-->

الفصل الثالث والأربعون - مملكة الذئاب BLACK


الفصل الثالث والأربعون

 

خلال سير الملك وساب متجهين ل كيشان تقابلوا مع الأميرة ميلسيا..... التى كانت تنظر لهم بإبتسامه مشرقه...... وخاصه ل ساب الذى نظر لها بنظرات حذره بسبب تواجد الملك معه.... ففهمتها ميلسيا التى قالت للملك بحنان: كيف حالك عزيزى؟!... لقد أردت أن أزورك صباحا لأطمئن عليك..... إلا أنهم أخبرونى أن لديك الكثير من الأعمال المتراكمه..... لهذا لم أرد إزعاجك.....

 

أجابها الملك بهدوء وود: أنتى تعلمين أنه مسموح لكى القدوم لغرفتى أو لمكتبى بأى ساعه تشأين ميلسيا..... إبتسمت ميلسيا له بحب وإقتربت منه وهى تضع يدها على وجنته بحنان أمومى فياض قائله بعينان تلمع: أعلم عزيزى.... أتعلم أننى حين أنظر لك أرى تلك الرقه التى كانت تتميز بها إيزبيلا الغاليه..... فأدرك أنها لم تمت وإنما هى باقيه وهذا يشعر قلبى بالأمان..... لهذا لا تفرط بإرهاق ذاتك صغيرى.....

 

تنهد الملك ف ميلسيا ستظل تلك الفتاة الصغيره التى تريد أن تشعرك بحنانها.... حتى ولو عن طريق ذكر الماضى الذى لا يود تذكره.... إلا أنه لا يمانع هذا فهى أيضا شقيقتها لهذا يحق لها التحدث عنها وقت ما أردت..... لهذا أجابها بهدوء: لا تقلقى ميلسيا ف أنا بخير.... أومأت له ميلسيا ثم إبتعدت عنه.... وإقتربت من ساب إلى أن أصبحت أمامه مباشرة.... وهى تسأله بذات الحنان: هل تناولت فطورك يا صغير؟!...

 

نظر لها ساب بعينى متسعه كما لفت حديثها أنظار الملك..... الذى نظر لها ول ساب بحاجب مرفوع منتظر إجابة ساب عليها.... والذى تمنى أن يختفى الأن..... فأدركت ميلسيا ما تفوهت به لهذا أكملت مصححه: أسألك هذا لأن الحكيم وليم أخبرنى أنك تحتاج للكثير من التغذيه.... لهذا أسألك....

 

أغمض ساب عيناه وهو يحاول عدم التبسم بسبب ما فعلته الأميرة ميلسيا به.... إلا أنه أجابها بهدوء: أجل سيدتى شكرا على سؤالك.... أومأت له وهى تبتسم ثم إبتعدت عنهم راحله... وهى تقول بإشراقه: حسنا فالتذهبوا لإستكمال أعمالكم.....

 

أبعد الملك نظراته عن ساب وأكمل سيره بهدوء.... فتنحنح ساب قائلا بهدوء: هى تتحدث معى بهذه الطريقه.... منذ أن أدركت أننى من قمت بمساعدتها على الإستيقاظ..... كما أننى لا أستطيع إيقاف ما تفعله.... إبتسم الملك إبتسامه بسيطه أظهرت تلك الغمازه التى تحتل وجنته اليمنى.... وهو يرد على ساب قائلا ببحته المميزه: ولن تستطيع.... فهذه ميلسيا تقوم بتوزيع عطفها وحنانها على جميع من تراه يستحقه..... لهذا كثيرا ما تتألم.....

 

أومأ له ساب مؤيدا إياه بهدوء.... وسار كلاهما حتى توقفوا خارج الحظيره التى يتواجد بها كيشان.... فقال ساب بهدوء وهو مازال يحمل القنينه الصغيره بيده: من الذى يقوم بوضع الطعام ل كيشان.... أجابه الملك أنه أحد الساسه وأنه سيجده بالإتجاه المعاكس.... فأخبر ساب الملك أن يسرع بطلب الذئبه وهو سيذهب للسائس حتى يأخذ منه بعض من طعام كيشان ليقدمه له..... وبالفعل أشار الملك لأحد الحرس الموثوق بهم..... وأخبره أن يذهب لعمه الذى يتواجد بمنزل متطرف على حدود مملكته.... ليأتيه بأحد ذئابه الإناث من أجل كيشان..... وقام بخلع خاتمه الذى بيده اليمنى وأعطاه للحارس حتى يعلم عمه أنه مرسلا منه..... وليس ب لص فيقوم بإلقائه لأحد حيواناته المفترسه..... أخذ الحارس الخاتم وإلتفت ليذهب مسرعا لتلبيه أوامر سيده.....

 

خلال هذا ذهب ساب للبحث عن السائس إلى أن وجده.... فسأله عن طعام كيشان.... فأخبره السائس أنه كان يجهز له وجبته وسيذهب ليضعها له الآن.... فإبتسم ساب لأنه لم يتناول وجبته بعد.... لهذا طلب من السائس أن يترك له الوجبه وهو سيضعها له.... ولأن السائس يعلم من هو ساب وافق على هذا....

