الفصل الخامس والأربعون - مملكة الذئابBlack
الفصل الخامس والاربعون
من كان يمر جوار ورشه الحداده التى يملكها
ساب كان يستمع لأصوات النقاش الحاده بشده....حين كان مارلين يحاول إفهام أليس أن ما
تريده فعله أمرا خطأ.... كما أنه لن يفعله...ولن يسمح لها بفعلها هى الاخرى....
كانت ملامح أليس تكوسها الإرهاق الشديد...
وعيونها زابله بسبب كثره بكائها.... كما أن صوتها قد بح من كثرة نزاعها وبكائها....
تحدث مارلين بثبات وهو يحاول تهدأتها وإقناعها أن ما تريده..... نتائجه لن تكون جيده
بل سيأتى بنتائج عكسيه.... ولو فعلتى ذلك ستقومين بإشعال النزاع بين أبيها وشقيقها....
وقد يقتل أحدهم الأخر: هل هذا ما تريدنه أن يموت أخيكى؟!....
ردت عليه أليس بقهر وصوتا باكى: واللعنه
أنا لا أقول ذلك...كما أننى لم أعد أحتمل هذا الأمر بعد الأن.... فقد كاد يقتلها مساء
أمس..... وحين حاولت إبعاده عنها قبل أن يقوم بقتلها.... هاجمنى وكاد يقتلنى أنا الأخرى.....
ألا ترى أثار يده المنتشره على جسدى ووجهى..... ثم توقفت عن الحديث وهى تنظر له بسخريه
متألمه.... وأكملت: أم لأنك مثله ترى أن ما فعله شئ من حقه أن يفعله.... حتى أنك لم
تغضب حين رأيت وجهى الذى طبعت أصابعه عليه.... ولا يدى التى قام بكسرها.... إنتظر هل
أقوم بإزالة ملابسى لك من أجل أن ترى تلك الكدمات المنتشره به.... حتى أستطيع الحصول
على شفقتك سيد مارلين..... أتعلم أنت لست سوى لعين مثله....
وكادت تتركه راحله إلا أن أيدى مارلين أوقفتها....
وهو يعديها لمكانها مره أخرى وهى يتحدث بغضب: هل تريدين أن أذهب له وأقوم بقتله على
ما إقترفته يداه بحقك؟!... هل هذا سيجعلكى تشعرين بالراحه؟!.. هل ستظلى تحبينى بعدما
أقتله؟!.... هل ستشعرين بعدها بالأمان مع رجلا يده ملطخه بدم والدك؟!... هو رجلا حقير
وجميعا نعلم ذلك.... كما أننى لا أسمح لكى أن تتحدثى عما أشعر به.... لأنك لا تدرين
شئ عن تلك النيران المشتعله داخلى حين رأيتك أمامى كما أنه أباكى لهذا لا يحق لى التدخل.....
أتمنى أن يكون عقلك السميك قد فهم شئ مما قلته.... قاله وهو يشير بيده على رأسها....
ثم قام بإبعادها عنه وهو يعطيها ظهره وهو
يزفر أنفاسه بغضب.... إبتلعت أليس ما بجوفها وهى تقول بصوتا حاول التمسك: لهذا أقول
لك أن تتركنى أذهب ل ساب لأخبره بما فعله بنا أبى.... إستدار لها مارلين بحده وهو يقول
بإنفعال وقد ضاق ذرعا من عنادها: أنا لا أستطيع فهم ما يدور بعقلك هذا...أنظر لك الأن
وأشعر بالخوف منك لما تريدين فعله بأخيكى....لما تحبين جذبه للشر بهذه الطريقه المؤذيه
والموجعه للقلوب....بتصرفاتك الحمقاء والأنانيه هذه لا أركى سوى فتاة تحب جذب أحبتها
للإنغماس بالشر... ما فعله أباكى خطأ إلا أنه قد أنتهى... كما أن والدتك لن تتقبل أن
يتشاجر زوجها وولدها معا.... حتى وإن كانت حياتها الثمن.... لهذا فالتكفى عن تدمير
من حولك أليس من أجل ألما لن يدوم....
كانت نظرات أليس مزهوله وهى تستمع لحديث
مارلين.... إلا أنها قالت بصدمه وهى تشير ل نفسها: هل تقول هذا الحديث لى أنا.... ثم
تحولت صدمتها لغضبا حارق وهى تتقدم منه.... وتصرخ به باكية وتضربه بصدره.... لعله يشعر
ببعض الألم الذى تشعر به: أنا من لا يسمح لك أن تكلم حديثك السخيف هذا....أتعلم لما
لأنك واللعنه لم ترى شئ مما رأيته انا.... لم يتم معاملتك على أنك شئ قذر من قبل...
لم ترى دماء والدتك تحيط بك منذ أن كنت
بالثالثه من عمرك...... لم ترى والدتك ملقاه أرضا لا تحرك ساكنا وشقيقتك الكبرى تخبرك
أن كل شئ سوف يصبح بخير.... إلا أنك تعلم أنها كاذبه....لم ترى أبيك ينظر لك نظرات
قاتله..... ليس هذا فقط بل ويتهجم عليك ليقتلك.... فتركض لتختبأ وتحتمى بأحد فلا تجد
غير شقيقتك التى لا حول لها ولا قوة... إلا أنها السند والملجأ الوحيد المتبقى لك....
