-->

الفصل الرابع والأربعون _ مملكة الذئاب





 الفصل الرابع والأربعون


 كان كلا من سيلا والفتى يجلسان بإحترام أمام مكتب الحكيم وليم...الذى يرأس هذا المعهد منذ عشرين عاما....وأمامهم كان يجلس هو بكل وقار ولكن مع ملامح الغضب المرتسمه على وجهه بسبب ما إفتعلاه أمام معهده.... إلا أنه حاول تهدأه نفسه حتى لا يصيبهم بالخوف أكثر من ذلك....


هكذا ظن الحكيم وليم إلا أنه لا يدرك ماهيه الأفكار التى ترواد كل واحد منهم بشأن الأخر....إلا أن المظاهر قد تخدعك فقد كان كلاهما يجلسان أمامه وينظر كلاهما إلى الأرض... ولم يجرأ أحدهما على رفع عيناه للنظر بوجه الحكيم....  لهذا قال الحكيم بهدوء حاول التماسك به: من منكم بدأ هذا الشجار؟!... تحدث كلاهما بصوتا واحد ومرتفع... وهما يشيران لبعضهم البعض:هو/ هى.... 


 عاد الغضب ليتحكم بالحكيم وليم مرة أخرى لهذا ضرب بيده على مكتبه بقوه إهتزت لها أركان مكتبه وقال بصوتا حاد: إصمتا.... لا أريد أن أستمع لصوت أى منكم.... ماذا أنتم فاعلون؟!...هل هذا هو الإحترام الذى تعلمتم أن تستخدموه أمام من هم أكبر منك سنا....أم تظنون أنكم بقارعه الطريق تتشاجرون مع كل من تلتقون به هاا... صمت ينظر لهم بإستياء... وحين لم يجيبه أحد... فقال بإنفعال: لماذا لا أسمع صوت أحد منكم؟!... كاد كلاهما أن يتحدثا معنا مرة أخرى.... إلا أن الحكيم سبقهم قائلا بثبات: واحد منكم من يتحدث.... فأنا لا أملك مئه أذن حتى أستمع لكلاكما بوقتا واحد... 


فقال الفتى مسرعا: أنا من سأبدأ بالتحدث... فهذا حقى بعد ما فعلته بى.... كاد الحكيم يخبره أن يوضح له ما حدث...

 

إلا أن سيلا إلتفت بمقعدها تجاه الفتى بقوه وصوتا مرتفع.... لفتت أنظار الحكيم لها.... وليس هذا فقط بل كانت نظراتها المشتعله تكاد تحرق الفتى بمقعده....  وقالت بصوتا حاد ولكنه ثابت: أنت لست سوى شاب لا يعرف من قواعد الإحترام شئ... فأنت من أوقعتنى وأوقعت مقتنياتى....وبدلا من أن تفكر بمساعدتى بعدما أخطأت واوقعتنى....قمت بالتحدث كرجل الكهف الذى لا يفقه شئ.... ونعتنى بالوقحه وبرغم كل ما فعلته لم أجيبك بشئ من صدمتى.... لهذا تماديت بحديثك ونظراتك الوقحه ونظرت لى بوضاعه....أنت لا تستحق أن تكون رجل علم.... لأن ما فعلته لا يدل سوى على رجل عمل بالحظائر وعاشر الحيوانات لأعوام حتى صار مثلهم.... ثم إستدارت مرة أخرى بمقعدها نحو الحكيم وليم.... الذى ينظر لها بدهشه مما قالته... وأكملت برزانه وثبات: من فضلك سيدى أريد أن تجلب لى حقى من هذا الفتى..... الذى تعدى على وأهاننى أمام الجميع... 

 

حمحم الحكيم وحاول الخروج من دهشته بعد أن إستطاع إدراك ما حدث بينهم... ووجه نظره للفتى الذى مازالت ملامح الصدمه تحتل وجهه...وهو ينظر بجانبه الأيسر تجاه سيلا التى لا تعيره أدنى إهتمام وتنظر للحكيم بثبات... 


ولكن أخرجه من شروده سؤال الحكيم له وهو يقول بثبات: ما هو رأيك سيد ليوناردو بتلك التهم التى وجهتها لك سيلا....وليس هذا فقط بل كل هذا حدث بيومك الأول..... ونظر له منتظر إجابته..... 

 

كان عقل ليو مازال يحاول إستيعاب ما قالته هذه القزمه وحين أدرك ما فعلته....عاد عقله للعمل حين وجهه له الحكيم سؤاله....فقال بحده وهو ينظر للحكيم تارة ولها تارة أخرى: هذه الفتاة كاذبه فأنا لم أقم بفعل هذا... إلا عندما رفضت الإعتذار عما سببته لى من أضرار.... 