 

أخذ ساب وجبة كيشان وذهب له بعد أن وضع ما بالقنينه على الوجبه..... دلف ساب لمكان كيشان فوجد الملك يجلس بأحد الأركان وكيشان يجلس أمامه.... تقدم ساب منهم وقام بوضع الطعام أمام كيشان ثم ربت على فرائه وهو يبتسم.... مما جعل كيشان يزمجر براحه ثم بدأ بتناول وجبته بشراهه.. وكلا من الملك وساب يتابعه بتركيز وهدوء.... وبعد قليل إنتهى كيشان من تناول طعامه كاملا.... وجلس بإرتخاء فإقترب منه ساب وجلس جواره أرضا...وهو يربت على فرائه بحب وحنان

 

فإلتف كيشان حوله وقام بوضع رأسه بأحضان ساب الذى إبتسم بإتساع وهو يقبل ما بين عيناه... ويده لا تتوقف عن التربيت عليه بحب.... تحدث الملك بهدوء وهو ينظر لهم بموده: أتعلم أنه لا يبتعد عنى إذا كنت معه بالمكان نفسه من قبل.... نظر له ساب بإبتسامه بسيطه وهو يقول بمشاكسه: أتغار منى إذا؟!....

 

هنا إبتسم الملك وهو ينظر له رافعا إحدى حاجبيه وقال ببحته المثيره: أتظن ذلك.... حسنا فالترى هذا أومأ له ساب موافقا منتظرا ما سيفعله.... ومازلت إبتسامته مرتسمه على وجهه.... فقام الملك بالتصفير بطريقه ملفته.... جعلت عينى ساب تتسع فهو لم يتوقع من الملك أن يقوم بهذه الحركه.... كانت أنظار الملك موجهه ل كيشان الذى كان يجب أن يستقيم ويذهب للجلوس أمامه..... إلا أن كيشان أصدر زمجره معترضه.... وهو يدفع رأسه بحضن ساب..... فأدرك ساب ما حدث أمامه للتو...... فالملك قام بالتصفير حتى يذهب له كيشان.... إلا أن كيشان رفض هذا....

 

حينها لم يستطع ساب التماسك فأصبح يضحك بشده حتى أدمعت عيناه.... وهو يحتضن رأس كيشان بقوة مقربا رأسه منه.....كاد الملك يعنف

ساب على ضحكه....إلا أنه توقف حين نظر لملامحه وهو يضحك بدون صوت مسموع.... إلا أن إهتزاز جسده ودموع عيناه أثبت له أنه يضحك وبشده.... مما جعل إبتسامه هادئه ترتسم على شفتاه وهو يقول ل كيشان بثبات: إذا أنت تستحق ما سيفعله بك أيها الذئب الوقح.... لم يرد عليه أيهم لا ساب لأنه ينظر ل كيشان بإبتسامه متسعه وكأنه فاز باليناصيب... ولا كيشان الذى يجلس براحه بأحضان ساب....

 

ظلوا هكذا قرابه الساعه والنصف وبدأ مفعول القنينه التى وضعها ساب بوجبه كيشان بالعمل.... فقد بدأ الأرق يظهر على ملامح وجه كيشان.... لهذا طلب ساب من الملك أن يأتيه بشئ يضع رأس كيشان عليه وبعد أن أتاه الملك بشئ يضع عليه رأس كيشان..... وقف ساب وطلب من الملك الخروج معه للخارج.... وبعد خروجهم سأل ساب الملك بثبات: لماذا لم تسألنى إلى الآن عن الشئ الذى وضعته ل كيشان بالطعام؟!.... فأنا أعلم أنه من المقربين إليك....وأن له منزله خاصه لديك....

 

أجابه الملك بهدوء وهو ينظر لعينى ساب: لم أسألك لأننى أعلم أنك تحب كيشان كثيرا.... لهذا لن تفكر بأن تأذيه.... كما أن لك أنت الأخر منزله خاصه لدى... فأنت منقذى أم أنك نسيت أيها الصبى؟!...إتسعت عينى ساب حين أخبره الملك أن له منزلته الخاصه لديه.... شعر بالفرحه العارمه رغم معرفته أن الملك

لم يقصد شئ غير أنه يراه ك ماكس وألفين وديفيد...

لهذا حاول ساب أن يبتسم حتى لا يلاحظ الملك تأثير ما قاله عليه...

 

حاول ساب مدرات توتره خلف إبتسامته... وتمنى ألا يكون وجهه قد إحمر حتى لا يلاحظه الملك.. فيتسأل عن سببه الذى لا يستطيع ساب إخباره به.... فهل سيخبره أنه شعر بالفرحه بسبب حديثه لهذا قال بثبات ظاهرى : هذا شئ أعتز به....ثم غير من ضفة الحديث قائلا: ولكن يجب أن أخبرك بما وضعته

حتى تكون على علم بما سيحدث...فأوما له الملك.. فأكمل ساب قائلا: تلك القنينه أتت معى بالخطأ وكدت أعيدها لمكانها..... إلا أننى تذكرت كيشان وقررت أخذها ووضعها بطعامه..... إذا حدث ووافقت على ما سأطلبه..... فهذه القنينه تحتوى على ماده تعمل على الهياج الجنسى لدى الحيوانات..... مهما كانت قوتها فهى لها مفعولها القوى عليهم.... إلا أنها تسبب الأرق والتعب بأول خمس ساعات.... ثم يبدأ بعدها هياجه وحينها سيطالب بفتاته حتى تجعل نيرانه تهدأ...كما أتمنى أن تأتى ذئبتا قبل أن يذهب الأرق والتعب عن جسده..... لأن ذلك سيقوم بتقويه الرابطه فيما بينهم.....

