الفصل الثاني والأربعون - مملكة الذئاب Black
الفصل الثانى والأربعون
حديث ساب كان واقعه
كقنبله سقطت فهدمت الجدان على أصحابها... لهذا لم يرد أحد منهم على حديثه.... إلا أن
الملك سأله بتعجب فحاله حال الجميع: ما الذى تقوله ساب؟!.... كيف ل كيت أخذ شئ كهذا....
وهى تريد إنجاب أطفال... أفصح عما تعرفه.....
عاد ساب وجلس على
مقعده مره أخر..... ثم أخذ نفسا قويا.... ونظر ل ماكس وهو يقول بثبات: لقد رأيت السيدة
كيت قبل أن أحضر إلى هنا.... وكانت تحمل مشروبا دافئا تشربه...ولكن لفت نظرى رائحته
ولونه المألوف لى.... لهذا إقتربت منها بحجه أن هناك حشره على رأسها ثم إشتممت رائحته.....
وقد كانت رائحه الآسافويتيدا وهذه نبته تأخذها النساء حين يردن عدم الأنجاب.....
وقع حديث ساب كالصاعقه
على رأس ماكس الذى توقف عقله عن العمل.... إلا أن سؤال ألفين جعله ينظر ل ساب بأمل.....
ألفين بتفكير: من الممكن أن تكون قد أخطأت.... ولم تستطيع التفرقه بينه وبين نوعا أخر......
فنفى له ساب هذا بثقه وتأكيد وهو يرد عليه: من المستحيل أن أخطأ بعشبه أستخدمتها أكثر
من مره وأعرف رائحتها جيدا..... ولا تنسى أننى إقتربت منها على حين غفله لأى لونها
وأشتم رائحتها وبالفعل صدق حدثى.....
تحدث ماكس بتشتت
وقد اصبح الحزن والألم مرتسم على صفحات وجهه: ولما تفعل كيت شئ كهذا؟!.... لما تخبرنى
أنها تريد إنجاب أطفالا منى.... ثم بعدها تأخذ هذه الأعشاب..... أنا لم أعد أفهم شئ....
رد عليه ديفيد بشفقه يحاول التخفيف عن صديقه: من المؤكد أن لديها أسبابها ماكس.. لهذا
من الأفضل أن تجلس وتتحدث معها بهدوء حتى تعلم السبب وراء هذا.....
حديث ديفيد لم
يجعل ماكس يشعر بالهدوء....بل بالعكس جعل شياطينه تخبره أن يذهب لها ويجعلها تقر بما
فعلته من وراء ظهره طوال هذه الفترة الماضيه..... وظهر هذا بوضوح على ملامح وجهه....
وكاد يتحرك إلا أن حديث ساب أوقفه.....
ساب بهدوء: لا
أنصحك بفعل ما تفكر به لأنك ستندم كثيرا وقتها.... أنا لا أعلم السيدة كيت سوى من قريب
إلا أننى واثق أنها لن تفعل شئ كهذا...... هنا لم يعد ماكس يحتمل هذا التشتت..... فقال
بإنفعال وهو يضرب الطاوله بيده: واللعنه إن كنت تثق بأنها لن تفعل شئ كهذا..... لماذا
لم تسألها صباحا عن اللعنه التى تتناولها؟!..... كانت ملامح الجميع متوتره....
ماعدا ألفين الذى
ينظر أمامه بضيق... وساب الذى طغى عليه ملامح البرود..... والملك الذى كان هادى كاللعنه...
ولم يصدر منه أى تعليق على ما يحدث بين ساب وماكس بل يشاهد فقط.... ليرى ما هى نهايه
ما يحدث.....
تحدث ساب ببرود
قائلا: ولما برأيك تريد إمرأة كالسيدة كيت ألا تنجب طفلا؟!... لما لا تكون أنت السبب
بهذا وليس هى كما تقول؟!.... وفعلت كل هذا من أجل أن نظن أنها هى من تريد الإمتناع
عن إنجاب أطفالك.....
حسنا كان برود
ساب قاتل.... لكن حديثه مميت جعل الجميع ينظر له بعينى متسعه... بنظرات أقل ما يقال
عنها أن أصحابها لم يكونوا يتوقعون ذلك..... كما أن برود ساب إستفز ماكس بشده.... فكاد
يتقدم منه ليقوم بلكمه..... إلا أن سؤال ألفين الذى كان يناظر ساب بشك منذ البدايه.....
جعل الجميع ينظرون له بتفكير....
ألفين بتفكير:
أتقصد أن أحدهم سلط هذا الحكيم على كيت ليعطيها هذه النباتات على إنها تساعدها بالإنجاب.....
والحقيقه أنه يمنعها من هذا.... كما أن الأمر إذا كشف أمام ماكس سيظن أن كيت هى المسببه
بذلك... لأنها هى من كانت تذهب للحكيم بدون علمه..... أهذا ما تقوله؟!....
بعد إنتهاء ألفين
من حديثه..... إختفى البرود من ملامح وجهه ساب...... وإنتشرت إبتسامه شيطانيه على وجهه.....
وهو ينظر لألفين بحاجب مرفوع مما جعل إبتسامه متسعه ترتسم على وجهه ألفين... الذى قام
بضرب الطاوله بيده... وهو يقول بحده: أجل.. ثم نظر ل ساب بذات النظرات.... وهو يقول
بمكر: اللعنه هل أخبرتك أننى أحب تفكيرك من قبل أيها الرجل؟!.. أنت تمتلك عقلا شيطانى.....
إلا أننى أحب ذلك.....
إبتسم ساب وهو
يجييه بكبرياء: أعلم ذلك... كان الملك يشاهد ذلك وهو مازال على هدوئه.... إلا أن نظراته
تدل على الإعجاب الكبير بعقل هذا الفتى.... لأن هذا هو التحليل الوحيد المنطقى لكل
ما يحدث مع كيت..... كان ماكس وديفيد وماثيو يحاولون إستيعاب ما حدث منذ قليل.... وحين
توصلوا للأمر سأل ماثيو متعجبا: ولكن من المستفيد من عدم إنجاب كيت؟!.....
رد عليه ساب بهدوء:
إجابه هذا السؤال لا يعرفها سوى السيد ماكس وحده.... هو من يجب أن يجيبنا عن هذا.....
ولكن قبل أن تفكر بأى شخص يجب أن تضع بالحسبان.... أن هذا الشخص يجب أن تكون له سلطه
أعلى منك أنت.... لأنه لو كان شخصا أقل منك سلطه لخاف من بطشك..... والأعظم بطش من
حولك من أصدقاء لن يتركوك وحدك...... لهذا فكر جيد من هذا الذى لا يخشاك ولا يخشى أحد...
ولديه مصلحه بعدم وجود طفل لك أنت وزوجتك.....
أنهى ساب حديثه
وسقطت الغرفه بهدوء كلا منهم يفكر بشخص قد يفعل شئ كهذا ب ماكس.... إلا أن كلمه نابيه
خرجت من فم الملك...جعلت الجميع ينظر إليه منتظرين أن يوضح سبب ما قام به..... فتنهد
وقال بهدوء: هذا أمر لا يحتاج للتفكير مرتين....ف لا يوجد شخصا يستطيع فعل هذا كما
قال ساب... ماعدا والدتك وشقيقتك ماكس..... كما أن كلاهما يكرهان كيت بشده...... وإعترضا
على زواجك منها وحاولوا إنهائه أكثر من مره.... لهذا لا يوجد سواهما...