لم ترى شقيقتك الرضيعه وهى تموت أمامك من أجل أبيك الذى يرى أنها لا تستحق الحياة.....
كان مارلين ينظر لها بعينى تلمع بالدموع
بسبب إنهيارها.... كما كانت شهقاتها مرتفعه وتخرج بين كل جمله والأخرى.... إلا أنه
لم يوقفها بل تركها تتحدث لعل داخلها يهدأ.... إلا أن أليس توقفت عن الحديث وشردت.....
ثم نظرت له وقالت بصوتا متشقق: لهذا واللعنه لا تخبرنى أننى أحب الضرر لأحبتى....ولا
تخبرنى أننى أنشر الشر...... لأن الشر الذى تتحدث عنه وجد باليوم الذى قررت به والدتى
الإرتباط بهذا الرجل المدعو ب أبى.....
وإلتفتت لتتركه راحله إلا أنه سألها متعجبا:
أين كان ساب بهذا الوقت؟!... كما أين ذهبت شقيقتك الكبرى التى كانت تحميكم من بطش أبيكى؟!....
إلتفت له أليس وهى تبتسم بسخريه وقد عادت عيناها لتمتلأ بالدموع: لقد تم قتلها بدما
بارد... إلا أن روحها أبت الرحيل حتى لا نلقى مصيرها.... فتركت لنا ما تبقى من شظايا
هذه الروح لنحتمى بها ورحلت.... أنهت أليس حديثها وتركته راحله قبل أن يكمل حديثه.....
تنهد مارلين بأسى وهو ينظر ل أليس التى
تسير بخطى سريعه عائده لمنزلها.... وهو يقول بغضب: اللعنه عليك جورج.... وإستدار عائد
ليستكمل عمله فهو كما قال... لا يحق له التدخل بينهم فهو مازال لا يستطيع أخذ
أليس حتى يقوم بحمايتها....
❈-❈-❈
كان يجلس بمكتبه ينظر لمذكرات والدته بشرود
فلقد إنتهى من قرأتها.... ولكن مازالت كلماتها الأخيرة تتردد بإستمرار داخله...
أتمنى يا صغيرى أن تجد هذه المذكرات قبل
أن تصل إليها أيدى أحدهم... فيمزقها قبل أن تعلم حقيقه ما حدث.... وأننى أحببت أبيك
ولم أخنه كما سيخبرونك....وأحببتك أنت أكثر من أى شئ بهذه الحياة.... ف أنت كنت النور
الذى أضاء عتمتى...وأعطانى ما لم يقدمه لى أحد من قبل ألا هو أن ينتمى لى طفلا بهذه
الملامح الملائكيه...رغم أننى لا أعلم هل سأعيش لليوم الذى أراك به رجلا وسيم... تتهافت
عليه النساء بسبب جماله المميز والمختلف.... أم سأكون بمكان أخر غير هذا.... إلا أننى
متأكده أنك ستكون ملكا عادل....وزوجا محب....وأبا حنون..
كما أريدك أن تعلم أننى لم أكن أريد حدوث
كل هذا فقد تم إجبارى.... قد تبتسم الآن
بسخريه وتتسأل.... كيف لملكه أن تجبر على فعل شئ؟!.. وهى بإستطاعتها الإطاحه بمن يقف
أمامها.... إلا أننى أريد أن أخبرك أنك مخطأ... لأنه كلما كنت تمتلك أشخاص تهتم لأمرهم...
كلما كثرت القيود التى تقيدك وتكبح حريتك حتى تستعبدك لها....قد لا تفهم ما أقوله لأنك
لست إمرأة قد يتم الإطاحه بها فقط لكونها أمرأة.... لهذا نصيحتى لك يا صغيرى أن لا
تحكم عقلك مع من تهتم لأمرهم... لأنك قد تفقدهم بلحظه تعقلك هذه...قد ترى نصيحتى جنونيه
قليلا...إلا أننى أدعو الإله أن لا تسخدمها يوما ما.... لأنها ستكون موتك حينها....
أغمض الملك عيناه بإرهاق لبعض الوقت ولكنه
فتح عيناه وواقف عن مقعده..... وسار تجاه شرفته ينظر للسماء المشرقه بنور الصباح...كما
أن الإرهاق ظهر جليا علي ملامحه.... خاصه مع زبول عيناه التى لم تفقد رونقها....بل
أصبح لها سحرها الخاص.... وهذا بسبب عدم نومه سوى سويعات قليله منذ ما يقارب الإسبوع....
ظل هكذا ينظر للسماء ويستمع لأصوات الطيور
وهذا بعث القليل من الراحه لقلبه... وحين شعر بالسكينه إلتفت خارجا من غرفته... بعد
أن ألقى نظرة جانبيه على مذكرات والدته الموضوعه على طاولته..... وصل الملك لمكتبه
ولكن قبل دخوله أمر الحرس بأن يقوموا بإيقاظ المستشارين..... وكذلك المستشار السابق
دوغلاس من أجل إجتماعا عاجل.... وتركه ودلف لمكتبه لينهى بعض الأعمال إلى حين يأتى
الجميع....