 

نظر له الملك بإعجاب وهو يقول له بعد تفكير: أتعلم أننى لم أفكر بهذا الأمر من قبل..... ولكن أتمنى أن تنجح خطتك ولا يقوم بإذاء الذئبه التى ستأتى....

رد عليه ساب بهدوء: أتمنى ذلك.....

 

كاد الملك يعود ليرى حالة كيشان... إلا أن ساب أوقفه قائلا: من الأفضل أن يظل بمفرده حتى يشعر بالوحده إلى حين تأتى فتاته..... أومأ له الملك متنهدا وقال بثبات: إذا سأصعد لأستكمل عملى إلى حين تأتى فتاته....إبتسم ساب حين ردد الملك ما قاله.... ظل مكانه حتى بعد ذهاب الملك.... ثم تحرك مقتربا من كيشان ولكن بمسافه تجعله لا يراه.... فوجده متعرقا ويظهر عليه الإعياء....

 

فقال ساب بخفوت: أعتذر منك يا صديقى ولكنك ستشكرنى على ذلك فيما بعد.... حين ترى جرائك من حولك.... ثم إبتعد عنه وعاد ليستكمل عمله إلى أن تأتى الذئبه المنتظره..... ظل ساب يعمل لثلاث ساعات كان يذهب خلالهم ليلقى نظره على كيشان كل ساعه ليطمئن على حالته....   التى كانت تزدات أرقا مع الوقت....

 

خلال ذلك كان الملك ينظر صدفه من نافذه مكتبه لمكان صديقه يريد أن يذهب ليطمئن عليه.... إلا أنه وجد ساب يذهب لمكان كيشان ثم يعود لعمله بعدها بقليل..... وهذا جعل إبتسامه هادئه ترتسم على شفتى الملك....فهذا جعل قلبه يطمئن على حالة صديقه.... لهذا عاد لإستكمال عمله... وبعد مرور أربع ساعات على تناول كيشان لوجبته.....خرج ساب ليطمئن علي كيشان كما يفعل كل ساعه.... وجد عربه كبيره تقف أمام الحظيره ولكن من الخلف.... فأدرك ساب أن الذئبه قد أتت.... لهذا أسرع بخطاه تجاه العربه حتى يرى الذئبه التى تم جلبها من أجل كيشان.....

 

وحين وصل وجد الكثير من الحرس يلتف حول العربه لإخراج الذئبه...... والتى زمجرت بقوه حين رأت هذا الكم من الحراس.... والذين يحملون الأسلحه بأيديهم..... لهذا أخذت وضع الإستعداد للهجوم إذا حاول أحدهم الإقتراب من محيطها.... حين رأى ساب هذا صاح بالحرس قائلا بحده حتى لا يصيبوا الذئبه بالذعر: فاليذهب الجميع إلى مكانه لا أريد رؤيه أحد منكم هنا..... كان صوت ساب به قوة أجبرت الجميع على الإنصياع له.....

 

وبالفعل إبتعد الجميع عن محيط الذئبه... فقام ساب بإلقاء كل ما يحمله من أسلحه أمام عينى الذئبه.... التى كانت تنظر له بشراسه مكشرة على أنيابها.... إلا أن ساب لم يشعر بالخوف منها فتقدم منها.... ولكن بخطوات بطيئ ومدروسه حتى لا تشعر بالخطر فتهاجمه..... إقترب ساب إلى أن أصبح أمامها كما أنه لم يبعد عيناه عن مرمى عيناها.... وينظر لها بثقه دون خوف..... وأنفاسها الهائجه كانت تصدم بوجهه فقام ساب برفع يده بهدوء وقام بوضعها على فرائها وقام بالتربيت عليه بهدوء......زمجرت الذئبه بالبدايه إلا أن ساب لم يبعد يداه...... وتحدث قائلا بحب: إذا أنتى من ستقومين بكسر شوكه هذا المغرور الذى يشبه سيده..... يا ترى ما هو إسمك يا جميلة؟!...

 

شعرت الذئبه بالأمان مع ساب ونظراته... مما جعلها تزمجر له وكأنها تخبره عن معاناتها خلال رحلة قدومها..... فكاد ساب يكمل حديثه ليطمئنها.... فهو لا يحتاج لها شرسه حتى لا تدخل بنزاع مع كيشان.... فيقوم أحدهم بقتل الأخر..... إلا أن صوتا قويا منعه من إستكمال حديثه....

 

فرفع ساب عيناه فرأى رجلا بجسد عضلى ورشيق رغم الشيب الذى بدأ يغزو شعره.... إلا أن ذلك لم يزده سوى جمالا وهيبه: أحسنت صنعا أيها الفتى فمن أمامك تعد من أشرس الذئاب التى أملكها.. ولا تسمح لأحد بالإقتراب منها.... حتى أنا سيدها تزمجر بوجهى كما تفعل الأن....