نظر له ماكس بعيونا
تلمع حزنا وقال بصوتا متألم: ولما يفعلان بى شئ كهذا.... وهما يرون ألمى وكيف أشتهى
وجود طفلا بحياتى.... لماذا؟!.... أجابه ألفين وهو يربت هلى كتفه يؤذره: والدتك لم
تنظر لك ماكس..... فقد كان كل تفكيرها موجه ل كيت فقط ولم تفكر بأن ذلك سيقتلك مع كيت...أومأ
له ماكس بحزن ولم يعد يتحدث.... فما الذى سيقوله بعد أن أدرك أن والدته التى تبتسم
بوجهه كلما رأته.... هى السبب بحرمانه وحرمان زوجته من وجود طفلا بحياتهم....
قال ديفيد بصوتا
متسألا: ولكن إذا كانت كيت تذهب لهذا الحكيم منذ مده قريبه؟!... إذا من كان يعطيها
هذا المشروب خلال الفتره الماضيه؟!... أجابه ساب بهدوء: هذه النباتات من السهل وضعها
بالطعام دون أن تشعر....كما أنك لا تحتاج لوضعها سوى لمره واحده كل شهر لهذا الأمر
يكون سهلا.....
فقال ماثيو بشك:
إذا هناك من يساعدهم بالقصر وينقل لهم كل ما يحدث هنا؟!.... نظر له ألفين وهو يقول:
هذا مؤكد.... وإلا كيف ستصل هذه النباتات لطعام كيت..... قال ساب بعد تفكير: لا أظن
أنه شخصا واحد فقط من يساعدهم بهذا الأمر.... فلابد من وجود أكثر من شخص.....
فسأله ديفيد مستفسرا:
ولماذا تقول هذا؟!.... نظر له ساب وهو يقول بتفسير؛ لأنه يجب أن يكون أحدهم ملازم للسيدة
كيت حتى يخبر الأخرين بتحركاتها.... وعلى أساسه يستطيعون مساومه أى كان لتنفيذ ما يريدون.....
وأخر يقوم بتحضير الطعام حتى لا يكون الأمر ملفت للأنظار.... فيكونوا موضع الشك.....
كان ماكس ينظر لهم وهو مازال يشعر بالصدمه والحزن بسبب ما سمعه..... إلا أن قال بالنهايه:
إذا ما الذى سنفعله؟!....
نظر له ساب بإبتسامه
خبيثه مقلقه وهو يقول: سنفعل الكثير.... ولكن فالنتأكد مما نفكر به ومن ثم سيبدأ المرح....
فسأله ديفيد متعجبا: وكيف هذا؟!... قال ساب بتخطيط: سنقوم بتقسيم أنفسنا.... أنا وماكس
وماث سنذهب لهذا الحكيم لمعرفه الحقيقه منه..... وأنت وألفين ستكتشفون التابعين لهم
بالقصر والإمساك بهم دون لفت للأنظار.... ما هو رأيكم؟!...
قال ماكس بلهفه
لمعرفة الحقيقه: أنا موافق... وكذلك فعل الجميع.... وكاد الجميع يخرج لفعل ما هو مطلوب
منه..... إلا أن سام نظر تجاه الملك قبل وقوفه وقال بحرج: أعتذر منك سيدى.... ولكن
هل أنت موافق على ما إتفقنا عليه؟!... إرتفع إحدى حاجبى الملك ردا عليه..... فقال ساب
بنفسه: إذا لم يعجبه.....
إلا أن الملك قال
بسخريه مصطنعه: هل تذكرت وجودى الأن أيها الفتى؟!..... فتنحنح ساب وكاد يجيبه إلا أن
الملك سبقه مكملا: أنت قمت بتقسيم الأمر عليكم وتركتنى خارج مخططكم.... وكأننى غير
مرئى.... نظر له ساب متعجبا وهو يدرك أن الملك حزين لأنه لم يضيفه لمخططه...... وكاد
يعتذر منه إلا أن ديفيد سبقه قائلا بسخريه:أتعلم أنا سعيد من أجلك....ف هذا لتعلم شعورنا
حين تأخذ أحدنا معك بمهمه دون الأخر...... إبتسم الجميع على حديث ديفيد ماعدا ماكس
الذى لم تتغير ملامحه الحزينه...
فتنهد الملك وقال
بثبات حين لاحظ ذلك: حسنا فليذهب الجميع لنرى ما سيحدث.... ولكن من يأتى بالجديد يعود
إلى هنا مره أخرى.... حتى نقرر ما سنفعله.... أومأ له الجميع وخرجوا متجهين لوجهتهم....
كان ساب خارجا
من القصر بصحبه ماكس وماثيو دون أن يشعر بهم أو يلاحظهم أحد.... وكذلك ألفين ديفيد
قام كلا منهم بمهمه..... فقد بدأ ديفيد يراقب وصيفات كيت من بعيد حتى يلاحظ علي أى
منهم شئ ملفت.... وأما ألفين ذهب تجاه المطبخ الملكى وأمر كبير الطهاه ومعاونيه إلى
مكتبه الخاص.... لظروفا أمنيه طارئه كما يفعل بين كل فنيه والأخرى.....
عند ساب وماثيو
وماكس الذى كان يظهر الحزن الشديد على صفحات وجهه.... مما جعل ماثيو يواسيه قائلا:
لا تقلق يا صديقى من الممكن أن
يكون شخصا أخر
من فعلها لهذا لا تحزن.... أجابه ماكس بتنهيده حزينه: أتمنى ذلك ماث أتمنى ذلك....
وأكملوا طريقهم فى صمت.... لم يقطعه سوى ماكس حين أشار لمكان تواجد الحكيم....
ترجل كلا منهم
من على فرسه الذى كان يمتطيه وتحدث ساب قائلا: لأخبركم بما سنفعله بالداخل.... لن يتحدث
أحدكما دون أن أخبره أنا بالحديث.... كما أريد منك ماث أن تظل ملامحك مكفهره وشرسه
كما فعلت معى بأول لقاء بيننا....ولا تبعد عيناك عن عينى هذا الحكيم مهما حاول هو إظهار
قوته.... إلا أننى لا أريد أن تحيد بعينك بعيدا عنه..... وأنت سيد ماكس أريدك أن تزيل
تلك الملامح الزابله عن وجهك.... وإلا لا تأتى معنا ثم أننى من سأتحدث وليس أنت....
حتى أستطيع معرفه كل شئ منه حسنا..... أومأ له ماثيو موافقا..... فنظر ساب ل ماكس رافعا
إحدى حاجبيه فتنهد ماكس وأومأ له موافقا.....
فدخل ثلاثتهم للداخل
طالبين من الفتى الجالس إخبار الحكيم أن أحدهم يريد مقابلته..... وافق الحكيم على مقابلتهم...