بدأ الحارس بالذهاب لواحد تلو الأخر كان
جميعهم متيقظين... ما عدا ديفيد النائم والذى ظل الحارس يطرق بابه لأكثر من مرة...حتى
إستيقظ غاضبا بسبب إصرار الطارق على إيقاظه وكاد يسب الحارس المسكين.... إلا أن الحارس
سبقه بالقول أن الملك من أرسله... حتى يخبره أن هناك إجتماع الأن بغرفه مكتبه....
فتنهد ديفيد بعد أن صرف الحارس... فهو لا
يستحق أن يصب غضبه عليه.... قام بدخول حمامه ثم إرتدى ملابسه وذهب لمكتب الملك ليرى
لماذا طلب الملك حضور الجميع؟!...وصل ديفيد وجلس بمقعده ونظر للجميع.... فوجد الجميع
حاضرون حتى عمه دوغلاس.... ولكن ساب غير متواجد....وكاد يسأل عنه إلا أن الملك سبقه.....حين
نادى الحرس يخبرهم أن يبحثوا عن السيد ساب ويأتوا به فى الحال....
بعد خروج الحارس تنهد الملك وهو يقول للجالسين
أمامه: بما أن السيد دوغلاس قرر الإستقرار هنا.... فأنا أتمنى أن ينضم لنا فمن المؤكد
سنحتاج لخبرته بالكثير من الأمور....
نظروا جميعا تجاه دوغلاس منتظرين جوابه
والذى إبتسم بهدوء... وقال بثبات:كما ترى أيها الملك....أومأله الملك له شاكرا لموافقته
على طلبه....
ثم حول نظره ل ألفين قائلا بجديه: دعونا
نتحدث بما لدينا حتى يأتى ساب.... أخبرنى ألفين ماذا فعلتم بأمر والدة وشقيقه الحارس
جايك؟!... أجابه ألفين بهدوء: لقد أتت الفتاة باليوم الذى أخبرتك به أنها أتيه....وقمت
بمساعدتها هى ووالدتها بالإنتقال لمنزلهم الجديد...كما أعطيتهم بعض الأموال كما أمرتنى..
كما أننى وضعت أحد حرسنا لحميايتهم حتى لا يصيبهم الأذى....
أومأ له الملك قائلا بثبات: أحسنت صنعا
ألفين.... ثم نظر ل ماثيو مكملا: وأنت ماثيو هل من جديد؟!.. نظر له ماثيو بثبات قائلا
بسلاسه: كل شئ جيد إلى الأن.... فقال ديفيد: إذا هذا أمرا جيد...
نفى ماثيو برأسه وهو يقول بتنهيده: بمثل
هذه الأمور لا أظن أن سير الأشياء بسلاسه يعد أمرا جيدا..... ثم نظر ل دوغلاس الذى
يستمع لهم بهدوء منذ جلوسه... وأكمل: ألا توافقنى الرأى سيد دوغلاس....
أجابه دوغلاس برزانته: أخبرنى بما حدث وحينها
أجيبك بطريقه صحيحه....فبدأ ماثيو يخبر دوغلاس بما حدث من البدايه....وإذا نسى سرد
شئ...كان يكمله غيره من الجالسين....
خلال ذلك كان ساب يعمل بالمبنى بتركيز كبير
حتى ينتهى مما بيده....لكى يستطيع الخروج من القصر مبكرا لفعل العديد من الأمور الهامه....
وأهمها الأطمئنان على والدته وأخواته.....فهو قد تأخر ببدأ عمله....بسبب ما حدث مساء
أمس.... فبعد ذهاب ليو لغرفته.... قرر ساب الإطمئنان على كيشان ورفيقته من بعيد....ثم
يذهب ليستريح.....
وبعدما وجدهم نائمون صعد لغرفته لينام....
وحين دلف وجد جوليا ساقطه بنوما عميق فسار
بهدوء حتى لا يقوم بإيقاظها....ثم أخرج
له ملابس مريحه ودخل إلى حمامه وتحمم....
ثم إرتدى ملابسه وخرج مقتربا من الفراش.... وهو يغمض عيناه بإرهاق وكاد يضع جسده
على الفراش....إلا أن طرق الباب منعه....
فتعجب من قدوم أحد له بهذا الوقت....إلا
أنه ظن أنه ليو فهو الوحيد الذى يفعل أى شئ بأى وقت دون تفكير....ففتح الباب وكاد يوبخ
الطارق ظنن منه أنه ليو....لكنه وجدها الأميرة ميلسيا فسألها بقلق: هل أنتى بخير؟!....
أومأت له ميلسيا بهدوء... فتنهد وقد إرتاح
قلبه ثم عاد وسألها متعجبا: إذا لماذا أنتى مستيقظه إلى الأن؟!...فقامت ميلسيا بسحبه
خارج غرفته دون أن تجيبه....ثم قامت بإغلاق بابها بهدوء وتأبطت إحدى ذراعي ساب وهى
تبتسم له إحدى إبتسامتها الهادئه....
فتنهد وسار معها ليعلم ما الذى تريده لكنه
قال لها مشاكسا: أتعلمين أننى الأن قد تيقنت أن ليو قد أخذ منكى تلك العاده التى تقومين
بتنفيذ ما برأسك.... مهما كان الوقت والمكان....