 

فنظر ساب للذئبه فوجدها إستدارت وتنظر للرجل بشراسه كما يقول.... فأدرك ساب أنه يعاملها بسوء لهذا تقدم ووقف أمامها فأصبح ظهره لها ووجه الرجل.... قائلا بثبات: بما أنك قد أتيت بها إلى هنا إذا هى لم تعد ملكا لك من اليوم..... فلقد أصبح لها مالك غيرك..... كما أتمنى أن تبتعد حتى أستطيع الإنتهاء من الأمر سريعا....

 

نظر لها الرجل رافعا إحدى حاجبيه بذات الطريقه التى يفعلها الملك حين يسمع حديثا لا يلقى إستحسانه.... فرمش ساب بعيناه إلا أنه لم يعلق.... كما لم يفعل الرجل الواقف أمامه.... الذى ألقى على ذئبته نظره أخيره وتركهم وإستدار راحلا.....

 

إلتفت ساب للذئبه التى تقف خلفه وقام بالتربيت على فرائها مره أخرى بإبتسامه حانيه.... وهو يقول: لا تخافى يا صغيره فهو لن يقترب منك مرة أخرى.... فلانت ملامح الذئبه وكأنها تعى ما يقوله ساب.... لهذا أكمل ساب قائلا: كما أن هناك من يحتاج مساعدتك لهذا من الأفضل أن نسرع  بلقائكما.... هيا فالتأتى معى لترى كيف ستقدمى له المساعده؟!...

 

تحرك ساب تجاه الحظيره التى يتواجد بها كيشان وهو ينظر خلفه..... فوجدها مازالت واقفه مكانها ولم تتحرك بعد... فنظر لها بإبتسامه مطمئنه وهو يؤشر لها لتتبعه.... ثم إختفى داخل الحظيره وإنتظر لدقائق فوجدها تتبعه.... فإبتسم لهذا وسار إلى أن إقترب من كيشان..... ثم أشار لها أن تقترب منه... فقد كان جالسا أرضا بسبب شعوره بالإرهاق الشديد.... وحين إشتمت الذئبه رائحه كيشان ظهر الخوف على ملامحها.....

 

فأدرك ساب أنها رأته من قبل ومن الممكن أنه قد قام بإذائها..... فإقترب منها ساب وهو يربت على فرائها قائلا بحزن: إنه مريض... ويحتاج لمساعدتك لا تخافى منه.... فهو لا يستطيع إذائك.... ثم تركها وإقترب من كيشان وربت على فرائه ليجعلها تطمئن  فأصدر كيشان زمجره متعبه....

 

فرد عليه ساب بحنان: لا تحزن يا صديقى ستصبح أفضل مع الوقت لا تقلق.... خلال حديث ساب مع كيشان.... كانت الذئبه تقترب منهم ولكن بحذر.... إلى أن أصبحت أمامهم.... فإبتعد ساب عن كيشان ليعطى لها فرصتها بالتقرب منه....

 

وبالفعل إقتربت منه الذئبه وقربت رأسها من رأسه كما إحتك فرائها بفرائه..... وحين شعرت بالأمان قربه وأنه لن يقوم بإذائها.... أخرجت لسانها وقامت بلعق فكه بموده..... فأصدر كيشان زمجره تدل على أنه أعجب بما تفعله.... فزمجرت هى الأخرى ردا على إعجابه بما تفعله.....ما يحدث بينها جعل إبتسامه سعيده تظهر على شفتى ساب.... الذى خرج من المكان وتركهم بمفردهم....

 

خلال ذلك كان أحد الحرس قد ذهب لمكتب الملك لإخباره بقدوم الذئبه مع عمه دراكوس..... فأسرع الملك للذهاب إلى هناك حتى لا يحدث شئ ل كيشان أو للذئبه التى جلبها عمه.... ولكن فى طريقه تقابل مع عمه الذى كان متجها إلى غرفه مكتب إبن أخيه الحبيب.... وحين رأى دراكوس إستيفان إبتسم بإتساع وهو يقول: كلما رأيتك أشعر بهالتك وهيبتك التى تنتشر بالمكان الذى تتواجد به... وهذا شئ يسعد قلبى الضعيف.... ختم حديثه وهو يضع يده على قلبه بدراما....

 

مما جعل الملك يبتسم بهدوء وهو يهز رأسه غير متقبل تصرفات عمه الصبيانيه التى لا تنتهى.... إقترب منه إستيفان وهو يقول بهدوء: من الجيد رؤيتك دراكوس.... كيف حالك؟!... أجابه عمه وهو  يقترب منه قائلا بسخريه... وهو يفتح كلا يديه وكأنه سيحضن الملك: أمازلت لا تحب أن يحتضنك أحدهم كما كنت ب صباك....

 

رفع إستيفان إحدى حاجبيه ل عمه مما جعل الأخر يبتسم وهو يكمل: حسنا أنا بخير وإن كانت رؤيتك لى جيده كما تقول كنت أتيت لرؤيتى.... فأنا لم أراك منذ سبعه أشهر أيها اللعين.... لم يرد عليه الملك بل سار تجاه الحظيره ليرى ماذا حدث مع كيشان...وهو يسأل عمه: هل جلبت ذئبه جيده من أجل كيشان؟!...