ودخل ثلاثتهم تباعا فجلس كلا من ماثيو وماكس..... وظل ساب واقفا كما هو ينظر للأرجاء
حوله...... فقد كان المكان شبه راث عباره عن غرفه متوسطه الحجم..... بما أرفف مليئه
بأنواع لا بأس بها من الأعشاب وموقد نار لتدفئه الغرفه بأيام الشتاء القارص بأحد الجوانب....
وثلاث مقاعد أحدهم كان يجلس عليه الحكيم والذى كان رجل بأوخر الأربعين من عمره....
والأخران شغلهم كلا من ماكس وماثيو.....
بدأ الرجل الحديث
وهو يقول بواقر رأه ساب وقارا زائفا: من منكم المريض يا ساده؟!... لم يجبه أحد كما
أن نظرات أحد الرجلين الجالسين أمامه تخيفه.. مما جعله يبتلع ما بجوفه أكثر من مرة
وقد شعر بالتوتر إلا أنه حاول إظهار عكس هذا.... كما أن ساب أنقظه قائلا: هناك من أخبرنا
أنك حكيم جيد بعملك.... لهذا أرسلونا إليك..... تنهد الرجل وقد شعر بالغرور من إطراء
الشاب الواقف بعيدا عنه عليه..... وأجابه قائلا: هذا أقل شئ أستطيع تقديمه لغيرى فما
أملكه منحه لا يعطيها الله لكثيرون.....
ظهرت إبتسامه ساخره
على وجهه ساب وهو يقول: من الجيد أنك تدرك هذا أيها الحكيم... لهذا أريدك أن تعطينا
أعشابا تساعد زوجه أخى الجالس أمامك على الحمل..... أومأ له الحكيم وقام من مكانه وظل
يبحث بين رفوفه...... ثم عاد ومعه قنينتان وقدمهم ل ماكس.... فقد خاف أن يعطيهم للأخر
الذى ينظر له بطريقه مخيفه منذ جلوسهم..... أخذهم منه ماكس فقال الرجل وهو يشير للزجاجه
الأوله: هذا العكبر ثم أشار للزجاجه الأخرى وأكمل وهذا إكليل الجبل كلاهما يساعد
فى عمليه الحمل.... ولكن العكبر أقل فاعليه من إكليل الجبل..... كما أن إكليل الجبل
أغل منه ثمنا لأن وجوده نادر وقليل....
باغته ساب بسؤاله
الذى بغير محله قائلا: هل أستطيع تشغيل هذه المدفأه؟!... تعجب الرجل من سؤال الشاب
الواقف.... فقال متسألا: ولكن مازلنا بفصل الصيف..... فأجابه ساب بإبتسامه زمجه: ولكننى
أشعر بالبرد وأريد إشعال النيران..... وسأفعل أم لديك إعتراض؟!.... نظر الحكيم بخوف
ل ماثيو الذى ينظر له بغضب شديد الأن.... مما جعله يقول مسرعا: إفعل ما تراه مناسبا
سيدى....
أجابه ساب وهو
ينظر له بذات النظرات والإبتسامه السمجه: شكرا لك أيها الحكيم.... ثم قام بإشعالها
بثوانى ثم إلتفت ذاهبا تجاههم.... وأخذ القنينتان من أيدى ماكس قائلا بتسأل: إذا كان
هذان ما يساعدوا المرأة على الحمل..... لماذا إذا أظن أن هناك ما هو أفضل بين هذه الأرفف؟!....
لكنك لم تراها هل أصبت بالهرم.....كما أظن أنك أصبحت بعمر لا يسمح لك بمزاوله هذه المهنه...
لهذا أنا سساعدك بالبحث... ثم إبتعد عنهم مقتربا من الأرفف المليئه بالكثير من القنينات
الصغيره.... المليئه بأنواع مختلفه ونادره من الأعشاب والنباتات.....
كاد الرجل يقف
ليمنعه إلا أنه خاف من نظرات ماثيو أمسك ساب ب قنينه صغيره..... وتقدم من الموقد ببطئ
وهو يقول ببرود: أحقا تملك نبته العاذر لعلاج ألم المعده.... كيف أتيت بها يارجل فهى
نادره؟!..ولكن لا بأس لا أريد معرفه كيف جلبتها فهى لم تعد موجوده.... ثم قام بإلقائها
بالنيران المشتعله.... كاد الحكيم أن بذهب ليمنع ساب من رمى أعشابه ونباتاته الغاليه....
إلا أن سيف ماثيو الذى وجهه له منعه من ذلك..... لهذا قال بخوف ورجاء وهو ينظر ل ساب:
أرجوك سيدى لا تفعل هذا.....
إلا أن ساب عاد
مره أخرى وظل يبحث بين القنينات وقام بأخذ إثنان منهم... وفتح أحدهم وقام بشمه ثم قال
بضحكه ساخره: اللعنه كيف إستطعت جلب نبات اللصف يارجل.... فأنا ظللت أبحث عنه لعامان
ولم أجده من أجل أمى التى تؤلمها عظامها..... ولكن لا بأس فلقد تحسنت حالتها.....
لهذا لا نحتاج إليه.. ثم قام بإلقاء القنينه بالنار هى الأخرى.... مما جعل الرجل يصرخ
بساب قائلا بذعر: أرجوك كف عن فعل ذلك أرجوك.....
نظر له ساب بحزن
مصطنع ونفى برأسه وهو يقول: لا تفعل هذا فأنا لم أبدا بعد فلتهدأ.... ثم قام برفع القنينه
الأخرى الذى كان يحملها.... ولوح بها أمامه وهو يقول بسخريه: من المؤكد أن هذه القنينه
تعد ثروه.... أتعلم ما يوجد داخلها أم لا تراه من موقعك هذا.... تشنج جسد الحكيم وبدأ
العرق يتصبب منه وأنفاسه تتسارع.... وهو يرى أغلى أعشابه وأندرها تلقى أمامه باالنيران....
وحين أدرك محتوى القنينه التى يحملها ساب....
قال ببكاء: أرجوك
لا تفعل فلقد بحثت عنها لخمس أعوام ووجدتها بصعوبه.... أرجوك أتركها وسأفعل لك كل ما
تريد؟!... هنا إبتسم ساب بإشراقه قائلا: أنت رجلا ذكيا لهذا أنا لن ألقى بقنينه القصيوم
بالنيران لتأكلها.... إذا أجبت على أسأله السيد الذى أمامك.... ولكن فلتحذر إذا شعرت
بكذبك سأكمل عملى.... وحينها لن أتوقف إلا عندما أنتهى من مجموعتك النادره بأكملها......
أومأ له الرجل
بقوه وهو يقول: أقسم أن أقول لك الحقيقه كامله.... فتحدث ماكس للمره الأوله وهو يقول
بحده: لقد أتت إليك سيدة لتساعدها على الحمل.... فأعطيتها أعشاب تمنع هذا الحمل.. لما
فعلت هذا؟!.... نظر الرجل ل ماكس بتشتت وهو لا يعلم عن من يتحدث.... فهو لم يتوصل للسيده
التى يتحدث عنها.... فكاد ماكس يوصفها له...