فنظرت له ميلسيا بعبوس مصطنع وهى توبخه
قائله.... بعد أن صفعت رأسه من الخلف: أنتى وقحه يا صغيرة... يجب أن تتعلم كيف تتحدثين
مع من هم أكبر منكى....أنهت ميلسيا حديثها مع وصلها أمام غرفتها...والتى فتحتها وأدخلت
ساب إليها ثم أغلقت الباب خلفها....توقف ساب مكانه وهو يسأله بعيناه عن سبب حضوره هنا
بهذا الوقت.....
فأجابته ميلسيا قائله: أردت الإطمئنان عليكى
صغيرتى.... كما أردت أن تنامى جوارى اليوم... فلقد نمت براحه كبيرة باليوم الذى بقيتيه
معى لهذا أرجوكى وافقى علة بقائك معى اليوم.... ونظرت لها برجاء كبير....
فتنهد ساب وأومأ لها موافقا فهو يشعر بالتعب
ولا قدرة له على مجادلتها.... إلا أنه قال قبل نومه: ولكنى أريد الإستيقاظ بعد أربع
ساعات على الأكثر.... لأن لدى الكثير من الأعمال أريد الإنتهاء منها.....
فقالت ميلسيا له بحب: لا بأس بذلك فالتنامى
وأنا سأقوم بإيقاظك....أوما لها ساب ونام كلا منهما على جانبى الفراش....فنظرت ميلسيا
ل ساب قائلة بحنان أمومى: تصبحين على خير جميلتى....ثم قامت بتقبيل رأسها ونامت....
ظل ساب ينظر لها وقد سقطت بسباتها سريعا
ثم إرتسمت إبتسامه هادئه على شفتاه....ولم تمر سوى دقيقه وغط بنوما عميق هو الأخر.....
بعد مرور وقتا لا بأس به بدأت أشعه الشمس
بنشر ضوئها داخل الغرفه بأكملها...وهذا جعل ساب يفتح عيناه متضايقا...بسبب إنتشار الضوء
بالمكان....وكاد يغلق عيناه مره أخرى ليستكمل نومه....إلا أنه تذكر ما سيفعله
اليوم....ففتح عيناه على وسعها حين أدرك أن الشمس قد أشرقت إذا لقد تأخر...
لهذا قام ليخرج ولكن بهدوء حتى لا يوقظ
الأميرة ميلسيا من سباتها.... وفتح باب غرفتها وظل ينظر يمينا ويسارا قبل خروجه حتى
لا يراه أحدهم ويظن به سوء..... وبعد إطمئننه أنه لا يوجد أحد بالرواق خرج مسرعا لغرفته
لتبديل ملابسه ويبدأ عمله....لكنه لم يلاحظ تلك العينان التى رأته وهو يركض خارجا من
غرفة الأميرة ميلسيا....
عاد ساب لغرفته وإخراج ملابسه وقام بإرتدائها
كما قام بإخراج ورقه وخطى بها رساله ل جوليا يخبرها... أنها قد لا تراه اليوم بسبب
تراكم الأعمال لديه..... وأن لا تقلق إذا تأخر.... وقام بوضعها الرساله بجوارها وقبل
رأسها بحنان وخرج من غرفته بهدوء....
وصل ساب للساحه الخلفيه ودخل مبنى الحدادين
وقام بوضع الحطب لإشعال النيران وجهز كافه أدواته التى سيحتاجها....وحين إنتهى قرر
الإطمئنان على كيشان إلى حين غليان الإناء ليسيل الحديد الصلب....
وصل ساب للحظيرة الخلفيه ودلف للداخل....
فرأى كيشان مستيقظ هو ورفيقته وكلاهما ملتصق ببعض...كما أن رفيقته تستند عليه بجسدها....
فإقترب ساب منهما ثم إنحنى لهما وهو يربت على رأسيهما بإبتسامة حانيه...فزمجر كيشان
براحه وقرب رأسه من أيدى ساب.... فتبسم ساب لهذا وإقترب منه مقبلا ما بين عيناه كما
يفعل عادة....
ثم تقدم من رفيقته وفعل لها المثل وقال
لها بإبتسامه حنونه: حسنا بما أنكى لا تملكين إسما يا صغيرة... فما رأيك بما أنكى ألقيتى
بسحرك وذكائك على هذا السيد الوسيم وأشار ل كيشان بيده....ما رأيك ب سانسا كإسما لك؟!...فزمجرت
الذئبه بود ل ساب لأنه لطيف معها....كما أن رفيقها يعامله بحب إذا هو شخصا جيد....
فإبتسم ساب حين زمجرت له بود فأدرك أن الإسم
قد لاقى إستحسانها... فإبتعد عنهم تارك لهم مساحتهم الخاصه.... وعاد لعمله ليبدأ به
وبعد ما يقارب الساعتين....وجد ساب صوتا رقيقا يناديه من خلفه بإستحياء: سيد ساب كيف
هو حالك؟!....
إلتفت ساب فوجدها الفتاة صديقه السيدة كيت
وإحدى وصيفاتها...والتى إلتقى بها بمكتب الملك تعجب ساب من مجيئها إليه....إلا أنه
لم يظهر ذلك....وقال بإبتسامه هادئه: بخير وأنت كيف حالك؟!....ونظر لها لتخبره إسمها
رغم علمه به.... إلا أنه أرد أن يخبرها بطريقته أنه لا يتذكرها جيدا....لأنه غير مهتم
بمعرفتة....