 

سار عمه جواره وهو يقول بهدوء: أجل جلبت أفضلهم..... فسأله الملك بثبات: أيهم ؟!.. قال دراكوس بهدوء: إنها إحدى الإناث الاتى إلتقى بها كيشان من قبل.... أتذكر تلك الذئبه التى دخلت معه بنزاع... وقام هو بجرح إحدى قدميها.... وهى جرحت فكه... وكاد كلاهما أن يقتلوا بعضهم إنها هى..... أنهى حديثه بإبتسامه متحمسه....حديثه جعل الملك يتوقف عن السير.... وإستدار ينظر لعمه بعينين مصدومه وقال بدهشه: من المؤكد أنك تمازحنى؟!....

 

هز دراكوس رأسه نافيا وهو يقول بإعتياديه: أقسم لك أنها هى.... فقال الملك وهو يعود للسير مره أخرى: اللعنه سيقلتها كيشان هذه المره.... وحين تذكر مرض كيشان صحح حديثه قائلا: أو هى من ستقوم بقتله.. إلا أن عمه أوقفه قائلا بهدوء: لا تقلق هناك فتى إستطاع تهدئه هذه الشرسه.... كما قام بطردى...

ووقف أمامى ليحميها منى أيضا.... خاصه حين زمجرت تلك اللعينه بوجهى.... وكأننى قمت بقتل عائلتها بأكملها.....

 

فتنهد الملك براحه حين أدرك أن ساب قد تدخل.... لأنه يعلم أن ساب لن يتركهم بمفردهم.... وهذا جعل قلب الملك يطمئن....كما تنبه الملك لما قاله عمه بنهايه حديثه..... فنظر له مره أخرى رافعا إحدى حاجبيه وهو يقول بتسأل: حقا؟!...

 

فتنهد عمه وهو يقول بسأم: حسنا لقد قتلت أبيها وأخيها إلا أننى تركت لها والدتها.... ماذا تريد هى

أكثر من ذلك؟!... رد عليه الملك بنفاذ صبر:بالفعل ما الذى قد تريده أكثر من ذلك؟!... أذهب لغرفتك لتستريح دراكوس.... وغدا لنا حديث... ولم يعطى له فرصه ليجيبه.... وتركه راحلا ليرى ما الذى فعله ساب....

 

وصل الملك للحظيره الخلفيه... وكاد يدخل ليرى كيشان ومن معه.... إلا أن هناك يد أمسك به ومنعته من الدخول.... فنظر لصاحب اليد التى تتمسك بيده فوجده ساب وعيناه تلمع فرحا وشفتها مبتسمه بإتساع.... وهو يقول بفرحه عارمه: لقد نجح الأمر

إنها معه الأن وكلاهما قد لاقى إستحسان الأخر....

 

أغمض الملك عيناه متنهدا براحه ثم فتحها ونظر ل ساب بإبتسامه متسعه... جعلت قلب ساب يتوقف ثم يعود للنبض بسرعه شديده.... كما توقف عن التنفس بسبب نظرات الملك التى جعلته يصاب بالتوتر..... لهذا أبعد يده عن الملك سريعا.... وهو يقول وعيناه تنظر للحظيره حتى لا تلتقى مع عينى الملك المهلكه: لقد فاتك الكثير.... كما لن تصدق ما رأيت.... صدقا لقد كنت أريد أن ترى كيف كانوا سويا.... فقد كان لقائهم مشحونا بالعاطفه...كان ساب يتحدث وهو يحرك يده ويحاول أن يشرح الأمر للملك....

 

لهذا إستدار له الملك بكامل جسده ليواجهه وهو ينظر لإبتسامه ساب بنظرات لامعه..... وهو يقول بهدوء شديد جعل بحه صوته تظهر كنغمه موسيقه جعلت حواس ساب تصاب بالهلاك: نستطيع تعويض هذا....فسأله ساب قائلا: وكيف هذا؟!... رد عليه الملك بذات الهدوء الذى يتعجب ساب من تأثيره عليه.... وهذا يصيبه بالضيق الشديد لأنه يشتته وهو لا يحب هذا : أنت أخبرتنى أنك رأيت ما حدث...لهذا تستيطع أن تخبرنى بما رأيت....

 

يعلم ساب أن طريقه الملك الهامسه بالحديث بسبب إرهاقه البادى على ملامحه بوضوح... إلا أنه لم يعتد منه على تلك الرقه بالحديث.... كما أن بحه صوته الهامس تصيبه بالقشعريه بعموده الفقرى.... والذى لا يعلم سببها لهذا أرد أن ينتهى الحديث معه سريعا.... حتى يختلى هو بنفسه ويفكر جيدا بما يشعر به تجاه الملك...فهذه المره الثانيه خلال يوما واحد التى يشعر بها أن قلبه سيتوقف بسبب حديث الملك معه....أو نظراته التى تخترق روحه دون جهدا يذكر...

 

وحين أدرك أنه يحتاج الإختلاء بنفسه أخذ نفسا عميقا وقال بثبات: أظن أنه من الأفضل أن تذهب لغرفتك وتستريح لبعض الوقت.... ومن ثم أروى لك غدا ما حدث بين جرومز وفتاته.... تجعد ما بين حاجبى الملك من ذلك اللقب الذى أطلقه ساب على ذئبه..... وسأله قائلا: هل تقصد كيشان بجرومز؟!...