إلا أن ساب سبقه
قائلا: أعطيتها عشبه الآسافويتيدا تجعد ما بين حاجبى الرجل بتركيز إلى أن قال متزكرا:
أجل تذكرت هذا.... هل كانت سيده متوسطه الطول ذات عيونا بلون العسل.... أومأ له ماكس
فقال الحكيم: لقد أتت هذه السيدة بالفعل من أجل هذا الأمر..... إلا أن هذه الأعشاب
كانت قد إنتهت بالوقت الذى قدمت إلى فيه.... فطلبت منها الذهاب والعوده لاحقا حتى تأتى
الأعشاب التى تريدها.... وبعد ذهابها بيوم أتانى رجل.... وطلب منى أن أعطيها عشبه تمنع
الحمل بدلا من جعلها تحمل بطفل.... إلا أننى رفضت ذلك بالبدايه.... فقام الرجل بتهديدى
بالقتل... فأجبرت على طاعته....
فسأله ماكس بإنفعال:
هل تستطيع وصف هذا الرجل أو تذكر أى شئ يخصه؟!... أجابه الحكيم سريعا بدون تفكير: لقد
كان وجهه ملثم فلم أرى منه شئ.... فتنهد ماكس بحزن... وكاد يقف ليخرج من هذا المكان
الذى يشعر فيه بالإختناق..... إلا أن ساب قال بحزن مصطنع: تؤتؤتؤ لقد حذرتك.... إلا
أنك لم تستمع لحديثى جيدا كما أظن لهذا.... توقف عن الحديث ثم إقترب من النيران وألقى
ب القنينه التى كان يحملها.....
فصرخ الحكيم وهو
ينظر للقنينه وهى تشتعل.. لم يكتفى ساب بهذا بل عاد للرف مره أخرى.. وهو يمرر يده بين
القنينات مما جعلها تصدر أصواتا لتصادم القنينات ببعضها.... فتحدث الحكيم بفزع: لقد
لقد سمعت وأنا أراه خارجا من هنا... سمعت صوتا نسائيا يقول له بهمس.... إلا أنتى سمعته
لإقترابى منهم تقول له..... أسرع لينيوس فإن السيده تنتظر بالعربه منذ مده..... فأسرع
نحوها وذهب بعيدا.... أقسم أن هذا كل ما أعرفه.....
بعد إنتهاء الحكيم
نظر ساب لأصدقائه فوجد ملامح الصدمه تظهر على وجهه ماكس وماثيو..... إذا لقد وصلوا
لشئ ما.... لهذا قام بأخذ ست قنينات من الرف ووضعهم بجيبه.... وقال وهو يؤمى لأصدقائه
ليذهبوا: لقد أخذت بعض الأعشاب من أجل تقلصات المعده لا أظنك ستمانع هذا... هيا بنا
يا أصدقاء وكاد يخرج إلا أنه عاد للحكيم وقال بحده... وهو يخرج خنجرا من خاصرته ويضعه
على رقبه الحكيم: أقسم إن أخبرت أحد بقدومنا إلى هنا لا تلوم حينها غير نفسك..... أما
بالنسبه لكذبك فى تهديد الرجل لك فأنا لم أصدق كذبك هذا... لأننى أعلم أنه قد أعطاك
المال والكثير منه أيضا.... لهذا فلتفكر بفعلها وحينها سأجعلك تندم على اليوم الذى
أتيت به لهذه الحياة... لهذا فلنظل كما نحن إذا أتاك أحد وسألك عن هذه السيدة.....
أخبره أنك لم تراها من المرة الأخيرة التى أتت إليك بها.... هل فهمت ما قلته أم أقوم
بحرق جميع أعشابك ونباتاتك حتى تفهم ما أقوله؟!....
نفى الرجل وظل
يقول: أقسم أننى سأفعل كل ما أمرتنى به ولن أفعل غيره....فإبتعد عنه ساب مبتسما بسماجه
وهو يقول: جيدا إذا.... وخرج صافحا الباب خلفه.... بعد خروجه وجد كلا من ماكس وماثيو
قد إمتطوا فرسهم منتظرين إياه... وماكس بنظر أمامه بشرود..... فإمتطى هو الأخر فرسه
وتحرك ثلاثتهم مبتعدون عن هذا المكان.....
فسأل ماثيو ساب
بهدوء: لماذا تأخرت بالخروج؟!... أجابه ساب قائلا بثبات: أخبرته أنه إذا أخبر أحد بذهابنا
إليه سأحرق أعشابه.... كما إذا أتى أحد يتسأل عن السيدة كيت يخبرهم أنه لم يراها منذ
كانت لديه بالمرة الأخيره.... حتى لايعلم أحد بمعرفتنا للأمر... بعد هذا ظلوا صامتين
طوال طريق العوده.... رغم أن ساب أرد أن يسأل من هو لينيوس..... إلا أنه لم يفعل لرؤيته
لحاله ماكس المتهالكه... فتأكد أن الأمر يخص والدته كما قال الملك....
وصل ماكس ومن معه
إلى القصر... أرد ماكس رؤيه كيت بشده.... إلا أن ماثيو منعه من ذلك وأجبره على مواصه
السير تجاه غرفه الملك...... لأخباره بما تم الوصول إليه..... إقترب ثلاثتهم من غرفه
المكتب بملامح مكفهره... وتقابلوا مع ديفيد الذى كانت ملامحه لا تقل عنهم جديه.....
وصلوا أمام غرفه الملك فقام ديفيد بطرق الباب والدخول حين سمع الإذن بالدخول....
دلف أربعتهم وجدوا
الملك كما تركوا جالس على رأس الطاوله.... ولكن المختلف هى كومه الأوراق التى توجد
أمامه..... وهو ينظر لها بتركيز شديد تقدموا منه وجلس كلا منهم على مقعده.... ديفيد
وساب جلسوا يمين الملك.... وماثيو على يساره..... أما ماكس فقد ظل واقفا كماهو بل ظل
يقطع الغرفه ذهابا وإيابا...... ترك الملك ما بيده من أوراق... ونظر لهم منتظر أن يفتتح
أحدهم الحديث....
وقد كان ماكس من
بدأ الحديث وهو يقول بإنفعال: لقد كان لينيوس اللعين من ذهب للحكيم... وأخبره بأعطاء
هذه الأعشاب ل كيت.... كان يتحدث بصدمه لا يصدق ما يتفوه به لسانه... ثم توقف فجاءه
ونظر لهم بتشتت.... وبعينى مائله للإحمرار بسبب إنحباس الدموع بها..... وأشار لصدره
بأيدى مرتعشه قائلا بألم: لماذا تفعل أمى شئ كهذا بى؟!.... ألم تفكر بالألم والخزى
الذى سأشعر به حين أعلم بالحقيقه؟!.. لماذا دائما ما تفعل كل ما تريد.... حتى وإن كانت
ستخسر أحد أبنائها بالمقابل.... لما واللعنه أشعر بالعار من ذاتى لأننى لم أستطيع حمايه
الفتاه التى أحب..... توقف عن الحديث فى محاوله منه لأخذ أنفاسه.... ومعها تساقطت بعض
دموعه عنوه ثم أكمل بشرود وألم: أنا أرى أمامى الآن كل ما عايشناه بهذه الفتره.....