فقاطعته سيلا قائله بإندفاع: أرأيت سيدى ها هو يعترف بأنه قام بإهانتى....  فتحدث ليو بغضب وهو يوجه كامل تركيزه عليها: أنتى بالفعل فتاه وقحه ولا تعرفين معنى لأدب الإستماع للغير....أنتى قمتى بمقاطعه حديثى للمره الثانيه وهذا لا يدل إلا على شئ واحد.... وهو أنك لا تحترمى وجود الحكيم.....ثانيا أنتى قمتى بصفعى لكنكى لم تذكرى ذلك أمام الحكيم....حتى تسئ من صورتى أمامه...... حتى لا ينظر لكى كشخص مخطئ.ثم أعاد بنظره للحكيم وهو يقول بإنفعال:أنا لا أتقبل ما قالته هذه القزمه عنى...كما لا أقبل قولها من أننى شخص يعاشر الحيونات.... كما أريد حق الصفعه التى صفعتها لى أمام الجميع وأريده الأن...إذا سمحت حكيم وليم.... 

 

حين إنتهى ليو من حديثه سقطت الغرفه بصمت مطبق.....إلى أن تنهد الحكيم وليم وقال بوقار:كلاكما أخطأ.... لهذا يجب أن يعتذر كلا منكم إلى الأخر....


وقف كلاهما عن مقعدهما قائلا بصوتا واحد: محال أنا أعتذر منه/ منها.....تحولت نظرات الحكيم من الهدوء إلى نظرات مميته جعلت كلا منهم يعود لمقعده بهدوء.... فقال بثبات وحده بذات الوقت: الأن أريد أن أسمع إعتذار كلا منكم للأخر.....ومن لم يفعل فاليخرج من هذا الباب ولا يرينى وجهه مرة أخرى....هيا فأنا أمامى الكثير من الأشياء التى تحتاج إهتمامى بدلا من طفوليتكم هذه.....

 

أدرك ليو وسيلا أن عليهم الإعتذار لأن ملامح الحكيم الصارمه....تدل على أنه سيقوم بتنفيذ ما قاله إن لم يعتذر كلاهما من الأخر.... لهذا قالت سيلا بحقد: أعتذر منك... رد عليها ليو هو الأخر بتوعد: وأنا أعتذر منكى....

 

فقال الحكيم بذات ملامحه الحاده:الأن فاليعود كلا منكم لإستكمال ما كان يفعله هيا.. وأشار بيده للخارج وبالفعل خرج كلاهما من مكتبه.... وكاد يتحرك كل منهم بطريقه...إلا أن كلاهما كاد يصدمات ببعضهم البعض مره أخرى....فقال كلاهما بحده بذات الوقت: قزمه /رجل الكهف.... ورحل كلا منهم بطريقه.... 


❈-❈-❈ 

 




كانت جوليا تقف متردده لا تدرى ماذا ستردتى من الملابس التى أمامها... إلى أن وقع إختيارها على قميصا لونه أبيض وبنطالا أسودا... أخذتهم ودخلت دوره المياه و قامت بإرتدائهم....ثم خرجت ووقفت أمام نصف المرأة المتبقبه....لترى كيف سيكون مظهرها بملابس ساب أخيها.... فوجدت البنطال مناسب إلا أن القميص واسعا وطويل.... لهذا قامت بإدخاله داخل البنطال.... ثم أعادت النظر مرة أخرى وجدت مظهرها جيد بل وجذاب كذلك.... خاصه بعد أن قامت برفع شعرها على هيئة كعكه غير مرتبه....وحين إنتهت إبتسمت برضا وخرجت مسرعه لتلتقى مع ماثيو بالساحه الخلفيه... حيث إتفقوا على أن يقوم بتدربيهاعلى كيفيه حمل السلاح والدفاع عن ذاتها.... وكل هذا بعد إلحاحها الشديد.... 


فوافق إلا أنه أخبرها أنه لا يستطيع تعليمها وهى ترتدى ملابس النساء..... لانها ستعيقها فى التحرك بسهوله... فصمتت تفكر بحل إلى أن توصلت لفكرة مثيره....  لهذا تركته راكضه وهى تقوله له أن يقوم بتجهيز ذاته فهى ستتجهز وتعود سريعا.....فما ستفعله كان أحد أحلامها فقد كانت تتمنى أن ترتدى مثل ساب لترى كيف سيكون مظهرها.. ويقوم ساب بتعلميها كيفيه المبارزه.... إلا أنها لم تفصح عن هذه الإمنيات من قبل سوى بالأحاديث القليله... لأنها كانت تعلم أن ساب كان سيرفض ذلك...إلا أن اليوم يوما مميزا حيث ستفعل أكثر شيئان تمنت فعلهم....ولكن من سعادتها لم تفكر برد فعل ساب على ما فعلته.... 


وصلت جوليا بملابسها الجريئه والتى لم يمر جوارها رجل أو إمرأة إلا ونظر لها بدهشه وإعجاب شديد.....كان ماثيو يقوم بالفعل بتجهيز العدة....وخلال ذلك كان ديفيد وألفين يمرون بجواره فوقفوا يتحدثون معه.... وقام ديفيد بسؤاله عما يفعله فأخبره متنهدا.... أنه سيقوم بتدريب جوليا على القتال.... فتعجب ديفيد وقال بضحكه:أحقا ستقوم بتعلميها؟!.أومأ له ماثيو فأكمل ديفيد قائلا: وهل ساب يدرك ما ستفعلونه؟!...أجابه ماثيو قائلا بلا حيله:لا أظن ذلك ولكنها الصغيرة أصرت على ذلك....