إلا أن إبتسامتها لم تختفى وقالت ببشاشه:
جيلان سيدى.... فأكمل ساب: إذا كيف هو حالك جيلان؟!...أجابته جيلان بإحترام ولمعه عيناها
لم يغفل عنها ساب...الذى يعلم سببها كما أنه شعر بالضيق.....لأنه يجب عليه كسر تلك
اللمعه حتى لا تتعلق به....قائله: بخير مادمت أنت بخير سيدى....
فأغمض ساب عيناه وهو يلعن بصوتا منخفض ثم
فتحها....وهو يعود لعمله...وهو يسألها بجديه: هل حدث شئ ما حتى أتيتى لتخبرينى به؟!...
ردت عليه جيلان سريعا وبدون تفكير:لا...لا...لم يحدث شئ.... ولكنى رأيتك وأنت تدخل
مبنى الحدادين فأردت الإطمئنان عليك....كما أردت شكرك على ما فعلته معى بهذا اليوم....
فتنهد ساب وهو يتسأل دخله: متى شعرت بإعجابها
نحوى؟!... متى؟!...وهى لم ترانى سوى مرة واحده....لكنه قال لها بثبات: أنا لم أفعل
شئ كما لو كانت هناك فتاة أخرى غيرك لكنت فعلت معها ما فعلته معك....أنهى حديثه وهو
يقصد به إحراجها كما تمنى أن تعود من حيث أتت....
شعرت جيلان بالحزن بسبب ما قاله ساب إلا
أنها قررت الإستمرار بما تفعل وهى تسأله برقه: هل تناولت فطورك سيد ساب؟!...رد عليها
ساب بهدوء وقد عاد بكامل تركيزه إلى عمله: أنا لا أحب تناول الفطور....كما أشكرك على
قدومك أتمنى لكى يوما سعيدا....
كان حديث ساب واضحا أنه لا يريد تواجدها
معه أكثر من ذلك....إلا أنها لم تلقى بالك لما قاله....وقالت مسرعه: إذا سأقوم بتجهيزه
لك؟!... وتركته راحله دون أن تعطيه فرصه للقبول أو الرفض...فقزف ساب مطرقته لتسقط أرضا
فأصدرت صوتا عاليا....وهو يزفر بغضب فقد أدرك....أن هذه الفتاة لن تبتعد إلا بالطريقه
الصعبه....والتى لا يحب إستخدامها إلا أنه مضطرا لهذا....حتى ينتهى من هذا الأمر....
تنهد وكاد يهبط ليلتقط مطرقته ليعود لعمله....
إلا أن أحد الحرس أتى وأخبره بضروره الذهاب لمكتب الملك من أجل إجتماعا عاجل....فتبسم
ساب وترك ما بيده سريعا ليذهب للملك....حتى لا يلتقى بهذه الفتاة...وأذا حدث وأتت لا
تجده فتدرك أنه غير متقبلا لوجودها....
وصل ساب ل مكتب الملك ودلف بعدما سمع إذن
دخوله.....حين دلف تعجب من وجود دوغلاس إلا أنه أبتسم وذهب جالسا جواره....
وهو يبتسم له بصفاء ولاحظ أنهم يتحدثون
بشأن مملكه إستباليا.....كما أنهم قد أنهو حديثهم لأن الملك سأل ديفيد قائلا: ماذا
عنك ديفيد؟!... متى موعد وصول الليدى ففيان ؟!..
أجابه ديفيد بتنهيده :حين أرسلت أحد رجالى
ليخبرها بوجوب حضورها للقصر الملكى بأمر من الملك...أخبره أحد خدمها أنها ليست بالمملكة
بالوقت الحالى....وأنها ستعود بنهاية هذا الأسبوع فسأله ماكس مستفسرا :إلى أين ذهبت
؟!...
أجابه ديفيد بثبات: ما علمته أنها سافرت
هى وشقيقتك لرؤية بعض أصدقائها وستعود خلال إسبوعا من الأن.... أومأ له ماكس فقال الملك
بهدوء لدوغلاس: من المؤكد أنك علمت مدى رغبتى بحضورك حين تأتى الليدى ففيان....
أومأ له دوغلاس وهو يقول برزانه :أجل علمت
بهذا.... تحدث ألفين قائلا: اليوم رأيت الحكيم وليم وهو يسير مع كيت متجهين ل معمله
على حد ظنى..... أومأ له ماكس قائلا بإرهاق: أجل فلقد أخبرنى أنه قام بأقناعها أن الأعشاب
التى معه من الاعشاب النادرة..... التى لها مفعولا سحريا كما أخبرنى أنها لا تريده
أن يخبرنى بشأن الأعشاب..... وأنها هى من تريد إخبارى بالأمر.... ربت ألفين على كتفه
يؤذره وهو ينظر له مبتسما..... فرد له ماكس الإبتسامه بإرهاق ....
كاد الملك يتحدث إلا أن إنفتاح الباب بدون
إستئذان لفت أنظار الجميع نحو الواقف أمامهم بإبتسامه بارده على محياه.... تنهد الملك
من عجرفه عمه وقال ببرود: أظن أن الأبواب صنعت لطرقها دراكوس..... كان رد دراكوس عباره
عن رفع إحدى حاجبيه له دون رد....ثم حول نظره للجالسين إلى أن سقطت عيناه على دوغلاس.....
