و وائل مش هينفع نكمل مع بعض" 

ظلت أمها تصرخ بها و قد تفوهت بما تخفيه في صدرها 

-"متكمليش معاه ليه هاا؟ هو في حد بيقبل بنت أبوها ميت و من و هي صغيرة و امها اللي مربياها.. مستكترة عليا افرح بيكي ليه؟ عملتلك ايه لكل ده.. ده انا ضيعت عمري و شبابي عشانك و متجوزتش عشان مجبلكيش جوز ام يضايقك" 

طُرق الباب بعنف فذهبت لتفتحه نورهان و كانت عواطف هي الطارقة فسألت بفزع من صوت الصريخ

-" في ايه مالكوا.. بتصوتي ليه يا خالتي "

و لكن لم يرد عليها احد بل استمرت ام اميرة فيما تقوله فانفجرت اميرة بالبكاء و امها أيضا مازالت تبكي و تصرخ فصرخت هي الاخري 

-"عشان اغتصبني.. بيخوني و اغتصبني كمان هاا ده سبب كافي؟"

فجخظت عيون الموجودين و لكن توقف قلب أحدهم أيضا 

-" ماما.. ماما انتي كويسة.. ماما مالك" 

صرخت اميرة و عواطف علي سقوط السيدة زهرة و أسرعت نورهان لتتصل بالمشفي و بسامح ليكون معهم رجل 

❈-❈-❈

بعد قليل في المستشفى.. 

جلست أميرة تبكي في حضن عواطف و نورهان بجانبها تربط علي كتفها و اميرة تهمس لكلتاهما

-"انا السبب.. انا السبب.. انا اللي هموتها"

فردت عليها عواطف و هي تبكي أيضا علي رقدة جارتها

-"متقوليش كدة يا أميرة هتبقي زي الفل ان شاء الله"

خرج الطبيب بعد قليل فذهب إليه سامح ليستفسر عن حالة السيدة زهرة كما أسرعت اليه الفتيات

-"سكتة قلبية.. هي أحسن دلوقتي الحمدلله و دخلت العناية المركزة و مش هتفوق قبل بكرة الصبح.. ياريت حضرتكو تتفضلو النهاردة عشان ممنوع عنها الزيارة او اي ضغط عصبي"

فبكت اميرة مجددا علي صدر عواطف و جلسوا و بعد قليل سألتها نورهان لتشتتها قليلا عن أمر امها

-"وانتي هتعملي ايه في سي زفت وائل ده هتطلقي ازاي طالما هو رافض "

فردت عواطف بتلقائية

-" هترفع قضية خلع طبعا و تجرجر اهله فالمحاكم اومال ايه.. و انا كمان استاذ حمدي قريبي و ابن عمة امي محامي هو هيخلصلنا الموضوع ده في كام جلسة بس "

فرفعت اميرة رأسها و سألت بحشرجة

-" بجد ؟"

-" اه طبعا اومال انتي فاكرة ايه دي قضايا الخلع دي و الرجالة المخلوعة دلوقتي علي قفا من يشيل.. بصي احنا نروحله بكرة و نشوف الدنيا فيها ايه " 

❈-❈-❈

اليوم التالي.. 

بعد بيات نورهان و عواطف مع أميرة في شقتها ذهبوا جميعا بالإضافة إلي سامح إلي المشفي ليطمئنوا علي حالة السيدة زهرة ثم انطلقوا إلي مكتب أستاذ حمدي المحامي وهو رجل في العقد الرابع من العمر سمح الوجه.. شبك الاستاذ حمدي كفيه أمامه علي المكتب الخشبي و قال بابتسامة 

-" طيب دي قضية سهلة و بسيطة خلع للإحداث الضرر و استحالة العشرة.. هتاخد من 3 ل6 شهور بس و ده طبعا قليل بالنسبة لقضايا بتاخد سنة او فوق السنة كمان.. بس حتة أن حضرتك مش معاكي دليل علي خيانته ليكي خصوصا انها طليقته زي ما حضرتك قولتي بالإضافة ان مش معاكي تقرير من الطب الشرعي بحدوث حالة اغتصاب ده كدة هخليكي تضطري تتنازلي عن حقوقك كاملة ليه و ترجعي المهر طبعا "

-"مفيش مشكلة اي حاجة بس أخلص "

-" تمام حضرتك كدة بس محتاجة تعمليلي توكيل و نبدأ بإذن الله "

-" تمام حضرتك هنعمل كل اللي هتطلبه "

و كان هذا صوت أسامة الذي دخل فجأة بعد أن كلم نورهان و شرحت له الموقف.. تفاجئت اميرة بدخوله كما استاذ حمدي الذي سأل و هو يعدل من عويناته

-" مين حضرتك؟ "

-"انا أسامة زميل مدام أميرة في الشغل و خطيبها بإذن الله "

فابتسم السيد حمدي و نظر لاميرة التي احمر وجهها و نظرت لقدميها بتفاجيء 

-"طيب علي بركة الله يا جماعة" 

❈-❈-❈

بعد مرور إسبوع.. 