 

كان ألفين يستمع لهم دون أن يتدخل.... إلا أنه ظل يفكر ب لماذا تريد صغيرته أن تتعلم كيفيه القتال؟!...كان ألفين يقف بجوار ماثيو... كان ديفيد يتحدث إلا أنه توقف وقال وهو ينظر خلفهم بصدمه: اللعنه على ذلك...  فإستدار كلا من ماثيو وألفين ليروا سبب لعنه.... فصدم ماثيو كما فعل ديفيد.... أما ألفين فقد توقف الزمن عنده وهو يراها تقبل عليه بهذه الإطلاله.... وكم كانت الملابس تحدد تفاصيل جسدها الرشيق فشعر بالغضب يغلى داخله.... وهو يفكر بعدد الرجال الذين رأوها بهذه الهيئه المثيرة.... 

 

وقفت جوليا أمامهم والحماس يشع من مقلتيها وهى تحيى الواقفين بدون إهتمام..... ثم نظرت ل ماثيو بحماس وإبتسامه كبيرة وهى تقول بإصرار: ها أنا قد قمت بتبديل فستانى بأحد ملابس أخى... أظن أننا نستطيع البدأ الأن... أليس كذلك؟!... 

 

كاد ماثيو يجيبها إلا أن ألفين لم يعد يستطيع التحمل أكثر من ذلك....ألا يكفيها تلك الملابس التى جعلته يتخليها بدونها....بل وتبتسم وتتحدث بتلك الطريقة المهلكه... لهذا تقدم منها ووقف أمام وجهها فأصبح يبعد عنها خطوه واحده.... 


فتعجبت جوليا من ذلك وكذلك نظراته لا تبشر بالخير لهذا شعرت بالخوف منه.... وعادت بضع خطوات للخلف... 

 

تحدث ألفين بغضب حاول التحكم به: من الذى سمح لك بإرتداء هذه الملابس التى تحدد جسدك هكذا.... رغم الخوف الذى شعرت به جوليا... وداخلها الذى ينتفض خوفا من النظرات القاتله للواقف أمامها....إلا أنها تحدث بشجاعه مزيفه: أظن أننى لا أتدخل بما تردتديه أيها السيد.... لهذا لا تتدخل بشؤونى الخاصه.


قطع ألفين الخطوات التى إبتعدتها عنه وهو يقول بحده: حسنا بما أنه لا يحق لى للتدخل بشؤونك الخاصه.....فالنرى ما هو رد فعل أخيكى على هذا... توترت نظرات جوليا وشعرت بقلبها سيتوقف بسبب شعورها بالخوف من رد فعل أخيها....


أصبح الجو مشحون بالتوتر...لهذا تقدم ماثيو وديفيد ليفصلا بينهم.... وقف ماثيو جوار جوليا وديفيد جوار ألفين وقال ماثيو ليهدأ من ثورة ألفين التى قليلا ما تظهر فهو يستخدم بروده ومكره مع الجميع... فهو من الأشخاص التى لا يجب إغضابها: أظن أنها أخطأت بأرتدائها لهذه الملابس... إلا أننا سنرى ما الذى سنفعله بهذا الشأن.... لهذا فالتعد لهدوئك ألفين...  لأن أحدهم يشعر بالخوف منك الأن.... 


نظر ألفين ل جوليا وجدها بالفعل تنظر له بخوف وعيونا تلمع بالدموع... لهذا أغمض عينه يتنهد بغضب وهو يحاول تهدأت أعصابه.... لهذا إبتعد عنهم معطيهم ظهره وهو يحاول أن يهدأ..

 

فتحدث ديفيد بهدوء وهو ينظر ل جوليا التى ظهر بعيناها الدموع: إنه يخشى عليكى جوليا من نظرات الرجال.... ألم تلاحظى نظرات من حولك لكى وأنتى قادمه إلى هنا...كما أننى أظن أن غضب ساب سيكون أقوى من غضب ألفين.. لهذا من الأفضل أن تذهبى لتغيرى ملابسك....


 أيده ماثيو بحديثه إلا أن جوليا قالت بإصرار وثبات غريب عليها: بلى سيوافق ساب على ما أرتديه وسترون ذلك الأن.... وتحركت تجاه مبنى الحدادين إلا أنها توقفت وأكملت بعينان دامعه... كما أننى سأتعلم كيفيه القتال سواء ساعدتنى ماثيو بهذا أم لا.... 

 

حين أدرك ألفين ما ستفعله أسرع نحوها وقام بجذبها من يدها.... فإصدمت بصدره فشعر بأنفاسه تتسارع وجسده يشتعل لمجرد تصادم بسيط حدث بينهم.... لهذا إبتعد عنها خطوة وقال بثبات:إنتظرى أنتى هنا أنا من سيذهب لجلب ساب... وتركها وذهب تجاه المبنى قبل أن تعطيه ردها.... فهو لا يحتمل أن ينظر لها كل الرجال داخل مبنى الحدادين... 

 

دلف ألفين داخل مبنى الحدادين يبحث بعيناه عن ساب فوجده يعمل بتركيز...فإقترب منه ونادى عليه بصوتا مرتفع فإلفت ساب له... وسأله بتعجب عما يفعله هنا.... فأخبره ألفين أنه يريده بأمر هام ولكن ليتحدثوا بالخارج.... وافق ساب وخرج من المبنى معه وحين إبتعدوا بمسافه صغيره...