 

أومأ له ساب وهو يقول بأسف: أعتذر سيدى أجل أقصد كيشان.... فعاد الملك ليسأله مره أخرى قائلا: ولماذا أسميته جرومز؟!.... أجابه ساب قائلا: لأننى لم أكن أعلم إسمه حين إلتقيت به.... لهذا أسميته جرومز كما أن الإسم لاقى إستحسانه...

 

أومأ له الملك وهو يسير  بالحديقه الخلفيه لقصره والتى ينتشر بها الأشجار العتيقه والزهور الفواحه مما أجبر ساب على تتبعه... تحدث الملك بهدوء: حسنا فالتخبرنى بما فعله هذا الفتى مع ذئبته...أدرك ساب أنه لن يستطيع التخلص من تواجد الملك معه... لهذا بدأ بسرد ما حدث الملك وحين إنتهى ساب.... قال له الملك بإبتسامه هادئه: أتعلم لما قامت الذئبه بلعق فكه؟!...

 

نفى ساب برأسه وهو يقول: لا ولكنى ظننت أنها تتودد إليه.... أجابه الملك ببساطه: بل لأنها قامت بجرح كيشان سابقا بفكه.... كما قام هو بجرحها بإحدى قدميها سابقا.... إتسعت عينى ساب دهشه ثم قال بإدراك: لهذا زمجر كيشان بإعجاب وإمتنان حين قامت هى بلعق فكه....

 

أومأ له الملك وقال بهدوء: أجل أظن ذلك..ثم أخذ نفسا عميقا وأكمل بجديه... الأن فالتخبرنى هل قمت بوضع خطه من أجل زياده عدد الأسلحه والعتاد؟!.... وإن كان هناك أفكار لديك تساعدنا بالإسراع فى سير الأعمال فسأرحب بها..... تغيرت ملامح ساب هو الأخر للجديه وهو يقول: أجل لقد فكرت بالأمر ولدى إقتراح بشأن جوده السلاح وعدده بذات الوقت.... فمثلا لو نظرنا إلى الحدادين لوجدناهم يعملون من التاسعه صباحا إلى السابعه مساء.... كما أنهم يعملون بدرجات متفاوته... فمثلا تجد أحدهم صنع عشرة أسلحه باليوم الواحد.... وأخر يصنع خمسه عشر سلاحا.... رغم أن كلاهما يعمل نفس ساعات العمل...

كما أوكد لك أن السبب وراء ذلك ما هو إلا تكاسل من الحدادين أنفسهم... لأن السيد ديفيد قد إختار أمهر الصناع... ولا أظن أن هناك حداد يعمل بهذا الكسل.... إلا لسببا واحد وهو حتى يطيل مده العمل ويزيد ماله بالمقابل....

 

كما أظن أن العدد الذى يتم إنتاجه خلال الإسبوع الواحد من العمل المتواصل..يكون ما بين ثلاثه مئه وأربعه مئه قطعه سلاح.... أليس كذلك؟!... أومأ له الملك وهو ينظر له بتركيز رغم إرهاقه.. وقال: ما تقوله صحيح.... ولكن ماذا تقترح من أجل ذلك؟!...

 

أجابه ساب بعمليه: أظن أننى أستطيع صنع هذه الثلاثه مئه قطعه خلال ثلاثه أيام أو أربعه بالأكثر.. نظر له الملك بتعجب قائلا: وكيف هذا؟!... أكمل ساب حديثه قائلا بشرح وافى: أكثر ما يهتم به الحدادين هو ما يأخذونه من أموال بنهايه كل شهر.. لهذا فالنرى مدى إهتمامهم إذا تم محاسبتهم على حسب إنتاجهم بدلا من محاسبتهم بعدد ساعات عملهم.... أقصد أنه من يصنع عشر قطع من الأسلحه سيأخذ عشر عملات.... ومن يصنع خمسه عشر سيحاسب بخمسه عشر عمله معدانيه.... وبهذا أضمن لك أن العمل سوف يبدأ من السادسه صباحا وينتهى قبيل الفجر....خاصه حين أقوم بإشعال المنافسه فيما بينهم...من خلال  التباهى بأننى أكثر من صنع الأسلحه خلال اليوم... ويقوم بالتباهى أنه قام بصنع عدد أكبر من الأخرين وهكذا... حينها ستشتعل المنافسه بين الجميع فيفوز صاحب العدد الأكبر بصناعه الأسلحه بالمال... ونفوز نحن بإنتهاء عملنا سريعا....

 

نظر له الملك بإبتسامه هادئه وهو يقول: أحسنت صنعا هذا تفكير جيد.... حسنا بما أننا إنتهينا من مناقشه الأمر.... فالتذهب وتخبر الحدادين أنك أصبحت المسؤال عن أعمالهم.....وتخبرهم بما قمت بإتخاذه من قرارات جديده....

 

توقف ساب تحت أحد الأشجار العملاقه التى بها الكثير من الفروع والأوراق المتدليه.... فكانوا غير مرئين لمن حولهم.....وقال بثبات: أظن أنه من الأفضل أن يفعل ذلك السيد ديفيد.... لأنه حين أخبرهم بهذا سيحدث الكثير من المشاجرات بالداخل..... لهذا فلنطلب من السيد ديفيد فعل هذا وسيكون ذلك أفضل للجميع.....