فقال ببرود: لقد ظننتك مت أيها الرجل؟!....
فأجابه دوغلاس بإبتسامه :وأنا ظننت أنك أصبحت عاقلا لهذا لا بأس...إبتسم الجميع بسبب
رد دوغلاس على حديث دراكوس.....الذى إقترب من دوغلاس وهو يقول بود :إشتقت لك يا رجل....كذلك
وقف دوغلاس وكلاهما إحتضن الأخر....وبعدما حيى دراكوس الجميع.... جلس على أحد المقاعد
وهو ينظر للوافد الجديد.... الذى رأه أمس....
وهو يقول بسخرية :منذ متى تسمح بحضور الصبيا
لمجلسك إستيف؟!... نظر له الجميع نظرات حانقه.... كاد ساب يجيبه إلا أن الملك أجابه
بصرامه: دراكوس أظن أنه من الجيد أن تحترم جميع من بهذه الغرفه....لأنك بإهانتك لأحدهم
تهين الملك.....وهذا ما لا أسمح به
حتى وإن كنت أنت دراكوس....
لم تتغير ملامح السخريه المرتسمه على وجه
دراكوس....الذى قال وهو يرفع يده دليل على إستسلامه: لك هذا....ثم نظر ل ساب الذى يطالعه
ببرود....وأكمل ببروده الساخر: إذا ما
الذى فعلته بذئبتى الجميلة أيها الشجاع؟!...رد
عليه ساب ببرود مماثل لبروده ...وهو ينظر لعيناه:أظن أنه من الجيد أن تذهب وتراها بنفسك.....أظنها
سترحب بك هى ورفيقها كما فعلت أمس..... صدرت ضحكه ساخره منه ثم إقترب بوجه تجاه ساب....وهو
يقول ببريق من الإعجاب:هل أخبرتك إنك تروق لى يا فتى؟!....
أجابه ساب بذات البرود: أما أنا فلا تروق
لى يا رجل....أنهى سؤال ديفيد هذه النظرات وهو يتسأل بدهشه :هل ما فهمته صحيح؟!...
هل قمت بإحضار ذئبه ل كيشان؟!... ونظر للملك فأومأ له الملك وهو يشير ل ساب قائلا بثبات:
ساب من طلب هذا بعد أن إستطاع السيطره على عنفوان وقوة كيشان...بأحد أعشابه المهدئه
حتى لا يقوم بإذاء ذئبته....وها قد نجح الأمر...
قال ألفين بإعجاب :أحسنت ساب فلقد نجحت
بفعل ما فشل فيه الجميع....إبتسم ساب لمدح ألفين له .....إلا أنه نظر للملك وهو يقول:
لقد حدث ما أخبرتك به سيدى وأصبح الحدادين يعملون لوقت إضافى..... فأمس ظلوا لوقت إضافى
حتى ينتهوا من صنع الكميات المطلوبه.. لهذا سيسير الأمر كما خططنا له.....
أومأ له الملك وظلوا يناقشون بعض الأعمال لبعض الوقت.....وحين إنتهوا خرج واحد تلو الأخر
ليقوم بعمله....تحدث دوغلاس ل ساب وهو يقف ليخرج هو الأخر: فالتأتى معى أريدك بأمر
ما .... رد ساب قائلا بهدوء: حسنا سأنهى أمر ما مع الملك ثم نتحدث... أومأ له
دوغلاس وهو يقول له سأنتظرك بغرفتى.... وخرج من الغرفه مع الباقين.... وظل بالغرفه
ساب ودراكوس والملك....
تحدث ساب بثبات: أمس كان سير العمل كما
توقعت فقد زاد عدد الأنتاج للضعف اليومى
كما توقعت.... رد عليه الملك بهدوء :هذا
أمرا جيدا.... تنحنح ساب مكملا: كما أريد أن أنهى أعمال اليوم مبكرا.... من أجل الخروج
لرؤيته عائلتى والإطمئنان عليهم.... أومأ له الملك متفهما: أفعل ما تشاء ساب.... فأنت
لك مطلق الحريه بفعل ما تريد.... أومأ له ساب وخرج لينتهى من أعماله سريعا....
بعد خروج ساب قال دراكوس وهو ينظر للباب
بشرود: يشبهك كثيرا.... يعلم الملك من يقصد بحديثه.... إلا أنه تصنع عدم الفهم وسأله:
من هذا الذى يشبهنى؟!... نظر له دراكوس بحاجب مرفوع وقال بسخريه: من سيكون أقصد العجوز
دوغلاس بالطبع..... ثم وقف وهو يكمل حديثه: بالمناسبه أردت أن أخبرك أننى سأعود لمنزلى
غدا صباحا.....
فقال الملك بتعجب: ولما ذلك ألا يروق لك
المكان.... إبتسم دراكوس بمكر وهو يقول: بلى يروق لى كثيرا.... وخاصه بوجود هذا الصبى
الذى قررت أن تكون الحامى له....رغم أننى واثق أنه يمتلك لسان سليط لا يصمت أمام أحد....