بدأ ألفين حديثه بهدوء حاول إستحضاره: ما أريد أن أخبرك به هو شئ يتعلق ب شقيقتك جوليا....


تنبهت حواس ساب حين سمع إسم شقيقته وتجعد ما بين حاجبيه... وسأله متعجبا: ماذا بها جوليا هل حدث لها مكروه؟!... وظهرت ملامح الفزع على وجهه فقال ألفين مسرعا:لا لا لم يحدث لها شئ هى بخير لا تقلق.... 


فتنهد ساب براحه وقال بتسأل: إذا ما الذى حدث؟!.... 

 

أخذ ألفين نفسا قويا وهو ينظر لعينى ساب بثبات وثقه قائلا: أنا أريد الزواج بها.... 

شعر ساب بالغباء يتملك منه فسأله قائلا: تتزوج ب من؟!.. 


فرد عليه ألفين بذات الثبات: من جوليا شقيقتك....فقال ساب بصدمه: هل تمزح معى؟!... رد عليه ألفين قائلا بتنهيده حاره: لا لا أمزح ساب ف أنا معجب بها من اليوم الذى رأيته بها...لهذا أريد الزواج منها كما أريدك أن تخبرك والدك بهذا... حتى نسرع من الأمر ف أنا لا أستطيع الأنتظار.... 

 

كان ساب مازال يشعر بالصدمه لهذا إنتظر ألفين حتى يستعيد تركيز... كان ساب يشعر بالكثير من المشاعر المتضاربه.. الخوف... الحمايه... والقلق على جوليا... فهو يخشى عليها كثيرا....وليس معنى ذلك أنه لا يحب أليس بلى هو يحبها ويخاف عليها... ولكنه متيقن أن أليس تستطيع الدفاع عن نفسها جيدا.... كما أن مارلين شخص جيد ويحمل قلبا نقى وأليس تستطيع التغلب عليه.... أما جوليا فهى فتاته الهشه والضعيفه... كما أنه يدرك أن ألفين شخصا جيد.... وجوليا تستحق أن تكون مع رجل جيد يحبها ويحترمها..... والأهم يمدها بقوته وقت ضعفها.... لهذا تنهد قائلا: أنظر سيد ألفين لقد تفاجأت حقا بطلبك....إلا أنك تعلم جيدا أن هذه أمور لا أستطيع إتخاذ قرارا بها بدون تفكير...كما أن القرار ليس لى وحدى بل هو رأى جوليا....وكذلك يجب أن أخبر والدها بهذا.... لهذا سيكون من الجيد أن تعطينى مهله ومن ثم أعطيك القرار الأخير..... 

 

حديث ساب ضايق ألفين لأنه قام بتعقيد الأمور...إلا أنه يعلم أنه محق بكل ما قاله.... ولكنه سأله قائلا: حسنا لكننى أريد أن أعلم ما هو رأيك بهذا الأمر.... هل أنت موافق على زواجى من شقيقتك أم لا؟!..

 

نظر له ساب مطولا ثم قال بتعقل: قد لا تعلم ذلك إلا أننى أحترمك كثيرا.... ليس لأنك مستشارا للملك بل لأنك صديق جيد ورجل صالح....إلا أننى سأكون صريحا معك... جوليا فتاة رقيقه ليست صلبه ك شقيقاتها.... لهذا يجب أن تثبت لها هى وليس لى أنك الأجدر بها....

 

إبتسم ألفين وقال بمكر: إذا أنت موافق...نظر له ساب ولم يجيبه على حديثه.... وأكمل قائلا بثبات وقوة: هناك أمور يجب أن أنبهك إليها....إذا كنت تريد الإستمرار بالأمر حقا... ف جوليا لا تحب من يعاملها بجفاء أو تملك زائد فهذا يشعرها بالتقيد... كما أن هناك أمر يجب أن تعلمه جوليا تحب صديقا لى....

 

تحولت ملامح ألفين للإحداد حين قال ساب ذلك... إلا أنه لم يقاطعه أكمل ساب قائلا: إلا أننى أبعدتها عنه لأنه سيقوم بإذائها وبقوة والأهم أنه لن يكون بقصدا منه.... لهذا جلبتها معى إلى هنا حتى لا يرتبط قلبها به أكثر.... توقف ساب عن الحديث قليلا...حتى يستوعب ألفين ما قاله... ثم أكمل: ها أنا قد كشفت لك جميع أوراقى كما فعلت أنت.... ولكن أتعلم لما أخبرتك بكل تلك الأمور؟!...

 

سأله ألفين بثبات رغم الغضب الذى يشعر به داخل أحشائه حين علم أنها تحب أخر: لما؟!... أجابه ساب وقد تحولت عيناه من الهدوء إلى الهيمنه والحده وإقترب من وجهه... حتى أصبحت وجوهم متقاربه قائلا: لأننى سأسمح لك بالمحاوله... ولكن إذا حدث وقمت بجرح قلبها....أو جعل عيناها تدمع لمره.... أقسم لك أننى سأجعلك تبكى دما مقابل دموعها تلك....