 

إبتسم الملك بهدوء وقرر إشعال غضب الفتى الصغير فقال بسخريه: هل تخشى من مواجهتم وتريد أن يتولى ديفيد هذه المهمه بدلا منك.... تجعد ما بين حاجبى ساب وهو يقول بعدم رضا: أعتذر منك سيدى.... ولكن ليس من الجيد أن تحكم على شخص دون معرفته.... فأنت لم ترانى أتشاجر مع أحدهم من قبل.... وليس هذا شئ افتخر به.... ولكنى أحب إستخدام التفاهم بالبدايه.... وإن لم يتم الأمر حينها أستخدم العنف.... لهذا طلبت حضور السيد ديفيد.... أتمنى أننى قد أوضحت وجهة نظرى إليك....

 

إتسعت إبتسامه الملك الذى إنحنى حتى أصبح وجهه مقابل وجه ساب.... وقال بمكر: ومن الذى أخبرك أننى لا أعرفك جيدا.... كما أننى رأيتك تتشاجر من قبل.... تجعد ما بين حاجبى ساب وهو يفكر أنه لم يتشاجر مع أحد خلال مكوثه بالقصر.... إذا أين رأه الملك يتشاجر من قبل؟!... رأى الملك تشتت ساب فقال بصوتا مرهق رغم الإبتسامه المرتسمه على شفتاه والتى أعطته جاذبيه قاتله: يوم الحانه حين قمت بضرب ثلاثه رجال ورابعهم فر هاربا منك....

 

إتسعت عينى ساب وهو يقول بصدمه: هل كنت هناك بهذا اليوم؟!... أومأ له الملك بهدوء.. فنظر ساب لعيناه وجد الإرهاق قد تملك منها.... كما ظهرت خطوط حمراء بها.... وهناك هالات سوداء بدأت بالأنتشار أسفل عيناه.... وهذا دليل على إرهاقه الشديد... وقد يكون لم ينم بالأساس....

 

فقال ساب وهو شارد بعينى الملك القريبه منه بطريقه خطيره: عيناك متعبه بشده وترجوك لتريحها لما لا تعطيها بعض الراحه التى تستحقها.... تغير تعبير الملك من الإبتسامه إلى الشرود... وهو ينظر لإحدى عينى ساب الظاهره له.... وقال بصوتا مرهق لم يحاول إخفائه: لأننى أريد أن تكون مملكتى أفضل الممالك.... لهذا لابد لى من بذل الكثير من الجهد لأجلها.... ثم قام برفع يده وأبعد خصلات شعر ساب التى تختبئ خلفها عينه الأخرى.... وهو يستكمل: ومن ثم أنت تنصنحى بأن أستريح وأهتم بذاتى.... بينما أنت لا تهتم براحتك....كما أننى موقن أنك لم تنم أمس سوى سويعات....

 

إبتلع ساب ما بجوفه بتوتر من نظرات الملك.. ويده التى مازالت تمسد خصلات شعره ولم يتركها... والتى كانت تحجب عيناه عنه....حاول ساب التحدث إلا أن جوفه جاف والحديث لا يخرج من فمه.... لهذا تنحنح وبلل شفتاه حتى يجيب الملك.... إلا أن نظرات الملك تحركت من عينى ساب إلى شفتيه... وهنا توقفت أنفاس ساب من نظرات الملك المركزه على شفتيه...

 

ترك الملك خصلات شعر ساب وكاد يلمس شفتاه كما فعلها سابقا.... إلا أن يده توقفت بنصف الطريق وعاد  بنظراته لعينى ساب مرة أخرى.... فوجده ينظر له بضعف وتشتت... والنظره السائده هى الخوف... كما كانت أنفاسه متوتره...فإبتلع الملك ما بجوفه وإبتعد خطوتان عنه وهو يتنفس بقوه... ثم حمم وقال: سأتى معك إلى هناك لأخبرهم بالأمر... أومأ له ساب برأسه وهو ينظر للبعيد....

 

سار الملك تجاه مبنى الحدادين وخلفه ساب الذى يضع يده على قلبه وهو يحاول تنظيم تنفسه...دخل الملك المبنى فتوقف الجميع عن العمل.... ووقفوا بإحترام لحضور الملك..... فتحدث الملك بثبات وهيبه جعلت الجميع يخفضون أنظارهم للأسفل..... خشية منه: من اليوم سيكون السيد ساب المسؤال الأول عن أعمالكم...لهذا كل ما يلقيه عليكم من أوامر ستطيعونها.... ليس هذا فقد بل أنه أصبح أحد أهم مستشارى...... لهذا هو السير ساب من اليوم... هل

ما قلته مفهوم؟!....

 

أومأ الجميع له بطاعه..... فنظر الملك ل ساب ليبدأ هو بحديثه....فإقترب ساب من الملك إلى أن أصبح بجواره وقال بصوتا ثابت قوى: من اليوم سيكون العمل بعدد الإنتاج الذى تنتجونه من أسلحه....

أى كلما كان عدد الأسلحه التى تصنعها أكثر كانت الأموال التى ستأخذها أكثر.... وإن كان أقل فأقل...