فقال الملك بثبات: إذا لماذا لا تظل معانا
لبعض الوقت ....كما أن الليدى فيفان ستأتى عما قريب كما علمت.... أنهى حديثه بمكر يعلم
ما يفعله نظر له دراكوس ببرود وهو يقول: لماذا هل تريد أن تقوم بقتلها لهذا تريد بقائى؟!....
ظهرت إبتسامه على شفتى الملك الذى أكمل
بمكر... وحاجب مروفوع: وهل تظن أنك تستطيع فعلها؟!.... ضرب دراكوس الطاوله بيده غاضبا
وهو يقف عن مقعده بحده قائلا: اللعنه على
إذا أخبرتك بشئ يخصنى مرة أخرى.... وغدا
حقير.... وخرج صافعا الباب خلفه.... صدرت من الملك ضحكه هادئه فقد تأكد من بقاء دراكوس
هو الأخر.....
هو يعلم أنه يستطيع السيطرة على الليدى
فيفان وحده.... ولكن الطرق الذى سيستخدمها معها لا تجوز....كما أن ماكس لن يتقبل هذا
حتى وإن كانت والدته مخطأه بحقه هو وزوجته....ولأنها سيدة ليست بالهينه أرد أن يحكم
قيودها بوجود دوغلاس والحكيم.... كما أن وجود دراكوس سيفيدهم بشدة....
وصل ساب لغرفه دوغلاس وطرق بابها....ثم
دخل فوجد دوغلاس يمسك ببعض الأوراق ويقوم بقرائتها....فقال ساب بهدوء: إذا قررت البقاء
هنا... نظر له دوغلاس بهدوء قائلا: ماذا ألا يريحك وجودى هنا....نظر له ساب بثبات وهو
يتقدم منه قائلا بحب: أنت تعلم أن ما تقوله غير صحيح.... كما أن وجودك يشعرنى بالأمان....كما
أعلم أنك قررت البقاء من أجلى وهذا شئ أسعدنى أيها العجوز....
إبتسم دوغلاس له وهو يقول بحنان :أنت تعلم
أنك أغلى ما أملك بهذه الحياة...تم أخرج تنهيده حارقه من جوفه فسأله ساب بهدوء :ماذا
هناك هل حدث شئ ما؟!.... فأشار دوغلاس للخاتم الذى يرتديه ساب وقال بحزن لم يحاول إخفائه:
إلى متى؟!....ثم قام بملامسته وهو يكمل: أرى أن دنياكى أصبحت أفضل.... لهذا لما لا
تفكرين بالكف عن إكمال هذا الأمر.... ألم تشتاقى لتلك الحبيسه التى تفننتى بقتلها....
أبعد ساب يده عن متناول أيدى دوغلاس وهو
يقول بجديه وحده مفرطه:لا....لا أفكر بإعادتها
لأن كل ما وصلت له اليوم....هو لأننى ذكر وليست أنثى بعيون الجميع دوغلاس.... أغمض
دوغلاس عيناه متنهدا وهو يجيبه قائلا: أنتى مخطأه صغيرتى الأمر...لم يعطي ساب فرصه
لدوغلاس ليكمل حديثه حين ضحك بسخريه وهو يقول بحده: أنت من تقول هذا الحديث
لى....
ثم إقترب منه إلى أن أصبح وجهه مقابل له
وهو يكمل بإنفعال:أتتذكر تلك الصغيرة التى كانت تستيقظ وتبكى وتصرخ خوفا من أن يحاول
أحدهم الإقتراب منها وإذائها...أنا لم أعد هذه الفتاة... وهذا لأننى أصبحت رجلا....هل
كنت تظن أن جميع هؤلاء الرجال كانوا ليتقبلون وجودى إذا علموا بحقيقتى؟!.... إبتسم
ساب بسخريه مكملا: أقسم أنهم ليقوموا بقتلى وهذا أقل ما سيقدمونه لى....
رد عليه دوغلاس بإنفعال هو الأخر:أنت لا
تعلمين ما أستطيع فعله بعد يا صغيرة؟!... فلا يوجد من يستطيع إذائك وأنا على قيد الحياة...
رد عليه ساب وهو يقول بدهشه : وأنا لن أقبل أن تتأذى بسببى يوما ما واللعنه...كما لا
تصيبنى بالجنون....كيف لك أن تخبرنى ألا أعتمد على أحد سوى نفسى.... ثم تأتى الأن وتقول
عكس هذا....أنا لسه دميه تحركها كيفما تريد... يكفى ما أصبحت عليه....صمت يأخذ أنفاسه
وأكمل بمرارة:
كما أننى متقبل ما أنا عليه...لهذا لا أريد
التحدث بهذا الشأن مرة أخرى....
ثم تركه خارجا من الغرفه وهو يشعر بالندم
على ما فعله مع دوغلاس....فهو يدرك أن دوغلاس لا يريد سوى الأطمئنان عليه...إلا أنه يعلم كذلك أنه لابد أن يفعل ذلك فدوغلاس قد يضحى
بكل ما يملك من أجله...لهذا كان يجب أن يشعره أنه متقبل ما أصبح عليه...حتى يكف عن
التحدث بهذا الأمر مرة أخرى....كما أنه لا وجود ل سابين سوى بقلبه...وهو قد إكتفى بتقبلها
داخله.....