 

كانت نظرات ساب قويه أمام نظرات ألفين الثابته والذى إبتسم بشراسه وهو يجيبه قائلا: أخبرتك أننى أحبها.... كما أنها ستكون ملكا لى وسترى ذلك.... فأبتسم ساب وهو يرفع له إحدى حاجبيه.... وقد إبتعد خطوة عن ألفين وهو يشير له بيده قائلا: فلتفعل إذا.... شرد له ألفين الإبتسامه وقال: هكذا حللنا أمر الزواج... نأتى للأمر الأخر....

 

تغيرت نبرت صوته للضيق وهو يقول: جوليا تريد أن تتعلم المبارزه...كاد يكمل حديثه ألا أن ساب قاطعه قائلا بشك: لا تخبرنى أنها قامت بأرتداء ملابسى لفعل ذلك!!!... تعجب ألفين من علم ساب بذلك.... وظهر ذلك على صفحات وجهه فلعن ساب بصوتا خافت... وأكمل: كنت أعلم أنها ستفعل ذلك بإحدى لحظاتها الجنونيه...


 فسأله ألفين متعجا: كيف علمت ذلك؟!... ولما تريد هى فعل ذلك بإصرار هكذا؟!... تنهد ساب مجيبا إياه: كانت دائما ما تحدثنى عن إعجابها بملابسى وكيفيه حملى للسيف والقتال به... فأدركت أنها تريد فعل ذلك... شإلا أنها كانت تخشى من رد فعلى... كما أننى فهمت ما تحاول إخبارى به....كما أظن أن نمرتى قد أفرجت عن مخالبها أخيرا..... أنهى حديثه بإبتسامه مفتخرا بما وصلت له جوليا....فهذا هو ما يريده أن تفعله جوليا... أن تدافع عما تريده وخاصه إذا كان أمرا مشروع....

 

حين رأى ألفين إبتسامه ساب سأله بشك: أذا أنت موافق على ما ستفعله؟!... نظر له ساب بمكر وقد رأى الغيرة تشع من عينه فقال ببرود: إن كانت هى تريد ذلك فلا بأس بذلك....فرد عليه ألفين بحده: كنت أظن أنك سترفض ذلك مثلى....


 إبتسم ساب قائلا دون أن يعلق على حديث ألفين: أين هى الأن؟!...أجابه ألفين وهو يتحرك: بالساحه الخلفيه مع ماثيو وديفيد....أومأ له ساب وساروا بإتجاههم... وساب يقول داخله بإصرار: لا تفكر أننى سأسمح لك أن تفرض سيطرتك عليها....فأنت تحلم سيد ألفين فها أنا أقسم لك أنك لن تحصل عليها بسهوله كما تظن... سوى باليوم الذى تظهر به مخالبها أمام من يحاول طمث هويتها.... حتى وإن كان يمثل لها الهواء الذى تتنفسه....


أخرجه حديث ألفين من شروده وهو يقول بهدوء: لا أريد أن تخبرها بالأمر الأن...لأننى أريد التقرب لها أولا حتى تتقبل وجودى... ومن ثم أخبرها بالأمر...وافق ساب على ذلك متفهما ما يريد ألفين فعله.... 


 وصل كلاهما للساحه الخلفيه فالمكان ليس بالبعيد... حين وصلوا وجدوا ديفيد يمسك بسلاح خشبى وجوليا تمسك بأخر.... ويعلمها كيفيه الوقوف بطريقه صحيحه.... وكيفيه حمل السلاح لكنهم توقفوا حين وجدوا ساب وألفين قد حضروا.....

 

شعرت جوليا بالخوف حين رأت ساب....وهو تفكر أنه سيقوم بتعنيفها الأن.... كان ساب ينظر لها من أعلاها لأسفلها يقيم ما يراه من ملابس....كانت جوليا تتصبب عرقا وتبتلع ما بجوفها برعب...  إلا أن إبتسامه ساب التى إرتسمت على وجهه.... جعلت قلبها ينبض حبا له لهذا إبتسم له بإتساع....وقد أغرقت عيناها بالدموع وهى تقترب منه.... وكادت تتحدث وتخبره لما فعلت ذلك... إلا أن ساب لم يعطيها الفرصه وقام بجذبها لأحضانه ليطمئن قلبها.... وقال لها بصوتا خافت: لا تخافى صغيرتى فما تريدنه شئ من حقك....ولكن لا تقومى بإرتداء قميصى المفضل مره أخرى....

 

حديث ساب جعل جوليا تضحك بصوتا رقيق وهى تبتعد عنه قليلا.... فقال ماثيو بإبتسامه هادئه: إذا أنت موافق على تدريبها.... أوما له ساب وقال بثبات وهو يمد يده ليفك حزام خاصرته... الذى يلفه حول قميصه: أجل موافق.... ولكن لا ترأف بها لأننى أريد مبارزتها بنهايه هذا الشهر.... 

 

إبتسم ديفيد وهو يرد عليه: فالتحمد الإله إذا إستطاعت رفع السلاح فقط بنهايه هذا الشهر....إنتهى ديفيد من حديثه وهو يحاول كتم ضحكاته... 