أتذكر عدد المرات التى نامت بها كيت تبكى بخفوت حتى لا أستمع لصوت بكائها.... أتذكر
إهانه الجميع لها لأنها إبنة الخادمه بينما أنا مستشار الملك....أتذكر كيف عاملتها
والدتى وشقيقتى بإحتقار.... والكثير من الأمور التى لم تكن تخبرنى عنها.... إلا أننى
كنت أعلمها.... أعلم كل ما يخصها كما كنت أظن.....
نظر ماكس للجالسين
أمامه بتيه قائلا: أنا أشعر أنه قد تم تدميرى ومن أقرب وأحب الناس لقلبى....قلبى لم
يعد يحتمل هذا الألم.... أقسم أنه لم يعد يتحمل ذلك... كان ماكس يتحدث وهو يحرك يديه
بكل إتجاه فتاره يجذب خصلات شعره.... وتاره يضرب على صدره.... وتاره يمسح دموعه العالقه....
خلال ذلك وقف ساب
وإستدار إلى أن أصبح يقف أمام ماكس قائلا بهدوء: لن يعيبك شئ إن بكيت... حتى وإن قمت
بالصراخ وتحطيم الأشياء... فهذا من شيم الأقوياء وهو إعطاء كل شئ حقه....وهذا ووضع
يده على قلب ماكس مكملا: من حقه الإفراج عما بداخله من ألم لعل أحد يشعر بألمه....
فيطيب ذلك الألم.... إبكى ماكس فما تشعر به يستحق البكاء....
نظر له ماكس بعينى
إمتلات دموعا وجسد يهتز بعنف ثم إقترب منه وقام بإحتضان ساب.. وهو يبكى بعنف كطفل صغير
تركته أمه بالعراء دون أن تلتفت لبكائه وندائه لها.... تفاجأ ساب بالبدايه إلا أنه
تنهد وهو يربت على كتف ماكس.... والذى علت شهقاته ظلو هكذا لما يقارب النص ساعه...
لا يسمع بالغرفه سوى صوت بكاء ماكس....
وحين شعر ماكس
بالإرهاق من كثره البكاء إبتعد عن ساب.... وهو يحاول أخذ أنفاسه المتلاحقه بسبب بكائه....
أمسك ساب بكتفه ونظر له بثبات وقال بقوه: بكيت وأخرجت ما بقلبك أليس كذلك؟!... فأومأ
له ماكس.. فأكمل ساب قائلا : إذا الأن هو وقت العوده ل ماكس الرجل العاقل.... الذى
يفكر جيدا قبل إتخاذ أى خطوه.... لهذا أريدك أن تمحوا تلك النظرات المتألمه من وجهك....
ف كيت تستحق رجل يحميها وأنت هو هذا الشخص.... أنت الآن ستعود للجلوس على مقعدك ك ماكس
مستشار الملك... لتجد لنا حلا فيما وجدناه من أدله... حتى نقوم نحن بتنفيذها....
أنهى ساب حديثه
وهو يربت على كتف ماكس بقوه.... فتنتفس ماكس بثبات وأومأ له قائلا بهدوء رغم ضعف صوته
يسبب بكائه: أجل هذا ما سيحدث... خلال هذا كان الجالسين يستمعون لحديث ساب..... وهم
يبتسمون على ما قام به ساب عاد كلاهما لمقاعدهم.... وبدأ ماكس بسرد ما حدث مع الحكيم....
وحين إنتهى سأل
الملك ديفيد بثبات: وأنت ديفيد ماذا وجدت؟!.... تنهد ديفيد قائلا بهدوء: المتوقع...
لم أصل لشئ.... إلا أننى أشك بفتاتين إحداهما صديقه كيت.... كما أن هناك فكره
أتتنى حين كنت أراقبهم...
فسأله ماثيو قائلا:
ما هى؟!.... نظر له ديفيد وقال: لماذا لا نبحث عن الفتاة التى ذهبت مع كيت المره الأوله
للحكيم؟!..... حينها سنعمل من هى الواشيه بدون بحث طويلا.... أكمل ماثيو قائلا بتفكير:
ليس هذا فقط.... بل من الممكن أن نجعل الفتاة تخبرنا عن من يضع الأعشاب بطعام كيت دون
علمها خلال الفتره المنصرمه.....
أومأ الملك وهو
يقول: حسنا ف لتخبرنا ماكس من الحارس الذى وضعته لمراقبه كيت.... أجابه ماكس قائلا:
لا أعرف من هو... ف ألفين هو من وضعه لحراسه كيت..... تنهد الملك قائلا بثبات: حسنا
لننتظر ألفين حتى يأتى ويخبرنا ماذا فعل؟!... ويحضر لنا هذا الحارس..... أومأ له الجميع
وسقطت الغرفه بصمت منتظرين قدوم ألفين....
وبعد ربع الساعه
حضر ألفين وأخبرهم أن هناك إمرأة ورجل من تولوا تحضير الطعام ل كيت خلال الفتره المنصرمه....
وأنه سيضعهم تحت عيناه ليتأكد من منهم الذى فعل ذلك..... فتحدث ماثيو سألا إياه: من
هو الحارس الذى وضعته لمراقبه كيت ألفين؟!... فتعجب ألفين من ذلك السؤال إلا أنه أجابه
قائلا: إنه رجلا يدعى ألميت... لماذا؟!... رد عليه ديفيد مفسرا السبب وراء ذلك: لأنه
هو من سيدلنا على الفتاة التى أوشت ب كيت.... ومن خلالها سنعرف من الذى وضع الأعشاب
بطعامها.....
فإبتسم ألفين قائلا:
أجل هذه فكره جيده من منكم فكر بهذا؟!... كاد ديفيد يخبره بغرور أنه الفاعل... إلا
أن ألفين سبقه مكملا: من المؤكد أنه ليس أنت ديفيد أليس كذلك؟!.... أنهى حديثه بإبتسامته
الماكر.... حديثه جعل الجميع يبتسمون.... ماعدا ديفيد الذى نظر له بحده قائلا: إن لم
يكن أنا صاحبها فمن سيكون أيها الوقح اللعين؟!....
أجابه ألفين بوقاحه:
حسنا من الممكن أن يكون ساب فهو أذكى منك... كما أنه ليس مغرورا كأحدهم.... أجابه ديفيد
بنظره قاتله تخبره أنه سيأخذ حقه ولكن ليس الإن..... تحدث الملك بثبات قائلا: إذا أرسل
بطلبه فى الحال ألفين حتى لا نضيع الوقت....وبالفعل أمر ألفين الحارس بإرسال ألميت
له... بعد دقائق حضر ألميت أمامهم....
فتحدث الملك قائلا
بثبات: أريد أن تذهب لغرفه الوصيفات وتجلب الفتاة التى ذهبت مع السيدة كيت أول مره
للحكيم.... وتخبرها أن السيد ماكس يريدها ثم تجلبها إلى هنا.... أريدك أن تحضرها فى
أقل من خمس دقائق.... إنصرف.... خرج الرجل ولم تمضى الخمس دقائق وسمعا طرقا على الباب....