 

 

بدأت الهمهمات ترتفع إلى أن تحدث أحد الحدادين ببعض الإنفعال: ولكن نحن لم نتفق على هذا فى بدايه عملنا هنا.... أيده الكثير من الواقفين بحديثه لهذا تحدث ساب قائلا بصوتا مرتفع به بعض الهيمنه: إن ملكنا يتصف بالعدل بين حاشيته... لهذا هو لا يريد الظلم لأحد منهم.... فليس من العدل أن يعطى رجل ينتج خمسين قطعه من السلاح.... وأخر ينتج ثلاثون قطعه ويأخذوا كلاهما الأموال ذاتها.... لهذا فالنحسم هذا الأمر الأن... وسأقولها لمره واحده: من منكم يريد أن يتم أكل حقه بهذه الطريقه؟!....فاليخبرنى الأن لأجل الأمر كما هو.....

 

بعد أن إنتهى ساب من حديثه سقط المكان بصمتا مطبق.... فأكمل بذات القوه إذا من اليوم كل شخص سيحاسب على ما قام به من أعمال.... الأن فاليعود كلا منكم إلى عمله.... بعد إنتهائه عاد كلا منهم إلى عمله.... فإلتفت بنظره لينظر للملك فوجده قد رحل... فتنهد وعاد لمكانه ليستكمل عمله.... 

 

 

 

 

كان ليو يريد لقاء ساب منذ حضوره إلا أن عامه الدراسى الأخير قد بدأ.... لهذا كان يجب عليه الذهاب لمعهده.... وجلب كل ما يطلبه منه المعلمون والحكماء ف هو يتمنى أن يصبح مستشارا للملك ك ماكس.... لهذا يتلقى التعليم المناسب حتى يستطيع إثبات ذاته للملك ولهم ولذاته أيضا....

 

 

 

كان هذا المعهد شاملا يدرس فيه كل ما يتمناه الشخص... من علوم الطب والتدريس والهندسه وغيرها.... إلا أنه لا يلتحق به سوى الطلاب المميزون وأصحاب الطبقات الراقيه.... كما لم يكن طلابها مقتصرون على مملكه الذئاب فقط... بل كان يأتيها الكثير من كافه الممالك..... فقد كانت المملكه مشهوره بكثره حكمائها وعلمائها.....

 

 

 

وبكان أخر كانت سيلا تتجهز لأول يوم لها بمعهد المملكه العتيق الذى يأتيه الطلاب من كل مكان... لقد تحقق حلمها كل هذا بفضل ساب الذى ساعدها على الإلتحاق بهذا المعهد.... بسبب علاقاته الجيده مع الكثير من رجال الطبقات النبيله... الذين قدموا له المساعده برحابه صدر.... وهذا هو عامها الأول بهذا المعهد وقد كان اليوم هو يومها الأول.... لهذا تشعر ببعض التوتر.... وكم تمنت أن يأتى ساب معها إلى

هناك.... إلا أنها تعلم أن لديه الكثير من الأعمال المتركمه.... لهذا قررت الإعتماد على ذاتها....

 

 

 

وصلت سيلا أمام البوابات الضخمه والتى تخطتها وهى تنظر بإنبهار للمبنى العملاق الذى أمامها.... فشجعت ذاتها للتقدم.... ومع أول خطوه لها إصدمت بأحدهم بقوه..... أدت لسقوطها بقوه مؤلمه وسقطت معها كل أشيائها التى تحملها... وكذلك سقط الشخص الذى إصدم بها....

 

 

وقفت سيلا سريعا تلملم أشيائها وهى تنظر للشخص الذى تسبب بسقوطها.... وقالت بحده وهى تلتقط كتبها: ألا تستطيع أن تنظر أمامك حتى لا تصدم بأحد؟!... نظر لها الفتى بغضب هو الأخر وقال: بل أنتى هى العمياء التى لا تنظر أمامها قبل أن تخطو للأمام..... لهذا يجب أن تعتذرى بسبب تواقحك....

 

 

 

إشتعلت نظرات سيلا وهى ترد عليه بصوتا مرتفع نسبيا جعل أنظار الجميع تلتفت لهم: أعتذر منك من المؤكد أنك أحمق..... أنت هو المخطأ هنا ف أنت من إصطدمت بى.... وأسقطت كل كتبى لهذا يجب أن تعتذر أنت.....

 

 

 

إقترب منها الفتى وقال لها بغضب وإستصغار وقد إحمر وجهه: أنا أعتذر منك أنتى.... وأشار لها بإحتقار.... إلى هنا وإنفلت التعقل من سيلا.... التى رفعت يدها وصفعته على وجهه بقوة... وقالت والشرار يتطاير من عينيها: هكذا أنا أعتذر ممن يتطاول على بالحديث....كان الفتى ينظر لها بزهول بالبدايه فلم يكن يتوقع أن تصفعه.... إلا أنه بعد إستعابه كاد يرد لها الصفعه صفعتان.... وقبل أن يرفع يده ليرد لها صفعتها.... إستمعوا لصوتا مهيب يقول بثبات: كفى تواقحا بمكان مقدس كهذا.. فإن أردتما الشجار فسيكون هذا خارج حدود معهدى.... نظر كلاهما للمتحدث بصدمه... وقالا بصوتا واحد: الحكيم وليم!!....

 

 

يتبع