ونظرت جوليا له كادت تقتله...إلا أنه كان يشع منها إصرارها.... وهذا جعل ساب يبتسم... فإتخذ ألفين من ذلك سببا ليحاول لفت إنتباها له فتحدث وهو ينظر لها بإعجاب:أظن أن عليك أن تحذر يا صديقى... فمن أمامك ليست بالهينه كما تظن... تحولت نظرات جوليا له...والتى لم تتغير عن تلك النظرات القاتله التى كانت تنظر بها ل ديفيد... بل هو يظن أنها أقوى وأشرس منها كذلك....وهو لا يعلم لماذا لم يعجبها حديثه....

 

أدرك ساب ما يحاول ألفين أن يفعله.... لهذا إقترب منه وقال له بصوتا هامس لا يسمعه أحد مازال أمامك الكثير أيها الشجاع... لهذا فالتتحصن حتى لا يطولك غضبها فتحترق.... ثم تركه وإقترب من جوليا التى تغيرت نظراتها للإحترام والحب... حين وقف أمامها أخيها.... والذى قام بإخراج قميصها من البنطال.... ولف حزامه حول خاصراتها حتى يكون قميصها مهندم.... دون أن يظهر شئ من جسدها للعامه.... وبعد إنتهائه إبتعد خطوه ليرى صنيعه...فوجد لا يظهر من جسدها شئ.... وهذا جعل الإبتسامه ترتسم بإتساع على وجهه.... وهو يقول: هكذا أفضل....  ثم قام بتقبيلها وقال ل ماثيو وهو يلتفت ليعود لعمله: إنها بأمانتك ماث...لا أريد أن أرى الضباع ملتفه من حولها حين أعود...ورحل ليستكمل عمله..

 

فتعجب ديفيد مما قاله ساب فسأل ماثيو الواقف بجواره: من يقصد بالضباع؟!...إبتسم ماثيو بإتساع وهو يقول ل ديفيد بصوتا مرتفع...ولكن نظراته على ألفين: إسال صاحبك فمن المؤكد أنه يعلم من هم هؤلاء الضباع؟.... تنفس ألفين بحده...ونظر ل جوليا نظره أخيره ثم تركهم ورحل ليستكمل عمله....

 

كان ديفيد قد إنتهى من عمله لهذا ظل مع ماثيو وجوليا....وكان يتبادل مع ماثيو بتمرين جوليا على الخطوات الأساسيه بحمل السلاح...خلال ذلك إنضم إليهم دوغلاس...ووليم... وليو... وكيت مع الأميرة ميلسيا..... واللاتى كن يشجعن جوليا بحماس.... 


ودغولاس و وليم يضحكون على ما يحدث بين ديفيد وجوليا من نزاع حينما لا تستمع لما يقوله.... أما ليو قرر المشاركه ليعطى جوليا بعضا من خبراته إستمر هذا الوضع لبعض الوقت...إلا أن شعرت جوليا بالإستياء من تصرفات ليو..... لهذا قالت بحده وإنفعال:أنت لا تستطيع حمل السلاح مثلى...لهذا لا تخبرنى بما يجب أن أفعله.....


 فهاجمها ليو هو الأخر قائلا بل أستطيع حمله أفضل منكى ومقاتلتك إن أردتى.... فردت عليه جوليا بثبات وهى تمد يدها له موافقه....فعل ليو المثل وصافحها.... فقال ديفيد بحماس: إذا فالنبدأ....ألا أن ماثيو أوقفه وهو يقول بتعقل: كلاكما لا تعلمون كيفيه المبارزه لهذا القتال سيكون بالعصا الخشبيه التى معكم....كادوا يعترضون...إلا أنه قال بقوة:إما هذا أو لا.... 

 

خلال ذلك كان وليم يتحدث مع دوغلاس الذى يجلس جواره من ناحيه اليسار..... والأميره ميلسيا من ناحيه اليمين..... فإستمعت لحديثه وهو يخبر دوغلاس بما حدث بمعهده صباحا... بين سيلا شقيقه ساب وبين ليو.... 


كان دوغلاس يبتسم وهو يهز رأسه نفيا على صلابه هذه الصغيره.... وكذلك من عجرفه ليو التى لن تنتهى يوما ما.....إلا أن الأميرة سألته قائله: وهل أدرك كلاهما هذا؟!...نظر لها الحكيم وليم والعجوز دوغلاس.... وأجابها وليم بمكر: لا لم أفعل.... فتعجبت ميلسيا من ذلك وسألته مرة أخرى: لماذا لم تخبر ليو فهو لن يترك الفتاة المسكينه وشأنها....فإذا أخبرته سيبتعد عنها لأنها شقيقه ساب....

 

نفى لها الحكيم وليم هذا.... وهو يقول لها: أنتى لم ترى ما رأيته أنا اليوم....فها أنا أقولها لكى من الأن كلاهما سيتشاجرون كل يوم وسيتم عقابهم أيضا.... كما لا تستهينى بهذه الفتاة فقد قامت بصفعه....وهو يكاد يرد صفعتها لها...ولكن حضورى هو من منعه من ذلك....كما أننى أريد أن أضعهم موضع تحدى... خاصه أن كلاهما يدرسان ذات التخصص لأخرج أفضل ما بداخلهم.... كما أنكى تعلمين أن ليو كثيرا ما كان يتغيب....بسبب هذه الفتاة لن يتغيب ولدك ليوما واحد.....