سار ساب إلى أن وصل لمبنى الحدادين وأكمل
عمله.....وحين إنتهى عاد لغرفته ليبدل ملابسه وبعد إنتهائه ذهب ليبحث عن جوليا...بعد
أن قرر أخذها معه حتى ترى الجميع.....ثم تعود معه مرة أخرى....وصل ساب للساحه الخلفيه
وجد جوليا تحمل سيفا من الخشب تتدرب به وحدها....
وصل إليها ثم وقف خلفها بهدوء وهو يقول
لها بعد أن أمسك يدها التى تحمل السيف: يجب أن تعطى لسلاحك قيمته حتى وإن كان سلاحا
من خشب..... حتى يعطيكى هو ما تريدنه منه... فسألته جوليا قائلا بإستفهام: وكيف ذلك؟!...
أجابها ساب وهو يتحرك معها: تحركى معى حتى
تعلمى مقصدى....ظل يتحرك معها بهدوء وهى تشعر أنه يعطى للسلاح الخشبى حقه وهو بين أصابعه....وكذلك
حركاته مدروسه....ومن ثم إبتعد عنها على حين غفله...وحمل سلاحا أخر وقام بمقاتلتها
وكان يوجهها حين تخطأ...وحين شعر بإرهاقها أسقط سيفه وهو يقول لها:تجهزى سنذهب لرؤية
العائله....ثم تركها وذهب ليرى كيف هو سير العمل بالمبنى....
وخلال دقائق كانت جوليا قد إنتهت من تبديل
ملابسها ورحلت هى وساب لمنزلهم... ولكن قبل ذهابهم للمنزل عرج ساب لورشته حتى يرى سير
الأعمال بها كما أنه إشتاق لها ولمارلين...وصل هو وجوليا أمام الورشه....فوجدوا مارلين
وحده يعمل ويظهر عليه الإرهاق الشديد....
فقال ساب بصوتا مرتفع حتى يسمعه مارلين:
كيف حالك يا رجل؟!... إلتفت مارلين فوجد ساب وجوليا أمامه...فقال بدهشه: ساب...إبتسم
ساب وهو يجيبه قائلا: لا لست أنا....
فسأله مارلين مستفسرا: هل أليس هى من طلبت
حضورك؟!...تعجب ساب لسؤال مارلين لهذا سأله هو الأخر: ولماذا ستطلب أليس حضورى؟!..
ثم صمت للحظات وإتسعت عيناه وهو يقول بقلق: هل حدث شئ لإحدهن؟!....وكاد يتحرك ليتجهه
لمنزلهم إلا أن مارلين أوقفه حين أدرك أن أليس لم تخبره بشئ.... قائلا: أنهم بخير ساب....
ولكن هناك ما أود أن أتحدث به معك...
تقدم ساب منه وهو ينظر له بثبات وتر مارلين
وقال له بشك: ما الذى حدث وأنت لا تريدنى أن أعلم به.... تنهد مارلين وهو يقول بتعقل:
حسنا سأخبرك بما حدث حتى لا تثور حين تذهب لمنزلك...ولكننى أريدك أن تقسم لى أنك ستفكر
قبل أن تقدم على فعل شئ ما....
أجابه ساب بحدة وقد تأكله القلق: تحدث مارلين
أو أتركنى أذهب لمنزلى وأعلم منهم ما حدث....أغمض مارلين عيناه وهو يتنفس بحده ثم تحدث
قائلا: لقد قام والدك بضرب والدتك.. وحين تدخلت أليس لتفصل بينهم قام بضربها هى الأخر....
كما قام بكسر معصمها....
حين إنتهى مارلين من حديثه صدرت شهقه قويه
من جوليا.....وإمتلات عيناها بالدموع وهى تنظر تجاه ساب الناظر له بثبات والذى لم يصدر
منه أى رد فعل.....بل ظل ساكن مكانه لا يتحرك....وهذا أخاف مارلين أكثر من ثورته التى
ظن مارلين أنه سيقوم بإشعالها....حين يعلم بالأمر إلا أن ساب تحدث بجمود ذاد من توتره:
وهل حدث شئ ل سيلا والصغيرة؟!...
إبتلع مارلين ما بجوفه وهو يجيبه قائلا:
كلاهما بخير فقد حرصت أليس على بقائهم بغرفتك حتى لا يشعروا بالخوف....كان مارلين يظن
أن بقوله هذا ساب سيهدأ من غضبه.... إلا أن ما قاله جعل ساب يغمض عيناه بحسره وهو يعلم
أنهم قد إختبأ بغرفته ليحتموا بها....وهو لم يتواجد ليحميهم....
ترك ساب مارلين وهو يتوجهه ناحيه منزله
دون حديث....وخلفه جوليا التى تبكى بصمت وقلبها ينبض خوفا من القادم.....ومارلين الذى
يسرع بإغلاق الورشه ليسرع باللحاق بهم.....كان ساب
لا يردد داخله سوى كلمه واحده: لن أسمح
بخروجك سابين....كما لن يعلم أحد بوجودك ما حييت.....ستموتين معى دون أن يعلم أحد أنك
قد خلقتى يوما ما.....
وحين إقترب من منزله قال بصوتا مختنق: لن
تعود صغيرتك دوغلاس....وهذا ليس لأننى من أرفض وجودها....بل لأن الجميع أقسموا على
تدميرها....
يتبع