فسمح الملك للطارق بالدخول.... فدخل ألميت ومعه الفتاه والتى كانت صديقه كيت قبل زواجها
من ماكس.... وأصرت كيت على بقائها معها بالقصر لأنها تحبها....
نظر لها ماكس بصدمه
فى بدايه الأمر.... ثم تحولت ملامحه من الصدمه للغضب... فقام من مقعده وذهب إتجاهها
سريعا وقام بضربها على وجهها بقوه.... جعلتها تسقط أرضا لم يمنعه أحد من ضربها....
كما قام ألفين بصرف ألميت لعمله.... حتى لا يعلم ما الذى يدور بينهم..... أمسك ماكس
الفتاة من شعرها وجذبها منه وهو يقول بغضب: أنتى أيتها اللعينه تفعلين ذلك ب كيت....
كيف؟!... كيف إستطعتى خيانتها بعد الذى قدمته لكى... تحدثى واللعنه من الذى ساعدكى
بهذا؟!....
كانت الفتاة تنظر
له بذعر وتبكى بقوة.... وتضع يدها على يد ماكس الممسك بشعرها.... لتخفف من ألم جذبه
لشعرها..... قائله وصوت شهقاتها ترتفع: أقسم أننى لم أرد حدوث ذلك.... لكننى أجبرت
على هذا أقسم لك سيد ماكس.... أنا لست سيئه كما تظن.... كان بكاء الفتاة شديد فهى كانت
تشعر بالرعب وهى مع هولاء الرجال بغرفه واحده.... شعرت أنهم سيفترسونها بعد لحظات....
رد عليها ماكس بتقزز وحده: بل أردتى ذلك.... ولو كنتى تكنين الإحترام لى والحب لصديقتك..
كنت أتيتى وأخبرتينى بالحقيقه..
إلا أنك لستى سوى
عاهره.... وقام بضربها على وجهها مره أخرى مما جعل أنفها ينزف دما من شده الضرب.. وكادت
تسقط أرضا إلا أن قبضه ماكس منعتها من ذلك....
كان ساب يتابع
من البدايه ولم يتدخل لأنها تستحق ذلك.... إلا أن نظرات الفتاة ل ماكس جعلت ساب يدرك
أنها واقعه بحبه.... كما أنه أشفق عليها بسبب قوة ضربات ماكس لها... وفكر لو كانت إحدى
شقيقاته مكانها..... لم يكن ليسمح بحدوث هذا لها.... حتى وإن كانت مخطأه.... لهذا وقف
عن مقعده وذهب تجاه ماكس والفتاه ووقف حائلا بينهم..... وهو يحاول تخليص شعر الفتاة
من قبضه ماكس.... خاصه حين لاحظ أنه لم يعترض أحد من الجالسين على ما يفعله ماكس....
ويخلص الفتاه من ماكس الذى أخرج جزء من شعرها بيده بسبب قوة جذبه....
فقال ساب بهدوء:
فالتهدأ ماكس ما تفعله غير صحيح هى إستحقت ما فعلته بها...إلا أن هذا يكفى إتركها لنتحدث....
كانت الفتاة تتمسك ب ساب من الخلف بيد والأخر تحاول تلخيص شعرها من أيدى ماكس.... وخاصه
حين لاحظت أنه يساعده فشعرت بالأمان حين وقف أمامها ليحميها.... لهذا تمسكت به حتى
لا يبتعد عنها..... لم يستجيب ماكس لحديث ساب.... كما قام بجذب شعر الفتاة بطريقه أقوى
جعلها تصدر صرخه متألم...... وهو يقول بحده: لن أفعل يجب أن أجعلها تتألم كما تألمت
كيت....
كاد ساب يتحدث
إلا أنه نظر للملك...الذى كان يجلس أمامه... ويفصل بينهم الطاوله وجسد ماكس....
فهم الملك ما يريده ساب.... لهذا تحدث ببرود قائلا: عد لمقعدك ماكس.... لم يتحرك ماكس
من مكانه... فأكمل الملك ببرود أشد به بعض الحده: الآن.. أغمض ماكس عيناه بغضب ونفض
يده من شعر الفتاة بقوة... جعلها تتألم إلا أنها كتمت صراخها حتى لا يقوم بضربها مره
أخرى..... ثم تمسكت بجسد ساب بكلتا يديها وهى تختبئ خلفه حتى لا يقترب منها أحد ويؤذيها....
كان الجميع يشاهدون
ما يحدث دون أى تدخل... مما جعل ساب يتنهد خاصه حين قال ألفين بمكر: الساحه الآن لك...ف
أفعل ماتشاء...
إلتفت ساب للفتاة
ونظر لها بشفقه وهى تبكى بصمت ومازالت متمسكه به وتنظر له بخوف كبير.... فإبتسم لها
ساب وهو يربت على شعرها المشعث بسبب قبضة ماكس.... وهو يقول بحنان: لا تخافى لن أسمح
أن يقوم أحد بإذائك حسنا..... أومأت له الفتاه وهى ترتجف..... فقام ساب بجذبها من يدها
بهدوء وأجلسها على المقعد المقابل لمقعد الملك..... ثم نادى على الحارس وقال بذات الهدوء:
إحضر كوبا من الماء....
كاد الحارس يذهب
لينفذ ما طلبه ساب.... إلا أن ضرب ماكس للطاوله أوقفته..... والذى قال بغضب: اللعنه
أنت تعاملها هكذا.... وهى ليست سوى عاهره يجب ألا تشفق عليها.... أجابه ساب بثبات:
ومن أخبرك أننى أعاملها بشفقه؟!... أنا أعاملها بالطريقه التى يجب أن تعامل بها....كما
أظن أنه من الجيد أن تجلس بمقعدك سيد ماكس حتى نستطيع التحدث... ونظر له نظرات ذات
مغزى... مما جعل ماكس يجلس بتأفف....
أعاد ساب نظره
للحارس وأومأ له فذهب الحارس لجلب المياه.... بعد خروج الحارس سأل ساب الفتاه بهدوء:
ما هو إسمك؟!... أجابته الفتاه بصوتا باكى: جيلان سيدى.... فقال ساب بذات الهدوء: حسنا
جيلان لأخبرك بالتالى.... لقد علم سيد ماكس كل ما حدث مع السيدة كيت..... وأدركنا أنكى
كنتى على علم بالأمر.... لهذا نحتاج مساعدتك لمعرفه الحقيقه...
نظرت له جيلان
بخوف فربت ساب على يدها بإبتسامه هادئه قائلا: لا تخافى فأنت بأمان لهذا فالتتحدثى
جميعا نستمع لكى..... نظرت الفتاة ل ساب ثم قالت بخفوت: لقد بدأ كل شئ عن طريق الصدفه.....
حين طلبت كيت منى إحضار ملابسها من المغسله...... ولأن الطريق إلى هناك طويل نسبيا
إتخذت طريقا مختصرا.... لا يمر منه أحد سوى بأوقات متباعده..... كنت أسير بهدوء ولأن
المكان هادى سمعت صوتا يهمس بحديث لم أفهمه.... لهذا إقتربت من مصدره فوجدت.....توقفت
جيلان عن إكمال حديثها حين طرق الحارس الباب......وطلب إذن الدخول ليعطى كوب المياه
لجيلان..... التى رحبت به وشربته بأكمله لعطشها....وبعد خروج الحارس أكملت بذات الخفوت:وجدت
الليدى فيفان تقف مع السيد لينيوس يتحدثون عن كيفيه التخلص من كيت..... ومما دار بينهم
من حديث... أدركت أنها حاولت قتل كيت أكثر من مره.... إلا أن كيت كانت تنجو بالنهايه.....