 

إبتسمت ميلسيا ودوغلاس لتفكير الحكيم وليم فقال دوغلاس له بإبتسامه حانيه: أحسنت يا رجل فلتجعلها تقتله بذكائها....أكملت ميلسيا هى الأخره:أجل لعلها تقتل ذلك الغرور الذى لا حدود له بهذا الشاب...وعادوا ينظرون للقتال الذى سيبدأ الأن بين ليو وجوليا.... 

 

بدأ القتال وكان الجميع متحمسون للمرح القادم... ف ليو ليس مقاتل جيد.... حتى أنه تعلم بعض الأساليب القتاليه جبرا.... لأنه لا يحب حمل السيوف....كان ديفيد الحكم بهذا النزاع.... تقدم ليو من جوليا وبدأ يعرض مهارته بحمل السلاح وأطاح بها أكثر من مرة.... كما أنه أجهدها بشدة لأنها مازالت لا تعرف كيفيه التحكم بالسلاح الذى تحمله... حتى وإن كان مصنوع من الخشب...إلا أنها لم تستسلم أو تظهر ضعفها....وهذا ما جعل الجميع يعجب بثباتها وإصرارها رغم هزيمتها أكثر من مرة... 

 

بعدما إنتهوا تقدم منها ليو وهو يبستم ببشاشه.... وقدم يده ليصافحها.... فصافحته جوليا بإرهاق وأنفاسا متقطعه.... قال لها ليو بود: كان قتالا جيد جوليا أحسنتى.... قالها بصدق جعل إبتسامتها تعود لها مرة أخرى.....بعدما كانت تنظر للجميع بحزن.... كما حياها الجميع وأخبروها أنها بداية موفقه..... 

 

بعدما إنتهى القتال أخبر الحكيم وليم كيت أنه يريدها لأمر هام...... وميلسيا ودوغلاس ساروا معا أما جوليا لم تترك ديفيد وماثيو يرحلون لإستكمال عملهم.... على الأقل قبل أن يقوم أحدهم بتعليمها كيفيه حمل السيف بطريقه صحيح.... 


وافق ديفيد على فعلها لأن ماثيو كان يجب عليه الذهاب لإنهاء بعض الأعمال الهامه.... أما ليو فقد تحرك صوب مبنى الحدادين.... فهو كان مشتاق بشده لصديقه....


دلف ليو ل مبنى الحداديين وهو يبحث بعيناه عن صديقه فوجده يعمل بخفه... كما كانت حرارة المكان مرتفعه تكاد تشعرك بالإحتراق....تقدم من ساب إلا أن أصبح خلفه وهو يقول بمزاح:هل تقومون بصنع السيوف هنا أيها السيد؟!.... 

 

إلتفت ساب وهو يدرك صاحب الصوت جيدا... لهذا إبتسم وليو يرتمى بأحضانه وهو يقول بإشتياق: إشتقت لك يا رجل... كيف حالك؟!.... ثم أبتعد عن ساب الذى مازالت الإبتسامه مرتسمه على وجهه والذى قال له بود: أنا أيضا أشتقت لك يا رجل.. كما أننى علمت من السيد ديفيد أنك كنت برحله مع السيدة ميلسيا.... أومأ له ليو مؤكدا حديثه وهو يقول: أجل كنا ب بيت الغابه.... أردت أن أقوم ببعض التغيير... ثم حول نظره لما كان يعمل عليه ساب... وسأله مستفسرا: هل مازال أمامك الكثير من العمل؟!... ف أنا قد إشتقت للجلوس معك.... 


نفى ساب برأسه وهو يقول: أكاد أنتهى فلم يتبقى سوى القليل....فقال ليو بإبتسامه مرحه: إذا لأنتظرك هنا حتى تنتهى ونخرج معا.... أومأ له ساب وعاد ل عمله لينتهى سريعا منه....

 

خلال ذلك كان الحكيم يجلس أمام كيت التى تعلم ما الذى سيتحدث عنه.... فهو لا يحدثها سوى بهذا الأمر منذ ما يقارب الخمسة أشهر..... تحدث الحكيم وليم بهدوء ورزانه: هناك أمر أريدك أن تعلمى بشأنه صغيرتى.... هناك عشبه نادرة كنت قد أمرت أحد الأصداقاء بجلبها لى منذ ما يقارب الثلاثه أشهر.... وهو لم يبخل بالبحث عنها واليوم وصلتنى تلك الأعشاب..... وقام بإستخراج قنينه صغيره وهو يكمل: إن هذه الأعشاب لا تظهر سوى بالأماكن الجبليه كل عشرة أعوام لأنها تحتاج ل مناخ مناسب....كما أن لها مفعولا سحريا فى مساعدة المرأة على الحمل بطريقه فعاله.... أنا لم أرد أن أقوم بإخبارك أننى أبحث عنها حتى لا أعطيكى أملا على شئ أنا لست واثقا من قدومه... وإختصارا للأمر هذه القنينه أصبحت ملكا لكى يا صغيره....