-"طيب يا جماعة ماتبيتوش هنا بس اقعدوا معايا شوية" 

كانت أميرة تحدث نورهان و عواطف المتوقفين أمام باب الشقة.. فقالت نورهان بابتسامة واسعة 

-" لا معلش مش عايزة اتأخر علي بابا و بعدين انتي عارفة لازم انام بدري عشان نازلة اشتري بكرة الشبكة انا و سامح" 

فاحتضنتها اميرة بحب و سعادة و قالت لها 

-" الف مبروك يا حبيبتي ربنا يسعدك و يباركلك فيه" 

ثم احتضنت عواطف و قالت لها 

-"طب انتي اقعدي معايا ياستي اهو الباب في الباب "

-" لا انا خلصانة النهاردة هروح انام مش قادرة و بكرة من صبحية ربنا هتلاقيني عندك"

بعدما ودعتهم أميرة و اغلقت الباب دخلت و علي وجهها ابتسامة سعيدة بهذه الصحبة التي أعطاها لها القدر فحمدت الله و كانت تفكر في ذلك المجنون أسامة و تتذكر محادثته معها

-" ياستي مش انتي هتطلقي"

-" اه هطلق بس.. "

قاطعها واضعا اصبعه علي فمها 

-" ششش مابسش انتي تتطلقي و تعدي العدة و نتجوز تمام" 

قاطع تذكرها لتلك المحادثة التي تخطف قلبها جرس الباب فقامت تقول بصوت عالي 

-"شكلها نورهان نسيت حاجة عرفاها مسطولة علطول" 

فتحت الباب و كانت صدمتها عندما دفعها وائل و دخل و أغلق الباب فصرخت به

-"أنت ايه اللي جابك هنا"

فلطمها ثم دفعها لتسقط علي الارض و ضربها بقدمه في بطنها اكثر من مرة ثم التف حولها و ضربها في ظهرها ثم امسك احد يديها يثنيها خلف ظهرها ختي كسرها و سمع صوت العظام يكسر فصرخ عليها 

-" بترفعي عليا انا قضية خلع.. لا وايه بعتالي المحضر علي الشركة كمان.. ده انا هطلع **** اهلك" 

و جذبها من شعرها ثم ضربها بلكمته في عينها اليسري ثم في انفها فكسره ثم دفعها أرضا مجددا و تركها متكومة حول نفسها و رحل 

اتصل بها أسامة كعادته في الاتصال بها في الليل اكثر من مرة فيعلم ان نومها خفيف و عندما اتصل اكثر من 10 مرات و لم ترد شعر بالقلق و ارتدي ملابسه ليذهب إليها

توقف عند أسفل البناية و اتصل بها مجددا امثر من مرة و لم ترد فصعد و وجد باب الشقة مفتوح فدخل و وجدها كما هي متكومة في الأرض فصرخ 

-"أميرة!!" 

و دخل ثم حملها و نزل بها بسرعة إلي المشفي الذي به امها 

❈-❈-❈

-"مين اللي عمل فيها كدة؟ "

سأله الطبيب بعصبيه فأجابه أسامة بحزن 

-"جوزها حضرتك اللي ضربها كدة.. هي عاملة ايه دلوقتي؟" 

زفر الطبيب و تحدث بضيق

-"شوية كدمات و كسر في دراعها اليمين.. وللاسف اجهضت الطفل" 

فتوسعت أعين أسامة 

-"هي كانت حاا.. حامل؟" 

-"اه بس اكيد هي متعرفش عشان ده عمره أيام.. عموما انا عملت تقرير بحالتها و هي هتفوق علي بكرة الصبح بإذن الله و انا بلغت الشرطة طبعا و هيجوا بكرة ياخدوا أقوالها 

فأومأ له أسامة شاكرا ثم ذهب يجلس بجوارها علي السرير و يمسك كفها بين كفيه يقبله بحزن علي حالتها

❈-❈-❈

سأل أميرة الضابط الجالس أمامها

-"يعني حضرتك بتتهمي جوزك بالتعدي عليكي"

-"ايوة يا فندم"

-"طيب تمام كدة ممكن تبصمي علي أقوالك"

خرج الضابط من غرفة اميرة فدخل أسامة و جلس علي كرسي بجانب السرير و ابتسم لها ابتسامة فاتنة

-"حمدلله على سلامتك"

-"الله يسلمك.. مش عارفة اشكرك ازاي يا أسامة بجد "

-" متشكرنيش ولا حاجة اهم حاجة تخرجي بالسلامة.. أنتي عرفتي أنك كنتي حامل؟ "

سألها بتوتر فأومأت له و مسحت عينيها ثم ابتسمت و سألته

-"طبعا اللي حصلي ده هيفيد في القضية كتير"

ء أشارت علي جسدها فضحك و اومأ لها

-" اه طبعا.. زائد عايز اطمنك ان استاذ كمال كمان هيرفع عليه قضية اختلاس و تزوير و دي حكمها مؤبد لوحدها "

-" و عمل كدة ازاي.. مش قولتوا لازم التسجيلات تبقي بإذن من النيابة"

-"مهو مستر كمال بردو مش سهل و ليه ناس فالشرطة كتير حبايبه عرفوا يخلصو الورق و خلصنا كل حاجة خلاص "

-" طب الحمدلله "

❈-❈-❈

امسكت أميرة بيد أمها بيدها السليمة و قبلتها و هي تقول

-" وحشتني اوي يا ماما "

فاحتضنتها أمها بسعادة إلي صدرها 

-"وانتي اكتر يا قلب ماما"

فقال أسامة بابتسامة جميلة 

-" يلا يا طنط شدي حيلك عشان نعمل الخطوبة بإذن الله "

فأخفت أميرة وجهها في صدر أمها بينما ضحكت أمها بسعادة و قالت تناغشه

-"شكلك مستعجل اوي يا أسامة "

-" بصراحة اه" 

فضحكوا الثلاث فتيات و سامح و أسامة و السيدة زهرة 

❈-❈-❈

بعد مرور خمسة أشهر.. 

-" حكمت المحكمة حضورياً بتطليق المدعية طلقة بائنة للخلع"

انطلقت زغاريد عواطف بينما سالت دمعه من عين أميرة التي شدتها امها إلي حضنها و هي تبكي فرفعت عينيها إلي السماء تحمد ربها علي تلك النهاية السعيدة


(تمت)