حديثهم أوقف الدماء بعروقى وقررت الهروب قبل أن يتم الإمساك بى أو يشعر أحدهم بوجودى....
إلا أن الحظ لم يحالفنى ولحماقتى تشابكت قدمى مع طرف ثيابى.... مما جعلنى أسقط أرضا
مصدره صوتا متألما.... فتم الإمساك بى وكان السيد لينيوس سيقتلنى... إلا أن الليدى
فيفان أوقفته بأخر لحظه حين أتتها فكره ما....
ثم إقتربت منى
وقالت بخفوت: لن أجعله يقتلك إن فعلتى ما سأطلبه منك.... ما هو قولك؟!.. حينها أومأت
لها خوفا من أن يقتلنى السيد لينيوس.... أخبرتى السيدة فيفيان أن مهمتى سهله... وهو
وضع الأعشاب التى تمنع الحمل بشراب كيت وطعامها.... كدت أرفض هذا.... إلا أننى فكرت
أنه إذا رفضت سيتم قتلى....كما أنها قد ترسل غيرى ليضع ل كيت هذه الأعشاب أو غيرها....
لهذا وافقت وقمت بإخفاء هذه الأعشاب ولم أضع منها شئ.... إلا أننى لم أعلم كيف علمت
الليدى فيفيان بهذا..... لهذاهى قامت بتهديدى هذه المرة بالفعل لا بالحديث كما فعلت
المرة السابقه......... وقامت بجعل رجالها يضربون أخى حتى ظننت أنه قد مات..... بسبب
الدماء التى كانت منتشره على جسده.....
توقفت جيلان عن
الحديث وهى تحاول أخذ أنفاسها وهى تبكى بحرقه....إلا أنها أكملت بقهر وهى تنظر ل ساب:
كنت وحيده.... وخائفه.... وضعيفه أمام قوتها وحين هددتها بإخبار السيد ماكس لعلها تبتعد
عنى وعن أسرتى.... وجهتنى هى بالحقيقه وأخبرتنى إن حاولت إخبار أحد بما بيننا.....
حينها ستكون كلمتها أمام كلمتى ومن المؤكد أن الجميع سيصدقها هى.... حينها لم يكن أمامى
سوى طريقا واحد.... وهو أن أقوم بفعل ما تأمرنى به.... أنا لم أكن أريد إيذاء كيت فهى
صديقتى.... ولو كانت أتتنى الفرصه كنت أخبرتها بالحقيقه....... حتى أننى حاولت منعها
أكثر من مرة الذهاب لهؤلاء الدجالين بثياب الحكماء... إلا أنها لم تستمع لى..... أنا
لست سيئه سيدى أقسم لك...
إبتسم لها ساب
وهو يقول بموده: أعلم ذلك ف السيدة كيت لا تصادق إلا من هم على شاكلتها.... وأنتى تشبهينها....
تورد وجهه الفتاة خجلا.... إلا أن الخوف عاد لها مرة أخرى وهى تقول بإرتباك: ولكن قد
تقوم الليدى فيفيان بفعل شئ لأسرتى.... إذا أدركت أننى أخبرتك بالحقيقه.... أجابها
ساب بثقه: لا تخافى لن يقترب منكى أحد أو يصيب عائلتك بشئ أق..... توقف ساب عن إكمال
حديثه حين رأى جسمان جايك أمامه..... لهذا لم يستطع إكمال قسمه فتنهد ونظر تجاه الملك
ليخبره بما يقول.....
فتحدث الملك الذى
كان يتابع ما يحدث بصمت من البدايه.... بصوتا جليديا يسبب الصقيع لسامعيه: لن يقترب
منك أحد أنتى وعائلتك مهما كانت مكانته.... لا تقلقى.... إبتسمت جيلان له بشكر وكادت
تتحرك لتستأذن بالخروج.... إلا أن ساب قال بأسف: أعتذر عما بدر من السيد ماكس تجاهك....
إلا أنكى من المؤكد تدركين خوفه على زوجته..... أومأت له جيلان بإبتسامه حزينه قائله
بضعف: أعلم سيدى كما أننى كنت أعلم أن هذا قد يحدث بسبب صمتى.....
أومأ لها ساب وقال
بهدوء: أتمنى أن لا تعلم السيدة كيت بما دار بيننا من حديث..... أجابته جيلان بإرهاق:
لا مشكله لن أخبرها شئ..... شكرها ساب وطلب من الحارس مرافقتها لغرفتها....
بعد خروج جيلان
نظر ساب ل ماكس قائلا بهدوء: طلبت منك أن تعود لرشدك منذ قليل.... لقد كدت تقتلها بيدك
وهى لا ذنب لها سوى أنها ضعيفه.... ليس بيدها حيله سوى قبول ما عرض عليها.... حتى لا
يتم قتل أحد من إسرتها.... رد عليه ماكس بإنفعال: هذا لا يمنع تورطها بالأمر لا تدافع
عنها....
أغمض ساب عيناه
يحاول الهدوء فهو مراعى لحاله ماكس الصعبه.... فتنتفس بهدوء ثم فتح عيناه ونظر له بدون
رد..... فلاحظ الجميع التوتر الذى نشأ بين كليهما.... فقال ديفيد ليهدأ من حده الموقف:
الأن قد حصلنا على الأثبات الثانى..... الأن ماذا نحن فاعلون؟!.... أجابه ماكس بحده:
ما سنفعله واضح سأذهب لهذه العاهره... وأجعلها تخبرنى بأسماء من ساعدها بهذا الأمر....
فهى لم تخبرنا بأسم أى شخص ممن ساعدوها.....
حاول ساب التماسك
إلا أنه إذا كان يكره كلمه صبى أو فتى..... إلا أنه يكره كلمه عاهره أكثر... لقد ضغط
ماكس على أحد نقاط ضعفه... كما أنه رأى أليس أو جوليا مكان هذه الفتاة... مما جعل تعقله
يذهب حين وقف ماكس يريد الذهاب خلف الفتاه.... وألفين يحاول أن يهدأه..... إلا أن ماكس
لم يستمع له.... وقبل أن يتحرك ماكس خطوه أخرى.... وجد ساب أمامه ينظر له بغضب وهو
يقول: لو لم تكن مستشارا ل لملك وصاحب مكانة مرموقه... وعائلتك من الأثرياء لفهمت ما
قالته الفتاة...... جميعا بلا إستثناء إذا كان مكانها لفعلنا ما فعلته وأكثر..... وإذا
فعلت ما فعلته دون محاوله منها لإخبارك...... فهى ليست مخطأة فبالنهايه من تفعل ذلك
هى والدتك.....ف ما الذى قد تفعله لوالدتك؟!.... لا شئ.... بينما هذه المسكينه من سيتم
عقابها على شئ لم يكن لها ذنب به من البدايه بل كان ذنبها الوحيد.... أنها ضعيفه وحيده
أمام من هم على شاكلة والدتك..... لهذا هى ليست عاهره سيد ماكس..... كما أتمنى ألا
تلقبها بهكذا لقب بعد الأن.....