 كانت عينى كيت تذرف الدموع وهى تبتسم بسعاده وحين إنتهى الحكيم من حديثه.... أسرعت كيت لإحتضانه وهى تشهق باكيه من فرط سعادتها.... ظل الحكيم يربت على ظهرها بحنان أبوى إلى أن هدأت شهقاتها وإبتعدت عنه..... وقد إحمر وجهها بسبب بكائها... وقالت بإرتباك وتوتر: هل أخبرت ماكس بهذا؟!... قالتها وهى تضم القنينه لها بقوه.... 


 نفى الحكيم هذا وهو يقول: لا لم أفعل أحببت أن أرى سعادتك بالأمر..... ومن ثم قررت ترك الأمر لكى أما أن تقومى بإخباه بهذا وأشار للقنينه أو تنتظرى لشهرا أو إثنان وتخبريه بقدوم طفله.... صدرت عن كيت ضحكه ملتاعه.... مشتاقه...ومتلهفه لهذا الأمر بقوه....لهذا قام الحكيم بمد يده يريت على وجنتيها بحنان أبوى وهو يقول بهدوء:ألم أخبركى أن تتحلى بالصبر يا صغيرتى.... ها هو الصبر قد أتى بثماره....ولكن أريدك أن تتوقفى عن أخذ أى أعشاب خلاف هذه النبته حتى تعطيكى مفعولها السحري كما أخبرتك...


. أومأت له كيت بمحبه وهى تقول له مؤكده: لن أفعل ثم إقتربت منه وقامت بتقبيله...فإبتسم الحكيم ل صفاء قلب هذه الصغيرة... وقال لها: هيا الأن إذهبى وأطلبى من أحد الخدم تحضير بعض الطعام لتتناوليه.... وتضعى النبته به حتى يعطى نتيجه جيده.... وخاصه إذا كان حساء ساخن.... 


أومأت له كيت وهى تقف وتقول له: حسنا سأفعل ذلك....وذهبت مسرعه تجاه الباب لتخرج....إلا أنها توقفت مكانها ثم عادت مرة أخرى وقامت بإحتضانه...وهى تقول بصدق: أحبك أيها العجوز....وتركه مهروله لتفعل ما أمرها به....


بعد خروج كيت إختفت إبتسامة الحكيم وتنهد بحزن شديد على حال هذه الصغيرة....وقرر أن يقوم ببعض أبحاثه لينتهى من عمله....


❈-❈-❈ 






 عودة إلى ساب وليو كان ساب قد إنتهى وخرج هو وليو من المبنى.... وساروا إلى أن توقفوا جوار أحد الأشجار وجلسوا تحتها.... كما أن ضوء القمر يبحث بالنفس الراحه....


 بدأ ليو بالحديث وظل يخبر ساب عما قام به هو ووالدته خلال رحلته... وكان ساب يستمع له تاره ويجيبه علي حديثه تاره أخرى....إلى أن تذكر ليو ما حدث له صباح اليوم ب معهده... وأخبر ساب بكل ما حدث..... 


كان ساب يستمع له بإنصات إلى أن إنتهى ليو.... وبعد إنتهائه قال له ساب بثبات: لكنك لا تنكر أنك المخطأ من البدايه... فأنت من إصدمت بها.... كما أنى متعجب من أمر ما؟!... 

 

فسأله ليو بهدوء: ما هو؟!... أجابه ساب قائلا: لماذا أمرتها أن تعتذر منك رغم معرفتك بأنك هو المخطأ لا هى؟!.... 


أجابه ليو قائلا: كنت سأفعل وأعتذر منها....ولكن رأيت الغرور يحتل عيناها وبقوة.... لهذا فكرت إذا قمت بالإعتذار منها سيكون ردها جارح لى كما سيذداد غرورها.... 


فأكمل له ساب مبتسما: لهذا هاجمتها بالحديث....أومأ له ليو فضحك ساب بصوتا مسموع وهو يقول:أنت لا تعقل يا رجل....من الجيد أنها صفعتك فقط ولم تقم بقتلك.... 


فتنهد ليو بضيق وهو يقول: أنا لم أخبرك من أجل أن تأتى بصفها هى....فقد قامت بإهانتى كثيرا أمام الحكيم وليم صباحا... هذا بخلاف صفعها لى....


. فنظر له ساب رافعا إحدى حاجبيه وهو يقول: إذا ما الذى ستفعله؟!... إلتفت ليو بجسده ل ساب بحماس وهو ينظر ل ساب بأمل....


 فنظر له ساب بشك وهو يقول له:لا أشعر بالراحه من تلك النظرات....  فضحك ليو وهو يقول: لا تقلق يا صديقى ف أنا لا أريد سوى مساعدتك بكسر أنف هذه المغروره....

 

فتنهد ساب وهو يقول: لا أظن أن ما تفكر به أمرا جيد فمن الأفضل أن لا تحتك بها.... حتى لا تقوم بإغضاب الحكيم وليم.... 


 رد عليه ليو بضيق شديد وإستماله: وهل تريدتنى أن أترك حقى.... لقد قامت بصفع صديقك أمام الجميع فهل تظن أن أحد سيحترمنى بعد ما فعلته هذه القزمه؟!....

 

أغمض ساب عيناه بإرهاق....وهو يعلم أن ليو لن يتركه حتى يساعده بهذا الأمر...فقال بإرهاق: حسنا سأساعدك بكسر غرورها.... #

يتبع