توتر ماكس وكاد
يتحدث إلا أن صوت الملك قد سبقه وهو يقول ببعض الحده: أظن أن هذا يكفى فليعد كلا منكم
إلى مقعده.... كما لا أريد أن أسمع صوت أحد دون أن أسمح له بالتحدث..... عاد كلا من
ساب وماكس لمقعدهم.... ووقعت الغرفه بصمت مشحون تنهد الملك محاولا ألا يغضب فهو مدرك
لحاله صديقه.... وأن كل ما يفعله لصدمته بوالدته.....
فقال بثبات: سيحدث
التالى سيتم إبعاد الأعشاب الضاره عن كيت.... ونحاول إصلاح الأمر دون كشفه وهذا ما
سنخبر به الحكيم وليم ليفعله بطريقته.... ومن ثم سأرسل بطلب الليدى فيفان لتأتى إلى
هنا وأنا من سأتحدث معها بهذا الأمر..... كما سيتعامل معها الجميع وكأنكم لا تعلمون
شئ.... وخاصه أنت ماكس ستتعامل مع والدتك كما تفعل.... أنا من سينهى هذه المهزله....
إنتهى النقاش.... ف ليعود كلا منكم لعمله.... كما أريد أن ينتهى الجميع مما أمرت به
قبل حلول المساء على مكتبى هيا..... أنهى حديثه
ووقف الجميع ليخرج من غرفة المكتب بهدوء.....
فقال الملك بهدوء:
ف ليبقى كلا من ساب وألفين لنرى ما سنفعل بأمر الفتاه التى ستأتى.... أومأ له كلاهما
وعادوا جالسين أمامه مرة أخرى....
جلس ثلاثتهم يتحدثون
فيما سيفعلون... وقرر الملك أن يكون ألفين هو المتحدث بينهم مع السيدة مولى لأنها لن
تتقبل شئ من ساب..... فوافق ساب على مضض من أجل راحتها..... كما أتى لها ألفين بالمنزل
المناسب وستنتقل له غدا هى وإبنتها... وبعد إتفاقهم على كل شئ..... طلب الملك من ألفين
أن يتحدث هو مع الحكيم وليم.... وكذلك مع العم دوغلاس بالأمر.... كما يخبر العم دوغلاس
أنه سيكون جالسا مع الملك حين تحضر الليدى فيفان..... لمكانته الكبيره عندها... أومأ
ألفين موافقا على حديث الملك.... وإستأذن ليخرج لإستكمال عمله.....
فوافق الملك بعد
خروج ألفين.... وقف الملك وذهب لمكتبه وأتى ببعض الأوراق. ثم عاد للطاوله مره أخرى
وأعطاها ل ساب قائلا بهدوء: هذا ما سأطالبك
به بنهايه كل إسبوع....
إبتدأ من اليوم وإذا حدث تقصير فأنت من سأحاسبه.... نظر ساب للأوراق التى أمامه فوجدها
تتحدث عن أنواع الأسلحه التى يحتاجها الجيش..... والمعدات الأخره وأوزانها وأحجامها
كذلك.... ظل ساب يدقق لبعض الوقت بالأطوال والحجم والوزن الذى يطالبه بها الملك....
بعد إنتهائه إلتفت ليخبر الملك أنه سيقوم بالعمل المطلوب....
إلا أنه توقف حين
لاحظ إستناد الملك برأسه على مقعده مغمض العينين.... ويبدوا عليه الإرهاق الشديد لم
يرد ساب أن يقطع هذه الهدنه.... فنظر أمامه
لبعض الوقت..... إلى أن لفت نظره بعض الرسومات لمبنى مرتفع إلا أنها غير مكتمله....
فتذكر جورج على الفور وبراعته فى الرسم والتخطيط.... فإبتسم بسخريه وهو ينظر للرسم
بشرود....
لكن أعاده من ذلك
الشرود صوت الملك الذى قال بهدوء: هل يعجبك؟!... أجابه ساب وهو مازال ينظر للرسمه قائلا
بسخريه: لا أحب الرسم... ولا أحب من يقومون به.... ثم ترك الورقه ونظر للملك قائلا
بهدوء: أنت مرهق يجب أن تذهب لغرفتك لتستريح لبعض الوقت.... حتى تستطيع إكمال هذه الأعمال
التى لا تنتهى... تنهد الملك بهدوء وهو يقول بإرهاق: أظن حقا أننى أحتاج للراحه.....
ولكن ليس بغرفتى بل سأذهب لأرى كيشان... فأنا لم أراه منذ يومان...
قال ساب بإبتسامه
هادئه: إذ لم يكن لديك مانع.. هل تقبل أن أرافقك لأراه؟!... فأنا لم أراه منذ مده ولقد
إشتقت له..... أومأ له الملك وخرج كلاهما ليروا كيشان..... وفى طريقهم سأل ساب الملك
مستفسرا: هناك سؤال يحيرنى لطلما أردت سؤاله لك بشأن كيشان..... نظر له الملك وقال
متعجبا: وما هو هذا السؤال؟!....
رد عليه ساب قائلا
بتسأل: لماذا لم يتم تزويج كيشان إلى الأن؟!... فهو بسن يسمح له بذلك.... إبتسم الملك
بسخريه وهو يقول: أتظن أننى لم أحاول مساعدته لقد جلبت له العديد من إناث الذئاب ليختار
منهم من يريدها.... إلا أنه أرعبهم وكاد يقتل إحداهن بأحد المرات.... وحين بحثت بالأمر
علمت أنه لا يحب التزوج من الضعفاء.... كما أننى لم أجد أنثى من فصليته فهو فصيله نادره.....
لهذا توقفت عن البحث والمحاوله بعد رفضه المتكرر للإناث اللاتى جلبتهم....
إبتسم ساب وأخرج
من جيبه عده قنينات صغيره.... ثم أبقى على واحده منهم... وأعاد الباقى مكانهم وهو يقول
بإبتسامه كبيره: إذا لنقوم بحل هذا الأمر ولكن هل تستطيع الإتيان بأنثى هذا المساء.....
لم يفهم الملك ما قاله ساب.... فقال بتسأل: أجل أستطيع ولكن لماذا؟!....
أجابه ساب بإبتسامه
مرحه: لأننا سنشهد اليوم على زواج هذا الملك المغرور من أنثى أصغر وأضعف منه بمراحل....
وليس هذا فقط بل سيقع لها وبقوة دون أن يشعر بذلك حتى.....
نظر له الملك وهو
يشعر بشئ غريب داخله.... وكأن حديث ساب موجه له هو وليس ل ذئبه... إلا أنه لم يعلق
بشى وأكملوا سيرهم متجهين ل كيشان.... الذى سيقع اليوم فريسه لأنثى ذئب.... أضعف منه
بالجسد وأقوى منه بالعزيمه....
يتبع